تأملات رمضانية 20

إنضم
28/03/2011
المشاركات
627
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
تأملتُ حال الناس اليوم في استقبالهم العشرَ الأواخر من رمضان فألفيتُهم صنفين: صنف تزيد أعمالهم فيها، وتُضاعف اجتهاداتهم، وتتواتر قرباتهم، وتتسابق هممهم إلى فعل الخيرات واجتنباب المنكرات، كأنهم يودعون رمضان التوديع اللائق وزيادة، ويطمحون في المزيد والقربى وزيادة، وهذا الصنف يقومُون لا يفترون، ويتلون الكتاب لا يلتوون، وينيبون إلى ربهم وإليه يتبتلون، وتراهم كعادتهم في أول الشهر نشاطا زائدا، وعبادة متصلة، وتسابقا إلى عمل الخير وخير العمل، وصنف آخر قد أعياهم أن يواصلوا الصيام، ويلزموا القيام، ففترت هممهم في الخيرات، وضعفت قواهم عن الصلاة وأنواع القربات، فضاقت أنفسهم بالانقطاع عن الملذات، وتاقت قلوبهم إلى أنواع الشهوات وكأن الصيام لم يفعل فيهم فعلَه، ولم يؤثر فيهم تأثيره، وكأنهم ما صاموا عشرين يوما، وما قاموا ذلك القيام مدة طويلة!!!
وفي الحقِّ فإن العبرة بالخواتيم، وبارك الله في عبدٍ أتمَّ عمله تمام التمام، وأكمل الكمال، فأشرف على أعلى الجنان، وقارب الفردوس الأعلى حيث النبي العدنان والصحب الكرام، ومن علامات الصيام المقبول الاستمرار على الطاعة، والدوام على الحسنة، ومحبة بقاء العبادة، إذ لو عرف الناس ما في رمضان لتمنَّوا أن يدوم السنة َكلها، ولكن ساعة ساعة.
وبالأمس القريب دخل رمضان وغدا نودِّعه، وماذا يبقى إذن؟؟
أليس العمل الصالح الذي ندخره؟
أليس الصبر الجميل الذي تحلينا به طوال أيامه الغر الميامين؟
أليس سجدة من صلاة في هدأة الليل والناس نيام؟
أليس جوعة من ساعة من نهار؟
وعطشة من يوم في رمضان؟؟
وبلى...وبلى...
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ....
 
عودة
أعلى