بعت القانون واستنار قلبي !

إنضم
1 مايو 2010
المشاركات
172
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الطائف / حي السداد
ذكر الإمام النووي رحمه الله أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ ؛ شرحا وتصحيحا ، وكنت أعلق جميع مايتعلق بها من شرح مشكل ، ووضوح عبارة ، وضبط لغة ، وبارك الله لي في وقتي . وخطر لي الاشتغال بعلم الطب ، فاشتريت كتاب القانون ، وعزمت على الاشتغال فيه ، فأظلم علي قلبي ! وبقيت أياما لاأقدر على الاشتغال بشيء ! ففكرت في أمري ، ومن أين دخل علي الداخل ؟ فألهمني الله أن سببه اشتغالي بالطب ، فبعت القانون في الحال ، واستنار قلبي ! سير الذهبي 29/377 .
هذا مع أن كتاب القانون لابن سينا في الطب ليس ككتبه الفلسفية ؛ كالإشارات والشفا والنجاة والرسالة الأضحوية وغيرها من الكتب التي شغل بها في هذه الأيام وبكتب علم الكلام بعض من نشأ على عقيدة السلف !
__________________
 
أظلم قلبه وبقي أياما لا يستطيع الانشغال بشيئ بسب كتاب؟؟!!!!!
رحمه الله! ... فكيف به إذن لو أتى لزماننا فرأى (القانون) الذي يؤرقنا ويكاد يذهب بعقولنا ويحرق أوقاتنا؟؟!!
قانوننا ليس كتابا فيه طب وإنما جهازا بنفس الحجم لكنه فيه العالم بأسره... شرقه وغربه... عربه وغربه... صالحه وفاسده!!
قانوننا الذي نشتكي منه يسمى فيس بوك ... تويتر ... ومنتديات وغيرها.
قانوننا = شبكة عنكبوتية!! وعصي على من يقع في شباكها التخلص منها.
ولو أننا استطعنا أن نعتزل هذا العالم العنكبوتي المتشابك لربما عادت البركة في أوقاتنا وأعمالنا وأذهاننا!
 
{ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ }

{ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ }

يقول الله جلّ وعزّ :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء:174]
{ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى:52]

وصدق الله العظيم
 
ربما ينطبق على الإمام ما قاله ابن عطاء السكندري في حكمته

"إرادتُك التَجْرِيد مع إقامِة اللّه إيَّاك فى الأسباب من الشهوة الخفية، وإرادتك الأسباب مع إقامَةِ اللّه إيَّاك فى التجْريِد انحِطاطٌ عن الهِمَّة العَلِيَّة"

فلا يقصد إنتقاصا للطب ولكن ..كل مسخر لما خلق له...
 
لما قرأتها تذكرت قوله تعالى ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ )
وإن كانت في المشركين لكنها واردة في غيرهم على درجات
 
من كتب حرفا وجعله خالصا لله لوجد البركة في وقته وجهده
لا ضرر ولا ضرار ولا افراط ولا تفريط
من شغل بالجهاز العنكبوتي قلوبهم فارغة ومن كان هذاا حاله يملأه أي شئ
ومن شغل بأمر دينه ونفسه لن يجد أي وقت لغيرهما
 
هذا مع أن كتاب القانون لابن سينا في الطب ليس ككتبه الفلسفية ؛ كالإشارات والشفا والنجاة والرسالة الأضحوية وغيرها من الكتب التي شغل بها في هذه الأيام وبكتب علم الكلام بعض من نشأ على عقيدة السلف !
بل فيه شئ من الفلسفة, أنظر فقط في أبحاثه النفسية في الكتاب.
مصطلح الفلسفة في ذلك العصر يختلف في شموله و اتساعه عن ما نفهمه نحن اليوم من مصطلح الفلسفة فهو يشمل أغلب العلوم في ذلك العصر من الرياضيات و الطبيعيات و الإلهيات وكتب شيخ المشائين كالإشارات و الشفا و النجاة احتوت علي الأصول المعتبرة لهذه العلوم كما عرفها ذلك العصر.
 
حياكم الله أخي فرج ويبدو أن وجهة النظر بيننا متقاربة فأنا لم أنف أن في القانون شيئا من الفلسفة وإنما نفيت أن يكون كالإشارات التي كانت فلسفة محضة بارك الله فيكم
 
عودة
أعلى