بوح القلم

إنضم
26/12/2010
المشاركات
507
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
1 - الكلمة الطيبة واللفظة الخيرة والعبارة الحسنة والأحرف البديعة والمنظومة البليغة تنفذ للقلوب وتسري للنفوس وتبهج الأرواح وتنير العقل وتذهب السآمة وترفع الكآبة تهدي الضال وتذكر الغافل وتعلم الجاهل وتوجه المسترشد وتثير المشاعر وتحرك الغرائز وتبعث الهمم وتقوي العزائم وتدعو للمعالي وتسمو للمراقي.
(فالكلمة الطيبة صدقة)
( والعبد يتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها درجات )
 
2 - تعاشر بعض الاخوة وتصاحب بعض الاصدقاء متفاوتي الاعمار ومختلفي التخصصات فتعجب من أفكاره وتندهش من أطروحاته ولكنها تبقى حبيسة الذهن محدودة الفائدة لا تتجاوز صاحبها ولا تتعدى كاتبها.
فاكتب لنفسك عمراً مديداً وأثراً كبيراً بكتابة خواطرك وتدوين سوانحك وطرح أفكارك ونشر تجاربك.
وقد قيل في الحكمة" لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم - والحكم والتجارب والفكر والثقافة - أن يضيع نفسه"
 
3 - نعم الله عز وجل على خلقه لا تعدى ولا تحصى وفضائله على عباده متكاثرة لا تستقصى ( وما بكم من نعمة فمن الله) وأعظم النعم وأجل المنن نعمة التوفيق للعبادة والتلذذ بالطاعة وتذوق الاجتباء واستشعار الاصطفاء تنطلق مع بزوغ الفجر بحمد الله على الإحياء بعد الإماتة وبشهادة الملائكة لك أمام الملك الأعلى بحضورك لصلاة الصبح ومروراً بطاعات وقربات تتقلب فيها نهارك وليلك وصبحك ومساءك حتى تخلد لفراشك طالباً رفعة الدرجات وزيادة الحسنات ورضا الرب وجنة الخالق سبحانه وتعالى وعندها تتذكر(أن الفضل بيده الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
 
4 - نعيش في حياتنا السنوات المعدودة والأيام المحدودة نتحمل المشاق ونكابد الصعاب (خلق الإنسان في كبد)ويصل الواحد منا لفترة السقوط ولحظة الهبوط وساعة الانحدار وفجأة فإذا بالعناية الإلهية والرحمة الربانية تأخذ بيده وتمسك بذاته وتربط على قلبه وتشد من عضده لبر الأمان وشاطئ السلامة وساحل الطمأنينة وبحر السكينة.
 
5 - علمتني الحياة : أن حياة القلب وراحته وطمأنينته وسكينته وأنسه وسروره وفرحه وبهجته وانشراحه وسعادته بالقرب من مولاه ومحبة خالقه ورجاء بارئه والخوف من مدبره فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك.
 

6 - زوجي الغالي :أتذكر ذلك اليوم عندما كنت خارجاً للعمل وأنا أودعك عند الباب فأخذت بيدي وضممتني لصدرك وقبلتني ثم ودعتني بعد أن زرعت في قلبي الحب والود والشوق والحنان بتلك اللمسة الرقيقة والضمة الحانية والقبلة العذبة فلتسعدني بتكرارها ولتبهجني باستمرارها ولتفرحني بتواصلها.
زوجتك المحبة
 
7 - تقف حائراً وتنظر مندهشاً وتتأمل متعجباً من شخص قريب منك أو بعيد حينما ترى القلوب إليه مندفعة وله متوددة ومعه متسامحة وبه فرحة ولكلماته سامعة ولأحاديثه مستمتعة ولأخطائه متجاوزة وعن زلاته متغافلة فتسأل نفسك وتحدث ذاتك لماذا كل هذه المحبة لهذا الرجل والشاب والفتاة ولماذا كل هذا القبول لهذا الشخص وغيره الألوف من إخوته وأقرانه ومن أصدقائه وأصحابه لا ينالون ولا يظفرون بجزء من تلك المودة والقبول وذلك الحب والانجذاب ولكن يزول التعجب ويتلاشى الاستغراب حينما تقرأ قوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً) يعني محبة وقبولاً عند الخالق سبحانه وتعالى وفي قلوب المخلوقين ، وتأمل الحديث العظيم حيث تظهر لك حقيقة الأمر ويتبين لك سر المسألة، وأسأل ربك أن تكون من هؤلاء المحبوبين المقبولين. عن أبي هريرة - رضي اللّه عنه - عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قال : «إن اللّه إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه. قال : فيحبه جبريل. ثم ينادي في أهل السماء : إن اللّه يحب فلانا فأحبوه. قال : فيحبه أهل السماء. ثم يوضع له القبول في الأرض)رواه البخاري (3209) ومسلم(2637 ).
 
8 - من خصائص الملة الالهية والشرعة الربانية أنها لا تقوم على الأفراد ولا تتوقف على الأشخاص فمبدأها ومنطلقها على العقيدة والمنهج وثباتها واستمرارها على المبادئ والقيم حيث يقتل الانبياء ويسجن الاولياء ويطرد الزعماء ويشرد العلماء وتسقط الدول وتزول الحكومات ويبقى الدين عزيزاً شامخاً قوياً سامقاً حتى يرث الله الأرض ومن عليها كما وعد من بيده الخلق والأمر بقوله { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
وكما أخبر الصادق المصدوق بقوله( لن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً حتى تقوم الساعة، أو: حتى يأتي أمر الله) رواه البخاري(٧٣١٢)
 
9 - تفضيل أحد الأولاد والميل لبعض الأبناء أمر فطري وشيء طبيعي ولكن المؤلم أن يتجاوز ذلك الميل القلبي والعطف الداخلي إلى تجاوز في الحب وتفاضل في العطاء يهدم الاسرة ويؤجج الكراهية ويوغر الصدور ويفقد الثقة ويحرف الابناء ويفرق الاولاد ولهذا جاء التوجيه النبوي( اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)
 
10 - الحديث عن الانظمة والحكومات والفرق والجماعات من المباحث الشائكة والقضايا المشكلة لما يكتنفه الوضع والحال والواقع والمآل من لبس وغموض وضعف وقصور في فهم الحقيقة وفقه الواقع وتصور المواقف وإدراك الاحداث ومن ثم إطلاق الاحكام الشرعية وتطبيق القواعد العلمية وتنفيذ الحدود العملية. وبالامثلة تتضح المسألة:
أ - الفرق المتقدمة كالصوفية والشيعة أو الجماعات المعاصرة كالاخوان والتبليغ ليست فئة واحدة ولا جماعة معينة تنتمي لرجل واحد وتنطلق من منهج محدد بل هي فرق وأحزاب وطوائف وجماعات ذات عقائد ومناهج ورؤى وأفكار تقترب أو تبتعد عن أصول الديانة وقواعد الشريعة فمن الظلم إطلاق حكم الجماعة على الاحزاب والاطياف ومن الاجحاف تصنيف الافراد وامتحان الاعضاء بحكم عام وتوصيف مطلق
علماً أن البدع المكفرة والافكار المارقة عن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة محدودة ومعلومة في كتب العقائد ومصنفات الفرق
فالتوسع في دائرة التكفير والتجاوز في باب التبديع خلاف المنهج الاسلامي والواقع النبوي
حين قال"كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة"رواه مسلم
ب - المفاهيم المعاصرة والمصطلحات الحديثة (كالديمقراطية والحرية أو التأميم والعدالة الاجتماعية)
مع ما فيها من المؤلفات الموثقة والدراسات المحكمة إلا أن الخلط والغلط والخبط واللغط تجاوز حدودها وتعدى تعريفاتها مع اختلاف نماذجها وتفاوت تطبيقاتها فالحكم على المفهوم والمصطلح يختلف باختلاف جوانبه ومجالاته سواء كانت معرفية ومنهجية أو تطبيقات وممارسات أوبحسب الظروف والضرورات أو بالنظر في قوالبه الفكرية والثقافية.
والخلاصة أن المصطلح والمفهوم يختلف في توصيفه وتحديده اختلافاً كبيراً وعميقاً من قبل رواده ومنظريه فضلاً عن ممارسيه ومطبقيه، وبناء عليه فالاحكام المطلقة العامة تختلف عن الاحكام على الاعيان والافراد أو الجهات والهيئات.
ج - التنظير للمواقف والتأصيل للأحداث وخاصة في النوازل والفتن يقتضي مع العلم الشرعي والفقه المقاصدي معرفة واقع الحال وحيثيات الواقع ومآلات الأمور وتبعات المواقف
وهذه الامور على أهميتها في الاحكام وتأثيرها في الاراء لا يدرك تفاصيلها ولا يفهم أثرها الا العلماء والمفكرين الملاصقين للواقعة والمعاشرين للنازلة، فلنول حارها من تولى قارها.
 
11 - في جلسة شبابية دار الحديث عن خطبة الجمعة فتنوعت الآراء وتباينت التطلعات لكنها أجمعت الانتقادات على أن الخطيب يغرد خارج اهتمامات المجتمع بخطب مكررة ومواضيع بائتة وأفكار تقليدية وأساليب مملة ووسائل روتينية.
فيا خطيبنا الكريم خطبة واحدة هزت كيان ومشاعر وأفئدة وأحاسيس دولة بأسرها
أفلا تستطيع أسر أسماع وأنظار ثلة من المصلين وجماعة من الحاضرين. نأمل ذلك
 
12 - العيش في مجتمع متعدد الأجناس والأعراق والدول والبلدان والأشكال والألوان يخلق في النفس شعوراً بالنوع الإنساني والتكامل الثقافي والتنوع الأخلاقي والامتزاج النفسي والانفتاح القيمي بعيداً عن ضيق الشعوبية ونزق الإقليمية وتعصب المناطقية وعندها ندرك المعنى الواسع والمفهوم الشامل لقوله تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
 
13 - استفتاح آيات الصيام بالنداء(يا أيها) فيه لفت للأنظار واسترعاء للانتباه وحث للهمم وحفز للنفوس للانقياد للآمر والاستجابة للطالب والقبول بالمأمور والرضا بالمطلوب.
 
14 - (يا أيها الذين آمنوا ) نداء باسم الإيمان المقتضي للتصديق واليقين والخضوع والقبول والحب والذل لأوامر المحبوب وطلبات المعبود .
 
15 - (كتب عليكم الصيام)الأحكام التكليفية والواجبات الشرعية موضع اختبار ومجال امتحان لحقيقة الإسلام وصدق الإيمان
 
16 - (كما كتب على الذين من قبلكم)
فيها تسلية للمخاطب وتهوين للحكم ودعوة للمنافسة للعلم بأن التكاليف الشرعية سنة ماضية وشرعة باقية(فالأمور الشاقة إذا عمت طابت)
 
17 - (لعلكم تتقون) في الجانب الاعتقادي بالإيمان الجازم واليقين القاطع
بالرب الرحيم والإله الحكيم الذي يشرع لعباده ما فيه الخير والنفع والصلاح والفلاح في الدارين.
 
18 - ( لعلكم تتقون ) في الجانب التشريعي
بملاحظة التدرج في التكاليف واليسر في الأحكام والتخفيف بحسب الأوضاع والتسهيل بسبب الأحوال.
 
19 - (لعلكم تتقون) في الجانب التعبدي بالسمو الروحي والارتقاء الوجداني الذي يحصله العبد ويناله الفرد بإخلاص العمل ومراقبة الخالق والبعد عن الرياء والتجافي عن السمعة .
 
20 - (لعلكم تتقون)
في الجانب الاجتماعي بصيام الأمة كلها في زمن معين ووقت محدد لتحقيق روح الاجتماع وتطبيق مبدأ الاتحاد وتعميق أصل الارتباط وترسيخ محور الإئتلاف.
 
21 - (لعلكم تتقون)
في الجانب الخلقي بالسمو والتجافي عن أدران النفوس ومساوئ الأخلاق وقبائح الأعمال وفواحش الأقوال وسفساف الأمور ودنئ الخصال فالصيام تغيير وتهذيب وتربية وتزكية
(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)
 
22 - (لعلكم تتقون)
في الجانب الصحي بتذكر نعمة الصحة ومشاهدة منة العافية والحفظ والرعاية والإهتمام والصيانة من مهلكات الجسم ومفسدات الصحة فالبدن أمانة وحفظه مسؤولية
(ولجسدك عليك حقاً)
 
23 - (لعلكم تتقون) في الجانب النفسي
بالنية الخالصة والعزيمة الصادقة والهمة العالية والإرادة القوية والرغبة الأكيدة للوصول لأسمى الأحوال وأعلى المقامات في الدارين(فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة)​
 
24 - (أياماً معدودات)
توطيناً للنفس وتخفيفاً للحكم وتلطيفاً للفرض وتهويناً للواجب حتى لا تسطال أيامه ولا تستكثر لياليه ولا يمله المتقرب ولا يسأمه المتعبد. فليس الصيام فريضة العمر وتكليف الدهر.
 
25 - (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)
إذن لأصحاب الأعذار وإباحة لذوي الحاجات بجواز الفطر في رمضان درءاً للمشقة وحفظاً للنفس وإتباعاً للسنة وأخذاً بالرخصة.
 
26 - (فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)
خيرية مطلقة ومنفعة عامة ومصلحة شاملة وفائدة نافذة في جميع النواحي وكافة الجوانب ندرك البعض ونؤمن بالكل.
 
27 - ( شهر رمضان )
تشريف واجتباء رباني وتعظيم واصطفاء إلهي لهذا الشهر الكريم بذكره باسمه وبيان فضائله وعرض أحكامه ووصف آثاره (وربك يخلق ما يشاء ويختار)
 
28 - (الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)
اقتران قديم واتصال وثيق واجتماع عميق بين القرآن الذي هو هدى للثقلين والصيام الذي هو خير في الدارين فبشرى لمن حاز الفضلين وحصل الأجرين.
 
29 - (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
نص صريح ولفظ فصيح في وجوب الصيام وفرضية الإمساك بعد آيات الترغيب ونصوص التشويق حتى تتقبل النفوس وتسلم العقول الواجب الرباني والأمر الإلهي بكل رغبة ومحبة وطمأنينة وسكينة.
 
30 - (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
القاعدة العظيمة والميزة الظاهرة والخصيصة الجلية في جميع التشريعات وكافة الأحكام تشعرك بالرحمة وتحسسك بالسماحة وتطبعك بالتسهيل وتؤنسك بالتيسير.
 
31 - (ولعلكم تشكرون)
شكر أول العبادة على إدراكها وبلوغها ، وشكر خلالها بالإعانة على أدائها والتوفيق للقيام بها ، وشكر في آخرها بتاممها وختامها ، وشكر بعدها بالاستقامة عليها والثقة بقبولها والفرح بتمامها.
 
32 - (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
عبارات رقراقة وألفاظ رفرافة تأخذ باللب وتتصل بالعمق وتدخل للأحشاء وتخالط السويداء تشعرك بالقرب والمعية مع العلو والعظمة قرب من الصائمين بالثواب والجزاء والأجر والعطاء وقرب من السائلين بالهبات والأعطيات والمنح والمكرمات.
 
33 - (أجيب دعوة الداع إذا دعان)
إجابة للدعاء وإعطاء للسؤال وقبول للتوبة ومغفرة للذنب بلا واسطة ولا حجاب ولا حواجز ولا موانع إنها آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الأخاذة والود المؤنس والرضى المطمئن والثقة واليقين والحب والخوف والرجاء والاستغناء بالرب الجليل. ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ ،وقرب ندي ، وملاذ أمين وقرار مكين.
 
34 - (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)
مراعاة للفطر الإنسانية والرغبات البشرية وتنبيه لواقعية الدين وشمولية الشريعة بالجمع بين العبادة واللذة والطاعة والغريزة ونبذ للكهنوتية والرهبنة والتبتل والتشدد
 
35 - (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)
موجب الرخصة ومقتضي التيسير ما يحصل بينهما من المخالطة والملامسة والمعاشرة والملابسة فكلاهما بمثابة اللباس والكساء في الستر والتغطية والحفظ والصيانة والرعاية والعناية.
 
36 - تصريح الرسول صلى الله عليه وسلم في العيدين بأنهما (يومان تلعبون فيهما)
وإذنه لعائشة بسماع ومشاهدة مظاهر البهجة والفرح
وتوجيهه لأبي بكر وعمر بأن عيد المسلمين لهو ولعب وفسحة وسعة دليل على عظمة الشريعة وسمو الديانة في تحقيق الرغبات الفطرية والنوازع البشرية والاحتياجات الإنسانية
وبعدها وتجافيها عن دعوات التقريع والتحزين وخطابات التخويف والترهيب
- خاصة في الأفراح والمناسبات - التي تأثر بها الفكر الإسلامي بالملل الكهنوتية الشرقية والديانات الرهبانية الغربية.
 
37 - عيدية الاطفال وهدية الصغار من العوائد الجميلة والمظاهر الرائعة تبقى في النفوس وترسخ في القلوب طول العمر وسني الحياة.
وعيدية الاب شكر على البذل وثناء على العطاء وتقدير للجهد واعتراف بالسخاء تقدمها الزوجة أمام الاهل والابناء عنواناً على الحب والوفاء.
وعيدية الزوجة قبلة على الخد وضمة على الصدر وقصيدة حب وكلمات ود ورقصة فرح ولعبة مرح في أوضاع شاعرية وأحوال عاطفية تنعش الارجاء وتعبق الاجواء.
 
38 - قرأت كتب السير وتأملت تراجم العظماء وتفكرت في تاريخ الأمم فلم أجد منهج حياة ومنبع هداية ومصدر سعادة ومحضن طمأنينة أجمل ولا أروع ولا أهدى ولا أكمل من سيرته صلى الله عليه وسلم حيث تعيش سمو النفس وعلو الروح وعزة الذات وواقعية الحياة وبساطة العيش وتكامل الشخصية في أنموذج فريد وصورة متميزة لا تتغير مع تقلبات الزمان ولا تتبدل مع تغيرات العصر ولا تتحول مع عواصف التغيير ثابتة المعتقد راسخة المنهج نقية المصدر صافية المنبع ، تحدد المسار وتوضح الطريق وتعمق المنهج وتقوم الزلل وتصحح الخطأ تأخذ بيدك لبر الأمان وساحل السلامة وشاطئ الطمأنينة ومرفأ السكينة تصلك بالسماء وترفعك للمعالي وتقربك من المولى جل جلاله.فهاكم سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم طاهرة نقية صافية بهية تعلموها وعلموها وطبقوها وتمثلوها تسعدوا في الدنيا وتفوزوا في الآخرة قال تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }
 
39 - رحمك الله أيها الداعية الإنسان
*عبد الرحمن السميط هامة سامقة وقامة سامية رجل بأمة نذر نفسه للعمل الخيري والبذل التطوعي والعطاء الإنساني والنفع الاجتماعي
* السميط لم يكن عالماً ولا داعية ولا شريفاً ولا عزيزاً بل كان رجلاً من عامة الناس حمل في قلبه هم الإسلام وعزيمة الداعية وعزة المسلم ورحمة المؤمن.
*لم يتوقف عند الألقاب العلمية ولم يأبه للمكانة الاجتماعية ولم تأسره المرتبة الوظيفية ففرحه وسروره وأنسه وسعادته بجلوسه وعيشه مع الفقراء والمعوزين والضعفاء والمساكين.
* واجه البيروقراطية الحكومية والتحديات الدولية والمؤسسات التنصيرية والصراعات القبلية بإيمان واثق ويقين صادق وعزيمة وقوة وثبات وإصرار.
*أخرج من قلبه العنصرية المقيتة للون والجنس والقبيلة والدولة فأبدله الله بملايين المهتدين الذين حفظوا له الود والحب والإخاء والوفاء.
* أشرك معه في الهم الدعوي والعمل الخيري زوجته وأولاده وأقاربه وأصدقاءه فكانوا خير معين وأصدق مساعد وأفضل محفز للانجازات المتتالية والمكاسب المتوالية.
* ترك الخلافات المذهبية وترفع عن النزاعات الفكرية وتسامى عن المعوقات الثقافية فانطلق يعمل وينتج ويبدع وينجز في فضاء واسع وأفق متعدد ونطاق متنوع.
*إخلاص العمل وصدق النية وهمة القلب وعزيمة الفؤاد وقوة اليقين وتحديد الهدف ورسم الخطط وتقويم العمل وإشراك الآخرين وتعاون المخلصين وتذليل الصعاب وتهوين المعوقات ورؤية النتائج ومشاهدة المنجزات واحتساب الأجر وإرادة الآخرة وتواضع الإنسان وبساطة الفرد واحتقار العمل وطموح النفس وسمو الذات وقبلها وبعدها توفيق المولى جل وعلا واصطفاء الرب سبحانه وتعالى لعمل الخير وتقديم الإحسان ورفعة الدين وعزة الإسلام صفات واضحة وخصال بارزة تتجلى وتظهر في شخصية الدكتور الإنسان والداعية الموفق والمتبرع السخي والعامل المجتهد العبد الفقير إلى عفو ربه عبد الرحمن السميط.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورفع درجته في المهديين.
 
40 - يحظى المسلم يوم الجمعة بنسمات روحانية ولحظات إيمانية تنطلق بصلاة الفجر بترتيل وتحبير وتدبر وتفكر في سورة السجدة والإنسان حيث قصة البداية وحكاية النهاية.
وتتواصل بصلاة الجمعة بتذلل وخشوع وأخوة وألفة وخطبة وموعظة وكفارة ورفعة.
وتنتهي في الساعة الاخيرة بجائزة ربانية وهبة رحمانية بقبول الدعوات وإجابة الرغبات وتحقيق الامنيات ومنح الاعطيات.
 
41 - الصداقة كلمة عظيمة وميثاق غليظ وعهد متجدد وحب مغدق وود متدفق تزيد بالجميل وتكبر بالإحسان وتترسخ بالعطاء وتتعمق بالزيارة وتسمو بالإيمان وتعلو بالتكاتف وترتفع بالتعاون هي ملح الحياة وسر البقاء وعنوان الحب ورمز الوفاء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)​
 
42 - كان يخرج من بيته ويتجه لمسجده ثم يرجع لمنزله وفي طريقه يلتف حوله الأطفال الصغار ويسيرون من أمامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله يقبلون رأسه ويمسكون بيده ويستلمون هديتهم من الحلوى وينالون حظهم من القبلات ونصيبهم من الضحكات ثم يودعونه بنظرات الحب والود وبابتسامات الرضا والإعجاب والاحترام والتقدير. استمر على حالته تلك سني عمره وطوال حياته فلما توفي فقد الحي الشيخ الحنون والأب الرءوف صديق الأطفال ومؤنس الصغار.
 
43 - البيت والمنزل هو المنطلق الأول والوسيلة الأقرب لحصولك على السعادة الداخلية والراحة النفسية والإرادة القوية وهو نقطة الانطلاق وبداية الطريق لتحقيق النجاح والفلاح في الدارين.​
 
44 - غاليتي الحبيبة : أرفع لك القبعة وأحني لك الرأس وأزجي لك عبارات الثناء والإجلال وأهدي لك كلمات التقدير والاحترام تقديراً لجميل أفعالك وعرفاناً بحسن تعاملك واعترافاً برقي أخلاقك مع والدي حتى ظننت أنهما والداك اللذان عشت في كنفهما وتربيت في حجرهم.فلك منى كل الحب والود والعطاء والوفاء جزاء مشكوراً وجميلاً محفوظاً .
محبك / زوجك.
 
45 - (تأملات قرآنية حول النصر والهزيمة)
المتأمل في سورة آل عمران يخرج بالعديد من الحقائق الإلهية والسنن الربانية والأصول العقدية والقواعد الشرعية في حالة الهزيمة والانكسار والقهر والغلبة والذل والهوان والتي تحقق الإيمان وترسخ اليقين وتعمق الرضا وتبعث التفأول وتقوي الأمل وتصحح المفاهيم وتجلي الأمور وتوضح الواجب وتبين المطلوب على الفئة المؤمنة والجماعة المسلمة عند تجدد المصائب وتعدد المكاره وصولة الباطل وانتفاش الفاجر .
نقف مع جملة يسيرة وطائفة متنوعة من الأصول والقواعد على سبيل التمثيل والتقعيد لا الحصر والتقييد :
1 - التحذير من اتخاذ بطانة الشر والفساد واستئمان أهل الشقاق والعناد.
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون}
2 - فرح الأعداء وسرور المفسدين وتشفي الظالمين وسخرية المنافقين بمصائب المسلمين وبلايا المتقين.
{إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}
3 - واجب الوقت وفرض المرحلة عند البلايا والمصائب والرزايا والنكبات الصبر واليقين والتقى والهدى.
{وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط}
{بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ}
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
4 - سعي المنافقين وحرص المغرضين على إضعاف قوة المؤمنين وتهوين عزيمة المسلمين
{إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا}
5 - العون الالهي والمدد الرباني بشارة المجاهدين وطمأنينة المرابطين
{وما جعله الله إلا بشرى لكم، ولتطمئن قلوبكم به، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}
6 - أثر الذنوب والمعاصي العامة والخاصة في وهن النفوس وهزيمة الجيوش وبيان ذلك الإشارة لتحريم الربا والنهي عن الغل وفضل الإقلاع عن الفواحش وأجر العفو عن الناس.
{حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ}
7 - استشعار استعلاء المسلم وسمو المؤمن والتحذير من الخوف والفزع والوهن والحزن
{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون- إن كنتم مؤمنين}
{إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
8 - الحكم البالغة والمنن السابغة من تداول الأيام وتعاقب الشدة والرخاء وتجدد السراء والضراء بتمايز الصف وتكشف المنافقين وتمحيص المؤمنين ومحق الكافرين
{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ،وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}
{مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}
9 - القضاء والقدر سر الله في خلقه وسبب لطمأنينة النفس وهداية القلب وتسليم العقل وضبط التصور (والشر ليس إليك)
{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ،وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا}
10 - ضرورة فهم حقيقة الفوز والخسارة ومعرفة ثنائية الهزيمة والغلبة وأنها واصلة بين الدنيا والآخرة ورابطة بين البداية والنهاية
{فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ،مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ،لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ}
*وبعد فهذه إشارات وعبارات ولمحات ووقفات لما تضمنته هذه الآيات من بصائر وهدايات وبيان وعظات تنير الطريق وتهدي السبيل وتصحح المسار وتثبت المؤمن وتعلم الجاهل وتذكر الغافل وتهدي الضال وتنبه الظالم وتخوف المعتدي
{هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}
 
46 - حينما يدخل الرجل بيته يبدأ بالانخلاع عن الرسمية والتجرد من النمطية والانعتاق من النظامية والعيش بسلاسة الحياة وعفوية الإنسان وتلقائية الحركة وبساطة المعاملة.
 
47 - تعاون الوالدين وتفاهم الأبوين على أساليب التربية وقواعد التنشئة ووسائل التوجيه وضوابط التوعية خير معين وأفضل مساعد وأقوم مؤيد على تحديد الأهداف ورسم الخطط وتنفيذ البرامج وتقويم النتائج.
 
48 - علمتني الحياة أن أغض الطرف عن الأخطاء وأتجاوز عن الزلات وأتغاضى عن التجاوزات من الكبير والصغير والزوجة والأبناء والصاحب والصديق والأخ والرفيق فأورثني ذلك راحة في البال وطمأنينة في النفس وتروياً في القرار وصواباً في التعامل واحتساباً للأجر وإيماناً بالثواب(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
 
49 - سمعك بريد قلبك ورائد فوائد وطريق لذتك وسبيل متعتك يؤثر في الحركة ويدعو للعمل ويبعث على الحزن ويهيج على الفرح فلماذا تفسده بالحرام وتدنسه بالسوء وتقذره بالخنا وتلوثه بالغناء حافظ على نظافة أذنيك وسلامة سمعك ونقاوة قلبك وصفاء صدرك وراحة نفسك وطمأنينة فؤادك فالسعيد من أصبح مرتاحاً من الهم والغم والحب والعشق والود والغرام والحسرة والألم والحزن والقلق والضيق والاكتئاب وتذكر دائماً وأبداً (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً) (والأذن تزني وزناها السمع)
 
50 - المتابع لقضايا المرأة وأحوال النسوة في ملفات المحاكم وسجلات الهيئات وردهات السجون وأبواب الجمعيات يعتصره الألم وينتابه الأسى ويشعر بالمعاناة ويحس بالمأساة للظلم الواضح والقهر البين والتغاضي المفرط والصمت المطبق على الإهانة والإذلال والقهر والاستغلال في ظل توجه انفتاحي إباحي يدعو للانفلات والتحرر من الثوابت والضوابط مقابل بردة فعل منغلقة متحجرة تبرر القمع والتسلط في بعد واضح وتجاوز فاضح للنصوص الشرعية والتمثلات النبوية الحافظة لحقوق المرأة وكرامة الأنثى والمراعية للخصائص الفطرية والأوضاع النفسية والموجبة لأداء الاحتياجات الذاتية وتلبية الحقوق الاجتماعية (فالنساء شقائق الرجال)
 
عودة
أعلى