بِإِلْحَادٍ

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
قال تعالى: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) (الحج).

1. الهداية إلى الطيب من القول.
2. الكفر والصد عن سبيل الله والمسجد الحرام.
3. الإلحاد بظلم في المسجد الحرام.

اللهم إنا نسألك الثبات والصدق وحسن الخاتمة وشهادةً عند الموت، وذكرنا أن الموت موتة واحدة لا أكثر، يغنم فيها الصابر المصطبر ويهلك فيها من أشرب الدنيا.
 
قال قطري بن الفجاءة(ت.78هـ):

أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكِ لَن تُراعي

فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي

فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ

وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليراع

سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيه لِأَهلِ الأَرضِ داعي

وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ

وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
 
ذكر الطبري في تفسيره في (ومنْ يُرِدْ فيه بإِلحادٍ بظلم) أن جملة الأقوال تتراوح بين: الشرك بالله وعبادة غيره به: أي بالبيت. واستحلال الحرام فيه أو ركوبه.

- مجاهد: هو أن يعبد فيه غير الله.
- ابن عباس: أن تستحلّ من الحرام ما حرّم الله عليك من لسان أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم.
- مجاهد: يعمل فيه عملا سيئا.
- الضحاك: إن الرجل ليهم بالخطيئة بمكة وهو في بلد آخر ولم يعملها، فتكتب عليه.
- حبيب بن أبي ثابت: المحتكرون الطعام بمكة.
- عبد الله بن عمرو: لا والله وبلى والله من الإلحاد فيه.

ثم قال أبو جعفر: ..وقد ذُكر عن بعض القرّاء أنه كان يقرأ ذلك ﴿وَمَنْ يَرِدْ فِيه﴾ بفتح الياء بمعنى: ومن يرده بإلحاد من وَرَدْت المكان أرِدُه. وذلك قراءة لا تجوز القراءة عندي بها لخلافها ما عليه الحجة من القرّاء.

قلتُ: وفعل (يُردْ) فيه تضمينٌ بدليل تعديته بالباء مع غناه عن الحرف في أصله.
وهو أسلوبٌ يجعل الفعل ذا بعدين أو ثلاثة أبعاد أو أكثر؛ تُتركُ قرائنُ لها في الواحد المذكور.
وغرض التضمين الإيجاز والتنويه بالإعجاز أو عظم المخبر عنه.
ونظيره:
فأجاءها=فجاءها وفاجأها وألجأها إلى جذع النخلة.
عينا يشربُ= ماءَها ويروى بها ويمزج بها تسنيما وكافورا ويلتذ بها ويقيم بها عباد الله.
ومنْ يُرِدْ= ومن يُرِدْ ويَرِدْ فيه بإلحادٍ.

والله أعلم.
 
أرى أن الوعيد في الآية أعظم وعيد على الإطلاق !

لأنه وعيد ليس على الفعل ، بل على مجرد إرادة الفعل...والقاعدة في الجزاء والمؤاخذة عند رب العالمين ما رواه الإمام البخاري في الصحيح:

إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً.

فأنت ترى أن الله لا يعاقب على مجرد الهم - والهم إرادة – حتى يتجسد الهم في فعل.....
لكن آية الحج جعلت مناط العقاب الإرادة نفسها...فمن أراد الإلحاد والظلم في الحرم دخل في الوعيد ولم لم يفعل أو منعه مانع...وقد انتبه الضحاك إلى هذه النكتة إذ قال:

إن الرجل ليهم بالخطيئة بمكة وهو في بلد آخر ولم يعملها، فتكتب عليه...
والله أعلم.
 
نعم.
وعيد شديد، ولولا ما نعلم ما ولجت باب الحديث عن هذا الموضوع بإسهاب.

بعض المواضيع المتعلقة التي سأحاول التعريج عليها من الوحيين:

- قارون قوم موسى، وبالٌ على أمة المستضعفين المحتاجين وهو ثري جدا ومنهم. ونظرة إلى سورة القصص وما فيها من أمان الحرم.

- تطور الحالة النفسية للبشر منذ آدم عليه السلام في نظرتهم لأم القرى، مع نزوحهم عنها في الاتجاهات الأربع. والرسوخ المطلوب في فهم القرآن لجمع وترتيب نصوصها من سورة الأعراف وغيرها.

- الشعوبية والتملص من الأصل العربي لسانا وثقافة، ونماذج تركيا والأمازيغ والهند والروم، ورحمة الله بإغفال هذه القضية على العوام في كتابه العزيز.

- مراتب جهاد الكفار والمنافقين في القرآن الكريم بناء على قواعد سورتي التوبة والتحريم، ومحورية المساجد الثلاثة.

- شاد الدين وغلبه، ونماذج التاريخ والسيرة، الحُمْس والضئضئية قديما وحديثا.

- خطر تحريم الحلال وكونه ذريعة لتحليل الحرام والإلحاد؛ بناء على قواعد سورة الأنعام وإسقاطا على مقررات وواقع النظام العالمي الحالي.

القرآن الكريم ساحة تدبر عميق نسأل الله أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا.
 
إمامَ أم القرى أذَّنْتَ في الناسِ
فجاءَ ظاعنهمْ يُهدى بنبراسِ

به علوتَ وفُقتَ الناسَ منزلةً
لا يصدقُ الظنُّ من عبّادِ أرجاسِ

أُلْهِمْتُ بالصبرِ والنيرانُ محدقةٌ
وصِدقِ رؤيا لمن إيمانُه راسِ

أبٌ لهُ خُلّةٌ يفدي بمهجته
وبضعةٍ منهُ يبغِي قطعَ أنفاسِ

للهِ آمرِهِ للهِ خالقِهِ
للهِ رازقِهِ أَخذِلْ بنكَّاسِ

أكرِمْ بهِ أمّةً يأتمُّ كلُّ فتًى
بهِ وحجتّه تُجبَى لإيناسِ

نحرتَ للدينِ أهواءً يمجدُّها
عُبَّادُ أهْلِينَ والدولارِ والماسِ

ذو الحِجّةِ اعتزَّ إسماعيلُ أنَّ لهُ
بهِ اصطبارًا فلا داسٍ ولا آسِ

وما التجلدُ إلا حينَ ذاتِ هدًى
والناس تعرفُ، والعصيانُ للقاسي

يا موطنَ الصدقِ يا بِرَّ العزائم يا
بحرَ العلومِ أفِضْ غَمرًا لإحساسِي

ما اغتمَّتِ اللّجباتُ اليومَ حانِيةً
لكنَّ راعيهَا في لهوهِ ناسِ

وخامرَ الظنَّ أنَّ اللهَ يهملهُ
كلَّا، لعمرُكَ فاطرُدْ كل وسواسِ

والذكرُ يتلى له الطاعات آملةً
عودًا قُبيْلَ وقوع الفاسِ في الرَّاسِ

إن كنت سادنَها أو عشتَ ساقيَها
أو ظلْتَ رافدَها للكعبة الكاسِي

فاللهَ في إرْثِ مبعوثٍ بواحدةِ التَّـ
ـوحيدِ أحمدَ في جنٍّ وفي النَّاسِ
 
عودة
أعلى