تدبر كتاب الله البداية

إنضم
26/08/2010
المشاركات
242
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
العراق
بسم1 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فانه علينا ان نتدبر القران ولانقراه بسرعة بهدف ختمه في رمضان والنظر في سورة او بعض سورة خير من ختم القران كله بلا تمعن وبلا معلومة او لطيفة او نظرة جديدة نستخرجها بالتدبر
وهاهنا ابدا بوضع ما اخرج به من تدبري منذ بداية القران ارجو ان يستفاد منه الجميع واحب ان اشجع نفسي ايضا بها لوجه الله تعالى اللهم اعنا وتقبل منا ولاتؤاخذنا ان نسينا او اخطانا
 
هل لاحظتم في بداية البقرة في صفات المتقين كيف اول صفة(يومنون بالغيب)وفي ما بعد خص (وبالاخرة هم يوقنون)
والاخير جزء من الاول لكنه اختص بذكره لاهميته
 
ثم هل لاحظت كيف وصف المتقين (المفلحون)
والفلاحة زرع الارض بعد شقه للزراعة وهو مايحتاج الجهد والمفلح من ظفر وفاز بما اجتهد في فلاحته
يقول الشيخ محمد الشعراوي ان الفلاح يرمي بذرة وهو يؤمن بان الارض التي خلقها ربه ستعطيه زرعا وبذورا كثيرة
فيشبه التكليف وجزاؤه في الاخرة بالبذرة والفلاحة
 
الاية 8 (امنا بالله وباليوم الاخر)هاهي لفظة اليوم الاخر تتكرر للاهمية ان القران يبدأ هكذا مركزا على اليوم الاخر
 
ثم لننظر الى الهدى:انها دنيا السبل والطرق الكثيرة التي يقف الانسان امامها وقد يضل الا المومن المسلم الذي يدعو لان يصل باقصر الطرق داعيا ربه(اهدنا الصراط المستقيم) ثم ان الله يصف من يتقيه بانه عل هدى من ربه ويصف المنافقين بانهم اختاروا الضلال مع ان الهدى امامهم وقد عرفوه فتقصدوا واصروا ان يتركوا الهدى وهكذا القران يرينا انه هدى او ضلال منذ البداية
اللهم اهدنا الصراط المستقيم امين
 
القلوب

القلوب

مرتان ذكر القران القلوب الاولى مع الذين كفروا :قلوب مختومة ومع المنافقين:قلوب مريضة ويزيدها الله سبحانه وتعالى مرضا
ويذكر الحواس:السمع والبصر مع الكفار ومع المنافقين
وفي ذكر هذه الوسائل لطيفة
فان القارئ لكتاب الله يتعجب من الكفار والمنافقين فهم ياتيهم الهدى بالادلة وهم يعلمون انه الهدى فلايؤمنون
وهنا يفكر القارئ لماذا لم يؤمنوا هل حواسهم معطلة هل قلوبهم او عقولهم لاتفكر
فيجيب القران عن هذا التساؤل
 
الرزق

الرزق

(مما رزقناهم ينفقون) كان هذا في بداية سورة البقرة ثم تجدد ذكر الرزق (من الثمرات رزقا لكم)ثم ذكر في معرض البشارة (كلما رزقوا منها من ثمرة قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) والرزق كل ماينتفع به والقران يركز انه من الله الرزق عشر مرات جاء ذكرها في سورة البقرة
وهي الايات 254 و233 و212و172و126و60و57و25و22و3
ان ماينفعنا من الرزق من الله سبحانه والرزق اتى هنا بكثرة لان الانفاق ايضا هو من اهداف هذه السورة
 
الامثال

الامثال

ياتي موضوع الامثال يقول سيد قطب في سبب ورود اية (ان الله لايستحيي ان يضرب مثلا مابعوضة فمافوقها) هذه الآيات تشي بأن المنافقين الذين ضرب الله لهم مثل الذي استوقد ناراً ومثل الصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق - وربما كان اليهود كذلك والمشركون - قد اتخذوا من ورود هذه الأمثال في هذه المناسبة ، ومن وجود أمثال أخرى في القرآن المكي الذي سبق نزوله وكان يتلى في المدينة ، كالذي ضربه الله مثلا للذين كفروا بربهم { كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون } وكالذي ضربه الله مثلا لعجز آلهتهم المدعاة عن خلق الذباب : { إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه . ضعف الطالب والمطلوب } . .
نقول : إن هذه الآيات تشي بأن المنافقين - وربما كان اليهود والمشركون - قد وجدوا في هذه المناسبة منفذاً للتشكيك في صدق الوحي بهذا القرآن ، بحجة أن ضرب الأمثال هكذا بما فيها من تصغير لهم وسخرية منهم لا تصدر عن الله ، وأن الله لا يذكر هذه الأشياء الصغيرة كالذباب والعنكبوت في كلامه! . . وكان هذا طرفاً من حملة التشكيك والبلبلة التي يقوم بها المنافقون واليهود في المدينة ، كما كان يقوم بها المشركون في مكة .
فجاءت هذه الآيات دفعاً لهذا الدس ، وبيانا لحكمة الله في ضرب الأمثال ، وتحذيراً لغير المؤمنين من عاقبة الاستدراج بها ، وتطميناً للمؤمنين أن ستزيدهم إيماناً . انتهى
 
يشعرون ويعلمون

يشعرون ويعلمون

(يخادعون الله والذين امنوا ومايخدعون الا انفسهم ومايشعرون) ثم (الا انهم هم المفسدون ولكن لايشعرون) اذن ماهو الشعور
الشعور هو ادراك الامور الخفية غير الظاهرة فلهذا لم يشعروا بانهم يخدعون انفسهم ولم يشعروا بانهم هم المفسدون وهذا ذم عليهم بعدم الشعور وفي مسالة السفه يقول القران (الا انهم هم السفهاء ولكن لايعلمون) وهنا الامر واضح كان ينبغي ان يعلموا انهم سفهاء مجرد التفاتة مجرد نظرة متانية لكنهم تبلدت مشاعرهم والبابهم فلا حس ولا شعور
 
ومن الناس

ومن الناس

قوله( ومن الناس ) فيه توصيف دقيق لصف المنافقين فهم من الناس فلا يبرزون ولا يتميزون ليراهم الاخرون خافين لاتراهم الاعين ولايعلمهم الا الله ومن كشف الله له امرهم
 
واذا قيل لهم

واذا قيل لهم

الاولى (لاتفسدوا في الارض)والثانية (امنوا كما امن الناس) نلاحظ هنا التقديم والتاخير فنتدبره فالاولى ان يتوقف المفسد عن افساده ثم بعدها ندعوه للايمان ..التخلية ثم التحلية ..هكذا هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
 
(قيل) المبني للمجهول

(قيل) المبني للمجهول

ولانه مبني للمجهول فهو عام فقد يتوب بعضهم فينصح من يعرفه وقد يكون مسلما ولايفضحه فينصحه كان يكون قريبه او صاحبه او متاجرا معه اوعاملا قربه والقران هنا يهتم بما قيل وليس بمن قاله القران يناقش الفكرة يناقش النصيحة التي يسمعونهاوكيف يردون عليها
 
الذي خلقكم والذين من قبلكم

الذي خلقكم والذين من قبلكم

هل تمعنا في سبب ذكر من قبلنا في سورة البقرة :لو قال اعبدوا ربكم الذي خلقكم فقط ماتساءلنا لكن حق للمتدبر ان يتسائل لما قال واضاف (والذين من قبلكم)
اه انها ليست اول (قبل)لقد وردت في بداية السورة (قبل)اخرى (يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك)
اذن ال(قبل)مطلوبة مقصودة بل وفي محلها:ان سورة البقرة تذكر من قبلنا وسنرى (قبل) مرة اخرى في ثنايا هذه السورة
 
المثلان

المثلان

فهل ننظر الى المثلين الذين ضربهما الله سبحانه وتعالى في اهل النفاق لنسال انفسنا لما هما مثلين وبما فرق الاول عن الثاني
لو نظرنا نجد ان المثل الاول فيه سعي من المنافق للنور للابصار
وفي المثل الثاني نرى ان المنافق ليس بيده شئ بل هو متأثر بما يحصل حوله
في المثل الاول صورة للحيرة والضياع
في الثاني صورة للخوف والمهانة
مثلان يؤكدان لنا فعلا المرض في القلوب وكيف يحتملون هذا
وهل لاحظت ان هناك ضدان في المثلين النار والماء وكلاهما مثلا لنا فريقا واحدا سبحان الله
 
في تذييل المثلين

في تذييل المثلين

المثل الاول ذيله بقوله (صم بكم عمي فهم لايرجعون) والثاني ذيله مرة ب(والله محيط بالكافرين) ومرة ب(ولوشاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شئ قدير)
اما الاول فكان لتاكيد سبب عدم دخول الايمان اليهم لهذا كان التذييل انهم تعطلت مداركهم
اما الثاني فكان لما يحصل بهم من مهانة وخوف وكان فيه بيان ان الله بيده هلاكهم متى ماشاء سبحانه تسلية للمؤمنين المتقين
 
الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون
 
من الثمرات

من الثمرات

فلماذا قال من الثمرات ؟ لم لم يقل الثمرات ولم لم يقل الثمار او الاثمار؟؟؟؟
التعريف في الثمرات تعريف الاستغراق وهو استغراق عُرفي أي من جميع الثمرات المعروفة للناس ودليل كونه تعريف الاستغراق مجيء مِن التي للتبعيض
جمع قلة قالوا عنها انها ثمار الحياة الدنيا رغم كثرتها فهي اقل من ثمار الجنة
من هنا ضرورية فليس كل الثمر رزق لنا بل بعضه
ورد في نظم الدرر: أتي بجمع القلة في الثمر ونكر الرزق مع المشاهدة لأنهما بالغان في الكثرة إلى حد لا يحصى تحقيراً لهما في جنب قدرته إجلالاً له فقال : { به من الثمرات رزقاً } أهـ
 
المقابلة

المقابلة

انظر الى ماجعل الله ثم انظر الى ماجعل بعض الناس
(الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم)
ثم فجأة ننظر الى ماجعله وافتعله بعض الناس
(فلاتجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون) انداد وليس ندا واحدا افلم يستحيي هؤلاء افلم يعقلوا بل انهم يعلمون انه ليس لله ند
 
وعملوا الصالحات

وعملوا الصالحات

ولم يقل فعلوا الصالحات... ما الفرق بين عمل وبين فعل!!!؟
العمل في اللغة: هو ما يتكرر مرارا وتكراراً، أما الفعل فهو الذي يحدث مرة أو قل مرتين
قول الله تعالى: الصالحات...
وهذه الكلمة عند أهل اللغة: هي اسم جمع مؤنث سالم محلى بأل فهو عندهم يفيد العموم...
يعني عموم الأعمال الصالحات مهما تذكرت من الأعمال الصالحات فهو داخل في هذه الكلمة وهي دلالة تدعو المؤمن إلى الإكثار والتنويع من الأعمال الصالحات فما لا تدركه من هذا العمل الصالح ستدركه من العمل الآخر، المهم لا تقعد من غير عمل صالح لأن قيمتك أيها الأخ في عملك الصالح. قال عملوا بواو الجماعة و قال أمنوا بواو الجماعة في إشارة الى العمل الجامعة وكان الله جل جلاله يريدنا منا ان نأتي مجتمعين و أن لا نأتي إليه متفرقين أن نأتي إليه متكاتفين, متآزرين, متعاونين ولا نأتي إليه متشردين متنافرين.
آمنوا وعملوا الصالحات, انه عمل الفريق الذي يسميه الناس في هذه الأيام, ولا شك في ان العمل الجماعي أفضل من الأعمال الفردية.
 
اية الجنات

اية الجنات

يحسن ان انقل هنا اجمل ماقرات ليتامله المتدبر ليتعلم كيف تدبر من قبله من العلماء فانقل من اشارات الاعجاز
وأما جملة (ان لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) فاعلم! ان هيئاتها - من تحقيق "انّ" وتخصيص "اللام" وتقديم "لهم" وجمع "الجنة" وتنكيرها وذكر الجريان وذكر "من" مع "تحت" وتخصيص "نهر" 2 وتعريفه - تتعاون وتتجاوب على امداد الغرض الاساسيّ الذي هو السرور ولذة المكافأة كالأرض النشفة الرطبة ترشح بجوانبها الحوض المركزيّ. لأن (انّ) اشارة الى ان البشارة بما هو في هذه الدرجة من العظمة يتردد فيها العقل فتحتاج الى التأكيد.. وأيضاً من شأن مقام السرور طرد الأوهام؛ اذ طَرَيان ادنى وهم يكسر الخيال ويطير السرور.. وكذا ايماء الى ان هذا ليس وعداً صرفا بل حقيقة من الحقائق. ولام (لهم) اشارة الى الاختصاص والتملك والاستحقاق الفضليّ لتكميل اللذة وزيادة السرور. والاّ فكثيراً ما يضيف مَلِكٌ مسكيناً.. وتقديم (لهم) اشارة الى اختصاصهم بين الناس بالجنة، اذ ملاحظة حال أهل النار سبب لظهور قيمة لذة الجنة.. وجمع (جنّات) اشارة الى تعدد الجنان وتنوع مراتبها على نسبة تنوع مراتب الأعمال.. وكذا رمز الى ان كل جزء من الجنة جنة.. وكذا ايماء الى ان ما يصيب حصة كل - لوسعته - كأنه كالجنة بتمامها لا كأنه يساق بجماعتهم الى موضع.. وتنكير (جنّات) يتلو على ذهن السامع: "فيها ما لا عين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" . وكذا يحيل على أذهان السامعين حتى يتصورها كلٌ على الطرز الذي يستحسنه.. وكذا كأن التنوين بدل (وفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الاَنْفُسُ). وأما (تجري) فاعلم! ان أحسن الرياض ما فيها ماء. ثم أحسنها ما يسيل ماؤها. ثم أحسنها ما استمر السيلان. فبلفظ (تجري) أشار الى تصوير دوام الجريان.. واما (من تحتها) فاعلم! ان أحسن الماء الجاري في الخضراوات ان ينبع صافيا من تلك الروضة، ويمر مُتَخَرْخِراً تحت قصورها، ويسيل منتشراً بين أشجارها فاشار بـ (من تحتها) الى هذه الثلاثة.. وأما (الأنهار) فاعلم! ان أحسن الماء الجاري في الجنان ان يكون كثيراً. ثم أحسنه ان تتلاحق الأمثال من جداوله. فان بتناظر الأمثال يتزايد الحسن على قيمة الأجزاء. ثم أحسنه ان يكون الماء عذباً فراتا لذيذاً كما قال (ماءٍ غَيْر آسِنٍ) فبلفظ "نهر" وجمعه وتعريفه أشار الى هذه.
أما جملة (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) فاعلم! ان هيئاتها تتضمن كثيرة من الجمل الضمنية. فاستينافها جواب لسؤال مقدر.وذلك السؤال ممزوج من ثمانية اسئلة متسلسلة؛ اذ لما بشروا بمسكن هكذا عال يتبادر لذهن السامع: أفيه رزق أم لا ؟ واذا كان فيه رزق فمن اين يجئ ويحصل ؟ واذا حصل من تلك الجنة فمن أي شئ منها ؟ واذا كان من ثمرتها فهل هي تشبه ثمار الدنيا ؟ واذا شابهتها فهل يشبه بعضها بعضا ؟ واذا تشابهت فهل تختلف طعومها ؟ واذا اختلفت وقد قطعت فهل تنقص ام يمتلء موضعها؟ واذا تبدلت بأخرى فهل يدوم الأكل منها؟ واذا دام فما حال الآكلين أفلا يستبشرون؟ واذا استبشروا فماذا يقولون؟ واذ تفطنت لهذه الأسئلة فانظر كيف أجاب القرآن الكريم عن هذه الأسئلة المتسلسلة بهيئات هذه الجملة..
أما لفظ كلما فاشارة الى الدوام والتحقيق.. وماضوية رزقوا اشارة الى تحقيق الوقوع.. وكذا ايماء الى أما لفظ (كلما) فاشارة الى الدوام والتحقيق.. وماضوية (رزقوا) اشارة الى تحقيق الوقوع.. وكذا ايماء الى اخطار نظيره من رزق الدنيا الى ذهنهم.. وايراده على بناء المفعول اشارة الى عدم المشقة وانهم مخدومون يؤتى اليهم.. وايثار (منها من ثمرة) على "من ثمراتها" للتنصيص على جوابين عن سؤالين من الأسئلة المذكورة. وتنكير (ثمرة) المفيد للتعميم اشارة الى انه أية ثمرة كانت فهي رزق.. وتنكير (رزقا) اشارة الى انه ليس من الرزق الذي تعلمونه لدفع الجوع.. ولفظ (قالوا) أي يتقاولون بعضهم لبعض ايماء الى الاستبشار والاستغراب اللازمين للحكم.
أما جملة (هذا الذي رزقنا من قبل) فاعلم! ان هذا الاطلاق يتضمن أربعة معان:
أحدها: ان هذا ما رزقنا من العمل الصالح في الدنيا فبشدة الارتباط بين العمل والجزاء كأن العمل تجسم في الآخرة ثواباً. ومن هنا الاستبشار.
والثاني: ان هذا ما رزقنا من الأطعمة في الدنيا مع هذا التفاوت العظيم بين طعميهما. ومن هنا الاستغراب.
والثالث: ان هذا مثل ما أكلنا قبل هذا الآن مع اتحاد الصورة واختلاف المعنى لجمع لذّتَي الالفة والتجدد. ومن هنا الابتهاج.
والرابع: ان هذه التي على أغصان الشجرة هي التي أكلناها اذ ينبت بدلها دفعة فكأنها اياها. ومن هنا يعرف انها لا تنقص.
وأما جملة (وأتوا به متشابها) فاعلم! انها فذلكة وتذييل واعتراضية لتصديق الحكم السابق وتعليله.. وبناء المفعول في (اُتوا) اشارة الى ان لهم خَدَمَة.. وفي متشابها ما عرفت من الاشارة الى جمع اللذتين:وأما جملة (ولهم فيها أزواج مطهرة) فاعلم! ان الواو بسر المناسبة العطفية اشارة الى انهم كما يحتاجون الى المسكن لأجسامهم يفتقرون الى السكن لأرواحهم.. (ولهم) اشارة الى الاختصاص والتملك، ورمز الى التخصيص والحصر، وايماء الى ان لهم غير النساء الدنيوية حوراً عيناً خلقن لأجلهم.. و(فيها) اشارة الى ان تلك الأزواج لائقة بتلك الجنة فعلى نسبة علوّ درجاتها يفوق حسنهن.. وكذا فيها ايماء خفي الى أن الجنة تزينت وتبرجت بهن 1.. و(مطهرة) اشارة الى أن مطهِّراً طهرهن، فما ظنك بمن طهّرهُن ونزههن يد القدرة؟.. وكذا ايماء بالتعدية ان نساء الدنيا يطهرن ويصفين فيصرن حساناً كالحور العين المتطهرات في أنفسهن.
وأما جملة (وهم فيها خالدون) فاشارة الى انهم، وكذا أزواجهم، وكذا لذائذ الجنة، وكذا الجنة كافةً؛ أبدية.
***
ا هــ
 
وان كنتم في ريب

وان كنتم في ريب

انظر يرحمني ويرحمك الله الى ان الله جل وعلا كما اثبت لنفسه الوحدانية فهو بعدها اثبت للرسول صلى الله عليه وسلم دوره ومكانته ورسوليته بل وبتسميته (عبدنا) دل انه اول من كان مثالا في العبودية بعد اية اعبدوا ربكم فهو اول من طبق فكان عبدا لله سبحانه وتعالى
وبذلك اسست الايتان اركان الشهادتين اشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله
ثم انظر انه لم يصرح بالقران او الكتاب تنزيها له لان المعرض معرض اثبات ودفاع ضد الريب وكشف الكبر والعناد
 
وان كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله

وان كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله

1-ان هذه للتشكيك من ريبهم لان بعد البيان السابق والاستدلال بخلق لنا ولابائنا واسلافنا وبجعل الارض هذه فراشا لنا والسماء بناءا منظما متسقا لنا وانزال المطر من السماء لتخرج لنا الثمرات فلايبقى ريب بل هو الكبر والعند
2-كلمة ريب جاءت نكرة يعني ادنى ريب وو مستبعد بدخول (ان)المشككة
3- عبدنا فهو سبقنا بالعبودية فلا ينفسون ولايحسدون ولا يؤذون الرسول فهو من عباد الله جل جلاله الذي يعرفون عظمته
ولكن هيهات انها الغفلة والجهالة والغشاوة والختم
4-ثم دافع عن الكتاب المنزل فتحداهم وقال بافصح مايمكن فهل اجتمعوا هم وشهداءهم لياتوا باقرب كلام يشبه ماانزله الله تبارك وتعالى
5-قوله من دون الله اي انهم لايرضون بشهادة الله عز وجل قاتلهم الله ففيه توبيخ يستحقونه
 
كيف

كيف

ربنا جل وعلا وجه كلامه للناس وامرهم بعبادته واستدل على ربوبيته ووحدانيته ودلل على صدق كتابه وعبده صلى الله عليه وسلم
وخوف من ادبر وبشر من اقبل ودافع عن امثاله التي ضربها وبين حال من امن بها وضل بها ثم دعا الكافرين بنداء المغضب المتعجب ب(كيف)فذكر حال البشر في مبدأهم ووسطهم وختامهم ثم مآلهم ثم ذكر كيف احسن عليهم بابتدء الخلق وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ثم ذكر كيف احسن الى سلفنا الاول ادم عليه السلام ابونا وابو اسرائيل عليه السلام ثم كيف احسن الى بني اسرائيل عليه السلام وكيف ردوا الاحسان وكيف بلبلوا بين المسلمين
 
فسواهن سبع سماوات

فسواهن سبع سماوات

فلم ذكر سبحانه وتعالى هنا سبع سماوات وذكر في اية اعبدوا ربكم (جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء)؟؟
هنا معرض الاحسان والقدرة والعلم فقد سبقها اية الاحياء والاماتة وقد تلاها اية العلم (الم اقل لكم اني اعلم مالا تعلمون)
ولهذا ذيل الاية بقوله(وهو بكل شئ عليم)
قال العلماء ان في الاية احتباكا اي ان الله خلق سبع ارضين وخلق لنا مافي السموات جميعا
سبحانه وبحمده
 
التقديم والتاخير في اية المثل

التقديم والتاخير في اية المثل

فلم قدم الذين امنوا على الذين كفروا في اية المثل قوله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ)؟؟
ان القران متناسق متناسب فكما بدأ الله بذكر المومنين في فاتحة الكتاب فقدمهم على المغضوب عليهم والضالين وكما بدأ في سورتنا بالذين غلى هدى ثم الكفار ثم المنافقين كذلك في ايتنا هذه كان الترتيب
 
فلم قال الفاسقين؟

فلم قال الفاسقين؟

لم لم يقل الكفار لم اتى باسم الفاسقين هنا؟
لانهم المعروفون بانسلاخهم من العهود قال تعالى { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ }[الأعراف: 102]
فالفاسق يخرج من عهده مع الله كخروج الرطبة من قشرتها بكل سهولة
 
فلم خاطب النبي في اية واذ قال ربك

فلم خاطب النبي في اية واذ قال ربك

الحق اني بحثت مطولا في هذا ونجد عدة امور :الاية السابقة قوله جل جلاله (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) كان في زمن الغيبة وفي قوله عز وجل (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) اصبح في زمن المتكلم
1-في هذا تشريف وتكريم وتقريب له صلى الله عليه وسلم
2-انه كما قال الالوسي في روح المعاني فهو صلى الله عليه وسلم على الحقيقة الخليفة الأعظم في الخليقة والإمام المقدم في الأرض والسموات العلى
3-انه صلى الله عليه وسلم اقرب من يقص لنا ويفهمنا هذه القصة العجيبة
4- فيه نوع من التشريف للبشر (في القصة بسجود التكريم)فكان جميلا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
5-فيه عبرة لكل صاحب رسالة بان هناك معارض وشيطان عدو للبشر
6- انه صلى الله عليه وسلم المقصود في قوله جل وعلا (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) فهو الهادي صلى الله عليه وسلم
 
مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ

هكذا عرفوا مستقبل بني ادم وهو الواقع لكن هناك شئ يغلب هذا الشر ويرجح كفة بني آدم وهو الاختيار والعلم بفضل الله ونعمته لانه من وهب واعطى ومن هذا ندرك احسان رب العالمين على جنس البشر فلنتواضع ولنحمد ومن هذا نعرف قيمة البشر عند الله عزوجل وكيف كرمه ليحرم علينا أذى البشر ودماؤهم وننظر الى غيرنا من البشر بنظرة اخرى جديدة
 
التكرار

التكرار

قوله جل جلاله (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) لماذا كرر فلما انباهم باسمائهم؟؟؟
 
التكرار2

التكرار2

قال عز وجل (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ )فمن دلالاته ان ابونا وسيدنا آدم عليه السلام انباهم باسمائهم فلم يسهو عن واحدة بل اجاب اجابة وافية ولهذا كان التكرار فبان فضله وعلمه بما علمه الله جل جلاله
 
قوله (أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )الاية

قوله (أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )الاية

هذا تفصيل قوله ( وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )وهو اشعار للمتقين ليتقوه واشعار لبني اسرائيل ليهابوه ويرهبوه وليعلم العبد ان عنده منتهى العلم فلا اعلم منه سبحانه وتعالى
وجاء التعبير يصف علمه عز وجل باسلوبين فبدأ بشمول العلم في المكان ثم شموله في الزمان
 
ابليس ثم الشيطان

ابليس ثم الشيطان

فلم ذكرهما بهذا الترتيب
1- اولا ذكر اسم ادم في اية السجود فحسن ذكر اسم ابليس
2- ان الشيطان له من دلائله الحبل الطويل المرسل لجلب حاجة فهو اقرب لمدلول الوسوسة والاغواء والازلال لذا وردت في اية الازلال
3-ان هذا الحسد ينتظم مع حسد بني اسرائيل في المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم فكانت القصة وعظا لهم
4- للمنافقين شياطين كانوا يخلون اليهم فما اقرب هذا لذاك:
 
قتلقى ادم من ربه

قتلقى ادم من ربه

1-تلقى بالتكلف فان ابونا وسيدنا ادم عليه السلام اجتهد وطلب وسعى للعفو والمغفرة سعيا عظيما
2- وسعى للتوبة فورا بدليل حرف الفاء
3-من ربه اي من المحسن اليه من رازقه وخالقه ومعلمه سبحانه وتعالى فشتان بين الايس من الرحمة المبعد المرجوم وبين الانسان
4- فوق ذلك الاحسان هلت بركات التوبة فعاجله ربه بالتوبة عليه بدليل الفاء (فتاب عليه)
 
اهبطوا الاولى والثانية

اهبطوا الاولى والثانية

فاما الاولى فكان معها قرار النزول والعداوة مع الشيطان والحياة المؤقتة
اما الثانية فكان معها ان الذرية هابطة ومعنى ان هناك هدى ات من عنده سبحانه وتعالى فليس اهبطوا الاولى كالثانية ولو ماوردت الثانية لما اتصل المقالان ولتوهم ان الحديث خرج من القصة كما قال اهل اللغة وسموها بالترديد نحو قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} [آل عمران:188]قال صاحب التحرير والتنوير أمر ثان لآدم بالهبوط كيلا يظن أن توبة الله عليه ورضاه عنه عند مبادرته بالتوبة عقب الأمر بالهبوط قد أوجبت العفو عنه من الهبوط من الجنة فأعاد له الأمر بالهبوط بعد قبول توبته ليعلم أن ذلك كائن لا محالة لأنه مراد الله تعالى وطور من الأطوار التي أرادها الله تعالى من جعله خليفة في الأرض وهو ما أخبر به الملائكة.
 
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

من نظم الدرر لما كان الخوف أشد لأنه يزداد بمر الزمان ، والحزن يخفّ ، قدّمه فقال : { فلا خوف عليهم } أي من شيء آت فإن الخوف اضطراب النفس من توقع فعل ضارّ - قاله الحرالي . { ولا هم يحزنون } أي على شيء فات ، لأنهم ينجون من النار ويدخلون الجنة والحزن كما قال الحرالي : توجع القلب لأجل نازح قد كان في الوصلة به رَوح ، والقرب منه راحة ، وجاء في الحزن بلفظ { هم } لاستبطانه ، وبالفعل لأنه باد من باطن تفكرهم في فائتهم ، وجاء نفي الخوف منعزلاً عن فعلهم لأنه من خوف باد عليهم من غيرهم
قال الفخر : فأما الخوف فلا يكون إلا من المستقبل ، وأما الحزن ، فقد يكون من الواقع والماضي ، كما قد يكون من المستقبل ، فنبه تعالى بالأمرين على نهاية السعادة ، لأن النعيم العظيم إذا دام وكثر وخلص من الخوف والحزن ، فلا يحزن على أمر فاته ولا على أمر يناله ، ولا يخاف انقطاع ما هو فيه وتغيره ، فقد بلغ النهاية وفي ذلك ترغيب في هذه الطريقة ، وتحذير من خلافها
قالوا:نفى عنه الخوف بعد موته لما يستقبل ، والحزن على ما سلف من دنياه ؛ لأنه يغتبط بآخرته
قيل في لمسات بيانية:ولا هم يحزنون: بتقديم (هم) الذين يحزن غيرهم وليس هم. نفي الفعل عن النفس ولكنه إثبات الفعل لشخص آخر كأن نقول (ما أنا ضربته) نفيته عن نفسي وأثبتّ وجود شخص آخر ضربه (يُسمّى التقديم للقصر) أما عندما نقول (ما ضربته) يعني لا أنا ولا غيري. نفى الحزن عنهم وأثبت أن غيهم يحزن (أهل الضلال في حزن دائم). ولم يقل لا خوف عليهم ولا حزن لهم لأنها لا تفيد التخصيص (نفى عنهم الحزن ولم يثبته لغيرهم) ولو قال ولا لهم حزن لانتفى التخصيص على الجنس أصلاً ولا ينفي التجدد وقوله تعالى (لا خوف ٌعليهم ولا هم يحزنون) لا يمكن أن يؤدي إلى حزن فنفى الخوف المتجدد والثابت ونفى الحزن المتجدد (لا هم يحزنون بمعنى لا يخافون) والثابت (لا خوف) ولا يمكن لعبارة أخرى أن تؤدي هذا المعنى المطلوب.(لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) تعبير في غاية العجب والدقة من الناحية التعبيرية والدقة ولا تعبير آخر يؤدي مؤدّاه. نفى الخوف بالصورة الإسمية ونفى الحزن بالصورة الفعلية كما خصص الحزن (ولا هم) ولم يقل (لا عليهم خوف) . ( لا خوف عليهم ) ولم يقل لا يخافون كما قال " ولا هم يحزنون " لأنهم يخافون ولا يصح أن يقال لا يخافون لأنهم يخافون قبل ذلك اليوم (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) (إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا) وهذا مدح لهم قبل يوم القيامة ؛ أما يوم القيامة يخافون إلا مَن أمّنه الله تعالى. كل الخلق خائفون (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت) لذا لا يصح أن يقال لا يخافون فالخوف شيء طبيعي موجود في الإنسان.
2. ( لا خوف عليهم ) معناها : لا يُخشى عليهم خطر ؛ ليس عليهم خطر فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين كما يخاف الأهل على الطفل مع أنه هو لا يشعر بالخوف ولا يُقدّر الخوف فالطفل لا يخاف من الحيّة ولكنا نخاف عليه منها لأنه لا يُقدّر الخوف. الخوف موجود ولكن الأمان من الله تعالى أمّنهم بأنه لا خوف عليهم ، ليس المهم أن يكون الإنسان خائفاً أو غير خائف المهم هل يكون عليه خطر أم لا (لا خوف عليهم) وقد يخاف الإنسان من شيء ولكن ليس خوف كالطفل يخاف من لعبة لا تشكل عليه خطراً.
3. ( ولا هم يحزنون ) : جعل الحزن بالفعل فأسنده إليهم لماذا لم يقل (ولا حزن)؟ لأنه لا يصح المعنى لأنه لو قالها تعني ولا حزن عليهم أي لا يحزن عليهم أحد المهم أن لا يكون الإنسان حزيناً لكن لا أن يُحزن عليه أحد (إما لأنه لا يستحق الحزن عليه أو لا يشعر).
4. ولا هم يحزنون: بتقديم (هم) الذين يحزن غيرهم وليس هم. نفي الفعل عن النفس ولكنه إثبات الفعل لشخص آخر كأن نقول (ما أنا ضربته) نفيته عن نفسي وأثبتّ وجود شخص آخر ضربه (يُسمّى التقديم للقصر) أما عندما نقول (ما ضربته) يعني لا أنا ولا غيري. نفى الحزن عنهم وأثبت أن غيرهم يحزن (أهل الضلال في حزن دائم). ولم يقل " لا خوف عليهم ولا حزن لهم " لأنها لا تفيد التخصيص (نفى عنهم الحزن ولم يثبته لغيرهم) ولو قال ولا لهم حزن لانتفى التخصيص على الجنس أصلاً ولا ينفي التجدد وقوله تعالى (لا خوف ٌ عليهم ولا هم يحزنون) لا يمكن أن يؤدي إلى حزن فنفى الخوف المتجدد والثابت ونفى الحزن المتجدد (ولا هم يحزنون) بمعنى لا يخافون ؛ والثابت (لا خوف) ولا يمكن لعبارة أخرى أن تؤدي هذا المعنى المطلوب.
5. لماذا إذن لم يقل (لا عليهم خوف) ولماذا لم يقدم هنا؟ لأنه لا يصح المعنى ولو قالها لكان معناها أنه نفى الخوف عنهم وأثبت أن الخوف على غيرهم ؛ يعني يخاف على الكفار لكن من الذي يخاف على الكفار. لذا لا يصح أن يقال "لا عليهم خوف "كما قال ( ولا هم يحزنون ) .
6. لماذا قال (لا خوفٌ ) ولم يقل " لا خوفَ عليهم " (مبنية على الفتح)؟ لا خوفَ: لا النافية للجنس تفيد التنصيص في نفي الجنس (لا رجلَ هنا معناها نفينا الجنس كله) أما (لا خوفٌ) عندما تأتي بالرفع يحتمل نفي الجنس ونفي الواحد. والسياق عيّن أنه لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون من باب المدح على سبيل الإستغراق وفي مقام المدح. وفي قراءة أخرى (خوفَ ) - قراءة يعقوب -. الرفع أفاد معنيين لا يمكن أن يفيدها البناء على الفتح، (لا خوفٌ عليهم ) يفيد دلالتين :أولاً : إما أن يكون حرف الجر متعلق بالخوف "خوفٌ عليهم"والخبر محذوف بمعنى : لا خوف عليهم من أي خطر (لا خوف) من باب الحذف الشائع ويحتمل أن يكون الجار والمجرور هو الخبر (عليهم) قد يكون هو الخبر. مثال قولنا: الجلوس في الصف : قد تحتاج إلى خبر فنقول الجلوس في الصف نافع وجيّد، وقد تحتمل معنى أن الجلوس (مبتدأ) "في الصف" خبر بمعنى الجلوس كائن في الصفّ.
في الرفع (لا خوفٌ عليهم) تدل على معنيين :
لا خوف عليهم من أي شيء ، وتحتمل لا خوف عليهم وهذا متعلق بالخوف ومتعلق بالخبر المحذوف (من أي خطر). أما في النصب (لا خوفَ عليهم) لا يمكن أن يكون هذا الأمر ولابد أن يكون الجار والمجرور هو الخبر (لا خوف عليهم) عليهم لا يحتمل أن يكون متعلقاً وهذا يؤدي إلى معنى واحد وليس معنيين أي يأخذ شق من المعنيين ويكون متعلقاً بالخبر المحذوف وليس بالخبر. فلماذا لا يصح؟ لأنه إذا تعلق بالمضاف يجب القول لا خوفاً عليهم (لأنه يصبح شبيه بالمضاف) ولا يعد مبنياً على الفتح إنما منصوباً.
 
نظرة عامة لقصة سيدنا آدم

نظرة عامة لقصة سيدنا آدم

قوله تعالى (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) ترى الملائكة تدرك حيثيات الخلق ولم يخلق الله سبحانه الا ليعبده خلقه سبحانه وتعالى
قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ) نلاحظ الفاء التي قبل كلمة سجدوا تعطينا سرعة تنفيذ امر العزيز جل جلاله فهم عباد مكرمون يفعلون مايؤمرون
 
اجابة الملائكة

اجابة الملائكة

قول تعالى (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) بدأوها بالتسبيح .وانهوها بالثناء واوسطوها اجابتهم ونسبوا عجزهم لانفسهم ونسبوا علمهم لله وفي هذا شكر فهم سبحوا بالاسم صراحة وحمدوه باطنا وقدسوه في اخر جوابهم وهذا مصداق قولهم (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).فهل نظرت الى حسن الادب العلوي للملائكة كيف تخاطب ربنا وتجيبه
وانظر الى التعبير لاعلم لنا الاماعلمتنا
نحن لاعلم لنا :اي جاهلون حتى ماعلمناه بانفسنا لايعتد به ولا يعتد الا بما علمتنا ربنا فذلك العلم الذي يعتد به ويحسب علما
 
فتلقى آدم من ربه كلمات

فتلقى آدم من ربه كلمات

يا اخوان احببت ان اقول افلم نتلقى كلمات من ربنا جل وعلا لنتوب اليه ونطلب العفو
اليس القران وسنة النبي صلى الله عليه وسلم علمانا كيف نستغفر ربنا وندعوه انه توجيه للمسلمين بان ينظروا الى ما تلقوه من الله تبارك وتعالى فلقد اكرمنا الله عز وجل بالقران وبحديث نبيه صلى الله عليه وسلم واعزنا بالاسلام
اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني
سبحانك لا اله الا انت اني كنت من الظالمين
وكذلك بني اسرائيل تلقوا من ربهم لكن بني اسرائيل واليهود بدلوا ونقضوا واجرموا فغضب الله عليهم الا من تاب واصلح
 
اية الهبوط الاخيرة

اية الهبوط الاخيرة

قوله تعالى (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
فان ضد الهبوط الصعود فلهذا كان فريقان فريق تبع الهدى واخر لم يتبعه
وانظر ان هذه الارض هبطنا اليها ومعنا دليل كي لانضل ان هناك هدى من الله جل وعلا فلسنا متروكين وهذه رحمته ولنعلم انه مستقر ومتاع حتى حين ...حتى حين..كل هذا الزخرف والماكل والمسكن والاهل والمال متاع حتى حين خلقنا الله لنعبده ثم نعود ونرجع اليه ولقد هبط معنا عدو معنا وهو يترصد ولايكل ولا يستسلم
هكذا يذكرنا القران كي لانغفل وننسى
 
أتجعل فيها من يفسد فيها

أتجعل فيها من يفسد فيها

كررت (فيها) في اشارة للارض فيكون المعنى اتجعل في الارض من يفسد في الارض:وهذا مماجعلهم يستفهمون عنه فالمفترض بالخليفة ان يصلح لاان يفسد لهذا تم تكرار الاشارة للارض في النص اهتماما والفاتا لنظرنا
 
لست بواعظ

لست بواعظ

لكن الا نستحيي ان الله يدافع عن البشر امام الملائكة الذين لايعصون ويفعلون مايؤمرون :فماغرنا بربنا الكريم؟ماغرنا
 
تناسب قصة ادم مع قصة بني اسرائيل

تناسب قصة ادم مع قصة بني اسرائيل

والله ان التناسب كثير منه 1- خليفة:يخلف بعضه بعضا ياايها اليهود فيخلف سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم والذي خلف بدوره سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم 2- يفسد فيها ويسفك الدماء :دماء الانبياء 3- اهل الكتاب :يعني عندكم العلم :فمن اعطاكم العلم ونزل الكتاب يابني اسرائيل ومن علم اصلنا 4- ان الله يعلم الغيب ويعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون 5- ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين: افأحببتم ان تتبعوه وتفعلوا مثل فعلته تأبون وتستكبرون وتحسدون نزول كتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكفرون 6- انه مستقر ومتاع الى حين وباب التوبة مشرعة وقد تلقيتم كلمات الله جل وعلا 7- انه هدى من الله فاما تبعتم او اعرضتم وقد ورد ثواب هؤلاء وعقاب هؤلاء
 
لم ذكرهم الله بنعمته

لم ذكرهم الله بنعمته

قوله سبحانه وتعالى (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ)
أمرهم بتفكر النعم التي أنعم بها عليهم لينصرفوا بذلك عن حسد غيرهم فإن تذكير الحسود بما عنده من النعم عظة له وصرف له عن الحسد الناشئ عن الاشتغال بنعم الغير وهذا تعريض بهم أنهم حاسدون للعرب فيما أوتوا من الكتاب والحكمة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم وانتقال النبوة من بني إسرائيل إلى العرب وإنما ذكروا بذلك لأن للنفس غفلة عما هو قائم بها وإنما تشتغل بأحوال غيرها لأن الحس هو أصل المعلومات فإذا رأى الحاسد نعم الغير نسى أنه أيضا في نعمة فإذا أريد صرفه عن الحسد ذكر بنعمه حتى يخف حسده فإن حسدهم هو الذي حال دون تصديقهم به فيكون وزانه وزان قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54]
من كتاب التحرير والتنوير
ويستحق المقام ان نانس بلطيفة القرطبي رحمه الله : قال أرباب المعاني ربط سبحانه وتعالى بني إسرائيل بذكر النعمة وأسقطه عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى ذكره فقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] ليكون نظر الأمم من النعمة إلى المنعم ونظر أمة محمد صلى الله عليه وسلم من المنعم إلى النعمة.
[اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم] بالتفكير فيها, والقيام بشكرها وفيه إشعار بأنهم قد نسوها بالكلية, ولم يخطروها بالبال - لا أنهم أهملوا شكرها فقط
 
لفظ العهد

لفظ العهد

قوله تبارك وتعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)
ومن لطائف القرآن في اختيار لفظ العهد للاستعارة هنا لتكليف الله تعالى إياهم أن ذلك خطاب لهم باللفظ المعروف عندهم في كتبهم فإن التوراة المنزلة على موسى عليه السلام تلقب عندهم بالعهد لأنها وصايات الله تعالى لهم ولذا عبر عنه في مواضع من القرآن بالميثاق وهذا من طرق الإعجاز العلمي الذي لا يعرفه إلا علماؤهم وهم أشح به منهم في كل شيء بحيث لا يعرف ذلك إلا خاصة أهل الدين فمجيئه على لسان النبي العربي الأمي دليل على أنه وحي من العلام بالغيوب.
التحرير والتنوير
 
وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ

وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ

هذا لمن كان منهم ويخاف من كبرائه او احباره ان يؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم اي لاتخافوا ولاترهبوا الا الله جل جلاله وهكذا كان تقديم (وَإِيَّايَ) فسبحان الله جل جلاله وهنا يورد صاحب التحرير والتنوير بارك الله فيه نكتة ولطيفة في الفاء في (فارهبون) يقول:والتقديم إذا اقترن بالفاء كان فيه مبالغة، لأن الفاء كما في هذه الآية مؤذنة بشرط مقدر ولما كان هذا الشرط لا دليل عليه إلا الفاء تعين تقديره عاما نحو إن يكن شيء أو مهما يكن شيء كما أشار له صاحب الكشاف في قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}[المدثر:3] حيث قال ودخلت الفاء لمعنى الشرط كأنه قيل مهما كان فلا تدع تكبيره.ثم يقول :وأحسب أن مثل هذا التركيب من مبتكر أساليب القرآن ولم أذكر أني عثرت على مثله في كلام العرب.انتهى
الفرق بين الخوف والرهبة


الخوف: هو توقع الوعيد. وأما الرهبة فهي انصباب إلى وجهة الهرب، فثمة علاقة بين الرهب والهرب، فصاحبها يهرب أبداً لتوقع العقوبة. ومن علاماتها: حركة القلب إلى الانقباض من داخل، وهربه وإزعاجه عن انبساطه، حتى إنه يكاد أن يبلغ الرهابة في الباطن، مع ظهور الكمد والكآبة على الظاهر. الرَّهَبُ « و » الرَّهْب « ، و » الرَّهْبَة « : الخوف ، مأخوذ من الرّهَابة ، وهي عظم في الصدر يؤثر فيه الخوف

ولقد رأوا من العقوبات الالهية او علموا بها وسمعوا من الاحبار الثقات فان مجرد تذكيرهم بهذا الوعيد لهو عظيم عند من علم وعرف ..سبحانك لااله الا انت اني كنت من الظالمين
 
اول كافر به

اول كافر به

لماذا قال عنهم سبحانه وتعالى انهم اول كافر به ؟ اي كونوا اول مؤمن ولا ترتقوا لتكونوا اول كافر
او لاتكونوا اول من يكفر في المدينة المنورة
 
النداء الاول لبني اسرائيل

النداء الاول لبني اسرائيل

قوله عز وجل بسم1 ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ البقرة: 40, ﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ البقرة: 41, ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ البقرة: 42, ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ البقرة: 43, ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ البقرة: 44, ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ البقرة: 45, ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
ناداهم باطيب مانودوا به :ابناء الرجل الصالح اسرائيل عليه السلام فلقد كان من الصالحين فعسى ان تقتدوا به
وذكرهم بنعمته ونسب النعمة اليه سبحانه وتعالى لعلهم يشكرون وامرهم بالعهد الذي يعرفون ونسب العهد اليه ايضا
واستنهض فيهم مايمنعهم من نقضه وهو الرهبة ..ثم دعاهم للايمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وهو مصدق لما معهم فتكذيبه تكذيب لما معهم وعصيان لتعاليم التوراة فدعاهم للايمان ونهاهم عن عكسه وقبح كفرهم ونهاهم عما يحملهم عليه وذكرهم بالتقوى ..فنهاهم عن الضلال ثم نهاهم عن الاضلال فلايخلطوا النقيضين ولايكتموا ..وهم اهل كتاب انما يجدر بهم البيان..ثم دعاهم لعبادته باسمى مظاهر العبادة ليكونوا سواسية مع المسلمين لا حاسدين مستكبرين..ثم وبخهم على تناقضهم ونسيانهم صلاح انفسهم واتهم عقولهم
ودعاهم لاتباع كتابهم وهم يتلونه ..ثم دلم على مايعينهم لترك ماهم فيه وتذليل عقبات تصدهم عن الحق من الرياسة والتكبر على العرب ودلهم على الخشوع لانه دواء لقلوبهم التي قست وجفت ثم دل على مايسقي نبتة الخشوع لتنمو من الظن بلقاء ربهم الذي يقبل منهم عملهم
 
يظنون انهم ملاقوا ربهم

يظنون انهم ملاقوا ربهم

اجمل ماقرأت في الظن لطيفة تستحق الذكر:فى البحر المديد : وإنما عبَّر الحق تعالى هنا بالظن في موضع اليقين إبقاء على المذنبين، وتوفراً على العاصين، الذين ليس لهم صفاء اليقين؛ إذ لو ذكر اليقين صرفاً لخرجوا من الجملة، فسبحانه من رب حليم، وجواد كريم
 
التفات من الخطاب للغيبة

التفات من الخطاب للغيبة

قوله عز وجل ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ البقرة: 45, ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
ويطيل المتدبر نظرته فيرى التفاتا من خطاب بني اسرائيل الى الغيبة التي يوصف فيها الخاشعون ..فماهو السبب والقصد..لم انتقل الحديث للغائب؟ولقد وجدت والله اعلم ان الاعتقاد الذي عند الخاشعين اعتقاد لانشهده فهو في خلجاتهم وتكتنفه اعمال قلوبهم لهذا كان الالتفات او كان هذا احد الاسباب
 
من صفات بني اسرائيل المادية

من صفات بني اسرائيل المادية

ماتمادى به بنو اسرائيل هو المادية فهم يريدون رؤية العزيز جل جلاله جهرة ويريدون ماياكلونه ممايزرعوه ويفضلونه على ما ياتيهم من السماء من المن والسلوى ....هذه المادية هي التي مضادها وعلاجها الخشوع
فالخشوع من اعمال القلوب وقلوبهم كما وصفها الله عز وجل قاسية قاسية..هذا من دلالات دعوتهم للخشوع في الاية الكريمة التي وصلنا اليها هاهنا
 
عودة
أعلى