بنحمزة يقترح مشروعا فكريا حول ''علم النظر في النص القرآني''

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
بنحمزة يقترح مشروعا فكريا حول ''علم النظر في النص القرآني''
محمد السباعي
18/9/2008
المصدر: جريدة التجديد المغربية
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&infoun=44182


أكد مصطفى بنحمزة أن هناك تيارات تصر على القراءة الحداثية للقرآن الكريم، وأوضح في محاضرة بعنوان ''منهج النظر في القرآن الكريم'' أن الهدف منها هو تعطيل سريان النص القرآني في الزمان، كما حاولوا تعطيله في الموضوعات، مما عبر عنه بالرغبة في ''حجز النص ومنعه من الاقتراب من القضايا المعاصرة''.

وأضاف رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة: ''إننا نرحب بكل تجربة ثقافية، لكن نتخوف من إحداث الارتباك في التناغم الاجتماعي''، لأن هذه الحملة في نظر المحاضر لها آثار عقدية وأخلاقية وسلوكية، مضيفا أن النص القرآني ليس نصا شعريا يقبل جميع القراءات.

وخلال هذه الحلقة العلمية التي نظمها مركز الدراسات والأبحاث بوجدة يوم الجمعة الماضي، صرح بنحمزة أنه بصدد الكتابة في هذا الموضوع، محاولا تتبع كل التجارب التي قالت إنها فهمت النص القرآني، وأن كل السابقين لم يفهموه على الوجه الصحيح، مقترحا على الباحثين مشروعا فكريا حول ''علم النظر في النص القرآني''.

وفي السياق ذاته، أكد المحاضر أن قراءة النص القرآني تحتاج إلى عدة علوم كالبلاغة وعلم التفسير والناسخ والمنسوخ وعلم أصول الفقه... موضحا أن المدرسة التفكيكية ألغت الكاتب، وقالت إن النص الواحد يتعدد فهمه بتعدد الأنفاس الشخصية، وبالتالي أضاعت المعنى. مضيفا، أن ذلك لا يمكن تطبيقه على النصوص التي تقود الحياة كبنود التشريع والقانون، حيث يجب ضبط عملية الفهم.
 
فكرة قيمة لو تم وضع قواعد لها وجمعت كل التجارب التي حاولت فهم القرآن صحيحةً كانت أو خاطئةً ، واستخلاص أصول النظر في النص القرآني من خلال كتب أصول التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين وقراء النص القرآني .
ولعل هذا العلم لا يحتاج في مرحلته الأولى إلى أكثر من ترتيب ما في الدراسات المتفرقة التي كتبت في هذا الصدد في أصول التفسير وقواعده وضوابطه ونحو ذلك . والنظر في تطبيق المفسرين لتلك الأصول والقواعد ، ثم النظر في كتب المخالفين لتلك الأصول والقواعد المقررة وما كتب حولها من دراسات نقدية مؤيدة أو معارضة .
 
بارك الله فيك أخي محمد على هذا الموضوع
و مصطفى بن حمزة من العلماء الاجلاء، الذين رسخوا في العلم، و وضعوا لهم أثرا طيبا، ليس في مدينة وجدة فقط.
و الجميل في طرحه، تأكيده أن القرآن ليس نصا شعريا، يقبل جميع القراءات، بل تشريعات و قوانين للبشرية، في كل مكان و زمان، و عليه و جب الضبط.
بارك الله فيك مرة أخرى أخي محمد و نفع بك.
 
عندما مُنيت أوروبا بالسطوة الكنسية العاتية على كافة مقدراتها، وقالت الكنيسة الكاثوليكية بعصمة البابوات وأنهم وحدهم لهم حق قراءة وتفسير الكتاب المقدس، وانتشر الفسق والفجور بينهم على كافة المستويات، نشأت الحركة البروتستانتية مناهضة للبابا وسطوته وفساده ومطالبة بإعادة قراءة الكتاب المقدس وتفسيره. كما نادت بأن كل مسيحي له الحق في قراءة الكتاب المقدس وتفسيره كما يحلو له ويتفق مع حالته الخاصة. عندئذ أنشأ علماء النقد الأدبي الروسي مذهبا نقديا جديد يسمى Deconstruction أي "النقد الهدام" ومفاده أن القاريء لايعنيه من قريب أو بعيد الرسالة التي يسعى الكاتب إلى إيصالها ونشرها، بل يفسر القاريء محتوى الكتاب على هواه وما يتفق مع نوازعه الخاصة.

وبتتبع جذور هذه الحركة نجد أنها أول ما نشأت كانت مع بولس اليهودي الذي ادعى أنه رأى المسيح وعمده أن يبشر به ابنا للإله. فقد بدأ بولس يفسر التوراة على هواه ومايتفق مع دعواه حتى أنه سماها لعنة ألقاها الإله على عاتق العصاة بسبب آدم، وبإلإيمان بالمسيح فليس ثمة حاجة إلى الناموس الإلهي في توجيه حياة البشرن بل لهم أن يختاروا ما يشاؤون وكما يشتهون.

أنا لا أشك إطلاقا في أن بعض الإمعة من بني جلدتنا قد اتبع هذه البدعة في التعامل مع نصوص القرآن الكريم، وهو لا يدري أن القرآن ليس كأي كتاب. فقد تعهدت السنة قولا وعملا وتقريرا شرحة وتفسيره، كما تعهده الصحابة والتابعون وعلماء الأمة حتى الآن بالدراسة والشرح والتطبيق، فلم يترك مجال لمدع أو مبتدع، وإن حاول أحد ذلك، يسُر حصره وتحجيمه وتحديد لإقامته ومرجعيته السفيهة، ولعل ما يسعى إليه أخونا هنا أكبر دليل على ذلك. نسأل الله له كل توفيق وسداد.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
عودة
أعلى