تأويل قوله تعالى { كما أنزلنا على المقتسمين (90)الذين جعلوا القرآن عضين(91)}

محمد مصطفى

New member
إنضم
25/07/2014
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويل قوله تعالى { كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)
الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)}
[الحجر: 90]
اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى {المقتسمين} إلى أقوال كثيرة لا دليل عليها كلها وأنا أذكر ما يسر الله لي في فهم هذه الآية
القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا ويبين بعضه بعضاً
فلو رجعنا إلى قوله تعالى في نفس السورة وهي سورة الحجر {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)} [الحجر: 42 - 44]
لوجدنا أن الله توعد الغاوين بجهنم وأن لها سبعة أبواب وأنهم سوف يقتسمون هذه الأبواب، ولكل باب منها جزء مقسوم.
فمعنى المقتسمين في السورة هم الكفار الذين توعدهم الله عز وجل بإقتسام أبواب وجهنم وأن لكل باب منهم جزء مقسوم.
ووصفهم بأنهم جعلوا القرآن عضين
والراجح في معنى "عضين" ما نقله الرازي في مفاتيح الغيب وهو القول الثاني له : "وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْعِضَةُ بِأَنْ يَعِضَهُ الْإِنْسَانُ وَيَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ. وَهَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ فِيمَا رَوَى اللَّيْثُ عَنْهُ، فَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أَيْ جَعَلُوهُ مُفْتَرًى. وَجُمِعَتِ الْعِضَةُ جَمْعَ مَا يَعْقِلُ لِمَا لَحِقَهَا مِنَ الْحَذْفِ، فَجَعَلَ الْجَمْعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ عِوَضًا مِمَّا لحقها من الحذف".
فالمعنى أنهم افتروا على القرآن وقالوا هو مفترى وليس من عندي الله
كما قال تعالى في أكثر من آية
{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)} [يونس: 37، 38]
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13)} [هود: 13]
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)} [هود: 35]
{بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5)} [الأنبياء: 5]
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)} [الفرقان: 4]
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)} [السجدة: 3]
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8)} [الأحقاف: 8]

هذا والله تعالى أعلى وأعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود التعقيب علی عجل فيما ذكر في الجزء الأول ولكن آمل اولا تصحيح الكلمة في عنوان الموضوع الی صيغتها الصحيحة فتكون المقتسمين وليس المقسمين.
اما في ربط مفردة المقتسمين وقوله تعالی "جزء مقسوم" فالاقتسام علی وزن الافتعال وهو اقتسام امر مع آخرين فيكون صاحب القسم هو القائم بالفعل فاتخذ شيئا وترك شيئا لسواه وهذا لا يتفق مع تقسيم ابواب جهنم فالله تعالی هو من قسم الاجزاء بينهم فمقسوم تقديره لا يعود علی اصحاب النار يقتسمون جهنم بينهم وبالتالي فالتوجيه بهذه الصورة غير دقيق برأيي والله اعلم.
وبالنسبة للأقوال التي أشرت لها بارك الله فيك فقد يكون من أوجب والأجمل لو طرحت أوجه الاختلاف في أقوال المفسرين رحمهم الله ومن ثم تبين وجه الاعتراض ثم تطرح ما تراه اصح وأقرب لعل هذه الطريقة اسهل في إثبات الأقوال ومقارنة المفاهيم.
وفقك الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
[B قال:
عدنان الغامدي;229892]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/B]
أود التعقيب علی عجل فيما ذكر في الجزء الأول ولكن آمل اولا تصحيح الكلمة في عنوان الموضوع الی صيغتها الصحيحة فتكون المقتسمين وليس المقسمين.
ا
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه

[B قال:
عدنان الغامدي;229892[/B]
اما في ربط مفردة المقتسمين وقوله تعالی "جزء مقسوم" فالاقتسام علی وزن الافتعال وهو اقتسام امر مع آخرين فيكون صاحب القسم هو القائم بالفعل فاتخذ شيئا وترك شيئا لسواه وهذا لا يتفق مع تقسيم ابواب جهنم فالله تعالی هو من قسم الاجزاء بينهم فمقسوم تقديره لا يعود علی اصحاب النار يقتسمون جهنم بينهم وبالتالي فالتوجيه بهذه الصورة غير دقيق برأيي والله اعلم.
وفقك الله
أخي الفاضل هذا التوجيه الذي تفضل بتوضيحه غير دقيق
الله عز وجل هو الذي قسم الأبواب بينهم وهم الذين حدث لهم ذلك التقسيم، إذا فهم المقتسمون ما قسمه الله بينهم.
وإذا كنت لا ترى ذلك فلتذكر لنا ما المعنى الصحيح،
فمن لم يرى الصواب في هذا التأويل، فليذكر لنا الصواب وأجره على الله


[B قال:
عدنان الغامدي;229892[/B]]
وبالنسبة للأقوال التي أشرت لها بارك الله فيك فقد يكون من أوجب والأجمل لو طرحت أوجه الاختلاف في أقوال المفسرين ومن ثم تبين وجه الاعتراض ثم تطرح ما تراه اصح وأقرب لعل هذه الطريقة اسهل في إثبات الأقوال ومقارنة المفاهيم.
وفقك الله
يا أخي الكريم كل الأقوال التي ذكرها المفسرون في معنى الآية لا دليل عليها فلا تستطيع ترجيح رأي على رأي، ورأيت أن الأمر سيطول فذكرت ما يسر الله لي في فهم هذه الآية ولمن أراد الاستكثار فعليه بكتب التفسير.
 
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [الزخرف:32]​
قسمت الطعام بين إخوتي: تعني أنهم لم يفعلوا شيئا سوى أخذ ما خصص لهم
إخوتي اقتسموا الطعام بينهم : أي أنني لم أفعل شيء فهم قاموا باقتسام الطعام بأنفسهم

إذن فالمقتسمين هم من افضى إلى الفعل ، بينما تُقسم للكفار ابواب جهنم وليس لهم دور في تنفيذ هذا الفعل ، فالآية الواردة لا علاقة لها بالمقتسمين أرجو أن يكون التوضيح كافياً ، بغض النظر عن القول الاوجه.

ما قصدته بالنسبة لأقوال المفسرين أن رأيك بأنه ليس عليه دليل سوف يكون وجيهاً إذا أوردته على علاته وبينت تلك العلات فربما احتوت على فهم صحيح في نظر الآخرين فإن من المحمود أن يتهم الإنسان نفسه ويستعين بأقوال المتقدمين والمتأخرين كمنهج علمي هام.

وفقكم الله أخي الحبيب
 
{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [الزخرف:32]​
قسمت الطعام بين إخوتي: تعني أنهم لم يفعلوا شيئا سوى أخذ ما خصص لهم
إخوتي اقتسموا الطعام بينهم : أي أنني لم أفعل شيء فهم قاموا باقتسام الطعام بأنفسهم

إذن فالمقتسمين هم من افضى إلى الفعل ، بينما تُقسم للكفار ابواب جهنم وليس لهم دور في تنفيذ هذا الفعل ، فالآية الواردة لا علاقة لها بالمقتسمين أرجو أن يكون التوضيح كافياً ، بغض النظر عن القول الاوجه.

ما قصدته بالنسبة لأقوال المفسرين أن رأيك بأنه ليس عليه دليل سوف يكون وجيهاً إذا أوردته على علاته وبينت تلك العلات فربما احتوت على فهم صحيح في نظر الآخرين فإن من المحمود أن يتهم الإنسان نفسه ويستعين بأقوال المتقدمين والمتأخرين كمنهج علمي هام.

وفقكم الله أخي الحبيب
أخي الكريم يجب النظر في سياق ترتيب اللآيات حتى تفهم معنى الآية فيجب النظر في الآيات السابقة واللاحقة لفهم الآية، والاقتسام نسب إليهم لأنهم قاموا بأفعال أوجبت عليها دخول جهنم فلذلك نسب الاقتسام اليهم
والآن انظر إلى ترتيب الآيات
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) } [الحجر: 90]
يقول تعالى أنه أنزل كتابه على النبي صلى الله عليه وسلم ليكون هداية للناس وأنزله لهؤلاء المقتسمين الذين سيقتسمون أبواب جهنم بأفعالهم، فرموه بما ليس فيه وقالوا هذا الكتاب ليس من عند الله وأنه كذب، فتوعدهم الله عز وجل وقال { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}
فالأيتين الأخيرتين بينت أن الخطاب للكفار الذين أنكروا الوحي واتهموا النبي بالكذب، واتهموا القرآن أنه ليس من عند الله
فالله نسب الاقتسام إليهم بسبب أعمالهم التي أوجبت عليهم دخول جهنم واقتسام أبوابها.
فبهذا السياق يظهر لك اتساق معنى الآيات.
* ولو لم يظهر لك ترجيح هذا القول فلتخبرنا بالراجح عندك لعل الصواب يكون معك ويكون الخطأ مني، والله يهدي من يشاء إلى الحق المبين.
 
كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)

كيف يكون اقتسام ابواب جهنم يسبق سؤالهم عما كانوا يعملون ؟؟


واعتراضي يحتمل الخطأ وترجيحي يحتمل الخطأ ايضا وبالرغم من ذلك فأنا لا اعترض لأني اجزم بالجواب واحتكر الحق فلم يرجح عندي شيء والجواب ببساطة لا أدري والله اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الله عز وجل عالم الغيب والشهادة، وكل إنسان قد عُلم مصيره قبل أن يوجد في هذه الدنيا، فالله عز وجل قد حدد مصير هؤلاء المقتسمين يوم القيامة وأنهم سيسألون عن أعمالهم في هذه الدنيا وسيكون مصيرهم جهنم.
فهو سماهم المقتسمين أولا بعلمه عز وجل بمآلهم ومأواهم.
 
عودة
أعلى