بين الرؤية والعلم

علي سبيع

New member
إنضم
01/04/2015
المشاركات
280
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
59
الإقامة
مصر
بسم1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام و انتم بخير
قرأت في سورة الحج الآية 18 "الم تر أن الله يسجد له من في السموات و من في الأرض والشمس والقمر و النجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس................." وكنت ارى فى هذه الآية ان الخطاب موجه للرسول صلى الله عليه وسلم في المقام الأول ثم نحن بالتبعية نرى بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم إيماناً وتصديقاً سجود جميع المخلوقات لله عز وجل الى ان قرأت تفسير الآية ووجدت ان جمهور العلماء على أن الرؤية قلبية بمعنى الم تعلم وليست رؤية بصروعصفت بى اسئلة كثيرة لم أجد أجوبة شافية على كثير منها وهل هناك تعريف شرعى لرؤية القلب ؟ وهل كانت رؤية القلب بمعزل عن رؤية البصر ؟ ووجدت صعوبة كبيرة فى هذا الموضوع وقررت فتح الموضوع على المنتدى للمناقشة وتبادل الآراء . و بالله التوفيق
 


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالآيات التي خاطب الله تعالى فيها رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( ألم تر ) كثيرة، منها قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ {البقرة: 243}. وقوله عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ {النساء: 77}. وقوله سبحانه: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا {مريم: 83}.
قال الطبري في معنى قوله تعالى: (ألم تر): يعني تعالى ذكره: ألم تر، ألم تعلم، يا محمد ؟، وهو من رؤية القلب لا رؤية العين ، لأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يدرك الذين أخبر الله عنهم هذا الخبر، ورؤية القلب ما رآه، علمه به. فمعنى ذلك: ألم تعلم يا محمد .
وقال القرطبي: قوله تعالى: (ألم تر) هذه رؤية القلب بمعنى ألم تعلم.
وقال الشوكاني في فتح القدير في تفسيره لآية البقرة: الرؤية هنا التي بمعنى الإدراك مضمنة معنى التنبيه، ويجوز أن تكون مضمنة معنى الانتهاء: أي ألم ينته علمك إليهم، أو معنى الوصول: أي ألم يصل علمك إليهم، ويجوز أن تكون بمعنى الرؤية البصرية: أي ألم تنظر إلى الذين خرجوا.
والله أعلم.
منقول من اسلام ويب

ورؤية القلب بمعزل عن رؤية البصر
فقد يحدث الله نبيه بشيء من الماضي الذي لم يبصره فيقول له ألم تر
فلا يشترط لرؤية القلب رؤية البصر

والله تعالى أعلم

 
يرى الإنسان ببصره (جارحة العين وتوابعها) ويرى ببصيرته (المعلومات التاريخية والحقائق المتواترة)
وهذا المعنى اللغوي تعرفه العرب، والقرآن نزل بلغة العرب.
قال ابن فارس في معجمه:
الراء والهمزة والياء أصل يدل على نظر وإبصار بعين أو بصيرة.
فالرأي: ما يراه الإنسان في الأمر، وجمعه الآراء.
 
كل عام وأنتم بخير
الرؤية سواء كانت بالبصر أو بالبصيرة هي التي يتحقق بها اليقين، وبلوغ اليقين هو بلوغ العلم، فالرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه وشاهد حماره تدب فيه الحياة بعد موته لم يقل بعدها (أيقنت أن الله على كل شيء قدير، بل قال (أعلم أن الله على كل شيء قدير)، وإبراهيم عليه السلام بعد رؤيته لكيفية إحياء الموتى لم يقل له الله تعالى (وأيقن أن الله عزيز حكيم) بل قال (واعلم أن الله عزيز حكيم)، إذا فباليقين نبلغ العلم، فأية مسألة علمية إن لم أستيقن صوابها لا أحكم لصاحبها بالعلم بها ، فقد وجدنا أن أعظم رحمة تستحق الذكر والامتنان هي الصلاح، والصلاح هو نتاج العلم، والعلم نتاج اليقين، واليقين نتاج الهدى ، والهدى مصدره الكتاب. فالترتيب من البداية إلى بلوغ الغاية يبدأ أولا من الكتاب ، يكتسب منه الهدى، والهدى يكتسب منه اليقين، واليقين يكتسب منه العلم، والعلم يكتسب منه الصلاح.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا الرؤيه ثم اليقين ثم العلم وبالرجوع لسورة الحج نجد ان في ثلاث ايات الصيغة مؤكدة" الم تر ان ..." ثم تاتي الايه 70 "الم تعلم ان الله يعلم مافي السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك علي الله يسير". وبهذا تكون الرؤية احد مراحل العلم وليس مرادف له .قال تعالي" الم تر ان الله يعلم....." ويقول الشيخ الشعراوي ان العلم هو الذي تستطيع ان تقيم الدليل عليه ولذلك جاءت الم تعلم في مواضع قليله في القران. وربما ياتي العلم اولا في صيغة تقريريه"لله يسجد...."ثم تاتي الرؤيه كمافي الايه"الم تر ان الله يسجد له......"ثم ياتي اليقين هذا والله اعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].وفي الايةيتضح ارتباط حاستي السمع والبصر بالقلب والثلاثة وسائل تحصيل العلم كما بكتاب الله عز وجل في اكثر من عشرين ايةويقوم كل من السمع والبصر بايصال المعلومات الي القلب ويصل بعدها الي اليقين او الايمان.فرؤية القلب تكون اما مع السمع فقط او مع البصر فقط او مع كليهما.فرؤية القلب اساسية كما قال جمهور المفسرين.وبالرجوع الي الايات التي اشتملت علي "الم تر ان"نجد ان الخطاب موجه الي مفرد وهو محمد صلي الله عليه وسلم ثم لامته ويدل علي ذلك الاية 65 في سورة الحج وفي تفسير الطبري رحمه الله.يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
ألم تر يا محمد بقلبك، فتعلم أن الله يسجد له من في السماوات من الملائكة، ومن في الأرض من الخلق من الجنّ وغيرهم، والشمس والقمر والنجوم في السماء، والجبال، والشجر، والدوابّ في الأرض، وسجود ذلك ظلاله حين تطلع عليه الشمس، وحين تزول، إذا تحولّ ظلّ كل شيء فهو سجوده.
كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج،عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ) قال: ظلال هذا كله.
وأما سجود الشمس والقمر والنجوم، فإنه كما حدثنا به ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عديّ ومحمد بن جعفر، قالا ثنا عوف، قال: سمعت أبا العالية الرياحي يقول: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر، إلا يقع لله ساجدا حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له، فيأخذ ذات اليمين، وزاد محمد: حتى يرجع إلى مطلعه.
فرؤية الشمس والقمر والنجوم والجبال والدواب ومعطوف عليهم سجود الناس لاينكره بصر امابالنسبه الي رؤية مافي السماوات فنرجع الي سور ة النجم فنجد ارتباط وثيق بين رؤية القلب ورؤية البصر.وقد اختلف اهل العلم فيما راي رسول الله صل الله عليه وسلم.عن ابي ذر قال سالت رسول الله صلي الله عليه وسلم هل رايت ربك؟ فقال نور أَنَّى أراه .

وعن ابن مسعود:رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح.ونري في الاحاديث السابقه ارتباط وثيق بين رؤية القلب ورؤية البصر سواء كان المرئي نور الله عز وجل او جبريل عليه السلام.هذا والله اعلم
 
عودة
أعلى