جمال ياسين
New member
- إنضم
- 31/07/2010
- المشاركات
- 177
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- العمر
- 43
- الإقامة
- اليمن
- الموقع الالكتروني
- scholar.google.com
رابطة قراء اليمن
تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (1)
د. جمال ياسين
الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1443هـ- الموافق 25 يناير 2022م
المقرئ جمال الدين الأصبحي النظاري (ت 797هـ)
- من قراء مدينة إب -
تحفة الزمن في تراجم قراء اليمن (1)
د. جمال ياسين
الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1443هـ- الموافق 25 يناير 2022م
المقرئ جمال الدين الأصبحي النظاري (ت 797هـ)
- من قراء مدينة إب -
اسمه ونسبه:
الإمام المقرئ الفقيه جمال الدين محمد بن أبي بكر رضي الدين بن عمر بن منصور الأصبحي، النظاري، الشنيني، الإبي، اليمني.
الأصبحي: نسبة إلى ذي أصبح، إحدى القبائل اليمنية. وأصبح أحد ملوك اليمن.
النظاري: نسبة إلى قرية النظاري، من عزلة الحرث، من مديرية بعدان، من محافظة إب.
الشنيني: نسبة إلى قرية شنين، من عزلة السحول، من مديرية المخادر، من مدينة إب.
الإبي: نسبة إلى مدينة إب اليمنية.
نشأته العلمية:
درس القراءات السبع على والده العلامة المقرئ الفقيه رضي الدين الأصبحي وأجازه بها، كما تلقى على والده أيضًا العلوم الأخرى كالتفسير والفقه وعلوم اللغة وغيرها، حتى برع فيها وأجاد، ثم رحل بأمر والده إلى مدينة تعز؛ وذلك للقراءة على الإمام المقرئ جمال الدين محمد بن عبد الله الريمي، فلازمه، وكان من أجل تلامذته، ولم يزل الفقيه جمال الدين يلتقط فوائد الإمام الريمي، مجتهدًا بالقراءة والتحصيل، حتى أجازه.
سنده في القراءات السبع:
قرأ الإمام المقرئ جمال الدين الأصبحي القراءات السبع على والده المقرئ الفقيه رضي الدين أبي بكر بن عمر الأصبحي، وهو على شيخ الإقراء في اليمن علي بن أبي بكر بن شداد الزبيدي، وهو على المقرئ أحمد بن يوسف بن محمد الريمي، وهو على المقرئ يوسف بن محمد الريمي، وهو على المقرئ علي بن عمر بن سويد بن أسعد القاسمي، وهو على المقرئ علي بن محمد بن علي بن همدان المعجلي، وهو على المقرئ سعيد بن أسعد بن حمير التباعي، وهو على المقرئ محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي، وهو على المقرئ علي بن عمر أبو الحسن الطبري، وهو على المقرئ أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري، وهو بأسانيده المعروفة للقراء السبعة رحمهم الله جميعًا.
تدريسه وأعماله:
بعد أن تلقى الإمام المقرئ جمال الدين الأصبحي العلم في مدينة تعز، انتقل بأمر والده إلى قرية (النظاري) في عزلة (الحرث) من ناحية (بعدان) ضاحية (إب)؛ للإقراء والتدريس والفتوى، وذلك مكان عمه الفقيه المقرئ بالقراءات السبع الفقيه شمس الدين علي بن عمر الأصبحي، والذي وافته المنية آنذاك، فلما وصل إليها أكرمه أهله واحتفوا به كما هو شأنهم بالاحتفاء بالقراء والعلماء دائمًا، فظل فيها يقرئ ويفتي زمنًا، ثم انتقل إلى مكان والده في قرية (شنين) في وادي (السحول)، فتناول معه الإقراء والتدريس والإفتاء، وكانت المسائل المـُشكلة ترد عليهما فيحلان إشكالها، ويوضحانها أتم إيضاح.
وكتب الإمام المقرئ جمال الدين الأصبحي بخطه من الكتب ما لم يقدر عليه أحد من أهل وقته من شروح القراءات والفقه والحديث وغيرها، وضبطها أحسن ضبط، وكان يكتب المصحف الكريم فيفرغه في ثلاثة أيام.
أدبه وشعره:
كان المقرئ جمال الدين الأصبحي أديبًا شاعرًا كوالده، يرتجل الشِّعر؛ من ذلك أنَّ كلَّ واحدٍ منهما خَمَّسَ البيتين للإمام السبكي في مدح النووي وهما:
وفي دار الحديث لطيف معنى ... إلى بسط لها أصبو وآوي
عسى أني أمس بحر وجهي ... مكانًا مسه قدم النواوي
فقال والده الفقيه رضي الدين:
إذا ما شئت تسعد يا معنى ... وتسمع قولنا وتكون منا
فدعنا عنك من سعدى ولبنى ... وفي دار الحديث لطيف معنى
وقال الولد المقرئ جمال الدين:
رأيت برقعة بيتين شعرا ... إلى السبكي تنسب نال أجرا
فخمسها أبي لتكون ذكرى ... لمن يدعو بدنيا ثم أخرى
وسافر الإمام رضي الدين وولده المقرئ جمال الدين إلى مكة المشرفة، فحجا، وزارا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجعا إلى بلدهما فتذاكرا حجهما، فقال الإمام رضي الدين على البديهة شعرًا:
يا ليت والله لنا كرة ... نجدد العهد بأم القرى
فقال ولده المقرئ جمال الدين:
وبعدها نثني إلى طيبة ... نجدد العهد بعالي الذرا
فنسأل الله تعالى بما ... أنزل في الكتب ومن قد قرا
فقال والده:
يوفق الكل لمرضاته ... ويغفر للكل ما قد جرى
فقال ولده:
وصل ما هبت رياح الصبا ... على المصطفى خير من قد يُرى
أبياته في مدح التبيان في آداب حملة القرآن:
من شعر المقرئ جمال الدين أبيات مَدَحَ فيها كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للإمام النووي، قال فيها:
نِعْمَ المؤانس يا أخي تبيان ... تلهو به إن فاتك الخلان
يُقْرِئك علمًا ثم حُسن تأدبٍ ... وتطيب عند سماعه الأذهان
جمع الإمام الحبر من قد زاره ... من ربنا عالي العلا رضوان
لله صنَّفه وأخلص قصده ... فصفى له الإسرار والإعلان
يا رب فانفعنا به وبقصده ... يا حي يا قيوم يا ديان
واغفر لعبد مذنب قد قالها ... يا أكرم الكُرَمَاءِ يا رحمن
وصلِّ الصلاة على النبي المصطفى ... ما كرَّتِ الأزمان والأحيانُ
ما لاح برق ما تلألأ كوكب ... ما اهتز للريح الصِّبا أغصان
منظومته في آداب القارئ:
نظم المقرئ جمال الدين الأصبحي منظومة في آداب القارئ، وجعلها في (45) بيتًا، من جملتها الأبيات التالية:
يا قارئ القرآن ما أنصفته ... إن لم تصنه عن ارتكاب العارِ
تقرا الكتاب ولم تقم بحقوقه ... لم تخش توبيخ العزيز الباري
يوم الزواحف والروادف والبَلَى ... والناس من هول الوقوف سَكَارِي
ما أقبح القاري إذا هو جالس ... بمجالس الأوساخ والأقذارِ
بين التلاعب والتداعب والِمرا ... والقيل والقهقاه والقرقارِ
وفيها:
فاقرأه شكرًا إن تكن من أهله ... وأدم عليه بكثرة التكرارِ
بتدبر وتفكر وتصرفٍ ... وتبصر وتهجد الأسحارِ
وآخرها قوله:
يا رب صبرنا على الطاعات واعـ ... ـصمنا وجنبنا عذاب النارِ
وتوفنا بعد الرضى عنا وسا ... محنا بحرمة صاحبٍ في الغارِ
وبجاه أصحاب النبي وآله ... وبحرمة الأخيار والأنصارِ
اغفر لنا والسامعين جميعهم ... من حرِّ نارك يا مجير الجارِ
ثم الصلاة على النبي وآله ... ما لاح برق في دجى الأسحارِ
وفاته -رحمه الله-:
مَرِضَ المقرئ الفقيه جمال الدين، فأتى إليه والده الفقيه رضي الدين، وأخاه عفيف الدين، يعودانه، فقال لهما: إني خرجت ذات ليلة أريد صلاة الصبح مع جماعة في المدرسة بـ (شنين)، فلما وصلت باب المدرسة الأوسط؛ إذ أنا بطائرين على الباب، أحدهما أبيض شديد البياض، والثاني أخضر، فقال لي أحدهما: السلام عليك ورحمة الله، فقلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقال الطائر: لا إله إلا الله، فقلت: لا إله إلا الله، ثم سكت الطائر الأبيض، فقال الطائر الثاني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثم إن الطائر الأبيض نكس رأسه إلى الأرض كأنه منشغل بشيء، والطائر الأخضر رفع رأسه ونظر إلي بعينين جميلتين، فما زال ينظر إلي ساعة، وهو يكاد أن يتكلم أو يضحك، ثم بعد ذلك طارا جميعًا إلى جهة القبلة، فبقيت معجبًا من أمرهما، ثم توضأت، ودخلت المسجد، فأول ما سمعت: قارئًا يقرأ: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، فأيقنت أني مَيِّت من ذلك المرض. فقال والده: يا ولدي لعل ذلك كان في المنام، فقال: لا والله -ومد بها صوته-، بل رأيتهما في اليقظة بعيني هاتين.. ثُمَّ دام عليه ذلك المرض أيامًا، ثُمَّ تُوفي وقت صلاة الضحى في اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وسبعمائة. ودفن بمقبرة قرية (شنين).
مصادر الترجمة:
1. طبقات صلحاء اليمن، البريهي (ص 52-49).
2. هجر العلم ومعاقله في اليمن، الأكوع (1054/2).
3. مخطوطات للمؤلف.
- معجم قراء اليمن من عصر صدر الإسلام إلى القرن الرابع عشر. د. جمال ياسين.