بنات لوط عليه السلام

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ

قال الشنقيطي:
"القول الثالث: أن المراد بالبنات جميع نساء قومه، لأن نبي القوم أب ديني لهم
كما يدل له قوله تعالى في نبينا صلى الله عليه وسلم: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم.
وفي قراءة أبي بن كعب: «وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم» وروي نحوها عن ابن عباس، وبهذا القول قال كثير من العلماء.

وهذا القول تقربه قرينة وتبعده أخرى.
أما القرينة التي تقربه فهي: أن بنات لوط لا تسع جميع رجال قومه كما هو ظاهر، فإذا زوجهن لرجال بقدر عددهن بقي عامة رجال قومه لا أزواج لهم، فيتعين أن المراد عموم نساء قومه

وأما القرينة التي تبعده: فهي أن النبي ليس أبا للكافرات، بل أبوة الأنبياء الدينية للمؤمنين دون الكافرين، كما يدل عليه قوله: النبي أولى بالمؤمنين.
وقد صرح تعالى في الذاريات بأن قوم لوط ليس فيهم مسلم إلا أهل بيت واحد وهم أهل بيت لوط، وذلك في قوله: فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين"

(أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) (2/ 189)
 
أن المقصود بكلامه هو بناته من صلبه هو أحد الآراء فعلا، ويقترب من المذكور في التوراة في سفر التكوين، (قبل أن يضيف اليهود قصة زنا المحارم لتشويه صورة الأنبياء كالعادة)
لكن يظل الاعتراض المنطقي الذي ذكره الشنقيطي بلا إجابة:
"بنات لوط لا تسع جميع رجال قومه"

لكن يمكن الخروج منه بأن نقول: لم يقصد النبي تنفيذ ما قاله للقوم، بل قصد منه مجرد أن يشغلهم بالتفكير في الأمر والجدال فيه عن اغتصاب أضيافه. أو قصد تنفيذه لكن التزويج عرفا يرتبط بتجهيزات، وبالتالي سينحل الموقف المتأزم في تلك الليلة على الأقل.

=====
إضافة:
أما أن التفسير يكون للأشخاص لا للمفسرين، وأنه لا فائدة من الرجوع لأقوالهم، فسخيف طبعا لا يستحق الرد.. وهو لكلام الجهلة والمبتدعة أقرب منه لكلام أهل العلم وأتباع السلف.
 
إن كان هذا ما تقصده فهو خطأ أيضا.
كلام الشنقيطي يحتاج نقاشا، لأنه ذكر "أدلة ضد وأدلة مع" نفس القول.. وبداهة لا يمكن نقاش كلامه دون نقل كلامه.
ثانيا: حتى لو قبلت منك هذا الرأي تنزلا، فيظل عواره ظاهرا. "ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، واستحسان النقول ونشرها عرف متبع، كيف تجهله؟!
فكلامك خطأ على كل محامله.
 
(وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)

عدة اضاءات توضح مفهوم هذه الآية بتوفيق الله :

الإضاءة الأولى : نلحظ بوضوح بأن تصورات المفسرين طغت على ذهنيتهم فاستشكلوا الأمر ولا إشكال ، فقد فهموا أن كافة قوم لوط قد هرعوا إليه والملائكة في بيته كانوا بالعشرات أو المئات وأن بناته لن يكن بنفس العدد في حين أن الآية لم تنبئ أن العدد كما يتصور البعض، وقد يعتقد البعض أنهن بنتين كما في العهد القديم وهذا باطل لأن الآية تشير لهن بصيغة الجمع ، وهذا لا ينفي أن جملة قومه ممن لم يحضر لبيته هم من فاعلي الفاحشة ولكن الخطاب هنا مخصوص لمن اعتدى وحضر لبيته .

الإضاءة الثانية : أن مبادرة لوط لقومه بعرض بناته يدل على أن عدد من أتى بهذه النية المخزية عددٌ موازٍ ومطابق لعدد بناته فإن كن ثلاث بنات لزم أن المعتدين ثلاثة رجال وإن كانوا خمسة فإن بناته خمس وهكذا وقد لا يتجاوز عددهن ستاً أو نحو ذلك ولكن معرفة العدد غير مهم لأنه أمر ثانوي يمكن فهمه من خلال السياق.

الإضاءة الثالثة: أن لوط يعرض عليهم ستر أعراضهم وثنيهم عن سوء الصنيع بالعوض الحلال بالشرع المطهر(هن أطهر لكم) قِراناً شرعياً لصرفهم عن نيتهم الخبيثة وتعويضهم بالحلال بدلا من الفعل الحرام.

الإضاءة الرابعة : أنهم لو استجابوا لدعوة نبيهم لزم ذلك تطهيرهم وتوبتهم ورجوعهم لفطرتهم.

ولو قلت مثلا "لقد زوجت أولادي نساء قومي" هل يستدل السامع أن أولادي تزوجوا كل نساء قومي الالف أو الخمسة آلاف امرأة ؟؟ طبعا لا ، فالبديهة تشير أن أبنائي تزوجوا بعدد موازٍ لهم من نساء قومي.
فبما أن القرآن اضمر العدد (عدد القوم وعدد بنات لوط) وجب علينا فهم المراد بداهة وحمله على ما يستقيم معه الفهم، ولا معنى لتصورات مناقضة لمقتضى كتاب الله ثم التعسف في البحث عما يجمع بين تلك التناقضات التي لم توجد إلا في ذهن القارئ.

والله تعالى أعلم
 

مبادرة لوط لقومه بعرض بناته يدل على أن عدد من أتى بهذه النية المخزية عددٌ موازٍ ومطابق لعدد بناته فإن كن ثلاث بنات لزم أن المعتدين ثلاثة رجال وإن كانوا خمسة فإن بناته خمس وهكذا


عدد مطابق؟
من أين لك هذا؟
معلومة من نص، أم افتراض لحل الإشكال الذي عرضه الشنقيطي؟
 
من أين للشنقيطي أن كل قوم لوط اجتمعوا عند بيته بعدد يفوق عدد بناته؟
هذا السؤال الذي كان ينبغي أن أطرحه قبل توجيهي للآية
 
من أين للشنقيطي أن كل قوم لوط اجتمعوا عند بيته بعدد يفوق عدد بناته؟
قال الرازي
"بناته اللواتي من صلبه لا تكفي للجمع العظيم"
تفسير الرازي (18/ 379)

وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ
 
هل أوحي للرازي بأن من حضر كانوا جمع عظيم ؟؟
من أين أتى بذلك ؟؟ فحتى تتقرر المسألة ينبغي معرفة عدد البنات وعدد القوم الذين أتوا لبيت لوط .
فكيف عرف الرازي أنه جمع عظيم ؟؟ أم هي تصورات لا يسندها دليل ولا قرينة ؟؟

هل تعلم بأن القول بذلك منزلق خطير في حق لوط ؟؟
 
عجيب أمرك! تزعم من عندك أن العدد "مطابق"، ثم تشكك في الزعم الآخر بحجة أن الوحي لم ينزل عليه!
من كان بيته من زجاج...
ثانيا: لم يذكر القرآن العدد، لكن وصف من جاؤوا بأنهم "أهل المدينة".
 
إفهامك مهمة صعبة

لابد أن عدد المجرمين من المطالبين بفعل الفاحشة بضيوف لوط هم من عرض عليهم الزواج ببناته وإذا خضعنا لخيالات الرازي خلقنا إشكالات مسيئة تتطلب البحث عن مخارج شاطحة كما فعل الشنقيطي
فالأصل أن العدد مطابق او اقل طالما عرض عليهم بناته
ومن يخالف الأصل هو من نطالبه بالدليل فلو عرض بناته على الف رجل من أهل المدينة كانت حجته ساقطة وعرضه مرفوض

اذا لم تفهم بعد ذلك فلست عليك بوكيل
 
ظنونك وافتراضاتك غير ملزمة لغيرك.
وبداهة، طالما تحديد المقصود من كلمة "بناتي" أصلا هو محل نزاع بين المفسرين، فمن أين لك القفز عدة افتراضات مرة واحدة، بحيث أصبح المقصود حتما هو بناته، ثم الصحيح حتما هو مطابقة عددهن لعدد الرجال؟!

لا تحجر واسعا لمجرد عجزك عن استساغة الآراء المخالفة لهواك.
شتان بين من "يفرض علينا افتراضاته"، ومفسرين واسعي الأفق يناقشون الآراء المختلفة.
 
عودة
أعلى