تحقيقات وتنبيهات

إنضم
29/05/2007
المشاركات
467
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
هذه بعض الموضوعات التي وجدتها في كتب التفسير تحتاج إلى دراسة وتحقيق لذا عزمت أن أقدمها في هذا الملتقى المبارك لتزداد تحقيقا وتدقيقا والله المستعان
 
تحقيق يتعلق بغزوة حنين
من القائل لَا نَغْلِبُ الْيَوْمَ مِنْ قِلّةٍ؟

*- وفي مغازي الواقدي... قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللّهِ . لَا نَغْلِبُ الْيَوْمَ مِنْ قِلّةٍ . فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ فِي ذَلِكَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ الْآيَةَ[1].

وعند ابن أبي حاتم عن إسماعيل بن أبي خالد في قوله: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فقال رجل: لا نغلب اليوم لكثرة.وعن السدي ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم وأن رجلا ثنا أسباط عن السدي ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم وأن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: يا رسول الله، لا نغلب اليوم من قلة، وأعجبه كثرة الناس فكانوا اثنى عشر ألفا[2].

وفي البغوي :قال الكلبي: كانوا عشرة آلاف، وكانوا يومئذ أكثر ما كانوا قط، والمشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف[3]،

... فلما التقى الجمعان قال رجل من الأنصار يقال له سلمة بن سلامة بن وقش: لن نغلب اليوم عن قلة فساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ووكلوا إلى كلمة الرجل. وفي رواية: فلم يرض الله قوله، ووكلهم إلى أنفسهم[4]

وفي الطبري عن قتادة وذكر لنا أنَّ رجلا قال يومئذٍ: "لن نغلب اليوم بكَثْرة"! قال: وذكر لنا أن الطُّلقَاء انجفَلوا يومئذ بالناس، وجلَوْا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم

عن السدي: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) ، الآية: أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال: يا رسول الله، لن نغلب اليوم من قِلّة! وأعجبته كثرة الناس، وكانوا اثني عشر ألفًا. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوُكِلوا إلى كلمة الرجل، فانهزموا عن رسول الله[5].

هنا نسطتيع أن نجزم بأن هذا القول لم يصدر عن أحد أصلا فالروايات كما ترى واهية متناقضة فرواتها مثل الكلبي والواقدي ومرسل عن قتادة والسدي لم يبين من هو قد تناقضت فتساقطت أما ظاهر القرآن فليس فيه إذ قلتم بل كل ما هنالك ذكر الاعجاب بالكثرة وسياق الآية لا يدل على عقوبتهم بسبب ذلك القول الذي يجر ذكره بل ولا الاعجاب بل الآية تدل على منة الله على رسوله وعلى المؤمنين فقد نصرهم وقت القلة في مواطن كثيرة ووقت الكثرة التي يفرح بها البشر فبين الله لنا أن النصر من عند الله فقد رأيتك أن الكثرة لم تفدكم إنما النصر من عند الله لا من قبلكم لا عدد ولا عدة.

ونلاحظ أن الذين شاهدوا الغزوة ورووا أحداثها لم يقل واحد منهم هذا القول .

فرضنا أن رجلا قال تلك الكلمة فهل كانت محرمة قبل ذلك حتى يعاقب الله الآلاف لأجل كلمة من رجل واحد لم يقصد ما فهمه من نقل تلك الكلمة ومن فسر الآية متأثرا بها

وصارت تلك الأقوال إلى كتب التفسير وبنوا عليها بعض الظنون و تطرق الدخيل وفهم كل واحد معنى الإعجاب بالكثرة بما يوافق تلك الروايات الضعيفة



قال السمرقندي: فَقَالَ رجل من المسلمين يقال له سلمة بن سلامة: لن نغلب اليوم من قلة[6].

قال البيضاوي:فلما التقوا

قال النبي صلى الله عليه وسلم أو أبو بكر رضي الله تعالى عنه أو غيره من المسلمين : لن نغلب اليوم من قلة ، إعجاباً بكثرتهم[7].

قال الألوسي :لقد نصركم الله في مواقف ووقائع كَثِيرَةٍ منها وقعة بدر التي ظهرت بها شمس الإسلام، ووقعة قريظة والنضير والحديبية وأنهاها بعضهم إلى ثمانين.

وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عطف على محل مواطن والعطف حينئذ من عطف الخاص على العام، ومزية هذا الخاص التي أشار إليها العطف هي كون شأنه عجيبا وما وقع فيه غريبا للظفر بعد اليأس والفرج بعد الشدة إلى غير ذلك،

وأوجب الزمخشري كون يَوْمَ منصوبا بمضمر والعطف من عطف جملة على جملة أي ونصركم يوم حنين،

ولا يصح أن يكون ناصبه نَصَرَكُمُ المذكور لأن قوله سبحانه: إِذْ (أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)

بدل من يوم حنين فيلزم كون زمان الاعجاب بالكثرة ظرف النصرة الواقعة في المواطن الكثيرة لاتحاد الفعل ولتقييد المعطوف بما يقيد به المعطوف عليه وبالعكس.

واليوم مقيد بالاعجاب بالكثرة والعامل منسحب على البدل والمبدل منه جميعا،...أي نصركم الله في مواطن كثيرة وإذ أعجبتكم

... قال سلمة بن سلامة أو أبو بكر رضي الله تعالى عنهما: لن نغلب اليوم من قلة إعجابا بكثرتهم، وقيل: إن قائل ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واستبعد ذلك الإمام[8]

قال القاسمي :وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ أي فاعتمدتم عليها، حيث قلتم: لن نغلب اليوم من قلة فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً أي من أمر العدوّ، مع قلتهم[9].

ثم إن البقاعي قد قال قولا غريبا في بيان المناسبة بيت تلك الآيات وما قبلها انظر ماذا يقول : ولما كان في بعض النفوس من الغرور بالكثرة ما يكسبها سكرة تغفلها عن بعض مواقع القدرة ، ساق قصة حنين دليلاً على ذلك الذي أبهمه من التهديد جواباً لسائل كان كأنه قال : ما ذاك الأمر الذي يتربص لإتيانه ويخشى من عظيم شأنه؟ فقيل : الذل والهوان والافتقار والانكسار ، فكأنه قيل : وكيف يكون ذلك؟ فقيل : بأن يسلط القدير عليكم - وإن كنتم كثيراً - أقوياء غيركم وإن كانوا قليلاً ضعفاء كما سلطكم - وقد كنتم كذلك - حتى صرتم إلى ما صرتم إليه[10] قلت:وهذا لا يليق أن نصف به الصحابة الكرام ولله در العابد مجاهد كأنه يصحح قول البقعي لبيان المناسبة الصحيحة: قال: «هذا أول ما نزل من براءة يعرفهم نصره ويوطئهم أو يوطنهم لغزوة تبوك»[11]عن مجاهد: (حتى يأتي الله بأمره) ، بالفتح[12].


قال الطبري: وفي يوم حنين أيضًا قد نصركم[13].








[1] مغازي الواقدي (3/ 890)
محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء، المدني، أبو عبد الله، الواقدي (المتوفى: 207هـ)
تحقيق: مارسدن جونس
الناشر: دار الأعلمي - بيروت
الطبعة: الثالثة - 1409/1989

[2] تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 1773)

[3] في هذا العدد نظر . قال الحافظ: والعذر لمن انهزم من غير المؤلفة، أن العدو كانوا ضعفهم في العدد، وأكثر من ذلك. انتهى، بل في النور أنهم كانوا أضعاف المسلمين، وما وقع في البيضاوي والبغوي ونحوهما: أن ثقيف وهوازن كانوا أربعة آلاف إن صح، فلا ينافيه لأنهم انضم إليهم من العرب ما بلغوا به ذلك، فقد مر أنهم أقاموا حولا يجمعون لحربه عليه السلام،... لأن فيه رد كلام الحفاظ الثقات الأثبات بلا دليل، فإن أربعة داخلة في الزائد الذي يأباه قول مالك بن عوف تلقونه بعشرين ألف سيف.
شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (3/ 506) باختصار

[4] تفسير البغوي - إحياء التراث (2/ 328)

[5] تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14/180 , 181)

[6] تفسير السمرقندي (2/ 48)
[7] تفسير البيضاوي - موافق للمطبوع (ص: -137)
[8] تفسير الألوسي = روح المعاني (5/ 266)
دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، 1415 هـ

[9] تفسير القاسمي = محاسن التأويل (5/ 368)

[10] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (8/ 423)للعلامة إبراهيم بن عمر البقاعي (المتوفى: 885هـ)الناشر: دار الكتاب الإسلامي، القاهرة

[11] تفسير مجاهد (ص: 367)

[12] تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14/ 178)

[13] تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14/ 178)
 
السلام عليكم، موضوع جدير بالدراسة والتحقيق، والأمر يحتاج لباحثين من تخصصات مختلفة: كأسباب النزول، والسيرة والمغازي، والحديث. وإنا لفي شوق لباقي المواضيع. بارك الله في يمينكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أدعو الله تعالى أن تكونوا بخير وعافية
الأستاذ الكريم هل يجوز للمسلم أن يقول : ( هنا نسطتيع أن نجزم بأن هذا القول لم يصدر عن أحد أصلا) ونفس القول قال عنه الله تعالى
: ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) إذا لا بد للقول من متحدث والجزم بأنه لم يقله أحد يخالف القرآن الكريم !!!)
لذا يرجى من حضرتكم إعادة النظر بقولكم وجزاكم الله تعالى خيرا .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يقل الله تعالى إذ قلتم لن نغلب اليوم من قلة ، بل قال إذ أعجبتكم كثرتكم .. فكل ما حدث أنهم أعجبوا بكثرتهم ثم إن عدوهم قاربوا العشرين ألفا فكيف يقال عنهم قلة
أرجو من فضيلتك أن تراجع المنشور وتنظر عمن نقلوا هذا القول
وبارك الله فيكم
 
هذا وقد ذكرت بعض التحقيقات في هذا الملتقى المبارك تحت عنوان " تأملات في الآيات البينات " وهاك الرابط
 
تنبيه للباحثين:
ومن المسلم لدينا أن من أسماء القرآن التي لم يختلف عليها (الكتاب)
ومن المسلم لدينا كذلك عدم جواز تسمية أحد باسم من أسمائه تعالى
فمثلا اسم سلام لا تجد أحدا تسمى به أحد من المسلمين أما اليهود فساغ لهم ذلك فنجد سيدنا عبدالله بن سلام بالتخفيف ويروى بالتشديد
أما إبو عبيد الله القاسم بن سلام فبالتشديد لا غير وكذا يحى بن سلام
لذا أوصى إخواني أن يقولوا: "كتاب سيبويه" فكلمة الكتاب لابد أن تنصرف للكتاب العزيز دون أدنى احتمال لغيره تعظيما للقرآن أن يقول قائل ففي الكتاب يقول سيويه
بل وجدت العلامة أبا حيان في تفسيره ذكر كلمة الكتاب ومع قرائتي للمقدمة أكثر من مرة أحسبه يريد به الكتاب العزيز ودونك كلامه رحمه الله
تفسير البحر المحيط :وما زال المغربي الأندلسي على بعده من مهبط الوحي النبوي علماء بالعلوم الإسلامية وغيرها كملة وفهماء تلاميذ لهم دراة نقلة يروون فيروون ويسقون فيرتوون وينشدون فينشدون ويهدون فيهدون هذا وإن اختلفوا في مدارك العلوم وتباينوا في المفهوم فكل منهم له مزية لا يجهل قدرها وفضيلة لا يسر بدرها ومما برعوا فيه (((علم الكتاب))) انفردوا باقرائه مد أعصار دون غيرهم من ذوي الآداب أثاروا كنوزه وفكوا رموزه وقربوا قاصيه وراضوا عاصيه وفتحوا مقفله وأوضحوا مشكلة وأنهجوا شعابه وذللوا صعابه وأبدوا معانيه في صورة التمثيل وأبدعوه بالتركيب والتحليل (((فالكتاب))) هو المرقاة إلى فهم الكتاب إذ هو المطلع على علم الأعراب والمبدي من معالمه ما درس والمنطق من لسانه ما خرس والمحيي من رفاته ما رمس والراد من نظائره ما طمس فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير وترقت إلى التحقيق فيه والتحرير أن يعتكف على كتاب ( ( سيبويه ) ) فهو في هذا الفن المعول عليه والمستند في حل المشكلات إليه ولم ألق في هذا الفن من يقارب أهل قطرنا الأندلسي فضلاً عن المماثلة ولا من يناضلهم فيداني في المناضلة...
فانظر رحمك الله كيف التبس على تحديد المراد بما ذكر من كلمة الكتاب لذا أقول لا يجوز أن نذكره إلا مقيد نقول كتاب سيبويه ولا نقل الكتاب لسيبويه أو الكتاب ثم تقول المؤلف سيبويه.
ومما يؤلمني كذلك وصف بعضهم لكتاب سيبويه بأنه قرآن النحو وهي كلمة أمجها قبل سماعها فماذا تقولون عن تلك الوصية؟
 
فى بعض كتب التفسير قد يقسم المفسر الآية القرآنية، بل قد يقطع الجملة ليفسر معنى الكلمة، فيضطر القاريء إلى الوقف على كلمة لا يحسن الوقوف عليها ،أو وصل كلمة بجملة منقطعة عنها ، فأنبه إخواني الباحثين إلى أن نص المفسر ليس نصًا مقدسًا ، بل قد يكون نصًا ملّبِسًا ، ففى تفسير القرطبي قَوْلُهُ تَعَالَى: (ذَ ٰ⁠لِكَ هُدَى ٱللَّهِ یَهۡدِی بِهِۦ مَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَلَوۡ أَشۡرَكُوا۟ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ) أَيْ: لَوْ عَبَدُوا غَيْرِي لَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَلَكِنِّي عَصَمْتُهُمْ. وَالْحُبُوطُ الْبُطْلَانُ.
هذا ما صوبته فى صياغة التفسير ،وعلى كل باحث أن يصوب ما يحتاج إلى تصويب ، فقد كان النص الذي غيرته بهذه العبارة:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا﴾ أَيْ لَوْ عَبَدُوا غَيْرِي لَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَلَكِنِّي عَصَمْتُهُمْ. وَالْحُبُوطُ الْبُطْلَانُ.

فقد يضطر القاريء إلى الوقوف على أشركوا فبالله عليك كيف يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا ؟
فتنبه لما تقرأ ولا تنسخ النسخ نسخًا وتلصقه لصقًا فتبوء به إثمًا ووزرًا .
 
تحقيق ما روى في خبر استشهاد السيدة سمية بنت خباط

*-الأخذ بالمعتمد في اسم أبيها: وَهِيَ سُمَيّةُ بِنْتُ خِبَاط[1]

سمية بنت خباط امة لابي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ذكرها الطبري

*- سُمَيَّةُ بِنْتُ خُباطٍ
بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وعند الفاكهي سمية بنت خبط بفتح أوله بغير ألف[2]

سمية بنت خباط بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وعند الفاكهي سمية بنت خبط بفتح أوله بغير ألف

*-قال ابن كثير: ومر الخبيث عدو الله أبو جهل عمرو بن هشام بسمية أم عمار هي تعذب وزوجها وابنها فطعنها بحربة في فرجها فقتلها رضي الله عنها وعن ابنها وزوجها[3].

وللأسف زاد ابن عبدالبر زيادة سخيفة من رواية ابن لهيعة

وهو ضعيف عن عبد الله بن مسعود عنه قال: إن أبا جهل طعن بحربة في فخد سمية أم عمار حتى بلغت فرجها فماتت،

قلت و هذه الكلمة مقلقة ولا يليق ذكرها حيث لم ترد فيما نقل من خبر استشهادها ولا أدري ما الحكمة في تحديد مكان القتل فإننا قرأنا مئات الأخبار في قتل الأخيار وليس فيهل تحديد لمكان الطعن نعم قد بقول فضربه ضربة أطارت رأسه أو رماه بسهم ما أخطأ فؤاده فالتصوير هنا له فائدة

أما أن تتحدث عن أول شهيدة مسنة واجهت فرعون هذه الأمة فالواجب ضيانتها عن تخيل طريقة ثتلها وإن كان الأقرب أنها كانت واقفة كالجبل و هو يكلمها ويغلظ لها القول فردت عليه فطعنها في قلبها وهي راوية ابن سعد

أخبرنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد قال أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار أتاها أبو جهل فطعنها بحربة في قلبها[4] فلعل قبلها تصحيف لقلبها ولكنني أستبعد ذلك أيضا فالأقرب هو كلمة قتلها كما في طبعة دار صادر:ثم طعنها فقتلها ، فهي أول شهيد استشهد فى الإسلام[5].
ثم إن كلمة قبل كناية عن الدبر اصطلاح متأخر للفقهاء لا تجده في كتب المأثور ونحو ذلك وجدته في تاج العروس للزبيدي فليتنبه .

والذي صح عن مجاهد اختصار المشهد كما اقترحنا,

ففي أسد الغابة :قال مجاهد : أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة :...وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها بحربة فقتلها

واعتمدها ابن حجر فقد قال في الإصابة:وجاء أبو جهل الى سمية فطعنها بحربة فقتلها أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن مجاهد وهو مرسل صحيح السند[6] .

قلت وبهذا نفول ولكن الذي في المصنف عبارة قبلها فلعلنا نبحث في المخطوطات نصوب العبارة,

قلت وهكذا تأكدنا أن الكلمة الصحيحة هي فقتلها ثم أردت التأكد من نص ابن أبي شيبة وأنه لم يخالف ما قلنا فكلبت من الدكتور محمد الحفناوي مراجعة النسخ الخطية للمصنف فقام حفظه الله بمراجعة عدة نسخ ثم قال لي :

بالوقوف على خبر السيدة سمية رضي الله عنها في مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله، للنظر في لفظة(في قبلها).. وبالرجوع إلى النسخة المختلفة للمصنف، تبين أن مخطوطة المحمودية بالمدينة المنورة، وقف السندي بها اللفظة (فقتلها) وكذا في مخطوطة الظاهرية المصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية، تحت رقم ٧، ٨ فيها اللفظة (فقتلها) وكذا في النسخة السلفية أول نسخ المصنف، فيها نفس الضبط..
والله أعلى وأعلم





[1] الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 712)

إكمال الكمال (3/ 275)أسد الغابة (ص: 1369)الروض الأنف (2/ 337)

[2] الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 712)


[3] فصول من السيرة (ص: 87)
[4] الطبقات الكبرى (8/ 264)المؤلف : محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله الناشر : دار صادر


[5] الطبقات الكبرى لابن سعد ، ط. صادر ، ٣ / ٢٣٣


[6] أسد الغابة (ص: 1369)

الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 712)
 
كان تدل على تمكن الفعل في الثبوت فخبرها كائن لا محالة فإن قيل فما فائدتها في قوله

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) الشعراء.

فالمعنى أن عدم إيمانهم متأصل فيهم فالآيات ترد على عقولهم وتألفها قلوبهم وتراها أعينهم وتصغي إليها آذانهم ومع ذلك جحدوا بها وحاربوها فمنهم من يجعل أصابعه في أذنه ومنهم يولى مدبرا ومنهم من قتل ما يدل علة اآية لينفيها ومنهم من قال لا تسمعوا للقرآن ومنهم من حارب صاحب اآية بل منهم من قتل رسولهم فلا تعجب من فعلهم فهم متمكنون من الكفر والجحود والذي دل على ذلك وأكثر من ذلك كلمة (كان).

*-ونحوه(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...(50) الكهف. كان من الجن فإن طبيعة الجن متمكنة منه فلم يتأثر في حضوره في الملأ الأعلى ووقوفه في زمرة الملائكة المعصومين و لأنه من الجن وله حق الاختيار ولم يكن معصوما فاختار الخروجج على أمرالله لأنه ما زال متأثرا بخلقه الأصى فليس وجوده مع الملائكة ينسيه خلقه الأول إنه من الجن بل متأصلا فيهم كان من الجن ووجوده مع الملائكة أمر عارض لن يؤثر فيه بل المؤثر كونه من الجن.

و نحو ذلك

صفات المدح

لعل ذلك أولى بل هو الصواب لأن هناك من قال بزيادة كان

ففي البغوي : وما كان أكثرهم مؤمنين، مصدقين أي سبق علمي فيهم أن أكثرهم لا يؤمنون. وقال سيبويه: كان هاهنا صلة مجازه: وما أكثرهم مؤمنين.

وفي البيضاوي :وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ في علم الله وقضائه فلذلك لا ينفعهم أمثال هذه الآيات العظام.

ونقل الألوسي عن سيبويه إن كانَ صلة والمعنى وما أكثرهم مؤمنين فالمراد الإخبار عن حالهم في الواقع لا في علم الله تعالى الأزلي وارتضاه شيخ الإسلام، وقال: هو الأنسب بمقام بيان عتوهم وغلوهم في المكابرة والعناد مع تعاقد موجبات الإيمان من جهته عز وجل وأما نسبة كفرهم إلى علمه تعالى فربما يتوهم منها كونهم معذورين فيه بحسب الظاهر ويحتاج حينئذ إلى تحقيق عدم العذر بما يخفى على العلماء المتقنين، والمعنى على الزيادة وما أكثرهم مؤمنين مع عظم الآية الموجبة للإيمان لغاية تماديهم في الكفر والضلالة وانهماكهم في الغي والجهالة. ويجوز على قياس ما مر عن بعض الأجلة في قوله تعالى: أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ أن يقال: إن كانَ للاستمرار واعتبر بعد النفي فالمراد استمرار نفي إيمان أكثرهم مع عظم الآية الموجبة لإيمانهم، وفيه من تقبيح حالهم ما فيه.

وهذا المعنى وإن تأتي على تقدير إسقاط كانَ بأن يعتبر الاستمرار الذي تفيده الجملة الاسمية بعد النفي أيضا إلا أنه فرق بين الاستمرارين بعد اعتبار كان قوة وضعفا فتدبر، ونسبة عدم الإيمان إلى أكثرهم لأن منهم من لم يكن كذلك

وقال ابن عاشور:

وكانَ هُنَا مُقْحَمَةٌ لِلتَّأْكِيدِ عَلَى رَأْيِ سِيبَوَيْهِ وَالْمُحَقِّقِينَ[1].




[1] البغوي - إحياء التراث (3/ 462) تفسير البيضاوي (4/ 134)الألوسي (10/ 63)

التحرير والتنوير (19/ 102)
 
حول زيادة ( كان )
كان تدل على تمكن الفعل في الثبوت فخبرها كائن لا محالة فإن قيل فما فائدتها في قوله

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) الشعراء.

فالمعنى أن عدم إيمانهم متأصل فيهم فالآيات ترد على عقولهم وتألفها قلوبهم وتراها أعينهم وتصغي إليها آذانهم ومع ذلك جحدوا بها وحاربوها فمنهم من يجعل أصابعه في أذنه ومنهم يولى مدبرا ومنهم من قتل ما يدل علة اآية لينفيها ومنهم من قال لا تسمعوا للقرآن ومنهم من حارب صاحب اآية بل منهم من قتل رسولهم فلا تعجب من فعلهم فهم متمكنون من الكفر والجحود والذي دل على ذلك وأكثر من ذلك كلمة (كان).

*-ونحوه(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...(50) الكهف. كان من الجن فإن طبيعة الجن متمكنة منه فلم يتأثر في حضوره في الملأ الأعلى ووقوفه في زمرة الملائكة المعصومين و لأنه من الجن وله حق الاختيار ولم يكن معصوما فاختار الخروجج على أمرالله لأنه ما زال متأثرا بخلقه الأصى فليس وجوده مع الملائكة ينسيه خلقه الأول إنه من الجن بل متأصلا فيهم كان من الجن ووجوده مع الملائكة أمر عارض لن يؤثر فيه بل المؤثر كونه من الجن.

و نحو ذلك

صفات المدح

لعل ذلك أولى بل هو الصواب لأن هناك من قال بزيادة كان

ففي البغوي : وما كان أكثرهم مؤمنين، مصدقين أي سبق علمي فيهم أن أكثرهم لا يؤمنون. وقال سيبويه: كان هاهنا صلة مجازه: وما أكثرهم مؤمنين.

وفي البيضاوي :وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ في علم الله وقضائه فلذلك لا ينفعهم أمثال هذه الآيات العظام.

ونقل الألوسي عن سيبويه إن كانَ صلة والمعنى وما أكثرهم مؤمنين فالمراد الإخبار عن حالهم في الواقع لا في علم الله تعالى الأزلي وارتضاه شيخ الإسلام، وقال: هو الأنسب بمقام بيان عتوهم وغلوهم في المكابرة والعناد مع تعاقد موجبات الإيمان من جهته عز وجل وأما نسبة كفرهم إلى علمه تعالى فربما يتوهم منها كونهم معذورين فيه بحسب الظاهر ويحتاج حينئذ إلى تحقيق عدم العذر بما يخفى على العلماء المتقنين، والمعنى على الزيادة وما أكثرهم مؤمنين مع عظم الآية الموجبة للإيمان لغاية تماديهم في الكفر والضلالة وانهماكهم في الغي والجهالة. ويجوز على قياس ما مر عن بعض الأجلة في قوله تعالى: أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ أن يقال: إن كانَ للاستمرار واعتبر بعد النفي فالمراد استمرار نفي إيمان أكثرهم مع عظم الآية الموجبة لإيمانهم، وفيه من تقبيح حالهم ما فيه.

وهذا المعنى وإن تأتي على تقدير إسقاط كانَ بأن يعتبر الاستمرار الذي تفيده الجملة الاسمية بعد النفي أيضا إلا أنه فرق بين الاستمرارين بعد اعتبار كان قوة وضعفا فتدبر، ونسبة عدم الإيمان إلى أكثرهم لأن منهم من لم يكن كذلك

وقال ابن عاشور:

وكانَ هُنَا مُقْحَمَةٌ لِلتَّأْكِيدِ عَلَى رَأْيِ سِيبَوَيْهِ وَالْمُحَقِّقِينَ[1].




[1] البغوي - إحياء التراث (3/ 462) تفسير البيضاوي (4/ 134)الألوسي (10/ 63)

التحرير والتنوير (19/ 102)
 
عودة
أعلى