عدنان الغامدي
Active member
- إنضم
- 10/05/2012
- المشاركات
- 1,360
- مستوى التفاعل
- 37
- النقاط
- 48
- الإقامة
- جدة
- الموقع الالكتروني
- tafaser.com
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق جل وعلا :إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) النمل
تَقْدِيم :الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد
مررت بعدد من المقالات والآراء التي تستظهر معنى الآية الثامنة من سورة النمل ، ومنها قوله تعالى (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا) وكانت التفاسير المختلفة والنظرات التي تحوم حول تلك الآية تدل في مجملها على الإضطراب في تحديد المقصود بمن في النار ومن حولها وحملت تلك التفسيرات أقوال منكرة ، وقد رأيت كيف أمعن الطاعنين من المنصرين والملحدين في استعمال هذه التفسيرات ساعين للنيل من العقيدة ونسبة مختلف النقائص للقرآن الكريم وللإسلام ، فسعيت لكتابة هذا البحث سائلا من الله تعالى التوفيق والسداد.
أقوال أهل التفسير :
وجدت أن الطبري رحمه الله جمع أشهر الأقوال وعرضها في تفسيره فاخترته لاستعراض تلك الأقوال وهي على النحو التالي :
فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)
وقوله: (فَلَمَّا جَاءَهَا ) يقول: فلما جاء موسى النار التي آنسها (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ).
كما حدثنا عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ) يقول: قدّس.
واختلف أهل التأويل في المعنِّي بقوله (مَنْ فِي النَّارِ) فقال بعضهم: عنى جلّ جلاله بذلك نفسه, وهو الذي كان في النار, وكانت النار نوره تعالى ذكره في قول جماعة من أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: (فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ) يعني نفسه; قال: كان نور ربّ العالمين في الشجرة.
حدثني إسماعيل بن الهيثم أبو العالية العبدي, قال: ثنا أبو قُتَيبة, عن ورقاء, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جُبير, في قول الله: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ) قال: ناداه وهو في النار.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن الحسن في قوله: (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ) قال: هو النور.
قال معمر: قال قَتادة: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ ) قال: نور الله بورك.
قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال الحسن البصري: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) (2) .وقال آخرون: بل معنى ذلك: بوركت النار.
*ذكر من قال ذلك:حدثني الحارث, قال: ثنا الأشيب, قال: ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ)بوركت النار.
كذلك قاله ابن عباس.حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) قال: بوركت النار.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال مجاهد: (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) قال: بوركت النار.
حدثنا محمد بن سنان القزاز قال: ثنا مكي بن إبراهيم, قال: ثنا موسى, عن محمد بن كعب, في قوله: (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) نور الرحمن, والنور هو الله (وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
واختلف أهل التأويل في معنى النار في هذا الموضع, فقال بعضهم: معناه: النور، كما ذكرت عمن ذكرت ذلك عنه.
وقال آخرون: معناه النار لا النور.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن سعيد بن جبير, أنه قال: حجاب العزّة, وحجاب المَلِكَ, وحجاب السلطان, وحجاب النار, وهي تلك النار التي نودي منها. قال: وحجاب النور, وحجاب الغمام, وحجاب الماء, وإنما قيل: بورك من في النار, ولم يقل: بورك فيمن في النار على لغة الذين يقولون: باركك الله. والعرب تقول: باركك الله, وبارك فيك.وقوله: (وَمَنْ حَوْلَهَا) يقول: ومن حول النار. وقيل: عَنى بمن حولها: الملائكة.
*ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (وَمَنْ حَوْلَهَا) قال:يعني الملائكة.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن الحسن, مثله.وقال آخرون: هو موسى والملائكة.
حدثنا محمد بن سنان القزّاز, قال: ثنا مكي بن إبراهيم, قال: ثنا موسى, عن محمد بن كعب (وَمَنْ حَوْلَهَا) قال:موسى النبيّ والملائكة, ثم قال: يَا مُوسَى (19-430) إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .وقوله: (وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يقول: وتنـزيها لله رب العالمين, مما يصفه به الظالمون.
ملاحظات وتعقيب :
لا شك أن ما قاله المفسرون رحمهم الله افتقر إلى العناية بالآراء المطروحة وتوجيهها توجيها سديداً ، فلما كانت الآية الكريمة لا تاويل لها من قرآن كريم أو حديث صحيح فينبغي على من تأول أن يعمل عقله وتفكره وتدبره في الآية بما لا يؤدي للمجازفة في مسائل الأسماء والصفات والعقيدة المتعلقة بالخالق جل وعلا ، ويستقر لدى كل من يستعرض تلك التفاسير أن جلَّ من قال في ذلك بشيء قرر رأيه بلا تبرير ولا توضيح يسند ما ذهب إليه فتجده يقول مثلا ( قال : هو النور ، قال : هو النار .. الخ) ولكن لا يستند في قوله إلى قرينة ولا دليل ولا مَعْلم من معالم الاستنباط يمكن أن يلتمس له به عذراً.
وقد نتج عن تلك المجازفات أقوال مخيفة وآراء خطيرة وضارة لمفهوم الخلف عن السلف ولعلها نقلت عنهم في حين لا يوجد ما يؤكد قولهم لذلك ، كما أن عزاءنا أنهم بشر يؤخذ من قولهم ويرد ويجوز عليهم الإشتباه والخطأ والاستدراك ، وهنا نحاول بجهدنا أن نتعرف على مدلولات هذه الآية الكريمة مستصحبين تنزيه الحق تعالت ذاته عن كل مالا يليق مستحضرين قوله في آخر الآية (وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فإن اصبنا فالحمدلله وإن أخطأنا فنستغفر الله رب العالمين.
توجيه الآية الكريمة:
قبل أن أفصِّلَ في سبل الوصول لتوجيه الآية الكريمة سأقدم للقارئ الكريم نتيجة البحث ومن هو الذي حول النار ومن هو الذي فيها ومن ثم سأطلق إضاءات متتابعة تشرح سبب اختياري لذلك التوجيه .
إن ما أعتقده هو أن المراد بقوله تعالى (بورك من في النار) انه موسى عليه السلام (ومن حولها) اهله الذين مكثوا بعيدا عنها ، ولتفصيل مسوغات هذا القول ودلائله التي يستنبط منها ذلك أقول وبالله التوفيق :
أولاً : يقول تعالى :إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ(7) النمل.
ولو عدنا للمثاني المتشابهة في القرآن الكريم لهذه الآية لوجدنا :
{ إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى } [طه:10]
{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } [القصص:29]
فنستدل من ذلك :{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } [القصص:29]
بقاء أهله ومكوثهم بعيداً عن مكان النار التي تراءت له فابتعد عنهم بحثاً عمن يدله بخبر أو هداية أو جذوة يدَّفئون بها من شدة البرد وهم يرون النار كما كان موسى يراها قبل اقترابه منها، كما نستدل أيضاً أنه عرف ما رأى وأنها ناراً وليست نوراً كما قرر بعض المفسرين فالله جل وعلا أراه ناراً وقرر أنها ناراً كما تبين في الآيات التي تليها ومواضع القصة الأخرى التي قررت فعلاً أنها كانت ناراً.
ثانياً : ثم قال جل جلاله : فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) النمل .
وفور وصول موسى إلى موضع النار سمع نداء الله جل جلاله يقول (بورك من في النار) والنداء هنا موجه لموسى عليه السلام فلا معنى أن تكون البركة موجهة لمن لا يدركهم ببصره ولا قرينة على وجودهم (جبريل والملائكة) فالله يرحب بعبده ويطمئنه ويحتفي بمثوله في حضرة ربه جل وعلا.
فموسى أتى حذراً مستطلعاً متوجساً تاركاً أهله فابتدره الحق جل جلاله بالترحيب به وإسبال بركته جل وعلا عليه حتى يستأنس ويطمئن بأن من يناديه ليس عدواً أو يضمر شراً له أو لأهله ، وهنا فقد أشكل على كل من قرأ هذه الآية قوله تعالى (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ) فاضطربت أفهامهم ، وتوجيه ذلك أن النار (نور ودفء) وعين النار (حرٌّ ونور) وكل ما ابتعدت عنها قل النور وقل الدفء ولما كان موسى عليه السلام في مكانه تستوعبه تلك النار بهالتها التي تحيط بها وبدفئها ونورها كان كمن هو (فيها) وفي كتاب الله تعبيرات شبيهة استعمل فيها حرف الجر للدلالة على القرب في محيط التأثر والتأثير فيقول الحق تعالى:
{ قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [يونس:16]
وفيكم أي (بين ظهرانيكم) ولا تعني في دواخلكم فهو في محيط تأثيرهم وتأثرهم وفي داخل مجال حياتهم ومعرفتهم وكذلك النار فإنَّ من آنسَ دفئها وامتلأت عينه من نورها كان كمن هو فيها ، ويقول العرب (فلان يقف في الشمس) أي تحت ضوءها وحرها يناله من خواصها تلك شيء منها قل أو كثر ، ومثلها وقولهم (مشيت في المطر) ، أو (ارتحلت في البرد) ونحو ذلك.{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } [الشعراء:18]
وقد عاش موسى بين ظهراني فرعون وقومه وفي محيط تأثيره وتاثرهم فكان التعبير (فينا) للدلالة على ذلك .{ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [يوسف:82]
ولم يقل معها ، فالظرف بيّن يوضح في قوله القرية التي كنا فيها أي كنا بين أهلها ، والعير التي أقبلنا فيها (أصحاب العير الذين هم اصحاب القافلة) وهذه من استعمالات حرف الجر (في){ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر:4]
أي يكون جبريل عليه السلام من بين الملائكة النازلة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا فكان التعبير (فيها) للدلالة على المعية القريبة وكذلك في قوله تعالى (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) فلم يكن المراد بالصلب داخل الجذوع ولكن على الجذع ذاته.وبذلك فموسى كان في النار طالما ناله من دفئها ونورها فرحب به ربه ليهدئ روعه ويؤمن نفسه ويسكن خوفه تمهيداً لما يلي ذلك من أمر عظيم ثقيل وهو تكليمه جل وعلا لعبده موسى.
ثالثاً : قوله (وَمَنْ حَوْلَهَا) يشير إلى أهله الذين تركهم حول النار لا يستدفئون بدفئها ولا يهتدون بنورها فلم يكونوا فيها ، ولما كان نبي الله في موقف عظيم لا يميز فيه من حول تلك النار التي يراها فقد كان قلبه عند أهله خشية عليهم فاراد الله أن يؤمِّنَ نفسه ويزيَّل خوفه بإضفاء البركة الربانية على أهله أيضاً.والله جل وعلا دوما ما يضفي البركة على الأنبياء وأهليهم لذلك بارك على إبراهيم عليه السلام وعلى أهل بيته ، فيقول جل وعلا :
{ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } [هود:73]
وقد ذكر جل وعلا في أكثر من موضع ما أحله تعالى من البركة على أنبياء عدة وعلى ذراريهم ومثال ذلك قوله تعالى :وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) الصافات
وكذلك فإن ما تركه موسى وهارون وآلهما (عليهم السلام) في التابوت كان آية عظيمة لبني إسرائيل تحمل البركة الأولى التي أسبلها ربنا جل وعلا على نبي الله وآله :{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [البقرة:248]
ونحن اليوم ندعو في كل صلاة بالبركة على سيدنا محمد وآله كما حلت البركة على سيدنا إبراهيم وآله ، كانت البركة التي نودي بها موسى عليه السلام من الله جلت قدرته ضافية عليه وعلى أهله الذي مكثوا منتظرين عودته بجذوة يتدفئون منها لأنهم هم الذي حول النار فكانت ظواهر الآية بيّنة الدلالة بهذه الصورة ، وأن مسألة أن الله أو نوره كان في النار قول لا ينبغي فقد أتبع الله تلك الآية بقوله (وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) تنزيها لله جل وعلا وإشارة تدل على علو الله عما يتبادر لذهن أي كان من ظن بلا دليل.والله أعلى وأعلم وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم
المقال في المدونة