تأملات قرآنية - متجدد

محمد مشعل

New member
إنضم
20 مارس 2008
المشاركات
47
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات قرآنية عبارة عن مجموعة
من المواضيع التي تنزل تباعا ، أضعها كتلميذ يلتمس تقويم مشايخه وتوجيههم .

تأملات قرآنية - 1
* الحرص على هداية الناس :
نعمة عظيمة من الله عز وجل أن يهد الله على يديك رجلا ، وفضل كبير أن ترشد حيرانا ، وتدل تائها ، وتنبه غافلا ، وتعلم جاهلا ، وتدل على سنة ، وتحث على طاعة .
دعني أتجول معك في كلام الله عز وجل حاكيا أحوال رسوله صلى الله عليه وسلم وحرصه على هداية الناس ، فأحضر قلبك :
يقول الله عز وجل : ( وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون )
تأكيد ب( إن ) وبــ ( اللام ) على بيان حال النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة قومه وحرصه الشديد على ذلك ، ثم تأكيد على شدة تنكبهم الصراط .
بل تأمل قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) ، وقوله تعالى ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) وقوله عز وجل ( فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) .
إذا أيها المحب : بين الله عز وجل شدة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لقومه ، لدرجة توجيه الله عز وجل له بهاتين الآيتين الكريمتين.
هذا مع أن الله عز وجل قد بين في آيات أخر : ( إنك لا تهدي من أحببت ) وقال أيضا ( ليس عليك هداهم ) وغيرها .
تأمل حرصه بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس ورحمته بهم ، وتأمل جمال وصف القرآن لهذه الحال .
ثم قسها على نفسك : حينما ترى فئاما من الناس بحاجة إلى دعوة ودلالة على طريق الحق ، هل نجد جزء يسير من الحسرة في نفوسنا على ذلك ، ثم نتبع تلك الحسرة بجهد يسير أيضا لدعوتهم ؟!
لنجعل من اليوم لحياتنا قيمة بأن ندل الخلق على الله ، لعل الله عز وجل يشملنا برحمته وتكريمه لنا يوم العرض عليه.



 
تأملات قرآنية – 2

* ( سلام عليكم بما صبرتم )

ما رأيك لو خصك عظيم من عظماء الدنيا بتحية خاصة ، وأثنى عليك ، قبل أن تلج إلى قصر وارف أعده لك لقاء ما طلبه منك ؟!
شعور خيالي ستشعر به حينها !
تأمل معي قول الله عز وجل : ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ).
يا الله الملائكة تحييك أيها المؤمن ، وتسلم عليك ، وأين ؟!
في الجنة ، التي أعدها الله لك .

نعيم الدنيا كله يتلاشى أمام نعيم الجنة وما فيها ، من رؤية الله عز وجل ، ومجاورة الأنبياء ، ( فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ).

ولكن متى تلج هذه الدار ؟!
بعد أن تصبر نفسك على طاعة الله ، وحينها تسلم عليك ملائك الرحمن ، بل تتمتع برؤيته جل جلاله في نعيم لا يصل إليه نعيم ، فهو أنعم ما في الجنة .

ولكن تذكر : ( بما صبرتم ).

فاصبر على طاعة الله وأدها أحسن أداء ، واصبر عن معصية الله واعلم أنها سبب للحرمان من رؤية الله عز وجل.

واعلم أن الصبر مفتاح أساسي لأبواب الجنان : (وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً ) ، (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاماً ) .

وهو من قبل ذلك مفتاح أساسي للوقاية من الفتن والثبات على هذا الدين : ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ) .
(تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك. ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ).

يكفي أن تعلم أيضا أن الله معك أيها الصابر على دينه : ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) ومن كان الله معه فمن أي شيء يخاف ، وعلى أي شيء يحزن .
وأن الله جمع لك ثلاث لم يجمعها لغيرك : ( أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون ) .
بل ادخر لك الأجر والثواب ، وماظنك بالكريم الذي لاتنفد خزائنه ، ويده بالخير سحاء ، ينفق كيف يشاء ، يقضي لكل واحد مسألته ولايبالي ، ماظنك به جل جلاله إذا ادخر لك شيئا ؟!
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

حين تتأمل الصبر في القرآن ومواضعه التي زادت عن المئة موضع تدرك قيمته ومنزلته وأنه مفتاح رئيسي للنجاة من الفتن ولمداومة الطاعات ولمواجهة منكري الدعوات وللبعد عن المعاصي وللثبات عند المصيبة بل وللإمامة في الدين وللنصر على الأعداء ولدخول الجنة.
حين تتأمل ذلك ثم تجاهد نفسك على التحلي بهذا الخلق الفاضل :
حينها فقط : فلتستعد لذلك السلام النوراني :

( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )

دعوة أخيرة : حاول العيش مع مواضع الصبر في كتاب الله عز وجل وتأملها ونزلها على حياتك ومواطن الصبر التي تحتاجها فيها .
 
( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون)
أي:هذا القرآن شرف لك يامحمد-صلى الله عليه وسلم-ولقومك،
فيالله ما أعظمه من شرف أن يكون كلام الله الذي أنزله على رسوله بيننا،نتلوه ونرتله لنهتدي به ونعلو به.
نعطيه كل وقتنا وفكرنا وبذلنا كي نكون من أهله،فإذا صرنا من أهلنا أصبحنا من أهل منزله وأي شرف أعظم من ذلك؟
الإنسان يلهث وراء هذه الدنيا الفانية ويتشبث بها باحثا عن الشرف والرفعة في المنصب والمال والجاه والمكانة والرياسة.
وما علم أن الشرف الذي لايدانيه شرف:
أن تكون من أهل القرآن.
فيارب لاتحرمنا ذلك الشرف


( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى )
يالله : ماهي أسماؤهم ،أنسابهم ، مناصبهم ، ثرواتهم ؟!
كل ذلك في مقياس الإيمان لاشيء ، يكفي بأن يعرف الله بهم الأجيال إلى قيام الساعة هذه الترجمة ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ).
أين من يبحث عن الشهرة باسم الدين ؟!
أين من تتشوف نفسه للذكر عند الناس ؟!


( وماتفعلوا من خير يعلمه الله )
كل حركاتك و سكناتك و عبادتك و علمك و ذهابك و مجيئك و إنفاقك
و إتصالاتك و نياتك ، كلها لا تخفى على من يعلم السر و أخفى
فاطبعها بطابع الإخلاص وزينها بحلية المتابعة
فما من خير تعمله إلا وربك يعلمه
فهل يليق
أن يكون هذا الخير لغير و جه ربك ؟!




 
( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون)
وأورد البغوي ها هنا حديث الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن معاوية قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين " . رواه البخاري .
الكتب - تفسير القرآن العظيم - تفسير سورة الزخرف - تفسير قوله تعالى " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " - تفسير قوله تعالى " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين "- الجزء رقم7
 
عودة
أعلى