بعض الأمور الأساسية التي يرد بها على من خالف أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

إنضم
01/06/2005
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
قبل البداية في ذكر أهم عناصر الرد أود التنبيه إلى أن :
§ الأصل في مثل هذه الردود هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم )أخرجه خ رقم (52 ) وليس المقصود التشفي أو الانتقاص أو الحط من شأن الآخرين أو التعالي عليهم عياذاً بالله وأسأله أن يعصمني من ذلك .

§ أن ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الحق الذي أدين الله تعالى به لا تقليداً لما عليه الآباء والأجداد ولا تعصباً لعالم ولا مدافعة عن الباطل ، وإنما الحق أحق أن يتبع والحق أكبر من كل مخلوق ، ومخاطبة الخلق به كافة من باب تكميلهم وعصمتهم لا من باب انتقاصهم واحتقارهم .

§ الأشاعرة(وهم الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى)إنما يثبتون لله تعالى سبع صفات فقط وهي((العلم ،الإرادة،القدرة،،السمع،البصر،الكلام،الحياة،ويؤولون بقية الصفات) قد صار بيني وبين بعضهم أخذ ورد من طريق مباشر أو غير مباشر ولذلك سوف يكون الحوار معهم-وإن جاء بشكل رد-فالرد إلى الحق من المحب محبة مع أن غير الأشاعرة ممن سلك مذهباً آخر في صفات الله تعالى أو أسمائه يرد عليه بنفس هذه الردود أو بعضها وإن اختلف الرد في بعض النقاط أوالعناصر اختلافاً قليلا.

§ أن الأشاعرة عندما أولوا بقية الصفات إنما فروا بذلك من تشبيه الله تعالى بخلقه في زعمهم وقد وقعوا في شر مما فروا منه،فهم حيارى فبعضهم وقع في التعطيل مطلقا والبعض الآخر وقع في الكلام على الله بغير علم وذلك بتأويل صفاته فأدى به ذلك إلى نفي بقية صفاته تعالى قال تعالى((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))

§ بداية الرد

1- من المعلوم بالضرورة أن العبد عنده علم وقدرة وإرادة وسمع وبصر وكلام وحياة،ومع هذا فإن علم العبد ليس كعلم الله وقدرته ليست كقدرة الله وإرادته ليست كإرادة الله وسمعه وبصره وكلامه وحياته ليس كسمع الله وبصره وكلامه وحياته،وهذا لازم لجميع العقلاء،فمن أول صفة من صفات الله تعالى أو نفاها زاعماً أن ذلك يستلزم التشبيه أو التمثيل أو التجسيم كصفة الرضا أو الغضب أو المحبة أو البغض ونحو ذلك ، قلنا له فأنت تثبت له الإرادة والكلام والسمع والبصر،مع أن ما تثبته له ليس مثل صفات المخلوقين فقل فيما نفيته وأثبته الله ورسوله مثل قولك فيما أثبته إذ أنه لافرق ، ولذلك نفى الله عن نفسه المثل وأثبت لنفسه الصفة في نفس الآية تأكيدا لإثبات صفته قال سبحانه(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

انظر شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي (1/157)

2-أن التفويض عند أهل السنة والجماعة وهو قولهم(أمروها كما جاءت بلا تفسير ) يراد به أحد معنيين:

أ - أمروها بلا تفسير مبتدع وهو تفسير الجهمية كما قال إسحاق بن راهويه رحمه الله إمام أهل السنـــــة والـــمحدث الكبـير(161هـ ـ238هـ ) (فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير مافسر أهل العلم وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده،وقالوا إن معنى اليد هنا القوة) وهذا الكلام صريح من الإمام إسحاق حيث أنكر تفسير الجهمية وأثبت اليد حقيقة لله تعالى وكذلك ورد عن الإمام أحمد ،وقال ابن خزيمة الملقب بإمـــــــام الأئمة أحـــــــد الحفاظ المتقنـــــين (22هـ - 311هـ) : نزول الرب كل ليلة بلا كيفية نزول نذكره) فأثبت المعنى وهو النزول ونفى علمه بالكيفية.

ب - وأما المعنى الثاني فهو أن تمر بلا كيفية وهذا معنى قولهم أمروها بلا كيف، ويدل عليه قول أبي عبيد بن سلام رحمه الله تعالى الإمام الحافظ من كبار الأئمة وأحد أحفاد عبد الله بن عباس توفي سنة219هـ انظر السير(10/625) (ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه ؟ وكيف ضحك؟قلنا لا يفسر هذا ولاسمعنا أحدا يفسره) فهو قد أنكر تفسير كيفية وضع القدم والضحك ولم ينكر نفس الصفة.

انظر التدمرية (112)،وشرح أصول أهل السنة للالكائي (1/164) ومقدمة الرد على الجهمية (6)

لعبد الله بن حنبل .

3-أن القول بأن ، نصوص الصفات ظاهرها غير مراد يلزم منه لوازم باطلة وهي:

أ - أن يكون قائل هذه المقولة قد مثل أولا ،إذ هو قد اعتقد أن ظاهرها التمثيل والتشبيه ثم عمد إلى النص فعطله عن دلالته على الحق وعطل الصفة الثابتة في نفس الأمر لله تعالى .

ب - أن القول بتفويض المعنى ثم الزعم بأن ظاهر النصوص غير مراد تناقض إذ لا يعقل الادعاء بأن المعنى مما لا يعلمه إلا الله مع الزعم بأن الظاهر غير مراد إذ الذي لا يعلمه إلا الله لا يكون ظاهرا لنا .

انظر التدمرية (79-80)

4-أن الأئمة رحمهم الله مع قولهم أمروها كما جاءت ،صرحوا بأن ظواهر النصوص مرادة مع قطع الطمع عن إدراك الكيفية وهذا يتعارض مع زعم الأشاعرة وغيرهم بأن الظاهر غير مراد ،وكل ما ورد من أقوال الصحابة والتابعين والأئمة الأعلام يرد هذا الزعم مثل قول عائشة رضي الله عنها في صفة السمع (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ) أخرجه البخاري معلقا(13-384) ووصله النسائي

(6/168) وابن ماجه رقم (188) وكقول زينب رضي الله عنها (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات) أخرجه البخاري(13-415) وكقول عمر رضي الله عنه إنما الأمر من هاهنا وأشار بيده إلى السمــــاء ) رواه أبن أبي شيبه (13-40) وقال الذهبي إسناده كالشمس في كتاب العلوصفحة62.

5-إجماع أهل السنة والجماعة على أن الصفات تحمل على الحقيقة لا المجاز كما نقل ذلك ابن عبدالبر المالكي حافظ المغرب وأحد كبار المالكية (368 هـ - 463هـ) قال ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لاعلى المجاز) التمهيد (7/145) .

6-أن الأشاعرة لهم مذهبان ويدعون صحتهما وهما التأويل والتفويض وهذا تناقض إذ كيف يدعون تفويض المعنى والكيفية ثم يقولون بالتأويل وهو تفسير للصفة بدون نقل من الكتاب أو السنة .

انظر معرفة المحكم والمتشابه لحامد العلي(102) رسالة ماجستير

7-حيرة كبار علماء الأشاعرة ورجوع كثير منهم عما كانوا عليه ومنهم :

أ - حيرة أبي الحسن الأشعري ورجوعه إلى مـــــذهب أهل السنـــة والجماعــــة ، قبل وفاتــــــــه ب ( 24 ) سنة وحتى توفي رحمه الله .

ب - حيرة إمام الحرمين الجويني في مسألة العلو ورجوعه عن مذهب التأويل وندمه على الاشتغال بعلم الكلام .

ج - حيرة أبي حامد الغزالي وتنقله في علوم كثيرة ورجوعه عن علم الكلام.

د - حيرة الشهرستاني وإقراره بأن أبا الحسن الأشعري قد خرق الإجماع بقوله بالكلام النفسي

ه - حيرة الفخر الرازي وقدحه في أدلة المتكلمين وتسليمه واقتناعه بأدلة القران .

انظر طبقات الشافعية للسبكي (5/165،6/191)،والبداية والنهاية(13/60-62)،العلو للذهبي

(188)، سير الأعلام (18/468-477)،شذرات الذهب (4/149)،نهاية الإقدام للشهرستاني(236)،

الإبانة لأبي الحسن الأشعري(26-30) رسالة أهل الثغر(227)

8-أن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن صفات الله حقيقة ولها معنى نفهمه ويفوضون الكيفية وأما الأشاعرة فمختلفون فيما بينهم فمنهم من أثبت سبع صفات حقيقية فقط ومنهم يجعلها أكثر ومنهم من يجعلها أقل بل إن هناك صفات أثبتها أبوالحسن الأشعري رحمه الله قد نفاها المتأخرون من الأشاعرة والمفوضة ومن ذلك النزول والاستواء والوجه واليدان والعينان والأصابع والمجيء والقرب .

9-أن القول بالتفويض مطلقا يقدح في حكمة الرب سبحانه وتعالى حيث إنه أنزل كلاماً لا يتمكن المخاطبــــون به من فهمه ومعـــــــرفة معنــــــاه ومـــــراد المتكلم به فأي فائدة لهـــــم فيـــــه ؟! والحكمة وضع الأمور في مواضعها الصحيحة ولا يخفى أن توجيه الكلام لمن لا يفهم المراد منه فضلا أن يكون الفهم ممتنعاً عليه أصلاً يعتبر سفه وعبث ينزه الله تعالى عنه.

انظر الإكليل في المتشابه والتأويل (17) ،منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة لخالد نور (2/670-692)

10-أن إثبات ألفاظ الصفات دون ما دلت عليه من المعاني يكون تعطيلا لتلك الصفات التي أثبتها الله لنفسه. مجموع الفتاوى ( 5/6)

11-أن تفويض معاني الصفات يعتبر طعنا في القرآن لأن الله وصف القرآن بأنه فرقان ، ونور ، ومبين ، ومفصل ، وبيان وتبيان ، ونفى الله عن القرآن الجهل واللبس فيه دون استثناء فمن زعم أن القرآن لاسبيل إلى فهمه فقد طعن في القرآن فكيف يكون فرقاناً ما لا يمكن التفريق فيه بين الحق والباطل ،وكيف يكون برهانا ما لا يمكن أن تقوم به حجة ويبقى الأمر ملتبسا، وكيف يكون نوراً، وقارؤه يتخبط في ظلمات الجهل..... الخ

12-مصادمة النصوص الدالة على إثبات الصفات واعتقاد أن ظواهرها تدل على مالا يليق به سبحانه مع أن الله هو نفسه المتكلم بها وكذلك رسوله.

13-تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فكانت النتيجة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاهلا بما وصف الله به نفسه ولا يعلم معنى ما أنزل إليه فكيف يتأتى له البيان الذي من أجله أنزل إليه الذكر ..

انظر درء تعارض العقل والنقل (1/204-205) ،التفويض للقاضي(153-162)

14-مخالفة طريقة السابقين الأولين وسبيل المؤمنين من سلف هذه الأمة....

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
جزاك الله خيراً ونفع الله بك وجعلها في موازين حسناتك

 
عودة
أعلى