تدارس كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي في درس أسبوعي بأبها

إنضم
2 أبريل 2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

سنبدأ هذا اليوم الأحد 24 / 3 / 1432هـ في جامع عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - درساً في التفسير ضمن دروس الدورة التأصيلية العلمية - المستوى الثاني - التي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة في مدين أبها.
الكتاب المقرر: التسهيل لعلوم التنزيل للإمام ابن جزي الغرناطي.
المنهج المقرر: مقدمة التفسير مع تفسير سورتي البقرة والاستعاذة
الملقي: محمد بن عبدالله بن جابر

طريقة الدرس: سيكون تناول هذا الدرس عن طريق التفاعل المشترك بين الملقي والطلاب الحاضرين ، ومن له رغبة من المشايخ وطلبة العلم عبر هذا الموضوع.
وسأحدد كل أسبوع القدر الذي سنتدارسه، مع بيان الأهداف التي نريد تحقيقها من خلال هذا التدارس.
والهدف العام: تحصيل أكبر قدر ممكن من الفائدة من خلال تدارس هذا الكتاب.
وستكون الفوائد على قسمين رئيسين: فوائد علمية، وفوائد مهارية في طريقة التعلم واكتساب المعلومة.

سيكون درس هذه الليلة إن شاء الله:
1- مقدمة في أهمية العلم والجد في طلبه، والاستمرار في تحصيله.
2- تعريف بهذا الكتاب، وما تميز به.
3- تعريف مختصر بمؤلفه.

ويسعدني جداً التواصل معكم، والإفادة منكم.
وسأحرص أن أضيف ما استجد من فوائد، وما يستحق النشر من المعلومات في هذا الدرس، الذي أسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يجعله درساً مباركاً.
 
فكرة ممتازة يا شيخ محمد وتفعيل للجانبين: حلقة المسجد وأعضاء الملتقى، وبالتوفيق.
 
الدرس الثاني
يوم الأحد 1 / 4 / 1432 هـ
موضوع الدرس: مقدمة المؤلف + الباب الأول والباب الثاني من أبواب المقدمة الأولى.

أهداف الدرس:
أولاً: الأهداف العلمية:
1- معرفة محتويات المقدمة إجمالاً.
2- حصر أنواع المصنفات في تفسير القرآن التي ذكرها المؤلف.
3- حفظ مقاصد المؤلف الأربعة التي قصدها من تصنيفه لهذا التفسير.
4- معرفة مراتب أقوال المفسرين من حيث القوة والضعف، والصحة والفساد.
5- التعرف على مصطلحات المؤلف في الحكم على الأقوال التي يذكرها في تفسيره.
6- الإلمام بطريقة المصنف في عزو الأقوال.
7- فهم ما تضمنه الباب الأول من المقدمة الأولى إجمالاً، والتركيز على المسائل المهمة.
8- ضبط المصطلحات التي أوردها المؤلف في الباب الأول، وهي: نزول القرآن – جمع القرآن – المصحف – النقط – التحزيب – التعشير – أسماء القرآن.
9- استخراج المصطلحات التي عرفها المصنف، ومناقشة تعريفاته.
10- دراسة آراء المصنف في الباب الثاني المتعلق بالسور المكية والمدنية.
ثانياً: الأهداف المهارية:
1- التدرب على القراءة المتقنة للكتاب.
2- تطبيق مهارة استيعاب المسموع وذكر أهم ما ورد فيه من مسائل.

تطبيقات للبحث والتحضير:
1- اذكر مثالاً لكل نوع من أنواع المصنفات في التفسير [ الهدف الثاني].
2- هل لعزو الأقوال إلى أصحابها فائدة في التفسير؟ بيّن رأيك في هذه المسألة مع بيان رأي الإمام ابن جزي.
3- اذكر المسائل التي صرّح فيها المصنف برأيه [تصحيحاً أو تضعيفاً].
4- قارن بين ما ذكره المؤلف في الباب الأول من المقدمة الأولى، وما أورده الإمام ابن عطية في مقدمة تفسيره المحرر الوجيز في باب: "ذكر جمع القرآن ونقطه وشكله وتحزيبه وتعشيره".

 
شكر الله لك شيخنا الفاضل ونفع بك ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح:

** اذكر مثالاً لكل نوع من أنواع المصنفات في التفسير [ الهدف الثاني].
ذكر رحمه الله أن المفسرين في التصنيف على أنواع:
1- فمنهم من آثر الاختصار، وأمثل له بتفسير النسفي (ت 701) وتفسير البغوي (ت 510).
2- ومنهم من طوّل حتى كثّر الأسفار، وأمثل له بتفسير الطبري (ت 310).
3- ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض، وأمثل له بتفسير الزمخشري (ت 538).
4- ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس، وأمثل له بتفسير ابن عطية (ت 541).
5- ومنهم من عوّل على النظر والتحقيق والتدقيق، وأمثل له بتفسير الماوردي (ت 450) وابن الجوزي (ت 597).
المرجع : ملتقى أهل الحديث / القول المبين في مناهج المفسرين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167738

** هل لعزو الأقوال إلى أصحابها فائدة في التفسير؟ بيّن رأيك في هذه المسألة مع بيان رأي الإمام ابن جزي.
أرى أن عزو الأقوال إلى أصحابها مهم جداً في التفسير وفي غيره من العلوم لأن عدم العزو يؤدي إلى اختلاط الصحيح بالضعيف والسليم بالسقيم كذلك عزوها يبين معرفة مغزى قائلها وما يقصده من رواء هذا القول.
أما المصنف رحمه الله فيقول:
"وأما إذا صرحت باسم قائل القول فإني أفعل ذلك لأحد أمرين:
إما للخروج عن عهدته،
وإما لنصرته إذا كان قائله ممن يقتدى به،
على أني لست أنسب الأقوال إلى أصحابها إلّا قليلا،
وذلك لقلة صحة إسنادها إليهم،
أو لاختلاف الناقلين في نسبتها إليهم،
وأما إذا ذكرت شيئا دون حكاية قوله عن أحد فذلك إشارة إلى أني أتقلده وأرتضيه سواء كان من تلقاء نفسي، أو مما أختاره من كلام غيري".
 
شكر الله لك شيخنا الفاضل ونفع بك ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح:

** اذكر مثالاً لكل نوع من أنواع المصنفات في التفسير [ الهدف الثاني].
ذكر رحمه الله أن المفسرين في التصنيف على أنواع:
1- فمنهم من آثر الاختصار، وأمثل له بتفسير النسفي (ت 701) وتفسير البغوي (ت 510).
2- ومنهم من طوّل حتى كثّر الأسفار، وأمثل له بتفسير الطبري (ت 310).
3- ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض، وأمثل له بتفسير الزمخشري (ت 538).
4- ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس، وأمثل له بتفسير ابن عطية (ت 541).
5- ومنهم من عوّل على النظر والتحقيق والتدقيق، وأمثل له بتفسير الماوردي (ت 450) وابن الجوزي (ت 597).
المرجع : ملتقى أهل الحديث / القول المبين في مناهج المفسرين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167738

** هل لعزو الأقوال إلى أصحابها فائدة في التفسير؟ بيّن رأيك في هذه المسألة مع بيان رأي الإمام ابن جزي.
أرى أن عزو الأقوال إلى أصحابها مهم جداً في التفسير وفي غيره من العلوم لأن عدم العزو يؤدي إلى اختلاط الصحيح بالضعيف والسليم بالسقيم كذلك عزوها يبين معرفة مغزى قائلها وما يقصده من رواء هذا القول.
أما المصنف رحمه الله فيقول:
"وأما إذا صرحت باسم قائل القول فإني أفعل ذلك لأحد أمرين:
إما للخروج عن عهدته،
وإما لنصرته إذا كان قائله ممن يقتدى به،
على أني لست أنسب الأقوال إلى أصحابها إلّا قليلا،
وذلك لقلة صحة إسنادها إليهم،
أو لاختلاف الناقلين في نسبتها إليهم،
وأما إذا ذكرت شيئا دون حكاية قوله عن أحد فذلك إشارة إلى أني أتقلده وأرتضيه سواء كان من تلقاء نفسي، أو مما أختاره من كلام غيري".

أحسنت أخي سالم، وفقك الله ونفع بك
وفي بعض الكتب التي ذكرتها في التمثيل لأنواع المصنفات نظر، وهناك كتب أقرب مما ذكرت في بعض الأنواع وأوضح.
ولم تبيّن موقف ابن جزي بوضوح في مسألة عزو الأقوال إلى أصحابها في التفسير، فقد اقتصرت على نقل كلامه، ولم تعلق.
 
شكر الله لك شيخنا الفاضل ونفع بك ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح:

** اذكر مثالاً لكل نوع من أنواع المصنفات في التفسير [ الهدف الثاني].
ذكر رحمه الله أن المفسرين في التصنيف على أنواع:
1- فمنهم من آثر الاختصار، وأمثل له بتفسير النسفي (ت 701) وتفسير البغوي (ت 510).
2- ومنهم من طوّل حتى كثّر الأسفار، وأمثل له بتفسير الطبري (ت 310).
3- ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض، وأمثل له بتفسير الزمخشري (ت 538).
4- ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس، وأمثل له بتفسير ابن عطية (ت 541).
5- ومنهم من عوّل على النظر والتحقيق والتدقيق، وأمثل له بتفسير الماوردي (ت 450) وابن الجوزي (ت 597).
المرجع : ملتقى أهل الحديث / القول المبين في مناهج المفسرين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167738

** هل لعزو الأقوال إلى أصحابها فائدة في التفسير؟ بيّن رأيك في هذه المسألة مع بيان رأي الإمام ابن جزي.
أرى أن عزو الأقوال إلى أصحابها مهم جداً في التفسير وفي غيره من العلوم لأن عدم العزو يؤدي إلى اختلاط الصحيح بالضعيف والسليم بالسقيم كذلك عزوها يبين معرفة مغزى قائلها وما يقصده من رواء هذا القول.
أما المصنف رحمه الله فيقول:
"وأما إذا صرحت باسم قائل القول فإني أفعل ذلك لأحد أمرين:
إما للخروج عن عهدته،
وإما لنصرته إذا كان قائله ممن يقتدى به،
على أني لست أنسب الأقوال إلى أصحابها إلّا قليلا،
وذلك لقلة صحة إسنادها إليهم،
أو لاختلاف الناقلين في نسبتها إليهم،
وأما إذا ذكرت شيئا دون حكاية قوله عن أحد فذلك إشارة إلى أني أتقلده وأرتضيه سواء كان من تلقاء نفسي، أو مما أختاره من كلام غيري".

كأنه رحمه الله لا يرى أهمية عزو الأقوال لأصحابها إلا إذا كانت مخالفة فيذكر لتحميله العهدة، أو إذا كان يوافقه لينتصر له.

وعلل سبب قلة عزوه لاختلاف الناقلين، وقلة الإسناد إليهم،
وأرى أنه لو ذكرها ثم أشار إلى الخلاف في القائل لكان ذلك باباً للباحثين لاثبات صاحب القول الصحيح.
 
3- اذكر المسائل التي صرّح فيها المصنف برأيه [تصحيحاً أو تضعيفاً].

1- صحح رحمه الله أن أول ما نزل من القرآن صدر سورة العلق ثم المدثر ثم المزمل.
2- ضعف أن يكون ترتيب السور من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من فعل عثمان وزيد بن ثابت والذين كتبوا معه المصحف.

4- قارن بين ما ذكره المؤلف في الباب الأول من المقدمة الأولى، وما أورده الإمام ابن عطية في مقدمة تفسيره المحرر الوجيز في باب: "ذكر جمع القرآن ونقطه وشكله وتحزيبه وتعشيره".
أولاً: أول من جمعه:
قال ابن جزي: إنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم أشار عمر على أبي بكر بعد اليمامة.
وقال ابن عطية: إنه أبو بكر رضي الله عنه بإشارة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد اليمامة فلم يذكر جمع علي رضي الله عنه.
ثانياً: نقط المصحف وتشكيله وتحزيبه:
قال ابن جزي: فأوّل من فعل ذلك الحجاج بن يوسف بأمر عبد الملك بن مروان وزاد الحجاج تحزيبه. ثم ذكر أقوالاً أخرى بصيغة التضعيف.
وقال ابن عطية: فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك.
ثالثاً: التعشير:
قال ابن جزي: وأما وضع الأعشار فيه فقيل: إنّ الحجاج فعل ذلك وقيل بل أمر به المأمون العباسي.
وقال ابن عطية: وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن الحجاج فعل ذلك.
 
ملخص درس الأحد 1/4/1432
أضع هنا ملخصاً لدرس الشيخ د. محمد جابر (أبو مجاهد العبيدي) حفظه الله ونفع به لهذا اليوم الأحد بما فهمته واستوعبته وبأسلوبي فإن كان فيه خطأ أو نقص أو زيادة فهو مني شخصياً والشيخ منه بريء:

ذكر المصنف رحمه الله في مقدمته:
- فضل القرآن الكريم وأهمية الاشتغال بعلومه، ومنّة الله عليه في شغله به.
- مسألة: في أنواع المصنفات في التفسير وهي:
1- منهم من آثر الاختصار ومثل له الشيخ حفظه الله بتفسير الواحدي رحمه الله (تفسير الوجيز).
2- ومنهم من طوّل حتى كثّر الأسفار ومثل له الشيخ بتفسير الرازي (مفاتيح الغيب).
3- ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض ومثل له الشيخ بأحكام القرآن لابن العربي وأحكام القرآن للجصاص، وغريب القرآن لابن قتيبة.
4- ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس ومثل له الشيخ بتفسير الماوردي وتفسير ابن الجوزي (زاد المسير).
5- ومنهم من عوّل على النظر والتحقيق والتدقيق ( مثل تفسير ابن جرير وهو من أئمة التحقيق والنظر في التفسير، وتفسير المحرر الوجيز لابن عطية).
فائدة:
للواحدي رحمه الله ثلاث مصنفات في التفسير:
مختصر وهو الوجيز، ومتوسط وهو الوسيط، ومطول وهو البسيط. وكلها مطبوعة.
* يعد كتاب ابن جزي رحمه الله هذا من كتب علوم القرآن المبنية على التفسير وهو من أفضل ما تدرس به علوم القرآن لأن مسائل علوم القرآن ترتبط في هذه الطريقة بأمثلتها، فيذكر الناسخ والمنسوخ مثلاً في موضعه وهكذا.
* ذكر ابن جزي رحمه الله مقصده العام من تصنيف هذا التفسير وهي:
- الانضمام إلى ركب العلماء الذين صنفوا في التفسير والسير في طريقهم.

وهنا فائدة:
على من أراد التأليف أن يجمع مع الإخلاص لله تعالى الإتقان في تأليفه ليكون نافعاً لمن بعده.
معلومة:
تفسير البيضاوي في غاية الاختصار والدقة، لذا كان من أكثر الكتب المحشاة.
والعلماء يفضلون مثل هذا الكتاب الذي لا يستطيع طالب العلم فهمه إلا على شيخ متمكن ليردوا الطالب إلى شيوخه.
*فائدة: مراتب التفسير هي:
-فهم المعنى الإجمالي وهذا يناسب العامة.
-معرفة المفردات والتراكيب الغريبة وهذا يناسب طالب العلم غير المتخصص.
-التمييز بين الراجح والمرجوح والصحيح والباطل وهذا يناسب المتخصص في هذا العلم.

* ذكر ابن جزي رحمه الله أن تفسيره هذا يشتمل على نكت عجيبة وفوائد غريبة وهذا ما تميز به هذا التفسير.
* ذكر كذلك رحمه الله أن هذه النكت والفوائد جمعها من:
- بنات صدره ونتائج فكره، وهذا يدعو طالب العلم إلى إعمال عقله وفكره.
-كلام مشايخه وهذا يدعو إلى الاهتمام بالكتابة وتسجيل الفوائد وتقييد الفرائد التي يسمعها أو يقرأها طالب العلم وأن ذلك يمنحه ثروة قل أن يجدها إن لم يقيد.
* ذكر ابن جزي رحمه الله أن من مقاصده في تفسيره إيضاح المشكلات وهذا كذلك مما يميز هذا التفسير فإن الطالب إذا وجد من يفك له إشكالاته ويحلل له عقده يكون وقع على كنز ثمين وكبش سمين وممن يهتم بحل الإشكالات كذلك أبو حيان وابن عاشور والشنقيطي وهذا هو التميز بعينه.
لذا كان من المهم للمعلم أن يلبي احتياجات الطالب لا حاجاته هو وأن يفك له اشكالاته لا أن يحقق مطالبه.
*ذكر المؤلف رحمه الله صيغ الترجيح التي يستخدمها في كتابه وقل من يفعل مثل فعله.

تنبيه: درس علي محمد الزبيري رحمه الله منهج ابن جزي في تفسيره، وبيّن مدى التزامه بهذا المنهج في تفسيره، وتوسع في ذكر مصادره وكل ما يتعلق بهذا التفسير، وذلك في كتابه "ابن جزي ومنهجه في التفسير" .
وهو على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=6943
وهو كتاب يحتاج إلى اختصار يسر الله له من يفعل ذلك.
فائدة:
من المهم معرفة طريقة المؤلف ومنهجه الذي يسلكه في كتابه من نقل للأقوال فقط أو تمييز لصحيحها وسقيمها وهذا يستوجب النظر في مقدمة الكتاب قبل الحكم عليه فمن طلاب العلم من يسارع بالنقد والتسخط على المؤلف في أقواله أو نقوله دون النظر إلى منهجه الذي اختاره والذي غالباً ما يذكره المؤلف في مقدمة كتابه.
* ابن جزي رحمه الله لم يعتن بعزو الأقوال إلى أصحابها وعلل ذلك بقلة صحة إسنادها واختلاف الناقلين في نسبتها ولا يعتبر هذا مبرراً له في ترك العزو فإنه من الأهمية بمكان ذكر الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله أهمية ذلك وقال: "من بركة العلم نسبته إلى أهله".
كذلك من أهمية العزو أنه مهم لمعرفة القائل وذلك للأثر الذي يكون له في الحكم على القول فمن قرائن ترجيح الأقوال معرفة القائل وعلمه.
كذلك فيه إغلاق لباب التقول على الغير.
فائدة:
أهل العلم في التفسير والتاريخ لا يتشددون كثيراً في أمر الإسناد، وقد انقسم الباحثون في هذا الأمر إلى طرفين ووسط:
فالطرف الأول دعى إلى التشدد في التعامل مع الأقوال المأثورة في التفسير، والحرص على تحقيق القول في أسانيدها، والاقتصار على الصحيح منها والثابت. ( مثل مؤلف كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور).
والطرف الثاني: يرى أنه لا حاجة إلى البحث والتحقيق فيها، ولا مانع من ذكر الأقوال بدون تدقيق ولا تمحيص. ( وهذا كحال الثعلبي الذي كان في المرويات كحاطب ليل كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله).
والوسط هو المطلوب، وهو التدقيق في النظر إلى أسانيد الأقوال التي تحتاج إلى ذلك، كالأقوال المخالفة للمشهور، والتي يترتب عليها أحكام، ويبنى عليها مسائل عملية؛ فهذه لا بد من النظر في أسانيدها والحكم عليها بما يناسبها.

تنبيه: أُخذ على المصباح المنير في اختصار تفسير ابن كثير أن مختصريه يقتصرون على بعض الأقوال لأنها أقوى في الثبوت من غيرها، ويتركون أقوالا هي أكثر بياناً للآية وإيضاحا للمعنى لأن عندهم أقل صحة.
وهذا لا يناسب التفسير لأن بعض الأقوال التي في إسنادها ضعف تبين المعنى أكثر من تلك التي سلم إسنادها.

فوائد من مقدمة ابن جزي:
1- وضوح مقاصد التأليف عنده وهذا له فائدة عظيمة في انجاح أي عمل.
2- تميز تفسيره رحمه الله بالعناية بالأقوال والحكم عليها.
3- اعتماده رحمه الله على قواعد علمية في الترجيح.
هذا ما تيسر جمعه من بحر الشيخ حفظه الله فما كان فيه من صواب فمن الله ثم من درر الشيخ وما كان فيه من خطأ أو نقص أو زيادة فمني ومن الشيطان.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملخص درس الأحد 1/4/1432
أضع هنا ملخصاً لدرس الشيخ د. محمد جابر (أبو مجاهد العبيدي) حفظه الله ونفع به لهذا اليوم الأحد بما فهمته واستوعبته وبأسلوبي فإن كان فيه خطأ أو نقص أو زيادة فهو مني شخصياً والشيخ منه بريء:

ذكر المصنف رحمه الله في مقدمته:
- فضل القرآن الكريم وأهمية الاشتغال بعلومه، ومنّة الله عليه في شغله به.
- مسألة: في أنواع المصنفات في التفسير وهي:
1- منهم من آثر الاختصار ومثل له الشيخ حفظه الله بتفسير الواحدي رحمه الله (تفسير الوجيز).
2- ومنهم من طوّل حتى كثّر الأسفار ومثل له الشيخ بتفسير الرازي (مفاتيح الغيب).
3- ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض ومثل له الشيخ بأحكام القرآن لابن العربي وأحكام القرآن للجصاص، وغريب القرآن لابن قتيبة.
4- ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس ومثل له الشيخ بتفسير الماوردي وتفسير ابن الجوزي (زاد المسير).
5- ومنهم من عوّل على النظر والتحقيق والتدقيق ( مثل تفسير ابن جرير وهو من أئمة التحقيق والنظر في التفسير، وتفسير المحرر الوجيز لابن عطية).
فائدة:
للواحدي رحمه الله ثلاث مصنفات في التفسير:
مختصر وهو الوجيز، ومتوسط وهو الوسيط، ومطول وهو البسيط. وكلها مطبوعة.
* يعد كتاب ابن جزي رحمه الله هذا من كتب علوم القرآن المبنية على التفسير وهو من أفضل ما تدرس به علوم القرآن لأن مسائل علوم القرآن ترتبط في هذه الطريقة بأمثلتها، فيذكر الناسخ والمنسوخ مثلاً في موضعه وهكذا.
* ذكر ابن جزي رحمه الله مقصده العام من تصنيف هذا التفسير وهي:
- الانضمام إلى ركب العلماء الذين صنفوا في التفسير والسير في طريقهم.

وهنا فائدة:
على من أراد التأليف أن يجمع مع الإخلاص لله تعالى الإتقان في تأليفه ليكون نافعاً لمن بعده.
معلومة:
تفسير البيضاوي في غاية الاختصار والدقة، لذا كان من أكثر الكتب المحشاة.
والعلماء يفضلون مثل هذا الكتاب الذي لا يستطيع طالب العلم فهمه إلا على شيخ متمكن ليردوا الطالب إلى شيوخه.
*فائدة: مراتب التفسير هي:
-فهم المعنى الإجمالي وهذا يناسب العامة.
-معرفة المفردات والتراكيب الغريبة وهذا يناسب طالب العلم غير المتخصص.
-التمييز بين الراجح والمرجوح والصحيح والباطل وهذا يناسب المتخصص في هذا العلم.

* ذكر ابن جزي رحمه الله أن تفسيره هذا يشتمل على نكت عجيبة وفوائد غريبة وهذا ما تميز به هذا التفسير.
* ذكر كذلك رحمه الله أن هذه النكت والفوائد جمعها من:
- بنات صدره ونتائج فكره، وهذا يدعو طالب العلم إلى إعمال عقله وفكره.
-كلام مشايخه وهذا يدعو إلى الاهتمام بالكتابة وتسجيل الفوائد وتقييد الفرائد التي يسمعها أو يقرأها طالب العلم وأن ذلك يمنحه ثروة قل أن يجدها إن لم يقيد.
* ذكر ابن جزي رحمه الله أن من مقاصده في تفسيره إيضاح المشكلات وهذا كذلك مما يميز هذا التفسير فإن الطالب إذا وجد من يفك له إشكالاته ويحلل له عقده يكون وقع على كنز ثمين وكبش سمين وممن يهتم بحل الإشكالات كذلك أبو حيان وابن عاشور والشنقيطي وهذا هو التميز بعينه.
لذا كان من المهم للمعلم أن يلبي احتياجات الطالب لا حاجاته هو وأن يفك له اشكالاته لا أن يحقق مطالبه.
*ذكر المؤلف رحمه الله صيغ الترجيح التي يستخدمها في كتابه وقل من يفعل مثل فعله.

تنبيه: درس علي محمد الزبيري رحمه الله منهج ابن جزي في تفسيره، وبيّن مدى التزامه بهذا المنهج في تفسيره، وتوسع في ذكر مصادره وكل ما يتعلق بهذا التفسير، وذلك في كتابه "ابن جزي ومنهجه في التفسير" .
وهو على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=6943
وهو كتاب يحتاج إلى اختصار يسر الله له من يفعل ذلك.
فائدة:
من المهم معرفة طريقة المؤلف ومنهجه الذي يسلكه في كتابه من نقل للأقوال فقط أو تمييز لصحيحها وسقيمها وهذا يستوجب النظر في مقدمة الكتاب قبل الحكم عليه فمن طلاب العلم من يسارع بالنقد والتسخط على المؤلف في أقواله أو نقوله دون النظر إلى منهجه الذي اختاره والذي غالباً ما يذكره المؤلف في مقدمة كتابه.
* ابن جزي رحمه الله لم يعتن بعزو الأقوال إلى أصحابها وعلل ذلك بقلة صحة إسنادها واختلاف الناقلين في نسبتها ولا يعتبر هذا مبرراً له في ترك العزو فإنه من الأهمية بمكان ذكر الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله أهمية ذلك وقال: "من بركة العلم نسبته إلى أهله".
كذلك من أهمية العزو أنه مهم لمعرفة القائل وذلك للأثر الذي يكون له في الحكم على القول فمن قرائن ترجيح الأقوال معرفة القائل وعلمه.
كذلك فيه إغلاق لباب التقول على الغير.
فائدة:
أهل العلم في التفسير والتاريخ لا يتشددون كثيراً في أمر الإسناد، وقد انقسم الباحثون في هذا الأمر إلى طرفين ووسط:
فالطرف الأول دعى إلى التشدد في التعامل مع الأقوال المأثورة في التفسير، والحرص على تحقيق القول في أسانيدها، والاقتصار على الصحيح منها والثابت. ( مثل مؤلف كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور).
والطرف الثاني: يرى أنه لا حاجة إلى البحث والتحقيق فيها، ولا مانع من ذكر الأقوال بدون تدقيق ولا تمحيص. ( وهذا كحال الثعلبي الذي كان في المرويات كحاطب ليل كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله).
والوسط هو المطلوب، وهو التدقيق في النظر إلى أسانيد الأقوال التي تحتاج إلى ذلك، كالأقوال المخالفة للمشهور، والتي يترتب عليها أحكام، ويبنى عليها مسائل عملية؛ فهذه لا بد من النظر في أسانيدها والحكم عليها بما يناسبها.

تنبيه: أُخذ على المصباح المنير في اختصار تفسير ابن كثير أن مختصريه يقتصرون على بعض الأقوال لأنها أقوى في الثبوت من غيرها، ويتركون أقوالا هي أكثر بياناً للآية وإيضاحا للمعنى لأن عندهم أقل صحة.
وهذا لا يناسب التفسير لأن بعض الأقوال التي في إسنادها ضعف تبين المعنى أكثر من تلك التي سلم إسنادها.

فوائد من مقدمة ابن جزي:
1- وضوح مقاصد التأليف عنده وهذا له فائدة عظيمة في انجاح أي عمل.
2- تميز تفسيره رحمه الله بالعناية بالأقوال والحكم عليها.
3- اعتماده رحمه الله على قواعد علمية في الترجيح.
هذا ما تيسر جمعه من بحر الشيخ حفظه الله فما كان فيه من صواب فمن الله ثم من درر الشيخ وما كان فيه من خطأ أو نقص أو زيادة فمني ومن الشيطان.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

شكر الله لك أخي أبا عامر، وبارك فيك. جهد موفق، ومتابعة مشكورة.
وهذا رابط آخر لكتاب الزبيري لأن الرابط الذي احلت عليه لا يعمل:
ابن جزي ومنهج في التفسير للزبيري
 
الدرس الثاني

يوم الأحد 1 / 4 / 1432 هـ
موضوع الدرس: مقدمة المؤلف + الباب الأول والباب الثاني من أبواب المقدمة الأولى.

أهداف الدرس:
أولاً: الأهداف العلمية:
1- معرفة محتويات المقدمة إجمالاً.
2- حصر أنواع المصنفات في تفسير القرآن التي ذكرها المؤلف.
3- حفظ مقاصد المؤلف الأربعة التي قصدها من تصنيفه لهذا التفسير.
4- معرفة مراتب أقوال المفسرين من حيث القوة والضعف، والصحة والفساد.
5- التعرف على مصطلحات المؤلف في الحكم على الأقوال التي يذكرها في تفسيره.
6- الإلمام بطريقة المصنف في عزو الأقوال.
7- فهم ما تضمنه الباب الأول من المقدمة الأولى إجمالاً، والتركيز على المسائل المهمة.
8- ضبط المصطلحات التي أوردها المؤلف في الباب الأول، وهي: نزول القرآن – جمع القرآن – المصحف – النقط – التحزيب – التعشير – أسماء القرآن.
9- استخراج المصطلحات التي عرفها المصنف، ومناقشة تعريفاته.
10- دراسة آراء المصنف في الباب الثاني المتعلق بالسور المكية والمدنية.
ثانياً: الأهداف المهارية:
1- التدرب على القراءة المتقنة للكتاب.
2- تطبيق مهارة استيعاب المسموع وذكر أهم ما ورد فيه من مسائل.

تطبيقات للبحث والتحضير:
1- اذكر مثالاً لكل نوع من أنواع المصنفات في التفسير [ الهدف الثاني].
2- هل لعزو الأقوال إلى أصحابها فائدة في التفسير؟ بيّن رأيك في هذه المسألة مع بيان رأي الإمام ابن جزي.
3- اذكر المسائل التي صرّح فيها المصنف برأيه [تصحيحاً أو تضعيفاً].
4- قارن بين ما ذكره المؤلف في الباب الأول من المقدمة الأولى، وما أورده الإمام ابن عطية في مقدمة تفسيره المحرر الوجيز في باب: "ذكر جمع القرآن ونقطه وشكله وتحزيبه وتعشيره".
انتهينا بحمد الله من شرح مقدمة المصنف للكتاب.
وبقي تدارس البابين الأول والثاني من المقدمة الأول، وهما موضوعا الدرس القادم يوم الأحد 8 / 4
وسيقوم أخوان فاضلان من المشاركين معنا في الدرس بشرح هذين البابين.
ولا مانع من الإفادة من هذا الكتاب: شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي للشيخ مساعد الطيار

تذكير بمسائل الباب الأول:
- متى نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم؟ [عمره وقت ابتداء النزول ]
- مدة نزول القرآن.
- طريقة نزول القرآن.
- أول ما نزل.
- آخر ما نزل.
- جمع القرآن ومراحله.
- ترتيب السور في المصحف.
- نقط القرآن وشكله.
- تعشير القرآن.
- أسماء القرآن.
 
واشتمل الباب الثاني من المقدمة الأولى - وهو في السور المكية والمدنية - على المسائل التالية:
الأولى: بيان المراد بالسور المكية والسور المدنية.
الثانية: أقسام سور القرآن الكريم من حيث المكي والمدني.
الثالثة: الفرق بين المكي والمدني من حيث الموضوعات التي تناولها كل قسم.
الرابعة: ضابط من ضوابط المكي والمدني، وهو: "حيث ورد "يأيها الذين آمنوا" فهو مدني، وأما "يأيها الناس" فقد وقع في المكي والمدني.

مسألة للبحث: للإمام ابن حجر رحمه الله كتاب مهم في علم من علوم القرآن، وله فيه كلام مهم يتعلق بالمكي والمدني، وقد نقل فيه الاتفاق على أن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو نزل بغير مكة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي صلى الله عليه وسلم.
والمطلوب: توثيق هذا الكلام من كتب الإمام ابن حجر رحمه الله، مع بيان ما اشتمل عليه من مسائل.
 
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل على هذا الحرص والاهتمام ونفعنا بك وبعلمك:
قال ابن حجر رحمه الله في كتابه (العجاب في بيان الأسباب) : "الذي وقع عليه الاتفاق في الاصطلاح بالمكي والمدني: أن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو نزل بغير مكة كالطائف، وبطن نخل، وعرفة، والمدني ما نزل بعد الهجرة، ولو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته حتى مكة وأرض الطائف وتبوك وغيرها" ج1ص244.
وللأمانة العلمية فقد وجدت لك رداً على موضوع لشيخنا مساعد الطيار ذكرت فيه هذا القول وعزوته إلى هذا الكتاب وقد راجعت الكتاب وأخذت منه.
والمسائل التي اشتمل عليها هذا الكلام هي:
1- أن فيه نقلاً للاتفاق فلا مجال للمخالفة.
2- أن فيه تحديد دقيق للمكي والمدني وإن كان لم يشمل ما كان في طريق الهجرة هل يعد مما بعد الهجرة أو مما قبلها؟ وقد نقل محققه الشيخ: عبدالحكيم محمد الأنيس كلاماً ليحيى بن سلام ت 200هـ نصه: "ما نزل بمكة وما نزل بطريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهو من المكي، وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني" ثم نقل قول السيوطي : "وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحًا".
هذا ما تيسر والله أعلم.
 
بارك الله فيك أخي سالم، وجزاك خيراً على مشاركتك وتفاعلك وجدك في المتابعة والبحث، وهذا ما نريده ونسعى إليه، وننتظر من جميع المشاركين معنا في هذه الدروس، وفي هذا الموقع مزيداً من المتابعة والتفاعل.

تدريب مهم للجميع حول موضوع المكي والمدني: قراءة موضوع المكي والمدني من كتاب المحرر في علوم القرآن لشيخنا الدكتور مساعد الطيار، وتلخيص أهم النقاط والمسائل التي اشتمل عليها هذا الموضوع.

تنبيه: الكتاب يمكن تحميله من هنا: المحرر في علوم القرآن للدكتور مساعد الطيار
 
شيخنا المبارك غفر الله لك ولوالديك
إجابتا" علي مسألة البحث المطروحه بشأن المكي والمدني وجدت كلاما" لبن حجر رحمه الله في فتح الباري (كتاب فضائل القرآن) مانصه( ويستفاد من حديث الباب أن القرآن نزل كله بمكه و المدينه خاصة وهو كذالك لكن نزل كثير منه في غير الحرمين حيث كان النبي صالي الله عليه وسلم في سفر حج او عمرة او غزاة ولكن الاصطلاح ان كل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعد الهجرة فهو مدني سواء نزل في البلد حال الاقامة او في غيرها حال السفر وسياتي مزيد لذلك في باب تأليف القرآن)ا.هـ 11\156
مسائل النص:-
1-رجح رحمه الله ان القرآن نزل كله بمكه والمدينه خاصه بقوله(وهو كذالك)
2-ان كثير من القرآن نزل في غير الحرمين.
3-اورد الاجماع بقوله(ولكن الاصطلاح) ان كل مانزل قل الهجرة فهو مكي ومابعدها فهو مدني.
 
قال السيوطي رحمه الله تعالى : ( اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة :
أشهرها أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أوعام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار. أخرج عثمان بن سعيد الرازي بسنده إلى يحيى بن سلام قال: ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهومن المكي. وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهومن المدني. وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحاً.
الثاني: أن المكي ما نزل بمكة ولوبعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، وعلى هذا نثبت الواسطة، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني). الإتقان ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (1 : 23 ) .
وقال في موطن آخر : (سورة النساء زعم النحاس أنها مكية، مستنداً إلى أن قوله: (إن الله يأمركم) الآية، نزلت بمكة اتفاقاً في شأن مفتاح الكعبة، وذلك مستند واه لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية، خصوصاً أن الأرجح أن ما نزل بعد الهجرة مدني، ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه. ومما يرد عليه أيضاً ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، ودخولها عليه كان بعد الهجرة اتفاقاً. وقيل نزلت عند الهجرة). الإتقان ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (1 : 31 ) .
وقد علق على كلام السيوطي الدكتور مساعد الطيار حفظه الله فقال:
أولاً : لو سار السيوطي ( ت : 911 ) على عبارته الأولى ( اصطلاحات ) لكان أولى ، لكنه رجَّح بين هذه الاصطلاحات في الموطن الآخر ، وجعل الاعتبار الزماني هو المقدَّم .
ثانيًا : لم يذكر من قال بهذه الاصطلاحات ، ولا من قال ـ باعتبار المكان ـ بأن ما لم ينزل بمكة ولا المدينة فليس بمكي ولا مدني ، وذلك قوله : (وعلى هذا نثبت الواسطة، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني ) .
ثالثًا : ما نقله عن يحيى بن سلام البصري موجود في مقدمة مختصريه ( تفسير هود ابن محكم ، وتفسير ابن أبي زمنين ) ، وهذا هو بتمامه : ( قال يحيى : إن ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي عليه السلام المدينة فهو من المكي .
وما نزل على النبي عليه السلام في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني وما كان من القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) فهو مدني ، وما كان ( يا أيها الناس ) ففيه مكي ومدني ، وأكثره مكي ) .
وهذا القول باعتبار الزمان قال به ممن هو في طبقة يحيى بن سلام ( ت : 200 ) ، وهو علي بن الحسين بن واقد ( ت : 211 ) ، فقد أورده السيوطي في الدر المنثور ، قال : ( وأخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن واقد رضي الله عنه (ت : 211) قال : كل القرآن مكي أو مدني غير قوله { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد } فإنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجراً إلى المدينة . فلا هي مكية ولا مدنية ، وكل آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فهي مكية . فنزلت بمكة أو بغيرها من البلدان ، وكل آية نزلت بالمدينة بعد الهجرة فإنها مدنية . نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان ) .
رابعًا : بالنظر إلى استعمال هذين المصطلحين عند السلف ( الصحابة والتابعين وأتباعهم ) نجد أنهم يُعنون بالمكان ، ويتضمن قولهم الزمان ، بل هم أكثر رعاية لمكان النزول ولو كان خارج هاتين البلدتين ؛ لذا قد يحددون الموضع بدقة ، كالذي أورده السيوطي ـ أثناء حديثه عن المكي والمدني ـ عن عكرمة ، قال : (وقال أيوب: سأل رجل عكرمة عن آية في القرآن فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل ، وأشار إلى سلع. أخرجه أبو نعيم في الحلية ) .
وإن تتبع أقوالهم في المكي والمدني يشير إلى تطبيقات عملية فيها العناية بالمكان واعتبار الزمان ، ولهم في هذا أمثلة ظاهرة جدًا ، منها :
1 ـ قال الطبري : حدثني المثنى قال: حدثنا الحجاج بن المنهال قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر قال: قلت لسعيد بن جبير:"وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" أهو عبد الله بن سَلام؟ قال: هذه السورة مكية، فكيف يكون عبد الله بن سلام! قال: وكان يقرؤها:"وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" يقول: مِنْ عند الله ).
2 ـ قال الطبري : حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال الضحاك بن مزاحم: هذه السورة بينها وبين النساء( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) ثمان حجج. وقال ابن جُرَيج: وأخبرني القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جُبير: هل لمن قتل مؤمنا متعمدا توبة؟ فقال: لا فقرأ عليه هذه الآية كلها، فقال سعيد بن جُبير: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي، فقال: هذه مكية، نسختها آية مدنية، التي في سورة النساء
وهناك أمثلة أخرى غيرها ، ويكفي في هذا المقام مثل هذين المثالين .
ومما يحسن لفت النظر إليه ـ في هذا الموضوع ـ ما يأتي :
الأول : أن الاعتماد في التفريق على مصطلح الهجرة متأخر عن زمانهم ، فلم يكن إلا في طبقة صغار أتباع التابعين من أبناء الجيل الثاني من القرن الثاني ، والذين ورد عنهم هذا المصطلح يحيى بن سلام ( ت : 200 ) ، وعلى بن الحسين بن واقد ( ت : 211 ) هم من أبناء هذا الجيل .
الثاني : أن في عمل السلف في اعتبارالمكان المتضمن للزمان أمر مهم ، وهو تحديد مكان النزول بدقة ، وهذه الفائدة لا تتأتى لو اعتبرت الزمان فحسب ؛ لأن مكان نزولها لن يكون مقصدًا للباحث باعتبار الزمان .
الثالث : أننا لسنا أمام قولين مختلفين ، بل هما قولان متداخلان من وجه ، لذا لسنا بحاجة إلى الترجيح في هذا المقام ، بل بيان وجه الارتباط بينهما ، الرابع : أن يكون عندنا فكرة البناء على ما عمله السلف ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، وفي هذا المقام فإن العمل بالقولين واعتبارهما وإعمالهما معًا ـ مع صحتهما ـ أولى من إبطال أحدهما باعتماد الآخر .
وهذا يعني أن نتفهَّم مصطلح السلف ، وكيف تعاملوا مع هذه المسألة العلمية ، وهذا التفهم يعيننا على بيان تطور المصطلحات ، واختلافها من طبقة إلى طبقة ، ومعرفة كل قول على وجهه الذي أراده المتكلم به .
وبعد ذلك عقب الدكتور محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني فقال:
وجدت ما يدل على وقوع الاتفاق على أن الاعتبار في التفريق هو الزمن؛ فما كان قبل الهجرة فهو مكي، وما كان بعدها في مدني، وقد نقل هذه الاتفاق الإمام ابن حجر رحمه الله في كتاب "العجاب في بيان الأسباب"، حيث قال: ( ... لأن الذي وقع عليه الاتفاق في الاصطلاح بالمكي والمدني: إن المكي ما نزل قبل الهجرة ولو نزل بغير مكة كالطائف وبطن نخل وعرفة، والمدني ما نزل بعد الهجرة ولو نزل بغيرها من الأماكن التي دخلها النبي في غزواته حتى مكة و أرض الطائف و تبوك وغيرها..) انتهى [ 1 / 242 ].
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين......وبعد
اسأل الله العلي العظيم ان يغفر لشيخي ابو مجاهد العبيدي علي حرصه وجهده و الاخذ بأيدينا الي معالي الامور
اسهاما في مسألة التدريب المطروحة بشأن تلخيص فصل المكي و المدني من كتاب المحرر في علوم القرآن للشيخ مساعد الطيار حفظه الله.
وكانت مشاركتي علي النحو الآتي:-
-نبذه عن المؤلف.
-نبذه عن الكتاب.
-تلخيص فصل المكي و المدني
ترجمة للشيخ حفظه الله
* اسم الشيخ:مساعد بن سليمان بن ناصرالطيار.
دراسته:
تخرج الشيخ من قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض، في العام الدراسي 1408/1409.
ثم التحق بالتدريس في كلية المعلمين بالرياض في قسم الدراسات القرآنية منذ عام 1409، ولا زال يعمل فيها أستاذاً في هذا القسم إلى هذا اليوم.
والتحق الشيخ بالدراسات العليا لنيل درجة الماجستير في تخصص علوم القرآن للعام الدراسي 1409/1410، وأنهى رسالة الماجستير بتقدير (ممتاز)، وكانت بعنوان (وقوف القرآن وأثرها في التفسير).
التحق (حفظه الله) في الكلية نفسها لنيل درجة الدكتوراه، وانتهى من مناقشتها في 12/7/1421 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى،وكانت بعنوان (التفسير اللغوي للقرآن الكريم).
* وللشيخ عدد من الكتب هي:
1. فصول في أصول التفسير / 1413.
2. تفسير جزء عم / 1420.
3. أنواع التصنيف المتعلقة بالقرآن الكريم / 1421.
4. التفسير اللغوي للقرآن الكريم / 1421.
5. مفهوم التفسيروالتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر / 1422.
6. متن التفسير (تفسير جزء عم) ، وهو مستل من تفسير جزء عم السابق / 1423.

نبذة مختصرة: المحرر في علوم القرآن : جاءت خطة الكتاب على النحو الآتي:


- الباب الأول: مدخل إلى علوم القرآن.
ويشتمل على ثلاثة فصول:
- الفصل الأول: مفهوم علوم القرآن.
- الفصل الثاني: نشأة علوم القرآن.
- الفصل الثالث: الفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير.

- الباب الثاني: نزول القرآن وجمعه.
ويشتمل على خمسة فصول:
- الفصل الأول: الوحي.
- الفصل الثاني: نزول القرآن.
- الفصل الثالث: المكي والمدني.
- الفصل الرابع: أسباب النزول.
- الفصل الخامس جمع القرآن.

- الباب الثالث: علوم السور.
ويشتمل على خمسة فصول:
- الفصل الأول: أسماء السور.
- الفصل الثاني: عدد آي السور.
- الفصل الثالث: فضائل السور.
- الفصل الرابع: ترتيب السور.
- الفصل الخامس: موضوعات السور ومقاصدها.

- الباب الرابع: المصحف .. عناية الأمة به.
ويشتمل على فصلين:
- الفصل الأول: عناية العلماء بالمصحف.
- الفصل الثاني: مثال معاصر لعناية العلماء بضبط المصحف


تلخيص فصل المكي و المدني
وهو مكون من ثلاثة مباحث:-
-الاول:طريق تعبير السلف عن النزول.
-الثاني:طريق معرفة المكي و المدني.
-الثالث:فوائد معرفة المكي و المدني.

افتتاحيه
للمكي والمدني علاقة بأنواع علوم القرآن الاخرى :-
- يعتبر المكي والمدني فرع من (نزول القرآن)
- لايعرف(الناسخ و المنسوخ)الا بمعرفة المكي من المدني.
- لأسباب النزول إرتباط وثيق بالمكي و المدني فإن سبب النزول يدل عليهما إذا صح نزول آيه في حدث مكي او في حدث مدني
- (اسماء السور) لمن يعدد السور المكيه و المدنيه و الاستفادة من الآثار في تعدد اسماء بعض السور لختلافها في تسمية بعض السور.

المبحث الاول:-طريقة تعبير السلف عن النزول

للمكي و المدني مصطلحان مرتبطان بالمكان و الزمان وعليهما وقعت عبارات العلماء رحمهم الله ، وقد كان للسلف عناية خاصة بمكان نزول القرآن فمن المعلوم ان القرآن نزل في عدة أماكن منها ماهو في مكة وكذا المدينة ومنها ماكان علي سفر او في ضواحي ومنها مانزل في مكة بعد الهجرة.
هنا يرد تساؤل:كيف كان السلف يعبرون عن هذا النزول؟
للسلف طريقتان في ذالك
1-روايات تذكر كل السور وتميز مكيها من مدنيها.
2-روايات متفرقة تذكر المكي و المدني ويكثر في هذه الروايات الاشارة الي اماكن نزول الآيات.
مسألة:في كلا الطريقتين لم يقع منهم نص مباشر على الزمان قبل الهجرة و بعد الهجرة بل كان الوارد من بعض الصحابة النتبيه على معرفة المكان دون الزمان كالوارد عن ابن عباس ا في البخاري برقم(5002).
يؤخذ مما مضى :-
-ان السلف كانو يعنون بذكر المكان الذي نزلة فيه السورة او الآية كما رو البخاري(4407)قول عمر في آية المائدة رقم (3).
-ان السلف رضي الله عنهم لم يكونو يغفلون الزمان.
-ان كلمة المكي و المدني ضبطه بعض أتباع التابعين بضابط الهجرة.
-ان الصحابة لم ينصوا على المكي و المدني إلا انهم يعملون بفحواة ولا كان من مصطلحات الصحابة و التابعين وكثير من اتباع التابعين.
-اول من نص على الضابط الزماني يحي بن سلام البصري.
-الضابط الزماني هو الذي اعتمده العلماء المتأخرون وسارت به الكتب بعدهم.
نتبيه:- لاتعارض بين مذهب السلف في التعبير عن النزول بالمكان وما ذهب إليه المتأخرون من العلماء من ان ما نزل قبل الهجرة فهو مكي و ما نزل بعد الهجرة فهو مدني.
تلخيص القول:-ويمكن تلخيص القول في هذة المسالة بأن يعتبر المصطلحان معا" بحيث يكون في ذكر مكان النزول إشارة إلى ضابط الزمان إن احتاج الامر إلى ذلك.
مسألة:-في الآيات المستثناة من السور:
ورد عن علماء الصحابة و التابعين و أتباع التابعين بعض الآثار التي يذكرون فيها ان السورة مكية إلا آيات منها و كذا العكس وهذا المبحث من التطبيقات النفيسة التي تمزج بين التفسير وعلوم القرآن فعند تحرير الآيات المستثناة من السور يظهر الآتي:-
1-ان الاصل في السورة ان تكون مكية كلها او مدنية كلها و الاستثناء منها خلاف الاصل.
2-ان الشبهة قد تقع في الاستثناء لذا لايلزم ان يكون كل استثناء صحيحا.
3-ان ما قيل فيه بالاستثناء يحتمل الاحتمالات العقلية الآتية:
الاول: ان يكون الاستثناء صحيحا و تكون السورة كلها نزلة بمكة او المدينة ثم اضيف إليها الأية.
الثاني: ان يكون الرسول صلي الله عليه وسلم قرأ الآية المكية في حدث مدني فتوهم الصحابي انها نزلة آنئذ فحكم بمدنيتها اذ ليس كل الصحابة يعلم جميع النازل من القرآن ولا مكان نزولة او وقتة.
الثالث: ان يكون دخول الحدث المدني في آية مكية بوحي نزل علية فيتلوا الآية المكية آنئذ فيتوهم الصحابي أنها نزلت في هذا الحدث.
والفرق بينه وبين الذي قبله: ان الاول من فعله صلى الله علية وسلم مباشرة و الثاني بوحي نزل عليه.

المبحث الثاني:- طريق معرفة المكي و المدني

الاصل في معرفة المكي و المدني هو النقل عن الصحابة الذين نزل عليهم القرآن بين ظهرانيهم وإذا تأملت ما حكاه العلماء من المكي و المدني و جدت ما يأتي:
1- قسم وقع الاتفاق عليه بأنه مكي او مدني.
2- قسم وقع الخلاف فيه بين العلماء من الصحابة او ممن هو دونهم من التابعين و اتباعهم.
3- ان هذا الاختلاف كان في الآيات اكثر منه في السور فظهر الاجتهاد بضوابطه فصار الامر في معرفة المكي و المدني على طريقتين:الطريق النقلي و الطريق القياسي الاجتهادي.
- اما النقلي فظاهر اذا وقع الاتفاق او النقل عن واحد من الصحابة لا مخالف له فهو على ما قال و المنقول هو الاغلب في الباب.
- اما القياس فهو اجتهادي و قد استنبط العلماء منه عددا من الضوابط التي يعرف بها المكي و المدني و منها:
1- من هذه الضوابط ما يتعلق بالخطاب فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنها قال(ما كان {يأيها الذين ءامنوا} انزل بالمدينة و ما كان{يأيها الناس} فمكية) وهذا الضابط اغلبي وليس كليا.
2- عن عروة بن الزبير قال :(كل شيئ نزل من القرآن فيه ذكر الامم و القرون فإنها نزلة بمكة وما كان من الفرائض و السنن فإنها نزلة بالمديتة) و هذا أغلبي ايضا.
3- كل سورة ورد في اولها احرف تهج فهي مكية سوى البقرة آل عمران و الرعد و في سورة الرعد خلاف.
4- كل سورة ور د فيها لفظ (كلا) فهي مكية ولم يرد هذا اللفظ إلا في النصف الثاني من سور القرآن.
5- كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية لأن النفاق لم يظهر الا في المدينة.
6- كل سورة فيها سجدة فهي مكية.
7- كل سورة نزل فيها جدال لاهل الكتاب وذكر لاحوالهم فهي مدنية.

المبحث الرابع:- فوائد معرفة المكي و المدني

1- معرفة الناسخ من المنسوخ لان القول بالنسخ مبني على معرفة المتقدم من التأخر و المدني ينسخ المكي لا العكس.
2- معرفة الصحيح من الضعيف من التفسير( الترجيح بين الاقوال).
3- الاستفادة منه في الدعوة الى الله بتنزيل المقال على مقتضى الحال حيث ان الخطاب القرآني في العهد المكي كان يهتم بقضايا التوحيد الكلية و إثبات النبوة و في العهد المدني كان في التشريعات و الحدود و الجهاد و المنافقين فالداعية يستفيد من هذا الاسلوب الرباني في التعامل مع المدعوين كلا بحسبه.

وختاما اسأل المولي ان يتقبل اعمالنا .. وأتمنى من شيخي تصويبي
 
التعديل الأخير:
جزاكم الله شيخنا محمد على ما تبذلونه من جهد في تعليم طلبة العلم ..

وقد وقعت على طبعة جديدة محققة للكتاب :

تحقيق: أ.د.محمد بن سيدي محمد مولاي
الناشر: دار الضياء [الكويت]
الطبعة: الأولى.
سنة النشر: 1430 هـ
عدد المجلدات: ثلاث .

آمل أن تفيدكم هذه النسخة المحققة من الكتاب .

بارك الله في جهودكم .
 
جزاكم الله شيخنا محمد على ما تبذلونه من جهد في تعليم طلبة العلم ..

وقد وقعت على طبعة جديدة محققة للكتاب :

تحقيق: أ.د.محمد بن سيدي محمد مولاي
الناشر: دار الضياء [الكويت]
الطبعة: الأولى.
سنة النشر: 1430 هـ
عدد المجلدات: ثلاث .

آمل أن تفيدكم هذه النسخة المحققة من الكتاب .

بارك الله في جهودكم .

شكر الله لك أخي الكريم

الأمر كما اقترحت، وهذه الطبعة موجودة عندي وعند بعض من يشاركنا في هذا الدرس، ولكنها - مع الأسف - ليست كما ينبغي، وفيها أخطاء وتقصير في التحقيق.
 
ملخص
فصل المكي والمدني
من كتاب
المحرر في علوم القرآن
لشيخنا: د. مساعد الطيار

قسّم الشيخ حفظه الله الفصل إلى ثلاثة مباحث:
المبحث الأول:
طرق تعبير السلف عن النزول: للسلف في التعبير عن النزول طريقتان:
الأولى: روايات تذكر كل السور وتميز مكيها عن مدنيها.
الثانية: روايات متفرقة تذكر المكي والمدني ويكثار فيها الإشارة إلى أماكن نزول الآيات.
كلا الطريقتين ليس فيهما التصريح بالزمان لكن في بعضها الإشارة إلى المكان كما فيما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
الطريقة الأولى: ورد بها روايات عديدة منها رواية البيهقي عن عكرمة والحسن البصري.
الطريقة الثانية: كذلك فيها روايات عديدة منها ما ورد عن عمر رضي الله عنه في آية المائدة.
- السلف إلى عهد تابع التابعين يعنون بالمكان ولا يغفلون الزمان الذي ضبطه تابعو التابعين بالهجرة.
في الحاشية نبه الشيخ:
على أن التاريخ الهجري بدأ في عهد عمر ولم يربط النزول بالزمان (يعني الهجرة) إلا بعد الصحابة والتابعين وكبار تابعي التابعين ففيه تنبيه لمن يخطّئ السلف في نقل الزمان أو التقييد بالمكي والمدني الزمني.
- أول من نص على ضابط المكي والمدني الزمني (الهجرة) هو يحيى بن سلام البصري ت 200هـ وضابطه: "أن ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهو من المكي، وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني".
وهذا الضابط هو ما اعتمده العلماء المتأخرون.
اصطلاحات المكي والمدني عند السيوطي ثلاثة:
1- باعتبار المكان: ما كان بمكة مكي، وما كان بالمدينة مدني.
2- باعتبار الخطاب: ما كان فيه {يا أيها الناس} مكي، وما كان فيه {يا أيها الذين آمنوا} مدني.
3- باعتبار الزمان: ما كان قبل الهجرة مكي، وما كان بعد الهجرة مدني.
وقد أخذ الشيخ على هذا ما يلي:
1- لم ينسب السيوطي رحمه الله هذه الأقوال إلى قائليها.
2- الاعتباران الأولان فيهما تجاوز فليس كل ما نزل بمكة مكي، ولا كل السور فيها أحد هذين الخطابين، ولا كل القرآن خطابات.
زاد بعض المعاصرين الاستدلال والاحتجاج ورجح اعتبار الزمان الذي رجحه ابن حجر والسيوطي (لم يتبين لي معناه).
نخلص من هذا:
أنه لا تعارض بين ما اعتمده السلف من التعبير بالمكان، وما اعتبره المتأخرون من التعبير بالزمان (الهجرة) فإن السلف وإن كانوا يعبرون عنه بالمكان إلا أنهم يعتمدون الزمان في تفسيرهم يؤيد ذلك ما رواه سعيد بن منصور في سؤال أبي بشر لسعيد بن جبير رحمه الله في قول تعالى {ومن عنده أم الكتاب}.
الخلاصة:
أن المصطلحان يعبرنان عن المكي مكاناً وزماناً والمدني مكاناً وزماناً.
ولا تعارض في ذلك لأن ما كان في المدينة فهو بعد الهجرة قطعاً وما كان في غزواته وسفره فهو بعد الهجرة قطعاً.
وإنما الخلاف فيما كان في مكة بعد الهجرة وهو قليل بالنسبة إلى سور وآيات القرآن.
** على هذا فلا حاجة إلى الترجيح بين القولين لأمن اللبس في أغلب القرآن.

انتظروا الباقي بإذن الله...
 
شكر الله لمن شارك معنا في هذا التدارس، وأخص الإخوة : سالم الشهري، ومحمد فقيه، والدكتور أحمد علوان.

كان درس هذا اليوم الأحد 15 / 4 / 1432هـ في إكمال ما سبق، حيث قرأنا كلام المصنف في الباب الثاني، وهو المكي والمدني، وقد سبق بيان مسائل هذا الباب التي أوردها المؤلف، وهي في الجملة أربع مسائل سبق ذكرها هنـــا .

وقد قرأنا أيضاً الباب الثالث، وهو " في المعاني والعلوم التي تضمَّنها القرآن".
وقد ذكر في هذا الباب ما تضمنه القرآن الكريم على سبيل الإجمال، فقال: ( أما على الجملة: فاعلم أن المقصود بالقرآن دعوة الخلق إلى عبادة الله وإلى الدخول في دين الله، ثم إن هذا المقصد يقتضى أمرين لا بد منهما وإليهما ترجع معاني القرآن كله:
أحدهما: بيان العبادة التي دعي الخلق إليها.
والأخر: ذكر بواعث تبعثهم على الدخول فيها وتقودهم إليها.
فأما العبادة: فتنقسم إلى نوعين وهما: أصول العقائد، وأحكام الأعمال.
أما البواعث عليها فأمران؛ وهما: الترغيب والترهيب.)

ثم ذكر ما تضمنه القرآن الكريم من علوم على سبيل التفصيل، فقال: ( وأما على التفصيل: فاعلم أن معاني القرآن سبعة؛ وهي: علم الربوبية، والنبوءة، والمعاد، والأحكام، والوعد، والوعيد، والقصص. )

ثم فصل القول في هذه العلوم السبعة.
 
ملخص درس الأحد 15/4/1432هـ
الباب الثاني: في السور المكية والمدنية:
اعلم أنّ السور المكية: هي التي نزلت بمكة ويعد منها كل ما نزل قبل الهجرة، وإن نزل بغير مكة،
كما أنّ المدنية: هي السورة التي نزلت بالمدينة ويعدّ منها كل ما نزل بعد الهجرة وإن نزل بغير المدينة،

هذا الضابط من أحسن ما يكون في ضبط السور المكية والمدنية، ذلك أن السلف رحمهم الله كانوا يهتمون بالمكان وبعد ذلك ظهر الاهتمام بالزمان وهذا الضابط اشتمل على أمرين فمن قال بالمكان فضابطه (السور المكية ما نزل بمكة، والمدنية ما نزل بالمدينة) ومن قال بالزمان فضابطه (المكية يعد منها كل ما نزل قبل الهجرة وإن نزل بغير مكة، والمدنية يعد منها كل ما نزل بعد الهجرة وإن نزل بغير المدينة).
وتنقسم السور ثلاثة أقسام:
1- قسم مدنية باتفاق، وهي اثنتان وعشرون سورة،
وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والنور، والأحزاب، والقتال، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والتحريم، وإذا جاء نصر الله.
2- وقسم فيها خلاف، هل هي مكية أو مدنية؟ وهي ثلاثة عشر سورة: أم القرآن
والصحيح أنها مكية لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى (هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) تفسيراً لما في سورة الحجر {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وسورة الحجر مكية بالإتفاق.
والرعد، والنحل، والحج، والإنسان، والمطففون، والقدر ولم يكن، وإذا زلزلت، وأ رأيت، والإخلاص والمعوذتان.
3- وقسم مكية باتفاق، وهي سائر السور،
وهي تسع وسبعون سورة.
* أكثر القرآن مدني وأكثر السور مكية.
وقد وقعت آيات مدنية في سور مكية، كما وقعت آيات مكية في سور مدنية، وذلك قليل، مختلف في أكثره.
[خصائص السور المكية والمدنية]

تختلف السور المكية عن السور المدينة من وجهين:
من جهة الموضوعات وهو ما ركز عليه المصنف هنا، ومن جهة الأسلوب ولم يتطرق إليه رحمه الله.
واعلم أنّ السور المكية نزل أكثرها في:
إثبات العقائد والردّ على المشركين،
وفي قصص الأنبياء.
وأنّ السور المدنية نزل أكثرها في:
الأحكام الشرعية،
وفي الردّ على اليهود والنصارى،
وذكر المنافقين،
إلا ما ورد في سورة العنكبوت من ذكر المنافقين مع أنها مكية.
والفتوى في مسائل،
وذكر غزوات النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وحيث ما ورد: {يا أيها الذين آمنوا} فهو مدني، وأما: {يا أيها الناس}، فقد وقع في المكيّ والمدنيّ.

اشتمل هذا الباب على أربع مسائل:
1- التعريف بالمكي والمدني.
2- ذكر أسماء السور المكية والمدنية والمختلف فيها.
3- ذكر مزايا المكي والمدني.
4- ضابط المكي والمدني.
 
السلام عليكم
اللهم اغفر لشيخنا واجزه عنا خير الجزاء، اللهم بارك له في علمه
إجابةً علي مسألة التدارس المطروحة بشأن ما رجحه ابن جرير الطبري في قوله تعالي: (وشهد شاهد من بني إسرائيل علي مثله).
1-ما القول الذي رجحه الإمام ابن جرير ؟
القول الذي رجحه رحمه الله ان الآية نزلت في عبدالله ابن سلام رضي الله عنه

2-وما سبب ترجيحه له؟
و السبب قوله رحمه الله: ( ... غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن ذلك عني به عبدالله بن سلام وعليه أكثر اهل التأويل، وهم كانو أعلم بمعاني القرآن والسبب الذي فيه نزل وما أريد به).

3-وماذا يستفاد من طريقته هذه في الترجيح؟
أ-عرض كل قول بأدلتهم.
ب- الرد علي من استدل بظاهر الآية.
ج- تقديم ماعليه الأكثر من الصحابة بقوله: ( وهم كانو أعلم بمعاني القرآن و السبب الذي فيه نزل وما أريد به)
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ملخص درس الأحد 22/4/1432هـ
المقدمة الأولى:
الباب الرابع: في فنون العلم التي تتعلق بالقرآن.
هذا الباب من أهم أبواب هذ المقدمة.
مراد المؤلف رحمه الله من قوله: "فنون العلم التي تتعلق بالقرآن" التعلق من ناحية التفسير عند المؤلف نفسه لا من ناحية علوم القرآن.
اعلم أن الكلام على القرآن يستدعي الكلام في اثني عشر فنا من العلوم، وهي:
التفسير، والقراءات، والأحكام، والنسخ، والحديث، والقصص، والتصوّف، وأصول الدين، وأصول الفقه، واللغة، والنحو، والبيان.
فأما التفسير فهو المقصود بنفسه وسائر هذه الفنون أدوات تعين عليه أو تتعلق به أو تتفرع منه،
ومعنى التفسير: شرح القرآن وبيان معناه، والإفصاح بما يقتضيه بنصه أو إشارته أو فحواه.

قوله: "بما يقتضيه بنصه" أي باللفظ نفسه.
قوله: "أو إشارته" أي ما يكون فيه إشارة إلى أمر ما، كما قيل في قوله تعالى : {وامرأته حمالة الحطب} فيه إشارة إلى صحة نكاح الكفار.
قوله: "أو فحواه" يقول الزركشي في البحر المحيط: "فَحْوَى الْكَلَامِ مَا يُفْهَمُ مِنْهُ عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ، ... لِأَنَّهُ أَوْلَى بِالْحُكْمِ مِنْ الْمَنْطُوقِ بِهِ أَوْ مُسَاوٍ لَهُ".
اختلفت تعاريف التفسير عند العلماء وتباينت.
واعلم أنّ التفسير منه متفق عليه (وهو الأكثر) ومختلف فيه (وهو قليل)، ثم إنّ المختلف فيه على ثلاثة أنواع:
الأوّل: اختلاف في العبارة، مع اتفاق في المعنى: فهذا عدّه كثير من المؤلفين خلافا، وليس في الحقيقة بخلاف لاتفاق معناه، وجعلناه نحن قولا واحدا، وعبّرنا عنه بأحد عبارات المتقدّمين، أو بما يقرب منها، أو بما يجمع معانيها.

قال ابن تيمية رحمه الله: "وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جداً؛ لأن مجموع عباراتهم أدل على المقصود من عبارة أو عبارتين ."
الثاني: اختلاف في التمثيل لكثرة الأمثلة الداخلة تحت معنى واحد، وليس مثال منها على خصوصه هو المراد، وإنما المراد المعنى العامّ التي تندرج تلك الأمثلة تحت عمومه، فهذا عدّه أيضا كثير من المؤلفين خلافا، وليس في الحقيقة بخلاف لأنّ كل قول منها مثال، وليس بكل المراد، ولم نعدّه نحن خلافا: بل عبّرنا عنه بعبارة عامّة تدخل تلك تحتها، وربما ذكرنا بعض تلك الأقوال على وجه التمثيل، مع التنبيه على العموم المقصود.
الثالث: اختلاف المعنى فهذا هو الذي عددناه خلافا، ورجحنا فيه بين أقوال الناس حسبما ذكرناه في خطبة الكتاب.

فإن قيل: ما الفرق بين التفسير والتأويل؟
فالجواب: أن في ذلك ثلاثة أقوال:
الأوّل: أنهما بمعنى واحد.
الثاني: أن التفسير للفظ، والتأويل للمعنى.
الثالث: وهو الصواب: أن التفسير: هو الشرح، والتأويل: هو حمل الكلام على معنى غير المعنى الذي يقتضيه الظاهر، بموجب اقتضى أن يحمل على ذلك ويخرج على ظاهره.

وهذا هو الراجح عنده رحمه الله.

تطبيقات
صنف الخلاف في الآيات التالية حسب أنواع الخلاف الثلاثة:

1- قوله تعالى {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}
قال ابن الجوزي:
قوله تعالى : {لم نجعل له من قبلُ سَمِيّاً} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها : لم يُسمَّ يحيى قبله.
والثاني : لم تلد العواقر مثله ولداً.
والثالث : لم نجعل له من قبل مِثْلاً وشِبْهاً.

2- قوله تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}
قال ابن الجوزي:
وفي المراد بالغيب هاهنا ستة أقوال:
أحدها : أنه الوحي.
والثاني : القرآن.
والثالث : الله عز وجل.
والرابع : ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار، ونحو ذلك مما ذكر في القرآن .
والخامس : أنه قدر الله عز وجل.
والسادس : أنه الايمان بالرسول في حق من لم يره.

3- قوله تعالى {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}
قال ابن الجوزي:
وفي المراد ب «السِّرَّ وأخفى» خمسة أقوال:
أحدها : أن السرّ : ما أسره الإِنسان في نفسه ، وأخفى : ما لم يكن بَعْدُ وسيكون.
والثاني : أن السرّ : ما حدَّثتَ به نفسك ، وأخفى : ما لم تلفظ به.
والثالث : أن السرّ : العمل الذي يُسِرُّه الإِنسان من الناس ، وأخفى منه : الوسوسةُ.
والرابع : أن معنى الكلام : يعلم إِسرار عباده ، وقد أخفى سرَّه عنهم فلا يُعْلَم.
والخامس : يعلم ما أسرَّه الإِنسان إِلى غيره ، وما أخفاه في نفسه.

4- قوله تعالى {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}
قال ابن الجوزي:
وفيه ثلاثة أقوال :
أحدها : القرآن.
والثاني : البعث.
والثالث : أنه أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم انتظر الزيادة والتعليق نفع الله بنا وبكم
 
لقد كلفنا شيخنا المبارك الدكتور محمد بن جابر القحطاني بتلخيص كلام بن عاشور عن القراءات في مقدمة تفسيره المسمى التحرير والتنوير وإليكم كلامه ملخصا وبتصرف:
قال رحمه الله:
لولا عناية كثير من المفسرين بذكر اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن حتى في كيفيات الأداء، لكنت بمعزل عن التكلم في ذلك لأن علم القراءات علم جليل مستقل قد خص بالتدوين والتأليف وقد أشبع فيه أصحابه وأسهبوا بما ليس عليه مزيد، ولكني رأيتني بمحل الاضطرار إلى أن ألقي عليكم جملا في هذا الغرض تعرفون بها مقدار تعلق اختلاف القراءات بالتفسير، ومراتب القراءات قوة وضعفا? كي لا تعجبوا من إعراضي عن ذكر كثير من القراءات في أثناء التفسير.
أرى أن للقراءات حالتين: إحداهما لا تعلق لها بالتفسير بحال، والثانية لها تعلق به من جهات متفاوتة.
أما الحالة الأولى فهي اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات كمقادير المد والإمالات والتخفيف والتسهيل والتحقيق والجهر والهمس والغنة، مثل {عذابيْ} بسكون الياء و(عذابيَ) بفتحها، وفي تعدد وجوه الإعراب مثل {حتى يقول الرسول} بفتح لام يقول وضمها. ونحو: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} برفع الأسماء الثلاثة أو فتحها أو رفع بعض وفتح بعض، ومزية القراءات من هذه الجهة عائدة إلى أنها حفظت على أبناء العربية ما لم يحفظه غيرها وهو تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها وبيان اختلاف العرب في لهجات النطق بتلقي ذلك عن قراء القرآن من الصحابة بالأسانيد الصحيحة، وهذا غرض مهم جدا لكنه لا علاقة له بالتفسير لعدم تأثيره في اختلاف معاني الآي.
فأئمة العربية لما قرأوا القرآن قرأوه بلهجات العرب الذين كانوا بين ظهرانيهم في الأمصار التي وزعت عليها المصاحف: المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، قيل واليمن والبحرين، وكان في هذه الأمصار قراؤها من الصحابة قبل ورود مصحف عثمان إليهم فقرأ كل فريق بعربية قومه في وجوه الأداء، لا في زيادة الحروف ونقصها، ولا في اختلاف الإعراب دون مخالفته مصحف عثمان، ويحتمل أن يكون القارئ الواحد قد قرأ بوجهين ليري صحتهما في العربية قصدا لحفظ اللغة مع حفظ القرآن الذي أنزل بها، ولذلك يجوز أن يكون كثير من اختلاف القراء في هذه الناحية اختيارا، وعليه يحمل ما يقع في كتابي الزمخشري وابن العربي من نقد بعض طرق القراء، على أن في بعض نقدهم نظرا، وقد كره مالك رحمه الله القراءة بالإمالة مع ثبوتها عن القراء، وهي مروية عن مقرئ المدينة نافع من رواية ورش عنه وانفرد بروايته أهل مصر، فدلت كراهته على أنه يرى أن القارئ بها ما قرأ إلا بمجرد الاختيار.
من أجل ذلك اتفق علماء القراءات والفقهاء على أن كل قراءة وافقت وجها في العربية ووافقت خط المصحف أي مصحف عثمان وصح سند راويها؛ فهي قراءة صحيحة لا يجوز ردها، قال أبو بكر ابن العربي: ومعنى ذلك عندي أن تواترها تبع لتواتر المصحف الذي وافقته وما دون ذلك فهو شاذ، يعني وأن تواتر المصحف ناشئ عن تواتر الألفاظ التي كتبت فيه.
قلت- وهذه الشروط الثلاثة، هي شروط في قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح، وأما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية، ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف المجمع عليه، ألا ترى أن جمعا من أهل القراءات المتواترة قرأوا قوله تعالى: (وما هو على الغيب بظنين) بظاء مشالة أي: بمتهم، وقد كتبت في المصاحف كلها بالضاد الساقطة.
على أن أبا علي الفارسي صنف كتاب الحجة للقراءات، وهو معتمد عند المفسرين وقد رأيت نسخة منه في مكاتب الآستانة. فالقراءات من هذه الجهة لا تفيد في علم التفسير.
وقد انحصر توفر الشروط في الروايات العشر للقراء وهم، نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو المازني البصري وعبد الله بن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، والكسائي علي بن حمزة الكوفي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وخلف البزار بزاي فألف فراء مهملة الكوفي، وهذا العاشر ليست له رواية خاصة، وإنما اختار لنفسه قراءة تناسب قراءات أئمة الكوفة، فلم يخرج عن قراءات قراء الكوفة إلا قليلا، وبعض العلماء يجعل قراءة ابن محيصن واليزيدي والحسن، والأعمش، مرتبة دون العشر، وقد عد الجمهور ما سوى ذلك شاذا لأنه لم ينقل بتواتر حفاظ القرآن.
وقد تروى قراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد صحيحة في كتب الصحيح مثل صحيح البخاري ومسلم وأضرابهما إلا أنها لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة النقل فلا يترك المتواتر للآحاد وإذا كان راويها قد بلغته قراءة أخرى متواترة تخالف ما رواه وتحقق لديه التواتر وجب عليه أن يقرأ بالمروية تواترا، وقد اصطلح المفسرون على أن يطلقوا عليها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة الرواية في القراءات، ويكثر ذكر هذا العنوان في تفسير محمد بن جرير الطبري وفي الكشاف وفي المحرر الوجيز لعبد الحق ابن عطية، وسبقهم إليه أبو الفتح ابن جني، فلا تحسبوا أنهم أرادوا بنسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنها وحدها المأثورة عنه ولا ترجيحها على القراءات المشهورة لأن القراءات المشهورة قد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد أقوى وهي متواترة على الجملة كما سنذكره، وما كان ينبغي إطلاق وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم عليها لأنه يوهم من ليسوا من أهل الفهم الصحيح أن غيرها لم يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يرجع إلى تبجح أصحاب الرواية بمروياتهم.
وأما الحالة الثانية: فهي اختلاف القراء في حروف الكلمات مثل {مالك يوم الدين} (ملك يوم الدين) و(ننشرها) و{ننشزها} و{وظنوا أنهم قد كذبوا} بتشديد الذال أو (قد كذبوا) بتخفيفه، وكذلك اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل كقوله {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} قرأ نافع بضم الصاد وقرأ حمزة بكسر الصاد، فالأولى بمعنى يصدون غيرهم عن الإيمان، والثانية بمعنى صدودهم في أنفسهم وكلا المعنيين حاصل منهم، وهي من هذه الجهة لها مزيد تعلق بالتفسير لأن ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى، أو يثير معنى غيره، ولأن اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن يكثر المعاني في الآية الواحدة نحو {حتى يطهرن} بفتح الطاء المشددة والهاء المشددة، وبسكون الطاء وضم الهاء مخففة، ونحو {لامستم النساء} و(لمستم النساء)، وقراءة (وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثا) مع قراءة {الذين هم عباد الرحمن} والظن أن الوحي نزل بالوجهين وأكثر، تكثيرا للمعاني إذا جزمنا بأن جميع الوجوه في القراءات المشهورة هي مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم على أنه لا مانع من أن يكون مجيء ألفاظ القرآن على ما يحتمل تلك الوجوه مرادا لله تعالى ليقرأ القراء بوجوه فتكثر من جراء ذلك المعاني، فيكون وجود الوجهين فأكثر في مختلف القراءات مجزئا عن آيتين فأكثر، وهذا نظير التضمين في استعمال العرب، ونظير التورية والتوجيه في البديع، ونظير مستتبعات التراكيب في علم المعاني، وهو من زيادة ملاءمة بلاغة القرآن، ولذلك كان اختلاف القراء في اللفظ الواحد من القرآن قد يكون معه اختلاف المعنى؛ ولم يكن حمل أحد القراءتين على الأخرى متعينا ولا مرجحا، وإن كان قد يؤخذ من كلام أبي علي الفارسي في كتاب الحجة أنه يختار حمل معنى إحدى القراءتين على معنى الأخرى، ومثال هذا قوله في قراءة الجمهور قوله تعالى {فإن الله هو الغني الحميد} في سورة الحديد، وقراءة نافع وابن عامر (فإن الله الغني الحميد) بإسقاط هو أن من أثبت هو يحسن أن يعتبره ضمير فصل لا مبتدأ، لأنه لو كان مبتدأ لم يجز حذفه في قراءة نافع وابن عامر، قال أبو حيان: وما ذهب إليه ليس بشيء لأنه بنى ذلك على توافق القراءتين وليس كذلك، ألا ترى أنه قد يكون قراءتان في لفظ واحد لكل منهما توجيه يخالف الآخر، كقراءة {والله أعلم بما وضعت} بضم التاء أو سكونها.
وأنا أرى أن على المفسر أن يبين اختلاف القراءات المتواترة لأن في اختلافها توفيرا لمعاني الآية غالبا فيقوم تعدد القراءات مقام تعدد كلمات القرآن. وهذا يبين لنا أن اختلاف القراءات قد ثبت عن صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم بن حزام ففي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ في الصلاة سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ? قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ يا هشام)) فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر)) فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه)) اهـ.
وفي الحديث إشكال، وللعلماء في معناه أقوال يرجع إلى اعتبارين: أحدهما اعتبار الحديث منسوخا والآخر اعتباره محكما.
فأما الذين اعتبروا الحديث منسوخا وهو رأي جماعة منهم أبو بكر الباقلاني وابن عبد البر وأبو بكر بن العربي والطبري والطحاوي، وينسب إلى ابن عيينة وابن وهب قالوا كان ذلك رخصة في صدر الإسلام أباح الله للعرب أن يقرأوا القرآن بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها، ثم نسخ ذلك بحمل الناس على لغة قريش لأنها التي بها نزل القرآن وزال العذر لكثرة الحفظ وتيسير الكتابة.
القول الثاني: لجماعة منهم عياض: أن العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع، وكذلك المرادفات ولو من لغة واحدة .
القول الثالث: أن المراد التوسعة في نحو {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة كذكره عقب آية عذاب أن يقول "وكان الله غفورا رحيما" أو عكسه وإلى هذا ذهب ابن عبد البر.
وأما الذين اعتبروا الحديث محكما غير منسوخ فقد ذهبوا في تأويله مذاهب: فقال جماعة منهم البيهقي وأبو الفضل الرازي أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن كالأمر والنهي، والحلال والحرام، أو أنواع كلامه كالخبر والإنشاء، والحقيقة والمجاز: أو أنواع دلالته كالعموم والخصوص، والظاهر والمؤول. ولا يخفى أن كل ذلك لا يناسب سياق الحديث على اختلاف رواياته من قصد التوسعة والرخصة. وقد تكلف هؤلاء حصر ما زعموه من الأغراض ونحوها في سبعة فذكروا كلاما لا يسلم من النقض.
وذهب جماعة منهم أبو عبيد وثعلب والأزهري وعزي لابن عباس أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ، وذهبوا في تعيينها إلى نحو ما ذهب إليه القائلون بالنسخ إلا أن الخلاف بين الفريقين في أن الأولين ذهبوا إلى تخيير القارئ في الكلمة الواحدة، وهؤلاء أرادوا أن القرآن مبثوثة فيه كلمات من تلك اللغات، لكن على وجه التعيين لا على وجه التخيير.
مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها
قال أبو بكر بن العربي في كتاب العواصم: اتفق الأئمة على أن القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان هي متواترة وإن اختلفت في وجوه الأداء وكيفيات النطق ومعنى ذلك أن تواترها تبع لتواتر صورة كتابة المصحف، وما كان نطقه صالحا لرسم المصحف، واختلف فيه فهو مقبول، وما هو بمتواتر لأن وجود الاختلاف فيه مناف لدعوى التواتر، فخرج بذلك ما كان من القراءات مخالفا لمصحف عثمان، مثل ما نقل من قراءة ابن مسعود، ولما قرأ المسلمون بهذه القراءات من عصر الصحابة ولم يغير عليهم، فقد صارت متواترة على التخيير، وإن كانت أسانيدها المعينة آحادا، وليس المراد ما يتوهمه بعض القراء من أن القراءات كلها بما فيها من طرائق أصحابها ورواياتهم متواترة وكيف وقد ذكروا أسانيدهم فيها فكانت أسانيد أحاد، وأقواها سندا ما كان له راويان عن الصحابة مثل قراءة نافع بن أبي نعيم وقد جزم ابن العربي، وابن عبد السلام التونسي، وأبو العباس بن إدريس فقيه بجاية من المالكية، والأبياري من الشافعية بأنها غير متواترة، وهو الحق لأن تلك الأسانيد لا تقتضي إلا أن فلانا قرأ كذا وأن فلانا قرأ بخلافه، وأما اللفظ المقروء فغير محتاج إلى تلك الأسانيد لأنه ثبت بالتواتر كما علمت آنفا، وإن اختلفت كيفيات النطق بحروفه فضلا عن كيفيات أدائه.
وقال إمام الحرمين في البرهان: هي متواترة ورده عليه الأبياري، وقال المازري في شرحه: هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة، وهذا توسط بين إمام الحرمين والأبياري، ووافق إمام الحرمين ابن سلامة الأنصاري من المالكية. وهذه مسألة مهمة جرى فيها حوار بين الشيخين ابن عرفة التونسي وابن لب الأندلسي ذكرها الونشريسي في المعيار.
وتنتهي أسانيد القراءات العشر إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنه فبعضها ينتهي إلى جميع الثمانية وبعضها إلى بعضهم وتفصيل ذلك في علم القرآن.
وأما وجوه الإعراب في القرآن فأكثرها متواتر إلا ما ساغ فيه إعرابان مع اتحاد المعاني نحو: {ولات حين مناص} بنصب حين ورفعه، ونحو {وزلزلوا حتى يقول الرسول} بنصب (يقول) ورفعه، ألا ترى أن الأمة أجمعت على رفع اسم الجلالة في قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} وقرأه بعض المعتزلة بنصب اسم الجلالة لئلا يثبتوا لله كلاما، وقرأ بعض الرافضة (وما كنت متخذ المضلين عضدا) بصيغة التثنية، وفسروها بأبي بكر وعمر حاشاهما، وقاتلهم الله.
وأما ما خالف الوجوه الصحيحة في العربية ففيه نظر قوي لأنا لا ثقة لنا بانحصار فصيح كلام العرب فيما صار إلى نحاة البصرة والكوفة، وبهذا نبطل كثيرا مما زيفه الزمخشري من القراءات المتواترة بعلة أنها جرت على وجوه ضعيفة في العربية لا سيما ما كان منه في قراءة مشهورة كقراءة عبد الله بن عامر قوله تعالى: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) ببناء "زين" للمفعول وبرفع (قتل)، ونصب (أولادهم) وخفض (شركاؤهم) ولو سلمنا أن ذلك وجه مرجوح، فهو لا يعدو أن يكون من الاختلاف في كيفية النطق التي لا تناقد التواتر كما قدمناه آنفا على ما في اختلاف الإعرابين من إفادة معنى غير الذي يفيده الآخر.
فإن قلت هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون الراجحة أبلغ من المرجوحة فيفضي إلى أن المرجوحة أضعف في الإعجاز؟
قلت: حد الإعجاز مطابقة الكلام لجميع مقتضى الحال، وهو لا يقبل التفاوت، ويجوز مع ذلك أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات تتعلق بوجوه الحسن كالجناس والمبالغة، أو تتعلق بزيادة الفصاحة، أو بالتفنن مثل {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير} على أنه يجوز أن تكون إحدى القراءات نشأت عن ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للقارئ أن يقرأ بالمرادف تيسيرا على الناس كما يشعر به حديث تنازع عمر مع هشام بن حكيم، فتروى تلك القراءة للخلف فيكون تمييز غيرها عليها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة، ولا يعكر ذلك على كونها أيضا بالغة الطرف الأعلى من البلاغة وهو ما يقرب من حد الإعجاز. وأما الإعجاز فلا يلزم أن يتحقق في كل آية من آي القرآن لأن التحدي إنما وقع بسورة مثل سور القرآن، وأقصر سورة ثلاث آيات فكل مقدار ينتظم من ثلاث آيات من القرآن يجب أن يكون مجموعه معجزا.
تنبيه: أنا أقتصر في هذا التفسير (التحرير والتنوير) على التعرض لاختلاف القراءات العشر المشهورة خاصة في أشهر روايات الراوين عن أصحابها لأنها متواترة، وإن كانت القراءات السبع قد امتازت على بقية القراءات بالشهرة بين المسلمين في أقطار الإسلام. وأبني أول التفسير على قراءة نافع برواية عيسى ابن مينا المدني الملقب بقالون لأنها القراءة المدنية إماما وراويا ولأنها التي يقرأ بها معظم أهل تونس، ثم أذكر خلاف بقية القراء العشرة خاصة.(انتهى كلامه رحمه الله)
هنــــــا رابط لـ " القراءات وأثرها في التفسير والأحكام " - للشيخ محمد بازمول
 
التعديل الأخير:
في تدارس كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي في درس أسبوعي بأبها
طرح الشيخ حفظه الله سؤالا عن آيه بصيغة الخبر وهي بمعنى الانشاء ونسخت ؟
وأظنها قوله تعالى
(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
نسخت بقوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )
والنسخ هنا نسخ جزئي (تخصيص ) والله أعلم
هنـــــا كتاب "النسخ في القرآن الكريم" للدكتورمصطفى زيد
 
التعديل الأخير:
ذكر شيخنا الشيخ محمد حفظه الله قاعدة وهي :(انه ليس كل ماصح اعرابا جاز تفسيرا)
وأن الاختلاف في الإعراب مبني على الإختلاف في المعاني
وجزاكم الله خيرا..
 
في تدارس كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي في درس أسبوعي بأبها
طرح الشيخ حفظه الله سؤالا عن آيه بصيغة الخبر وهي بمعنى الانشاء ونسخت ؟
وأظنها قوله تعالى
(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
نسخت بقوله تعالى
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )
والنسخ هنا نسخ جزئي (تخصيص ) والله أعلم
هنـــــا كتاب "النسخ في القرآن الكريم" للدكتورمصطفى زيد

قاربت أخي الدكتور أحمد، ولكن الآية المنسوخة ليست خبرية، وإنما هي طلبية لأنها مكملة للآية التي قبلها، وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . ومن يولهم....} الآية.

والجواب الصحيح أن الآية المنسوخة - وهي خبرية بمعنى الطلب - هي قوله: { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} فمعناها: ليثبت العشرون منكم أمام المئتين، وليثبت المائة أمام الألف.
والآية الناسخة لها هي الآية التي تليها مباشرة. والله أعلم.
 
سيكون درس هذه اليوم - الإثنين 21 / 5 / 1432هـ - في الباب الخامس من المقدمة الأولى، وهو في أسباب اختلاف المفسرين

والوجوه التي يرجح بها بين أقوالهم.

قال ابن جزي رحمه الله: ( فأما أسباب الخلاف فهي اثنا عشر:
الأول: اختلاف القراآت .
الثاني: اختلاف وجوه الإعراب وإن اتفقت القراءة.
الثالث: اختلاف اللغويين في معنى الكلمة.
الرابع: اشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر.
الخامس: احتمال العموم أو الخصوص.
السادس: احتمال الإطلاق أو التقييد.
السابع: احتمال الحقيقة أو المجاز.
الثامن: احتمال الإضمار أو الاستقلال.
التاسع: احتمال كون الكلمة زائدة أو غير زائدة.
العاشر: احتمال كون الكلام على الترتيب أو على التقديم والتأخير.
الحادي عشر: احتمال أن يكون الحكم منسوخا أو محكما.
الثاني عشر: اختلاف الرواية في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن السلف رضي الله عنهم.
وأما وجوه الترجيح وهي اثنا عشر:
الأول: تفسير بعض القرآن ببعض؛ فإذا دل موضع من القرآن على المراد بموضع آخر حملناه عليه ورجحنا القول بذلك على غيره من الأقوال.
الثاني: حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإذا ورد عنه عليه الصلاة والسلام تفسير شيء من القرآن عولنا عليه، لا سيما إن ورد في الحديث الصحيح.
الثالث: أن يكون القول قول الجمهور وأكثر المفسرين، فإن كثرة القائلين بالقول يقتضي ترجيحه.
الرابع: أن يكون القول قول من يقتدى به من الصحابة كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن عباس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"([1]).
الخامس: أن يدل على صحة القول كلام العرب من اللغة والإعراب، أو التصريف، أو الاشتقاق.
السادس: أن يشهد لصحة القول سياق الكلام ويدل عليه ما قبله أو ما بعده.
السابع: أن يكون ذلك المعنى المتبادر إلى الذهن، فإن ذلك دليل على ظهوره ورجحانه.
الثامن: تقديم الحقيقة على المجاز، فإن الحقيقة أولى أن يحمل عليها اللفظ عند الأصوليين، وقد يترجح المجاز إذا كثر استعماله حتى يصير أغلب استعمالا من الحقيقة، ويسمى مجازا راجحا والحقيقة مرجوحة، وقد اختلف العلماء أيهما يقدم؟ فمذهب أبي حنيفة تقديم الحقيقة لأنها الأصل، ومذهب أبي يوسف تقديم المجاز الراجح لرجحانه، وقد يكون المجاز أفصح وأبرع، فيكون أرجح.
التاسع: تقديم العموم على الخصوص، فإن العموم أولى لأنه الأصل، إلا أن يدل دليل على التخصيص.
العاشر: تقديم الإطلاق على التقييد، إلا أن يدل دليل على التقييد.
الحادي عشر: تقديم الاستقلال على الإضمار إلا أن يدل دليل على الإضمار.
الثاني عشر: حمل الكلام على ترتيبه، إلا أن يدل دليل على التقديم والتأخير.)

ويمكن الرجوع في أسباب الاختلاف بين المفسرين إلى كتاب شيخنا الدكتور محمد الشايع، وهو مرفق في ملف مع هذه المشاركة.

([1]) رواه أحمد في المسند، وابن حبان وفي البخاري اللهم فقهه في الدين الحديث رقم (143) وفي رواية أخرى اللهم علمه الحكمة. فتح الباري لابن حجر 1/170ومجمع الزوائد للهيثمي 9/276
 
الفكرة جميلة، لكن أرى أن طريقة عرض الدرس قي الملتقى تحتاج إلى آلية واضحة حتى يستطيع الذين لا يحضرون الدرس أن يستفيدوا أكثر.
ثم إن تسجيل الدرس وبثه مهم حتى تتم الفائدة.
شكر للشيخ والمشاركين معه.
 
عودة
أعلى