تحرير الأسانيد السماعية للقصيدة الشاطبية

إنضم
5 فبراير 2006
المشاركات
485
مستوى التفاعل
4
النقاط
16
يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني : هذه نواة بحث في تحرير الأسانيد السماعية للقصيدة الشاطبية ، وهي محاولة لضبط وتحرير أسماء كل من قرأ الشاطبية على شيخه أو حفظها عليه أو سمعها ، وذلك أن بعض الفضلاء في زماننا يزعم أن أسانيد الشاطبية مقطوعة لا يصح منها سند على الإطلاق .
وقد كنت سألت شيخنا مسند العصر العلامة الشيخ محمد ياسين الفاداني قبل 29 سنة وبالضط عام 1407 هـ وذلك وقت جمعي للقراءات العشر على شيخنا المقرئ الشيخ عبد الغفار الدروبي رحمه الله : هل يوجد لديكم أسانيد في الشاطبية وهل أسانيدها متصلة فقال نعم لا شك في ذلك فالأسانيد بها متصلة، واطلعني في بعض أثباته على سنده إلى الإمام الشاطبي ، فقرأت عليه بعضها وأجازني بها كلها، ثم تتبعت الموضوع فوجدت أن السند الذي أشار إليه شيخنا لا يوجد فيه تصريح بالسماع في كل طبقاته بل هو سند يعتمد على الإجازة في بعض طبقاته ، وهذا البحث محاولة متواضعة لإثبات ما وقع تحت يدي من تصريح للعلماء حول هذه النقطة بالذات وسأبدأ من الشاطبي نفسه ثم تلاميذه وتلاميذ تلاميذه وهكذا إلى عصرنا
فأرجو ممن يقف على أي معلومة في أي كتاب من كتب التراجم فيها ذكر لقراءة اوسماع الشاطبية أن يتحفنا بإثبات النص مع الإحالة إلى الصفحة مشكوراً
وأبدأ بترجمة الإمام الشاطبي من غاية النهاية حيث قال الإمام ابن الجزري :

القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة عجم الأندلس الحديد ابن خلف ابن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير ولي الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على ابن هذيل، ..... وكان إماماً كبيراً أعجوبة في الذكاء كثير الفنون آية من آيات الله تعالى غاية في القراءات حافظاً للحديث بصيراً بالعربية إماماً في اللغة رأساً في الأدب مع الزهد والولاية والعبادة والانقطاع والكشف شافعي المذهب مواظباً على السنة بلغنا أنه ولد أعمى ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب وعظموه تعظيماً بالغاً ....
إلى أن قال : ورحل فاستوطن قاهرة مصر وأقرأ بها القرآن وبها ألف قصيدته هذه يعني الشاطبية وذكر أنه ابتدأ أولها بالأندلس إلى قوله جعلت أبا جاد ثم أكملها بالقاهرة انتهى، قلت: ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول ما لا أعلمه لكتاب غيره من بلاد الإسلام يخلو منه بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو من نسخة به، ولقد تنافس الناس فيها ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح بها إلى غاية حتى أنه كانت عندي نسخة باللامية والرائية بخط الحجيج صاحب السخاوي مجلدة فأعطيت بوزنها فضة فلم أقبل، ولقد بالغ الناس في التغالي فيها وأخذ أقوالها مسلمة واعتبار ألفاظها منطوقاً ومفهوماً حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع وأن ما عدا ذلك شاذ لا تجوز القراءة به، ومن أعجب ما اتفق للشاطبية في عصرنا هذا أن به من بينه وبين الشاطبي باتصال التلاوة والقراءة رجلين مع أن للشاطبي يوم تبييض هذه الترجمة مائتي سنة وهذا لا أعلم أنه اتفق في عصر من الأعصار للقراآت السبع وإن كان اتفق في بعض القراءات وقتاً ما وما ذلك إلا لشدة اعتناء الناس بها ومن الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة فإن من أصحاب القاضي بدر الدين بن جماعة اليوم جماعة ولا أعلم كتاباً حفظ وعرض في مجلس واحد وتسلسل بالعرض إلى مصنفه كذلك إلا هو، عرض عليه القراءات أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجل أصحابه وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي والسديد عيسى بن مكي ومرتضى بن جماعة بن عباد والكمال علي بن شجاع الضرير صهره والزين محمد بن عمر الكردي وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي شيخا الفاسي ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري وعلي بن محمد بن موسى التجيبي وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرؤا عليه القصيد وقرأ عليه بعض القراءات وسمع عليه القصيد الإمام أبو عثمان بن عمر بن الحاجب والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتاً وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة ص فرواها كذلك، وقد بارك الله له في تصنيفه وأصحابه فلا تعلم أحداً أخذ عنه إلا قد أنجب، توفي رحمه الله تعالى في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة ودفن بالقرافة بين مصر والقاهرة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة وقد زرته مرات وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه. الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه.
ويستفاد من كلام ابن الجزري السابق ما يلي:
1 ـ أن الشاطبية متسلسلة القراءة والسماع لمدة مائتي سنة بعد الشاطبي
2 ـ الجزري نفسه عرض عليه الشاطبية بعض أصحابه
3 ـ يؤكد ابن الجزري أنه
من الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة
4 ـ ستة عشر عالماً من كبار تلاميذ الشاطبي عرضوا عليه الشاطبية مباشرة وصححوها عليه وهم :

1 ـ أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجل أصحابه
2 ـ وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي
3 ـ والسديد عيسى بن مكي
4 ـ ومرتضى بن جماعة بن عباد
5 ـ والكمال علي بن شجاع الضرير صهره
6 ـ والزين محمد بن عمر الكردي
7 ـ وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي
8 ـ وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي وهما شيخا الفاسي
9 ـ ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري
10 ـ وعلي بن محمد بن موسى التجيبي
11 ـ وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرؤا عليه القصيد


12 ـ وقرأ عليه بعض القراءات وسمع عليه القصيد الإمام أبو عثمان بن عمر بن الحاجب
13 ـ والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي
14 ـ وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي
15 ـ وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتاً
16 ـ وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة ص فرواها كذلك،

فنحن الآن أمام توثيق سماع أول طبقة من الطبقات وهم ستتة عشر عالماً قارئاً قد سمع القصيدة على الإمام الشاطبي رحمه الله
فلننطلق الآن في رحلتنا التوثيقية إلى تلاميذ التلاميذ راجيا من كل من وقف على معلومة أن يكرمنا بها مشكوراً


http://www.gawthany.com/vb/showthread.php?p=278602#post278602
 
ونبدأ بأبرز تلميذ للإمام الشاطبي وهو السخاوي فقد أثبت ابن الجزري أن اثنين سمعوا الشاطبية عليه وهما :
أحمد بن إبراهيم بن سباع بن ضيا الإمام أبو العباس الفزاري خطيب دمشق، قرأ لنافع وعاصم وابن كثير على السخاوي وذكر الحافظ الذهبي أنه قرأ عليه لأبي عمرو أيضاً ولم يذكر عاصماً والظاهر أنه وهم فإني وقفت على إجازة من القزاري فلم أره أسند قراءة أبي عمر عنه وسمع عليه الشاطبية .... غاية النهاية ( 1 / 33 )
الثاني : أحمد بن مروان البعلبكي قال قرا على السخاوي ختمة وسمع الشاطبية ( غاية النهاية 1 570 )
 
وجاء في ترجمة صهر الشاطبي :
علي بن شجاع بن سالم بن علي بن موسى بن حسان بن طوق ابن سند بن علي بن الفضل بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن موسى بن عيسى ابن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم كمال الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس الهاشمي العباسي الضرير المصري الشافعي صهر الشاطبي الإمام الكبير النقال الكامل شيخ الإقراء بالديار المصرية، ولد في شعبان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وقرأ القراءات السبع سوى رواية أبي الحارث في تسع عشرة ختمة على الشاطبي ثم قرأ عليه بالجمع للسبعة ورواتهم الأربعة عشر حتى إذا انتهى إلى سورى الاحقاف توفي الشاطبي رحمه الله وسمع التيسير منه وقرأ عليه الشاطبية دروساً وسمعها عليه
 
قال ابن الجزري وهو يذكر أسانيده السماعية للشاطبية : وهي القصيدة اللامية المسماة بحرز الأماني ووجه التهاني من نظم الإمام العلامة ولي الله أبي القاسم القاسم بن فيرة بن أحمد الرعيني الأندلسي الشاطبي الضرير وتوفى في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة.
أخبرني بها الشيخ الإمام العالم شيخ الأقراء أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد ابن علي بن البغدادي بقراءتي عليه بعد تلاوتي القرآن العظيم بمضمنها في أواخر سنة تسع وستين وسبعمائة بالديار المصرية. وقرأتها قبل ذلك على الشيخ الإمام الحافظ شيخ المحدثين أبي المعالي محمد بن رافع بن أبي محمد السلاسي بالكلاسة شمالي جامع دمشق المحروسة قالا أخبرنا بها الشيخ الأصيل المقرئ أبو علي الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام الغماري المصري قراءة عليه ونحن نسمع قال أخبرنا بها الشيخ الإمام العالم الواهد أبو عبد الله محمد ابن بن يوسف القرطبي قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا ناظمها قراءة وتلاوة زاد شيخنا ابن رافع فقال وأخبرنا بها أيضاً الشيخ الإمام مفتي المسلمين أبو الفدا إسماعيل بن عثمان بن المعلم الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا بها الشيخ الإمام العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي قراءة وتلاوة قال أخبرنا ناظمها كذلك. وأخبرني بها الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن الحسين بن سليمان الكفري بقراءتي عليه وتلاوتي القرآن العظيم بمضمنها قال قرأتها على الشيخ المقري أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن بدران الجرائدي قال أخبرنا الشيوخ: الإمام الكمال أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم الضرير والسديد عيسى بن مكي بن حسين المصري والجمال محمد ابن ناظمها قراءة وتلاوة على الأول وسماعاً وقراءة وتلاوة إلا محمد ابن ناظمها المذكور فبسماعه من أولها إلى سورة (ص) وإجازته منه لباقيها.
وقرأ بمضمنها القرآن كله على جماعة من الشيوخ منهم الشيخ الإمام العالم التقي أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن البغدادي المصري الشافعي شيخ الاقراء بالديار المصرية وذلك بعد قراءتي لها عليه قال قرأتها وقرأت القرآن بمضمنها على الشيخ الإمام الأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري الشافعي المعروف بالصائغ شيخ الاقراء بالديار المصرية، قال قرأتها وقرأت القرآن العظيم بمضمنها على الشيخ الإمام العالم الحسيب النسيب أبي الحسن علي بن شجاع بن سالم بن علي بن موسى العباس المصري الشافعي صهر الشاطبي شيخ الاقراء بالديار المصرية قال قرأتها وتلوت بها على ناظمها الإمام أبي القاسم الشاطبي الشافعي شيخ مشايخ الاقراء بالديار المصرية وهذا إسناد لا يوجد اليوم أعلى منه تسلسل بمشايخ الاقراء وبالشافعية وبالديار المصرية وبالقراءة والتلاوة إلا أن صهر الشاطبي بقي عليه من رواية أبي الحارث عن الكسائي من سورة الأحقاف مع أنه كمل عليه تلاوة القرآن في تسع عشر ختمة إفراداً ثم جمع عليه بالقراءات فلما انتهى إلى الأحقاف توفى وكان سمع عليه جميع القراءات من كتاب التيسير وأجازه غير مرة فشملت ذلك الإجازة على أن أكثر أئمتنا بل كلهم لم يستثنوا من ذلك شيئاً بل يطلقون قراءته جميع القراءات على الشاطبي وهو قريب.
 
فهذه أربع طبقات قد صح السماع والقراءة فيها متسلسلا بكبار القراء ، ولا زلنا نتابع الرحلة
 
جاء في غاية النهاية ( 1 / 551 ):
علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى ابن تمام الإمام العلامة أبو الحسن السبكي الشافعي قاضي دمشق، ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة وبرع في الفقه والأصول والعربية وأنواع العلوم، وقرأ القراءات على الصائغ وسمع الشاطبية والرائية من سبط زيادة، وقدم دمشق قاضياً سنة تسع وثلاثين وسبعمائة .
 
وجاء في غاية النهاية ( 1 / 573 ) :
علي بن محمد بن علي بن بركات أبو الحسن الانصاري المصري يعرف بالبديع مقري مصدر، ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة، روى الشاطبية عن الكمال الضرير سماعا مرارا وعرضا لبعضها سنة سبع وخمسين وستمائة وقرأ عليه القراءات، وولي مشيخة الخليل عليه السلام أخذ عنه محمد بن عمر بن محمد ابن رشيد بمقام الخليل عليه السلام سنة أربع وثمانين وستمائة، مات سنة ست وثمانين وستمائة وولي بعده مشيخة الحرم الشيخ برهان الدين الجعبري.
 
وجاء في غاية النهاية ( 1 / 583 )
علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم أبو الحسن اللخمي المصري الشافعي الخطيب المعروف بابن الجميزي الإمام الكبير، ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة بمصر، وحفظ القرآن سنة سبع وستين ورحل به أبوه فاسمعه بدمشق من الحافظ أبي القاسم بن عساكر وقرأ ببغداد العشر على أبي الحسن ابن المرحب البطايحي وبدمشق على قاضي القضاة أبي سعد بن أبي عصرون وقرأ عليه المهذب كله وقرأ أيضاً العشر على أبي بكر المزرقي وقرأ على الشاطبي جميع الشاطبية وعدة ختمات ولكنه لم يكمل عليه القراءات، قال الذهبي وأنا أتعجب من القراء كيف لم يزدحموا عليه لأنه كان أعلى أهل زمانه اسناداً في القراءات فلعله كان المانع من جهته، قلت روى عنه الشاطبية الفخر التوزري ودرس وأفتى وانتهت إليه رئاسة العلم بالديار المصرية وانقطع بموته اسناد عال، توفي في الرابع والعشرين من الحجة سنة تسع وأربعين وستمائة وقد جاوز التسعين.
 
وهنا نص جميل عن ابن الجزري في ترجمة أحد أصحابه :
عمران بن ادريس بن معمر أبو محمد الجلجولي الشافعي صاحبنا ونعم الصاحب، درسني الشاطبية وصححت عليه كثيرا من التنبيه وسمع بقراءتي كثيرا وكتب اسمي مع اسمه في الاستدعاآت سنة ست وستين وسبعمائة واستكتبنا عليه الموجودين إذ ذاك بالشام ومصر والحجاز وغير ذلك، قرأ السبع على شيخنا أمين الدين عبد الوهاب بن السلار والثمان على شيخنا شهاب الدين أحمد العناني وسمع الشاطبية بقراءتي على شيخنا الحافظ تقي الدين محمد بن رافع وسمعت بقراءته الرائية على المذكور وسمع الشاطبية والنونية للسخاوي بقراءتي على الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفوي بسماعه من ابن مروان البعلبكي بسماعه من السخاوي، وولي مشيخة العادلية الصغرى قرأ عليه عثمان ابن الصلف، توفي سنة "بياض" وثمانمائة بدمشق. غاية النهاية ( 1 / 603 )
وفي هذا النص عدد من الفوائد الإسنادية سأعرض لها لاحقا .
 
محمد بن أحمد بن جابر الهواري أبن عبد الله الأندلسي المرسي الضرير النحوي الأديب شيخنا إمام بارع، خرج من الأندلس حاجاً سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بعد أن قرأ بها على علي بن عمر القيجاطي فقدم مصر وأخذ عن أبي حيان يسيراً ثم قدم دمشق وسمع بها الكثير مع صاحبه أحمد بن يوسف ابن مالك ثم توجها إلى بعلبلك فسمعا الشاطبية من فاطمة بيت النويني بإجازتها من الكمال الضرير ثم أقاما بحلب وكان بينهما من الاتفاق ما يتعجب منه وحجا مرات، قرأت عليهما قصيد القيجاطي عنه والتيسير وغير ذلك في أوائل سنة إحدى وسبعين وسبعمائة عند قدومهما من الحج، ومات نحو سنة ثمانين فيما أحسب بحلب.
غاية النهاية ( 2 / 60 )
 
عيسى بن مكي بن حسين بن يقظان بن أبي الحسن بن فتيان السديد أبو القاسم وأبو الروح بن أبي الحزم العامري المصري الشافعي إمام الجامع الحاكمي، ولد قبل السبعين وخمسمائة، وقرا القراءات والشاطبية على الشاطبي، قرأ عليه يعقوب بن بدران الجرائدي وعلي بن ظهير الكفتي والموفق محمد بن أبي العلاء النصيبي وروى عنه الشاطبية الفخر التوزري وأخذ عنه الحروف عبد الله بن محمود الجزري ومحمد بن عبد الله بن عبد المنعم بن الصواف، مات في شوال سنة تسع وأربعين وستمائة.
غاية النهاية ( 1 / 614 )
 
وجاء في ترجمة الإمام الذهبي :
ولم أعلم أحداً قرأ عليه القراءات كاملاً بل شيخنا الشهاب أحمد بن إبراهيم المنبجي الطحان قرأ عليه القرآن جميعه بقراءة أبي عمرو والبقرة جمعاً وروى عنه الحروف إبراهيم بن أحمد الشامي ومحمد بن أحمد بن اللبان وجماعة وسمع منه الشاطبية يحيى بن أبي بكر البوني وحدث بها عنه في اليمن،
غاية النهاية ( 2 / 71 )
وهذا النص يفيد انتشار سماع الشاطبية في اليمن وساعرض لهذا فقد وقفت على نصوص عديدة تفيد انتشار سماع الشاطبية في اليمن .
 
وعلى ذكر اليمن :
جاء في ترجمة محمد بن أحمد بن علي بن عبد الغني بن بركات شمس الدين الرقي الحنفي الأعرج شيخ القراء بدمشق إمام كامل ناقل مع الثقة ولد بعد الستين وستمائة، واعتنى بالقراءات أتم عناية قرأ العشر على العز أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي ...........
إلى أن قال : وروى عنه الشاطبية باليمن يحيى بن أبي بكر اليمني، وولي مشيخة إقراء دار الحديث الأشرفية بعد الشيخ محمد المصري ودرس بالجوهرية، توفي في سلخ صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
غاية النهاية ( 2 / 75 )
 
وما دمنا في اليمن فهذا نص جميل :
قال ابن الجزري :
محمد بن أحمد لده بضم اللام وفتح الدال مخففة يمنى، روى الشاطبية عن يحيى بن أبي بكر البوني عن الذهبي والرقي وحدث بها، سمعها منه أحمد بن محمد بن أحمد الأشعري مقرئ زبيد اليوم، كذا قال لي.
غاية النهاية 2 / 94 )
 
قال ابن الجزري :
محمد بن رافع بن أبي محمد مجرس بن محمد بن شافع السلامي مشدداً نسبة إلى قبيلة الصميدي الأصل المصري المولد والمنشأ شيخنا الإمام الحافظ الكبير تقي الدين أبو المعالي ابن الشيخ الإمام جمال الدين، ولد في ذي القعدة سنة أربع وسبعمائة، وأجازه الحافظ الدمياطي وغيره وسمع خلقاً لا يحصون بمصر وإسكندرية والشام وحلب والحجاز، وخرج وأفاد وذيل على تاريخ بغداد ولو ذيل على تاريخ دمشق لكان أولى، وسمع الشاطبية من الرشيد إسماعيل بن المعلم ومن ابن الجرايدي والتقي الصائغ وابن جماعة وسمعها والرائية من الحسن سبط زيادة قرأت عليه الشاطبية وسمعت عليه الرائية وسمع أيضاً تهذيب الكمال من مؤلفه المزي، وسمع منه الكبار حتى الحافظ الذهبي وخرج له من مسموعاته عواليهما فقرأته عليه وسمعت عليه كثيراً من مرياته وسمع منه أيضاً الحافظ قاضي القضاة عبد الوهاب بن السبكي وحدثني عنه بحضوره، وكان له يد في معرفة العالي والنازل وأسماء رجال المتأخرين وضبط المؤتلف والمختلف مع الدين والثقة والصيانة وحسن الخط وصحة الضبط، توفي يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وسبعمائة بالمدرسة الشامية ظاهر دمشق ودفن بمقابر الصوفية قريباً من الحافظ ابن الصلاح.
غاية النهاية ( 2 / 139 )
وهذا نص فيه سماع ابن الجزري من شيخه السلامي وسماع شيخه السلامي من خمسة من الشيوخ وهو نص عزيز وجميل .
 
وقال في ترجمة شيخه ابن الصائغ :
محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسن شيخنا الإمام العلامة شمس الدين بن الصائغ الحنفي، .....ورحل إلى دمشق في سنة ثمان وعشرين حين كان القونوي قاضياً بها فسمع من الحجار والمزي والبرزالي وغيرهم، وتصدر للعربية والإقراء بالجامع الأموي وقرأ عليه الشاطبية شيخنا ابن اللبان وغيره
غاية النهاية ( 2 / 163 )
 
ولا زالنا في طبقة ابن الجزري وشيوخه وشيوخ شيوخه إلى الشاطبي
محمد بن عبد الله بن عبد المنعم بن رضوان أبو بكر الكتاني المصري المعروف بابن الصواف مقرئ متصدر مشهور، تلا بالسبع على الكمال الضرير ومرتضى بن جماعة وروى الشاطبية عنهما وعن محمد ابن الناظم وعيسى ابن مكي بن حسين وابن الأزرق، رواها عنه محمد بن علي بن سلامة وأحمد بن أحمد بن الحسين الهكاري وسماعها منه سنة اثنتين وسبعمائة وكان مصدراً بالجامع العتيق بمصر، توفي سنة خمس عشرة وسبعمائة بمصر.
وفي هذا النص توضيح لمقصود ابن الجزري بكلمة روى ، وأنها تحمل على السماع لأنها قال بعد ذلك : وسماعها منه سنة اثنتين وسبعمائة .
غاية النهاية ( 2 / 181 )
 
[FONT=&quot]محمد بن عبد الله أبو عبد الله المعروف بابن عبد البغدادي مقرئ مجود، ولد سابع عشر المحرم سنة تسع وسبعمائة، وقرأ على ابن محروق ورحل إلى الشام فقرأ الشاطبية على العماد بن بدران بالقدس، قرأ عليه قراءة عاصم الشيخ غياث الدين محمد بن محمد بن عبد الله العاقولي، وأقام ببغداد إلى حين توفي سنة سبع وخمسين وخمسمائة.[/FONT]
 
محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن سلمة أبو عبد الله الأنصاري البيّاسي ثم الغرناطي، أخذ الشاطبية بغرناطة عن محمد بن عمر بن محمد بن رشيد سنة ثلاث وسبعين وستمائة ومحمد بن صالح بن أحمد ومن أولها إلى سورة الأعراف عن الخطيب عبد الله بن علي بن محمد الغساني ثم حج فأخذها بمصر عن الحسن بن عبد الكريم سبط زيادة
غاية النهاية ( 2 / 209 )
 
محمد بن علي بن يحيى بن علي الشيخ الإمام العلامة أبو عبد الله الأندسي الغرناطي النحوي المقرئ المعروف بالشامي لأن أباه حج وقدم الشام ثم رجع إلى بلده غرناطة، فولد له هذا المذكور سنة إحدى وسبعين وستمائة فسمع بها الحديث وقرأ القراءات على ابن الزبير ثم قدم مكة فقرأ بها على التوزري وسمع الشاطبية بالمدينة من الكمال محمد بن عبد الله الغرناطي
غاية النهاية ( 2 / 212 )
 
محمد بن عمر بن يوسف أبو عبد الله الأنصاري القرطبي المالكي إمام عالم فقيه مفسر نحوي زاهد مقرئ، ولد بعيد الخمسين وخمسمائة، قرأ القراءات على أبي القاسم الشاطبي وقرأ عليه القصيدتين اللامية والرائية وعلى أبي محمد بن عبيد الله الحجري ويحيى بن محمد الهوزني وعبد الرحمن بن علي بن الخزاز وعلى بن موسى بن النقرات وسمع من عبد المنعم بن عبد الله القيرواني وهبة الله بن علي البوصيري، قرأ عليه عبد الرحيم بن خلف المقرئ ومنصور ابن عبد الله بن جامع الدهشوري وسمع منه القصيدتين الحسن بن عبد الكريم سبط زيادة وسمع منه الشاطبية عبد الصمد بن أبي الجيش بالمدينة وروى عنه مجد الدين بن القديم والزكي عبد العظيم، وجلس للإقراء بالفاضلية بعد موت الشاطبي ثم حج وجاور مرات بالمدينة وتزهد،
غاية النهاية ( 2 / 219 )
 
محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن خلف أبو البركات السلمي البلفيقي بموحدة ولام مشددة وفاء مكسورات ومثناة من تحت وقاف يعرف بابن الحاج قاضي الجماعة بغرناطة إمام صالح أديب عالم، ولد سنة ثمانين وستمائة ونشأ بالمرية، وقرأ القراءات بالأندلس .... وممن أخذ عنه شيخنا العلامة الأستاذ قاضي القضاة إسماعيل بن هانئ المالكي قاضي دمشق وكان يبث لنا مناقبه وهو حي ومحمد بن محمد بن غالب الأنصاري النحوي وصحابنا أبو عبد الله محمد بن الأليري وأبو عبد الله محمد بن محمد بن ميمون قرأ عليه إلى سورة الفتح وقرأ عليه كتاب التيسير وسمع عليه الشاطبية فرايته قد أخبره بالتيسير عن محمد بن أحمد الطنجالي وعلى بن سليمان ومحمد بن برطال ومحمد بن محمد بن خليل السكوني وأبي القاسم بن إبراهيم عمه وقاسم بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن ربيع الأشعري وعلى بن عمر الكناني القيجاطي وأبي القاسم بن العريف وأخبره بالشاطبية أنه قرأها وتلا بمضمنها على أبي الحسن علي بن محمد الأنصاري المعروف بابن أبي العيش ومحمد بن عمر بن رشيد ومحمد بن غريون وأحمد بن الزبير الحافظ ومحمد بن حمد بن ربيع الأشعري وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن داود بن الكماد وأحمد بن محمد اللخمي العزفي وأحمد بن محمد بن عبد الله اللورقي والأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن الغافقي
غاية النهاية ( 2 / 235 )
وهذا الشيخ ابن الحاج قرأ الشاطبية على تسعة من شيوخ وهذا من اللطائف النادرة
 
وترجم ابن الجزري لابنه فقال :
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري أبو بكر ابني، ولد ليلة الجمعة سابع عشر شهر رمضان سنة ثمانين وسبعمائة بدمشق .... وختم القرآن سنة تسعين وصلى به سنة إحدى وحفظ الشاطبية والرائية وقصيدتي في العشر ولما رحلت بأخيه لقراءة القراءات على ابن العسقلاني آخر أصحاب التقي الصايغ قرأ معه عليه قطعة من أول القرآن وسمع عليه جميع القرآن بالقراءات الاثنتي عشرة بقراءة أخيه أبي الفتح وسمع أيضا عليه الشاطبية والعنوان وأجازه وسمع العنوان أيضاً بقراءتي على الصلاح بن البلبيسي وأجازه الصلاح بن الإعزازي آخر أصحاب ابن مومن وفي الرحلة الثانية قرأ القراءات العشر والشاطبية على إبراهيم بن أحمد الشامي وأكمل عليَّ أيضاً القرآن بالقراءات العشر وقرأ عليَّ كتابي النشر والتقريب والطيبة وسمعها غير مرة ......
غاية النهاية ( 1 / 129 )
 
وما دمنا في اليمن فهذا نص جميل :
قال ابن الجزري :
محمد بن أحمد لده بضم اللام وفتح الدال مخففة يمنى، روى الشاطبية عن يحيى بن أبي بكر البوني عن الذهبي والرقي وحدث بها، سمعها منه أحمد بن محمد بن أحمد الأشعري مقرئ زبيد اليوم، كذا قال لي.
غاية النهاية 2 / 94 )
وقد احتفى أهل اليمن كغيرهم من قُرَّاء الأمصار بهذه القصيدة حفظاً وتدريساً وإسناداً وقراءة بمضمَّنها، وسأتناول الحديث عنها في النقاط التالية:

  • دخولها اليمن وإسنادهم فيها: أوَّل من أدخل متن الشاطبية إلى اليمن هو المقرئ يحيى بن أبي بكر البوني([1])، أخذها عن الإمام الحافظ محمَّد بن أحمد الذهبي([2]) في دمشق الشَّام.
وكذا أخذها الإمام يحيى البوني عن شيخ القراءات بدمشق الإمام محمَّد بن أحمد الرقي([3]).
وحدَّث بها الإمام يحيى البوني في اليمن([4])، وجلس لإقرائها وإسنادها، وأخذها عنه جماعة من المقرئين، منهم: المقرئ محمد بن أحمد لُدَه([5])، وحدَّث بها المقرئ محمَّد بن لُدَه، وسمعها منه مقرئ زبيد وشيخ القراءات بها أحمد بن محمَّد الأشعري العبدلي الزبيدي([6]) "ت: 841هـ"، وعنه انتشر إسنادها في اليمن، وخاصة زبيد.
وعلى ما تقدَّم بيانه يكون إسناد الشاطبية عند اليمنيين في القرن التاسع كالتالي:
الإمام أحمد بن محمَّد الأشعري، عن المقرئ محمد بن أحمد لُدَه، عن الإمام يحيى بن أبي بكر البوني، عن الإمام الحافظ محمد بن أحمد الذهبي ومحمَّد بن أحمد الرقي.
وأخذها الإمام محمَّد الذهبي، عن الإمام المقرئ محمد بن أحمد العقيلي القلانسي([7])، وهو عن الإمام السخاوي –تلميذ الإمام الشَّاطبي وشارح الشَّاطبية- وهو عن ناظمها الإمام أبي القاسم الشَّاطبي.

([1]) يحيى بن أبي بكر العماد أبو زكريا البوني المالكي مقرئ، قدم دمشق وروى بها الشاطبية عن الحافظ أبي عبد الله الذهبي والسمر محمد بن أحمد بن علي الرقي، رواها عنه محمد بن أحمد لده باليمن. غاية النهاية: 2/367.
([2]) الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز الذهبي، عني بالقراءات من صغره، وقرأ كثيرا من كتب القراءات في السبع والعشر، ترك القراءات واشتغل بالحديث وأسماء رجاله، توفي سنة 748هـ. ينظر: غاية النهاية: 2/71.
([3]) الإمام الفقيه المقرئ شمس الدِّين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الرَّقي الدمشقي، إمام فاضل، قرأ القراءات، وهو جيد المشاركة في العربية، له بصر بمشكل القصيد وخبرة بمذهبه، روى عنه الشاطبية باليمن يحيى بن أبي بكر اليمني، توفي سنة 742هـ. ينظر ترجمته: معرفة القراء الكبار: 2/72، وغاية النهاية: 2/75.
([4]) ينظر: غاية النهاية: 2/71.
([5]) قال الإمام ابن الجزري في ترجمته في غاية النهاية: 2/95: (محمد بن أحمد لده بضم اللام وفتح الدال مخففة يمني، روى الشاطبية عن يحيى بن أبي بكر البوني عن الذهبي والرقي، وحدَّث بها، سمعها منه أحمد بن محمد بن أحمد الأشعري مقرئ زبيد اليوم، كذا قال لي". ا.هـ.
([6]) الشيخ المقرئ أحمد بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد الأشعري العبدلي، شيخ القراءات باليمن في عصره، قرأ القراءات السبع على الرضى أبي بكر بن علي بن نافع صاحب ابن شدَّاد، لازم الإمام ابن الجزري كثيراً وسمع منه "تحبير التيسير" و"الطيبة" و"التقريب" ونحو نصف "النشر" وغير ذلك، وأجازه بالقراءات، وكان كثير الاستحضار، وأصبح المرجع إليه في القراءات ورسم المصاحف في اليمن، توفي سنة 841هـ. ينظر ترجمته: غاية النهاية: 1/103، والضوء اللامع: 2/90، وتحفة الزمن:2/333، وطبقات صلحاء اليمن ص: 115.
([7]) قال الإمام الذهبي: (الرئيس العالم زين الدين محمد بن أحمد العقيلي، القلانسي الكاتب، والد الشيخ جلال الدِّين، قرأ القراءات على السخاوي، وعرض عليه القصيد، وسمعتُها عليه، وكان حسن السمت والبزة، ... توفي سنة ثمان وتسعين وستمائة) ينظر: معرفة القراء الكبار: 1/390، وغاية النهاية: 2/94.

(جزء من بحث لي عن عناية أهل اليمن بمتن الشَّاطبية)
 
أبو اسحاق رائع
وقد اشرت إلى ابن لده في المشاركات السابقة وان ابن الجزري سمع هذا منه
وحبذا تتبع تلاميذ مقرئ زبيد الشيخ احمد الأشعري واحدا واحدا لنرى هل هناك نصوص في سماعهم أو قراءتهم للشاطبية عليه ، وكذلك تلاميذهم .... تابع البحث فالموضوع هام
 
محمدبن عبد الله بن محمد البغدادي يعرف بابن العبد المقرئ، روى القراءات والشاطبية ببغداد عن محمد بن يعقوب بن بدران الجرائدي، قرأ عليه محمد بن محمود بن السمرقندي، بقي إلى بعد الأربعين وسبعمائة والله أعلم.
غاية النهاية ( 2 / 186 )

 
محمد بن يعقوب بن بدران العماد أبو عبد الله الجرائدي مقرئ أصيل، ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة، قرأ الشاطبية على الكمال الضرير وأفرد عليه القراءات وجمع على والده وسمع الشاطبية من السديد عيسى بن مكي ابن حسين والجمال محمد بن الشاطبي وروى عن ابن الجميزي وسبط السلفي، وأقام ببيت المقدس قرأ عليه الشاطبية شيخنا أحمد بن الحسين الكفري وحدثنا بها عنه الحافظ الذهبي ومحمد بن القاسم البرزالي وحدث بها عنه بالإجازة شيخنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب وحدث بها عنه وبالقراءات محمد بن عبد الله بن محمد البغدادي المعروف بابن العبد، قال الذهبي وكان حافظاً للقصيد ناسياً للقراآت كثير الدعاوي، مات في ذي الحجة سنة عشرين وسبعمائة بالقدس.
(غاية النهاية / 281 )
 
تنبيه :
لا أقصد بهذا البحث شخصاً بعينه فالبحث قديم والنقاش فيه قديم ، وسبقه بحث في أسانيد الجزرية ، وأسانيد الشفاء للقاضي عياض والبخاري ومسلم وسائر الكتب الستة وكذلك الموطأ في موقعي منتدى البحوث والدراسات القرآنية هنا :
http://www.gawthany.com/vb/forumdisplay.php?f=8
 
ومنهجي فيه أن نبدأ من المؤلف ونوثق إقراء كتابه أو إسماعه أو إجازته لتلاميذه وهذه ثلاث طرق كلها طرق تحمل مستساغة ومعمول بها عند العلماء ، ثم أتتبع تلاميذه بنفس الطريقة إلى أن يصل الأمرإلى عصرنا ، وليس مهماً أن يكون السند طويلا أو قصيراً إن كان سماعياً فهم قوي وإن طال .
 
في ترجمة لأحد تلاميذ الإمام ابن الجَزَري رحمه الله ، وهو:
(عليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد نور الدّين النفيائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي )
قال الامام شمس الدين السخاوي في الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 5/ 326:
(( وَسمع على التقي القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة والزين عمر بن عبد الْمُؤمن الْحلَبِي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَالشَّمْس بن عمرَان وتلا عَلَيْهِ إفرادا للسبعة مَا عدا نَافِع وَحَمْزَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ مُقَدّمَة شَيْخه ابْن الْجَزرِي من نُسْخَة كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع الشاطبية حفظا فِي سَاعَة زمن من سنة ثَمَان وَسِتِّينَ )) اهـ


منقول
 
الأخ الحبيب الشيخ أحمد عاصم شكرا للمشاركة تابع البحث معنا فهو لطيف وطريف
سعدت بمشاركتك
 
وجاء في شذرات الذهب
وفيها ابن فار اللبن معين الدين أبو الفضل عبد الله بن محمد بن عبد الوارث الأنصاري المصري آخر من قرأ الشاطبية على مؤلفها وقرأها عليه جماعة منهم البدر التاذفي
 
جاء في غاية النهاية :
عبد الله بن محمد بن عبد الوارث معين الدين أبو الفضل ابن أبي المعالي المصري الأنصاري المعروف بابن الأزرق وبابن فار اللبن ، وبقارئ مصحف الذهب ، والأزرق لقب لجد أبيه روى الشاطبية عن ناظمها ، وهو آخر من روى عن الشاطبي بقي إلى سنة أربع وستين وستمائة
 
جاء في غاية النهاية
يوسف بن أبي جعفر بن عبد الرزاق مكين الدين أبو الحجاج الأنصاري البغدادي، ذكر أنه سمع الشاطبية من لفظ ناظمها وأسمعها في سنة ثمان وثلاثين وستمائة ببغداد بقراءة سعد بن أحمد الجذامي النحوي، فسمعها منه جابر بن محمد الوادياشي وعبد الله بن محمد الغساني وكتب الطبقة بخطه، وقال فيها إن الشيخ ثقة ثبت، وروى عنه الشاطبية أيضاً الرضي حسين بن قتادة العلوي.

 
جاء في الضوء اللامع
أحمد بن محمد بن صدقة الشهاب المصري القادري الشافعي ..... ولكنه قد سمع الشاطبية على الشرف بن الكويك والزراتيتي مع شيخنا الزين رضوان فاستجزناه لذلك. مات في حدود الستين.

قلت : لاحظ قول السخاوي فاستجزنا لذلك ... أي لذلك السماع
وفيه إشارة إلى جواز استجازة من عرفنا أن لديه سماعاً في الشاطبية حتى ولو لم تتح الفرصة للقراءة عليه
 
يقول أبو المواهب الحنبلي في مشيخته عند ذكر والده عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي :
توفي ليلة الثلاثاء 27 ذي الحجة سنة 1071 ودفن بتربة الغرباء في مقبرة باب الفراديس.
هذا وكان معظم انتفاعي منه وتخرجي عليه من قراءة الرسائل والمؤلفات والمقدمات في غالب العلوم مثل: الجزرية والآجرومية وشروحهما المشهورة كالقاضي زكريا وغيره والشاطبية، والألفية لابن مالك وجميع ما يوجد من شروحها، وما يوجد من شروح الشاطبية كالجعبري وأبي شامة والهمداني والفاسي والأندلسي وشعلة وابن القاصح وغيرها من الشروح مما يوجد. وأيضا قرأت عليه لطائف الإشارات للقسطلاني في الأربعة عشر، وأجازني بما فيه.
وقرأت عليه إفراداً وجمعاً، وقرأت عليه عرضا ختمين كاملين أحدهما للسبعة من طريق الشاطبي، وللثلاثة من طريق الدرة. وأجازني بجميع كتب خاتمة المتأخرين الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري ورسائله كالنشر وطيبته والتقريب وباقي تآليفه، وبالقراءة والإقراء من هذه الطرق أيضا.


 
قال عيسى الثعالبي : قرأت على البابلي من أولها إلى باب الاستعاذة وأجاز سائرها عن الجمال يوسف بن زكريا عن والده قراءة عليه قال قرأتها على أبي النعيم رضوان بن محمد قال أخبرنا بها أبو إسحاق التنوخي قال أخبرنا بها البدر ابن جماعة بسماعه لها على المعين أبي الفضل الأنصاري بسماعه من ناظمها
وهذا السند فيه خمس طبقات متصلة بالقراءة والسماع والباقي متصل بالإخبار الذي يحمل على الإجازة .
ثبت البابلي 88
 
وههنا نص جميل ومحضر سماع للشاطبية فيه إثبات سماع جماعة من كبار الحفاظ :
وقال الحافظ شمس الدين محمد بن إبراهيم السلامي ( 811 ـ 879 هـ ) في ترجمة شيخه الحافظ برهان الدين أبي الوفاء سبط ابن العجمي الحلبي :
وسمعت عليه ـ مد الله في عمره ـ جميع كتاب الشاطبية (( حرز الأماني ووجه التهاني )) بسماعه لها على الأئمة :
المسند المعمر شهاب الدين أبي العباس أحمد بن عبد العزيز بن يوسف بن أبي العز الحراني الشهير بـ : ابن المرحل ، والعلامتين : القدوة الخطيب شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمد بن جمعة الأنصاري خطيب جامع حلب ،وشيخ القراء أمين الدين عبد الوهاب بن يوسف بن إبراهيم بن السلار ،وشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد العسقلاني إمام جامع ابن طولون :
قال الأول ـ وهو ابن المرحل ـ : أخبرنا بها المقرئ العدل أبو محمد الحسن بن عبد الكريم بن عبد الله بن الفتح الغماري المالكي سبط زيادة قال أخبرنا بها الشيخان الإمام أبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي ، وأبو الفضل هبة الله ( صححه ابن الجزري إلى عبد الله ) أبو المعالي المعروف بقاريء المصحف الذهب
وقال الشيخ الثاني ـ وهو ابن الخطيب ـ : أخبرنا بها من أولها إلى باب الإدغام الكبير وناولني الباقي قاضي المسلمين بدر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي قال أخبرنا معين الدين هبة الله بن محمد بن الأزرق
وقال الشيخ الثالث ـ وهو ابن السلار ـ : أخبرنا بها الشيخ تقي الدين محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن الصائغ ، أخبرنا بها الإمالم كمال الدين أبو الحسن علي بن شجاع العباسي الضرير ، وكذا قال الشيخ الرابع ـ وهو العسقلاني ـ قال القرطبي وهبة الله المعروف بابن الازرق وقاريء مصحف الذهب وابن الأزرق والكمال الضرير أخبرنا بها ناظمها الشاطبي
وسمعه أجمع :
السيد شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ مسعود المكي ، وأبو الفتح محمد ابن القاضي الإمام الفاضل شهاب الدين أحمد ابن زين الدين عمر موقع الدست بحلب ، والشيخ شهاب الدين محمد بن عمر العزازي ،والشيخ محمد بن عمر المنبجي الضرير القاضلب والده ، وناصر الدين أبو حمزة أنس ولد المسمِع ، وشمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن سنقر المصري نزيل حلب ، بقراءة الشيخ زين الدين عمر بن محمد الجبريني ، وصح ذلك وثبت في مجلس واحد يوم الأحد غرة جمادى الولى سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة بالمدرسة الشرفية بحلب ، وأجاز لنا المسمع ما تجوز له وعنه روايته ، قال ذلك من له الخط : محمد بن إبراهيم السلامي عفا الله عنه .
ثبت السلامي 126 .
قلت : وهذا محضر توثيقي جميل لمجلس سماع جماعة من القراء للشاطبية
 
محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن علي بن أحمد النجم بن الشرف بن النجم بن السراج القرشي الطنبدي الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه وجده ويعرف كسلفه بابن عرب. ولد في رجب سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وجوده على النور البلبيسي إمام الأزهر بل تلاه على الشهاب ابن أسد مع قراءة حروف القراآت العشر أصولاً وفرشاً بما تضمنه النشر لابن الجزري وبما وافق ذلك من كتب الفن مع أخذ الشاطبية قراءة وسماعاً وغير ذلك
الضوء اللامع
 
الحسن بن عبد الله بن ويحيان بفتح الواو وسكون آخر الحروف وحاء مهملة مكسورة بعدها آخر الحروف الشيخ أبو علي الراشدي التلمساني نزيل مصر إمام محقق عارف، قرأ على الكمال الضرير وروى الشاطبية عنه وعن ابن الأزرق، قرأ عليه الشيخ المجد أبو بكر بن قاسم التونسي والشهاب أحمد بن جبارة الحنبلي ومحمد بن يوسف الغماري وكان عارفاً بالقصيد بصيراً بالأسانيد قال الذهبي وكان ثقة مأموناً، مات في الثامن والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وستمائة.
غاية النهاية ( 1 / 218 )
 
الحسن بن أبي عبد الله بن صدقة بن أبي الفتوح أبو علي الأزدي الصقلي إمام زاهد كبير القدر، ولد سنة تسعين وخمسمائة، وقرأ على السخاوي وهو من جلة أصحابه، قرأ عليه الشاطبية الزين أبو بكر المصري، توفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة تسع وستين وستمائة بدمشق.
غاية النهاية ( 1
/ 219 )
 
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد الشمس أبو عبد الله البيدموري التركي التونسي المالكي ويقال له التريكي بالتصغير. كان علي جد أبيه من آمد ونشأ ابنه بدمشق وكانت له بها رياسة لاتصاله بنوروز أو غيره وانتقل ابنه إلى المغرب فاراً من المؤيد فسكن تونس وتزوج بها فولد له صاحب الترجمة سنة عشرين وثمانمائة أو قبلها تقريباً ونشأ بها فحفظ القرآن وهو ابن سبع ثم تلاه للسبع على أبي القسم البرزلي فأتقنها وهو ابن عشر وأجازه بجميع ما اشتملت عليه فهرسته وهو في نحو ست كراريس، وحفظ الشاطبيتين وعرضهما بكمالهما على أبي عبد الله محمد بن محمد بن القماح الأنصاري الأندلسي العسقلاني وأجاز له
الضوء اللامع
 
وتحصل مماسبق أن شمس الدين محمد بن إبراهيم السلامي سمع الشاطبية على شيخه الحافظ برهان الدين أبي الوفاء سبط ابن العجمي الحلبي وهو سمعها على السلار ،والشمس العسقلاني كلاهما سمعها من ابن الصائغ وهو سمعها على الكمال الضرير وهو سمعها على ناظمها .
 
قال يحيى الغوثاني :
وأما شيخ الإسلام زكريا الأنصاري فقد اتصل له سماع الشاطبية منه إلى الإمام الشاطبي فقد نص في ثبته أنه قرأ الشاطبية على أبي النعيم المقرئ بسماعه لها على أبي إسحاق التنوخي البعلي وأبي الطاهر التكريتي ،
أما التنوخي فقد سمعها على البدر أبي عبد الله بن جماعة بسماعه لها على المعين أبي الفضل عبد الله بن عبد الوارث الأنصاري بسماعه من الإمام الشاطبي .
ولشيخ الإسلام زكريا في الشاطبية سند آخر سماعي أيضا وهو قوله :
أخبرني بها أبو العباس السكندري وغيره مشافهة عن أبي الفتح العسقلاني سماعاً على ابن الصائغ وهو سمعها على الكمال الضرير وهو سمعها على ناظمها .
ويرويها شيخ الإسلام زكريا عن أبي النعيم قراءة وهو عن التكريتي سماعاً وهو عن أبي الحسن علي بن عيسى بن المظفر إجازة وهو عن الكمال الضرير إذناً وهو سماعاً عن الشاطبي رحمه الله
وممن قرأها على الشيخ زكريا الأنصاري ولده الجمال يوسف .
 
قال عيسى الثعالبي : قرأت على البابلي من أولها إلى باب الاستعاذة وأجاز سائرها عن الجمال يوسف بن زكريا عن والده قراءة عليه قال قرأتها على أبي النعيم رضوان بن محمد قال أخبرنا بها أبو إسحاق التنوخي قال أخبرنا بها البدر ابن جماعة بسماعه لها على المعين أبي الفضل الأنصاري بسماعه من ناظمها
وهذا السند فيه خمس طبقات متصلة بالقراءة والسماع والباقي متصل بالإخبار الذي يحمل على الإجازة .
ثبت البابلي 88
سقط سهوا رجلان والصواب :
قال عيسى الثعالبي : قرأت على البابلي من أولها إلى باب الاستعاذة وأجاز سائرها عن سيف الدين البصير عن عبد الحق السنباطي عن الجمال يوسف بن زكريا عن والده قراءة عليه قال قرأتها على أبي النعيم رضوان بن محمد قال أخبرنا بها أبو إسحاق التنوخي قال أخبرنا بها البدر ابن جماعة بسماعه لها على المعين أبي الفضل الأنصاري بسماعه من ناظمها
وهذا السند فيه خمس طبقات متصلة بالقراءة والسماع والباقي متصل بالإخبار الذي يحمل على الإجازة .
ثبت البابلي 88
 
عودة
أعلى