د . يحيى الغوثاني
New member
- إنضم
- 05/02/2006
- المشاركات
- 485
- مستوى التفاعل
- 4
- النقاط
- 18
يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني : هذه نواة بحث في تحرير الأسانيد السماعية للقصيدة الشاطبية ، وهي محاولة لضبط وتحرير أسماء كل من قرأ الشاطبية على شيخه أو حفظها عليه أو سمعها ، وذلك أن بعض الفضلاء في زماننا يزعم أن أسانيد الشاطبية مقطوعة لا يصح منها سند على الإطلاق .
وقد كنت سألت شيخنا مسند العصر العلامة الشيخ محمد ياسين الفاداني قبل 29 سنة وبالضط عام 1407 هـ وذلك وقت جمعي للقراءات العشر على شيخنا المقرئ الشيخ عبد الغفار الدروبي رحمه الله : هل يوجد لديكم أسانيد في الشاطبية وهل أسانيدها متصلة فقال نعم لا شك في ذلك فالأسانيد بها متصلة، واطلعني في بعض أثباته على سنده إلى الإمام الشاطبي ، فقرأت عليه بعضها وأجازني بها كلها، ثم تتبعت الموضوع فوجدت أن السند الذي أشار إليه شيخنا لا يوجد فيه تصريح بالسماع في كل طبقاته بل هو سند يعتمد على الإجازة في بعض طبقاته ، وهذا البحث محاولة متواضعة لإثبات ما وقع تحت يدي من تصريح للعلماء حول هذه النقطة بالذات وسأبدأ من الشاطبي نفسه ثم تلاميذه وتلاميذ تلاميذه وهكذا إلى عصرنا
فأرجو ممن يقف على أي معلومة في أي كتاب من كتب التراجم فيها ذكر لقراءة اوسماع الشاطبية أن يتحفنا بإثبات النص مع الإحالة إلى الصفحة مشكوراً
وأبدأ بترجمة الإمام الشاطبي من غاية النهاية حيث قال الإمام ابن الجزري :
القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة عجم الأندلس الحديد ابن خلف ابن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير ولي الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على ابن هذيل، ..... وكان إماماً كبيراً أعجوبة في الذكاء كثير الفنون آية من آيات الله تعالى غاية في القراءات حافظاً للحديث بصيراً بالعربية إماماً في اللغة رأساً في الأدب مع الزهد والولاية والعبادة والانقطاع والكشف شافعي المذهب مواظباً على السنة بلغنا أنه ولد أعمى ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب وعظموه تعظيماً بالغاً ....
إلى أن قال : ورحل فاستوطن قاهرة مصر وأقرأ بها القرآن وبها ألف قصيدته هذه يعني الشاطبية وذكر أنه ابتدأ أولها بالأندلس إلى قوله جعلت أبا جاد ثم أكملها بالقاهرة انتهى، قلت: ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول ما لا أعلمه لكتاب غيره من بلاد الإسلام يخلو منه بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو من نسخة به، ولقد تنافس الناس فيها ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح بها إلى غاية حتى أنه كانت عندي نسخة باللامية والرائية بخط الحجيج صاحب السخاوي مجلدة فأعطيت بوزنها فضة فلم أقبل، ولقد بالغ الناس في التغالي فيها وأخذ أقوالها مسلمة واعتبار ألفاظها منطوقاً ومفهوماً حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع وأن ما عدا ذلك شاذ لا تجوز القراءة به، ومن أعجب ما اتفق للشاطبية في عصرنا هذا أن به من بينه وبين الشاطبي باتصال التلاوة والقراءة رجلين مع أن للشاطبي يوم تبييض هذه الترجمة مائتي سنة وهذا لا أعلم أنه اتفق في عصر من الأعصار للقراآت السبع وإن كان اتفق في بعض القراءات وقتاً ما وما ذلك إلا لشدة اعتناء الناس بها ومن الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة فإن من أصحاب القاضي بدر الدين بن جماعة اليوم جماعة ولا أعلم كتاباً حفظ وعرض في مجلس واحد وتسلسل بالعرض إلى مصنفه كذلك إلا هو، عرض عليه القراءات أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجل أصحابه وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي والسديد عيسى بن مكي ومرتضى بن جماعة بن عباد والكمال علي بن شجاع الضرير صهره والزين محمد بن عمر الكردي وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي شيخا الفاسي ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري وعلي بن محمد بن موسى التجيبي وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرؤا عليه القصيد وقرأ عليه بعض القراءات وسمع عليه القصيد الإمام أبو عثمان بن عمر بن الحاجب والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتاً وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة ص فرواها كذلك، وقد بارك الله له في تصنيفه وأصحابه فلا تعلم أحداً أخذ عنه إلا قد أنجب، توفي رحمه الله تعالى في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة ودفن بالقرافة بين مصر والقاهرة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة وقد زرته مرات وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه. الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه.
ويستفاد من كلام ابن الجزري السابق ما يلي:
1 ـ أن الشاطبية متسلسلة القراءة والسماع لمدة مائتي سنة بعد الشاطبي
2 ـ الجزري نفسه عرض عليه الشاطبية بعض أصحابه
3 ـ يؤكد ابن الجزري أنه من الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة
4 ـ ستة عشر عالماً من كبار تلاميذ الشاطبي عرضوا عليه الشاطبية مباشرة وصححوها عليه وهم :
1 ـ أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجل أصحابه
2 ـ وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي
3 ـ والسديد عيسى بن مكي
4 ـ ومرتضى بن جماعة بن عباد
5 ـ والكمال علي بن شجاع الضرير صهره
6 ـ والزين محمد بن عمر الكردي
7 ـ وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي
8 ـ وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي وهما شيخا الفاسي
9 ـ ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري
10 ـ وعلي بن محمد بن موسى التجيبي
11 ـ وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرؤا عليه القصيد
12 ـ وقرأ عليه بعض القراءات وسمع عليه القصيد الإمام أبو عثمان بن عمر بن الحاجب
13 ـ والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي
14 ـ وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي
15 ـ وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتاً
16 ـ وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة ص فرواها كذلك،
فنحن الآن أمام توثيق سماع أول طبقة من الطبقات وهم ستتة عشر عالماً قارئاً قد سمع القصيدة على الإمام الشاطبي رحمه الله
فلننطلق الآن في رحلتنا التوثيقية إلى تلاميذ التلاميذ راجيا من كل من وقف على معلومة أن يكرمنا بها مشكوراً
http://www.gawthany.com/vb/showthread.php?p=278602#post278602
وقد كنت سألت شيخنا مسند العصر العلامة الشيخ محمد ياسين الفاداني قبل 29 سنة وبالضط عام 1407 هـ وذلك وقت جمعي للقراءات العشر على شيخنا المقرئ الشيخ عبد الغفار الدروبي رحمه الله : هل يوجد لديكم أسانيد في الشاطبية وهل أسانيدها متصلة فقال نعم لا شك في ذلك فالأسانيد بها متصلة، واطلعني في بعض أثباته على سنده إلى الإمام الشاطبي ، فقرأت عليه بعضها وأجازني بها كلها، ثم تتبعت الموضوع فوجدت أن السند الذي أشار إليه شيخنا لا يوجد فيه تصريح بالسماع في كل طبقاته بل هو سند يعتمد على الإجازة في بعض طبقاته ، وهذا البحث محاولة متواضعة لإثبات ما وقع تحت يدي من تصريح للعلماء حول هذه النقطة بالذات وسأبدأ من الشاطبي نفسه ثم تلاميذه وتلاميذ تلاميذه وهكذا إلى عصرنا
فأرجو ممن يقف على أي معلومة في أي كتاب من كتب التراجم فيها ذكر لقراءة اوسماع الشاطبية أن يتحفنا بإثبات النص مع الإحالة إلى الصفحة مشكوراً
وأبدأ بترجمة الإمام الشاطبي من غاية النهاية حيث قال الإمام ابن الجزري :
القاسم بن فيره بكسر الفاء بعدها ياء آخر الحروف ساكنة ثم راء مشددة مضمومة بعدها هاء ومعناه بلغة عجم الأندلس الحديد ابن خلف ابن أحمد أبو القاسم وأبو محمد الشاطبي الرعيني الضرير ولي الله الإمام العلامة أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بشاطبة من الأندلس، وقرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على ابن هذيل، ..... وكان إماماً كبيراً أعجوبة في الذكاء كثير الفنون آية من آيات الله تعالى غاية في القراءات حافظاً للحديث بصيراً بالعربية إماماً في اللغة رأساً في الأدب مع الزهد والولاية والعبادة والانقطاع والكشف شافعي المذهب مواظباً على السنة بلغنا أنه ولد أعمى ولقد حكى عنه أصحابه ومن كان يجتمع به عجائب وعظموه تعظيماً بالغاً ....
إلى أن قال : ورحل فاستوطن قاهرة مصر وأقرأ بها القرآن وبها ألف قصيدته هذه يعني الشاطبية وذكر أنه ابتدأ أولها بالأندلس إلى قوله جعلت أبا جاد ثم أكملها بالقاهرة انتهى، قلت: ومن وقف على قصيدتيه علم مقدار ما آتاه الله في ذلك خصوصاً اللامية التي عجز البلغاء من بعده عن معارضتها فإنه لا يعرف مقدارها إلا من نظم على منوالها أو قابل بينها وبين ما نظم على طريقها ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول ما لا أعلمه لكتاب غيره من بلاد الإسلام يخلو منه بل لا أظن أن بيت طالب علم يخلو من نسخة به، ولقد تنافس الناس فيها ورغبوا من اقتناء النسخ الصحاح بها إلى غاية حتى أنه كانت عندي نسخة باللامية والرائية بخط الحجيج صاحب السخاوي مجلدة فأعطيت بوزنها فضة فلم أقبل، ولقد بالغ الناس في التغالي فيها وأخذ أقوالها مسلمة واعتبار ألفاظها منطوقاً ومفهوماً حتى خرجوا بذلك عن حد أن تكون لغير معصوم وتجاوز بعض الحد فزعم أن ما فيها هو القراءات السبع وأن ما عدا ذلك شاذ لا تجوز القراءة به، ومن أعجب ما اتفق للشاطبية في عصرنا هذا أن به من بينه وبين الشاطبي باتصال التلاوة والقراءة رجلين مع أن للشاطبي يوم تبييض هذه الترجمة مائتي سنة وهذا لا أعلم أنه اتفق في عصر من الأعصار للقراآت السبع وإن كان اتفق في بعض القراءات وقتاً ما وما ذلك إلا لشدة اعتناء الناس بها ومن الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة فإن من أصحاب القاضي بدر الدين بن جماعة اليوم جماعة ولا أعلم كتاباً حفظ وعرض في مجلس واحد وتسلسل بالعرض إلى مصنفه كذلك إلا هو، عرض عليه القراءات أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجل أصحابه وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي والسديد عيسى بن مكي ومرتضى بن جماعة بن عباد والكمال علي بن شجاع الضرير صهره والزين محمد بن عمر الكردي وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي شيخا الفاسي ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري وعلي بن محمد بن موسى التجيبي وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرؤا عليه القصيد وقرأ عليه بعض القراءات وسمع عليه القصيد الإمام أبو عثمان بن عمر بن الحاجب والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتاً وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة ص فرواها كذلك، وقد بارك الله له في تصنيفه وأصحابه فلا تعلم أحداً أخذ عنه إلا قد أنجب، توفي رحمه الله تعالى في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة ودفن بالقرافة بين مصر والقاهرة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني وقبره مشهور معروف يقصد للزيارة وقد زرته مرات وعرض علي بعض أصحابي الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه. الشاطبية عند قبره ورأيت بركة الدعاء عند قبره بالإجابة رحمه الله ورضي عنه.
ويستفاد من كلام ابن الجزري السابق ما يلي:
1 ـ أن الشاطبية متسلسلة القراءة والسماع لمدة مائتي سنة بعد الشاطبي
2 ـ الجزري نفسه عرض عليه الشاطبية بعض أصحابه
3 ـ يؤكد ابن الجزري أنه من الجائز أن تبقى الشاطبية باتصال السماع بهذا السند إلى رأس الثمانمائة
4 ـ ستة عشر عالماً من كبار تلاميذ الشاطبي عرضوا عليه الشاطبية مباشرة وصححوها عليه وهم :
1 ـ أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي وهو أجل أصحابه
2 ـ وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي
3 ـ والسديد عيسى بن مكي
4 ـ ومرتضى بن جماعة بن عباد
5 ـ والكمال علي بن شجاع الضرير صهره
6 ـ والزين محمد بن عمر الكردي
7 ـ وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي
8 ـ وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي وهما شيخا الفاسي
9 ـ ويوسف بن أبي جعفر الأنصاري
10 ـ وعلي بن محمد بن موسى التجيبي
11 ـ وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وهؤلاء كملوا عليه القراءات وقرؤا عليه القصيد
12 ـ وقرأ عليه بعض القراءات وسمع عليه القصيد الإمام أبو عثمان بن عمر بن الحاجب
13 ـ والشيخ أبو الحسن علي بن هبة الله بن الجميزي
14 ـ وأبو بكر محمد بن وضاح اللخمي
15 ـ وعبد الله بن محمد بن عبد الوارث بن الأزرق وهو آخر أصحابه موتاً
16 ـ وولده الجمال أبو عبد الله محمد بن القاسم وجد سماعه بالقصيد إلى سورة ص فرواها كذلك،
فنحن الآن أمام توثيق سماع أول طبقة من الطبقات وهم ستتة عشر عالماً قارئاً قد سمع القصيدة على الإمام الشاطبي رحمه الله
فلننطلق الآن في رحلتنا التوثيقية إلى تلاميذ التلاميذ راجيا من كل من وقف على معلومة أن يكرمنا بها مشكوراً
http://www.gawthany.com/vb/showthread.php?p=278602#post278602