بمناسبة مرور شهر على أولى مشاركاتي في ملتقاكم المبارك.

إنضم
28/02/2010
المشاركات
333
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
لقد مضى شهر ، أو يزيد على أولى مشاركاتي في ملتقى أهل التفسير ، الذي يجمع ثلة مباركة من علماء التفسير والقراءات في عالمنا الإسلامي ، ولكن اعذروني يبدو أن الخطأ قد صدر عني.

اشتبه على الأمر ، فيبدو أنني دخلت إلى ملتقى آخر ، وليس ملتقى أهل التفسير !
فحتى الآن لم أجد جواباً شافياً حول نقاشاتي وسؤالاتي حول كتب الوقف والابتداء ، وماءات القرآن ، وبعض كتب القراءات ، وكأن ما أطرحه لا يمت إلى هذه العلوم بصلة ، أو أن كل أستاذ وباحث يحتفظ لنفسه ولكتبه وبحوثه ودراساته بما يمكن أن يفيد به طالب علم ، فوالله ما نقلت عن أحد شيئاً إلا ذكرت اسمه ، والتاريخ الذي أرسل إلي فيه جوابه.
وها هو موضوع جديد أطرحه للنقاش ، وأرجو من الجميع إعمال العقل والفكر :
نسب للصاحب بن عباد كتاب في الوقف والابتداء ، وعلى الرغم من أن الذي نسب إليه هذا الكتاب هو أبو البركات بن الأنباري ( ت 577 هـ ) في نزهة الألباء ، ثم جمال الدين القفطي ( ت 646 هـ ) في إنباه الرواة ، وتبعهما بعض مؤرخي الشيعة ، إلا أن البحث قد انتهى إلى أن هذه النسبة غير صحيحة ، وقد أثبت ذلك بالأدلة القاطعة في أطروحتي.
ولكن الذي يدعو للعجب هو ما ذكره أبو البركات بن الأنباري في نزهة الأ لباء في ترجمة الصاحب ؛ حيث قال بالحرف : ويحكى عنه : أنه لما صنف كتاب " الوقف والابتداء " كان ذلك في عنفوان شبابه ، فأرسل إليه أبو بكر بن الأنباري ، وقال له : إنما صنفتُ كتاب " الوقف والابتداء " بعد أن نظرتُ في سبعين كتاباً ، تتعلق بهذا العلم. فكيف صنعتَ هذا الكتاب مع حداثة سنك ؟!
فقال الصاحب للرسول : قل للشيخ : نظرتُ في النيِّف وسبعين التي نظرتَ فيها ، ونظرتُ في كتابك أيضاً.
وعلى الرغم من أن أبا البركات قد أورد القصة بهذه الصيغة ( ويحكى عنه ) ، وهي من صيغ التمريض ، إلا أن بعض مؤرخي الشعة من المتأخرين قد أوردها بصيغة الجزم .
وقد أثارت هذه القصة في نفسي شكوكاً كثيرة حول نسبة الكتاب أصلاً إلى الصاحب بن عباد ، فمولد الصاحب كان في سنة ( 326 هـ ) على الأرجح ، أو على الأقل بعد 320 هـ ، وأبو بكر الأنباري كانت وفاته سنة ( 328 هـ ) على الأرجح. وقيل : ( 327 هـ ) ، فعمر الصاحب بن عباد يوم وفاة أبي بكر الأنباري ثلاث سنوات ، أو أقل من ثمانية أعوم ، ثم إن الصاحب قد صنف هذا الكتاب - على ما ذكره أبو البركات - في عنفوان شبابه ؛ أي : بعد سنة 345 هـ.
فالتقاؤهما في عالم الأحياء أمر مستحيل ، أو ان يكون المراد أبا بكر بن الأنباري آخر غير صاحب الإيضاح في الوقف والابتداء الذي نعرفه جميعاً ، متأخر عنه ، ومتقدم على الصاحب ، وهو ما لم أقف عليه.
وعلى الرغم من كثرة الدراسات التي قامت حول الصاحب ومصنفاته ، فإنني لم أقف على من حل هذا الإشكال ، وفك هذه العقدة ، وإنما اكتفوا جميعاً بالإشارة إلى تلك القصة ، أو سردها ، أو على الأقل نسبة الكتاب إليه.
ولقد من الله علي بما تأكد لدي أنه حل للإشكال ، وفك للعقدة ؛ليكون كشفاً علمياً جديداً ، يضاف إلى اكتشافات كثيرة من الله بها على العبد الضعيف ؛ منها : حقيقة الوقوف المنسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وحقيقة الوقوف المنسوبة إلى أبي منصور الماتريدي ، ومؤلف كتاب الوقف والابتداء المنسوب لابن الجزري ، ومؤلف منازل القرآن في الوقوف ، وجامع الوقوف والآي ، والخلاصة في الوقف ، وجمع أكبرإحصاء للكتب المصنفة في ماءات القرآن ... وغيرها الكثير ، وسأنتظر اجتهاد أساتذتي وإخواني الكرام حول الموضوع ، وأرجو ألا يكون مصيره كمصير المواضيع السابقة.
وأسأل الله أن يقيض عالماً ربانياً يميط اللثام ، ويظهر الحق ، ويقيل العثرات ، ويجيب عن التساؤلات التي طرحتها في السابق حول الكتب المصنفة في الوقف والابتداء ، وماءات القرآن .. وغيرها.

فمن يقول : أنا لها ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو يوسف السنهوري الكفراوي ، محمد توفيق حديد ، مدرس مساعد في جامعة الأزهر.
[email protected]
 

ولقد من الله علي بما تأكد لدي أنه حل للإشكال ، وفك للعقدة ؛ليكون كشفاً علمياً جديداً ، يضاف إلى اكتشافات كثيرة من الله بها على العبد الضعيف...



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو يوسف السنهوري الكفراوي ، محمد توفيق حديد ، مدرس مساعد في جامعة الأزهر.
[email protected]

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم.

أخي الفاضل ، لِمَ لا تَضَعُ خلاصة ما ترى (أنَّهُ حَلٌّ للإشكال وفَكٌّ للعقدة) في هذا الملتقى المبارك ، فإن كان رأيك صائبا...شَكَرَكَ المشايخ والإخوة الفضلاء ، وإنْ ظهر لهم غير ما ترى ناقشوك بِعِلْمٍ وأدب.

وفقكم الله ، ونفع بكم.
 
الأخ العزيز أبا يوسف السنهوري الكفراوي حفظك الله من كل سوء
أشكرك على نشاطك العلمي ، وموضوعاتك القيمة ، وأسئلتك الدقيقة التي تنادي على ما وراءها من الهمة ، والدأب في البحث العلمي .
ولعلك تلتمس لنا العذر مؤقتاً فحسب ريثما نرتب أمورنا لتنشط الملتقى علمياً ، فإن الزملاء الباحثين المشاركين في الملتقى يدخلون إلى الملتقى مثقلين بأعباء العمل اليومية ، وكثرة البحوث ، فيمرون - أو يمر أكثرهم - على الملتقى والموضوعات وهم معرضون . ويكتفون بالقراءة غالباً ، والذي يقوم بتحرير الجواب لا يجاوز 4% من القراء .
أما سؤالك عن حل إشكال نسبة الكتاب للوزير الصاحب بن عبَّاد والإشارة إلى أنه استفاد من كتاب ابن الأنباري في حياته ، فإن مؤرخي الشيعة يبالغون في إضفاء المدائح على الصاحب بن عباد لكونه منهم كما ظهر لي من تتبع تراجمهم له ، وهو شخصية مشهورة نسب لها الكثير من المؤلفات . وقد بالغ أبو حيان التوحيدي في الحط عليه والتنقص له في كتابه (أخلاق الوزيرين) . فلعل التوسط هو الصواب في الأمر . وأما كتابه الوقف والابتداء الذي أشرتم إليه فلعلنا نستمع لجوابك عن الأمر وفقك الله فلم يكن هذا يوماً محل عنايتي الشخصية .
ولعل أخي الدكتور مساعد الطيار قد مر به شيء من ذلك في بحثه عن (الوقف وأثره في تفسير القرآن) . أو زميلنا الدكتور عبدالله الميموني في بحثه عن الوقف والابتداء كذلك .
 
أخي أبا يوسف ، حياك الله ومرحبا بك ، ولي عتب عليك - أما العتاب فبالأحبة أخلق ، كما قال شوقي - فإنك تسأل الأسئلة وتريد من أهل الملتقى أن يجيبوك ، وأنت لا تورد كل ما عندك ، وإذا سُئلت قلت : هذا في أطروحة الدكتوراه ، ولا أستطيع البوح بكل شيء ! فإما ان تقول كل ما عندك لنناقشك فيه ، أو نأخذه على أنه كشف جديد إلى أن يجيء من يختبره ، وإما أن تنتظر إلى أن تناقش الدكتوراه إن شاء الله ، وأما نصف الرأي وثلثه وثلثاه ، فلا يجاب . هذه واحدة .
والأخرى أن الأسئلة التي تسألها إنما هي في مشكلات بدت لك بعد البحث والنظر والتفتيش ، وهذه لا تجاب إلا بعد بحث ونظر وتفتيش ، ولو كان لها جواب متيسر لوجدته أنت ، فكأنك تريد أن تجعل المنتدين يتركون أعمالهم وينتقلون إلى بحوثك ، وإنما يجيب أهل التخصص في مثل هذه المنتديات فيما هو متيسر ، أو فيما كان لبعضهم فيه بحث ، وله به معرفة ، ولعلك تذكر قولي لك في مرة سلفت : إن هذه المسائل أنت الخبير بها الآن ، فأفدنا بما عندك كاملا ، أو انتظر حتى يمكنك ذلك . وفقك الله وزادك علما !
 
أخي الكريم أبا بشر جزاك الله خير الجزاء
ترفق علي هداك المليك فإنك قد حصرت أسئلتي ونقاشاتي في هذه المشكلات فقط ، وكأنك نسيت أو تناسيت أنني عندما سردت أسماء المصنفات في الوقف والابتداء حتى نهاية القرن الرابع الهجري ، وقد أحصيت تسعة وخمسين كتاباً ، وبعد أن قلت :
(( واستبعد البحث الكتب المصنفة في ( المقطوع والموصول ) ؛ لتعلقها برسم المصحف ، أكثر من الوقف والابتداء ، وكذا الكتب المنسوبة في بعض المراجع - على أنها من المصنفات في هذا الفن .... ((.
أردفت بهذين السؤالين :
هل وقف أحدكم على أسماء مصنفات أخرى في الوقف والابتداء لعلماء من القرون الأربعة الأولى ؟
هل انتهت إليكم نسخة من " رسالة في الوقف في القرآن " : لأبي الحسن علي بن محمد الأنْطَاكي ( ت 377 هـ ) ؛ حيث ذكر أنه يوجد منها ثلاث نسخ خطية :
الأولى : كانت محفوظة في المكتبة العبدلية ، بجامع الزيتونة الأعظم ، في ( تونس ) ، تحت رقم : ( 1/ 167 ) ، وهي الآن ضمن مجاميع دار الكتب الوطنية ( المكتبة الوطنية ).
أما الثانية : فمحفوظة في دار الكتب الوطنية بتونس تحت رقم : ( 43 /421 ) ، أو تحت رقم : ( 7268/ 1 ) ، ضمن مجموع ، تقع في ( 19 ) ورقة ، وقيد المقابلة : سنة ( 1164 هـ ) ، لعلها السابقة.
وأما الثالثة : فمحفوظة أيضاً في دار الكتب الوطنية ( 5/ 41 ) ، تحت رقم : ( 1/ 4203 ) ، ضمن مجموع ، يحوي (12) رسالة ، يقع في ( 173 ) ورقة.
فمن وقف على إجابة لهذين السؤالين فلا يبخل علينا بالشرح والتوضيح - جزاكم الله خيراً -.
فلم أجد جواباً واحداً ، وبالنسبة لكم نحيتم سؤاليّ جانباً ، ووجهتم إلي سؤالاً : أنى لك هذا ؟
هل هذا الرد معقول يافضيلة الشيخ الجليل ؟
وعندما سردت أسماء ثلاثة عشر مصنفاً في ماءات القرآن – عدا بعض الدراسات الحديثة - ، رجوت من قبل ومن بعد إخواني وشيوخي الكرام أن يتفضلوا بوضع كل ما وقفوا عليه من الكتب المصنفة في هذا العلم الجليل هنا ، فلم أجد جواباً واحداً.
وكذا عندما سردت أسماء الذين نسبوا وقوفاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أردفت ذلك بقولي :
وأخيراً .. أتوجه بهذه الأسئلة إلى أساتذتي وإخواني ، وأرجو أن أجد هذه المرة جواباً :
- هذا البيت ذكره الشيخ زيدان العقرباوي في المرشد في علم التجويد صـ 193 ، نقلاً عن المنصوري ، ولم يذكر مرجعه ، وهو :
إليكَ وقوفَ المُصْطفى أفضَلِ الوَرَى ** وَعِدَّتُهَا : عَشْرٌ وَسَبْعٌ لدَى المَلا.
فليخبرني من وقف عليه وحده ، أو على المنظومة كلها ، أو كانت له علاقة بالشيخ زيدان العقرباوي فليسأله عن مرجعه.
- وقفت على هذه الأبيات في ملتقى أهل الحديث ، ولم أعرف قائلها ، ولا المرجع الذي ذكرت فيه :
وقد نظمها بعضهم ، فقال :
ضمنت الجنة لا مراء ** لمن يقف عشراً من القراء
أن أنذر الناس الذين يسمعون ** وأولياؤه فاسقاً لا يستوون
آثارهم مرقدنا على العباد ** أن اعبدوني مثلهم تم المراد
هذه الرسالة " فائدة في أوقاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن " ، نسبت لمحمد بن عيسى المغربي ، يوجد منها نسخة خطية محفوظة في المكتبة القادرية ، في ( بغداد ) ، تحت رقم : ( 107 ) ، ضمن مجموع ، في ورقة واحدة ، وهي الرسالة رقم : ( 14 ) في هذا المجموع ، نسخت في سنة ( 1249 هـ). فمن يتحفني بتصويرها ؟
- هل وقف أحد على غير من ذكرت نص على هذه الوقوف ، من غير المعاصرين ؟
فكان هذا بعض ما جاء في جوابكم :
وبحثك - يا أبا يوسف - في تتبع مصادر الوقوف المنسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو إلى جبريل - عليه السلام - أو غيرها من الوقوف المدعَى أنها مأثورة - جديد في بابه ، فيما أعلم ، وأنت الخبير فيه الآن ، وأنت في مقام المسؤول ، لا السائل ، فلو تفيدنا بخلاصات من بحثك هذا مؤيدًا بمراجعه وصفحاتها ، ومثل ذلك بحثك في تتبع المصنفات في الوقف والابتداء .
وفقك الله ونفع بك !
وكأن طلبي للعون فيما بقي إن كانت هناك بقية مشروطة بذكر مصادري فيما أوردت ؟
ثم قلتم :
كتب إلي شيخنا المقرئ أبو الحسن بوصو السنغالي حفظه الله :
الأبيات التي أورد الباحث القدير في ملتقى أهل التفسير وعلقتم عليه مشتهرة لدينا دون أن نعلم ناظمها مع غلبة ظننا أنه موريتاني، وأذكر أن الوالد الكريم كتبها لي أسفل اللوح في حدود سنة 1973 م كما جرت العادة في تعليمنا ....
وقال أخي أحمد تيسير :
نعم أنا على علاقة بالشيخ زيدان العقرباوي وستكون لي زيارة له في هذ الأسبوع إن قدر الله ، وإذا لم أتمكن فسأتصل به وأكالمه فيما يتعلق بهذا البيت .
ولما يأتني جوابه حتى الآن على الرغم من مرور نحو شهر على قوله هذا.
وعندما سألت عن حقيقة نسخة كتاب الكامل للهذلي المذكور أنها في إحدى خزائن أكسفورد ، بعد أن نقيت كون النسخة الموجودة بإيران لكتابه لم يتفضل أحد بأي جواب ، وإنما كان الشغل الشاغل لدى الكثيرين أن يخرج الكتاب بتحقيقه ؛ ليضم إلى اسم مؤلفه ، ويوم أن ذكرت اجتهادي حول ما ذكره ابن حزم في طوق الحمامة ، وأن المراد أبو عمرو الداني ، وأن كتابه المكتفى هو اختصار لكتاب ابن الأنباري قامت الدنيا ولم تقعد ، ولم أجد من قدم اجتهاداً واحداً حول من المراد عند ابن حزم ، وحينما سألت عن مصير كتاب شرف القراء لابن زنجلة وجدت اجتهاداً من فضيلة أستاذنا الدكتور غانم قدوري الحمد ، ولكنني لم أجد جواباً شافياً.
ويوم أن كشفت عن المؤلف الحقيقي للكتاب المسمى : الاهتدا في الوقف والابتدا المنسوب لابن الجزري وضعت جل اجتهادي على منتدى شبكة القراءات القرآنية ، ورجوت الدكتور السالم الجكني أن ينقل هذا الكشف إلى ملتقى أهل التفسير ، وكان من الممكن أن أحتفظ بهذا الكشف لأطروحتي ، لعلي أحقق الكتاب فيما بعد ، ولكنني شرطت على نفسي أمام الله أن أكشف عن مؤلفه لكافة الناس ؛ ليخرج الكتاب إلى النور ، مسمى باسمه الذي اختاره مؤلفه ، منسوباً إليه نسبة صحيحة ، وفي أسرع وقت ممكن ، وبتحقيق الدكتور الدالي ، فحقق الله لي كل ماتمنيت ، فما رأيت تعقيباً ولا تخطئة ، ولا تقاعساً من الدكتور الدالي.
وكتاب منازل القرآن في الوقوف ، وكذا جامع الوقوف ، وخلاصة الوقوف ... وغيرها يعمل الآن على التسجيل في تحقيقها ودراستها باحثون متميزون بعد أن كشفت لهم عن أسماء مؤلفيها ، وطلبوا مني ألا أكشف عن هذا الأمر حتى ييسر الله أمرهم ، وهذا هو ما أخبرتكم ببعضه في رسائل خاصة.
ويافضيلة الشيخ الجليل لماذا لا تصرف ما أورده على أنه دعوة لإعمال العقل بدلاً من أن يتحول جلنا إلى حاطبي ليل ، ينقل بعضنا عن بعض دون فكر ولا روية ولا تثبت ، كما حدث مع كثيرين ممن ذكروا أن ضرار بن صرد هو أول من صنف في الوقف والابتداء ؛ بناء على ما ورد سهوا أو خطأ في غاية ابن الجزري من أنه توفي سنة 129 هـ ، وأن هشام بن عمار ، وأبا حنيفة الدينوري ، والفضل بن محمد الأنصاري ، وابن مجاهد ، وأبا حامد الغزالي ... وغيرهم لهم مصنفات في الوقف ، وأن الوقوف المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمات ، رواها عنه رجال ثقات ، وصح إسنادها ، وأن العلم بها من العلم اللدني ، وأن العالم بالأكثر حجة على العالم بالأقل ؟
ياسيدي إن لكم تحقيقا ماتعاً على كتاب ابن سعدان ، وقد اشتغلتم بهذا العلم سنوات ، وأنا أدعوكم وغيركم ممن اشتغلوا بهذا العلم إلى الاجتهاد حول من المراد في هذه القصة ، فلعل الحق – تبارك وتعالى – أن يفتح عليكم بما غاب عني.

ولقد وجدت الكثيرين ينقلون عن مقدمة تحقيق الدكتور المرعشلي لكتاب المكتفى ، فيما يتعلق بالكتب المصنفة في ماءات القرآن ، وهو أول أكبر إحصاء للكتب المصنفة في العلم من وجهة نظري ، ويوافقونه في كل ما أورده ، أو جله ، ومنهم فضيلتكم – إشارة - في مقدمة تحقيقكم لكتاب ابن سعدان ، فأردت أن أنبه كل من يحقق كتابا ، أو يقدم دراسة في هذا الفن ، ويرغب في أن يقدم له بحديث عن تطور التأليف في الوقف والابتداء أن ينتبه إلى أمثال ذلك ، حتى لا يكرر سهوا أو اشتباها ، أو خطا غير مقصود.
أليس هذا بكاف يافضيلة الشيخ الجليل ؟
وعلى الرغم مما ذكرتموه فإنني سأعيد الكرة مرات ومرات ؛ لنعمل العقول ، ونتوقف عن النقل عن المصادر والمراجع دون تثبت ولا تفكير ، فتراثنا يستحق منا بذل الجهد والطاقة.
وانتظروا قريباً الكشف عن مؤلف كتاب الوقف والابتداء المنسوب للفضل بن محمد الأنصاري ، ومصير كتاب شرف القراء لابن زنجلة الرازي .. وغيرها ، ولكن بعد أن تأتيني ردود جادة على مشاركاتي.
أسأل الله أن يرشدنا وإياكم إلى ما فيه الخير.
 
وكان هذا هو رد فضيلتكم على سؤالي عن كتاب غير الإيضاح للأندرابي :
وكتب إلي الشيخ محمد بوصو أيضًا :
الشيخ/ محمد خليل الزروق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد
نعم بالتأكيد يوجد في المكتبة الخاصة للشيخ الموسوعة/ أبي حسان، محمد تميم بن مصطفى الزعبي، المدني، شرحان للكرماني والأندرابي لغاية ابن مهران في القراءات العشر، وفق ما أشار إليهما الباحث/ عبد الله بن محمد بن سليمان الجار الله، في فهرس المصادر والمراجع ص 221 وما قبلها .
 
وهذا هو رد أخي في الله أحمد الجزائري على منتدى شبكة القراءات القرآنية على هذا الرابط :

http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1294
(( استاذنا المفضال ابا يوسف السلام عليكم قرات مقالتك من يوم ان نزلتها في هذا المنتدى المبارك ووقفت عند تاسفك على عدم المبالاة التي لمستها في ملتقى اهل التفسير ووالله ما برح ذاك التاسف مخيلتي من يومها فكان ان دخلت على المجلس العلمي بالالوكة منذ حوالي ساعة فقرات مقالك العلمي حول الاوقاف المنسوبة الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم انتقلت الى هذا المنتدى المبارك فاذا انا وانت الحاضران فقط في فقررت ان اكتب اليك قائلا: لاتاسف استاذنا الفاضل والله ان كلماتك ومقالاتك و ابحاثك لدرر ولالئ فريدة من غواص مقتدر واهل الاستفادة منها كثر ولله الحمد فزادك الله من فضله وامتعنا بفوائدك ولعل مما يحسن ان تنشده في هذا المقام قول ابي فراس: سيدركني قومي متى جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر والسلام عليكم ولا تنسوا العبد الضعيف من صالح دعواتكم )).
أما من جديد ؟؟
أين علماء الوقف والابتداء ، أين الدكتور الطيار ، والدكتور الميموني ، وأين ، وأين ؟
 
أخي الحبيب أبا يوسف الكفراوي وفقه الله ورعاه .
نحن نتمنى أن لا يبقى سؤال في ملتقى أهل التفسير إلا وجوابه مقرون به في أقرب فرصة ، ولكننا عجزنا عن ذلك لكثرة الأسئلة ، وقلة المجيبين الذين يمكنهم أن يكتبوا أجوبة ترضي الباحث الحريص . وهذا في الأسئلة المهمة التي تهم شريحة كبيرة من الباحثين في مسائل الدراسات القرآنية الكبار .
وأراك تستعجل أمراً لك فيه أناة ، فأنت تتذمر من عدم المسارعة إلى تقديم الأجوبة بين يديك، وتكثر التشويق إلى الكشوفات التي فتح الله بها عليك في الكشف عن مؤلف كتاب مخطوطٍ ، أو تصحيح نسبةٍ كتاب إلى مؤلفه ، أو التشكيك فيما يقوله الباحثون من قبلك حتى يثبت لك خلافه ، وتحتفظ بالأدلة التي تراها مؤكدة لرأيك .
وهذه أمورٌ تحتاج إلى عرضها بأسلوب - على الأقل في نظري - أقل استعراضاً من هذا ، فالناس تنفر من الإكثار من الدعاوى ولو كانت صادقة ، حتى ترى الأدلة وتمحصها .
فأقترح عليك أن تكمل بحثك بهدوء ، وأن ترضى بالعفو مما يتمكن الباحثون المتابعون المهتمون بما تسأل عنه من كتابته في الجواب ، ولسنا كلنا من ذلك النوع ، فمثل هذه الكتب التي تسأل عنها الحاجة إليها قليلة في البحث، وكتب الوقف والابتداء المشهورة المطبوعة تغني طالب العلم، وتتبع كل ما كتب فيها فيه مشقة . والزملاء الذين كتبوا في الوقف والابتداء كالدكتور مساعد الطيار والدكتور عبدالله الميموني والأخ عادل السنيد وغيرهم مشغولون بأمور علمية تستهلك عليهم أوقاتهم ، ولا يكادون يفرغون للنظر في الملتقى إلا بين الحين والآخر ، ولو وجدوا جواباً عند اطلاعهم على سؤالك هذا أو غيره لبادورا بالجواب إن شاء الله . وما يدريك لعل هناك من يبحث لجوابك ولكنه يحتاج إلى وقت للجواب ، لكونه يريد التحقق من مراجعة مصدر ، أو الاتصال بدار مخطوطات قريبة منه أو نحو ذلك .
وفقكم الله لكل خير ، ووفقنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح .
 
جزاك الله خيراً أستاذنا الجليل :
إن ما أقوم به - وبهذه الطريقة - هو دعوة لإعمال العقل بدلاً من النقل عن المراجع دون تثبت من صحته.

ولو رجعتم فضيلتكم إلى جميع مشاركاتي لوجدتم أن الردود عليها لا تكاد تذكر .

واذكر فضيلتكم أنني يوم أن أمطت اللثام عن ذلك الرجل الذي هجاه ابن حزم في باب قبح المعصية من كتابه طوق الحمامة ، ووصف كتابه بأنه اختصار لكتاب الأنباري ، وأنه هو أبو عمرو الداني قامت الدنيا ولم تقعد من شيوخ وإخوان ، واستنكر الجميع - إلا ما رحم ربك - ما توصلت إليه ، على الرغم من أنني عضدت ذلك بأدلة دامغة ، وطلبت ممن أنكر علي ذلك أن يذكر اجتهاده حول هذا الرجل وأن يعضده بأدلته ، فما وجدت جواباً.

وأؤكد لك ياسيدنا أنني لو كشفت اليوم عن الطرف الثاني الحقيقي مع أبي بكر الأنباري في القصة التي أوردها أبو البركات بن الأنباري ستقوم الدنيا ولا تقعد كما حدث سابقا.


وأما قولكم : (( فمثل هذه الكتب التي تسأل عنها الحاجة إليها قليلة في البحث، وكتب الوقف والابتداء المشهورة المطبوعة تغني طالب العلم)).
فأنا أخالفكم الرأي فيما ذهبتم إليه ؛ لأن الكتب المطبوعة المشهورة ليس فيها كل الوقوف المأثورة عن الصحابة والتابعين ، ومن صنفوا في هذا الفن ولم تصلنا كتبهم.
وخير دليل على ذلك كتاب جامع العلوم الباقولي الذي ظل عقودا من الزمن ينسب في فهارس دور المخطوطات وكذا بعض المصنفات حول هذا الفن إلى الحافظ ابن الجزري ، فأحجم الجميع عن تحقيقه على الرغم من ان نسخه المصورة عن نسخته الأصلية متوفرة في كثير من المكتبات العامة والخاصة ، ويوم أن كشفت عن مؤلفه بادر عالم جليل هو فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أحمد الدالي إلى تحقيقه ، ويوم أن يتم التوصل إلى النسخة الثانية من كتاب الكامل للهذلي - إن صح ذلك - سيعاد تحقيق الكتاب في ضوء هذه النسخة الجديدة ، على الرغم من ان الكتاب قد حقق أكثر من عشر مرات ... إلى غير ذلك ، واحيل فضيلتكم إلى ما ذكرته ردا على شيخنا محمد خليل الزروق ، ولكنني سأترك الجدل ، وأضع امام فضيلتكم هذه الصورة :
أحد الأساتذة الذين ذكرتهم في جوابك السابق راسلته على الخاص وطلبت منه ترجمة موجزة ، وبيانا عن رسالته ، حتى أضعهما في أطروحتي ضمن المعجم الشامل للكتب المصنفة في الوقف والابتداء ؛ لأنني لا أعرف عنها شيئا إلا من خلال رسالة باحث آخر ، فأخبرني بأن الرسالة قد أدرجت للطبع ، واحالني على صفحته الخاصة في الجامعة التي يعمل بها.
فأعدت الأمر إليه وقلت : يا أستاذنا إن ترجمة فضيلتكم متاحة على كثير من المنتديات والمواقع ، وكذا بيانات عن رسالتكم ، ولكنني أريدها عنكم مباشرة حتى أكون أمينا في قولي : عن كتاب خاص أرسله إلي فضيلته ؛ لأنه لا يعترف لدينا بما يرد في المواقع الإلكترونية ، فما وجدت جواباً.

يا أستاذنا إن علماءنا قد ضنوا بترجمة وبيان عن رسالة فهل تراهم يجيبون عن سؤال حول نص من النصوص ، أو إفادة عن كتاب في الوقف ، أو الماءات ؟
يا أستاذنا قبل أن احصل على نسخة كتاب جامع العلوم الباقولي في الوقف من فضيلة الدكتور السالم الجكني قطعت العهد على نفسي أمام الله وأمامه أن منتدى شبكة القراءات القرآنية سيكون أول من يقف على الكشف عن مؤلفه ، وبعد اقل من أربع وعشرين ساعة من وصول الكتاب إلي كنت قد توصلت إلى مؤلفه ، ووضعت مشاركتي هناك ، وكانت بعنوان : فضيلة الدكتور الجكني كما وفيتم وفينا ، وطلبت منه أن ينقلها إلى منتداكم المبارك قبل أن اتمكن من التسجيل فيه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وأعد فضيلتكم وجميع الإخوة أنه لو تمكنتم من مساعدتي في السؤال الذي وجهته في مشاركتي ( إلى علماء القراءات في المشرق والمغرب ) فانتظروا مني كشفا علميا جديدا في ماءات القرآن ، والتجويد لن أضن به على أساتذتي وإخواني.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء وانا في انتظار ردود أساتذتي وإخواني.
 
عودة
أعلى