تخليط بحاجةٍ إلى تصحيح ، في جدالٍ جارٍ

إنضم
18/08/2005
المشاركات
506
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
العمر
67
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم

يدور في هذا القسم من الملتقى نقاش طويل في مسألة : هل يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم ، أو لا يجوز ؟
و ذلك في المشاركة المعنونة بـ ( الإغراق في السلفية ، ومحاربة العقل والتجديد )

و قد بدأها كاتبها بكلامٍ فيه تخليط ، يحتاج إلى تصحيح لازم
و قد أفردتُ له هذه المشاركة ؛ لكيلا أقطع الحوار أو الجدال الجاري بين كاتبها و محاوره

و التخليط هو في قوله : ( ما أريد أن أقوله : أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم ، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات ، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً. ) . [ المشاركة رقم ( 1 ) ]

و وجه التخليط فيه : أن مُراده بلفظ " السلف " هنا : ( جيل الصحابة ) ؛ قال ما نَصّه : ( نزولاً عند رغبة بعض الفضلاء سأفصل بعض الشيء:
من هم السلف:
هم جيل الصحابة.
وهل يدخل فيهم جيل التابعين وتابعيهم؟
على خلاف.
إذاً لنتفق أن السلف هم جيل الصحابة وحسب. ) . [ المشاركة رقم ( 67 ) ]

- فهُمّ ( السلف ) الذين صرّح بأنهم ( يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.) . [ ؟! ]

* * *
فهذا التخليط بحاجةٍ إلى تصحيحٍ ، قبل الخوض في جدالٍ لن يُجدي
هذا إن كان كاتبه يَعي ما يقول و يقصده

و الله الهادي إلى سواء السبيل
 
بسم الله الرحمن الرحيم

يدور في هذا القسم من الملتقى نقاش طويل في مسألة : هل يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم ، أو لا يجوز ؟
و ذلك في المشاركة المعنونة بـ ( الإغراق في السلفية ، ومحاربة العقل والتجديد )

و قد بدأها كاتبها بكلامٍ فيه تخليط ، يحتاج إلى تصحيح لازم
و قد أفردتُ له هذه المشاركة ؛ لكيلا أقطع الحوار أو الجدال الجاري بين كاتبها و محاوره

و التخليط هو في قوله : ( ما أريد أن أقوله : أن السلف بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم ، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات ، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً. ) . [ المشاركة رقم ( 1 ) ]

و وجه التخليط فيه : أن مُراده بلفظ " السلف " هنا : ( جيل الصحابة ) ؛ قال ما نَصّه : ( نزولاً عند رغبة بعض الفضلاء سأفصل بعض الشيء:
من هم السلف:
هم جيل الصحابة.
وهل يدخل فيهم جيل التابعين وتابعيهم؟
على خلاف.
إذاً لنتفق أن السلف هم جيل الصحابة وحسب. ) . [ المشاركة رقم ( 67 ) ]

- فهُمّ ( السلف ) الذين صرّح بأنهم ( يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.) . [ ؟! ]

* * *
فهذا التخليط بحاجةٍ إلى تصحيحٍ ، قبل الخوض في جدالٍ لن يُجدي
هذا إن كان كاتبه يَعي ما يقول و يقصده

و الله الهادي إلى سواء السبيل

ما التخليط الذي رأيته؟
أرشدنا بارك الله فيك.
وبخصوص الوعي أنا أعي ما أقول تمام الوعي
علماً بأنك لم تُبدِ وجهة نظرك حيال هذا التخليط الذي زعمته.
ولِمَ انفردت هنا ولم تناقش الموضوع في مكانه؟
 
فلترشدنا أولاً إلى ما ادعيته - أنت - من أخطاء الصحابة في تفسير القرآن ؛ فالبيّنة على المُدّعي ؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
 
فلترشدنا أولاً إلى ما ادعيته - أنت - من أخطاء الصحابة في تفسير القرآن ؛ فالبيّنة على المُدّعي ؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

حسناً سأرشدك
فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها وفسر عمر بن الخطاب قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم بانها للبائنة والرجعية حتى قال لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة مع أن السنة الصحيحة في البائن تخالف هذا التفسير وفسر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا انها عامة في الحامل والحائل فقال تعتد ابعد الاجلين والسنة الصحيحة بخلافه وفسر ابن مسعود قوله تعالى وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن بان الصفة لنسائكم الاولى والثانية فلا تحرم ام المراة حتى يدخل بها والصحيح خلاف قوله وان ام المرأة تحرم بمجرد العقد على العقد على ابنتها والصفة راجعة الى قوله وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وهو قول جمهور الصحابة وفسر ابن عباس السجل بأنه كاتب للنبي ص - يسمى السجل وذلك وهم وإنما السجل الصحيفة المكتوبة
منقول من كتاب أعلام الموقعين لابن القيم ج 4 ص 144
 
مع حبِّنا الشديد لصحابتنا الكرام، علينا التحذير من خطورة الغلوِّ في هذا الحبِّ كما فعلت العديد من الفرق التي ضلَّت وأضلت.

وعلينا أن نحذر كلَّ من يقع في مستنقع انتقاص الصحابة من أن يصيبهم ما ورد من نصوصٍ تحرِّم ذلك، وهي كثيرة، منها:

قول الله تعالى: ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجةً من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلاًّ وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير) سورة الحديد:10.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبا، ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه"رواه البخاريُّ ومسلم.

لذلك علينا أن لا نقدس الأشخاص، وفي نفس الوقت أن نكون ضدَّ التجاوز وقلَّة الأدب مع أعلامنا الذين قام الإسلام على أكتافهم رضي الله عنهم أجمعين.

هناك حقيقة أولية بسيطة تقول إن البشر غير معصومين، ولكن هذا كلام نظري فالواقع لدى كثير من الناس يقول : إن هناك بشراً معصومين فوق الخطأ ودون النقد، لا يجسر أحد أن يحدق فيهم إلا مثل من أراد التحديق في قرص الشمس ولا يصاب بالعمى، وهو ما يحصل حينما نتناول شخصية مثل صلاح الدين الأيوبي أو أحد الصحابة أو أحد الأعلام البارزين.

واختلاط الإلهي بالبشري يدفع الأشخاص إلى رتبة القداسة، وهو خطر على الشخص، وخطأ في الفكرة.

وأكبر خطأ تورطت فيه الكنيسة تحويل عيسى من الناسوت إلى اللاهوت فاختلفوا في حقيقته وما زالوا مختلفين، وعندما يصبح الإنسان (البابا يوحنا) المعصوم فقد دخل في دين الكنيسة وفتح الطريق لخروج مارتن لوثر.

و هذه المشكلة أيضاً هي مشكلة الدروز مع الحاكم بأمر الله الفاطمي (يروي المقريزي أنه في عام 408 هـ قدم مصر داع عجمي اسمه محمد بن إسماعيل الدرزي واتصل بالحاكم فأنعم عليه ، ودعا الناس إلى القول بإلهية الحاكم ) .

ومشكلة اليزيديين مع يزيد بن معاوية الذي قالوا : بألوهيته ونصبوا له مقاماً في جبل سنجار.

ومشكلة الشيعة مع الأئمة فقد زعموا أن الله يزور قبور الأئمة مع الشيعة ، ففي بحار الأنوار للمجلسي :
"إنّ قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون" [بحار الأنوار: 100/258].

وهو ما حدث مع أهل السنة والجماعة في شخصية القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو حتى بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
كما ينبغي علينا الفصل بين الشخص والمبدأ، وبين الوحي والتاريخ، ترجيحاً لقدسية المبادئ على مكانة الأشخاص، مع الاعتراف بفضل السابقين في حدود ما تسمح به المبادئ.

ويجب أن نعي معنى القدوة وأهميتها البالغة في مناهج التربية، فالمثل الأعلى هو رسولنا عليه الصلاة والسلام، ومن بعده الصحابة الكرام رضوان عليهم جميعاً، ثم يأتي بعد ذلك التابعون والعلماء المخلصون .

ولكن هل القدوة تعني العصمة من الخطأ و الزلل؟
على المستوى النظري نقول: لا.
وعلى المستوى العملي نعجز عن أن نتقبل ذلك، وسؤالنا دليل على ذلك.. كيف؟
أنت لا تتقبل أن يكون أحدٌ من الصحابة أخطأ، ومن ثم ترفض كتابًا يتجه لذلك، وتطالب ببديل.. لماذا ؟ لأنك تريد أن تكون القدوة من الصحابة بلا أخطاء، وهذا خطأ تاريخي وشرعي و تربوي.

أما الخطأ التاريخي فإنّ الصحابة الكرام وقعوا في أخطاء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي غزوة أحد قال للرماة " لا تبرحوا عن هذا المكان فإنا لا نزال غالبين ما دمتم في هذا المكان " لكنهم خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلوا فنزل القرآن: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) سورة آل عمران : 152 ،

وعن المعرور بن سويد قال : (مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة ؟
فقال : إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية "
قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال : يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم) رواه مسلم.
وغير ذلك من مواقف مسطورة في كتب السنن والروايات التاريخية الثابتة، ومن يذهب إلى أنّ جميع الصحابة مبرؤون من الخطأ فهو متكلِّفٌ أو واهم.

وأما الخطأ الشرعي فإن المقرر عند جميع أهل السنة أنّ العصمة منتفيةٌ عن البشر، إلا ما هو مقرر للأنبياء ( على خلاف.. هل العصمة لكافة تصرفاتهم، أم فيما يبلغون فيه عن رب العزة فقط ؟ ) ، وهذا لا يقلل من مكانة الصحابة الكرام، ومن دورهم في حمل الرسالة للعالمين.

ومع ذلك فإن من العلماء المجتهدين من قرّر في أصول مذهبه أنّ رأي الصحابي فيما لا نصّ فيه لا يعدو أن يكون رأيًا في المسألة، وهو غير ملزمٍ للمجتهد، فإن الأفهام تتفاوت، ورُبّ مبلغ أوعى من سامع.

" ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية وبعض الشافعية والحنابلة على أنه ( رأي الصحابي ) حجة شرعية مقدمة على القياس، والراجح من الشافعية على أنه ليس بحجة، وهناك أقوال أخرى لكنها ترجع إلى هذين القولين.
والراجح أن مذهب الصحابي ليس حجة، ولا يكون دليلاً شرعياً مستقلاً فيما يكون بالاجتهاد المحض، لأن المجتهد يجوز عليه الخطأ، ولم يثبت أن الصحابة ألزموا غيرهم بأقوالهم، فمرتبة الصحبة وإن كانت شرفاً عظيماً لا تجعل صاحبها معصوماً عن الخطأ ." [ أنظر : أصول الفقه الإسلامي د/وهبة الزحيلي 2 /850 وما بعدها ط1 ، دار الفكر 1986م ].

أما الخطأ التربوي.. فله جانبان:

أحدهما: هو طلب المقتدي من نفسه بلوغ كمال القدوة حتى يصل إلى ما كان عليه هؤلاء الصفوة.

والثاني: جاء الإسلام ليتعامل مع القصور والتقصير البشري لا لكي ينفيه ، فهو يتعامل مع كل نفسٍ بحسب طاقتها، ويرسم طريق التوبة لمن يسقط أثناء سعيه في طريق الله، قال الله تعالى : ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) (سورة البقرة : 286 ) .
ونرى المنهج النبوي مع حالة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مراعيًا طاقته:
قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي؛ لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

ونراه يحمي حاطب بن أبي بلتعة من القتل بعد ارتكابه الخيانة العظمى قبيل فتح مكة لأنه ممن شهد بدراً .

وفي يوم بدت خيبة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كبيرة في صحابي جليل هو (ابن لبيد) فقال له ( ثكلتك أمك يا ابن لبيد لقد ظننتك أفقه من بالمدينة ) لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) امتحنه في موضوع تبين له أن ابن لبيد لم يستوعب جيداً.

وهكذا كان المنهج التربوي النبوي يتحمل قصور الأشخاص وتقصيرهم دون إقصاء للمقصر.

والقرآن يعلمنا قاعدة ذهبية " أن نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيآتهم " ، ‏قال الله تبارك وتعالى : ( أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيآتهم‏ في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون )‏ ‏(‏الأحقاف، الآية 16‏).

وحقيقة أن البشر يصيبون ويخطئون هي التي تمكننا من فتح الصفحة النقدية للتاريخ فنرى البشر عاديين ونبصر أخطاءهم ونستفيد منهم، لأن العمل البشري يمكن تقليده والعمل الإلهي فوق طاقة البشر فلا يقلد.
ولكننا كما يقول مالك بن نبي في تفريقه بين (الفكرة المجسدة) و(الفكرة المجردة) إننا عندما نربط الأفكار بالأشخاص نحرم من الفكرة الجيدة إن جاءت من عدو، ونتورط في فكرة سخيفة طالما جاءت من صديق.
وما لم نسلخ الفكرة عن الشخص فلن نستفيد من الأفكار ولن نعرف قدر الناس، وقراءة التاريخ بهذه الروح النقدية هي التي تقربنا من الحقيقة.
 
الأخ الفاضل محمد كلامك موفق وسديد وفيه الكثير من الصواب، إلا قولك:

وهو ما حدث مع أهل السنة والجماعة في شخصية القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو حتى بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
.

فأهل السنة لم يدعوا العصمة لصلاح الدين ولا لشيخ الإسلام بن تيمة رحمهما الله تعالى .
وأهل السنة هم أولى الناس في جملتهم بقول الله تعالى:
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا" فهم عدول في أقوالهم وأفعالهم وأحكامهم على الصحبة وغيرهم ، فلا غلو ولا جفاء ولله الحمد.

ثم يا شيخنا الفاضل هناك فرق بين القول إن الصحابة معصومون من الخطأ وبين قول إن الحق لا يخرج عنهم.

وهذا الأخير هو مجال البحث والنقاش.

حفظك الله ورعاك وسدد أقوالك وأفعالك
 
{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا }

{ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا }

...
وفي يوم بدت خيبة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) كبيرة في صحابي جليل هو (ابن لبيد) فقال له ( ثكلتك أمك يا ابن لبيد لقد ظننتك أفقه من بالمدينة ) لأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) امتحنه في موضوع تبين له أن ابن لبيد لم يستوعب جيداً.
.

لقد أسأتَ الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فتخيّر من جميل اللفظ ما يليق بمقام نبوّته صلى الله عليه و سلم

صحيحٌُ أن لفظ ( الخيبة ) يُطلق في اللغة على ما لم يُنَل طلبه ، و على خيبة الرجاء ،
و لكنه لا يقال في حقه صلى الله عليه و سلم ؛ تأدباً ؛ فلا يجوز مثل قولك : ( بدَتْ خيبة الرسول في فلان أو في كذا ) . بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم

قال الله عزّ و جَلّ : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا }. [النور : 63]
 
لقد أسأتَ الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فتخيّر من جميل اللفظ ما يليق بمقام نبوّته صلى الله عليه و سلم

صحيحٌُ أن لفظ ( الخيبة ) يُطلق في اللغة على ما لم يُنَل طلبه ، و على خيبة الرجاء ،
و لكنه لا يقال في حقه صلى الله عليه و سلم ؛ تأدباً ؛ فلا يجوز مثل قولك : ( بدَتْ خيبة الرسول في فلان أو في كذا ) . بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم

قال الله عزّ و جَلّ : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا }. [النور : 63]

بارك الله فيك
لأشك أن أولى من يتأدب معه بعد الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد كرم الله نبيه ورفع قدره حتى في الخطاب يقول تعالى:
(وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) سورة القصص (46)

قال بعض أهل التفسير لم يصف الحق تبارك وتعالى الطور بالإيمن في هذا الموضع حتى لا ينفي اليمن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن عجيب تعظيم الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيره فعل أبي دجانة رضي الله عنه يوم أحد حيث يقول كما جاء في سيرة بن إسحاق:
رأيت إنسانا يخمش في الناس خمشا شديدا فصمدت له فلما حملت عليه بالسيف ولول فإذا امرأة فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة.

ولاشك أن خانا الدكتور محمد يعرف قدر النبي صلى الله عليه وسلم وربما خانته العبارة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
بارك الله في الأخ محمد كالو وزاده من علمه،

لي هنا وجهة نظر لا تتناقض مع ما بينه الأخ كالو، ولكن أرجو نفعها:

1. صلاح الدين، ابن تيمية، الشافعي... وأمثالهم، تُجمِع الأمة على عدم عصمتهم. وأي زعم يعصمهم في العلم أو العمل هو خروج على بدهيات الإسلام.
2. أمثال هؤلاء الأعلام، في العلم والعمل، من حقهم علينا أن نحترمهم ونقدر جهودهم ولا نذكرهم إلا بخير. وحتى عندما نخالفهم في العلم عن دليل نُخرِج هذه المخالفة بثوب يقطر أدباً ومحبّة. وإن كان هناك خلل في السلوك نكتمه ولا نشيعه، لما صح من قول المصطفى عليه السلام:"أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم ". بل إننا نكتم سيئات آحاد الناس فيما نعلمه يقيناً، فنثاب على ذلك، فكيف بأجلاء بيننا وبينهم دهور ولا ندري ما فعل حسادهم. فالعبرة لما اشتهروا فيه من العلم والعمل.
3. أما صلاح الدين رحمه الله فهناك من يتعمد الإساءة إليه لأنه رمز له تأثير عميق في استنهاض الأمة في حاضر صراعنا مع الصهيونية العالمية، التي يستفزها ذكر صلاح الدين. وعوام الناس يُنفّرهم ذكر الهفوات وينعكس سلباً على مواقفهم من قضايا الأمة المعاصرة. من هنا على الدارس والباحث أن لا يكون بوقاً يشيع السوء بزعم الأمانة التاريخية، وعلى وجه الخصوص عندما نحتاج بإلحاح إلى قدوات تؤثر في واقعنا الحساس والخطير. وإفهام الناس حقيقة القصور البشري لا يعني أن نؤذي سمعهم ومشاعرهم بقصص صحّت أسانيدها وأخرى لم تصح.
4. أولويتنا في معاركنا المعاصرة بناء الأمة وتثوير طاقاتها الإيجابية، وإشاعة القيم النبيلة. أما الترف الفكري فله مقام آخر وأوقات أخرى، وله طبقة خاصة من العلماء والباحثين.
5. أما إذا استند أحدهم إلى سلوك سلبي لأحد القدوات ليدلل على صحة هذا السلوك، فلا وألف لا.
 
تفسير الصحابي ابن مسعود موافقٌ لسبب النزول ، الثابت بالحديث الصحيح ، المتفق عليه

تفسير الصحابي ابن مسعود موافقٌ لسبب النزول ، الثابت بالحديث الصحيح ، المتفق عليه

حسناً سأرشدك
فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها ، وفسر عمر بن الخطاب قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم بانها للبائنة والرجعية حتى قال لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة مع أن السنة الصحيحة في البائن تخالف هذا التفسير وفسر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا انها عامة في الحامل والحائل فقال تعتد ابعد الاجلين والسنة الصحيحة بخلافه وفسر ابن مسعود قوله تعالى وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن بان الصفة لنسائكم الاولى والثانية فلا تحرم ام المراة حتى يدخل بها والصحيح خلاف قوله وان ام المرأة تحرم بمجرد العقد على العقد على ابنتها والصفة راجعة الى قوله وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وهو قول جمهور الصحابة وفسر ابن عباس السجل بأنه كاتب للنبي ص - يسمى السجل وذلك وهم وإنما السجل الصحيفة المكتوبة
منقول من كتاب أعلام الموقعين لابن القيم ج 4 ص 144

لا يخلو هذا الذي استشهدتَ به - على أنه من أخطاء الصحابة رضوان عليهم - مِن حاليْن :
أحدهما : التقاط الكلام بغير تبَصّر بموضعه
و الآخر : المعرفة ، و الإيهام بغير موضعه

و بيان ذلك : أنّ الإمام ابن القيّم ذكَره في شُبَه نُفاة وجوب اتباع أقوال الصحابة - في أحكام الحوادث ، و في التفسير - و ما نقله الناقل في الاقتباس أعلاه ، فإنّه حذَف منه عبارة ابن القيم : ( فإن قيل : فنحن نجد لبعضهم أقوالاً في التفسير تخالف الاحاديث المرفوعة الصحاح ، وهذا كثير ؛كما فسر ابن مسعود الدخان بأنه ... ) - فهذا القول إنما هو لنفاة وجوب اتباع الصحابه ، و هذا ظاهرٌ من قوله : ( فإن قيل ... ) ، و هو ما صرّح به في أول كلامه ؛ قال : ( فنقول الكلام في مقاميْن : أحدهما : في الأدلة الدالة على وجوب اتباع الصحابة ، الثاني : في الجواب عن شُبَه النفاة ) ، و ساق ستة و أربعين وجهاً أو دليلاً على وجوب اتباع أقوال الصحابة ، و ذكر حجية الفتوى التي يفتي بها أحدهم ، قال :

(( فإن قيل : فإذا كان هذا حكم أقوالهم في أحكام الحوادث ، فما تقولون في أقوالهم في تفسير القرآن هل هي حجة يجب المصير اليها ؟
قيل : لا ريب أن أقوالهم في التفسير أصوب من أقوال مَن بعدهم ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تفسيرهم في حكم المرفوع ؛ قال أبو عبد الله الحاكم في " مستدركه " : ( وتفسير الصحابي عندنا في حكم المرفوع ) ، ومراده أنه في حكمه في الاستدلال به والاحتجاج ، لا أنه إذا قال الصحابي في الآية قولاً فلنا أن نقول هذا القول قول رسول الله ص - أوقال رسول الله ص - وله وجهٌ آخر وهو أن يكون في حكم المرفوع بمعنى أن رسول الله ص - بين لهم معاني القرآن وفسره لهم كما وصفه تعالى بقوله : { لتبين للناس ما نزل إليهم } فبين لهم القرآن بيانا شافيا كافيا ، وكان إذا أشكل على أحد منهم معنى سأله عنه فأوضحه له ؛كما سأله الصديق عن قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به } فبين له المراد ، وكما ساله الصحابي عن قوله تعالى : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } فبين لهم معناها ، وكما سألته ام سلمة عن قوله تعالى : { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } فبين لها أنه العرض ، وكما سأله عمر عن الكلالة فأحاله على آية الصيف التي في آخر السورة ، وهذا كثير جدا ، فإذا نقلوا لنا تفسير القرآن ، فتارة ينقلونه عنه بلفظه ، وتارة يمعناه ؛ فيكون ما فسروا بألفاظهم من باب الرواية بالمعنى ،كما يروون عنه السنة تارة بلفظها وتارة بمعناها ، وهذا أحسن الوجهين والله اعلم .

[overline]فإن قيل[/overline] : فنحن نجد لبعضهم أقوالاً في التفسير تخالف الاحاديث المرفوعة الصحاح ، وهذا كثير ؛كما فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط ، وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها ، وفسر عمر بن الخطاب قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم بانها للبائنة والرجعية حتى قال لا ندع كتاب ربنا لقول امرأة مع أن السنة الصحيحة في البائن تخالف هذا التفسير وفسر علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا انها عامة في الحامل والحائل فقال تعتد ابعد الاجلين والسنة الصحيحة بخلافه وفسر ابن مسعود قوله تعالى وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن بان الصفة لنسائكم الاولى والثانية فلا تحرم ام المراة حتى يدخل بها والصحيح خلاف قوله وان ام المرأة تحرم بمجرد العقد على العقد على ابنتها والصفة راجعة الى قوله وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وهو قول جمهور الصحابة وفسر ابن عباس السجل بأنه كاتب للنبي ص - يسمى السجل وذلك وهم وإنما السجل الصحيفة المكتوبة واللام مثلها في قوله تعالى وتلة للجبين وفي قول الشاعر ... فخر صريعا لليدين وللفم
أي يطوى السماء كما يطوى السجل على ما فيه من الكتاب ، وهذا كثير جدا ، فكيف يكون تفسير الصحابي حجةً في حكم المرفوع ؟.


-قيل : الكلام في تفسيره كالكلام في فتواه سواء ، وصورة المسألة هنا كصورتها هناك سواء بسواء ، وصورتها أن لا يكون في المسألة نصٌ يخالفه ، ويقول في الآية قولاً لا يخالفه فيه أحد من الصحابة ، سواء عُلِم لاشتهاره أولم يعلم ، وما ذُكِرَ من هذه الامثلة فُقِدَ فيه الأمران ، وهو نظير ما رُوي عن بعضهم من الفتاوي التي تخالف النص ، وهم مختلفون فيها سواء . )) أهـ

* * *

و في فتوى الصحابي - و قد تقدم آنفا أن الكلام في تفسيره كالكلام في فتواه - قال ابن القيم :
(( فتلك الفتوى التي يفتى بها أحدهم لا تخرج عن ستة أوجه : أحدها : أن يكون سمعها من النبي ص - الثاني : أن يكون سمعها ممن سمعها منه ، الثالث : أن يكون فهمها من آية من كتاب الله فهماً خفى علينا ، الرابع : أن يكون قد اتفق عليها ملؤهم ولم ينقل إلينا إلا قول المفتى بها وحده ، الخامس : أن يكون لكمال علمه باللغة ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد به عنا أولقرائن عالية اقترنت بالخطاب أولمجموع أمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي ص - ومشاهدة أفعاله وأحواله وسيرته وسماع كلامه والعلم بمقاصده وشهود تنزيل الوحي ومشاهدة تأويله الفعل ؛ فيكون فهم مالا نفهمه نحن ، وعلى هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة بجب أتباعها ، السادس: أن يكون فهم ما لم يرده الرسول صلى الله عليه و سلم - وأخطأ في فهمه والمراد غير ما فهمه ، وعلى هذا التقدير لا يكون قوله حجة ، ومعلوم قطعا أن وقوع احتمال من خمسة أغلب على الظن من وقوع احتمال واحد معين ، هذا مالا يشك فيه عاقل ، وذلك يفيد ظنا غالبا قويا على أن الصواب في قوله دون ما خالفه من أقوال مَن بعده ، وليس المطلوب إلا الظن الغالب ، والعمل به متعين ، ويكفى العارف هذا الوجه )) . انتهى ، من كلام ابن القيم

* فتلك الأمثلة المحكيّة في أخطاء الصحابة في التفسير ، إنما حكاها ابن القيم على أنها من شُبَه نُفاة وجوب اتباع الصحابة ، و رَدّ هو عليها ؛ فلا يُستدلّ بالشبهات المردودة المدفوعة .

* * *

- و سأتناول أولها هنا بالتفنيد ، و هي ما استشهد به كاتب المشاركة ( أبو حسان ) ؛ قالوا : ( فنحن نجد لبعضهم أقوالاً في التفسير تخالف الاحاديث المرفوعة الصحاح ، وهذا كثير ؛ كما فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط ، وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها ) . أهـ

- فتفسير الصحابي عبد الله بن مسعود للدخان - الوارد في قوله تعالى : { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ }. [الدخان : 10] - بأنه من أثر الجهد و الجوع الذي أصاب مشركي قريش ، بعد أن دعا عليه النبي صلى الله عليه و سلم بسِني كسِني يوسف ؛ هو موافقٌ للحديث الصحيح ، المتفق عليه

أخرج الإمام البخاري في " صحيحه " :

( حدثنا يحيى حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال قال عبد الله إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصوا على النبى - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم بسنين كسنى يوسف ، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام ، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد ، فأنزل الله تعالى ( فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم ) قال فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل يا رسول الله استسق الله لمضر ، فإنها قد هلكت . قال « لمضر إنك لجرىء » . فاستسقى فسقوا . فنزلت ( إنكم عائدون ) فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية . فأنزل الله عز وجل ( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) قال يعنى يوم بدر ) . أهـ

و كذا أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " ، في ( باب الدخان ) ؛ قال :

( حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنى أبو سعيد الأشج أخبرنا وكيع ح وحدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا جرير كلهم عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب - واللفظ ليحيى - قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت فى المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية (يوم تأتى السماء بدخان مبين) قال يأتى الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام. فقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به الله أعلم. إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبى -صلى الله عليه وسلم- دعا عليهم بسنين كسنى يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد وحتى أكلوا العظام فأتى النبى -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال « لمضر إنك لجرىء ». قال فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل (إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون) قال فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية - قال - عادوا إلى ما كانوا عليه - قال - فأنزل الله عز وجل (فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم) ( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) قال يعنى يوم بدر) . أهـ

- و أما الجمع بين هذا الحديث و حديث آيات الساعة ، و منها الدجال و الدخان ؛ فلا تعارض بينهما ، و يُرجع في بيانه إلى ما ذكره الطبري في تفسيره ، و الطحاوي في " بيان مشكل الآثار "

* و عليه ، بطلَ الزعم بخطأ ابن مسعود رضي الله عنه في تفسيره لآي القرآن ، و بطل الزعم بمخالفته الحديثَ الصحيح في تفسيره

و الله وليّ التوفيق




-
 
لقد أسأتَ الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فتخيّر من جميل اللفظ ما يليق بمقام نبوّته صلى الله عليه و سلم
صحيحٌُ أن لفظ ( الخيبة ) يُطلق في اللغة على ما لم يُنَل طلبه ، و على خيبة الرجاء ،
و لكنه لا يقال في حقه صلى الله عليه و سلم ؛ تأدباً ؛ فلا يجوز مثل قولك : ( بدَتْ خيبة الرسول في فلان أو في كذا ) . بأبي هو و أمي صلى الله عليه و سلم
قال الله عزّ و جَلّ : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا }. [النور : 63]
جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل فهذا التعبير لا ينبغي في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم , وجزاكم الله خيرا عما وضحتموه من كلام ابن القيم الذي بتره أبو حسان وكذلك على ردكم القيم في بيان موافقة ابن مسعود رضي الله عنه للصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الدخان , وبانتظار ردودكم القيمة على بقية ما ذكر من شبهات وكما قال أستاذنا الكريم أبو سعد الغامدي حفظه الله : هناك فرق بين القول إن الصحابة معصومون من الخطأ وبين قول إن الحق لا يخرج عنهم.
وفقكم الله وبارك فيكم .
 
الأخويْن الكريميْن ( أبي سعد الغامدي ) ، و ( محمد الشعباني ) :

شكر الله لكما ردّيكما ، و استنكاركما الإساءة الشنيعة بعدم الأدب مع رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
نسأل الله العظيم أن يجمعنا و أهلنا برسوله الكريم صلى الله عليه و سلم في جنات النعيم
اللهم آمين
 
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه من هذه الكلمة التي صدرت مني دون قصد ولا أود أن أكررها، بل كل قصدي أنه لم ينل منه ما كان يرجوه، والحمد لله أنها زلة قلم وليست زلة قدم، إذ كيف أسيء الأدب مع حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وطوبى لكل الإخوة الذين أهدوا إلي عيوبي.
 
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه من هذه الكلمة التي صدرت مني دون قصد ولا أود أن أكررها، بل كل قصدي أنه لم ينل منه ما كان يرجوه، والحمد لله أنها زلة قلم وليست زلة قدم، إذ كيف أسيء الأدب مع حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وطوبى لكل الإخوة الذين أهدوا إلي عيوبي.

وفقك الله يا دكتور محمد وجزاك خيراً على قبولك للتنبيه، وأسأل الله أن يغفر لنا جميعاً الزلل والخطأ وأن يقينا شرور أنفسنا .
وأشكر الإخوة الذين نبهوا ، وليتهم مستقبلاً ينبهوننا بعبارة أكثر لطفاً وهدوءاً .
 
غفر الله لنا جميعا ، و مَن يمكنه الهدوء في حالٍ كهذا ؟!
و أحسب أن الأفضل حذف تلك العبارة من المشاركة رقم ( 1 )
و كذا حذف تعليقي عليها ( المشاركة رقم ( 7 ) )
 
غفر الله لنا جميعا ، و مَن يمكنه الهدوء في حالٍ كهذا ؟!
و أحسب أن الأفضل حذف تلك العبارة من المشاركة رقم ( 1 )

معذرةً
الحذف لتلك العبارة من المشاركة رقم ( 5 )

- و قد شغلنا هذا الموضوع - و هو مُهِمّ قطعاً - عن الموضوع الأصل ، و هو استشهاد مُدّعي أخطاء الصحابة في التفاسير ، بشبهات مردودة ، و إغفاله ما ذثكِر من الوجوه الكثيرة في اتباع الصحابة ، المذكورة في المرجع الذي نقل منه ، و هو " إعلام الموقعين " لابن القيم

- و تلك الشبهات الواهيات هي ما بنى عليها ذلك المدعي موضوع مشاركته
 
حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال : « لما أنزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : إن وسادك إذا لعريض ، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل » .

ما توجيهك له؟
 
حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال : « لما أنزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : إن وسادك إذا لعريض ، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل » .

ما توجيهك له؟

وهل فهم بقية الصحابة كفهم عدي رضي الله عن الجميع؟

الصحابة أخي الكريم غير معصومين من الخطأ كأفراد لكن النقاش هل يجمعون على الخطأ؟

هل يفوت عليهم شيء من الحق في معنى من معاني كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

هنا مجال البحث والنقاش.
 
حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال : « لما أنزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : إن وسادك إذا لعريض ، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل » .

ما توجيهك له؟


أسألك أولاً : أتراه صحيحاً ؟
و أين هو ؟
- ( لتذكر لنا مصدراً أو مرجعاً واحداً فقط من كتب الحديث )

أريد الجواب مِنك أنت - أخي الفاضل - .
 


أخانا د. أبو بكر: أخرجه البخاري بهذا اللفظ:

(أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود ، حتى كان بعض الليل نظر ، فلم يستبينا ، فلما أصبح قال : يا رسول الله ، جعلت تحت وسادي ، قال : ( إن وسادك إذا لعريض : أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك ).
 
أسألك أولاً : أتراه صحيحاً ؟
و أين هو ؟
- ( لتذكر لنا مصدراً أو مرجعاً واحداً فقط من كتب الحديث )

أريد الجواب مِنك أنت - أخي الفاضل - .

الحديث أصله في البخاري ، واللفظ الذي ذكرته من مسند الإمام أحمد!!!!!!!
 
الحديث أصله في البخاري ، واللفظ الذي ذكرته من مسند الإمام أحمد!!!!!!!

وهذا لفظ البخاري:
باب قوله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد إلى قوله يتقون العاكف المقيم

[ ص: 1640 ] 4239 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن الشعبي عن عدي قال أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا فلما أصبح قال يا رسول الله جعلت تحت وسادي عقالين قال إن وسادك إذا لعريض أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك.
 
وهذا لفظ آخر:

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار
 
وهذه رواية أخرى:

4241 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ وَأُنْزِلَتْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ وَلَمْ يُنْزَلْ مِنْ الْفَجْرِ وَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الْأَسْوَدَ وَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَهُ مِنْ الْفَجْرِ فَعَلِمُوا أَنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ مِنْ النَّهَارِ
 
الإخوة الكرام

جزاكم الله خيرا

لم يكن ما تفضلتم بذكره خافياً عليّ ، و لكني أردتُ سماع الجواب من الأخ ( أبي حسان ) - لغرضٍ أريده - و هو قد فعَل
 
الإخوة الكرام

جزاكم الله خيرا

لم يكن ما تفضلتم بذكره خافياً عليّ ، و لكني أردتُ سماع الجواب من الأخ ( أبي حسان ) - لغرضٍ أريده - و هو قد فعَل

ما الغرض الذي تريده؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
الصحابي عديّ بن حاتم إنما حمَل اللفظ على حقيقته و ظاهره قبل نزول البيان

الصحابي عديّ بن حاتم إنما حمَل اللفظ على حقيقته و ظاهره قبل نزول البيان

الأخ ( أبي حسان )

بعدَ أن بيّنتُ لك حقيقة ما ادعيته - أنت - أخطاءً للصحابة في تفسير آيات القرآن ، و أنها مِن شُبَه نُفاة اِتِباع أقوال الصحابة ؛ كما حكاه ابن القيم في " إعلام الموقعين " ، و كما أقمتُ الدليل على موافقة مثالٍ منها للحديث الصحيح المتفق عليه ، و أنك تلتقط الكلام بغير تبَصّرٍ بموضعه
- عُدْتَ تسأل ، و تقول :

( حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال : « لما أنزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : إن وسادك إذا لعريض ، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل » .
ما توجيهك له؟
) . أهـ [ المشاركة رقم 18 ]

و سألتك عنه ؛ فقلتْ :

الحديث أصله في البخاري ، واللفظ الذي ذكرته من مسند الإمام أحمد!!!!!!!

و هو كذلك - أخي - و لم يكن خافياً عليّ ، و لكني أردتُ سماع جوابه منك ؛ لإقامة الحجّة عليك في تتبعك للمشتبهات هاهنا ، و للشبهات هناك ، و البحث في الأقوال والأدلة بغرض الاستظهار لقولٍ قِيل ، لا بغرض الاستبصار بالدليل !

-------------------

- و بيان ذلك :
قولك إن ذلك الحديث أصله في البخاري : لا خلاف فيه
و قد استشهدتَ أنت به في التدليل على أخطاء الصحابة رضوان الله عليه في التفسير ، و سألتني عن رأيي بذلك الذي فهمه الصحابي عدي بن حاتم من الحديث ؟

- و أقول : و مَن أكون حتي يكون لي حكمٌ في تفاسير الصحابة للقرآن الكريم ؟!
، و هم الذين عايشوا و صاحبوا النبي صلى الله عليه و سلم ، و شهدوا و عاصروا التنزيل ، فضلاً عما تميّزوا به عنا بأشياء كثيرة ، ذكرها ابن القيم في " إعلام الموقعين "

و تسأل عن توجيه ما فهمه عديّ رضي الله عنه ؟
، و الجواب موجودٌ في " صحيح البخاري " ، الذي ذكرتً أنت أن لذلك الحديث أصلاً فيه ، و هذا صحيحٌ لا نزاع فيه .

و العجب منك أن توجيهه موجودٌ في نفس الباب الذي فيه ذلك الحديث الأصل ، بَعْدَه مباشرة ، في ( كتاب الصوم )
و كذا بعده بحديث ، في ( كتاب التفسير ) ؛ كلاهما : ( باب قول الله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ) [ البقرة : 187 ] )

- و توجيهه فيه : أن الصحابي عديّ بن حاتم فهمَ أن المراد بـ { الخيط الأبيض } ، و { الخيط الأسود } : حقيقته و ظاهره ؛ إذ لم يكن قد نزل قوله تعالى : { من الفجر } بعْدْ

أخرج الإمام البخاري في " صحيحه " ، في كتاب الصوم :
1917 - ( حدثنا سعيد بن أبى مريم ، حدثنا ابن أبى حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد ح . حدثنى سعيد بن أبى مريم ، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف ، قال : حدثنى أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : أُنزِلتْ : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ، ولم ينزل : { من الفجر } ، فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل الله بعد : { من الفجر } . فعلموا أنه إنما يعنى الليل والنهار ) . أهـ

و أخرجه في كتاب التفسير من " صحيحه " ؛ قال :
4511 - ( حدثنا ابن أبى مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف حدثنى أبو حازم عن سهل بن سعد قال : وأُنزِلتْ : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ، ولم ينزل : ( من الفجر ) ، وكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل الله بعده ( من الفجر ) فعلموا أنما يعنى الليل من النهار ) . أهـ

- و الحديث أخرجه مسلم في " صحيحه " أيضا ؛ فهو حديث صحيحٌ أخرجه الشيخان ، و تلقّته الأُمة بالقبول .

* * *

- و في تفصيل ذلك ؛ قال الإمام أبو بكر الجصاص ( 370 هـ ) - في " أحكام القرآن " - :

(( وأما قوله : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } : قال أبو بكر [ الجصاص ] : قد اقتضت الآية إباحة الأكل والشرب والجماع إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، روي أن رجالا منهم حملوا ذلك على حقيقة الخيط الأبيض والأسود وتبين أحدهما من الآخر ، منهم عدي بن حاتم ؛ حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا حصين بن نمير قال وحدثنا أبو داود قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن إدريس المعني عن حصين عن الشعبي عن { عدي بن حاتم قال : لما نزلت هذه الآية : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال : أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي ، فنظرت فلم أتبين ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل والنهار } . قال عثمان : إنما هو سواد الليل وبياض النهار " .
قال : وحدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الواسطي قال : حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد اليماني قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا ابن أبي مريم عن أبي غسان محمد بن مطرف قال : أخبرنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : لما نزل قوله : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ولم ينزل { من الفجر } قال : فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له ، فأنزل الله بعد ذلك : { من الفجر
} فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار .

قال أبو بكر [ الجصاص ] : إذا كان قوله { من الفجر } مبينا فيه فلا إلباس على أحد في أنه لم يرد به حقيقة الخيط ، لقوله : { من الفجر } ، ويشبه أن يكون إنما اشتبه على عدي وغيره ممن حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله { من الفجر } ، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة ، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار ، وجائز أن يكون ذلك قد كان شائعا في لغة قريش ومن خوطبوا به ممن كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية ، وأن عدي بن حاتم ومن أشكل عليه ذلك لم يكونوا عرفوا هذه اللغة ؛ لأنه ليس كل العرب تعرف سائر لغاتها .
وجائز مع ذلك أن يكونوا عرفوا ذلك اسما للخيط حقيقة ولبياض النهار وسواد الليل مجازا ، ولكنهم حملوا اللفظ على الحقيقة ، فلما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بمراد الله تعالى منه ، وأنزل الله تعالى بعد ذلك : { من الفجر } فزال الاحتمال وصار المفهوم من اللفظ سواد الليل وبياض النهار ، وقد كان ذلك اسما لسواد الليل وبياض النهار في الجاهلية ، قبل الإسلام مشهورا ذلك عندهم ؛ قال أبو داود الإيادي : ولما أضاءت لنا ظلمة ولاح من الصبح خيط أنارا ، وقال آخر في الخيط الأسود : قد كاد يبدو أو بدت تباشره وسدف الخيط البهيم ساتره ؛ فقد كان ذلك مشهورا في اللسان قبل نزول القرآن به ، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : الخيط الأبيض هو الصبح والخيط الأسود الليل ؛ قال : والخيط هو اللون )) . انتهى ، من كلام الجصاص

* * *
و عليه ، فالثابت بالحديث الصحيح المتفق عليه أن الصحابي عدي بن حاتم إنما حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله قوله تعالى : { من الفجر } ، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة ، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار
و أنهم سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن المراد بقوله تعالى هذا ؛ فأخبرهم به ؛ أخرج البخاري :

4510 - ( حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبى عن عدى بن حاتم - رضى الله عنه - قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال « إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين » . ثم قال « لا بل هو سواد الليل وبياض النهار » ) . أهـ

* * *

و الغرض : أنه لا يمتنع في شأن الصحابة رضوان الله عليهم أن يفهم البعض منهم ما هو غير مُرادٍ بآية من القرآن ، قبل نزول بيانها

و لكن المتنع - في شأن الصحابة - أن يقولوا في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به ، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطقٍٍ بالصواب ، من النبي صلى الله عليه و سلم في حياته ، أو مِن بقية الصحابة بعد وفاته .
و هذا مُستفادٌ مما ذكره ابن القيم في " إعلام الموقعين "

و بهذا بطلَ الزعمُ بوجود أخطاء للصحابة في تفاسير القرآن ، تستدعي المراجعة و التصحيح
رضي الله عنهم أجمعين

و كتبه
د . أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
اللهم آمين
 
الأخ ( أبي حسان )

بعدَ أن بيّنتُ لك حقيقة ما ادعيته - أنت - أخطاءً للصحابة في تفسير آيات القرآن ، و أنها مِن شُبَه نُفاة اِتِباع أقوال الصحابة ؛ كما حكاه ابن القيم في " إعلام الموقعين " ، و كما أقمتُ الدليل على موافقة مثالٍ منها للحديث الصحيح المتفق عليه ، و أنك تلتقط الكلام بغير تبَصّرٍ بموضعه
- عُدْتَ تسأل ، و تقول :

( حسنا يا دكتور أبا بكر:
ما رأيك بهذا الفهم من عدي بن حاتم رضي الله عنه حيث قال : « لما أنزلت هذه الآية { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ، فجعلت أنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود ، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : إن وسادك إذا لعريض ، إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل » .
ما توجيهك له؟
) . أهـ [ المشاركة رقم 18 ]

و سألتك عنه ؛ فقلتْ :



و هو كذلك - أخي - و لم يكن خافياً عليّ ، و لكني أردتُ سماع جوابه منك ؛ لإقامة الحجّة عليك في تتبعك للمشتبهات هاهنا ، و للشبهات هناك ، و البحث في الأقوال والأدلة بغرض الاستظهار لقولٍ قِيل ، لا بغرض الاستبصار بالدليل !

-------------------

- و بيان ذلك :
قولك إن ذلك الحديث أصله في البخاري : لا خلاف فيه
و قد استشهدتَ أنت به في التدليل على أخطاء الصحابة رضوان الله عليه في التفسير ، و سألتني عن رأيي بذلك الذي فهمه الصحابي عدي بن حاتم من الحديث ؟

- و أقول : و مَن أكون حتي يكون لي حكمٌ في تفاسير الصحابة للقرآن الكريم ؟!
، و هم الذين عايشوا و صاحبوا النبي صلى الله عليه و سلم ، و شهدوا و عاصروا التنزيل ، فضلاً عما تميّزوا به عنا بأشياء كثيرة ، ذكرها ابن القيم في " إعلام الموقعين "

و تسأل عن توجيه ما فهمه عديّ رضي الله عنه ؟
، و الجواب موجودٌ في " صحيح البخاري " ، الذي ذكرتً أنت أن لذلك الحديث أصلاً فيه ، و هذا صحيحٌ لا نزاع فيه .

و العجب منك أن توجيهه موجودٌ في نفس الباب الذي فيه ذلك الحديث الأصل ، بَعْدَه مباشرة ، في ( كتاب الصوم )
و كذا بعده بحديث ، في ( كتاب التفسير ) ؛ كلاهما : ( باب قول الله تعالى : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ) [ البقرة : 187 ] )

- و توجيهه فيه : أن الصحابي عديّ بن حاتم فهمَ أن المراد بـ { الخيط الأبيض } ، و { الخيط الأسود } : حقيقته و ظاهره ؛ إذ لم يكن قد نزل قوله تعالى : { من الفجر } بعْدْ

أخرج الإمام البخاري في " صحيحه " ، في كتاب الصوم :
1917 - ( حدثنا سعيد بن أبى مريم ، حدثنا ابن أبى حازم ، عن أبيه ، عن سهل بن سعد ح . حدثنى سعيد بن أبى مريم ، حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف ، قال : حدثنى أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : أُنزِلتْ : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ، ولم ينزل : { من الفجر } ، فكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل الله بعد : { من الفجر } . فعلموا أنه إنما يعنى الليل والنهار ) . أهـ

و أخرجه في كتاب التفسير من " صحيحه " ؛ قال :
4511 - ( حدثنا ابن أبى مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف حدثنى أبو حازم عن سهل بن سعد قال : وأُنزِلتْ : ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ، ولم ينزل : ( من الفجر ) ، وكان رجالٌ إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل الله بعده ( من الفجر ) فعلموا أنما يعنى الليل من النهار ) . أهـ

- و الحديث أخرجه مسلم في " صحيحه " أيضا ؛ فهو حديث صحيحٌ أخرجه الشيخان ، و تلقّته الأُمة بالقبول .

* * *

- و في تفصيل ذلك ؛ قال الإمام أبو بكر الجصاص ( 370 هـ ) - في " أحكام القرآن " - :

(( وأما قوله : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } : قال أبو بكر [ الجصاص ] : قد اقتضت الآية إباحة الأكل والشرب والجماع إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ، روي أن رجالا منهم حملوا ذلك على حقيقة الخيط الأبيض والأسود وتبين أحدهما من الآخر ، منهم عدي بن حاتم ؛ حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا حصين بن نمير قال وحدثنا أبو داود قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن إدريس المعني عن حصين عن الشعبي عن { عدي بن حاتم قال : لما نزلت هذه الآية : { حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } قال : أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتهما تحت وسادتي ، فنظرت فلم أتبين ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل والنهار } . قال عثمان : إنما هو سواد الليل وبياض النهار " .
قال : وحدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الواسطي قال : حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد اليماني قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا ابن أبي مريم عن أبي غسان محمد بن مطرف قال : أخبرنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : لما نزل قوله : { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ولم ينزل { من الفجر } قال : فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له ، فأنزل الله بعد ذلك : { من الفجر
} فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار .

قال أبو بكر [ الجصاص ] : إذا كان قوله { من الفجر } مبينا فيه فلا إلباس على أحد في أنه لم يرد به حقيقة الخيط ، لقوله : { من الفجر } ، ويشبه أن يكون إنما اشتبه على عدي وغيره ممن حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله { من الفجر } ، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة ، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار ، وجائز أن يكون ذلك قد كان شائعا في لغة قريش ومن خوطبوا به ممن كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية ، وأن عدي بن حاتم ومن أشكل عليه ذلك لم يكونوا عرفوا هذه اللغة ؛ لأنه ليس كل العرب تعرف سائر لغاتها .
وجائز مع ذلك أن يكونوا عرفوا ذلك اسما للخيط حقيقة ولبياض النهار وسواد الليل مجازا ، ولكنهم حملوا اللفظ على الحقيقة ، فلما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بمراد الله تعالى منه ، وأنزل الله تعالى بعد ذلك : { من الفجر } فزال الاحتمال وصار المفهوم من اللفظ سواد الليل وبياض النهار ، وقد كان ذلك اسما لسواد الليل وبياض النهار في الجاهلية ، قبل الإسلام مشهورا ذلك عندهم ؛ قال أبو داود الإيادي : ولما أضاءت لنا ظلمة ولاح من الصبح خيط أنارا ، وقال آخر في الخيط الأسود : قد كاد يبدو أو بدت تباشره وسدف الخيط البهيم ساتره ؛ فقد كان ذلك مشهورا في اللسان قبل نزول القرآن به ، وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : الخيط الأبيض هو الصبح والخيط الأسود الليل ؛ قال : والخيط هو اللون )) . انتهى ، من كلام الجصاص

* * *
و عليه ، فالثابت بالحديث الصحيح المتفق عليه أن الصحابي عدي بن حاتم إنما حمل اللفظ على حقيقته قبل نزول قوله قوله تعالى : { من الفجر } ، وذلك لأن الخيط اسم للخيط المعروف حقيقة ، وهو مجاز واستعارة في سواد الليل وبياض النهار
و أنهم سألوا النبي صلى الله عليه و سلم عن المراد بقوله تعالى هذا ؛ فأخبرهم به ؛ أخرج البخاري :

4510 - ( حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبى عن عدى بن حاتم - رضى الله عنه - قال قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان قال « إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين » . ثم قال « لا بل هو سواد الليل وبياض النهار » ) . أهـ

* * *

و الغرض : أنه لا يمتنع في شأن الصحابة رضوان الله عليهم أن يفهم البعض منهم ما هو غير مُرادٍ بآية من القرآن ، قبل نزول بيانها

و لكن المتنع - في شأن الصحابة - أن يقولوا في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به ، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطقٍٍ بالصواب ، من النبي صلى الله عليه و سلم في حياته ، أو مِن بقية الصحابة بعد وفاته .
و هذا مُستفادٌ مما ذكره ابن القيم في " إعلام الموقعين "

و بهذا بطلَ الزعمُ بوجود أخطاء للصحابة في تفاسير القرآن ، تستدعي المراجعة و التصحيح
رضي الله عنهم أجمعين

و كتبه
د . أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
اللهم آمين

حسنا وما توجيهك لتعقيب النبي صلى الله عليه وسلم على فهمه؟
 
إن تصوير مسألة خطأ بعض الصحابة في التفسير إلى حدِّ مخالفة الحديث النبوي فيها أمر مشكل يحتاج إلى نظر وتأنٍ .
وسأذكر لهذا المثالَ الذي ذكره الشيخ الفاضل أبو حسان بقوله :
(فسر ابن مسعود الدخان بأنه الاثر الذي حصل عن الجوع الشديد والقحط وقد صح عن النبي ص - أنه دخان يأتى قبل يوم القيامة يكون من أشراط الساعة مع الدابة والدجال وطلوع الشمس من مغربها ) .
والأثر الوارد عن ابن مسعود رواه البخاري من طرق ، ومنها قوله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ عَنْ أَبِى الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِى كِنْدَةَ فَقَالَ يَجِىءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ ، يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ . فَفَزِعْنَا ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا ، فَغَضِبَ فَجَلَسَ فَقَالَ مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ . فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ لاَ أَعْلَمُ . فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنِ الإِسْلاَمِ فَدَعَا عَلَيْهِمِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ ، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا ، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ » ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ ، فَقَرَأَ ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ) إِلَى قَوْلِهِ ( عَائِدُونَ ) أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى ) يَوْمَ بَدْرٍ وَلِزَامًا يَوْمَ بَدْرٍ ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ ) إِلَى ( سَيَغْلِبُونَ ) وَالرُّومُ قَدْ مَضَى ) .
ويمكن تصوير المسألة كالآتي :
الأول : أن يكون ابن مسعود يعلم أن ( الدخان ) من أشراط الساعة الكبرى ، لكنه لا يرى أنه هو المقصود في هذه الآية .
وهذا قد يقع في عدد من الآيات ، فيقع الخلاف بين المفسرين في لفظة ما هل هي المقصودة بما ورد في الحديث أو إنها غيره ، وفي مثل هذا لايقال : إن هذا مخالفة للحديث ؛ لأن هذه الصورة يدخلها الاجتهاد ؛ كاختلافهم في تفسير الجسد في قوله تعالى ( وألقينا على كرسيه جسدًا ) ( الأنبياء:34) .
الثاني : أن لا يكون ابن مسعود عارفًا بأن الدخان من أشراط الساعة الكبرى ، وهذا ما يوحي به الأثر الوارد عنه ، وهذا يقع على آحاد الصحابة ـ كما هو معلوم ـ إذ قد يخفى على بعضهم ما يعلمه غيرهم من سنة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .
وأيًّا ما كان من هذين الاحتمالين ، فإن ابن مسعود لا يكون مخالفًا للحديث النبوي ؛ لأنه لم يرد من سيدنا صلى الله عليه وسلم تفسير صريح للفظ ( الدخان ) في هذه الآية بأنه ما سيكون في آخر الزمان ، ولما لم يرد عنه هذا صراحة ، فإن ما وقع من اجتهاد ابن مسعود لا مشكلة فيه ، ولا يقال فيه : إنه خالف الحديث النبوي ؛ لأن لفظة الدخان تحتمل ما ذكره ابن مسعود وتحتمل أن يكون الدخان الذي هو من أشراط الساعة .
وما ذهب إليه ابن مسعود ذكره الطحاوي في مشكل الآثار ، فقد ذكر أثر ابن مسعود ، ثم ذكر حديث ( بادروا بالأعمال ستا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان ، أو الدجال ، أو الدابة ، أو القيامة ) ، ثم قال ـ معقبًا ـ : (... فكان جوابنا له بتوفيق الله عز وجل وعونه أن الدخان المذكور في حديث ابن مسعود غير الدخان المذكور في حديثي حذيفة ، وأبي هريرة وذلك أن الله تعالى قال في كتابه في سورة الدخان : (بل هم في شك يلعبون) (الدخان : 9) ، ثم أتبع ذلك قوله تعالى : (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) (الدخان :10) أي عقوبة لهم لما هم عليه من الشك واللعب ، ومحال أن تكون هاتان العقوبتان لغيرهم ، أو يؤتى بهما بعد خروجهم من الدنيا وسلامتهم من ذلك الدخان . فقال هذا القائل : قد قال الله عز وجل في هذه السورة : فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين والذي ذكره ابن مسعود في حديثه ليس هو دخانا حقيقيا ، وإنما هو شيء كانت قريش تتوهمه أنه دخان وليس بدخان ، وفيها أن إتيانه يكون من السماء ، وليس في حديث ابن مسعود ذلك ، وإنما الذي فيه أنهم كانوا يرون من الجوع الذي حل بهم وأصابهم في الأرض أن بينهم وبين السماء دخانا فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن المذكور في حديث ابن مسعود سمي دخانا على المجاز ؛ لتوهم قريش أنه دخان في الحقيقة من الجهد الذي بها ، وإن لم يكن في الحقيقة كذلك ) .
وعلى قول ابن مسعود يكون لفظ ( الناس ) في قوله تعالى : ( يغشى الناس ) ( الدخان : 11 ) من العام الذي أريد به الخصوص ، فالمراد به أهل مكة فقط ، وليس كل الناس الذين كانوا في عصرهم .
 
و الغرض : أنه لا يمتنع في شأن الصحابة رضوان الله عليهم أن يفهم البعض منهم ما هو غير مُرادٍ بآية من القرآن ، قبل نزول بيانها
و لكن المتنع - في شأن الصحابة - أن يقولوا في كتاب الله الخطأ المحض ويمسك الباقون عن الصواب فلا يتكلمون به ، والمحظور إنما هو خلو عصرهم عن ناطقٍٍ بالصواب ، من النبي صلى الله عليه و سلم في حياته ، أو مِن بقية الصحابة بعد وفاته .
و هذا مُستفادٌ مما ذكره ابن القيم في " إعلام الموقعين "
و بهذا بطلَ الزعمُ بوجود أخطاء للصحابة في تفاسير القرآن ، تستدعي المراجعة و التصحيح
رضي الله عنهم أجمعين
و كتبه
د . أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
اللهم آمين
جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل على هذا البيان الشافي ونفع الله به من قرأه وهدانا جميعا للحق الذي يرضيه .
 
عزيزنا د. أبو خليل...

إذن عدي لا يخطئ في الاجتهاد وفق التخريج الذي جئت به. أما إذا قصدت الإخبار بما هو واقع فذاك. والذي أخشاه أن يظهر علم كعلم مختلف الحديث وعلم متشابه القرآن. ولا يبعد أن نجد غدا من يؤلف كتاباً بعنوان (درء تعارض أقوال الصحابة والتابعين).
إذا أمكن أن نجد تخريجاً لبعض الأخطاء في الاجتهاد فماذا سنفعل في استدراكات عائشة على اجتهادات الصحابة والتي بلغت في حجمها كتاباً. وماذا سنقول في فهم عمرو بن العاص للتيمم، وفهم الصحابة لآية "ولا تلقوا بأيديكم.." حيث صوب فهمهم أبو أيوب الأنصاري، والأمثلة كثيرة كثيرة تعز على التخريج.
وطالما أنه لم يبلغنا عن الصحابة إلا أقل القليل في التفسير (على خلاف الأحكام الشرعية) فلماذا يزعم البعض أنهم فهموا كل آية.
قوله تعالى عن الظل:" ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً": كل كلمة في هذا النص الكريم مفهومة ولكن هل فهم المسلمون حتى اليوم حقيقة قبض الظل. ولماذا قال سبحانه (إلينا). ماذا يضر الصحابة ومن تبعهم إلى يومنا هذا أن يجهل المعنى الحقيقي. وما الذي يمنع أي يفاجئنا بعض الدارسين بفهم أقرب إلى النص من فهم كل المسلمين عبر العصور؟.
 
دكتورنا الفاضل

أبو بكر خليل

سجلني في قائمة المحبين لك في الله

المعجبين بسمو تفكيرك وحسن أدبك وتواضعك وسمتك...


ثم لدي ملاحظة للأخ الكريم أبو حسان...

قال: الرسول ص (صلى الله عليه وسلم)

وقال: علي كرم الله وجهه !!

ويقول الله عزوجل(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

فحبذا لو حرصنا على كتابة الصلاة عليه,واحتسبنا الأجر,فالأيدي تفنى بفناء أصحابها,ويبقى المكتوب شاهداً عليها.

أما عن قوله:كرم الله وجهه وتخصيص أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه بهذه الجملة فلا يخفى كراهتها عند كثير من أهل العلم بل قال بعضهم ببدعيتها.
 
عزيزنا د. أبو خليل...
...
إذا أمكن أن نجد تخريجاً لبعض الأخطاء في الاجتهاد فماذا سنفعل في استدراكات عائشة على اجتهادات الصحابة والتي بلغت في حجمها كتاباً. وماذا سنقول في فهم عمرو بن العاص للتيمم، وفهم الصحابة لآية "ولا تلقوا بأيديكم.." حيث صوب فهمهم أبو أيوب الأنصاري، والأمثلة كثيرة كثيرة تعز على التخريج.

وطالما أنه لم يبلغنا عن الصحابة إلا أقل القليل في التفسير (على خلاف الأحكام الشرعية) فلماذا يزعم البعض أنهم فهموا كل آية.

قوله تعالى عن الظل:" ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً": كل كلمة في هذا النص الكريم مفهومة ولكن هل فهم المسلمون حتى اليوم حقيقة قبض الظل. ولماذا قال سبحانه (إلينا). ماذا يضر الصحابة ومن تبعهم إلى يومنا هذا أن يجهل المعنى الحقيقي.
وما الذي يمنع أي يفاجئنا بعض الدارسين بفهم أقرب إلى النص من فهم كل المسلمين عبر العصور؟.

بخصوص السؤال المذكور في أول الاقتباس هنا : فقد كفيتنا أنت الجواب عنه ؛ بما ذكرته من تصويب بعض الصحابة لِما هو غير مُرادٍ ببعض الآيات ، مما فهمه بعضهم منها ، مما هو محلّ اجتهاد
و هو يؤيد ما قاله ابن القيم و غيره من عدم خلوّ عصرهم من ناطقٍ بالصواب في الأحكام و في التفسير - و قد تقدم بيانه - فلا جديد في الاستدراك و التعقّب

- و بخصوص ما حكيته من ( زعمٍ ) ؛ فخارجٌ عن المسألة ، و لم أََحْكِه

- و دعوى جهل الجميع بالمعنى الحقيقي إلى يومنا هذا ، جهالةٌ بالغرض من الرسالة

- و احتمال طروء فهمٍٍ جديد للنصوص : فدعنا حتى يأتي ، ثم لينظر فيه أهلُ الذِكر و أولو العلم
 


عزيزنا د. أبو بكر....

لم أفهم قولك حيث قلت: (و دعوى جهل الجميع بالمعنى الحقيقي إلى يومنا هذا ، جهالةٌ بالغرض من الرسالة).
وهل لديك تفسير مقنع لقوله تعالى" قبضناه إلينا".
 
الأخويْن الكريميْن : ( محمد الشعباني ) ، و ( أبي عبد الله )

أَحَبَكما اللهُ الذي أحببتاني فيه

و أشكر لكم طيب كلامكم و حسن ظنكم بأخيكم

وفّقنا الله جميعاً للعمل بما يُحِب و يرَضى

* * *

الأخ ( سنان )

المعنى : أنه حاشا لله تعالى أن يُنزَل رسالةً إلى خلقه ، يجهل جميع المخاطبين بها بعضاً منها ؛ فهذا مما يتنافى مع الغرض من الرسالة الإلهية ، المبعوثة إلى البشر

- و أما سؤالك عن ( التفسير المقنع ) : فالتفاسير جميعها موجودة على شبكة المعلومات ( الإنترنت )

و ما أشكل عليك فيما ذكرتْ ، فاطرحه في مشاركة مستقلة ؛ لكثرة تفريعاته و ردوده
 

عزيزنا د. أبوبكر
طرحت لك مسألة (قبضناه إلينا) لأقول إن هناك نصوصاً غامضة المعنى. وإن كنت تقول إن كل النصوص مفقوهة المعنى ففسر لي هذه الجملة. ويمكنك أن تقول إن معناها أن الله تعالى قبض الظل إليه. وهل نكون عندها قد فقهنا المعنى.
 

عزيزنا د. أبوبكر
طرحت لك مسألة (قبضناه إلينا) لأقول إن هناك نصوصاً غامضة المعنى. وإن كنت تقول إن كل النصوص مفقوهة المعنى ففسر لي هذه الجملة. ويمكنك أن تقول إن معناها أن الله تعالى قبض الظل إليه. وهل نكون عندها قد فقهنا المعنى.

معنى الآية و معنى قبض الظل ، ذكره المفسرون في تفاسيرهم بكل جلاء ، و بهذا تكون الآية مفهومة المعنى
و لا أحسبك تسأل عن هذا ؛ فكتب التفسير متاحة على " المواقع على الإنترنت "
و كذا تفصيل مدّ الظل و قبضه في المعارف العلمية الحديثة ؛ كما في شرح د . زغلول النجار للآية الكريمة .

- و أما تفسير أو تأويل كلمة { إلينا } - في قوله تعالى : { ثم قبضناه إلينا } - : فلا أعلمه
و لذا أشرتُ عليك بطرحه على الإخوة في مشاركة مستقلة
 
إغراقٌ في الغرور ، ثم تمخض الجبل فولد فأراً

إغراقٌ في الغرور ، ثم تمخض الجبل فولد فأراً

رحم اللهُ امرأً عرف قدر نفسه

استهل صاحب المشاركة المعنونة بـ ( الإغراق في السلفية ، ومحاربة العقل والتجديد ) كلامه بقوله : ( ما أريد أن أقوله : أن السلف [ قال بعد ذلك إن مقصوده بالسلف جيل الصحابة و حسْب ] بشر كغيرهم ممن جاء بعدهم ، ومن حقنا أن نناقش أقوالهم ونعرضها على ميزان النقد العلمي متجردين من الشخصنة وتقديس الذوات ، خصوصاً أنهم يخطئون في تفسير القرآن الكريم كغيرهم، وقد يصل خطؤهم حدَّ أن يخالف حديثاً نبوياً.

- ومن حقنا أن نفهم نصوص الشريعة بعقولنا كما فهموها هم بعقولهم.
- ومن حقنا أن ننظر للقرآن نظرا مجردا من أي قول كما نظروه هم للوهلة الأولى.
- ومن حقنا أن نفهم النص وننزله على الواقع الذي نعيشه كما فهموه هم ونزلوه على واقعهم، إذ النص إلهي أزلي لم يُنزل ليُقصر في فهم أحكامه وتشريعاته على جيل دون جيل.
- ومن حقنا أن نبحث في مقاصد النص القرآني ونستخرج منه أحكاماً تناسب عصرنا وإن خالفت أحكام من سبقنا، إذ أحكامهم مستنبطة من القرآن وليست وحياً معصوماً، وهي قابلة للخطأ والصواب، ونحن نشاركهم في هذا الشيء.

فكيف يُقال بعد هذا أنه لا يجوز مخالفة السلف في التفسير أو إحداث قول بعدهم؟ ) . انتهى
__________________

و قد تقدّم هنا بيان خطأ الأمثلة التي استشهد بها على ما ادعاه من أخطاء الصحابة - رضوان الله عليهم - في التفاسير ، و أنّ عصرهم لم يَخْل عن ناطقٍ بالصواب ، فيما فهمه البعض منهم على غير المراد به .
و بذا بطلت دعوى حاجة المعاصرين إلى مراجعة أقوالهم و تصحيحها ! ؛ فقد قام بها مَن هُم أهلٌ لذلك ، مِن النبي صلى الله عليه و سلم في حياته ، أو بعض الصحابة بعد وفاته .

و يُقال في مِثل هذه الدعوى - في حَقّ الصحابة الكرام - : ( أَوَّل ما شطَح نطَح ) !
فليْته قالها في غير الصحابة - صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم - و هُم مَن هُم فضلاً و علماً

* و أمّا ما ادعاه بعد ذلك مِن قوله : ( و مِن حقنا ... ، و من حقنا ... ، و من حقنا ... ) ؛ فإغراق في الغرور ، لا يتناسب مع ما بان منه
، و قد دعوته للإتيان بما عنده مما يصدق به دعواه بحقوقه تلك ، فلمْ يفعل
 
الأخ د. أبو بكر خليل:

لم أرتح للطريقة التي تتم بها المحاورة العلمية، لذا قمت بكتابة موضوع مختصر أكرره هنا من أجل أن أقول إن هذه مسألة مطروحة من قبل العلماء قديماً وليست بدعة معاصرة حتى نشدد النكير على الأخوة. وإليك المقال المختصر المقتبس من كتاب أصول الفقه للخضري:

(( ليس مذهب الصحابي حجة على صحابي مثله بلا نزاع، أما بالنسبة لغيره فقال الجمهور: ليس بحجة مطلقاً، وقيل حجة تقدم على القياس، وقيل حجة إن لم يخالف القياس. مختار الجمهور الأول، لأنه لا دليل على كونه حجة فوجب تركه.
والمختار للحنفية التفصيل: فإن كان مما لا يدرك بالرأي فهو حجة بلا خلاف عندهم، وكذلك إن كان يدرك بالرأي ولكن تلزمه الشهرة لكونه مما تعم به البلوى إذ لم ينقل فيه خلاف، فإنهم جعلوه إجماعاً كالسكوتي......... والغزالي ممن انتصر لعدم الاحتجاج بقول الصحابي ، والذين احتجوا به إنما قوى ذلك عندهم ظهور أن الصحابي لا يفتي إلا برواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يرجعون مذاهبهم إلى السنة.
والحق أن الأدلة التي أقاموها على هذه الحجية لا تفيد غلبة الظن فضلاً عن القطع اللازم في هذه الأصول...)).
هل كان علماء الأمة يتشنّجون مثلنا ويتهم بعضهم بعضاً !
 
عودة
أعلى