عبد الحميد البطاوي
New member
تبرئة الأخنس بن شريق مما نسب إليه ومن الإصرار على القول بكفره ومن أنه المراد بقوله تعالى
(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [الْقَلَم: 10، 11] وَنَزَلَتْ فِيهِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الْهمزَة: 1]
*-قوله تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
البقرة.
الأصيل الآية عامة تشمل كل من اتصف بمضمونها قال ابن عاشور:فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِ «مِنْ» الْمُنَافِقِينَ وَمُعْظَمُهُمْ مِنَ الْيَهُودِ، وَفِيهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَهْلِ يَثْرِبَ وَهَذَا هُوَ الْأَظْهَرُ عِنْدِي، أَوْ طَائِفَةً مُعَيَّنَةً مِنَ الْمُنَافِقِينَ،
الدخيل :قال ابن عاشور: وَقِيلَ: أُرِيدَ بِهِ الْأَخْنَس بن شرِيق الثَّقَفِيُّ...وَكَانَ يُظْهِرُ الْمَوَدَّةَ لِلنَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...فَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ مُنَافِقٌ، وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: لَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ أَسْلَمَ قَطُّ، وَلَكِنْ كَانَ يُظْهِرُ الْوُدَّ لِلرَّسُولِ فَلَمَّا انْقَضَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ قِيلَ: إِنَّهُ حَرَقَ زَرْعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَقَتَلَ حَمِيرًا لَهُمْ فَنَزَلَتْ فِيهِ هَاتِهِ الْآيَةُ وَنَزَلَتْ فِيهِ أَيْضًا وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [الْقَلَم: 10، 11] وَنَزَلَتْ فِيهِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الْهمزَة: 1][1].
قلت كيف ننفي صحبة رجل بهذا الظن الباطل هلا شققتم عن قلبه هل أخبركم حذيفة بكونه منافقا ثم يقال قد نزلت فيه تلك اآيات منها المكي ومنها ما نزل في أوائل الهجرة وهو مما قدن مع وفد بني تميم فكيف نجمع كل تلك الروايات التي لم تصح ولم تتفق على موقف معين ثم إن الآيات تعددت مواضيعها فكيف تجمعونها في رجل واحد ،فمرة يفهم أنه كافر ومرة يجزمون بأنه منافق
ثم فرضنا أنها نزلت فيه آية مكية مع أن السند معضل بل ونفرض أن آيتين نزلتا فيه
ألم يكف إمام الهدى صلى الله عليه وسلم ألم يكفه هذا التحذير منه فتنزل عليه آية أخرى بالمدينة فهذا لا يليق بآحاد العلماء فما بالك بإمامهم ومعلمهم.
قلت الروايات الثلاث التي نسبت الأخنس بهذه الأوصاف أعني ما فهم من الآية كلها عن السدي وهو يهم ويتشيع
فالاعتماد عليه غير مأمون والقول بعدم إسلام الأخنس غير معقول .
*-هذا وقد ترجم له ابن حجر في الإصابة وذكر من عده في الصحابة وتعقب ابن عطية في جزمه بكونه غير مسلم وهذا يصلح لابطال كل قول كتب في كتب التفسير من الزعم بنزول آيات تذم الكافرين أو المنافقين ثم تحدد المراد بغير مستند وأنه الأخنس بن شؤيق
*-ففي الإصابة: الأخنس بن شريق بن عمرو الثقفي أبو ثعلبة حليف بني زهرة اسمه أبي وإنما لقب الاخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير فقيل خنس الأخنس ببني زهرة فسمي بذلك ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة وشهد حنينا ومات في أول خلافة عمر ذكره أبو موسى وذكره الذهلي في الزهريات بسند صحيح عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والاخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرا فذكر القصة وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال ما تقول قال أعرف وأنكر قال أبو سفيان فما تقول أنت قال أراه الحق وذكر بن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاظهر الإسلام وقال الله يعلم أني صادق ثم هرب بعد ذلك فمر بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا وقتل حمرا فنزلت { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام } إلى قوله { بئس المهاد } وقال بن عطية ما ثبت قط أن الأخنس أسلم.
قلت قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره ولا مانع أن يسلم ثم يرتد ثم يرجع إلى الإسلام والله أعلم.
قلت ورواية السدي متكلم فيها لأجل أسباط بن نصر والسدي يهم وفيه تشيع وروايته في أسباب النزول مرسلة بل معضلة،ولماذا انفرد هو بتلك الرواية بل لماذا نسب القول بعدم إيمان صحابي ألأجل ما فيه من التشيع وهم هذا الوم الباطل؟. فكيف يعتمد عليها في انكار صحابي بل انكار إسلامه.هل ورد عن المعصوم الحكم بنفاقه هل ورد عن صاحب السر سيدنا حذيفة ما ينص على نفاقه أو كفره؟.
فالقول بأنه من المؤلفة قلوبهم أولى لذا نرد كل الروايات المرسلة والضعيفة لبتي وصفته بما لا يصح
[1] التحرير والتنوير (2/ 266)
(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [الْقَلَم: 10، 11] وَنَزَلَتْ فِيهِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الْهمزَة: 1]
*-قوله تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
البقرة.
الأصيل الآية عامة تشمل كل من اتصف بمضمونها قال ابن عاشور:فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِ «مِنْ» الْمُنَافِقِينَ وَمُعْظَمُهُمْ مِنَ الْيَهُودِ، وَفِيهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَهْلِ يَثْرِبَ وَهَذَا هُوَ الْأَظْهَرُ عِنْدِي، أَوْ طَائِفَةً مُعَيَّنَةً مِنَ الْمُنَافِقِينَ،
الدخيل :قال ابن عاشور: وَقِيلَ: أُرِيدَ بِهِ الْأَخْنَس بن شرِيق الثَّقَفِيُّ...وَكَانَ يُظْهِرُ الْمَوَدَّةَ لِلنَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...فَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُظْهِرُ الْإِسْلَامَ وَهُوَ مُنَافِقٌ، وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: لَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ أَسْلَمَ قَطُّ، وَلَكِنْ كَانَ يُظْهِرُ الْوُدَّ لِلرَّسُولِ فَلَمَّا انْقَضَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ قِيلَ: إِنَّهُ حَرَقَ زَرْعًا لِلْمُسْلِمِينَ وَقَتَلَ حَمِيرًا لَهُمْ فَنَزَلَتْ فِيهِ هَاتِهِ الْآيَةُ وَنَزَلَتْ فِيهِ أَيْضًا وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [الْقَلَم: 10، 11] وَنَزَلَتْ فِيهِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الْهمزَة: 1][1].
قلت كيف ننفي صحبة رجل بهذا الظن الباطل هلا شققتم عن قلبه هل أخبركم حذيفة بكونه منافقا ثم يقال قد نزلت فيه تلك اآيات منها المكي ومنها ما نزل في أوائل الهجرة وهو مما قدن مع وفد بني تميم فكيف نجمع كل تلك الروايات التي لم تصح ولم تتفق على موقف معين ثم إن الآيات تعددت مواضيعها فكيف تجمعونها في رجل واحد ،فمرة يفهم أنه كافر ومرة يجزمون بأنه منافق
ثم فرضنا أنها نزلت فيه آية مكية مع أن السند معضل بل ونفرض أن آيتين نزلتا فيه
ألم يكف إمام الهدى صلى الله عليه وسلم ألم يكفه هذا التحذير منه فتنزل عليه آية أخرى بالمدينة فهذا لا يليق بآحاد العلماء فما بالك بإمامهم ومعلمهم.
قلت الروايات الثلاث التي نسبت الأخنس بهذه الأوصاف أعني ما فهم من الآية كلها عن السدي وهو يهم ويتشيع
فالاعتماد عليه غير مأمون والقول بعدم إسلام الأخنس غير معقول .
*-هذا وقد ترجم له ابن حجر في الإصابة وذكر من عده في الصحابة وتعقب ابن عطية في جزمه بكونه غير مسلم وهذا يصلح لابطال كل قول كتب في كتب التفسير من الزعم بنزول آيات تذم الكافرين أو المنافقين ثم تحدد المراد بغير مستند وأنه الأخنس بن شؤيق
*-ففي الإصابة: الأخنس بن شريق بن عمرو الثقفي أبو ثعلبة حليف بني زهرة اسمه أبي وإنما لقب الاخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير فقيل خنس الأخنس ببني زهرة فسمي بذلك ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة وشهد حنينا ومات في أول خلافة عمر ذكره أبو موسى وذكره الذهلي في الزهريات بسند صحيح عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والاخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرا فذكر القصة وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال ما تقول قال أعرف وأنكر قال أبو سفيان فما تقول أنت قال أراه الحق وذكر بن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاظهر الإسلام وقال الله يعلم أني صادق ثم هرب بعد ذلك فمر بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا وقتل حمرا فنزلت { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام } إلى قوله { بئس المهاد } وقال بن عطية ما ثبت قط أن الأخنس أسلم.
قلت قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره ولا مانع أن يسلم ثم يرتد ثم يرجع إلى الإسلام والله أعلم.
قلت ورواية السدي متكلم فيها لأجل أسباط بن نصر والسدي يهم وفيه تشيع وروايته في أسباب النزول مرسلة بل معضلة،ولماذا انفرد هو بتلك الرواية بل لماذا نسب القول بعدم إيمان صحابي ألأجل ما فيه من التشيع وهم هذا الوم الباطل؟. فكيف يعتمد عليها في انكار صحابي بل انكار إسلامه.هل ورد عن المعصوم الحكم بنفاقه هل ورد عن صاحب السر سيدنا حذيفة ما ينص على نفاقه أو كفره؟.
فالقول بأنه من المؤلفة قلوبهم أولى لذا نرد كل الروايات المرسلة والضعيفة لبتي وصفته بما لا يصح
[1] التحرير والتنوير (2/ 266)