تحقيق القول في نهاية السول

إنضم
07/07/2018
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
34
الإقامة
الجزائر
هل حقا قال ابن تيمية أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر جميع معاني القرآن الكريم او ان ذلك فُهم غلطا من كلامه ؟
 
من الواضح أن إبن تيمية يقدس كلام الصحابة وإن لم يضعه بمرتبة القرآن والحديث فهو لا يزال يعتبره فوق كلام جميع العلماء الذين أتو بعدهم بحجة أنهم أفضل من فهم كلام رسول الله ، ولهذا تراه أحيانا يجري تجارب عقلية ليستنتج بها مثل هذه الفرضيات .
 
أشار شيخ الإسلام في كتابه مقدمة في أصول التفسير إلى بعض أسباب الرجوع إلى تفسير الصحابي بقوله: «وحينئذٍ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها؛ ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح» ولكن من الواضح أن جملة "لما لهم من الفهم التام ، والعلم الصحيح" تقترب من إلباس ثوب العصمة لكلام الصحابة بما يجعل من يجروء على التفكير في مخالفتهم الرأي وكأنما إعترض على القرآن الكريم نفسه ، ولكن حتى وإن كان الصحابة أقرب ما يكون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزال تقديس كلامهم خارج عن المنهج المستقيم الذي ربى الرسول صحابته عليه ، والدليل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم في الكثير من خطبه (رُبَّ مُبلَّغٍ أوعى مِن سامِعٍ) ولا شك أن السامع هو الصحابي والمبلغ هو التابعي أو من بعدهم ممن بلغه كلام رسول الله ولم يسمعه منه مباشرة ، وهذا يؤكد أنها نبوءة من رسول الله أنه سيأتي من هو أوعى لكلامه من صحابته ، بينما نرى في كلام إبن تيمية الكثير من التجاهل لهذا المعنى حيث يؤسس لقدسية كلام الصحابة في الكثير من كتبه ، وفي بعض كتبه أوصل معنى أن تفسيرهم للقرآن الكريم لا شك في أنه لابد أن يكون منقولاً عن رسول الله .
 
لكن سؤالي: هل قال ابن تيمية أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر جميع معاني القرآن الكريم للصاحابة أو لا ؟
 
لكن سؤالي: هل قال ابن تيمية أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر جميع معاني القرآن الكريم للصاحابة أو لا ؟
يقول إبن تيمية في كتابه "بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية" (فقولنا بتفسير الصحابة والتابعين لعلمنا بأنهم بلغوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يصل إلينا إلا بطريقهم وأنهم علموا معنى ما أنزل الله على رسوله تلقيا عن الرسول فيمتنع أن نكون نحن مصيبين في فهم القرآن وهم مخطئون وهذا يعلم بطلانه ضرورة عادة وشرعا) ، لذا فإن غالب كلام إبن تيمية في هذا الموضوع يحمل معنى أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر جميع معاني القرآن الكريم للصاحابة ، ولكن عند تتبع سياق الموضوع تجد أنه جاء بهدف تنزيه كلام الصحابة عن الخطأ وأنه لا يمكن أن يكون هناك مبلغ أوعى من سامع .
 
عودة
أعلى