ملخص درس الأحد 1/4/1432
أضع هنا ملخصاً لدرس الشيخ د. محمد جابر (أبو مجاهد العبيدي) حفظه الله ونفع به لهذا اليوم الأحد بما فهمته واستوعبته وبأسلوبي فإن كان فيه خطأ أو نقص أو زيادة فهو مني شخصياً والشيخ منه بريء:
ذكر المصنف رحمه الله في مقدمته:
- فضل القرآن الكريم وأهمية الاشتغال بعلومه، ومنّة الله عليه في شغله به.
- مسألة: في أنواع المصنفات في التفسير وهي:
1- منهم من آثر الاختصار ومثل له الشيخ حفظه الله بتفسير الواحدي رحمه الله (تفسير الوجيز).
2- ومنهم من طوّل حتى كثّر الأسفار ومثل له الشيخ بتفسير الرازي (مفاتيح الغيب).
3- ومنهم من تكلم في بعض فنون العلم دون بعض ومثل له الشيخ بأحكام القرآن لابن العربي وأحكام القرآن للجصاص، وغريب القرآن لابن قتيبة.
4- ومنهم من اعتمد على نقل أقوال الناس ومثل له الشيخ بتفسير الماوردي وتفسير ابن الجوزي (زاد المسير).
5- ومنهم من عوّل على النظر والتحقيق والتدقيق ( مثل تفسير ابن جرير وهو من أئمة التحقيق والنظر في التفسير، وتفسير المحرر الوجيز لابن عطية).
فائدة:
للواحدي رحمه الله ثلاث مصنفات في التفسير:
مختصر وهو الوجيز، ومتوسط وهو الوسيط، ومطول وهو البسيط. وكلها مطبوعة.
* يعد كتاب ابن جزي رحمه الله هذا من كتب علوم القرآن المبنية على التفسير وهو من أفضل ما تدرس به علوم القرآن لأن مسائل علوم القرآن ترتبط في هذه الطريقة بأمثلتها، فيذكر الناسخ والمنسوخ مثلاً في موضعه وهكذا.
* ذكر ابن جزي رحمه الله مقصده العام من تصنيف هذا التفسير وهي:
- الانضمام إلى ركب العلماء الذين صنفوا في التفسير والسير في طريقهم.
وهنا فائدة:
على من أراد التأليف أن يجمع مع الإخلاص لله تعالى الإتقان في تأليفه ليكون نافعاً لمن بعده.
معلومة:
تفسير البيضاوي في غاية الاختصار والدقة، لذا كان من أكثر الكتب المحشاة.
والعلماء يفضلون مثل هذا الكتاب الذي لا يستطيع طالب العلم فهمه إلا على شيخ متمكن ليردوا الطالب إلى شيوخه.
*فائدة: مراتب التفسير هي:
-فهم المعنى الإجمالي وهذا يناسب العامة.
-معرفة المفردات والتراكيب الغريبة وهذا يناسب طالب العلم غير المتخصص.
-التمييز بين الراجح والمرجوح والصحيح والباطل وهذا يناسب المتخصص في هذا العلم.
* ذكر ابن جزي رحمه الله أن تفسيره هذا يشتمل على نكت عجيبة وفوائد غريبة وهذا ما تميز به هذا التفسير.
* ذكر كذلك رحمه الله أن هذه النكت والفوائد جمعها من:
- بنات صدره ونتائج فكره، وهذا يدعو طالب العلم إلى إعمال عقله وفكره.
-كلام مشايخه وهذا يدعو إلى الاهتمام بالكتابة وتسجيل الفوائد وتقييد الفرائد التي يسمعها أو يقرأها طالب العلم وأن ذلك يمنحه ثروة قل أن يجدها إن لم يقيد.
* ذكر ابن جزي رحمه الله أن من مقاصده في تفسيره إيضاح المشكلات وهذا كذلك مما يميز هذا التفسير فإن الطالب إذا وجد من يفك له إشكالاته ويحلل له عقده يكون وقع على كنز ثمين وكبش سمين وممن يهتم بحل الإشكالات كذلك أبو حيان وابن عاشور والشنقيطي وهذا هو التميز بعينه.
لذا كان من المهم للمعلم أن يلبي احتياجات الطالب لا حاجاته هو وأن يفك له اشكالاته لا أن يحقق مطالبه.
*ذكر المؤلف رحمه الله صيغ الترجيح التي يستخدمها في كتابه وقل من يفعل مثل فعله.
تنبيه: درس علي محمد الزبيري رحمه الله منهج ابن جزي في تفسيره، وبيّن مدى التزامه بهذا المنهج في تفسيره، وتوسع في ذكر مصادره وكل ما يتعلق بهذا التفسير، وذلك في كتابه "ابن جزي ومنهجه في التفسير" .
وهو على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=6943
وهو كتاب يحتاج إلى اختصار يسر الله له من يفعل ذلك.
فائدة:
من المهم معرفة طريقة المؤلف ومنهجه الذي يسلكه في كتابه من نقل للأقوال فقط أو تمييز لصحيحها وسقيمها وهذا يستوجب النظر في مقدمة الكتاب قبل الحكم عليه فمن طلاب العلم من يسارع بالنقد والتسخط على المؤلف في أقواله أو نقوله دون النظر إلى منهجه الذي اختاره والذي غالباً ما يذكره المؤلف في مقدمة كتابه.
* ابن جزي رحمه الله لم يعتن بعزو الأقوال إلى أصحابها وعلل ذلك بقلة صحة إسنادها واختلاف الناقلين في نسبتها ولا يعتبر هذا مبرراً له في ترك العزو فإنه من الأهمية بمكان ذكر الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله أهمية ذلك وقال: "من بركة العلم نسبته إلى أهله".
كذلك من أهمية العزو أنه مهم لمعرفة القائل وذلك للأثر الذي يكون له في الحكم على القول فمن قرائن ترجيح الأقوال معرفة القائل وعلمه.
كذلك فيه إغلاق لباب التقول على الغير.
فائدة:
أهل العلم في التفسير والتاريخ لا يتشددون كثيراً في أمر الإسناد، وقد انقسم الباحثون في هذا الأمر إلى طرفين ووسط:
فالطرف الأول دعى إلى التشدد في التعامل مع الأقوال المأثورة في التفسير، والحرص على تحقيق القول في أسانيدها، والاقتصار على الصحيح منها والثابت. ( مثل مؤلف كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور).
والطرف الثاني: يرى أنه لا حاجة إلى البحث والتحقيق فيها، ولا مانع من ذكر الأقوال بدون تدقيق ولا تمحيص. ( وهذا كحال الثعلبي الذي كان في المرويات كحاطب ليل كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله).
والوسط هو المطلوب، وهو التدقيق في النظر إلى أسانيد الأقوال التي تحتاج إلى ذلك، كالأقوال المخالفة للمشهور، والتي يترتب عليها أحكام، ويبنى عليها مسائل عملية؛ فهذه لا بد من النظر في أسانيدها والحكم عليها بما يناسبها.
تنبيه: أُخذ على المصباح المنير في اختصار تفسير ابن كثير أن مختصريه يقتصرون على بعض الأقوال لأنها أقوى في الثبوت من غيرها، ويتركون أقوالا هي أكثر بياناً للآية وإيضاحا للمعنى لأن عندهم أقل صحة.
وهذا لا يناسب التفسير لأن بعض الأقوال التي في إسنادها ضعف تبين المعنى أكثر من تلك التي سلم إسنادها.
فوائد من مقدمة ابن جزي:
1- وضوح مقاصد التأليف عنده وهذا له فائدة عظيمة في انجاح أي عمل.
2- تميز تفسيره رحمه الله بالعناية بالأقوال والحكم عليها.
3- اعتماده رحمه الله على قواعد علمية في الترجيح.
هذا ما تيسر جمعه من بحر الشيخ حفظه الله فما كان فيه من صواب فمن الله ثم من درر الشيخ وما كان فيه من خطأ أو نقص أو زيادة فمني ومن الشيطان.
والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.