بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.....اما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا دكتور مساعد وبارك فيكم...
ولمن لايعرف الامام بقي بن مخلد فهذه ترجمة مختصرة له رحمه الله تعالى-
بقي بن مخلد ابن يزيد: الامام، القدوة، شيخ الاسلام، أبو عبد الرحمن الاندلسي القرطبي، الحافظ، صاحب " التفسير " و " المسند " اللذين لا نظير لهما.
ولد في حدود سنة مئتين، أو قبلها بقليل.
وسمع من: يحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن عبدالله بن بكير، ومحمد بن عيسى الاعشى، وأبي مصعب الزهري، وصفوان بن صالح، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وهشام بن عمار، وزهير بن عباد الرؤاسي، ويحيى بن بن عبدالحميد الحماني، ومحمد بن عبدالله بن نمير، وأحمد بن حنبل - مسائل وفوائد - ولم يرو له شيئا مسندا، لكونه كان قد قطع الحديث - وسمع من: أبي بكر بن أبي شيبة، فأكثر، ومن: جبارة بن المغلس، ويحيى بن بشر الحريري، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وهدبة بن خالد وغيرهم.
حدث عنه: ابنه أحمد، وأيوب بن سليمان المري، وأحمد بن عبد الله الاموي، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن وزير، ومحمد بن عمر بن لبابة، والحسن بن سعد الكناني، وعبد الله بن يونس المرادي القبري، وعبد الواحد بن حمدون، وهشام بن الوليد الغافقي، وآخرون.
وكان إماما مجتهدا صالحا، ربانيا صادقا مخلصا، رأسا في العلم والعمل، عديم المثل، منقطع القرين، يفتي بالاثر، ولا يقلد أحدا.
وقد تفقه بإفريقية على سحنون بن سعيد.
قال الامام أبو محمد بن حزم الظاهري: أقطع أنه لم يؤلف في الاسلام مثل " تفسير " بقي، لا " تفسير " محمد بن جرير، ولا غيره (7).
قال: وكان محمد بن عبدالرحمن الاموي صاحب الاندلس محبا للعلوم عارفا، فلما دخل بقي الاندلس " بمصنف " أبي بكر بن أبي شيبة،
وقرئ عليه، أنكر جماعة من أهل الرأي ما فيه من الخلاف، واستبشعوه ونشطوا العامة عليه، ومنعوه من قراءته، فاستحضره صاحب الاندلس محمد وإياهم، وتصفح الكتاب كله جزءا جزءا، حتى أتى على آخره، ثم قال لخازن الكتب: هذا كتاب لا تستغني خزانتنا عنه، فانظر في نسخه لنا.
ثم قال لبقي: انشر علمك، وارو ما عندك.
ونهاهم أن يتعرضوا له.
قال ابن حزم: و " مسند " بقي روى فيه عن ألف وثلاث مئة صاحب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف، وما أعلم هذه الرتبة لاحد قبله، مع ثقته وضبطه، وإتقانه واحتفاله في الحديث.
وله مصنف في فتاوى الصحابة والتابعين فمن دونهم، الذي قد أربى فيه على " مصنف " ابن أبي شيبة، وعلى " مصنف " عبد الرزاق، وعلى " مصنف " سعيد بن منصور...ثم إنه نوه بذكر " تفسيره "، وقال: فصارت تصانيف هذا الامام الفاضل قواعد الاسلام، لا نظير لها، وكان متخيرا لا يقلد أحدا، وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل، وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي.
توفي لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، سنة ست وسبعين ومئتين.
وأرخه عبدالله بن يونس وغيره.
ومن مناقبه أنه كان من كبار المجاهدين في سبيل الله، يقال: شهد سبعين غزوة. إنتهى
اللهم أرحم الامام بقي بن مخلد ويسر تحقيق تفسيره وطبعه....والسلام عليكم.