تحقيق علمي لبيان سبب نزول سورة الكوثر معنى الكوثر

إنضم
29/05/2007
المشاركات
502
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مصر
قال تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، إن شانئك هو الأبتر )

ولعل نزول هذه السورة جبرا لخاطر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن تحزبت الأحزاب واجتمع عليه الأعداء من اليهود وقريش والقبائل العرب فأنزل الله عليه تلك السورة لتبشره بالخير الكثير ألا وهو نهر الكوثر الذي يصب فى حوضه يوم القيامة ، وأن أعداءه ستنقطع أنسابهم ، إما بإسلام أقاربهم، أو دخولهم معهم فى جهنم ، ولم يرد سبب صحيح أنها نزلت بسبب موت أحد أبنائه ، أو أبنائه الذكور ، أو وصف أعداءه له بأنه أبتر ، وكأن الله أمسك ألسنتهم أن تتفوه بهذا الوصف الذي ساغ على ألسنة بعض الدعاء ، كأن القرآن يرد سبًا بسبٍ وإنه يعلو ولا يعلى عليه ، فإن القرآن وصفهم بحالهم الواقع ،وليس شتمًا أو سبًا.



قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ. إِنَّا أَعْطَيْناكَ بِالْعَيْنِ. وَقَرَأَ الْحَسَنُ وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ:" أَنْطَيْنَاكَ" بِالنُّونِ، وَرَوَتْهُ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي الْعَطَاءِ، أَنْطَيْتُهُ: أَعْطَيْتُهُ[1].

وسبب نزول السورة كما صح عن بن عباس قال : لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش أنت خير أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا ألا ترى إلى هذا المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن يعني أهل الحجيج وأهل السدانة قال أنتم خير منه فنزلت { إن شانئك هو الأبتر } ونزلت { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت } إلى قوله { فلن تجد له نصيرا } النساء[2].



[1] تفسير القرطبي (20/ 216)


[2] سنن النسائي الكبرى (6/ 524)
 
الرد على من زعم أن الكوثر المراد به السيدة فاطمة

سمعت أحدهم يتحدث عن سورة الكوثر فزعم أنها نزلت لما مات إبراهيم ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كفار قريش إنه أبتر وهذا باطل لأن إبراهيم مات في العام العاشر الهجري ، يعني بعد إسلام قريش وظهور الإسلام في جزيرة العرب فلا يجرؤ أحد أن يقول مثل هذه الكلمة

وقد اعتمد على الرواية الباطلة وهي

* عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-؛ قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ مشى المشركون بعضهم إلى بعض، فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} إلى آخر السورة
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 143): "رواه الطبراني؛ وفيه واصل بن السائب وهو متروك".

* عن عكرمة؛ قال: لما أوحى الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قالت قريش: بتر محمد بنا؛ فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

قلت فلم تعتمد على شديد الضعف وتترك الضعيف وقد ذكرت روايات ضعيفة بأن الذي مات هو القاسم أو الذكور

ثم لماذا تقحم سيدة نساء العالمين هنا وفضلها ثابت من غير تدخلك ثم كيف هان عليك أن تقول إن أولادها أو أهل البيت خرجوا من رحمها هذه كلمة لم يذكرها من تحدثوا عنها إنها استحيت أن تحمل جنازتها فيراها الناس فقالت لها أسماء بنت عميس سأسترك بالجريد ثم أنت تتفوه بذلك قلت آل البيت أو العترة خرجوا من بيتها بيت البر والخير ...

ثم اعتمد على أقوال الشيعة بأن المراد بالكوثر هي السيدة فاطمة وهذا لم يقله أهل التحقيق لأنهم اعتمدوا على تفسير سيدنا رسول الله بأنه نهر في الجنة أو الحوض وكلاهما مراد ، فالنهر يصب في الحوض اللهم اسقنا منهما شرابا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا .
 
عودة
أعلى