بما يؤتى العاصي كتابه؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم

بما يؤتى العاصي كتابه؟

من أمور الآخرة التي يجب اعتقادها تطاير الصحف و أخذ كل إنسان كتابه، فالمؤمن يأخذ كتابه بيمينه و الكافر بشماله أو من وراء ظهره، كما دل عليه القرآن الكريم.
و قد تساءلت في نفسي كيف الحال بالنسبة للمسلم العاصي الذي مات دون توبة، إن كان مكتوبا عند الله جل في علاه أنه يدخل النار ابتداء قبل دخول الجنة، بما يأخذ كتابه، هل بيمينه أم بشماله؟
- فإن قيل بيمينه، رد عليه بأن الله تعالى يقول:" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)" -الحاقة-.
و يقول جل شأنه:" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9)" -الانشقاق-.
فكيف يؤتى العاصي كتابه بيمينه و يستبشر و يبلغ منه الفرح مبلغا و ينقلب إلى أهله مسرورا، و قد كتب عليه دخول النار ابتداء؟ و "إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة" كما قال الإمام القرطبي رحمه اله تعالى.
- و إن قيل: يؤتى كتابه بشماله، فيرد عليه قوله تعالى:" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)" الحاقة.
إذ كيف يؤتى العاصي كتابه بشماله و يتمنى لو لم يؤته و لم يلق حسابا متمنيا لو مات موتة لا يحيى بعدها...و قد علم الله تعالى أنه و إن دخل النار ابتداء فإنه بمجرد تطهيره من ذنوبه يخرج منها ليدخل الجنة و يخلد فيها خلودا أبديا.
في الحقيقة لا أدري هل تطرق العلماء لهذه المسألة، و هي مجرد أمر وقع بالخاطر أرجو ألا يكون تكلفا.
 
الإخوة في ملتقى أهل الحديث تطرقوا لهذه المسألة ،فلو رجعت إليها لكان حسنا.
 
بما يؤتى العاصي كتابه؟

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله سيخلِّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات! فقال: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة؛ فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء).صححه الالباني
.....................................................................
فهذا الحديث في عاصي من عصاة الموحدين وفيه انه لم يذكر انه اخذ كتابه بيمينه ولا شماله بل نشرت له فقط...... فلعل فيه حل للإشكال
 
التعديل الأخير:
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لكن عدم ذكر أخذ الكتاب باليمين أو الشمال في هذا الحديث لا يلزم منه أنه لم يكن هناك أخذ، فلا أرى أن في الحديث جواب للإشكال، و ذلك لما يلي:
قال تعالى:"فَأ
مَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)....:" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)"-الحاقة، و ذلك بعد قوله تعالى:" يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" و لاشك أن هذا العرض يشمل كل الناس، فدل هذا التفريع بعذ ذكر العرض على أن الناس قسمين لا ثالث لهما: إما آخذ كتابه بيمينه أو آخذه بشماله، و لا يرد هنا أصحاب الأعراف لأنهم على الراجح أناس استوت حسناتهم و سيئاتهم، يدخلون الجنة برحمة أرحم الراحمين.
قال تعالى:"
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) "-الإسراء-
و معلوم أن كلمة "كل" من أقوى صيغ العموم، فكل إنسان سيلزمه عمله و يلقى كتابه بدليل هذه الآية، و الأصل إبقاء العموم على عمومه حتى يأتي ما يخصصه.
 
عودة
أعلى