بيان أصحاب الفضيلة أعضاء اللجنة العلمية حول إقراء قراءة نافع بمضمن كتاب التعريف

إنضم
11/01/2012
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المدينة المنورة
بيان أصحاب الفضيلة أعضاء اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية حول إقراء قراءة الإمام نافع ببعض الأوجه التي تضمنها كتاب التعريف للداني

5678alsh3er.jpg

5679alsh3er.jpg

5680alsh3er.jpg
 
ليت أحد الإخوة ينشط لتفريغ المكتوب في الصور على شكل مكتوب؛ لأن الصور حجمها كبير وبعض الإخوة يدخلون الملتقى من هواتفهم وبعضهم لا يملك خط إنترنت سريع.
ووفقكم الله
 
نص البيان

نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ... أما بعد:
فقد ورد علينا سؤال حول إقراء قراءة الإمام نافع ببعض الأوجه التي تضمنها كتاب (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) تأليف الحافظ أبي عمرو الداني.

وبعد دراسة الكتاب وما فيه من الأوجه الواردة عن رواة الإمام نافع وهم إسماعيل بن جعفر، وإسحاق المسيبي، وقالون، وورش.
تبين أن في الكتاب أوجهاً شاذة لا يقرأ بها اليوم ولم تتواتر القراءة بها من لدن عصر المؤلف إلى عصرنا هذا، ولإجماع علماء المشرق والمغرب على عدم تلقي هذه الأوجه بالقبول، ومخالفتها للمتلقى بالأسانيد المتواترة عن أهل الأداء الثقات، عن الإمام نافع المدني، نرى الاقتصار على قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش بما تضمنته الكتب التالية:
1 - التيسير للإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ
2 - الشاطبية للإمام القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الشاطبي المتوفى سنة 590 هـ
3 - النشر في القراءات العشر ومنظومته (طيبة النشر) للإمام الحافظ محمد بن محمد بن محمد ابن على بن يوسف الجزري المتوفى سنة 833 هـ
4 - الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع للإمام على بن محمد المعروف بابن بري المتوفى سنة 730 هـ (أو 731 هـ)

وشروح هذه الكتب السالفة الذكر وما أُلف حولها للبيان والإيضاح، والتدقيق والتحقيق والتحرير وهذه الكتب وحدها هي التي يقرأ بمضمنها، وهي التي أجمع المسلمون على تلقيها بالقبول في المشرق والمغرب، وما ورد فيها من قراءات صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الإمام ابن جزري في كتاب (النشر في القراءات العشر) ما يلي: وجمعتها (الضمير عائد على طرق القراءات) في كتاب يرجع إليه، وسفر يعتمد عليه، لم أدع عن هؤلاء الثقات حرفا إلا ذكرته، ولا خلفاً إلا أثبته، ولا إشكالا إلا بينته وأوضحته، ولا بعيداً إلا قربته. ولا مفرقاً إلا جمعته ورتبته منبهاً على ماصح عنهم وشذ، وما انفرد منفرد وفذ، ملتزماً للتحرير والتصحيح والتضعيف والترجيح معتبراً للمتابعات والشواهد، رافعاً إيهام التركيب بالعزو المحقق إلى كل واحد، جمع طرق بين الشرق والغرب، فروى الوارد والصادر بالمغرب، وانفرد بالاتقان والتحرير، واشتمل جزء منه على كل ما في الشاطبية والتيسير، لأن الذي فيهما عن السبعة أربعة عشر طريقاً، وأنت ترى كتابنا هذا حوى ثمانين طريقا تحقيقا، غير ما فيه من فوائد لا تحصر، وفرائد دخرت له فلم تكن في غيره تذكر، فهو في الحقيقة نشر العشر ومن زعم أن هذا العلم قد مات قيل له حي بالنشر. انتهى كلام ابن الجزري -رحمه الله-.

وقال في كتابه منجد المقرئيين: (واعلم أن الخارج عن السبع المشهورة على قسمين: منه ما يخالف رسم المصحف فهذا لا شك في أنه لا تجوز القراءة به لا في صلاة ولا في غيرها، ومنه ما لا يخالف رسم المصحف ولم تشتهر القراءة به وإنما ورد من طرق غريبة لا يعول عليها، وهذا يظهر المنع من القراءة به أيضاً، ومنه ما اشتهر عند أَئمة هذا الشأن القراءة به قديما وحديثا فهذا لا وجه للمنع منه، ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره قاله البغوي، وهو أَولى من يعتمد عليه في ذلك، فإنه مقرئ فقيه جامع للعلوم، قال وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا، قلت: هذا الكلام هو الصحيح الذي لا محيد عنه، فدونك من هذا الإمام عض عليه بالنواجذ.) انتهى كلام ابن الجزري -رحمه الله-.

وقال في موضع آخر من كتاب المنجد: (وقول من قال إن القراءات المتواترة لاحد لها إن أراد في زماننا فغير صحيح لأنه لا يوجد اليوم قراءات متواترة وراء العشر، وإن أراد في الصدر الأول فيحتمل إن شاء الله).

لذا نرى أن كل من يجترئ على الإقراء بأي وجه من الأوجه التي شذت عن القراء العشرة يجب على أولي الأمر وأهل العلم منعه من ذلك في أي مكان، ولا عبرة بما ذُكر من أوجه في بعض الكتب مثل كتاب التعريف للإمام الداني، لأن علماءنا الأثبات قد محصوا هذه الأوجه ودققوها، وبينوا صحيحها من سقيمها، ولم يتركوا شاردة ولا واردة إلا نظروا فيها بإمعان وروية، والحمد لله الذي حفظ القرآن الكريم من أن تمتد إليه يد العبث مهما طال الزمان تحقيقاً لقوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

وختاما نسأل الله العصمة في كتابه، وأن يجنبنا الخطأ في أَقوالنا وأفعالنا، وأن يجعل القرآن الكريم حجة لنا لا علينا {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
هذه الطرق تواترت بالسند المتصل عند المغاربة ، ولا يحق لأي لجنة علمية أن تطعن في ذلك ، لأنها تكون قد أنكرت ما هو متواتر عند طائفة من المسلمين ، يقرؤونه من عدة قرون جيلاً عن جيل ، وكون المشارقة يجهلون تواترها لا يضر ذلك شيئاً ، كما لا يضر المشارقة عدم علم المغاربة بما تواتر عندهم .
والمسألة طويلة ، ولا طائل تحتها ، وأعوذ بالله من أن يكون حكمي بالتشهي وحظوظ النفس .
 
كان من المفترض أن يبين لنا المشايخ منهجيتهم في هذه الدراسة، ويظهر أنهم اعتمدوا على ما ذكره الإمام ابن الجزري، الذي لم تطأ قدماه البلاد المغربية،
وأظن المسألة تحتاج إلى دراسة تاريخية عميقة لا يمكن أن تكون في بضعة أيام، فالقوم يقرأوون بمضمن كتاب مقطوع بنسبته لعلم من أعلام القراءات لا يشق له غبار، وقد قرأ بتلك القراءات على شيوخه، وذكر في مقدمة الكتاب قوله: "وهذه الروايات هي المشهورات عن هؤلاء الأربعة، وبها يأخذ كل أهل الأداء في جميع الأمصار" (كتاب التعريف ص 26).
والله أعلم.
ولي بحث سأنشره قريبا بإذن الله حول زيادات كتاب التعريف على ما في النشر فيما يتعلق بقراءة نافع.
 
وأظن المسألة تحتاج إلى دراسة تاريخية عميقة لا يمكن أن تكون في بضعة أيام، فالقوم يقرؤون بمضمن كتاب مقطوع بنسبته لعلم من أعلام القراءات لا يشق له غبار، وقد قرأ بتلك القراءات على شيوخه
أصبتم أخي محمد ايت عمران, نحن نحتاج إلى هذه الدراسة التاريخية لهذه القراءات, وأرجو من الإخوة المغاربة أن يتحفونا بما يثبت تواترها, لئلا يزيد القيل والقال, وأهيب بمشايخي وإخواني عدم الخوض في هذا الأمر إلا بكلام علمي رصين, بعيدا عن العاطفة والتعصب, لأنها مسألة عظيمة؛ فإما أن تحكم على قرآن أنه ليس بقرآن أو العكس, اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.
 
....وأرجو من الإخوة المغاربة أن يتحفونا بما يثبت تواترها, لئلا يزيد القيل والقال....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاري الاتصال والتنسيق في هذه المسألة...
 
[align=justify]
أشكر أخي الشيخ عبد العزيز الزُّعبي على إتحافه لنا برأي اللجنة العلمية لمصحف المدينة النبوية في هذه المسألة النازلة، وأرى أنه يجب احترام رأيهم، وتنزيله المنزلة اللائقة بعلمهم وجلالتهم، واعتبار كونهم أهلاً للاجتهاد في هذا الأمر، كما نحترم ونقدّر أشياخنا المغاربة الذين يُقرئون بهذه الطرق، ولا نظنُّ فيهم إلا خيرًا، ويبقى الأمر خلافًا بين أهل العلم في إطار المحبة والتقدير والإجلال، والله ولي التوفيق.
[/align]
 
هلا راسل علماؤنا اللجنة بخصوص هذه الفتوى؟
 
وبعد دراسة الكتاب وما فيه من الأوجه الواردة عن رواة الإمام نافع وهم إسماعيل بن جعفر، وإسحاق المسيبي، وقالون، وورش. تبين أن في الكتاب أوجهاً شاذة لا يقرأ بها اليوم ولم تتواتر القراءة بها من لدن عصر المؤلف إلى عصرنا هذا، ولإجماع علماء المشرق والمغرب على عدم تلقي هذه الأوجه بالقبول، ومخالفتها للمتلقى بالأسانيد المتواترة عن أهل الأداء الثقات، عن الإمام نافع المدني، نرى الاقتصار على قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش بما تضمنته الكتب التالية:

الذي نلاحظه من خلال هذا البيان ، أنّ أعضاء اللجنة حفظهم الله حكموا على هذه الروايات بأنّها شاذّة ولم تتواتر وأنّه ثمّة إجماع لعلماء المشارقة والمغاربة على عدم تلقّي هذه الأوجه بالقبول ، وأنّها مخالفة للمتلقّى بالأسانيد المتواترة عن أهل الأداء الثقات.

فكونها شاذة لا دليل عليه إلاّ إذا كانت هذه الروايات مخالفة للشروط الثلاثة التي وضعها ابن الجزري بقوله :
فكلّ ما وافق وجه نحو *** وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصحّ إسناداً هو القرءان *** فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبتِ*** شذوذه لو أنّه في السبعة.
فينبغي على اللجنة أن تثبت من أنّ هذه الروايات هي مخالفة للرسم أو أنّها لا تصحّ أداءً بالسند المتصل إلى الداني أو أنّها تخالف وجهاً من وجوه اللغة. وإلاّ لصار كلاماً سطحياً لا دليل عليه.

أما كونها لم تتواتر فذلك ليس شرطاً كما يظهر من كلام ابن الجزري في الطيّبة وفي النشر وفي منجد المقرئين بل اشترط الشهرة وقال في المنجد. فالمقروء به نوعان : صحيح مستفاض متلقى بالقبول والقطع حاصل بهما. وقد اشتهرت هذه الروايات عند المغاربة وتلقوها بالقبول من غير نكير منهم.

وأما الإجماع على عدم تلقي هذه الروايات فأقول : هل أخذوا بعين الاعتبار أقوال مشايخ المغرب العربي لا سيما مشايخ المغرب الأقصى ؟ وهل علماء المغرب على هذا القول ؟ لماذا لم يُدخلوا في هذه اللجنة ممثل من علماء المغرب ممن له دراية بهذه الروايات.

إنّ كتاب النشر ليس ناسخاً لكلّ الروايات على الإطلاق ، لم يقل بذلك ابن الجزريّ وإنّما الروايات تخضع للشروط ، والحكم عليها بالشذوذ ينبغي أن يكون على أسس علميّة وأدلّة واضحة.
فمجرّد البيان من طرف المشايخ الأفاضل ليس دليلاً في حدّ ذاته إلاّ إذا كان مبنياً على أدلّة.

مع احترامي الكبير للمشايخ الكبار ، ونظراً لعدم وجود من تدخّل في الموضوع لحدّ الساعة ، وحدتّ نفسي مضطراً إلى هذا التعليق.
وقد أخذ بعض هؤلاء المشايخ بطريق روضة المعدل لحفص ولم يصحّ من الطيّبة ، وحكموا على الطريق بأنّه متواتر متلقّى بالقبول. فكيف التوفيق ؟

والله من وراء القصد.
 
فينبغي على اللجنة أن تثبت من أنّ هذه الروايات هي مخالفة للرسم أو أنّها لا تصحّ أداءً بالسند المتصل إلى الداني أو أنّها تخالف وجهاً من وجوه اللغة. وإلاّ لصار كلاماً سطحياً لا دليل عليه.
اللجنة كتبت بيانًا أو فتوى، ولم تكتب بحثًا، وعليه: فلا يلزمها سرد الحجج والأدلة في هذا الموضع، والله أعلم.
 
وإلاّ لصار كلاماً سطحياً لا دليل عليه.
وإلا لصار إجتهادا يؤجرون عليه - وأقل ما يقال في ذهابهم: رأي. إن أردنا أن نصف هذا الرأي بشيء فيمكن وصفه بالرأي المجرد (عن البرهان)، وقد يكون كذلك رغم أن ما يظهر من البيان أنه إجتهاد وأنه رأي غير مجرّد عن التبرير، مع تفرقتنا هنا بين التبرير والبرهان. أو أريد أن أقول: إن إفتراض عدم التقييم بالشروط الجزرية مع وجود التبرير بالمفهوم من المقالات الجزرية لا يمكن أن يكون كلاما سطحيا لأن الكلام السطحي لا يصدر عن لجنة تابعة لمجمع قال فيه المغاربة إنه يعد رمزا حضاريا وثقافيا، ينتج المصحف الشريف بلغات العالم كافة، ويعد أهم المشروعات التي تدعم وتصدر كتاب الله إلى مختلف دول العالم. قد لا يصح قولي بحروفه لكن يجب أن يصح عملا بحسن الظن بأهل هذا الشأن. بارك الله بك.
 
اللجنة كتبت بيانًا أو فتوى، ولم تكتب بحثًا، وعليه: فلا يلزمها سرد الحجج والأدلة في هذا الموضع، والله أعلم.
لا يا أخي :
البيان كان للحكم على شيء.
والحكم عليه يقتضي التبرير والدليل.

وإلا لصار إجتهادا يؤجرون عليه
المقام مقام إثبات لأنّه حكم على الشيء فهو بمثابة القاضي الذي يجتهد بعد أن يدرس القضية ويستمع للشهود والأطراف.
وهذا ما لم تفعله اللجنة وهو عدم الاعتماد على علماء المغاربة وعدم التثبت من شذوذ الرواية على اساس الشروط.
 
أمانة للعلم والتاريخ:
في يوم الأحد (19، ليلة الإثنين(1434/5/20) وفي بيت أحد مشايخ القراءات بالمدينة المنورة اجتمع ثلاثة مشايخ من مشايخ اللجنة العلمية المذكورة حفظهم الله ، وفتح أحدهم النقاش في المسألة مع الشيخ محمد السحابي حفظه الله ، وكلٌ قال ما عنده ، ولم يقتنع طرف بقول الآخر ، وأخي الكريم ناقل هذه الفتوى كان موجوداً ، وكذلك بعض أهل القراءات من رواد هذا الملتقى وغيرهم.
للتذكير فقط.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فلا أدري ما لمشكلة في ما ذكرته اللجنة في تقريرها السابق عن كتاب التعريف للداني، وفيه الحكم على وجود نسبة بعض الرواة غير المشهورين عن نافع، أو وجود بعض الأوجه الشاذة عن قالون وورش لايقرأ بها في هذا الكتاب، وهذا الموضوع طرقته في رسالة الانفرادات عند علماء القراءات،علما بأن كتب القراءات المتقدمة من لدن ابن مجاهد في السبعة،وجامع البيان للداني وغيرهما تشتمل على هذين الأمرين (إما رواية منسوبة لغير مشهورين ترك ابن الجزري تسميهم،أو قراءات شاذة منسوبة للرواة المشهورين مخالفة للمتواتر عنهم، وجاء الحكم عليهما ببذلك بالنظر إلى مقياس القراءة المعروف، وإلى صنيع ابن الجزري في النشر،ثم في الطيبة وما استقر عليه الإقراء عند شراحها، وماهو في أسانيد القراء وإجازاتهم بالعشر المتواترة .والله الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكم في هذا للمغاربة فهم الذين يقرؤون بمضمن التعريف او مفردة نافع للداني او العشر الصغرى
ان اثبتوا صحة طرقهم للداني فالقول قولهم
وماعدا ذلك من سرد اقوال واجتهادات فلا يكون الا بعد سبر طرق المغاربة ودراستها
والى ان ينشط مغاربي مقرئ نحرير يبقى الامر على ما هو عليه او يثبت العكس
ومع تقديري واحترامي لشيخي الشيخ عبدالرافع ولمن معه من العلماء
 
أشكر الجميع على تفاعله واطلاعه على الموضوع، وأتمنى من الأفاضل أعضاء الملتقى الأكارم أن تكون ردودهم بعيدة عن التعصب العلمي والعرقي، فأصحاب البيان ليس ممن ينتمي لمدرسة علمية واحدة، وفيهم المشرقي والمغربي -فليلاحظ ذلك-، وأنا ليس لي الأهلية العلمية الراسخة التي وصل إليها أصحاب الفضيلة أصحاب البيان لكي أفسر كلامهم، وأوضح بيانهم، وإنما أنا لا أعدو سوى ناقل، ولي وقيفات مع بعض الردود أذكرها مختصرا......
ويظهر أنهم اعتمدوا على ما ذكره الإمام ابن الجزري، الذي لم تطأ قدماه البلاد المغربية، .
الإمام ابن الجزري الذي لم تطأ قدماه المغرب لا يكون ذلك دليلا على عدم معرفته ودرايته بالقراءات فيها، فهو الإمام النحرير حجة الإسلام في القراءات مشرقها ومغربها، وحوى كتابه النشر مافي الشاطبية والتيسير، وكلاهما مغربيان
[align=justify] أشكر أخي الشيخ عبد العزيز الزُّعبي على إتحافه لنا برأي اللجنة العلمية لمصحف المدينة النبوية في هذه المسألة النازلة، وأرى أنه يجب احترام رأيهم، وتنزيله المنزلة اللائقة بعلمهم وجلالتهم، واعتبار كونهم أهلاً للاجتهاد في هذا الأمر، كما نحترم ونقدّر أشياخنا المغاربة الذين يُقرئون بهذه الطرق، ولا نظنُّ فيهم إلا خيرًا، [/align]
أشكرك أخي الفاضل الشيخ ضيف الله على أدبك الجم وحسن ظنك، وهو الذي يجب أن يتحلي به كافة طلاب هذا العلم الشريف
وأخي الكريم ناقل هذه الفتوى كان موجوداً ، وكذلك بعض أهل القراءات من رواد هذا الملتقى وغيرهم. للتذكير فقط.
فضيلة الشيخ الدكتور السالم -حفظه الله-، والله لم أكن موجوداً في هذه الجلسة المذكورة، ولكن أنا أجزم أنكم شبه لكم بأحد الحاضرين، وأنتم أصدق مني وأعلم...
 
الإمام ابن الجزري الذي لم تطأ قدماه المغرب لا يكون ذلك دليلا على عدم معرفته ودرايته بالقراءات فيها، فهو الإمام النحرير حجة الإسلام في القراءات مشرقها ومغربها، وحوى كتابه النشر مافي الشاطبية والتيسير، وكلاهما مغربيان.[/SIZE]
لا يشك طالب علم في إمامة الإمام ابن الجزري في القراءات، لكن، لا يمكن لعاقل أن يدعي إحاطته بما عند المسلمين جميعا، خصوصا في وقت كان التواصل فيه بين أطراف العالم الإسلامي عسرا، والكمال لله تعالى وحده، والقرآن والدين محفوظان بمجموع الأمة...
والإمام نفسه يقول في خاتمة منجد المقرئين:
"إنني آخر ليلة فرغت من هذا التأليف رأيت وقت الصبح وأنا بين النائم واليقظان كأني أتكلم مع شخص في تواتر العشر، وأن ما عداها غير متواتر؛ فألهمت في النوم أني لا أقطع بأن ما عدا العشر غير متواتر؛ فإن التواتر قد يكون عند قوم دون قوم، ولم أطلع على بلاد الهند والخَطا وأقصى المشرق وغيره، فيحتمل أنها تكون عندهم متواترة؛ وأُلهمت أني ألحق ذلك في هذا الكتاب، وهذا عجيب والله أعلم. كتبه: محمد بن محمد بن الجزري" منجد المقرئين: 226.
وهذا القول منه يعتبر ناسخا للقول الذي نقله مشايخنا الكرام في البيان، والله أعلم.
 
جزى الله خيرا مشايخنا الكرام على بيانهم، وبارك في علمهم ووقتهم وجهدهم ومتعهم بالصحة والعافية، إلا أن أهل المغرب العربي الكبير عُرف عنهم واشتهر لديهم واتصل سندهم بهذه الطرق العشرية عن نافع بمضمن كتاب التعريف للإمام أبي عمرو الداني منذ عصر هذا الإمام إلى وقتنا الحاضر.
ومن عناية أهل الجزائر بالطرق العشرية عن نافع(وكان يسمى بالمغرب العربي بالعشر الصغير) أن كثيرا من زوايا العلم والقرآن بالقرى والمدن اعتنت بتدريسها ولا زالت متصلة السند والرواية إلى وقتنا الحاضر، فمن ذلك:
زاوية سيدي أحمد بن إدريس:
أسسها شيخ بجاية وعالمها أحمد بن إدريس البجائي، من علماء القرن الثامن الهجري، من تلامذته العلامة ابن خلدون، وأبوشعيب بومدين، وعبد الرحمن الوغليسي وغيرهم، غادر بجاية نحو جبل (إيلولة) أين أسس زاويته لتلقين القرآن، ومبادئ علوم الدين، وبقي فيها شيخا معلما إلى أن توفي (760هـ)، وهو أول معهد علمي متعدد التعليم بزواوة .،..وهو معهد مختص بتعليم القراءات السبع والعشر، وبتعليم علوم اللغة والدين.
زاوية سيدي منصور الجنادي:
بناها الشيخ الصالح الفقيه سيدي منصور الجنادي خلال القرن التاسع الهجري بقرية تِمِيزَارْ التابعة لعرش أيت جناد، والدراسة فيها تشمل القرآن الكريم وشرحه والروايات السبع وتلاوة القرآن وضبطه ورسمه.
زاوية سيدي عبد الرحمن اليلولي:
أسسها الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن يسعد اليلولي سنة(1044هـ)، بإشارة من شيخه محمد السعدي البهلولي، وهي أشهر زاوية بمنطقة-زواوة المعروفة الآن بمنطقة القبائل، عُرفت بتخصصها في علم القراءات، وفيها درَس الشيخ البوجليلي المقرئ صاحب كتاب التبصرة في القراءات العشرة-الطرق العشرية عن نافع-، تحولت بعد استقلال الجزائر إلى معهد وطني لتكوين الأئمة.
زاوية سيدي محمد بن علي الشريف بشلاطة:
أسسها الشيخ موسى بن علي الشريف الشلاطي مع نهاية القرن السابع عشر الميلادي بمدينة (آقبو)، ثم جددها من بعده حفيده العلامة محمد بن علي، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وبلغ من شأنها أنها أقامت علاقات مع حواضر علمية كفاس واستطنبول، من أشهر من درَسوا فيها علاّمة الجزائر محمد البشير الإبراهيمي، توقفت عن عملها مع بداية ثورة التحرير سنة 1954م.
ومن أشهر القراء الذين نقلوا هذه الطرق العشرية محمد بن شقرون الوهراني صاحب تقريب المنافع، والعلامة إدريس بن محمد بن أحمد المنجره الحسني التلمساني ت1137هـ المعروف بالمنجره الكبير، والشيخ المقرئ النحوي الطاهر القيطوس الحضيري المعروف بلقب((قام زيد))(1321هـ)، والشيخ السعيد بن علي اليَجْري الزواوي(ت1371هـ)، والشيخ محمد بن أبي قاسم البوجليلي (ت1314هـ) مؤلف كتاب التبصرة في القراءة العشرة.
وأهيب بالمراكز العلمية بالمغرب العربي الكبير دراسة وبيان هذه المسألة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
 
سأطبع البيان واسلمه للشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو ليبدي فيه رايه، ولست أنا للتعقيب بأهل ولكن أخشى أن تكون اللجنة قد عابت ما ليس بعيب، وأخشى أن تقوم عليها الحجة.
 
أيها الناس على رسلكم.
قد بلغ الأمر الشيوخ وسيأتيكم الرد عن طريقي أو عن طريق ابن الشيخ السحابي.
قال لي الشيخ عبد الهادي حميتو إن الشيخ تميما الزعبي اتصل به، فأي كلام ليس مصدره نحن أو أحد من الأعضاء الموقعين على البيان لا عبرة به.
 
فضيلة الشيخ الدكتور السالم -حفظه الله-، والله لم أكن موجوداً في هذه الجلسة المذكورة، ولكن أنا أجزم أنكم شبه لكم بأحد الحاضرين، وأنتم أصدق مني وأعلم...
أخي الكريم عبدالعزيز الزعبي حفظك الله ورعاك ، أعتذر إن كنت قلتُ إنك كنت حاضراً ، وقد التبس عليّ الأمر ، إذ حضر مع أحد الشيوخ شخصاً ظننتك هو ، لتشابه الاسم .
وهذا القول منه يعتبر ناسخا للقول الذي نقله مشايخنا الكرام في البيان
أخي الكريم ايت عمران حفظك الله : لايصح أن يكون الناسخ متقدماً على المنسوخ .
والمتواتر ليس موقوفاً على ابن الجزري رحمه الله إلا عند المشارقة لأنهم لا يعرفون غيره .
 
قال لي الشيخ عبد الهادي حميتو إن الشيخ تميما الزعبي اتصل به، فأي كلام ليس مصدره نحن أو أحد من الأعضاء الموقعين على البيان لا عبرة به.
بعد كلمة " اتصل به " كًتب كلام مهم ثم حذف ، لماذا !!!!
المهم :
في الجلسة المذكورة جاء ذكر للشيخ حميتو ، بل وقرئ كلام له ذكره في كتابه ، والسؤال الآن :
هل للشيخ حميتو حفظه الله قولان في المسألة ؟ أم ماذا؟
 
بعد كلمة " اتصل به " كًتب كلام مهم ثم حذف ، لماذا !!!!
المهم :
في الجلسة المذكورة جاء ذكر للشيخ حميتو ، بل وقرئ كلام له ذكره في كتابه ، والسؤال الآن :
هل للشيخ حميتو حفظه الله قولان في المسألة ؟ أم ماذا؟
لا تحمل التعديل أكثر مما يحتمل سيدي الجكني.
كنت كتبت كلاما ثم بدا لي أني لم أستأذن فيه، فحذفته، فإن أذن لي كتبت ما قال، وكثرة الاستفهام موحية بما ليس بواقع ولا مرغوب.
 
أخي الكريم :
كاتب الحروف سأل مستغرباً ، ولم يحمّل!!!
سيدي:
إني لا آمن أن يجد البعض مدخلا في هذا الأمر، فلستَ المعني بالرد يرحمك الله، فصبرا على أخيك، فمنذ الصباح وأنا أجيب في الفيس والهاتف على نفس الموضوع، ولولا الحياء لأقفلت المحمول.
 
كان الله في عونك أخي ، وكتب لك أجر المشقة والرد على السائلين ، ونحسب ذلك كله يدخل في باب نشر العلم والدفاع عن القرآن وأهله ، أما من في قلبه زيغ وشهوات شيطانية فبيننا وبينه " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " و " رب أعوذ بك من همزات الشياطين "..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

هذا الجزء الأول من رد الأخ الحبيب الحسن محمد ماديك على البيان:

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فقد فاجأني بيان منشور وقعه بعض أعضاء اللجنة العلمية لطباعة مصحف مجمع الملك فهد في المدينة النبوية، وفاجأني توقيع الشيخ الوقور عليّ عبد الرحمان الحذيفي حفظه الله رئيس اللجنة، وإن صدقت فراستي فوراء توقيعه تدليسا وقلبا وتمويها.
وحمل البيان على كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع للداني (ت 444ه) بقولهم: "وبعد دراسة الكتاب وما فيه من الأوجه ... تبين أن في الكتاب أوجهاً شاذة لا يقرأ بها اليوم ولم تتواتر القراءة بها من لدن عصر المؤلف إلى عصرنا هذا ولإجماع علماء المشرق والمغرب على عدم تلقي هذه الأوجه بالقبول ومخالفتها للمتلقى بالأسانيد المتواترة عن أهل الأداء الثقات عن الإمام نافع المدني نرى الاقتصار على قراءة الإمام نافع من روايتي قالون وورش بما تضمنته الكتب التالية:
1 - .التيسير للإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ
2 - .الشاطبية للإمام القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الشاطبي المتوفى سنة 590 هــ
3 - .النشر في القراءات العشر ومنظومته (طيبة النشر) للإمام الحافظ محمد بن محمد بن محمد ابن على بن يوسف الجزري المتوفى سنة 833 هـ
4 - .الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع للإمام على بن محمد المعروف بابن بري (المتوفى سنة 730 هــ )
وشروح هذه الكتب السالفة الذكر وما ألّف حولها للبيان والإيضاح والتدقيق والتحقيق والتحرير وهذه الكتب وحدها هي التي يقرأ بمضمنها وهي التي أجمع المسلمون على تلقيها بالقبول في المشرق والمغرب وما ورد فيها من قراءات صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم" اهـ محل الغرض منه.
قلت: هكذا اختزلوا البحث وأعلنوا فتاوى متعددة جاهزة بعيدا عن التحرير والتحقيق.
وكان حريا بطالب علم صون قلمه ولينتصر قبلي لكتاب الله أهل التخصص والتحرير في مشارق الأرض ومغاربها، لولا التدليس وقلب المتراجحة بجعل الكليات الثابتة جزئيات ظنية الدلالة.
وقبل البدء بنقاش علمي حول جزئيات البيان أسارع إلى تقديم صورة واضحة لكتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع للحافظ الأمين المتقن المدقق أبي عمرو الداني رحمه اله芀، هذه الصورة لعلها أكثرُ وضوحا من التي تصورها الموقعون على البيان الشاهدون قبل أن يتبينوا.
أولا: صورة واضحة من كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع للداني
لعل كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع آخر ما ألّفه الداني في الباب كما يتجلى في دقته وتحرير طرقه.
وتضمن طريقي أبي الزعراء وابن فرح كلاهما عن الدوري عن إسماعيل الأنصاري (ت180ه) عن نافع ، وطريقي محمد بن إسحاق ومحمد بن سعدان عن إسحاق المسيبي (ت 206ه) عن نافع ، وأضاف إلى طريقي أبي نشيط والحلواني كلاهما عن قالون طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن قالون، وأضاف إلى طريقي الأزرق والأصبهاني لورش طريق عبد الصمد عن ورش، هكذا زاد كتاب التعريف على الطيبة ستة طرق عن نافع.
وأعرض ـ لغاية أبعدُ من طلب الاختصار ـ عن بيان المواطن التي اتفق فيها إسماعيل والمسيبي أو أحدهما مع قالون وورش أو أحدهما في الرواية عن نافع، وكذلك أعرض عن المواطن التي اتفق فيها القاضي مع أبي نشيط والحلواني أو أحدهما في الرواية عن قالون، وأعرض عن المواطن التي اتفق قيها عبد الصمد مع الأزرق والأصبهاني أو أحدهما في الرواية عن ورش، لظهور قصور الفتوى بالشذوذ في هذه المواضع.
إن الطرق الستة المذكورة في كتاب التعريف قد خالفت قراءة نافع من طرق طيبة النشر واتفقت مع طرق الروايات والقراءات من طرق طيبة النشر كالتالي:
رواية إسماعيل:
ـ ﴿يرضه لكم﴾ بالصلة لإسماعيل وابن سعدان عن المسيبي وافقهما ابن كثير المكي والكسائي وخلف وكذلك في وجه عن كل من دوري أبي عمرو وابن جماز عن أبي جعفر وكذلك في وجه عن كل من ابن ذكوان وابن وردان عن أبي جعفر
ـ ﴿عذتُ﴾ معا بالإدغام لإسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ، ووافقهما أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف ثم هشام في وجه عنه
ـ ﴿واتقونِ يا أولي الألباب﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿وخافونِ إن كنتم﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿واخشوْنِ ولا﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿وقد هدانِ﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿كيدونِ فلا﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان وهشام
ـ ﴿ولا تخزونِ﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿بما أشركتمونِ من قبلُ﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿واتبعون هذا﴾ أثبت الياء الزائدة في الوصل إسماعيل عن نافع موافقة لشيخ نافع أبي جعفر ووافقهما البصريان
ـ ﴿ألا تتبعن﴾ حالة الوصل بفتح الياء لإسماعيل ويثبتها ساكنة وقفا تماما كأبي جعفر شيخ نافع
ـ ﴿يومئذ﴾ في هود والنمل والمعارج بكسر الميم لإسماعيل ويعني أنه وافق في حرفي هود والمعارج من طرق الطيبة سبعة من القراء هم ابن كثير المكي والشامي وعاصم التابعيون والبصريان وحمزة وخلف ووافق في حرف النمل ابن كثير المكي والشامي التابعيان والبصريان
ـ ﴿شيئا نكرا﴾ الكهف، ﴿عذابا نكرا﴾ الكهف والطلاق بإسكان الكاف لإسماعيل موافقة لابن كثير المكي وأبي عمرو وهشام وحفص وحمزة والكسائي وخلف
ـ ﴿هزوا﴾ بإسكان الزاي لإسماعيل ووافقه حمزة وخلف
ـ ﴿كفوا﴾ بإسكان الفاء لإسماعيل والمسيبي والقاضي عن قالون ووافقهما حمزة وخلف ويعقوب
طريق أبي الزعراء عن الدوري عن إسماعيل:
ـ ﴿ولقد ذرأنا ﴾ فقط بإدغام دال قد في الذال لأبي الزعراء عن الدوري عن إسماعيل وافقه أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف ووافقه الأصبهاني في التعريف خارج طرق الطيبة والنشر
ـ ﴿ولي دين﴾ أسكنها أبو الزعراء عن إسماعيل وافقه أبو جعفر وابن كثير المكي إلا وجها للبزي والبصريان وابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي وخلف
ـ ﴿شاء﴾ وبابها: الأفعال العشرة المعلومة تقليلها لأبي الزعراء عن الدوري عن إسماعيل ولابن سعدان عن المسيبي كلاهما عن نافع وهي كما في جامع البيان رواية أبي عبيد عن إسماعيل القاضي في الأفعال العشرة التي أمالها محضا جميعا حمزة ووافقه إضجاعا في بعضها شعبة والكسائي وخلف وهشام وابن ذكوان
طريق ابن فرح عن الدوري عن إسماعيل:
وسوى ما تقدم عن إسماعيل فإن طريق ابن فرح لم تخالف قراءة نافع من طرق الطيبة فكيف يتأتى وصفها بالشذوذ رغم الاتفاق على قبول اختيار خلف لموافقته الكوفيين.
رواية إسحاق المسيبي:
ـ ﴿وأشركهُ في أمري﴾ يصلها بواو المسيبي موافقة لابن كثير المكي
ـ ﴿كفوا﴾ بإسكان الفاء لإسماعيل والمسيبي والقاضي عن قالون تقدم الكلام عنها
طريق محمد بن إسحاق المسيبي:
ـ إخفاء النون الساكنة قبل الغين والخاء لابن المسيبي موافقة لأبي جعفر شيخ نافع
طريق ابن سعدان:
ـ ﴿كهيعص ذكر﴾أدغمه ابن سعدان عن المسيبي موافقة للتابعي ابن عامر الشامي ووافقهما أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف
ـ ﴿عليه﴾ حيث وقعت يصلها بياء ما لم تلق ساكنا ابن سعدان عن المسيبي موافقة لابن كثير المكي
ـ ﴿أنه من تولاه﴾ حالة الوصل يصلها بواو ابن سعدان عن المسيبي موافقة لابن كثير المكي
ـ ﴿شاء﴾ وبابها: الأفعال التسعة تقليلها لأبي الزعراء عن إسماعيل ولابن سعدان عن المسيبي تقدم الكلام عنها
رواية قالون من طريق القاضي:
ـ ﴿من حيّ﴾ بياء واحدة مشددة مفتوحة للقاضي عن قالون وهي رواية البزي في وجه ورواية حفص وقراءة أبي عمرو والشامي وحمزة والكسائي
ـ ﴿كفوا﴾ بإسكان الفاء لإسماعيل والمسيبي والقاضي عن قالون وتقدم الكلام عنها
رواية ورش من طريق عبد الصمد:
ـ ﴿ءآمنتم﴾ في الأعراف وطه والشعراء بالإخبار لعبد الصمد في وجه موافقة للأصبهاني وحفص ورويس
وهذه خمسة أحرف خالف فيها كتاب التعريف جميع طرق الطيبة:
طريق محمد بن إسحاق المسيبي:
ـ قد في قوله ﴿قد تبين الرشد﴾ فقط بإظهار قد قبل التاء لمحمد بن المسيبي عن أبيه، قال الداني في جامع البيان:"فسألت أبا الفتح عند قراءتي بروايته عن إطلاق القياس في نظائره فأبى ذلك ومنعني من إجراء القياس وقال لي إنما ذلك في هذا الموضع خاصة، ومما يدل على صحة ما قاله لي ما حدثنا محمد بن عليّ عن ابن مجاهد عن أصحابه عن المسيبي عن نافع أنه أظهر ﴿قد تبين الرشد من الغيّ﴾ ولم يذكر نظائره ولا جعل القياس في ذلك مطردا فدل على أنه إنما يروي ذلك في هذا الموضع خاصة وقد أقرأني أبو الفتح في ذلك في رواية ابن سعدان عن المسيبي بالإدغام ونصُّ ابن سعدان عنه بالإظهار وهو الصحيح عندي إن شاء الله تعالى" اهـ
ـ تاء التأنيث في ﴿أجيبت دعوتكما﴾ بالإظهار فيها فقط دون نظائرها لابن المسيبي وكذلك في جامع البيان عنه وفيه أنه سأل شيخه أبا الفتح فارس عن نظيره في الأعراف فقال له:"إنما خص بالإظهار الموضع الذي في يونس لا غير" اهـ.
ـ ﴿بل رفعه الله إليه﴾ ﴿قل رب﴾ وشبهه بالإظهار لمحمد بن المسيبي عن أبيه ووافقه وكذلك أظهره أبو عون الواسطي عن الحلواني عن قالون قال الداني في جامع البيان:"وكذلك روى محمد بن مروان والعثماني عن قالون في لام قل وبل سواء وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن قراءته على أصحابه في رواية ابن المسيبي عن أبيه في رواية الحلواني عن قالون"اهـ.
طريق ابن سعدان عن المسيبي:
ـ ﴿أتمدوننِ﴾ بنون واحدة مخففة تفرد بها ابن سعدان عن المسيبي عن نافع قال الداني في جامع البيان:"واختلف عن المسيبي عن نافع فحدّثنا محمد بن عليّ قال: نا ابن مجاهد قال: نا ابن واصل قال: نا ابن سعدان عن المسيبي عن نافع ﴿أتمدونِي﴾ خفيفة النون وهي بنون واحدة وياء في الوصل والوقف"اهـ ، وقال الداني كذلك:"ونا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الرحمان بن عمر قال: نا عبيد بن محمد المروزي قال نا ابن سعدان قال: نا إسحاق عن نافع ﴿أتمدونِ﴾ بنون واحدة خفيفة ويثبت الياء في القراءة ويحذفها في الوقف"اهـ وكذلك روى الداني في جامعه عن شيخه عبد العزيز الفارسي عن سليم عن حمزة عن اليزيدي عن أبي عمرو بنون واحدة وياء ولم يذكر تخفيف النون ولا تشديدها وقال الداني " وروى سائر الرواة عن المسيبي عن نافع وعن اليزيدي عن أبي عمرو بنونين ظاهرتين" اهـ
وأما إثبات الياء في الحالين فقد وافق فيه ابن كثير ووافقهما حمزة ويعقوب، قال الداني في جامع البيان:"أثبتها في الحالين ابن كثير وحمزة وكذلك روى ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيبي عن نافع" اهـ من آخر فرش سورة النمل.
رواية عبد الصمد عن ورش
ـ ﴿ءآلهتنا﴾ بالإخبار لعبد الصمد في وجه وهي كما في جامع البيان رواية ابن عبد الرزاق عن الجبار بن محمد عن عبد الصمد وقال الداني:"وقرأت أنا في رواية يونس عنه بالوجهين الاستفهام والخبر وروى سائر الرواة عنه بالاستفهام ولم يأت به نصا غير الأصبهاني عن أصحابه عنه فإنه قال مستفهمة بنبرة واحدة" اهـ من جامع البيان، ويعني أن عبد الصمد لم ينفرد بالخبر عن ورش بل وافقه يونس بن عبد الأعلى عن ورش.
وفيما عدا الأحرف السالفة فإن الطرق الست قد وافقت قراءة نافع من طرق الطيبة.
وأعلم علم اليقين أن الوصف في بيان بعض لجنة المصحف في المدينة المنورة بشذوذ أحرف كثيرة في كتاب التعريف إنما كان خبط عشواء منهم ، ولأن لهم رحما أبلّها بلالها فإني أهديهم الكشف عن هذه الأحرف الخمسة:
1. إظهار ﴿قد تبين الرشد﴾ لابن المسيبي
2. إظهار ﴿أجيبت دعوتكما﴾لابن المسيبي
3. إظهار اللام الساكنة قبل الراء لابن المسيبي
4. القراءة بنون واحدة مخففة في ﴿أتمدوننِ﴾ لابن سعدان عن المسيبي
5. الإخبار في ﴿ءآلهتنا﴾ لعبد الصمد
فلْيزيدوها لنا ولِيجدونا من الشاكرين المذعنين، وإن اقتصروا عليها الآن وكانت خبط عشواء منهم فلن يسلم لهم الوصف بشذوذها للمعطيات والأدلة التالية:
يتواصل...

-منقول-
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بدأت الردود العلمية تأتي تباعا من هنا وهناك، آخرها ما كتبه الشيخ عبد الهادي حميتو
ونشر الجزء الأول منه على الملتقى على هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/tafsir36297/
جزاك الله خيرا، وشكر الله للشيخ الحسن محمد ماديك هذا الرد، وننتظر البقية...
 
قرأتُ البيان بعد أن نبهني الزملاء في إدارة الإشراف عليه في اجتماعنا الأخير بمركز تفسير ، وقرأتُ كل الردود العلمية التي كتبت حتى الآن مع بعض البحوث ذات العلاقة ، وقد استفدت كثيراً من هذا السجال العلمي الدائر ، وقد دار حوار عن الموضوع مع طلاب الدراسات العليا في كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة عند لقائي بهم مؤخراً ، كما دار نقاش مع العلامة الجليل الشيخ عبدالهادي حميتو عند زيارته لمركز تفسير مؤخراً عن هذا الموضوع ، وكان لقاءات علمية ثرية مفيدة لي شخصياً وأحسب أنه استفاد القراء من هذا الحوار العلمي في توثيق وإبراز صحة هذه الأسانيد لقراءة نافع في المغرب .
ومع استغرابي من كتابة اللجنة العلمية لهذا البيان حيث إن هذا لم يُعهَد من قبل ، إلا أنه أثار هذه الردود العلمية التي استقصى فيها أصحابها الأدلة والقرائن والوثائق ، وفي هذا فائدة كبيرة ربما ما كانت لتكتب وتحرر لولا هذا الاستفزاز الذي اشتمل عليه البيان الصادر عن علماء اللجنة العلمية وفقهم الله .
فلا تكرهوا من أمر الله شيئاً أيها الأحباب ، والتقطوا الفوائد والدرر التي تجدونها في هذا السجال العلمي ، وأعرضوا عن اللغو أو الوقوع في أعراض العلماء الفضلاء الذين أصدروا هذا البيان ، فما علمناهم إلا علماء فضلاء أرادوا الخير ، والعلم رحمٌ بين أهله وطلابه ولله الحمد والفضل سبحانه وتعالى .
اللهم اغفر لي ولمشايخي هؤلاء وتقبل منهم يا رب العالمين .

ملحوظة فنية : قمت بإعادة توضيح صورة البيان، وتصغير الحجم، واستبعاد التكرار في إدراج كل صفحة مرتين .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم المشرف العام: نريد شيئا من التأني في هذه المسألة الحساسة قديما وحديثا ومستقبلا لأجيالنا
لقد رأيت إسرافا في إحالة الأمر إلى المغاربة كأن المشارقة لا يقرأون بقراءة نافع عن مشايخهم من المغاربة
لقد رأيت أن مفهوم الشذوذ أصبح سهلا بيد من يريد منعه أو إشهاره
لقد رأيت أدلة على قضية ولم أر أمثلة عليها من كتاب أو مخطوط
لذا لزم القول: إن المغاربة هم شيوخنا وإذا كان من سبيل إلى وجه في كتاب التعريف، ليس في الشاطبية ولاشراحها يرون تواتره فليبدوه بدليله من مقرئ مقلد أو كتاب مقيد..
وأخيرا: أذكر أني كنت أقرأ كتاب النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع لابن بري وأطلعت شيخي العلامة محمد الأمين الأيدا الشنقيطي رحمه الله صاحب كتاب الفارق بين ورش وحفص، على بعض الشواذ التي تروى عن نافع في بعض كتب القراءات فكان أن نهاني عن تتبعها وعدم الاشتغال بها. والله الموفق
 
أخي العزيز الدكتور أمين " الجكني " الشنقيطي حفظك الله ورعاك :
قولكم :
وأطلعت شيخي العلامة محمد الأمين الأيدا الشنقيطي رحمه الله صاحب كتاب الفارق بين ورش وحفص، على بعض الشواذ التي تروى عن نافع في بعض كتب القراءات فكان أن نهاني عن تتبعها وعدم الاشتغال بها
شيخنا محمد الأمين بن أيدا رحمه الله ، نهاك عنها ، ومنعك عن الاشتغال بها ، لأنه شيخ " رواية " ولم تكن هذه " العشر النافعية من مروياته ، فلذا نهاك عنها تورعاً ، ووقوفاً عند روايته ، ولم يحكم عليها بالشذوذ ، وهو محل النزاع بين المغاربة والمشارقة ، مع أنها ثبتت عند غيره من علماء الشناقطة وألفوا فيها نثراً ونظماً .
ببساطة يا أخي أمين :
المشارقة لا يرون قرآناً متواتراً يُتلى إلا ما كان عند المصريين وأخيراً الشاميين ، وهو ما ثبت " صحة سنده " عند ابن الجزري رحمه الله ، فحكموا عليه بالتواتر دون ما سواه ، وصادروا - جهلاً أو قصداً - ما ثبت عند غيرهم ! وهذا مكمن المشكلة والنقاش .


 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم المشرف العام: نريد شيئا من التأني في هذه المسألة الحساسة قديما وحديثا ومستقبلا لأجيالنا
لقد رأيت إسرافا في إحالة الأمر إلى المغاربة كأن المشارقة لا يقرأون بقراءة نافع عن مشايخهم من المغاربة
لقد رأيت أن مفهوم الشذوذ أصبح سهلا بيد من يريد منعه أو إشهاره
لقد رأيت أدلة على قضية ولم أر أمثلة عليها من كتاب أو مخطوط
لذا لزم القول: إن المغاربة هم شيوخنا وإذا كان من سبيل إلى وجه في كتاب التعريف، ليس في الشاطبية ولاشراحها يرون تواتره فليبدوه بدليله من مقرئ مقلد أو كتاب مقيد..
وأخيرا: أذكر أني كنت أقرأ كتاب النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع لابن بري وأطلعت شيخي العلامة محمد الأمين الأيدا الشنقيطي رحمه الله صاحب كتاب الفارق بين ورش وحفص، على بعض الشواذ التي تروى عن نافع في بعض كتب القراءات فكان أن نهاني عن تتبعها وعدم الاشتغال بها. والله الموفق
أيها الشيخ الكريم:
أكان الإسراف - إن كان - فيما ذكرتم فقط؟.
فإن ما أعرفه أن الإنصاف يرى بثنتين لا واحدة.
 
السلام عليكم
تحية طيبة للصديق المبارك الدكتور السالم حفظه الله وبالنسبة للقائي بشيخنا الشيخ محمد الأمين رحمه الله فقد كان في فترة كتابة رسالة الانفرادات والشيخ كان يسمع مني شرح النجوم حينها قراءة عليه بطريقة العرض للحروف،وكنت أحيطه ببعضها فينكرها في وقتها،
وأما العشر النافعية فهو كغيره من مقرئي الشناقطة فيها،
أما الحكم عليها بالشذوذ، فبعد التأمل أجدني أخالفكم فيها فبعض هذه الكلمات شاذ بحكم الداني نفسه عليه في جامع البيان، وهي مؤشرات مهمة في مسألة الإقراء بكتب الداني ينبغي الأخذ بها،
ومن العجيب هنا ياصديقي أن ابن الجزري اعتمد في النشر على التيسير وجامع البيان فقط دون غيرهما مما يدعو إلى تساؤل عن سبب ذلك،
وأما ماذكرتم من أنّ المغاربة لايرون الشذوذ كمارآه المشارقة فهذا شيء لاأعلمه من قبل، ولعلكم تقيمون دراسات فيه تحل الفائدة بها على الجميع،
وألقي التحية كذلك على الشيخ يوسف حميتو سلمه الله هو وإخواننا المغاربة جميعا ولقد حظيت لله الحمد بزمالة بعض العلماء من المغاربة كالدكتور عبد الله البخاري حفظه في كلية القران الكريم،والجامع المقرئ الشيخ البهجة، درسنا خلالها القراءات العشر الصغرى ،على المشايخ آنذاك،
أما بالنسبة لرؤيتي للإسراف في إحالة الأمر للمغاربة، فهو لعدم وجود وجهة نظر أخرى من إخواننا المشارقة ،
وأحسب أنا جميعا لسنا بصدد الدفاع عن لجنة المجمع فتقريرها مختصر جدا في تقرير المسألة أو ردها،
ورأيي أن الموضوع يحتاج من مركز الإمام الداني بالمغرب وغيره سرعة تبني دراسات جامعة لكتب الإمام الداني وغيره من الأئمة المغاربة يتم خلالها بيان المقروء وغير المقروء منها، وكذلك الأسانيد المسلسلة مايعتمد منها عند المغاربة ومالايعتمد،وأن ينشط لها الباحثون بالمراكز الإسلامية في العالم الإسلامي،
ثم يتبني فتوى مناسبة لكل كتاب ،ولكل إسناد منها يجاز من المجامع والمراكز المغاربية،والمشارقية.
أرجو الله أن يرزقنا النظر بعين الإنصاف، والحق أحق أن يتبع.
 
أما الحكم عليها بالشذوذ، فبعد التأمل أجدني أخالفكم فيها فبعض هذه الكلمات شاذ بحكم الداني نفسه عليه في جامع البيان، وهي مؤشرات مهمة في مسألة الإقراء بكتب الداني ينبغي الأخذ بها،

ليس كلّ ما حَكَمَ عليه الداني بالشذوذ هو كذلك ، فكم من وجه حكم عليه بالشذوذ وهو صحيح على شرط ابن الجزري. مثاله : ترقيق راء {إشراق}.
قال الداني في جامع البيان : وقد كان شيخنا أبو الحسن يرى إمالة الراء في قوله {الإشراق}لكون حرف الاستعلاء فيه مكسوراً ، وخالف في ذلك عامة أهل الأداء من المصريين وغيرهم فأخلصوا الفتح للقاف في ذلك حملاً على ما انعقد الإجماع على إخلاص الفتح فيه مع كون حرف الاستعلاء فيه مكسوراً نحو{إلى صراط مستقيم} و {عن الصراط} و {إلى سواء الصراط} وشبهه ، وبذلك قرأت على ابن خاقان وأبي الفتح عن قرائتهما"(1). وقال في الموضح : وكان شيخنا أبو الحسن ، يرى إمالة الراء في قوله تعالى : {والإشراق} لكون حرف الاستعلاء فيه مكسوراً ، فالإمالة والترقيق تحسنان معه ، فعارضته بقوله تعالى {إلى صراط مستقيم} وشبهه ، وألزمته الإمالة فيه بما حكاه ، فقال قد تأكّد الفتح في {صراط مستقيم} ونظيره لوقوع الراء بين حرفين مطبقين مستعليين ، وهما الصاد قبلها ، والطاء بعدها وليس ذلك في{الإشراق}. قال الداني : "ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء لقراءة ورش عن نافع من المصريين وغيرهم في إخلاص الفتح للراء في ذلك ، وإنّما قال ذلك شيخنا ، فيما أحسبه قياساً دون أداء لإجماع الكلّ على خلاف ما قاله"(2). وقال : "وبذلك – أي بالتفخيم مع الطاء والضاد والقاف - قرأت للجماعة عن ورش ، على أبي الفتح ، وبه قرأت في رواية أبي يعقوب على ابن خاقان وبه آخذ."(3).
قلتُ : كلام الداني في الجامع يقتضي تضعيفه وجهَ الترقيق إذ لم يأخذ به لأنّه حسِبَ أنّ أبا الحسن انفرد به عن سائر أهل الأداء ، والأمر ليس كذلك لأنّه اتّضح في النشر أنّ غير أبي الحسن قد روى هذا الوجه وهو صاحب العنوان والمجتبى وأبي معشر الطبري. زيادة على ذلك أنّ الداني احتجّ على شيخه بالقياس ، وحجّة شيخه عندي أقوى لأنّ الراء في {صراط الله} وقعت بين حرفين مطبقين ، ففُخّمت الراء لقوة الحرفين خلافاً ل {الإشراق} فإنّ الراء وقعت بعد حرف مرقق وقبل حرف مفخّم غير مطبق ، فظهر الفرق بين الجنسين وهذا الفرق مانع للقياس ، ولأجل ذلك رُقّقت الراء في {إخراج} ولم ترقّق في غيرها مع أنّ الخاء من حروف الاستعلاء لكنّها من أضعفها. ولا شكّ عندي أنّ ابن الجزري قد اطلّع على تضعيف الداني لوجه الترقيق في جامع البيان ، ولا أشكّ أيضاً أنّ صاحب النشر كان كثيراً ما يعتمد على تضعيفات الداني وتصحيحاته ، ونراه في هذه المسألة غير ملتفت إلى مذهب الداني لأنّه على يقين أنّ العلّة التي من أجلها ضعّف الداني وجه الترقيق ليست صحيحة ، وهذا الذي حمله على تصحيح وجه الترقيق ولو مع تضعيف الداني له.

وبالتالي فتضعيفه لبعض الأوجه الثابته في كتاب التعريف لا يعني أنّها شاذة ، فكونها شاذة شيء ، وكون الداني ضعّفها فهذا شيء آخر.
والعلم عند الله تعالى.

(1) جامع البيان ص353).
(2) ينظر شرح الدرر للمنتوري 2/574).
(3) ينظر شرح الدرر للمنتوري (ص575).
 
السلام عليكم
تحية طيبة
الشيخ الكريم الكلام على شاذ شذذه الداني وليس على متواتر شذذه الداني وقد جمعت في بحث حول شواذ الداني أي ماشذذه من الشواذ فكان سبعين مسألة ،
 
أما الحكم عليها بالشذوذ، فبعد التأمل أجدني أخالفكم فيها فبعض هذه الكلمات شاذ بحكم الداني نفسه عليه في جامع البيان، وهي مؤشرات مهمة في مسألة الإقراء بكتب الداني ينبغي الأخذ بها،
شيخنا الكريم، أرجو أن تتفضلوا بذكر تلك الكلمات التي حكم عليها الإمام الداني بالشذوذ إن سمح وقتكم.
بارك الله فيكم.
 
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ آيت عمران سلمك الله لقد جمعت عددا منها ووضعته في عنوان عبر هذا الملتقى بعنوان من شواذ الامام نافع من روايتيه ،وبالنسبة لكتاب التعريف هو بتحقيق التهامي الراجي وقد قرأته ووجدت به عدة مواضع ضعفها الداني هناك في جامع البيان ،
ولايخفى أيها الشيخ الكريم أن من يتقن الشاطبية والطيبة من القراء سواء من المغاربة أو المشارقة في غنى عن هذه الزيادات كما فعل الشناقطة مثلا،والله أعلم
 
هذا الذي ذكرتموه هنالك يا شيخنا مما يقرأ به المغاربة من كتاب التعريف للإمام الداني:
26-قال الدّاني:(( وأظهر الدّال عند التّاء نافع في رواية المسيّــبي، وذلك قوله( قد تبين) البقرة/256، لا غير))، (( ونصّ عنه-أي عن المسيبي- على الإظهار))، ثم حكم فقال: ((وهو الصّحيح عندي إن شاء الله تعالى )).
- قال الدّاني موضحا لهذه الرّواية: ((فسألت أبا الفتح عند قراءتي بروايته عن إطلاق القياس في نظائره؛ فأبي ذلك، ومنعني من إجراء القياس، وقال لي: إنّما ذلك في هذا الموضع خاصّة،ومما يدلّ على صحّة ما قاله لي ... عن المسيّبيّ عن نافع أنّه أظهر (قد تبين الرشد من الغي) البقرة/256،ولم يذكر نظائره ولا جعل القياس في ذلك مطرداً فدلّ على أنّه إنّما يروي ذلك في هذا الموضع خاصّة)). سند هذه الرّواية عن(محمّد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه)،وهو في أسانيد الدّاني(1/282).وهي من طرق رواية الحروف، وإسنادها صحيح.
-وهي من طريق( ابن سعدان)، وقد سبق ذكرها في (صفحة/21). (جامع البيان2/629)،(التّقريب والبيان/37).قال ابن مجاهد:((إظهاره خروج من كلام العرب)).( السّبعة/115)، قال ابن البَاذِش: (( ويجوز الإظهار وقد رواه المسيّبيّ )). (الإقناع 1/228).(إتحاف فضلاء البشر 1/128)وفيه: إذا التقى حرفان أوّلهما ساكن وجب إدغام الأول منهما.
27- قال الدّاني: (( وأظهر التّاء عند الدّال في قوله(أجيبت دعوتكما) يونس/89، نافع في رواية المسيّبي عنه)) ،و((عن المسيّبي عن نافع أنّه أظهر التّاء عند الدّال، ولم يميّز موضعاً بعينه)).
قال الدّاني مبينا هذه الرّواية:(( فسألت أبالفتح عن نظير ذلك، وهو قوله(أثقلت دعوا الله ربهما)الأعراف/189،فقال لي: هو مدغم في رواية المسيّبيّ، قال: وإنما خصّ بالإظهار الموضع الذي في يونس لا غير)).(جامع البيان2/640). أبو الفتح، من شيوخ الدّاني، وهو في أسانيده في كتابه جامع البيان(1/282).(التّقريب والبيان/38).سند هذه الرّواية عن(محمّد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه)، وهو في أسانيد الدّاني(1/284).وهي من طرق رواية الحروف، وإسنادها صحيح. (جامع البيان2/640)
28- قال الدّاني:((عن المسيّبي عن نافع أنّه ماكان يدغم حرفاً حيث وقع من القرآن، فهذا يدلّ على أنّه يُظْهِر التّاء عند الدّال، والذّال عند التّاء، والتّاء عند الطّاء في نحو قوله(وقالت طائفة) آل عمران/72،و(همت طائفتان)آل عمران/122، وما أشبهه،إِذْ لَـمْ يستثن من الحروف السّواكن عند مقاربتها في المخرج غير الذّال وحدها)).
-سند هذه الرّواية عن (الفارسي عن المسيّبي أنّ عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال حدّثنا الحسن بن السري(لعله الحسن بن علي بن مستور) ،قال حدّثنا ابن واصل قال حدّثنا ابن سعدان)) وهو في أسانيد الدّاني(1/284).من طرق عرض القراءة، وإسناده صحيح. وقد سبق في (صفحة/21). (جامع البيان 2/641)، (التّقريب والبيان/39)، وهي فيه عن المسيّبيّ، وقالون عن نافع،وعن أبي بكر.
29- قال الدّاني: ((عن المسيّبي،وإسماعيل عن نافع(ودت طائفة)آل عمران/69،و(قالت طائفة)آل عمران/72، لا يَقْطَع قطعاً شديداً، وكذلك قال عاصم، يريد بذلك البيان))،
-سند هذه الرّواية عن( أحمد بن جبير)،وهو في أسانيد الدّاني(1/285)، وقد سبق في (صفحة/20).سند هذه الرّواية عن(الكسائي)، وهو في أسانيد الدّاني(1/280)، وهو من طرق رواية الحروف(جامع البيان2/641)..
و((عن قالون(ودت طائفة) ونحوه بالإظهار في جميع القرآن)).
سند هذه الرّواية عن(ابن شنبوذ أداءً عن أبي سُلَيمان)،وهو في أسانيد الدّاني(1/289)،وهو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح.وسنده كذلك(عن أبي نشيط)،وهو في أسانيد الدّاني(1/282)،وهو من طرق رواية الحروف، وإسناده صحيح. (جامع البيان2/641)،قال ابن البَاذِش:(( إلاّ ما روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط من الإظهار فيه)).(الإقناع 1/241).
30-قال الدّاني:((واختلف عن قالون...أنّه لم يُدغِم لام (قل)في الراء نحو(وقل رب)الإسراء/24))،
سند هذه الرّواية عن(أبي عون عن الحلواني)،وهو في أسانيد الدّاني(1/293).وهو من طرق رواية الحروف.
وكذلك (( عن قالون في لام (قل)..))، سند هذه الرّواية عن(محمّد بن مروان العثماني)،وهو في أسانيد الدّاني(1/293)،وهو من طرق رواية الحروف.ثم حكم فقال: ((وسائر الرواة على الإدغام))(جامع البيان2/647)، قال ابن مجاهد:(( إلا شيئاً رواه أبو عون بن عمرو ...أنّه لم يُدِغم والأشبه به الإدغام)). (السّبعة/114). (التّقريب والبيان/41). قال ابن البَاذِش: ((ما رُوي عن أبي سُلَيمان عن قالون ..قال: والعمل على الإدغام)). (الإقناع 1/192). (إتحاف فضلاء البشر 1/128) وفيه: إذا التقى حرفان أوّلهما ساكن وجب إدغام الأوّل..
وليس فيه - في رأيي القاصر - ما يدل دلالة صريحة على أن الإمام الداني يحكم بالشذوذ، وفيه أمور تحتاج مناقشة، وهي تلك الطرق التي حكمتم بأنها من رواية الحروف، كطريق أبي عون عن الحلواني عن قالون، ففي كتاب التعريف ما يثبت أنها طريق عرض.
وقولكم حفظكم الله:
26-قال الدّاني:(( وأظهر الدّال عند التّاء نافع في رواية المسيّــبي، وذلك قوله( قد تبين) البقرة/256، لا غير))، (( ونصّ عنه-أي عن المسيبي- على الإظهار))، ثم حكم فقال: ((وهو الصّحيح عندي إن شاء الله تعالى )).
في الطبعة التي عندي من جامع البيان ما يدل على عكسه، ففيها يقول الإمام الداني: "وقد أقرأني أبو الفتح في ذلك في رواية ابن سعدان عن المسيبي بالإدغام، ونص ابن سعدان عنه على الإظهار، وهو الصحيح عندي إن شاء الله تعالى" جامع البيان 2 / 630 طبعة جامعة الشارقة.
فالصحيح عنده عن ابن سعدان عن المسيبي هو الإظهار وليس الإدغام، وهذا فيما يظهر لي، والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة الطريقة في إثبات الشذوذ ونفيه طريقة محددة عند المشارقة وقد أوضحتها لك في مقدمة البحث السابق،كما أوضحت أن الداني ذكر في مقدمة الجامع أن سيورد الصحيح والسقيم من الروايات،سواء عن نافع أو غيره من القراء السبعة،
لذا أرجو في هذه المشاركة العلمية الجادة أن يناقش القراء المعاربة المخالفون مصطلحات الداني هذه وأمثلته في كتاب التعريف، ثم يتقدموا بسند متصل اليوم برواية من تلك الروايات الشاذة ، يقرأون بها على علماء مصرهم من قراء وفقهاء ليتضح الأمر جليا
فمثلا قد تبين الادغام محل اتفاق في التيسير والنشر، فأين السند بالإظهار اليوم وهكذا في بقية الأمثلة
اجيبت دعوتكما العشرة بالإدغام التيسير والنشر واتباع ذلك في الأمثلة المذكورة
كما أحيل الشيخ آيت عمران إلى كتاب التقريب والبيان في شواذ القران للصفراوي صاحب الإعلان،وهو محقق لدينا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فبه كثير من هذه الأمثلة مع حكمه عليها بالشذوذ. والله الموفق.
 
أعتقد أنّ المشكلة ليست في الخلاف الذي يدور بين الشيخ أمين والشيخ آيت عمران.
فينبغي التفريق بين شذوذ الوجه وشذوذ الرواية ككل. فكم من وجه حَكَمَ عليه ابن الجزري بالشذوذ فاستبعده وحافظ على الرواية وأسندها في النشر. فكونه ضعّف التمكين لورش في {يواخذ} لا يعني أنّ طريق الشاطبية الذي ورد فيه هذا الوجهه هو طريق ضعيف ، وهذا يُقال في طريق ابن شريح بالنسبة لقصر عين {كهيعص} و {عسق} لورش من طريق الأزرق.
بل نجد أنّ الداني ضعّف الكثير من الأوجه التي رواها عن شيخه أبي الحسن وسبب ذلك أنّ طريق أبي الحسن هو طريق شامي ، وطريق ابن خاقان هو طريق مصري وهذا الطريق أشهر لأنّ المصريين مقدّمون في الرواية على غيرهم عن الأزرق ، لذا كان الداني كثيراً ما يخصّ رواية المصريين بالشهرة والاعتبار ، وهذا الذي جعله يعتمد على رواية ابن خاقان في كتابه التيسير دون غيره.
وعدم اعتباره ببعض الأوجه التي رواها عن أبي الحسن وأبي الفتح لا يعني شذوذ الروايتين ككل ، فالرواييتان صحيحتان عن الداني ولو ضعّف بعض الأوجه التي رواها لهما. وهذا هو نفس صنيع ابن الجزري حيث ضعّف وجه التمكين في {يواخذ} من الشاطبيّة مع كونها من أهمّ مصادره.
وعليه نخلص إلى ما يلي :
أوّلاً : شذوذ بعض الأوجه التي ثبتت في رواية ما لا يعني شذوذ الرواية ككل. وصنيع الأئمّة هو إثبات الرواية مع إهمال الوجه الشاذ وإبداله بما اشتهر و تواتر. وبالتالي فإنّ تضعيف الداني لبعض الأوجه الثابتة في كتابه التعريف لا يعني ضعف الروايات الثابتة فيه ، فكما صحّت رواياته التي ثبتت في جامع البيان مع ورود بعض الأوجه الضعيفة فيها ، فكذلك تصحّ رواياتُه الثابتة في كتابه التعريف مع ورود بعض الأوجه الضعيفة فيه. لذلك أقول للشيخ آيت عمران لا يضرّ تضعيف الداني لبعص الأوجه لأنّ ذلك لا يعني ضعف الرواية.
ثانياً : تضعيف الداني للوجه لا يعني أنّه ضعيف بحقّ كما رأينا في {الإشراق} مثلاً ، فقد يكون عنده ضعيفاً وعند غيره صحيحاً ، وعليه ينبغي دراسة كلّ وجه على حدة ، فإن ثبت في عدد من المصادر ارتفع عنه الشذوذ ولو حكم عليه الداني بذلك. بل رأينا فيما حرّرته من طريق الأزرق أنّ بعض الأوجه حكم عليها في النشر بالشذوذ وهي في الحقيقة صحيحة على شرطه لأنّها ثبتت في أكثر من مصدر.
 
السلام عليكم
لدي سؤال واحد أطرحه على شيوخنا المغاربة الكرام هل يوجد مقرئ اليوم في المغرب وشمال إفريقيا يقرأ (قد تبين )بالإظهار رواية ؟
وإذا وجد أن يذكروا لنا سنده مسلسلا لنتدارس جميعا هذه الرواية التي خالفت المتفق عليه عند المشارقة قاطبة؟
وتحية للشيخ الكريم محمد يحيى شريف وبخصوص مصطلح الشذوذ عند المغاربة بالنسبة لقراءة نافع فهو جدير بالدراسة والتتبع وكتابة الابحاث حوله، ولعل صنيع ابن الجزري رحمه الله من المشارقة يحفز عالما آخر من المغاربة لوضع مقاييس محددة للقراءة.والله الموفق.
 
عودة
أعلى