تبين المبهم في سند عبيد الله بن أبي مسلم

إنضم
14/06/2010
المشاركات
159
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه،وبعد: فهذا بحث في التعريف بأبي نصر البغدادي،أحد الرواة في سلسلة رواية قالون من طريق ابن نفيس،أعتنيت فيه بإنارة المبهم من ترجمته،وبيان المجمل من روايته عن عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي،وذلك من خلال المحاور التالية:
المقدمة:وتشمل على:أسباب الاهتمام بالموضوع ومبررات الحديث عنه...
المبحث الأول:ويشتمل على:التعريف باسمه ونسبه وكنيته ولقبه
المبحث الثاني: ويشتمل عى:التعريف بشيوخه وتلاميذه
المبحث الثالث :ويشتمل على: إثبات أخذه عن الفرضي ,وإثبات أخذ ابن نفيس عنه
البحث الرابع: ويشتمل على:ذكر أسانيده في القراءات من خلال الكامل وروضة الحفاظ والنشر
المبحث الخامس: ويشتمل على : بيان مكانته وثناء العلماء عليه وتاريخ وفاته
الخاتمة :وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها..
 
المبحث الثالث: ويشتمل على: إثبات أخذه عن الفرضي ,وإثبات أخذ ابن نفيس عنه
البحث الرابع: ويشتمل على:ذكر أسانيده في القراءات من خلال الكامل وروضة الحفاظ والنشر
جزاك الله خيرا، الشيخ أحمد، على هذا الوعد وأعانك على الوفاء به. ولأنك ممن عانوا الإشكال الواقع في السند المغربي التنواجيوي برواية قالون حسب المصادر المتاحة سابقا - النشر - غاية النهاية - معرفة القراء الكبار- القراء والقراءات في المغرب ، كتاب العلامة الدنبجة ولد معاوية..... - فإن اطلاعكم على ما يصحح أخْذَ ابن نفيس عن أبي نصرٍ البغدادي وأخْذَ هذا عن أبي أحمد الفرضي يعتبر فتحا مبينا في هذه الجبهة. بانتظار الوفاء !
 
إنارة المبهم من طرق عبيد الله بن أبي مسلم

إنارة المبهم من طرق عبيد الله بن أبي مسلم

((إنارة المبهم من طرق عبيد الله بن أبي مسلم))
المقــدمــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى من تبع هداه، وبعد:فهذه رسالة في تعيين اسم أبي نصر البغدادي الذي أبهم في إجازات شيوخنا تبعا لنقل شيوخهم من المغاربة والأندلسيين،ويبدو أن هذا الإشكال قد أخذ جزءا من اهتمال علماء المغرب في وقت ما،بدليل قول العلامة ابن عبد السلام الفاسي([1]) أثنا حديثه عن أسانيده في القراءات ((...وأما قالون ،فقرأ له أبو العباس ابن نفيس على أبي نصر:هكذا في الإجازات المذكورة بالكنية من دون اسم،فانظر فإني لم أعرفه ،فلعله أبو نصر أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب البغدادي،فإنه يمكن أن يكون قرأ على الفرضي،فإنه شارك نصر بن عبد العزيز في القراءة على منصور بن محمد بن منصور،صاحب بن مجاهد،فلعله شاركه في القراءة على الفرضي أيضا،لأن نصراً قرأ عليه،ويحتمل أن يكون المراد أبا نصر محمد بن أحمد بن حامد،والزمان صالح،لكني لم أر الذهبي ذكر في شيوخ الفرضي منصور بن محمد،مع أنه لامانع من أن يكون المراد نصر بن عبد العزيز،لتحقق قراءته على الفرضي،وتصحف بالكنية،ولا يبعده وفاة ابن نفيس قبله ،لأنه توفي رحمه الله سنة 461هـ، وعلى أنه هو المراد،فهو قرأ على أبي أحمد عبيد الله بن أحمد بن مهران بن أبي مسلم الفرضي..)) ([2])، ولما كان الأمر هكذا، وكانت معرفة الأسماء المبهمة من غرر مسائل العلم، لتعلقها بالرواية والنقل، قمت بتتبع طرق الفرضي فيما تيسر الوقوف عليه من كتب القراءات،فلم أظفر بشيء يطمئن إليه، وبقي الأمر معلقا برهة من الزمن إلى أن وقعت في يدي نسخة من روضة المُعدَّل،فعثرت فيها على التصريح باسم أبي نصر البغدادي ، والنص على روايته عن الفرضي من طريق ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط،وهي الطريق التي فيها الإشكال المذكور،فاغتبطت بذلك غاية الاغتباط،ثم شرعت في جمع شتات ترجمته،مرتبا لها على النحو التالي:
المقدمة:وتشتمل على بيان أسباب الاهتمام بالموضوع مع الإشارة إلى مبررات الحديث عنه...
المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه
المبحث الثاني شيوخه وتلاميذه
المبحث الثالث: أسانيده في القراءات
المبحث الرابع: أخذه عن الفرضي وأخذ ابن نفيس عنه
المبحث الخامس: مكانته وثناء العلماء عليه وتاريخ فاته
الخاتمة:وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها.

... يتواصل




[1] هو محمد بن عبد السلام بن العربي الفاسي، مقريء محقق،له مؤلفات فائقة في القراءات وعلوم القرآن، توفي سنة 1214هـ

[2] انظر: فهرس ابن عبد السلام الفاسي، تحقيق محمد أمين زلو ، ص:334


 
المبحث الأول:اسمه ونسبه وكنيته ولقبه
هو:عبد الملك بن علي بن شابور- ويقال بالمهملة - بن نصر بن الحسين،أبو نصر البغدادي، الخرقي المعري،والخرقي بكسر الخاء وفتح الراء،نسبة إلى بيع الخرق،ويحتمل أنها نسبة إلى الخرق،بفتح الخاء والراء،وهي قرية من قرى من مرو،ينسب إليها جماعة من العلماء،ونسبه الهذلي إلى معرة النعمان، فعله استوطنها في آخر عمره،وقد تضافرت مصادر ترجمته على تلقيبه بالمقريء،وذلك لاشتهاره بالاقراء،وتلقيه عن مشاهير قراء زمانه([1])
المبحث الثاني: شيوخه وتلاميذه:
أولا: شيوخه
تلقى أبو نصر عن جماعة من قراء زمانه،من أشهرهم:
· عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران بن أبي مسلم،أبو أحمد الفرضي البغدادي،إمام كبير،ثقة ورع، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ابن بويان،وهو آخر من بقي من أصحابه ممن روى عنه قراءة قالون وغيرها،أخذ عنه القراءة عرضا ،كان أبو أحمد ورعا دينا،اجتمعت فيه أدوات الرئاسة ،من علم وقراءة وإسناد وحالة متسعة في الدنيا، وكان مع ذلك أورع خلق الله،مات في شوال سنة ست وأربعمائة ،وله اثنان وثمانون سنة([2])
· عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء،أبو الفرج النهر واني،القطان،أخذ القراءة عرضا عن زيد بن علي بن أبي بلال وأبي بكر النقاش وابن مقسم وأبي طاهر بن أبي هاشم،وغيرهم،وعمر دهرا طويلا و اشتهر ذكره،مات في رمضان سنة404هـ ([3])
· علي بن أحمد بن عمر بن حفص،أبو الحسن الحمامي،شيخ العراق ومسند الآفاق،أخذ القراءات عرضا عن أبي بكر النقاش وعن علي بن محمد القلانسي وأبي بكر بن مقسم ،وغيرهم، تفرد بأسانيد القرآن وعلوها،توفي في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة،وهو ابن تسعين سنة، 417هـ()[4]
· أحمد بن عبد الكريم بن عبد الله ،أبو الحسين الشينيزي البصري القاضي،مقريء متصدر مشهور،قرأ على علي بن محمد بن خشنام وابن مقسم ،ولم يذكر ابن الجزري تاريخ وفاته ([5])
· عبد السلام بن الحسين بن محمد بن طيفور،أبو أحمد البصري، ثم البغدادي شيخ عارف ثقة ،قرا علي الحسين بن إبراهيم الصائغ و علي بن محمد بن خشنام وعلي بن محمد بن صالح الهاشمي وابن شيظا وغيرهم،قال الخطيب البغدادي كان صدوقا عارفا بالقراءات،مات سنة خمس وأربعمائة([6])
· أحمد بن عبد الله بن الخضر،أو الحسن السوسنجردي البغدادي،والسوسنجردي، بضم السين وسكون الواو والنون وكسر الجيم وسكون الراء، نسبة إلى قرية قرب بغداد ،إمام مشهور،قرأ على زيد بن أبي بلال وعبد الواحد بن أبي هاشم،ومحمد بن عبد الله بن أبي مرة الطوسي،غيرهم،توفي سنة:402هـ ([7])
· الحسن بن محمد بن يحى بن داوود،أبو محمد الفحام، البغدادي السامري،قرأ على جماعة من الأعلام منهم النقاش وابن مقسم و ابن أبي بلال ، مات سنة 340هـ([8])
ثانيا:تلاميذه
من أبرز تلاميذ أبي نصر البغدادي:
· موسى بن الحسين بن إسماعيل بن موسى،الشريف،أبو إسماعيل الحسيني المصري،المعروف بالمعدل،أستاذ عارف،ألف كتاب الروضة في القراءات الخمس عشرة، قرأ عليه منصور بن الخير بن يعقوب بالمعروف بالأحدب،لم يذكر ابن الجزري تاريخ وفاته([9])
· يوسف بن علي بن جبارة أبو القاسم الهذلي،الإمام الجليل ،ولد في حدود التسعين وثلاثمائة بالمغرب الأوسط،وطاف البلاد في طلب القراءات،قال الجزري (لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته ولا لقي من لقي من الشيوخ،قال في الكامل"فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب فرغانة يمينا وشمالا وجبلا وبحرا،ولو علمت أحدا تقدم علي في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته"،توفي الهذلي سنة خمس وستين وأربعمائة([10])
· أحمد بن سعيد بن أحمد بن عبد الله بن سليمان، المعروف بابن نفيس،أبو العباس الطرابلسي الأصل ،ثم المصري، إمام كبير،انتهى إليه علو الإسناد،قرا عليه خلق كثير،منهم:أبو معشر الطبري وأبو القاسم الهذلي وموسى بن الحسين المعدل،وعبد الله بن عمر بن العرجاء القيرواني،وهو ممن أخذ عنه بواسطة وبغير واسطة،وقيل إن أبا عمرو الداني أخذ عنه، وعمر حتى جاوز المائة ،توفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وقيل خمس وأربعين([11])



[1] غاية النهاية في طبقات القراء لابن اجزري2/694 -695،الكامل ص:165، معجم البلدان ياقوت الحموي2/360

[2] غاية النهاية:2/723

[3]غاية النهاية 2/691 -692

[4]غاية النهاية:.2/763 - 765

[5]غاية النهاية...1/123 - 124

[6]غاية النهاية: 2/578 - 579

[7]غاية النهاية :1/ 127

[8]غاية النهاية 1/357 - 358والكامل ص:263

[9]غاية النهاية 3/1304

[10]غاية النهاية 3/1405 -1410

[11]غاية النهاية 1/101 - 103
 
هو:عبد الملك بن علي بن شابور- ويقال بالمهملة - بن نصر بن الحسين،أبو نصر البغدادي، الخرقي المعري،والخرقي بكسر الخاء وفتح الراء،نسبة إلى بيع الخرق،ويحتمل أنها نسبة إلى الخرق،بفتح الخاء والراء،وهي قرية من قرى من مرو،ينسب إليها جماعة من العلماء،ونسبه الهذلي إلى معرة النعمان، فعله استوطنها في آخر عمره،وقد تضافرت مصادر ترجمته على تلقيبه بالمقريء،وذلك لاشتهاره بالاقراء،وتلقيه عن مشاهير قراء زمانه
نعم هذا هو المرقم (1904) من غاية النهاية ! نعم يكنى بأبي نصر البغدادي ! نعم قرأ على أبي أحمد الفرضي المرقم (1986) ! لكن لم يُثبِتْ له "غاية النهاية" إلا ثلاثة شيوخ، وتلميذين، ليس ابن نفيس واحدا منهما، وذلك بقوله:
1904- عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي شيخ مقرى متصدر ناقل معروف، قرأ على أبي الحسن الحمامي وعبيد الله بن مهران والحسن بن محمد بن عبد الله ابن أبي مرة، قرأ عليه موسى بن الحسين المعدل وأبو القاسم الهذلي."
أما ابن نفيس المرقم (235) فلم يقرأ، حسب غاية النهاية، إلا على أربعة ليس منهم من يكنى بأبي نصر البغدادي،
أما الذي قرأ على عبد الملك بن بكران المرقم (1893)، وأحمد بن عبد الكريم بن عبد الله المرقم (296)، وعبد السلام بن الحسين بن محمد بن طيفور المرقم (1581)، وأحمد بن عبد الله بن الخضر المرقم (307)، والحسن بن محمد بن يحيى بن داود المرقم (1020)، فهو نصر بن عبد العزيز الشيرازي وليس أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين.
الخلاصة - حسب غاية النهاية -: قرأ أبو نصر البغدادي عبد الملك بن علي بن شابور على أبي أحمد الفرضي، لكن ابن نفيس لم يقرأ عبد الملك بن علي بن شابور أبي نصر البغدادي هذا. وعليه فلا يزال الإشكال قائما.
ونرجو أن تنقلوا لنا ما ذُكِر في روضة المعدل. وجزاكم الله خيرا !
 
الأستاذ الجليل الشيخ :محمد الحسن بوصو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وشكرا على الملاحظة والاهتمام.​
لعل البقية الباقية من هذه"إلإنارة "تكشف جانبا من هذا الابهام...وفي انتظار تركيب أدوات الإنارة وتسليط الضوء على محل الاشكال ، أود أن أشير هنا إلى أن ترجمة عبد الملك بن شابور في الغاية مقتضبة جدا،ومع ذلك لاتخلو من خيوط توصل إلى معرفة شيوخه وتلاميذه،وماذكرته من الإحالة على تراجم شيوخه السبعة وتلاميذ الثلاثة،هو من باب توثيق تراجمهم فقط،أما ماعدا ذلك من توثيق أخذه عليهم وأخذ تلاميذه عنه،فمصدره الأسانيد المثبة في كتب القراءات،وسوف أذكرها لاحقا،فأرجو أن يكون ذلك من باب الإرسال الخفي لامن باب التدليس،ثم إن أبا نصر عبد الملك بن شابور شارك نصر بن عبد العزيز الفارسي وأبا علي المالكي وطبقتهما في الأخذ عن هؤلاء الشيوخ،كما ستأتي لإشارة إليه...
 
الشيخ أحمد بارك الله فيكم
أردنا فقط أن نقول بأن المشايخ الذين ذكرتموهم غير الذين ذكرهم غاية النهاية إنما قرأ عليهم نصر بن عبد العزيز الفارسي وليس أبا نصر عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين.
ثم إن ابن نفيس، حسب الغاية ، لم يقرأ لا على نصرٍ ولا على أبي نصرٍ، لا البغدادي أحمد بن مسرور، ولا الخرقي عبد الملك بن علي. وأرجو ان تراجعوا تراجمهم حسب الترقيم الذي أرفقته في المشاركة الماضية
 
الشيخ العلامة أحمد بن محمد فال الألفغي البهناوي، حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم.
أرجو التنبه إلى أن بحثكم ذهب إلى أن أبا نصر عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين البغدادي، الخرقي قرأ على عبد الملك بن بكران وأحمد بن عبد الكريم بن عبد الله وعبد السلام بن الحسين بن محمد بن طيفور وأحمد بن عبد الله بن الخضر والحسن بن محمد بن يحيى بن داوود وعلي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي وأبي أحمد الفرضي، ونسب بحثكم ذلك إلى غاية النهاية لابن الجزري.
بالرجوع إلى غاية النهاية نجد أن الخمسة الأول لم يقرأ عليهم أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور، وإنما قرأ عليهم نصر بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي:
أما ابن بكران فذكره الجزري في الغاية بقوله: "1893-"س غا ف ك" عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبو الفرج النهرواني القطان مقرىء أستاذ حاذق ثقة، أخذ القراءات عرضاً عن "س غا ك" زيد بن علي بن أبي بلال و"س" أبي عيسى بن بكار وأبي بكر النقاش وابن مقسم ومحمد بن علي بن الهيثم و"ف" أبي طاهر بن أبي هاشم و"س ف ك" هبة الله بن جعفر و"س" محمد بن عبد الله بن أبي عمر و"س" أبي عبد الله الفارسي و"س ف" علي بن محمد بن خليع القلانسي، قرأ عليه "ك ن" الحسن بن محمد البغدادي و"س" الحسن بن علي العطار ونصر بن عبد العزيز الفارسي و"ك" أبو الفضل بن عبد الرحمن بن أحمد الرازي و"غا ف" أبو علي غلام الهراس و"س" الحسن بن أبي شابور 1894-و"ك" عبد الملك بن عبدويه، ألف في القراءة كتاباً، وعمر دهراً واشتهر ذكره ومات في رمضان سنة أربع وأربعمائة."
وذكر أحمد بن عبد الكريم بقوله:"غا ف ك" أحمد بن عبد الكريم بن عبد الله أبو الحسين الشينيزي البصري القاضي بسر من رأى مقري متصدر مشهور، قرأ على "غا ف ك" على بن محمد بن إبراهيم بن خشنام و"ك" ابن مقسم، قرأ عليه "غا ف" الحسن بن القاسم الواسطي والحسن بن علي المالكي ونصر بن عبد العزيز و"ك" عبد الملك بن شابور وعبد الرحمن بن أحمد الرازي."
وذكر عبد السلام بن الحسين بقوله: "س ك" عبد السلام بن الحسين بن محمد بن طيفور أبو أحمد البصري ثم البغدادي شيخ عارف ثقة، قرأ على "س" الحسين بن إبراهيم الصائغ و"س ك" علي بن محمد بن خشنام و"س" علي بن محمد بن صالح الهاشمي و"س" علي بن أبي رجاء و"س" أبي العباس الكيال، قرأ عليه "س" ابو علي الشرمقاني و"س" الحسن بن علي العطار و"ك" الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي و"س" أبو الحسن الخياط وعبد الواحد بن شيطا ونصر بن عبد العزيز الشيرازي و"ك" عبد الملك بن سابور، وفي الروضة قال فيه عبد السلام بن الحسن وهو تصحيف في اسم أبيه والله أعلم، قال الخطيب البغدادي وكان صدوقاً عارفاً بالقراءات مات سنة خمس وأربعمائة."
وذكر بن الخضر بقوله : "307-"س غا ف ك" أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور أبو الحسن السوسنجردي ثم البغدادي ضابط ثقة مشهور كبير، ولد في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وثلثمائة، قرأ على "س ف" زيد بن أبي بلال و"غا" عبد الواحد بن أبو هاشم وعلي بن محمد بن جعفر بن خليع ومحمد بن خليع ومحمد ابن عبد الله بن أبي مرة الطوسي و"غا ف" بكار بن أحمد، قرأ عليه أبو علي غلام الهراس وأبو بكر محمد بن علي الخياط وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المالكي ونصر بن عبد العزيز الفارسي والحسن بن علي العطار وعبد الملك بن شابور، توفي يوم الأربعاء لثلاث خلون من رجب سنة اثنتين وأربعمائة عن نيف وثمانين."
وذكر الحسن بن محمد بن يحيى بقوله :" 1020-س ف ك غا" الحسن بن محمد بن يحيى بن داود أبو محمد الفحام المقري الفقيه البغدادي السامري شيخ مصدر بارع، قرأ على "ك" أبي بكر النقاش و "س" محمد بن أحمد بن الخليل وابن مقسم وبكار بن أحمد و "س ف ك" جعفر بن عبد الله السامري و "س ك" سلامة بن الحسن الموصلي و "س ف" زيد بن أبي بلال وعلي بن إبراهيم بن خشنام المالكي و"س" عمر ابن أحمد الحبال و"س" عبد الله بن محمد الوكيل و "ك" ابن الجهم وأبي الطيب الدلاء وجعفر بن محمد بن غيالي ويوسف بن علان، وطال عمره وليس هو بصاحب كتاب الآيات المنزلة في أهل البيت كما قيل، قرأ عليه نصر بن عبد العزيز الفارسي و "ف غاط أبو علي غلام الهراس و "س" الحسن بن علي العطار وعلي بن محمد بن فارس الخياط و "ك" أبو علي البغدادي و "ك" عبد الملك ابن شابور، مات سنة أربعين وثلاثمائة.
وتلاحظون بالأحمر أن هؤلاء الخمسة شيوخ نصر بن العزيز الفارسي الشيرازي ولم يقرأ عليهم أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين البغداي، وقد نقلنا التراجم بنصها من غاية النهاية.
صح من غاية النهاية قراءة عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين، أبي نصر البغدادي على أبي أحمد الفرضي ولكن لم تصح قراءة ابن نفيس عليه. وبهذا يبقى الإشكال كما هو في السند التنواجيوي المغربي لرواية قالون.
وقد كنت بحثت الموضوع سنة 2002 مع العالم الرجالي الشهير، المختار بن أحمد السالم، حفظه الله ورعاه وافترضنا أبا نصر عبد الملك بن علي هذا ثم استبعدناه لاعتبارات يطول شرحها هنا.
على أني أرغب إليكم في إيراد ما ورد في روضة المعدل بشأن ابن نفيس - أبي نصر البغدادي - أبي أحمد الفرضي.
وشكرا مجددا
 
المبحث الثالث: أسانيد أبي نصر والرواية عنه
تـلقى أبو نصر البغدادي القراءات عن جماعة من مشاهير قراء عصره،فآلت إليه بسبب ذلك أساند جماعة من كبار أئمة الأداء، وهذه نماذج من أسانيده ،مرتبة حسب أخذه عن شيوخه:
عبد الملك بن بكران،أبو الفرج النهر واني،روى عنه أبو نصر رواية إسماعيل بن جعفر عن نافع من طريق ابن فرح و الكاغدي وجعفر بن الهيثم ([1]) ورواية المسيبي عن نافع من طريق العمري والمنقِّي وابن قعنب وابن سعدان ([2]) ورواية ابن وردان من طريق الفضل ابن شاذان ([3]) ورواية البزي من طريقي ابن فرح وأبي ربيعة ([4])ورواية ابن ذكوان من طريق هبة الله ([5])ورواية هشام من طريق الداجوني ([6])ورواية شجاع عن أبي عمرو من طريق بكار بن أحمد بن عيسى([7])
علي بن أحمد بن عمر ،أبو الحسن الحمامي،روى عنه أبو نصر رواية ورش من طريق الأصبهاني([8])ورواية رويس من طريق النخاس ([9])رواية شعبة من طريق العليمي ([10])رواية حفص من طريق عبيد بن الصباح ،وراية الدوري عن أبي عمرو من طريق أبي عثمان الضرير([11])ورواية الدروي عن أبي عمرو من طريق ابن أبي بلال([12])ورواية أبي الحارث من طريق النقاش([13])ورواية ابن حمدون عن الكسائي من طريق بكار بن أحمد([14]) ورواية قتيبة عن الكسائي ([15])ورواية خلف عن حمزة ([16])رواية بن ذكوان من طريق النقاش ([17])،و رواية رويس من طريقي ابن حبشان والنخاس،([18]) ورواية البزي من طريق النقاش([19])،،ورواية قتيبة عن الكسائي من طريق النهاوندي([20])
أحمد بن عبد الله بن عبد الكريم ،أبو الحسين الشينيزي البصري،روى عنه أبو نصر رواية رويس من طريق أبي العباس المعدل ([21])و رواية روح من طريق ابن وهب([22])
عبد السلام بن الحسين بن طيفور،أبو أحمد البصري،روى عنه أبو نصر رواية روح من طريق أبي العباس المعدل ([23])
أحمد بن عبد الله بن الخضر،أبو الحسن السوسنجردي البغدادي،روى عنه أبو نصر رواية إسماعيل بن جعفر عن نافع من الطريق ابن فرح ([24]ورواية أبي الحارث من طريق القنطري ([25])،ورواية إسحاق الوراق عن خلف،من طريق النقاش،قال المعدلعقب سياقه لهذه الرواية: قال "شيخنا- يعني أبا نصر- قال: السوسنجردي قال النقاش، توفي إسحاق،فقرأ ت بعده على أبي الحسين علي بن محمد بن نازك باختيار خلف مائة ختمة تزيد او تنقص"([26])،وروى عنه أيضا رواية خلف من طريق المروزي ورواية ابن نازك الطوسي عن خلف ([27]) ورواية الوراق عن خلف([28])
الحسن بن محمد بن يحى بن داوود،أبو محمد المعروف بابن الفحام، البغدادي السامري،روى عنه أبو نصر رواية أوقية عن اليزيدي من طريق أبي قبيصة حاتم بن إسحاق الضرير ([29])ورواية العباس عن أبي عمرو ([30])وروية الوليد بن حسان عن ابن عامر ([31]) ورواية هبيرة عن الكسائي([32])وراية العجلي عن حمزة([33])ورواية خلاد عن حمزة من طريق بكار بن أحمد([34])ورواية زائدة بن قدامة عن الأعمش([35])
عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أبي مسلم بن مهران الفرضي،روى عنه أبو نصررواية قالون من طريق أبي نشيط،من طريق ابن بويان عن ابن الأشعث عنه ([36])
الحسن بن محمد بن أبي مرة الطوسي([37])، روى عنه أبو نصر ورواية إسماعيل بن جعفر عن نافع من طريق خلف([38]) وروايتي عبيد بن عقيل ومحبوب عن شبل بن عباد([39]) ورواية شعبة عن يحى بن ءادم([40])
القاسم بكر بن شاذان([41])روى عنه أبو نصر رواية ابن ذكوان من طريق الداجوني([42])

محمد بن المظفر ،أبو بكر الدينوري([43]) ،روى عنه أبو نصرورواية السوسي من طريق ابن حبيش ([44])
علي بن جعفر الساعدي([45]) روى عنه أبو نصر رواية أبي الحارث من طريق الخفاف([46])
محمد بن عبد الله بن الحسين،أبو عبد الله الجعفي([47]) ،روى عنه أبو نصر رواية العبسي عن حمزة([48])
محمد بن إبراهيم،أبو عبد الله المقريء([49])،روى عنه ابو نصر رواية حفص من طريق عبيد بن الصباح([50])
عبد الباقي بن فاس ،أبو الحسن المقريء([51])،روى عنه أبو نصر رواية جرير عن الأعمش ([52])
مصادر أسانيد أبي نصر البغدادي:

تعتبر روضة المعدل وكامل الهذلي من أهم مصادر أسانيد أبي نصر البغدادي،ومن هنا اعتمد ابن الجزري عليهما فيما انتقاه في نشره من طرق أبي نصر البغدادي،وذك على النحو التالي:
*طريق الأصبهاني عن ورش، قرأ بها المعدل على أبي نصر عن الحمامي([53
*طريق الداجوني عن هشام،قرأ بها المعدل على أبي نصر عن النهرواني([54])
*طريق أبي ربيعة عن البزي من طريق النقاش عنه ،قرأ بها المعدل والهذلي جميعا على أبي نصر عن الحمامي([55])
*طريق الفضل بن شاذان عن ابن وردان،قرأ بها الهذلي على أبي نصر عن النهرواني([56])
*طريق النخاس عن رويس،قرأ بها الهذلي على أبي نصر عن الحمامي ([57])
* طريق ابن وهب عن روح، قرأ بها الهذلي على أبي نصر وقرأبها أبو نصر على الشيخين: أبي الحسين أحمد بن عبد الكرريم بن عبد الله الشنيزي والقاضي أبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري([58])
*طريق السوسنجردي عن الوراق،قرأ بها الهذلي على أبي نصر عن السوسنجردي عن ابن أبي مرة الطوسي عن إسحاق الوراق([59])



[1]روضة المعدل( مخطوط) الورقة 17
[2]روضة المعدل الورقة 18

[3]روضة المعدل الورقة 18

[4] روضة العدل الورقة 19

[5] روضة العدل الورقة 20

[6]روضة المعدل الورقة 22

[7]روضة المعدل الورقة 24

[8]روضة المعدل الورقة 16

[9]روضة المعدل الورقة 26

[10]روضة الحفاظ الورقة 29

[11] روضة الحفاظ الورقة 31

[12] روضة المعدل الورقة 31

[13]روضة المعدل الورقة 32

[14] روضة المعدل الورقة 33

[15] روضة المعدل الورقة 33

[16] روضة المعدل الورقة 24

[17] روضة المعدل الورقة 21

[18]الكامل ص 261 – 262

[19]الكامل،ص:216،وهي فيه عن أبي نصر البغدادي وأبي العباس أحمد بن علي بن هاشم وأحمد ابن مسرور الخباز وأبي علي المالكي،كلهم عن الحمامي

[20] الكامل،ص:302، وهي فيه عن أبي نصر وأبي علي المالكي كلاهما عن الحمامي

[21]روضة المعدل الورقة 26،والكامل ،ص:262،وهي في الكامل عن أبي نصر البغدادي وأبي علي البغدادي عن الحمامي

[22]الكامل ص262،وهي فيه عن ابي نصر البغدادي أبي علي المالكي عن الشنيزي
[23]روضة المعدل الورقة 26 والكامل 262

[24]روضة المعدل الورقة 17

[25] روضة المعدل الورقة 31

[26]روضة المعدل الورقة 30

[27] روضة المعدل الورقة290

[28] روضة المعدل الورقة30

[29] روضة المعدل الورقة 24

[30]روضة المعدل الورقة 24

[31]روضة المعدل الورقة 27

[32]روضة المعدل الورقة 33

[33] روضة المعدل الورقة 30

[34] روضة المعدل الورقة 29

[35] روضة المعدل الورقة 26،والكامل،ص:263

[36]روضة المعدل الورقة 16

[37]هو الحسن بن محمد بن عبد الله بن أبي مرة،النقاش الطوسي، روى القراءة عرضا عن أبيه،روى القراءة عنه عرضا عبد الملك بن شابور،الغاية1/355

[38] الكامل 206

[39]الكامل 226

[40]الكامل269

[41]هو بكر بن شاذان،أبو القاسم البغدادي الزاهد،شيخ ماهر ثقة مشهور(ت405هـ) الغاية 1/275

[42]روضة المعدل الورقة 22،وهي فيها عن أبي نصر البغدادي وأبي الحسين:نصر بن عبد العزيز الفارسي،الورقة عن ابن شاذان

[43]هو محمد بن المظهر،أبوبكر الدينوري،شيخ دينور وإمام جامعها،قدم إليها بعيد الأربعمائة،الغاية3/1235


[44]روضة المعدل الورقة 23

[45]هو علي بن جعفر بن سعيد السعيدي،أبو الحسن السعيدي الرازي،أستاذ معروف، قرأ على النقاش والشذائي والمطوعي،بقي إلى حدود العشر وأربعمائة، الغاية 2/774

[46] روضة المعدل الورقة 32

[47] هو محمد بن عبد الله بن الحسين،أبو عبد الله الجعفي الكوفي،القاضي الفقيه،نحوي مقريء ثقة،كان يأخذ بإعادة سورة الإخلاص ثلاث مرات عند الختم،انفرد بذلك في رواية الأعشى،مات سنة اثنين وأربعمائة،الغاية 3/1128

[48] روضة المعدل الورقة 36

[49] ترجم ابن الجزري لجماعة من القراء،يحمل كل واحد، نفس الاسم والنسبة والكنية،ولم يتبن لي المراد هنا،انظر الغاية 2/956 - 2/957

[50] روضة المعدل الورقة 27

[51]هو عبد الباقي بن فارس بن أحمد،الحمصي،ثم المصري،أخذ عن والده وعن جماعة،أخذ عنه بن بليمة وابن الفحام،وغيرهما،عمر دهرا ومات في حدود الخمسين وأربعمائة ،الغاية 2/545

[52] روضة المعدل الورقة 26

[53]النشر-1 /560

[54]النشر 1 / 622

[55] النشر1 / 574

[56] النشر1 /701

[57]النشر 1/ 713

[58] 1النشر/ 71 8

[59] 1النشر/ 729
 
المبحث الرابع :أخذه عن الفرضي وأخذ ابن نفيس عنه
تواترت إجازات المغاربة على إسناد رواية قالون من طريق ابن نفيس عن أبي نصر البغدادي عن الفرضي،وقد استخدم كتبة هذه الإجازات صيغا متعددة،نقتصر منها على هذا السياق الذي ورد في بعض إجازات شيوخنا، ولفظه( (.... وأما قالون: فقرأ له أبو العباس بن نفيس المتقدم ذكره في سند ورش على أبي نصر([1])، وقرأ أبو نصر على أبي أحمد عبيد الله بن أحمد بن مهران بن أبي مسلم الفرضي ،وقرأ الفرضي على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان بباء موحدة من أسفل،مضمومة بعدها واو ساكنة،فمثناة تحتية([2])، وقرأ ابن بويان على أبي بكر أحمد بن محمد بن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع) وهذا السياق مبني على سياق سابق يتعلق بسند رواية ورش باعتباره المقدم رتبة وسندا،وغالب أسانيد أهل شنقيط في الروايتين تنتهي إلى الشيخ سيد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن معاذ بن يحي التنواجيوي الشنقيطي عن سيدي أحمد الحبيب بن محمد صالح الفلالي ثم اللمطي ([3])،عن سيدي إبراهيم(بن علي،الدرعي،الشهير بالسباعي)([4]) الأسكوري عن الشيخ الإمام أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي(المكناسي الأصل ،الفاسي الدار)([5])،عن عبد الرحمان بن عبد الواحد(السجلماسي،نزيل فاس والمتوفى بها سنة:1029) عن شيخه المفتي بمدينة فاس،أبي عبد الله محمد الشريف الحسني،الشهير بالمري،عن أبي القاسم محمد بن إبراهيم الدكالي عن الإمام الأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن غازي،العثماني عن أبي عبد الله محمد بن الحسين بن حمامه،الدركلي([6])،الشهير بالصغير،عن أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي موسي الفلالي،عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله،السماتي ،الشهير بالفخار عن أبي العباس أحمد بن علي الزواوي عن أبي الحسن علي بن سليمان الأنصاري القرطبي عن أبي جعفر أحمد بن الزبير(الثقفي، الغرناطي)([7]) عن أبي الوليد إسماعيل(بن يحي)([8])الأزدي الغرناطي،الشهير بالعطار عن أبي بكر محمد بن علي بن حسنون(الحميري،البيَّاسي)([9])،عن(أبي محمد عبد الله بن خلف بن بقي،القيسي،القرطبي) عن أبي محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء،(القيرواني)([10]) عن أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري ،عن أبي العباس أحمد بن سعيد بن نفيس(الطرابلسي الأصل،ثم المصري)([11]) عن أبي عدي، عبد العزيز بن علي،عن أبي بكر بن سيف عن أبي يعقوب،يوسف بن يسار الأزرق عن أبي سعيد عثمان بن سعيد الشهير بورش عن نافع،عن عبد الرحمن بن هرمز،الأعرج عن أبي هريرة،وابن عباس عن أبي بن كعب،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)،وهذا السياق المذكور هنا لايختلف في مجمله عما هو مذكور في كتب الفهارس والأثبات التي ذكرت هذه الأسانيد أو أشارت إليها،وقد تضافرت كتب طبقات القراء وغيرها على إثبات أخذ ابن نفيس عن أبي عدي المصري،وسكت المتداول منها عن التعرض لأخذه عن أبي نصر البغدادي،إلا أن قراءة المعدل على أبي نصر البغدادي- الآتي بيانها- تعتبر متابعة قوية لمضمون هذه الأسانيد التي اتفق نقلتها على أخذ ابن نفيس عن أبي نصر ،أما قراءة أبي نصر على أبي حمد الفرضي، قد أثبتها ابن الجزري في الغاية([12]) ونص عليها المعدل في روضة الحفاظ مع زيادة بعض التفاصيل المهمة حين قال (فصل:رواية ابن الأشعث عنه – يعني عن قالون – قرأت بها على الشيخ الإمام أبي نصر عبد الملك بن علي بن سابور البغدادي المقري رضي الله عنه بتاج الجوامع([13])وقال قرأت بها على أبي أحمد :عبيد الله بن أحمدبنمحمد بن أحمد بن مهران بن أبي مسلم الفرضي الزاهد المقرئ، وانه قرأ بها عل أبي الحسين أحمد بن بويان الحربي، وانه قرأ على أحمد بن محمد بن الأشعث القاضي، وانه قرأ على أبي نشيط محمد بن هارون المروزي)([14])وتتجلى أهمية هذا الإسناد في التصريح باسم أبي نصر وذكر نسبه وكنيته،إضافة إلى تحديد الطريق التي قرأ بها على أبي أحمد الفرضي،وهي نفس الطريق التى تضمنتها هذه الأسانيد،وممن روى هذا الأسانيد من طريق ابن العرجاء الإمام محمد بن إبراهيم الحضرمي مؤلف "المفيد في القراءات الثمان"الذي لخص فيه تلخيص أبي معشر وزاد عليه زيادات معتبرة،مثل طريقي الأزرق وأبي نشيط،ومع أنه لم يذكر أسانيده في مقدمة كتابه،إلا أنه يفهم من مما أورده في عضون كتابه أنه اعتمد طريق ابن بويان عن ابن الأشعث وطريق أبي عدي عن ابن سيف ([15]) ويلاحظ أن هذه الأسانيد وغيرها من أسانيد ابن نفيس لا توجد في التلخيص ولا في سوق العروس،مع أن قراءة أبي معشر علي ابن نفيس ثابتة عند أئمة النقل،،فقد أثبتها الذهبي وابن الجزري([16])فيحمل عدم ذكرأبي معشر لها في كتابيه على تعدد النسخ،أو أنه ذكرها في بعض كتبه التي لم تصلنا، أو أنها ضاعت من أسانيده،وقد أشار في سوق العروس إلى شيء من ذلك أثناء سياقه لأسانيد قراءة طلحةابن مصرف فقال(... كان عندي غير هذه الطريق ولكن ضاع من أسانيدي فصرت أرويها مرسلا إلى أن أجد ها...إن شاء الله([17])،ومثل هذا يقع كثيرا ،فقد قال ابن سلار في طبقاته أثناء سياقه لسند رواية هشام ما لفظه (..وقال تقي الدين قال الشيخ كمال الدين،أخبرني أبو الجود قال اخبرنا الشريف الخطيب أن أبا العباس ابن نفيس أراه خطه بالإجازة له في هذه الرواية،وذكر أن إسناده خرج من يده وضاع،فيجب التماسه)([18])






















[1] وفي بعض الاجازات زيادة البغدادي
[2] هكذا ورد ضبطه في بعض جازات شيوخنا.

[3] نسبة إلي لمط بفتحتين:قرية من قري سجلماسة بالمغرب الأقصى

[4] مابين القوسين مستدرك من فهرس الفهارس للكتاني 2/1094

[5] مابين القوسين زيادة ليست في أصل الإجازة،وهي لازمة للتوضيح

[6] هكذا نسبه ابن غازي في فهرس شيوخه ،وساق سنده على هذا النحو: ص 36

[7]مابين القوسين مستدرك من غاية النهاية في طبقات القراء /لابن الجزري1/32

[8] ما بين القوسين مستدرك من غاية النهاية 1/170

[9]مابين القوسين زيادة مستدرك من غاية النهاية 2/ 241وبياسة،بفتح الباء ،وتشديد الياء،مدينة بالأندلس.

[10]مابين القوسين مستدرك من غاية النهاية1/438

[11]ما بين القوسين مستدرك من غاية النهاية(1/56)

[12] انظر الغاية2/694

[13]تاج الجوامع:جامع مشهور بمصر، ورد اسمه في طبقات القراء لابن سلار ،ولفظه(..وقرأ ..بالجامع العتيق بمصر المعروف بتاج الجوامع) انظر طبقات القراء: ص 80،وسيأتي أن أبا نصر رحل إلى مصر واستقر بها إلى أن مات، وهذا يدل على أنه شارك ابن نفيس في سكنى مصر ، وهو أمر يؤكد حصول اللقي بينه وبين ابن نفيس.

[14] روضة الحفاظ (مخطوط) ورقة 16

[15]المفيد في القراءات الثمان89

[16] انظر معرفة القراء 2/828،وغاية النهاية 1/56 و 401

[17] نظر سوق العروس (مخطوط) ورقة 89

[18] انظر طبقات القراء 79
 
ونص عليها المعدل في روضة الحفاظ مع زيادة بعض التفاصيل المهمة حين قال (فصل:رواية ابن الأشعث عنه – يعني عن قالون – قرأت بها على الشيخ الإمام أبي نصر عبد الملك بن علي بن سابور البغدادي المقري رضي الله عنه بتاج الجوامع([13])وقال قرأت بها على أبي أحمد :عبيد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مهران بن أبي مسلم الفرضي الزاهد المقرئ، وانه قرأ بها عل أبي الحسين أحمد بن بويان الحربي، وانه قرأ على أحمد بن محمد بن الأشعث القاضي، وانه قرأ على أبي نشيط محمد بن هارون المروزي)
سيدي الشيخ أحمد بن محمد فال الألفغي البهناوي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نفيد سعادتكم أن الإشكال في سند قالون التنواجيوي أو قل المغربي لا يزال قائما كما كان قبل هذا البحث. ولتوضيح ذلك أرجو إمعان النظر في الأسماء الآتية:
- أبو نصر البغدادي أحمد بن مسرور الخباز
- أبو نصر البغدادي عبد الملك بن علي بن سابور الخرقي
- نصر بن عبد العزيز الفارسي
- أبو أحمد الفرضي
وليستقيم السند المغربي لا بد من إثبات اتصاله على النحو التالي: أبو العباس أحمد بن نفيس عن أبي نصر البغدادي عن أبي أحمد الفرضي.
ثم من هو أبو نصر البغدادي ؟ يوجد في غاية النهاية اثنان كل واحد منهم يكني بأبي نصر وينسب إلى بغداد، وهما:
- أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب أبو نصر الخباز البغدادي شيخ جليل مشهور، قرأ على منصور بن محمد بن منصور صاحب ابن مجاهد و"ك" علي بن أحمد الحمامي وعلي بن اسماعيل القطان و"ك" إبراهيم بن أحمد الطبري وعمر بن إبراهيم الكتاين والمعافا بن زكريا، قرأ عليه أبو طاهر بن سوار وأبو منصور محمد بن أحمد الخياط و"ك" أبو القاسم الهذلي والحسن بن أحمد بن علي الشهرزوري وعلي بن الفرج الدينوري وعبد السيد بن عتاب وأحمد بن الحسن القطان وعبد الملك بن أحمد وأبو معشر الطبري، وألف كتاب المفيد في القراءات، توفي في جمادي الأولى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
- عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي شيخ مقرى متصدر ناقل معروف، قرأ على "ك" أبي الحسن الحمامي و"ك" عبيد الله بن مهران و"ك" الحسن بن محمد بن عبد الله ابن أبي مرة، قرأ عليه موسى بن الحسين المعدل و"ك" أبو القاسم الهذلي.
أما أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب أبو نصر الخباز البغدادي فلم يقرأ على الفرضي ولم يقرأ عليه ابن نفيس. وأما عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي فقراءته على الفرضي معروفة من غاية النهاية قبل اكتشاف روضة المعدل.
وقد سبق أن ذهبتم في المشاركة الرابعة من هذه الصفحة إلى أن أبا العباس أحمد نفيس من تلاميذ عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي، وهو كما ترون غير صحيح حسب أمهات كتب رجال القراءات.
في المشاركة الثالثة من هذه الصفحة نقلتم عن سيدي ومولاي محمد بن عبد السلام الفاسي ثلاث افتراضات ليس من بينها عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي الذي ذهبتم إليه.
الخلاصة: لم تثبت - حتى الآن - قراءة أبي العباس أحمد بن نفيس على أيٍّ من أبوي نصرٍ البغداديين، إن صحت التثنية الأولى. ولحل المشكلة لا بد من إثبات قراءة ابن نفيس على أبي نصر البغدادي.
 
أجدد شكري للشيخ الجليل محمد الحسن بوصو على ملاحظاته القيمة التي أثرت الموضوع ...فجزاه الله كل خير، ولي تعليق بسيط على بعضها،أسوقه على النحو التالي:

(( أما أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب أبو نصر الخباز البغدادي فلم يقرأ على الفرضي ولم يقرأ عليه ابن نفيس.)) هذا هو عين الصواب،لأن ابن مسرور لم يذكر في شيوخ ابن نفيس ولا في تلاميذة الفرضي،حسب نقل كتب الطبقات وأسانيد القراء المثبتة في كتب القراءات وغيرها
(( وأما عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي فقراءته على الفرضي معروفة من غاية النهاية قبل اكتشاف روضة المعدل)) هذا صحيح،لكن روضة المعدل أضافت عنصرا جديدا لم يكن معروفا من الغاية، وهو تحديد نوع الرواية التي قرأ بها أبو نصر على الفرضي وبيان أنها من طريق أبي نشيط، وتحديدا من طريق ابن بويان عن ابن الأشعث،وهي طريق السند المغربي،وهذا في حد ذاته مؤشر يدل على جانب من الحقيقة على الأقل،وهذه الطريق بهذا السياق نادرة ،بل لاتكاد توجد من رواية ابن نفيس إلا من طريق روضة الحفاظ والسند المغربي ، والرواية المشهورة في كتب القراءات عن ابن نفيس إنما هي من روايته عن أبي الطيب ابن غلبون، وهي من طريق القزاز عن ابن الأشعث.
((وقد سبق أن ذهبتم في المشاركة الرابعة من هذه الصفحة إلى أن أبا العباس أحمد نفيس من تلاميذ عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي، وهو كما ترون غير صحيح حسب أمهات كتب رجال القراءات)) ما ذكر هناك هو نقل لمضمون نقل أسانيد المغاربة حسب الأسانيد المتداولة الآن،والأصل أن هذا النقل احتفت به قرائن كثيرة ،فصار في حكم التواتر المعنوي ((في المشاركة الثالثة من هذه الصفحة نقلتم عن سيدي ومولاي محمد بن عبد السلام الفاسي ثلاث افتراضات ليس من بينها عبد الملك بن علي بن شابور بن نصر بن الحسين أبو نصر البغدادي الخرقي الذي ذهبتم إليه))لعله لم يذكر ذلك، لأنه اعتمد في نقله على الذهبي،والذهبي لم يترجم لعبد الملك بن سابور حسب النسخة التي عندي من طبقات القراء للذهبي،ولو وقف الشيخ ابن عبد السلام على ترجمة أبي نصر عبد الملك بن سابور لذكره ضمن من ذكر ممن شاركه في الكنية
((الخلاصة: لم تثبت - حتى الآن - قراءة أبي العباس أحمد بن نفيس على أيٍّ من أبوي نصرٍ البغداديين، إن صحت التثنية الأولى. ولحل المشكلة لا بد من إثبات قراءة ابن نفيس على أبي نصر البغدادي)) لعل نقل هذه الأسانيد يكفي في إثبات قراءة ابن نفيس على أبي نصر البغدادي، ولا يبدو أن الرعيل الأول من كتبة هذه الأسانيد أبهموا اسمه إلا لأنه معروف لديهم،فتبعهم من جاء بعدهم ثقة في نقلهم،واستمر الحال على ذلك إلى أن جاء العلامة ابن عبد السلام الفاسي،فوقف أمام المسألة وقفة تأمل.
 
سيدي العلامة أحمد بن محمد فال
أشكر لك التواضع والحصافة، وأنبه إلى لأبي نصر البغدادي الخباز طريقين كل واحد منهما يؤدي إلى نفس ما أدى إليه طريق الفرضي.
ولي عالي الشرف أن أنيهكم إلى أن المشكلة لا تحل نفسها، إنما يحلها الزمن أو زيادة عنصر أو نقصانه أو تنتقل أو تسجد اعتبارات لكنها لا تنحل بالتمني أو بالرقى مثل ما حاولنا فعله في جدة 2004. أعني أن هذه الأسانيد (والأصح السند) هو المشكل فلا يمكن أن يعتبر حلا. ومعنا في دكار الآن المختار ولد أحمد السالم لإجراء فحوصات لأحد إخوته، وهو رجالي قدير، على درجتكم ودرجة العلامة الدنبجة ولد معاوية، قال الرجالي القدير المختار ولد أحمد السالم: "يستبعد أن يكون ابن نفيس قد التقى بأبي نصر الخرقي..." وهذا 002218778187568 رقمه في دكار
 


أنتم أهل الحصافة والتواضع أيها الشيخ الجليل...فهنيئا لكم الخلق الحسن.
لدي تعليقان خفيفان:
التعليق الأول: يتعلق بما ذكرتم بشأن طريقي أبي نصر البغدادي الخباز،وهو، أن ملاحظتي تكمن في رواية المعدل عن أبي نصر البغدادي عن الفرضي،ورواية بن نفيس عن أبي نصر البغدادي من الطريق المذكور- حسب نقل السند المغربي،أو قل الأسانيد المغربية باعتبار أن ابن نفيس هو الذي تتفرع عنه أسانيد القوم في السبع- ،لأن هذا الطريق من رواية ابن بويان عن ابن الأشعث، وهو عزيز من رواية ابن نفيس،أماطريق القزاز عن ابن الأشعث،فهي مشهورة في كتب القراءات من رواية ابن نفيس عن أبي الطيب ابن غلبون،فلا اعتراض على طريقي الخباز اللتين تؤدي كل واحدة منهما إلى ما تؤديى إليه طريق الفرضي،سواء كان ذلك من رواية الخباز أو كان من رواية غيره.
التعليق الثاني: وهو أخف من الأول:ومؤداه أن استبعاد الشيخ المختار بن أحمد سالم لِلُقِيِّ ابن نفيس لأبي نصر البغدادي،غريب من الشيخ مع علمه وسعة اطلاعه،فقد نص صاحب الوافي بالوفيات وصاحب ذيل تاريخ بغداد على أن أبا نصر عبد الملك بن سابور البغدادي الخرقي رحل إلى مصر واستقر بها إلى أن توفي بها سنة 445هـ،كما سيأتي نقله في هذا البحث،ومعلوم أن ابن نفيس توفي بمصر بعد وفاة أبي نصر البغدادي بنحو ثمان سنين،أي: سنة 453هـ،فيما صدر به ابن الجزري من الخلاف الواقع في تاريخ وفاته،وعلى هذا فقد اجمع الرجلان في بلد واحد،وعاش ابن نفيس بعد موت البغدادي مدة ،فما الذي يمنع من حصول لِلُقُيِّ ينهما مع توفر الأسباب ووجود الدواعي؟
 
سيدي أحمد بن محمد فال، شكرا على التعقيبين.
بخصوص الأول منهما فيبدو أن أسلوبي لم يكن واضحا بما يكفي لإدراك أن مرادي ليس طريق القزاز، وإنما طريق ابن بويان بالذات.
ويسرني أن أنتهز فرصة فرز النتائج، عقب هذا الحوار الممتع، لأعرض على حضراتكم الافتراض الذي تبنيناه في سند قالون التنواجيوي، منذ بضع سنوات، بعد ما أعيانا العثور على ما يجعله متصلا حسب المنصوص عليه في إجازتنا من أبي زينب، عليه سحائب الرحمة والرضوان، وارتضاه الشيخ، الأستاذ، الحافظ، الرجالي، القدير، المختار بن أحمد السالم، حفظه الله.
ينبني هذا الافتراض على أن لابن بويان طريقين، في أحدهما أبو أحمد الفرضي، وفي الثاني أبو نصر البغدادي وفي كل منهما سقط شخص فتداخل الطريقان وتركبا بصورة أعيت سيدنا ومولانا محمد بن عبد السلام الفاسي:
1- الطريق الأول: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن محمد أبو معشر الطبري القطان الشافعي عن علي بن الحسن بن زكريا أبو الحسن الطريثيثي الصوفي عن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران ابن أبي مسلم أبو أحمد الفرضي البغدادي.
2- الطريق الثاني: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن محمد أبو معشر الطبري القطان الشافعي عن أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب أبو نصر الخباز البغدادي عن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق الطبري المالكي البغدادي
الفرضي والمالكي معا عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع عن ابن هرمز عن أبي هريرة عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم
وبخصوص التعقيب الثاني لعل الأستاذ الرجالي لم يطلع على "الوافي بالوفيات" و "ذيل تاريخ بغداد" لأن غاية النهاية لم يذكر له تاريخ وفاة ولا سفر إلى مصر، على كل يقول ابن غازي في تفصيل عقد الدرر: "ومن أُحِيل فرضي لم يخفر". ويحسن أن تنقلوا لنا نصي الوافي والذيل للفائدة.
 
سيدي أحمد بن محمد فال، شكرا على التعقيبين.
بخصوص الأول منهما فيبدو أن أسلوبي لم يكن واضحا بما يكفي لإدراك أن مرادي ليس طريق القزاز، وإنما طريق ابن بويان بالذات.
ويسرني أن أنتهز فرصة فرز النتائج، عقب هذا الحوار الممتع، لأعرض على حضراتكم الافتراض الذي تبنيناه في سند قالون التنواجيوي، منذ بضع سنوات، بعد ما أعيانا العثور على ما يجعله متصلا حسب المنصوص عليه في إجازتنا من أبي زينب، عليه سحائب الرحمة والرضوان، وارتضاه الشيخ، الأستاذ، الحافظ، الرجالي، القدير، المختار بن أحمد السالم، حفظه الله.
ينبني هذا الافتراض على أن لابن بويان طريقين، في أحدهما أبو أحمد الفرضي، وفي الثاني أبو نصر البغدادي وفي كل منهما سقط شخص فتداخل الطريقان وتركبا بصورة أعيت سيدنا ومولانا محمد بن عبد السلام الفاسي:
1- الطريق الأول: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن محمد أبو معشر الطبري القطان الشافعي عن علي بن الحسن بن زكريا أبي الحسن الطريثيثي الصوفي عن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن مهران ابن أبي مسلم أبي أحمد الفرضي البغدادي.
2- الطريق الثاني: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن محمد أبو معشر الطبري القطان الشافعي عن أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب أبي نصر الخباز البغدادي عن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق الطبري المالكي البغدادي
الفرضي والمالكي معا عن ابن بويان عن ابن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع عن ابن هرمز عن أبي هريرة عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم
واختصاره هكذا:
1- (1644) أبو معشر الطبري، عن (2138) الطريثيثي، عن (1986) الفرضي عن ابن بويان
2- (1644) أبو معشر الطبري، عن (620) أبي نصر البغدادي، عن (005) إبراهيم الطبري عن ابن بويان
والأرقام قبل الاسم من غاية النهاية. على هذا الترتيب لو صعّدتم أبا نصر مكان الطريثيثي أو نزّلتم الفرضي مكان إبراهيم الطبري لاستقام لكم السند التنواجيوي، لكنه طريقان اختلطا
وبخصوص التعقيب الثاني لعل الأستاذ الرجالي لم يطلع على "الوافي بالوفيات" و "ذيل تاريخ بغداد" لأن غاية النهاية لم يذكر له تاريخ وفاة ولا سفرا إلى مصر. على كل يقول ابن غازي في تفصيل عقد الدرر: "ومن أُحِيل فرضي لم يخفر". ويحسن أن تنقلوا لنا نصَّي الوافي والذيل للفائدة.
 
المبحث الخامس: مكانته وثناء العلماء عليه:
كان أبو نصر البغدادي إماما في علوم كثيرة أبرزها القراءات والحديث واللغة ،وقد حلاه جماعة من العلماء بأوصاف تدل على جلال القدر ،قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد(...عبد الملك بن علي بن شابور بن الحسين،أبو نصر المقرئ، سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي وغيره،وسافر إلى مصر وستوطنها وحدث بها،وكان عارفا بالقراءات ووجوهها،روى عنه أبو القاسم المسلم بن علي بن إسحاق بن الفرج المصري، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي. كتب إلى أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الأنصاري قال أنبأ أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور البغدادي المقري ء بمصر،قال أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى المالكي ببغداد، وأنبأ أبو علي ضياء بن أحمد أنبأ محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزار،أنبأ والدي ،وأنبأ مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم الدقاق، قال أنبأ إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، وأنبأ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي بسنده عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الليل فقال: (صلاة الليل مثنى مثنى،فإذا خشيت الصبح فصل ركعة واحدة توتر لك صلاتك) ([1]) ونعته ابن الجزري بقوله( ..شيخ مقريء متصدر ناقل معروف)([2]) ،وحلاه تلميذه البار أبو الحسين المعدل بقوله(...الشيخ الإمام المقرئ ..)،وعليه اعتمد في روضة الحفاظ،فروى عنه القرءات من الكثيرة، كما أسند عنه جملة من المسائل والفوائد،فمن ذلك قوله أخبرنا الشيخ أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور البغدادي المقرئ رضي الله عنه أنبا أبو الحسن قال أنبأنا أبو طاهر بن أبي هاشم قال أنبأنا أبو علي بن سالم الجبلي قال أنبأنا أبو عمر الدوري قال قلت للكسائي لم تهمز الذيب؟ قال خفت أن يأكلني،قال شيخنا أبو نصر البغدادي رضي الله عنه وإنما[لم] يهمز الذيب،لأنه مأخوذ من تذاآبت الريح إذا جاءت من كل جهة،قال الشاعر يصف ذئبا
غدا كان به جِنًّا تذائبه=في كل أقطار يخشى ويرتقب([3])
و أسند عنه بسنده عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال أصيبت عين قتادة بن النعمان الظفري يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم،وهي في يده،فقال ما هذا يا قتادة؟ فقال هذا ما ترى يارسول الله، فقال إن شئت صبرت ولك الجنة، وان شأت رددتها ودعوت الله عز وجل لك فلم تفقد منها شيئا،فقال يا رسول الله والله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل،ولكني رجل مبتلى بحب النساء، فأخاف أن يقلن أعور،فلا يردننيي، ولكن تردها لي وتسأل الله لي الجنة،فقال افعل يا قتادة،ثم أخذها رسول الله بيده وأعادها،فكانت أحسن عينيه إلى أن مات، ودعا الله له بالجنة،قال فدخل ابنه على عمر بن عيد العزيز فقال له من أنت يا فتى
فقال أنا ابن الذي سالت على الخد عينه= فدرت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأسرع حالها=فيا حسن ما عين ويا طيب ما رد
فقال له عمر بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ثم قال
تلك المكارم لا قعبان من لبن= شيبا بماء،فعادا بعد أبوالا ([4])
وقد تقدم أن الهذلي نعته، بالمعري،فلعل أصله من معرة النعمان،أو أنه أقام بها فترة، قبل أن يستقر بمصر.
المبحث السادس:وفاته
لم يتعرض ابن الجزري في غاية النهاية لذكر وفاة أبي نصر البغدادي ،وتبعه على ذلك من جاء بعده من القراء،وخاصة من عُني منهم بأعمال ابن الجزي،إلا أن بعض المؤرخين ذكر أنه توفي بمصر سنة 445هـ ،فمن ذلك ما نقله الصفدي،حين قال(..سافر إلى مصر وأقام بها وحدث بها وكان عالما بالقراءات ووجوهها، توفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة) ([5])،وقال ابن النجار ( .. كتب إلى أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الأنصاري أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال أنبانا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه قال كتب إلي أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري،قال :سنة خمس وأربعين : يعني وأربعمائة، أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور المقرئ البغدادي، يعني مات..)([6])

















[1]ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/13 – 14
[2] غاية النهاية 2/694

[3] روضة الحفاظ ورقة 33

[4] روضة الحفاظ ورقة 34

[5]الوافي بالوفيات للصفدي 5/224

[6]ذيل تاريخ بغداد لابن النجار البغدادي1/13 – 114
 
عودة
أعلى