بين كتب-على الرسم العثماني- و كتاب-على الرسم الإملائي-في سورة النمل

أخي الكريم ماجد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للفظ (الكتاب) كتب في أربعة مواضع بالألف وفي غيرها بحذف الألف، وهي مما اتفقت على رسمها مصاحف الأمصار
قال الإمام الخراز:
وعنهما الكتاب غير الحجر= والكهف في ثانيهما عن خبر
ومع لفظ أجل في الرعد= وأول النمل تمام العد
قال الإمام أبو داوود: (الكتاب) بغير ألف بين التاء والباء وسواء كان معرفا أو غير معرف، إلا في أربعة مواضع فإنهن بألف ثابتة أولاهن في الرعد (لكل أجل كتاب) والثاني في الحجر (إلا ولها كتاب معلوم) والثالث في الكهف (من كتاب ربك) والرابع في النمل (وكتاب مبين) (مختصر التبيين 2/ 61، 62).
وهذه المواضع الأربعة مما اتفق عليه الشيخان (الداني وأبو داوود) كما جاء في نظم الخراز:
وكل ما جاء بلفظ عنهما= فابن نجاح مع دان رسما
وقال في أول الأبيات السابقة : وعنهما الكتاب....إلخ البيت
وفقنا الله وإياكم لكل خير
 
تعليل الحذف والإثبات في كلمة كتاب

تعليل الحذف والإثبات في كلمة كتاب

يمكن الإجابة على سؤال الأخ الكريم ماجد إبراهيم من خلال نقطتين اثنين :
أوّلهما : أنّ كلمة كتاب في صدر سورة النمل لم تختصّ بإثبات الألف دون غيرها كما ورد في السؤال بل لها أخوات ثلاث
فهذه الكلمة (كتاب) في رسم الإمام من المتعدد (أي أنّها وردت في مواضع عدّة)
وهي من المنوّع (أي أنّها لم ترد بصيغة واحدة بل متنوعة نحو : كتاب , الكتاب , كتابه , كتابية )
وقد نصّ الأئمة وعلى رأسهم الشيخان (الداني في المقنع وأبو داود في التنزيل )[1] على أنّ ألفها محذوف في المصحف كلـّها إلاّ أربعة مواضع هي :
أوّلا : سورة الرعد [38] {...لكلّ أجلٍ كتاب}
ثانيا : سورة الحجر [4] {وما أهلكنا من قرية إلاّ ولها كتاب معلوم}
ثالثا : سورة الكهف [27] {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا }
رابعا : سورة النمل [1] {طس . تلك ءايت القرآن وكتاب مبين}
ثانيهما : تعليل الإثبات في هذه الأحرف الأربعة والحذف في غيرها
لا يخفى عليك أخي الكريم أنّ لأهل العلم في تعليل مظاهر الرسم العثماني الاصطلاحية[2] مذاهب شتى وأراء عدّة لعل أبرزها:
ـ بعضهم يعرض عن تعليل هذه المظاهر ويعتبر التعليلات المقدمة مجرد تخمينات ورجما بالغيب لا تستند للنّص الصحيح ولا للنظر الصريح
ـ بعضهم يعتبر هذه المظاهر أخطاءً ونقصاً سببها جهل الصحابة بأصول الرسم ومبادئه
ـ وبعضهم فسّر وعلـّل مظاهر الرسم العصماني تعليلات صوفية غيبية
ـ وبعضهم فسّر هذه المظاهر تفسيرات علمية وأرجعوها إمّا إلى أصول الكتابة في زمنهم وعهدهم أو إلى طبيعة جمع القرآن برواياته وأحرفه المختلفة ...
وما يهمنا في هذه المداخلة ويصلح لهذه المناسبة المذهبان الأخيران لأنّ فيهما دون سواهما الجواب الشافي والتعليل الكافي لظاهرة الإثبات في ألف {الكتاب} في المواضع الأربعة ـ السالفة الذكر ـ دون غيرها
أوّلاً : التعليل الإشاري الصوفي : وأنقل لك ها هنا التعليل الذي قدّمه ابن البناء المراكشي في عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل وهو قائم على أنّ كلّ الف تكون في كلمة لها معنىً متعلق بالملكوت [3] والأمور العلية التي لا تدرك بالحس فإنّها تحذف للدلالة على ذلك وأما إذا كان معناها متعلق بالمَلَكية[3] أو صفة حقيقية في العلم أو أمور سفلية ثبتت الألف
قال عليه رحمة الله : "واعتُبِر ذلك في لفظتي {القرءان} و {الكتاب} فإنّ القرآن هو تفصيل الآيات التي أحكمت في الكتاب فالقرآن أدنى إلينا في الفهم من الكتاب وأظهر في التنزيل [يشير إلى أنّ القرآن أقرب إلى الملك أي إلى الطهور الذي يقتضي الإثبات والكتاب أقرب إلى الملكوت الذي يقتضي الحذف ] قال الله تعالى: {الر. كتب [بالحذف] أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} وقال في فصلت: {كتب [بالحذف] فصلت آياته قرءانا [بالإثبات]عربيا لقوم يعلمون} وقال تعالى : {إنّ علينا جمعه وقرءانه [بالإثبات] فإذا قرأناه فاتّبع قرءانه } ولذلك ثبت في الخطّ ألف القرءان وحذف ألف الكتاب .
وقد حذف ألف القرءان في حرفين هو فيهما مرادف للكتاب في الاعتبار . قال تعالى في سورة يوسف: {إنّا أنزلناه قرآنا [بالحذف] عربياً} وفي الزخرف {إنّا جعلناه قرآنا [بالحذف] عربيا} والضمير في الموضعين ضمير الكتاب المذكور قبله. وقال بعد ذلك في كلّ واحد منهما : {لعلكم تعقلون} فعربيته هي من الجهة المعقولة ..." ثمّ قال : "وكذلك ثبت الف الكتاب في أربعة أحرف هي مقيدة بأوصاف خصصته من الكتاب الكلي . أحدها في الرعد {لكل أجل كتاب} هذا الكتاب هو كتاب الآجال فهو أخصّ من الكتاب المطلق والمضاف إلى اسم الله
وفي الحجر {وما أهلكنا من قرية إلاّ ولها كتاب معلوم} هذا الكتاب هو كتاب إهلاك القرى , وهو أخصّ من كتاب الآجال.
وفي الكهف {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك} هذا الكتاب هو أخصّ من الكتاب الذي في قوله تعالى :{أتل ما أوحي إليك من الكتاب} لأنه أطلق هذا وقيّد ذلك بالإضافة إلى الاسم المضاف إلى معيّن في الوجود , والذي هو أخصّ أظهر تنزيلا
وفي النمل {تلك ءايات القرءان وكتابٍ مبين} هذا الكتاب جاء تابعا للقرآن والقرآن جاء تابعا للكتاب كما قد تبيّن لك ,وكما جاء في الحجر {تلك ءايات الكتاب وقرءان مبين} فما في النمل له خصوص تنزيل مع الكتاب الكلي فهو تفصيل الكتاب الكلي بجوامع كليته والله أعلم ." انتهى كلام ابن البناء
هذا عن التفسير الصوفي والتعليل الإشاري
أما التفسير العلمي فالحذف والإثبات عند أصحابه مبنيان ومحمولان على احتمالات عدّة أهمها :
ـ الإثبات قد يراد به أحيان بيان حركة الحرف فقد كانوا برمزون للحركة فيما يلتبس إعرابه بحروف المدّ أو ما يعرف بالحركات الطويلة...
ـ قد يتنوع الحذف والإثبات في الكلمة الواحد لتنوع قراءاتها
ـ قد يقصد بالإثبات الإفراد لا غير بينما يقصد بالحذف الجمع حقيقة والإفراد احتمالا [حقيقة لأنه يوافق الرسم موافقة حقيقية والثاني إنما يوافقه موافقة احتمالية]
ـ قد تكتب الكلمة بإثبات ألفها في أوّل موضع لها في المصحف ثم يستغنى عنه فيما يتكرر منها
ولجميع ما ذكرنا أمثلة ذكرها أهل هذه الصناعة ... ربما قد نعود لها فيما يستقبل من الأيام إن شاء الله تعالى



الهوامش :
[1] ـ تماما كما تفضّل وأشار الأخ مدّثر خيري حفظه الله
[2] ـ مظاهر الرسم العثماني الاصطلاحية ستة : الحذف , الزيادة , الإبدال , وصل ما حقه الفصل , فصل ما حقه الوصل واختلاف المصاحف وإن كان هذا الباب الأخير أدخل في الرسم الاصطلاحي تجاوزا
[3] ـ ينقسم الوجود عند ابن البناء إلى ما يدرك وما لا يدرك والذي يدرك ينقسم إلى قسمين ظاهر ويسمى ملك وباطن ويسمى ملكوت وما لا يدرك ينقسم بدوره إلى قسمين ما اختص الله بعلمه وليس من شأنه أن يدرك كمهية صفات الله وحقيقة أفعاله ...فيسميه العزّة وما اختص الله بعلمه ولكن من شأنه أن يدرك كأحوال الآخرة ونعيم الجنة ونحو ذلك فهذا يسميه الجبروت ... ووفق هذه القسمة بنى ابن البناء تعليلاته لمظاهر الرسم العثماني ... والأمر يحتاج إلى مزيد من البيان والشرح ليس هذا مجاله ومقامه...و لمن أراد الاستزادة والتفصيل فالكتاب موجود على الشبكة في مختلف المواقع وهو مبرمج في المكتبة الشاملة
 
فاتني أن أذكر أخي ماجد :
1ـ أنّ الحذف يكثر في الكلمات التي تنضبط بقياس (كالجموع السالمة والمثنى ...) وذلك للشهرة ـ إذا صحّ التعبير ـ والاستغناء
2ـ الكلمات التي ترسم بالإثبات في أوّل موضع لها ثمّ ترسم بعد ذلك بالحذف يكثر في الكلمات التي لا تنضبط بقياس كجموع التكسير وكأنّهم جعلوا من موضعها الأوّل تعريفا وبيانا لها فلمّا حصل به استغنوا عن رسم الحرف المحذوف
3ـ قاعدة أخرى مهمة في الحذف والإثبات أنّ الصحابة رضي الله عنهم ـ بل والكتابة العربية عموما يومها ـ كانت قائمة على رسم أقلّ شيء ممكن وعدم التوسع فيما يمكن الاستغناء عنه (وهذه القاعدة ملاحظةٌ في تركهم الضبط , في تركهم للإعجام أوّلا , وفي إعجام الحروف الأقلّ استعمالا كالذال بدل الدال والشين بدل السين ثانيا, وفي ظاهرة الحذف فيما يمكن الاستغناء عنه من الحروف...)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بعيدا عن أن نخطِّئ أمرًا في الكتابة أونلتمس علة تسوِّغ وروده بصورة خاصة أودّ أن أشير إلى أن نظام الكتابة ورموزها من الأمور العُرفية التي يتقبلها أبناء اللغة في مجتمعهم ما كان وافيا وملبيا لمتطلباتِهم في شؤون دينهم ودنياهم ، وهو كما علمنا من دراسة كتابات عدد من اللغات ومنها الكتابة العربية أن هذا النظام يتدرَّج ليكون وافيا إذا ظهرت لدى أبناء اللغة حاجة إلى ذلك ؛ فالضبط بعلامات دالة على الحركات والتشديد ظهر في وقت مبكر للحاجة إلى ضبط النطق وفق النظام الصرفي والنظام النحوي للعربية ، ثم ظهر ضبط آخر باستخدام النقْط وعدمه لتمييز الأحرف المتشابِهة رسما للأصوات المختلفة : ب ت ث ، ج خ ، س ش ، وهكذا ، بل أضيفت رموز كتابية لأصوات لم يكن أبناء اللغة يجدون حاجة لرسمها في كتاباتِهم لأنَّهم لم يكونوا يجدون صعوبة في القراءة في غيابِها ؛ فظهرت صورة الْهَمْزة المقتطعة من العين ، وعلامة الوصل من الصاد وهكذا . والكتابة العربية كانت تساير متطلبات القارئين والكاتبين في كل مرحلة فلا ينبغي اتِّهامها في أي مرحلة بالخطإ أو الشذوذ .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
........والكتابة العربية كانت تساير متطلبات القارئين والكاتبين في كل مرحلة فلا ينبغي اتِّهامها في أي مرحلة بالخطإ أو الشذوذ .
أستاذنا الكريم ...
المعروف أنّ الذي اشتهر بتخطئة الصحابة رضي الله عنهم في رسمهم للمصحف هو ابن خلدون في المقدمة وهو مذهب ضعّفه الجمهور وعدّوه من شذوذ ابن خلدون وأخطائه ...
وتعليل مظاهر الرسم العثماني وفق المنهج العلمي الصحيح ليس فيه شيئ من تخطئة اللغة أو قدح في أصحابها بل إنّ القول بتطوّر الرسم تبعا لتطور لغته وحاجيات أهله ...هو أصل هذا التعليل ... لأنّ رسم اللغة العربية مرّ بمراحل عدّة قبل الصحابة وفي عهدهم وبعدهم , ويمكن للدارس والمتتبع لهذا التطور أن يجزم بأنّ رسم القرآن لم يكن شيئا جديدا مبتدعا اخترعه الصحابة بل هو الرسم الذي كان متعارفا عليه في زمانهم يُكتب به القرآن والحديث والشعر والرسائل والخطب وكلّ نصٍ عربي (هكذا بظاهرة الحذف والزيادة والإبدال والفصل والوصل) ولم تكن هذه المظاهر يومها مخالفة للقياس بل كانت هي عينها القواعد والقياس ولم يكن يومها فرق بين الرسم الإملائي كما نسميه اليوم وبين الرسم القرآني ...لكن بعد زمن الصحابة حدث انفصام وانفصال بين الرسم الإملائي للغة العربية عموما وبين الرسم القرآني... كيف حدث هذا الانفصام ؟ ... حدث لأنّ رسم اللغة العربية بقي تطوره مستمرا تبعا لتطور الأعراف ـ كما سماها الأستاذ حفظه الله ـ وبسبب زيادة حاجيات القوم في لغتهم ورسمها ...بينما بقي الرسم القرآني على ما كان عليه أوّل مرة بقي كما كان مناسبا لعرف الصحابة ملبيا لحاجاتهم... وكلـّما استدعت الحاجة زيد في ضبطه دون أصل الرسم الذي أفتى العلماء على عدم جواز تعديله وتغييره ...
والتعليل العلمي لمظاهر الرسم العثماني الذي أشرنا إليه في أوّل هذه المداخلة يحاول البحث في القواعد القديمة التي كتب على وفقها القرآن الكريم .... وهو لا يزعم ولا يدعي خطأها ...والله أعلم بالحق والصواب
 
الحمد لله ، الاتفاق أيسر سبيلا من النّـزاع .
أودّ أن أضيف شيئا لا يشير إليه أحد فيما أظن ، وهو أن كتابة المصحف كانت حتى زمن الخليل وسيبويه والفراء والكسائي والمبرد وكلهم علماء باللغة ومعظمهم من علماء الدرس القرآني تستفيد من التحسينات التي تحدث في الكتابة العامة وأهمها نقط الإعجام وعلامات الشكل الخليلية ولم يجد العلماء ولا غيرهم غضاضة في إضافتها بلون مداد الكتابة ، والانفصام الذي وقع من بعد تلك الفترة إنما حدث في رأيي بسبب غياب علماء اللغة وانفراد غير اللغويين بالقول في رسم المصحف فبقي على ما كان عليه وأضاف النُّقَّاط بالحمرة والصفرة والخضرة أشياء بديلة للتحسينات التي كان ينبغي إدراجها بالسواد كما جرى مع ما قبلها ، في حين كان الخطاطون المتميزون كابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي يكتبون المصاحف متبعين الرسم المستحدث الذي لا يُحذف فيه ألفات مدّ بصورة خاصة ، وكان كبار أهل المعرفة لا يعترضون على صنيعهم ، وفي مكتبات المصاحف العتيقة نسخ من تلك المصاحف .
وبقي هذاالأمر حتى أعادت لجنة حفني ناصف وزملائه فكرة الرسم المنسوب إلى عثمان ، ونفّذت طبعة المصحف الأميري المصري ، وكان مع العودة تعديلات للرموز الملوَّنة فابتُدِعت الألف الخِنجرية بدلا من ألف المدّ الحمراء ، والدائرة السوداء لتسهيل الهمزة بدلا من اللون الأصفر والشكل المعيَّن تحت راء مجراها للإمالة بدلا من لون آخر وهكذا أضيف إلى سواد المصحف سواد متعدد ، وكانت الحجة صعوبة استخدام الألوان في المطابع آنذاك ، وأُضفِيَت على هذا العمل صفة القبول لروعة الإخراج الطباعي حتى صار هو السنّة التي لا محِيد عنها في طباعة المصاحف مع إمكان استخدام ألوان لا حصر لعددها في الطباعة في أيامنا هذه !
 
أخي الكريم أبو هاني...

أخي الكريم أبو هاني...

نعم الاتفاق أبسر سبيلا من النزاع ... ما أجملها من كلمة
ولكن أحيانا لا بدّ من الخلاف ... لأنّ خدمة كتاب الله ـ العزيز الحكيم ـ والإخلاص للعلم والتجرد له يقتضي منّا ترك المجاملات ... ومواجهة الأحبة والإخوان ببيان عدولهم عن الصواب وكشف خطئهم في بعض المسائل والمباحث... ومن ذلك أستاذنا الكريم قولك .......
أودّ أن أضيف شيئا لا يشير إليه أحد فيما أظن ، وهو أن كتابة المصحف كانت حتى زمن الخليل وسيبويه والفراء والكسائي والمبرد وكلهم علماء باللغة ومعظمهم من علماء الدرس القرآني تستفيد من التحسينات التي تحدث في الكتابة العامة وأهمها نقط الإعجام وعلامات الشكل الخليلية ولم يجد العلماء ولا غيرهم غضاضة في إضافتها بلون مداد الكتابة ، والانفصام الذي وقع من بعد تلك الفترة إنما حدث في رأيي بسبب غياب علماء اللغة وانفراد غير اللغويين بالقول في رسم المصحف فبقي على ما كان عليه وأضاف النُّقَّاط بالحمرة والصفرة والخضرة أشياء بديلة للتحسينات التي كان ينبغي إدراجها بالسواد كما جرى مع ما قبلها ،

فإنّ هذا مخالف للثابت المعروف ...لأنّ أوّل من زاد على رسم الإمام فيما أعلم هو أبو الأسود الدؤلي 69هـ والنصّ الصحيح الصريح عنه أنّ ذلك تمّ بلون مغاير لرسم الإمام فقد قال لكاتبه : (خذ المصحف وصباغا يخالف لون المداد فإذا فتحت شفتي فانقط فوق الحرف نقطة وإذا ضممتها فانقط أمامه وإذا كسرتها فانقط تحته ...) إلى آخر القصة
وكلّ ما ألحق بالمصحف ألحق بلون مغايرٍ إلاّ نقاط الإعجام قيل لأنّها من ذوات الحرف وليست من عوارضه كباقي علامات الضبط ...ولكن رغم ذلك فقد اهتدوا إلى طريقة يميزون بها بين رسم الإمام وما ألحق به من نقاط الإعجام بأن جعلوا سمك النقاط أدقّ (وأرقّ) من سمك خطّ الرسم ...
المسألة الثانية التي أريد الوقوف عليها : إنّ جماهير علماء الإسلام اتفقوا حتى لا أقول أجمعوا على وجوب المحافظة على رسم الإمام وعدم التعرض له بتعديل أو تغيير لماذا ؟
فبقي لأجل ذلك رسم الإمام جامدا على الحالة الأولى التي كان عليها لم يتغير بينما نمت الكتابة العربية وتطورت وتغيرت وفق الأعراف الجديدة والحاجات المستجدة
ولا ينبغي أن يظنّ الظانّ أنّهم إنّما فعلوا ذلك لمجرد الإتباع والجمود والتقليد أو أنّ فاعلي ذلك ليسوا من أهل الاختصاص كعلماء اللغة مثلا بل كانوا جاهلين بأصول الكتابة وقواعدها ...
إنّ الصحابة لم يقصدوا برسم المصحف كتابته فقط ولو كان المقصد الوحيد من رسم الإمام هو الكتابة لجاز لنا أن نساير تطور الكتابة العربية بل لكان المصحف أولى بهذا التطور والتغير الإيجابي من غيره من النصوص العربية ولكن قصد الصحابة كان أكبر من ذلك وأوسع ومن بين مقاصدهم التي ينبغي مراعاتها في رسم المصاحف
أوّلا : رسم الإمام عبارة عن وعاء لأحرف القرآن التي لم تنسخ في الختمة الأخيرة وأيّ تغيير في الرسم قد ينجرّ عنه إمّا ترك لبعض هذه الأحرف أو إدخال فيه ما ليس منها
ثانيا : إنّهم أرادوا أن يتركوا القرآن كما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه وخطّه حتى يكون حجة على من يأتي بعده ...
ثالثا : إنّ رسم الإمام اليوم من أكبر الأدلة على حفظ القرآن ... لأنّ المخطوطات العربية التي كتبت في عهود متقارب مع رسم المصحف متوافقة معه تمام التوافق وفي ذلك دليل واضح وساطع على بقاء القرآن على ما كان عليه في تلك الفترة المتقدمة
والله اعلم بالحق والصواب
 
( بعيدا عن أن نخطِّئ أمرًا في الكتابة أو نلتمس علة تسوِّغ وروده بصورة خاصة )
هذا ما بدأت به مشاركتي السابقة على الأخيرة لكنك عدتَ إلى الجدل ، ولستُ أريد الخوض فيه ، فقدَّمتَ تعليلا غير موثَّق هو هذا
( جعلوا سمك النقاط أدقّ (وأرقّ) من سمك خطّ الرسم )
وهذا ( قصد الصحابة كان أكبر من ذلك وأوسع ، ومن بين مقاصدهم التي ينبغي مراعاتها في رسم المصاحف ) كذا وكذا مما ليس لدينا دليل عليه ؛ ولقد كان سؤال السائل الأول ماجد المطرود عن الاختلاف في كتابة كلمة : كتاب مرة بألف ومرة بغير ألف ، والتعليل بما يُنقل عن القدماء اجتهاد لا دليل يؤيده ، لذلك سأتوقف عن الحديث في هذا الأمر .
 
يا أستاذنا الكريم أنا أفضل تسمية هذا الاختلاف مناقشة يراد منها الوصول إلى الحقّ والصواب لا جدلا بمعناه العرفي العقيم ...
وما أردته من مداخلتي الأخيرة هو معرفة المزيد من الأدلة والحجج على مسألتين ذكرتهما يا أستاذ ...
الأولى : أنّ الأفضل لكتاب الله عزّ وجلّ لو ساير تطور الرسم العربي الإملائي .... ويفهم ذلك صراحة من قولك :
أودّ أن أضيف شيئا لا يشير إليه أحد فيما أظن ، وهو أن كتابة المصحف كانت حتى زمن الخليل وسيبويه والفراء والكسائي والمبرد وكلهم علماء باللغة ومعظمهم من علماء الدرس القرآني تستفيد من التحسينات التي تحدث في الكتابة العامة وأهمها نقط الإعجام وعلامات الشكل الخليلية ولم يجد العلماء ولا غيرهم غضاضة في إضافتها بلون مداد الكتابة ، والانفصام الذي وقع من بعد تلك الفترة إنما حدث في رأيي بسبب غياب علماء اللغة وانفراد غير اللغويين بالقول في رسم المصحف فبقي على ما كان عليه وأضاف النُّقَّاط بالحمرة والصفرة والخضرة أشياء بديلة للتحسينات التي كان ينبغي إدراجها بالسواد كما جرى مع ما قبلها ، في حين كان الخطاطون المتميزون كابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي يكتبون المصاحف متبعين الرسم المستحدث الذي لا يُحذف فيه ألفات مدّ بصورة خاصة ، وكان كبار أهل المعرفة لا يعترضون على صنيعهم ، وفي مكتبات المصاحف العتيقة نسخ من تلك المصاحف .
الثانية : أنّ هذا الرأي هو المعروف والمشهور أو هو على الأقل مذهب العارفين والمحققين ... يفهم هذا صراحة من خلال قولك :
...في حين كان الخطاطون المتميزون كابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي يكتبون المصاحف متبعين الرسم المستحدث الذي لا يُحذف فيه ألفات مدّ بصورة خاصة ، وكان كبار أهل المعرفة لا يعترضون على صنيعهم ، وفي مكتبات المصاحف العتيقة نسخ من تلك المصاحف .
وبقي هذاالأمر حتى أعادت لجنة حفني ناصف وزملائه فكرة الرسم المنسوب إلى عثمان ، ونفّذت طبعة المصحف الأميري المصري ، وكان مع العودة تعديلات للرموز الملوَّنة فابتُدِعت الألف الخِنجرية بدلا من ألف المدّ الحمراء ، والدائرة السوداء لتسهيل الهمزة بدلا من اللون الأصفر والشكل المعيَّن تحت راء مجراها للإمالة بدلا من لون آخر وهكذا أضيف إلى سواد المصحف سواد متعدد ، وكانت الحجة صعوبة استخدام الألوان في المطابع آنذاك ، وأُضفِيَت على هذا العمل صفة القبول لروعة الإخراج الطباعي حتى صار هو السنّة التي لا محِيد عنها في طباعة المصاحف مع إمكان استخدام ألوان لا حصر لعددها في الطباعة في أيامنا هذه !
والذي أعتقده والله اعلم وأحسب بل أجزم أنّه مذهب ليس المحققين من أهل العلم فقط بل هو مذهب جماهيرهم ـ حتى لا أقول أجماعهم ـ أنّ توقف مسايرة المصحف لتطور الكتابة العربية (من جهة رسم حروفه لا ضبطها) هو الأولى والأنسب والأصح وأنّ الذين طوّروا هذه الكتابة ورسموا المصحف وفق الكتابة المستحدثة أمثال :
الخطاطون المتميزون كابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي
قد شذوا عن جماهير المسلمين
أما الأدلة النقلية والنصوص عن الصحابة رضي الله عنهم وعن التابعين والأئمة وعلماء السلف والخلف في وجوب اتّباع رسم المصحف وحرمة تغييره وتعديله فكثيرة مشهورة لن أتوقف عندها
وأما الأدلة العقلية النظرية فقد ذكرت لك واحدا حسبته كافيا وشافيا وهو كون الصحابة ما قصدوا برسم المصحف مجرد الكتابة بل لهم مقاصد أخرى أهمّها وأوْلاها بالذكر ها هنا : أرادوا أن يكون الرسم جامعا لأحرف القرآن ورواياته ...يُعرف ذلك من خلال الاسقراء (راجع على سبيل المثال : الفتح الرباني في علاقة القراءات بالرسم العثماني للشيخ محمد سالم محيسن , إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1415هـ ) ولأجل هذه العلة اتفقوا على أنّ موافقة الرسم العثماني ركن من أركان القراءة الصحيحة فلا تصحّ قراءةً ولا تقبل ولا يُتعبّد بها إلاّ إذا وافقت الرسم الأوّل ...
أما عن حجم النقط وكونه أدقّ من حجم رسم الإمام فأظنّ أنّ النظر في المصاحف القديمة يكفي لإثباته... وعمدتي في ذلك أنّنا في بلاد المغرب الإسلامي لا نزال نكتب نقاط الإعجام برأس القلم والرسم بحافته ... ولا يزال المشايخ ها هنا يؤكدون أنّ الأمر مقصود ولم يأت هكذا اعتباطا سبهللا ... وقد نصّ غير واحد من أهل العلم في كتب الرسم والضبط أنّ التمييز بين ما رسمه الصحابة ووقع عليه إجماعهم وبين ما زيد على رسمهم واجب إن لم يكن باللون فبالحجم ـ والله اعلم بالحقّ والصواب ـ
... أعود فأقول نعم لو كان قصد الصحابة من الرسم مجرد الكتابة ...ربّما جاز اتّباع الرسم المستحدث ... ولكن الأمر أعظم وأكبر من مجرد الكتابة والله أعلم ...
 
نعم لو كان قصد الصحابة من الرسم مجرد الكتابة ...ربّما جاز اتّباع الرسم المستحدث ... ولكن الأمر أعظم وأكبر من مجرد الكتابة والله أعلم ...

نعم ، صدقت يا أخانا فيما قلت ، فإن هذا الأمر يُعدّ بالفعل أعظم وأكبر من مجرد الكتابة
وبالمثل يظل سؤال أخينا الفاضل ماجد المطرود أكبر من كل الإجابات التى قيلت فيه حتى الآن
فالعجيب أن الأخوة الأفاضل الذين حاولوا الجواب عن سؤاله المطروح قد توسعوا بالجواب ليشمل مسألة الرسم ككل ، بينما تركوا تعليل المسألة الواردة بالسؤال نفسه بلا تعليل يشفى الغليل ، فضاعت تلك المسألة فى غمرة ذلك التعميم !!
والذى أراه أن الجواب الصحيح عنها يكمن فى ميدان آخر لا يراه أكثر الناس ، ولكن قبل التصريح به أريد أولا أن أستطلع آراء الأخوة الأفاضل فيما ذكرته حول عدم ملائمة الأجوبة المذكورة للسؤال المطروح ، وكونها لم تُقدم تعليلا مباشرا له بعيدا عن التوسع والتعميم
فهل توافقوننى على ذلك ؟
وإذا كان لدى أحد الأفاضل اجابة عن السؤال المطروح فليقصره عليه وحده متجنبا التعميم
والسلام عليكم ورحمة الله
 
لا شكّ أنّ الحذف والإثبات أمر مقصود، وأنَّه لا يخلو من فائدة

لا شكّ أنّ الحذف والإثبات أمر مقصود، وأنَّه لا يخلو من فائدة

جواباً على سؤال الأخ الكريم عن سبب إثبات الألف في أربع مواضع من كلمة (كتاب) بينما حذفت في جميع القرآن.
أقول: لا شكّ أنّ الحذف والإثبات أمر مقصود، وأنَّه لا يخلو من فائدة، وأنَّه يمكن أن نعتبر أنَّ الرَّسم العثمانيّ وما فيه من حذف وزيادة وفصل ووصل وبدل وكتابة همز وما فيه قراءتان فكُتِب على إحداهما؛ له تعلُّق بالمعنى أكثر من تعلُّقه بالشَّكل أو الرَّسم، فاختلاف رسم الكلمة القرآنيّة لهو دليل واضح وقوي على اختلاف المعنى المراد.
قال الإمام الرازي في: ((تفسيره)) عند آية 32 من سورة النور: "أن أصل الكلمة من الكُتب وهو الضم والجمع، ومنه الكتيبة سميت بذلك لأنها تضم النجوم بعضها إلى بعض وتضم ماله إلى ماله".
إذاً الكتاب معناه: الجمع والضم، ومعناه إخفاء المعلومات بداخله، وتوثيق المعلومات إلى أجل، فحقَّ فيه -على منهج الرسم القرآني المعجز- إخفاء الألف التي تفرق وتظهر، ولذلك نجد الكتاب -في جميع القرآن- بدون ألف، إلا ما استثني من أربع مواطن خالفت هذا المعنى، وبيان ذلك في الآتي:
1- الكتاب له وجهان باعتبار؛
الأول: علوي، وبمعنى الأحكام والتشريعات، وجامعاً -في المعنى- وليس جزئياً، وكتاب الغيوب التي لا يعلمها أحد إلا الله U، وما ذكر فيه صفات التشريف والتكريم، وحكم الله المعنوي، وعلم الغيب، وكتاب الأعمال الذي لن نراه إلا يوم العرض على الله، وعلم الله الشامل؛ فإنه في كل هذه الأصناف والمواطن تكتب (الكتاب) بدون ألف. [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P489]ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] ﮒﮊ وهذا يكتب بدون ألف؛ لأنه ملكوتي غيبي.
الثاني: الطرف الأدنى؛ ما له معنى جزئي وليس له معنى كلي جامع؛ فتثبت فيه الألف (كتاب).
[FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P377]ﭑ[/FONT][FONT=QCF_P377]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P377] ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] النمل: ١ الطرف الأدنى إلينا والذي نزل إلى كوكب الأرض للعمل به -وفيه صيغة الفعل أيضاً- فهنا يكتب بالألف؛ لظهوره بالقراءة والتلاوة والعمل به؛ كما في سورة النمل: [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P377] ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT]. ويوضح ذلك ما جاء في تكملة النص بعدها من أوامر تكليفية بالعمل بهذا الكتاب
[FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P377]ﭑ[/FONT][FONT=QCF_P377]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P377] ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] .
[FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P262]ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] الحجر: ٤؛ فهو كتاب خاص؛ كتاب الآجال للأمم التي أبيدت على ظهر الأرض، أو الأشياء، فهما معنى جزئي من الذي كان غيباً وجامعاًًً ولكنه ظهر للوجود وعلمته الأمم؛ فيكتب بالألف [FONT=QCF_BSML] ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P262] ﭯ ﭰ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT].
وأيضاً قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P296]ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ[/FONT][FONT=QCF_P296]ﰁ[/FONT][FONT=QCF_P296] ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] الكهف: ٢٧، هذا طلب من الله U لنبيه r أن يتلو عليهم هذه الجزئية من الكتاب الجامع وهي قصة أهل الكهف.
وأيضاً فإن هذا الجزء كان مخفياً وأصبح الآن ظاهراً.
وقيل: الأمر هنا بالتلاوة والعمل والاتباع؛ وهو أمر عملي يناسبه إظهار الألف.
قال المراكشي في ((عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل)): "وفي الكهف: (وَاتلُ ما أُوحيَ إٍليكَ مِن كِتابِ رَبّكَ) هذا الكتاب هو أخص من الكتاب الذي في قوله تعالى: (اُتلُ ما أُوحِيَ إِليكَ مِن الكِتاب)".
[FONT=QCF_BSML] ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P254]ﮰ ﮱ ﯓ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] الرعد: ٣٨ هذا الكتاب كتاب الآجال الخاص، وهو الآيات المعلومة لكل نبي والتي شاهدها الناس المعاصرين لكل نبي، وليس لها معنى الغيبية أو المعنى العام والشامل. وذلك بخلاف قوله تعالى في الآية التي تليها: [FONT=QCF_BSML]ﮋ [/FONT][FONT=QCF_P254]ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ[/FONT][FONT=QCF_P254]ﯚ[/FONT][FONT=QCF_P254] ﯛ ﯜ ﯝ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] الرعد: ٣٩
فهنا المقصود العلم الشامل والجامع في اللوح المحفوظ؛ فحذف منه الألف.
هذا ما تيسر لي كتابته على عجل حول هذا الموضوع المهم؛ وقد لخصته واختصرته من كتاب فريد في بابه، ماتع في موضوعاته؛ ألا وهو كتاب: «الجلال والجمال في رسم الكلمة في القرآن الكريم»، للدكتور سامح القليني، مكتبة وهبة-القاهرة، ط:1، 1429هـ-2008: (ص433-442).
ومن أراد الاستزادة ومناقشة المواضع التي ورد فيها الحذف والتي ورد فيها الإثبات فليراجع هذا الكتاب.
 
عودة
أعلى