بشرى: افتتاح ملتقى أهل اللغة..

خبر مفرح وسار جدا جدا
بارك الله فيك
وأحسن إليك
وجزاك الله خيرا
 
خبر مفرح وسار جدا جدا
بارك الله فيك
وأحسن إليك
وجزاك الله خيرا

وأسأل الله للموقع التقدم والنجاح، وأن يعم بنفعه كل مرتاديه، وحبذا التفضل بالنظر في صيغة السلام الترحيبية، وجزاكم الله خيرا.
 
لماذا النديم يا أ. إبراهيم والأفاضل الذين علقوا

لماذا النديم يا أ. إبراهيم والأفاضل الذين علقوا

سجلت في هذا المنتدى النافع الطيب ، ولكن لي تعليق بسيط ـ بمعنى مبسوط ـ أقول فيه:
لا أدري لماذا وصفوا الذي يريد الانضمام إليه بالنديم ؟
في حين أن جل قواميس اللغة ومعاجمها ، وجل دواوين الأدب العربي تجزم بأن النديم هو جليسك على الشراب {الخمر } وإلا كان جليساً لا نديماً ؟ ولا يستعمل النديم كرفيق دون معاقرة الخمر إلا نادراً.
ودونك أخي الفاضل: أبا إبراهيم السحيباني ، والأحبة د. عبدالرحمن، د مروان ، والأستاذ: زكرياء توناني، والأستاذ محمد الضرير ما نطقت به كتب العربية

النَّدِيمُ الذي يُرافِقُك ويُشارِبُك { اللسان، والنهاية}

ونَادَمَه على الشَّرَاب فهو نَدِيمُه ونَدْمَانُه {مختار الصحاح}
قال ابن حيوس من الكامل:
ومُقَرْطقٍ يَغْنَى النديمُ بوجههِ ... عن كأسهِ الملأى وعن إبريقهِ { معاهد التخصيص على شواهد التلخيص}
باب الندام ومداومة الشراب قال ابن السكيت: نادمت الرجل نداماً ومنادمةً وهو نديمي وهم ندمائي وندماني وهو ندماني والجمع كالواحد وهي ندمانتي سيبويه ندمانٌ وندمانة والجمع: ندام وندامى ولا يجمع بالواو والنون وإن دخلت الهاء على أنثاه علي إنما ذلك لأن الغالب على باب فعلان أن يكون أنثاه بالألف نحو ريان وريا وسكران وسكرى وقد يكون النديم المصاحب والمجالس على غير الشراب وأنشد:
ألا يا أم عمرٍ ولا تلومي ... إذا احتضر الندامى والمدام
قال أبو حنيفة: لا تكون المنادمة إلا المجالسة على الشراب وإلا فهو جليس وليس ينديم { المخصص لابن سيده}

ويقال المُنادَمَةُ مقلوبةٌ من المُدامَنَةِ، لأنَّه يُدْمِنُ شربَ الشراب مع نديمه.{ الصحاح}
قال الشاعر: نَفَرتْ به كأسُ النَّديمِ وأغمَضَتْ ... عنهُ الكواعبُ أيّما إغماضِ { حماسة الظرفاء}
ويقول أحد الشعراء ........ ونديما قدَّم الكأس لنا هل رأي الحب سكارى مثلنا


فليتأمل وليتدبر وليحرر !!!!!
 
لاحظت نفس الشيء الذي أشار إليه د. خضر.
وقد أعجبتني المصطلحات المترجمة في واجهة المنتدى ولوحة التحكم، نظرا لطرافتها.
غير أنني أتحفظ على مثل هذا الأمر نظرا لأنه يخرج المنتدى عما هو متعارف عليه (Standard)، حيث أن معايير المنتديات موحدة عن قصد على مستوى دولي، وحتى التعريب موحد.
وعدم توحيد المعيار (Standard) يؤدي إلى صعوبة في التعامل خصوصا للأعضاء المشاركين في منتديات مختلفة.
 
شكرا لكم على مروركم أيها الكرام ..

ولعلك يا د. خضر تكتب لهم عن ذلك لأنني عضو في الملتقى لا أقل ولا أكثر!!
 
الأخ الفاضل تمت الكتابة والمشاركة بنص وفص ما طلبتم مساوقا ذلك ما تمت كتابته بالملتقى وفي لحظة واحدة فأبشر
 
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل د. خضر وهي ملاحظة في محلها وتستحق التوقف عندها، ولا نرابيك عليها أو نناهزك فيما ذهبت إليه- كلية- ولكن لا نستطيع أن نأخذها على إطلاقها، لكوننا قد توقفنا عندها مليا - لحظة مشاهدتها- إلا أننا أجريناها على ما وردت ولم نعارضها لما بدا من إمكانية قبولها طلبا للتميز – كما أفهم- لهذا الملتقى الجديد الذي نرجو أن يكون كذلك باضطراد، وكل الملتقيات الحريصة على الاهتمام بكل ما من شأنه خدمة كتاب الله مباشرة أو – على الأقل – الإسهام في ذلك، ويمكن إيجاز القبول على الوجه الآتي:

1- يقول ابن فارس وهو من هو في اللغة:
[align=center][poem= font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نديمي هرتي، [/poem]وأنيس نفسي = دفاتر لي، ومعشوقي السراج .(1)[/align] فكيف تنادمه الهرة المستأنس بها على المعنى الأول؟ (تعجب)

2- وقال قس بن ساعدة الإيادي وكان له أخوان يصحبانه فماتا قبله فأقام على قبريهما حتى لحق بهما
[poem= font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خليلي هبا طالما قد رقدتما = أجدكما لا تقصيان كراكما
ألم تعلما أني بسيحان مفردا = وما لي من نديم سواكما
أقيم على قبريكما لست بارحا = طوال الليالي أو يجيب صداكما
كأنكما والموت أقرب غاية = بجسمي في قبريكما قد أتاكما (2)[/poem]
وقد ترحم الرسول صلى الله عليه وسلم على قس، وحفظ من كلامه ماهو ثابت في كتب الحديث؛ وكيف يستقيم منادمتهما - بالمعنى الأول- وهما في قبريهما؟

3- مما ورد في تاج العروس، فصل القاف مع اللام، مادة "قبل": ومنه قول نديم المأمون العباسي في الحسنين رضي الله تعالى عنهما : أمهما البتول وأبوهما القبول رضي الله تعالى عنهم.
فهل كان الخليفة المأمون - تحقيقا- ممن يرتضي لك في جلسائه وخواصه؟

4- يقول المتنبي:
[poem= font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بم التعلل لا أهل ولا وطن = ولا نديم ولا كأس ولا سكن.[/poem]
والمشهور أن أبا الطيب لم يك من أصحاب الكأس ولا ممن تستهوية، حتى أنه يصرح بذلك في شعره من مثل قوله:
[poem= font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني" = "هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً" = "وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ[/poem]
ومن ثم، فهو يفتقد الرفيق والصديق المؤنس، كما هو جلي من سياق الأبيات.
ولا يعني ذلك إنكارنا لشربه مطلقا، وكيف نجرؤ وقد قال:
[poem= font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأنفس ما للفتى لبه = وذو اللب يكره إنفاقه
وقد مت أمس بها ميتة = وما يشتهي الموت من ذاقه[/poem] (3)
فهي أولى وأخيرة، كما يبدو.

5- ليس بالضرورة أن يكون النديم معاقرا للخمر، وهو ما اتضح من خلال ماسبق، بل وما أثبته -أستاذي الحبيب- بقولك:" وقد يكون النديم المصاحب والمجالس على غير الشراب".

6- وقلت :" ولا يستعمل النديم كرفيق دون معاقرة الخمر إلا نادراً "، وحاصله وجود هذا الاستعمال، وهو ما أدندن حوله ابتداء.

وعليه: فإنه يمكن أن يطلق لفظ النديم على الأخ المونس، والجليس المستفاد من علمه وأدبه، وقد حدد الأدباء لهذا النديم أن يكون معتدل الأخلاق، سليم الجوارح، طيب المفاكهة والمحادثة، عالما بأيام الناس ومكارم أخلاقهم، راوية للنادر من الشعر والمثل السائر، متصرفا في كل فن.. الخ.(4)

هذا ما أحببت مطارحتكم به - أستاذي القدير- ولعل من هذا الباب ما دعا الأساتذة في ملتقى أهل اللغة للسير عليه، وهم أعلم، وألحن بحجتهم، والله المستعان.

............................

(1)بن فارس وفيات الأعيان لابن خلكان (1/120) المحقق : إحسان عباس،الناشر : دار صادر – بيروت.
(2)( الحماسة البصرية باب التأبين والرثاء لأابي الحسن البصري).
(3) انظر شرح ديوان المتنبي للإمام الواحدي وانظر كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب.
(4) انظر: (ما يحتاج إليه نديم الملك، وما يأخذ به نفسه، وما يلزمه. كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب .
 
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل د. خضر وهي ملاحظة في محلها وتستحق التوقف عندها، ولا نرابيك عليها أو نناهزك فيما ذهبت إليه- كلية- ولكن لا نستطيع أن نأخذها على إطلاقها، لكوننا قد توقفنا عندها مليا - لحظة مشاهدتها في ملتقى أهل اللغة- إلا أننا أجريناها على ما وردت ولم نعارضها لما بدا من إمكانية قبولها طلبا للتميز – كما أفهم- لهذا الملتقى الجديد الذي نرجو أن يكون كذلك باضطراد، وكل الملتقيات الحريصة على الاهتمام بكل ما من شأنه خدمة كتاب الله مباشرة أو – على الأقل – الإسهام في ذلك، ويمكن إيجاز القبول على الوجه الآتي:

1- يقول ابن فارس وهو من هو في اللغة:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,6,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نديمي هرتي وأنيس نفسي = دفاتر لي، ومعشوقي السراج .(1)[/poem]فكيف تنادمه الهرة المستأنس بها على المعنى الأول؟ (تعجب)

2- وقال قس بن ساعدة الإيادي وكان له أخوان يصحبانه فماتا قبله فأقام على قبريهما حتى لحق بهما

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خليلي هبا طالما قد رقدتما = أجدكما لا تقصيان كراكما
ألم تعلما أني بسيحان مفردا = وما لي من نديم سواكما
أقيم على قبريكما لست بارحا = طوال الليالي أو يجيب صداكما
كأنكما والموت أقرب غاية = بجسمي في قبريكما قد أتاكما (2) [/poem]وقد ترحم الرسول صلى الله عليه وسلم على قس، وحفظ من كلامه ماهو ثابت في كتب الحديث؛ وكيف يستقيم منادمتهما - بالمعنى الأول- وهما في قبريهما؟

3- مما ورد في تاج العروس، فصل القاف مع اللام، مادة "قبل": ومنه قول نديم المأمون العباسي في الحسنين رضي الله تعالى عنهما : أمهما البتول وأبوهما القبول رضي الله تعالى عنهم.
فهل كان الخليفة المأمون - تحقيقا- ممن يرتضي لك في جلسائه وخواصه؟

4- يقول المتنبي:

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بم التعلل لا أهل ولا وطن = ولا نديم ولا كأس ولا سكن.[/poem]

والمشهور أن أبا الطيب لم يك من أصحاب الكأس ولا ممن تستهوية، حتى أنه يصرح بذلك في شعره من مثل قوله:

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني" = "هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً" = "وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ [/poem]
ومن ثم، فهو يفتقد الرفيق والصديق المؤنس، كما هو جلي من سياق الأبيات.
ولا يعني ذلك إنكارنا لشربه مطلقا، وكيف نجرؤ وقد قال:

[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="outset,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وأنفس ما للفتى لبه = وذو اللب يكره إنفاقه
وقد مت أمس بها ميتة = وما يشتهي الموت من ذاقه (3)[/poem]فهي أولى وأخيرة، كما يبدو.

5- ليس بالضرورة أن يكون النديم معاقرا للخمر، وهو ما اتضح من خلال ماسبق، بل وما أثبتَّه -أستاذي الحبيب- بقولك:" وقد يكون النديم المصاحب والمجالس على غير الشراب".

6- وقلت :" ولا يستعمل النديم كرفيق دون معاقرة الخمر إلا نادراً "، وحاصله وجود هذا الاستعمال، وهو ما أدندن حوله ابتداء.

وعليه: فإنه يمكن أن يطلق لفظ النديم على الأخ المونس، والجليس المستفاد من علمه وأدبه، وقد حدد الأدباء لهذا النديم أن يكون معتدل الأخلاق، سليم الجوارح، طيب المفاكهة والمحادثة، عالما بأيام الناس ومكارم أخلاقهم، راوية للنادر من الشعر والمثل السائر، متصرفا في كل فن.. الخ.(4)

هذا ما أحببت مطارحتكم به - أستاذي القدير- ولعل من هذا الباب ما دعا الأساتذة في ملتقى أهل اللغة للسير عليه، وهم أعلم، وألحن بحجتهم، والله المستعان.

............................

(1) وفيات الأعيان لابن خلكان (1/120) المحقق : إحسان عباس،الناشر : دار صادر – بيروت.
(2)( الحماسة البصرية باب التأبين والرثاء لأبي الحسن البصري).
(3) انظر شرح ديوان المتنبي للإمام الواحدي وانظر كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب.
(4) انظر: (ما يحتاج إليه نديم الملك، وما يأخذ به نفسه، وما يلزمه. كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب .
 
حبذا من الأخ المشرف - إن أمكن- حذف نص المشاركة الأول، والإبقاء على المكرر الثاني، معتذرا عن هذا الخطأ الفني الغير مقصود، وجزاكم الله خيرا.
 
تحياتي لأخي المهذب د. محمد عمر وأثمّن ما كتبه وهو ولاشك ربح عظيم وإثراء له قدره عند العالمين به ، ولكن ـ وبعد لكن هذه كلام ـ ما الذي يضيِّق علينا فجاح العربية وسُبلها، فننصاع إلى حواريها وحاراتها الضيقة، بالرغم من أن في شوارعها الواسعة رحابة لا نجد مثلها في لغة أخرى، حتى إن الإمام الشافعي ليقول نصاً وفصاً:
:" لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي"{الرسالة 42}
فما ضاقت عن حمل القرآن ولا عن تفسيره وهو ما هو ؟؟!!!
فلئن كان {النديم } في طول العربية وعرضها وارتفاعها يعني مُجالس الخمر ومعاقرها، ولدينا بالنسبة والتناسب ما يثبت العكس لكن بقلة، فما بالنا نجلّ النادر القليل، ولا نذهب إلى المطرد الكثير ؟؟؟؟؟؟؟
ولكن لا علينا إذا كانت المشاركة ـ أيضاً ـ حوّلناها إلى منازعة، صحيح لا مشاحة في الاصطلاح، ولكن تبقى النفس غير راضية عن النزاع ولا المنازعة فتدبر وحرر
وعين ما كتبته هنا نصحت به هناك ، ولنترك أحبابنا في ملتقاهم ينافحون عن " النديم " وعن مصطلح جديد لفت نظري هو المشاركة بمعنى "المنازعة " كيف ذلك !!!!!!والله لا أدري ، وهم أصحاب المصطلح ولعل لديهم قصة يختصرون بها علينا الوقت ، وإلا فقد سجلنا معهم وسعدنا بجوهر ملتقاهم أيما سعادة، والحق أحق أن يتبع .
 
تحياتي لأخي المهذب د. محمد عمر وأثمّن ما كتبه وهو ولاشك ربح عظيم وإثراء له قدره عند العالمين به ، ولكن ـ وبعد لكن هذه كلام ـ ما الذي يضيِّق علينا فجاح العربية وسُبلها، فننصاع إلى حواريها وحاراتها الضيقة، بالرغم من أن في شوارعها الواسعة رحابة لا نجد مثلها في لغة أخرى، حتى إن الإمام الشافعي ليقول نصاً وفصاً:
:" لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي"{الرسالة 42}
فما ضاقت عن حمل القرآن ولا عن تفسيره وهو ما هو ؟؟!!!
فلئن كان {النديم } في طول العربية وعرضها وارتفاعها يعني مُجالس الخمر ومعاقرها، ولدينا بالنسبة والتناسب ما يثبت العكس لكن بقلة، فما بالنا نجلّ النادر القليل، ولا نذهب إلى المطرد الكثير ؟؟؟؟؟؟؟
ولكن لا علينا إذا كانت المشاركة ـ أيضاً ـ حوّلناها إلى منازعة، صحيح لا مشاحة في الاصطلاح، ولكن تبقى النفس غير راضية عن النزاع ولا المنازعة فتدبر وحرر
وعين ما كتبته هنا نصحت به هناك ، ولنترك أحبابنا في ملتقاهم ينافحون عن " النديم " وعن مصطلح جديد لفت نظري هو المشاركة بمعنى "المنازعة " كيف ذلك !!!!!!والله لا أدري ، وهم أصحاب المصطلح ولعل لديهم قصة يختصرون بها علينا الوقت ، وإلا فقد سجلنا معهم وسعدنا بجوهر ملتقاهم أيما سعادة، والحق أحق أن يتبع .
في انتظار تعليق رئيس الملتقى هناك، وتعليق وزيره، أو أي أحد منهما، رغم تواجدهما بالملتقى، وعدم ردهما على الموضوع، ولعل لهم عذرا.
 
تحياتي لأخي المهذب د. محمد عمر وأثمّن ما كتبه وهو ولاشك ربح عظيم وإثراء له قدره عند العالمين به ، ولكن ـ وبعد لكن هذه كلام ـ ما الذي يضيِّق علينا فجاح العربية وسُبلها، فننصاع إلى حواريها وحاراتها الضيقة، بالرغم من أن في شوارعها الواسعة رحابة لا نجد مثلها في لغة أخرى، حتى إن الإمام الشافعي ليقول نصاً وفصاً:
:" لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي"{الرسالة 42}
فما ضاقت عن حمل القرآن ولا عن تفسيره وهو ما هو ؟؟!!!
فلئن كان {النديم } في طول العربية وعرضها وارتفاعها يعني مُجالس الخمر ومعاقرها، ولدينا بالنسبة والتناسب ما يثبت العكس لكن بقلة، فما بالنا نجلّ النادر القليل، ولا نذهب إلى المطرد الكثير ؟؟؟؟؟؟؟
ولكن لا علينا إذا كانت المشاركة ـ أيضاً ـ حوّلناها إلى منازعة، صحيح لا مشاحة في الاصطلاح، ولكن تبقى النفس غير راضية عن النزاع ولا المنازعة فتدبر وحرر
وعين ما كتبته هنا نصحت به هناك ، ولنترك أحبابنا في ملتقاهم ينافحون عن " النديم " وعن مصطلح جديد لفت نظري هو المشاركة بمعنى "المنازعة " كيف ذلك !!!!!!والله لا أدري ، وهم أصحاب المصطلح ولعل لديهم قصة يختصرون بها علينا الوقت ، وإلا فقد سجلنا معهم وسعدنا بجوهر ملتقاهم أيما سعادة، والحق أحق أن يتبع .
في انتظار تعليق رئيس الملتقى هناك، وتعليق وزيره، أو أي أحد منهما، رغم تواجدهما بالملتقى، وعدم ردهما على الموضوع، ولعل لهم عذرا.
 
أشكرك أستاذي الحبيب د خضر على حسن ظنك بتلميذك، الذي تكرمت عليه بمنحه دالا لما يبلغها بعد، بل ويخشاها أيما خشية، فما عرفت متلبسا بها دون معاناة - إلا قليلا ممن لم يشقه عقله - ثم ما أحسن (لكن) منك، وما أثمن ما بعدها، ولا أملك إلا التسليم لها، لكوني أوافقك ابتداء، إنما قلت ما قلت من باب التجويز، وتلمس العذر للإخوة الأفاضل، وما لاحظته أكثر من هذه اللفظة، ثم هو رأي شخصي، و أتشوق مثلك لأن يتحفنا الأساتذة بوجهة نظرهم، وما استندوا إليه في ذلك، مثمنا لك أستاذي الحبيب، سعة صدرك وجميل تخريجك، ووفقني الله وإياك لكل خير،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الأخ المحترم " أبو مهند" والأخ المهذب محمد عمر جزاكما الله خيراً على المتابعة والأدب الجم ، وأزف إليكما نبأ رد رئيس الملتقى، وجاري المذاكرة لما أورده وفي النهاية نحن جميعا نحب الحق لنا أوعلينا فصبر جميل والله المستعان.
 

أزف إليكما نبأ رد رئيس الملتقى، وجاري المذاكرة لما أورده وفي النهاية نحن جميعا نحب الحق لنا أوعلينا فصبر جميل والله المستعان.
جزاك الله خيرا، اطلعت عليه -مع شكري- وفعلا الأمر جدير بالمذاكرة، ولا شك في وقوفنا مع الحق، والله الموفق.
 
لما كان ملتقانا المبارك همزة الوصل بيننا وبين ملتقى أهل اللغة، وتم وضع أصل المشاركة هناك وهنا صورتها وتوابعها، قلت: دونكم الحلقة الأخيرة كما هي طبق الأصل الكائن بملتقى أهل اللغة مع المعذرة للإطالة.
أثمِّن للفاضل رئيس الموقع أبي قصي حجته وأحترمها، وأحب أن أقول:
أولا: قولكم حفظكم الله:" إنَّ الشيءَ يُعرفُ معناهُ من طريقِ الاشتقاقِ ، إلا أن يُخصَّصَ تخصيصًا واجِبًا يُخرِجُه عن مُقتضَى اشتقاقِهِ ، لا تخصيصًا غالبًا . أو يكونَ اشتقاقُه خاصًّا ؛ فتُخرِجه العربُ عن خصوصِه بكثرةِ الاستعمالِ" هل هذه قاعدة مطردة ؟
هل هذه قاعدة أغلبية؟ ومن صاحبها ؟ برجاء عزوها للننتفع مع بيان مصدرها.
ثانياً: قاعدة " الأسماء لا تعلل نقضها من علماء العربية الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل أستاذ أصول اللغة ـ كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر ، في بحثه المنشور منذ أكثر من عشرين عاماً.
وكون الملتقى قد بنى اختياره للنديم على قصة الأبرش أو الأبرص كلام لا مقنع فيه، حيث انفكاك الجهة وتباين الأغراض بل والنتائج بين قاتل ومقتول أُعقب كل ذلك بندم ، والحال هنا بالملتقى مشارك عالم ومكتوب ومنتفع، فما وجه الجمع بين طالب علم وطالب قتل؟؟؟؟!!!! بين طالب عالم أو معلِّم يدخل الملتقى، وبين من قتل غيره ثم ندم على فعلته وصنيعه؟ فالقياس والسماع علاقته المفارقة والمباينة .
بل أقول: هل توقف العرب عن معرفة مثل هذا الاشتقاق قبل جذيمة ليكون جذيمه وفعلته أصل اشتقاق الكلمه؟؟!
المرجو التفضل بسرد دلائل تاريخية تثبت ذلك.

ثالثاً: قولكم حفظكم الله:" وأصلِ الاشتقاقِ أنَّ العربَ تستعملُه بمعنى الجليسِ المقرَّبِ خاصّةً ، ولا تقصُرُه على المشاربِ" إذن العرب لا تقصره على الشارب أي: أن الشارب يدخل ضمنا عند رفض الاشتقاق!
قلت: أليس من الأليق أن يُنزِّه الموقعُ داخليه عن مجرد هذه الشبهة الكائنة في الشرب ولو كانت ـ على سبيل الافتراض الجدلي ـ بقلة.
رابعاً: أليس من العدل أن نعود عوداً حميداً إلى السيل الجرار الكائن في أكباد المعاجم والقواميس بدلا من هذا التلمس الذي يفضي إلى مزيد من الحساسية ضد كلمة " نديم" ؟!!
خامساًً:أستميح الدكتور مروان عذراً عندما يقول: ابن النديم، هل يصلح أن يكون ابن شارب الخمر وهو من هو!!!
قلت: عندما يكون جد فلان من الناس {كلاب } مثلا ، نقول كيف يكون جد فلان كلبا بل جمع من الكلاب وهو من هو؟؟؟!!
سادساً: ما هدف الملتقى من إبراز ما فيه مشاحّة واختلاف أليست هناك ألفاظ صافية كافية يتفق عليها القاصي والداني والقديم من العرب العرْباء، والمعاصر الذي يدري من اللغة قدر الضرورة؟
أليس من الحكمة أن ندلف إلى المتفق عليه، المسطور في عين الكتب التي نستخرج منها أدلة الموافق والمخالف؟!
سابعاً: إذا كان المستهدف جبر قلب المشارك في الملتقى فنصفه بالنديم، مستخلصين فيه صفوة الصداقة وقمة التلازم بيننا وبينه، فإني أقول: أليست الصحبة تعبِّر عن ذلك وزيادة، لذا سمي من له معيَّة مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابياً لا نديماً.
أليست الخُلَّة أوفق من الندامة ؟؟؟ فيجدر بنا أن نختارها بدلا عنها؟ لحديث الصحيحين:" وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ "
أليست الأخوَّة والخلّة والصحبة، والصداقة، والصفوة، والوصف بالحِب، والمسامر أكثر إيناساً من مادة : { ن د م } الكائنة في{ عربيتنا } المظللة بمعانيها غير المرغوبة مهما طال النقاش ؟ !!!

أما المنازعة ، فمع كامل تقديري للمكرم أبي قصي الذي يقول: عن لفظ المنازعة " فإنَّما توهَّمَ بعضُ الفضلاءِ أنَّه يقتضي خلافًا وخصامًا ، لغلبةِ استعمالِه في العصورِ المتأخرةِ بهذا المعنَى . والحقُّ أنَّ هذا اللفظَ لا يقتضي ذلكَ" أ.هـ
أقول: دون ـ سعاتكم ـ ما نطق به أهل اللسان فلتناقش ـ حضرتكم ـ من أردت ولتترك من رغبت في تركه، وعلى كلٍ فإن جمهور علماء العربية يحكم على المنازعة بأنها :
المخاصمة
والمشارسة
وما يضاد المسالمة
بل المعاندة
و المشارَّة
والمشاقة
والمناقرة
والمجادلة في المسائل العلمية لا لاظهار الحق.
اللهم إلا ما قاله الجوهري والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ.
ولئن ضرب موقعُنا الحبيب على ما بعد ثم ـ في عبارة الجوهري ـ ضرب إبطال، فإننا على استحياء شديد نقول: لِمَ نعمد إلى ما فيه إشكال تاركين ما خلا منه؟ أليس من النَّصفة أن نطرق الباب الأول للمادة العربية، ثم نضع في الاعتبار ما طرأ عليها، لأننا نعيش في عين ما طرأ عليها ، وليس من المصلحة إنكار الواقع الذي يلقي بظلاله ـ رضينا أم أبينا ـ على ذات المادة.
ودونكم أقوال أصحاب اللسان عن المنازعة مشفوعة بمصادرها .
قال السيوطي: والمُشارزة والمُشارَسة: المنازعة {المزهر}
وقال الخليل:" التنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ـ أيضاـ كما ينازِعُ الفرسُ فارسهَ العنانَ. {العين}
وقال الجرجاني:" الصلح في اللغة: اسم من المصالحة، وهي المسالمة بعد المنازعة { التعريفات}
وقال ـ أيضا ـ الجرجاني:" المعاندة: هي المنازعة في المسألة العلمية، مع عدم العلم من كلامه وكلام صاحبه.{التعريفات}
وقال ثالثاً الجرجاني:" المكابرة هي المنازعة في المسألة العلمية، لا لإظهار الصواب بل لإلزام الخصم.{التعريفات}
وقال الجوهري:" والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ، وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا.{الصحاح}
وقالوا:" والمُشارَزَة: المنازعة والمشارسةُ.{الصحاح}و {القاموس} و{اللسان}
وقال الفيروزابادي:" الزِّياطُ المُنازَعَةُ، واختلافُ الأصْواتِ.{القاموس}
وقال الرازي:" واشْتَجَر القَوم وتَشَاجَرُوا تَنازَعُوا والمُشَاجَرة المُنازعة.{مختار الصحاح}
وقال ابن قتيبة:" المماظة : المشارة والمشاقة وشدة المنازعة مع طول اللزوم{غريب الحديث}
وقال الأزهري:" قال شمر: المناقرة: المنازعة، وقد ناقره، أي نازعه.{تهذيب اللغة}
وقال ـ الأزهري :" قال أبو عبيد: المُماظَّة المُشارَّة والمُشاقَّةُ، وشِدَّةُ المُنازعة مع طُول اللزوم{تهذيب اللغة}
وقال أصحاب معجم لغة الفقهاء:" المنازعة والمجادلة في المسائل العلمية لا لإظهار الحق، ولكن لمجرد الانتصار على الخصم ، والْمُنَازَعَةِ : الْمُضَايَقَةِ"
وقال ابن منظور:" واشْتَجَرَ القوم وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا والمُشاجَرة المنازعة {اللسان}
وقال:" والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ {اللسان}
وقال:" " ونازَعَهُ مُنَازَعَةً ونِزاعاً : خاصَمَهُ وقيلَ : جاذَبَهُ في الخُصُومَةِ كما في الصِّحاحِ أي : مُجَاذَبَة الحُجَجِ فيما يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ يُقَالُ : نازَعَهُ الكَلامَ ونازَعَه في كذا وهُوَ مجازٌ{اللسان}
وللعلم هذه هي الحلقة الأخيرة من نقاشي؛ لأنني أؤكد شدة حبي للملتقى الواعد ، ولتكن المشاركة هذه هي الأخيرة في هذا الباب { باب النديم والمنازع } لنفيد ونستفيد بغض النظر عن المختلف عليه أو فيه، فالمتفق عليه في الملتقى أكثر بكثير من المختلف عليه، مع تحياتي لصبركم عليّ، وعلى كل حال فأنا ضيف ومن حق أصحاب البيت على الضيف أن يخفف، ومن مشاركتي هذه أدعو ملتقاكم الكريم أن يشاركنا في ملتقى أهل التفسير فمرحبا بكم
.
 
رعاك الله د. خضر، وبسط في علمك، ثم لما كان تحريركم الأخير ردا على ما ذكره الأخ أبو قصي، فصار لزاما على من اطلع عليه أن يكون على دراية بما ذكر لكي يتصل عنده الجانب الفكري له، ومن ثم استسمحكم عذرا في نقل ما ذكره أبو قصي لاستحصال الربط الموضوعي وتجنب الانقطاع الفكري بغية الاستفادة المثلى من هذا الموضوع، وعليه فقد كان النص الذي تكرمتم - أستاذي- بالرد عليه لمن لم يطالعه كالآتي:
والخطاب للدكتور الفاضل خضر: " متَّعَ الله بكم ، وأصلحَ شئونَكم ، ووصلَكم بالتوفيقِ ، والتسديدِ .

قد رأيتُ ما أوردَ د . خضر ، فسّرَني منه هذه اللَّمحةُ التي تُنبئ عن معرفةٍ ، وانتباهٍ ، وحضورِ إدراكٍ .

فأمَّا السَّماعُ ، فقد كفاني الكلامَ فيهِ الأستاذ الفاضلُ / محمد عمر الضرير . وأما القياسُ ، فأحبُّ أن أشيرَ إليهِ إشارةَ عاجِلةً .

فأقولُ : إنَّ الشيءَ يُعرفُ معناهُ من طريقِ الاشتقاقِ ، إلا أن يُخصَّصَ تخصيصًا واجِبًا يُخرِجُه عن مُقتضَى اشتقاقِهِ ، لا تخصيصًا غالبًا . أو يكونَ اشتقاقُه خاصًّا ؛ فتُخرِجه العربُ عن خصوصِه بكثرةِ الاستعمالِ .

ولفظُ ( المنادمة ) وتصاريفُه مشتقّ - على الأرجحِ - من خبرِ جليسي جَذيمةَ الأبرشِ ، فإنه لما قتلَهما ندِم على ذلكَ ؛ فالعلاقةُ إذًا مسببيّةٌ .

فقد رأينا إذًا أنَّ الاشتقاقَ لا يدلُّ على ( الشراب ) ، وأنَّ المحتَكَمَ إليهِ في ذلكَ إنما هو السَّماعُ . وقد تبيَّنَ بالاستقراءِ ، وأصلِ الاشتقاقِ أنَّ العربَ تستعملُه بمعنى الجليسِ المقرَّبِ خاصّةً ، ولا تقصُرُه على المشاربِ . أما غلبةُ استعمالِه في هذا ، فلأنَّ المشارِبَ لا يكونُ إلا من خاصّةِ الجُلَساءِ . وبذلكَ يظهرُ أنَّ ( النديم ) أخصُّ من ( الجليسِ ) ، وأوفقُ .
أبو قصي

واستأنف في مشاركة أخرى القول:" أمَّا لفظُ ( المنازعة ) بمعنى ( التعقيب والردّ ) ، فإنَّما توهَّمَ بعضُ الفضلاءِ أنَّه يقتضي خلافًا وخصامًا ، لغلبةِ استعمالِه في العصورِ المتأخرةِ بهذا المعنَى . والحقُّ أنَّ هذا اللفظَ لا يقتضي ذلكَ ؛ إنما هو بمعنى ( المجاذبة ) ؛ ألا ترَى ما قالَ امرؤ القيسِ :
فلمّا تنازعنا الحديثَ وأسمحت *** هصرتُ بغصنٍ ذي شماريخَ ميَّالِ
وقالَ القَطامي :
فلما تنازعنا الحديثَ ، سألتُها *** مَنِ الحيُّ ؟ قالتْ : معشرٌ من مُحارِبِ
وقالَ عمرُ بنُ أبي ربيعة :
فلما تنازعنا الأحاديثَ قلْنَ لي *** أخِفتَ علينا أن نُغَرَّ ونُخدَعا
وقالَ الحادِرةُ :
وإذا تنازِعُك الحديثَ رأيتَها *** حسنًا تبسُّمُها لذيذَ المكرَعِ

وشواهدُ غيرُ ذلكَ كثيرةٌ .

أبو قصي.

ثم كان الرد الكريم من الدكتور خضر كما هو مبين أعلاه. ولعل ردا يرد من أبي قصي خاتمة لهذا الموضوع.
ولقد استفدنا كثيرا، من هذه المناقشة العلمية المتميزة، فجزاهم الخير جميع، ووفقنا وإياهم لكل ما يحبه ويرضاه.
 
لما كان ملتقانا المبارك همزة الوصل بيننا وبين ملتقى أهل اللغة، وتم وضع أصل المشاركة هناك وهنا صورتها وتوابعها، قلت: دونكم الحلقة الأخيرة كما هي طبق الأصل الكائن بملتقى أهل اللغة مع المعذرة للإطالة.
أثمِّن للفاضل رئيس الموقع أبي قصي حجته وأحترمها، وأحب أن أقول:
أولا: قولكم حفظكم الله:" إنَّ الشيءَ يُعرفُ معناهُ من طريقِ الاشتقاقِ ، إلا أن يُخصَّصَ تخصيصًا واجِبًا يُخرِجُه عن مُقتضَى اشتقاقِهِ ، لا تخصيصًا غالبًا . أو يكونَ اشتقاقُه خاصًّا ؛ فتُخرِجه العربُ عن خصوصِه بكثرةِ الاستعمالِ" هل هذه قاعدة مطردة ؟
هل هذه قاعدة أغلبية؟ ومن صاحبها ؟ برجاء عزوها للننتفع مع بيان مصدرها.
ثانياً: قاعدة " الأسماء لا تعلل نقضها من علماء العربية الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل أستاذ أصول اللغة ـ كلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر ، في بحثه المنشور منذ أكثر من عشرين عاماً.
وكون الملتقى قد بنى اختياره للنديم على قصة الأبرش أو الأبرص كلام لا مقنع فيه، حيث انفكاك الجهة وتباين الأغراض بل والنتائج بين قاتل ومقتول أُعقب كل ذلك بندم ، والحال هنا بالملتقى مشارك عالم ومكتوب ومنتفع، فما وجه الجمع بين طالب علم وطالب قتل؟؟؟؟!!!! بين طالب عالم أو معلِّم يدخل الملتقى، وبين من قتل غيره ثم ندم على فعلته وصنيعه؟ فالقياس والسماع علاقته المفارقة والمباينة .
بل أقول: هل توقف العرب عن معرفة مثل هذا الاشتقاق قبل جذيمة ليكون جذيمه وفعلته أصل اشتقاق الكلمه؟؟!
المرجو التفضل بسرد دلائل تاريخية تثبت ذلك.

ثالثاً: قولكم حفظكم الله:" وأصلِ الاشتقاقِ أنَّ العربَ تستعملُه بمعنى الجليسِ المقرَّبِ خاصّةً ، ولا تقصُرُه على المشاربِ" إذن العرب لا تقصره على الشارب أي: أن الشارب يدخل ضمنا عند رفض الاشتقاق!
قلت: أليس من الأليق أن يُنزِّه الموقعُ داخليه عن مجرد هذه الشبهة الكائنة في الشرب ولو كانت ـ على سبيل الافتراض الجدلي ـ بقلة.
رابعاً: أليس من العدل أن نعود عوداً حميداً إلى السيل الجرار الكائن في أكباد المعاجم والقواميس بدلا من هذا التلمس الذي يفضي إلى مزيد من الحساسية ضد كلمة " نديم" ؟!!
خامساًً:أستميح الدكتور مروان عذراً عندما يقول: ابن النديم، هل يصلح أن يكون ابن شارب الخمر وهو من هو!!!
قلت: عندما يكون جد فلان من الناس {كلاب } مثلا ، نقول كيف يكون جد فلان كلبا بل جمع من الكلاب وهو من هو؟؟؟!!
سادساً: ما هدف الملتقى من إبراز ما فيه مشاحّة واختلاف أليست هناك ألفاظ صافية كافية يتفق عليها القاصي والداني والقديم من العرب العرْباء، والمعاصر الذي يدري من اللغة قدر الضرورة؟
أليس من الحكمة أن ندلف إلى المتفق عليه، المسطور في عين الكتب التي نستخرج منها أدلة الموافق والمخالف؟!
سابعاً: إذا كان المستهدف جبر قلب المشارك في الملتقى فنصفه بالنديم، مستخلصين فيه صفوة الصداقة وقمة التلازم بيننا وبينه، فإني أقول: أليست الصحبة تعبِّر عن ذلك وزيادة، لذا سمي من له معيَّة مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحابياً لا نديماً.
أليست الخُلَّة أوفق من الندامة ؟؟؟ فيجدر بنا أن نختارها بدلا عنها؟ لحديث الصحيحين:" وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ "
أليست الأخوَّة والخلّة والصحبة، والصداقة، والصفوة، والوصف بالحِب، والمسامر أكثر إيناساً من مادة : { ن د م } الكائنة في{ عربيتنا } المظللة بمعانيها غير المرغوبة مهما طال النقاش ؟ !!!

أما المنازعة ، فمع كامل تقديري للمكرم أبي قصي الذي يقول: عن لفظ المنازعة " فإنَّما توهَّمَ بعضُ الفضلاءِ أنَّه يقتضي خلافًا وخصامًا ، لغلبةِ استعمالِه في العصورِ المتأخرةِ بهذا المعنَى . والحقُّ أنَّ هذا اللفظَ لا يقتضي ذلكَ" أ.هـ
أقول: دون ـ سعاتكم ـ ما نطق به أهل اللسان فلتناقش ـ حضرتكم ـ من أردت ولتترك من رغبت في تركه، وعلى كلٍ فإن جمهور علماء العربية يحكم على المنازعة بأنها :
المخاصمة
والمشارسة
وما يضاد المسالمة
بل المعاندة
و المشارَّة
والمشاقة
والمناقرة
والمجادلة في المسائل العلمية لا لاظهار الحق.
اللهم إلا ما قاله الجوهري والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ.
ولئن ضرب موقعُنا الحبيب على ما بعد ثم ـ في عبارة الجوهري ـ ضرب إبطال، فإننا على استحياء شديد نقول: لِمَ نعمد إلى ما فيه إشكال تاركين ما خلا منه؟ أليس من النَّصفة أن نطرق الباب الأول للمادة العربية، ثم نضع في الاعتبار ما طرأ عليها، لأننا نعيش في عين ما طرأ عليها ، وليس من المصلحة إنكار الواقع الذي يلقي بظلاله ـ رضينا أم أبينا ـ على ذات المادة.
ودونكم أقوال أصحاب اللسان عن المنازعة مشفوعة بمصادرها .
قال السيوطي: والمُشارزة والمُشارَسة: المنازعة {المزهر}
وقال الخليل:" التنازع: المنازعة في الخصومات ونحوها، وهي المجاذبة ـ أيضاـ كما ينازِعُ الفرسُ فارسهَ العنانَ. {العين}
وقال الجرجاني:" الصلح في اللغة: اسم من المصالحة، وهي المسالمة بعد المنازعة { التعريفات}
وقال ـ أيضا ـ الجرجاني:" المعاندة: هي المنازعة في المسألة العلمية، مع عدم العلم من كلامه وكلام صاحبه.{التعريفات}
وقال ثالثاً الجرجاني:" المكابرة هي المنازعة في المسألة العلمية، لا لإظهار الصواب بل لإلزام الخصم.{التعريفات}
وقال الجوهري:" والمُشاجَرَةُ: المنازَعةُ، وتَشاجَروا بالرماح: تطاعَنوا.{الصحاح}
وقالوا:" والمُشارَزَة: المنازعة والمشارسةُ.{الصحاح}و {القاموس} و{اللسان}
وقال الفيروزابادي:" الزِّياطُ المُنازَعَةُ، واختلافُ الأصْواتِ.{القاموس}
وقال الرازي:" واشْتَجَر القَوم وتَشَاجَرُوا تَنازَعُوا والمُشَاجَرة المُنازعة.{مختار الصحاح}
وقال ابن قتيبة:" المماظة : المشارة والمشاقة وشدة المنازعة مع طول اللزوم{غريب الحديث}
وقال الأزهري:" قال شمر: المناقرة: المنازعة، وقد ناقره، أي نازعه.{تهذيب اللغة}
وقال ـ الأزهري :" قال أبو عبيد: المُماظَّة المُشارَّة والمُشاقَّةُ، وشِدَّةُ المُنازعة مع طُول اللزوم{تهذيب اللغة}
وقال أصحاب معجم لغة الفقهاء:" المنازعة والمجادلة في المسائل العلمية لا لإظهار الحق، ولكن لمجرد الانتصار على الخصم ، والْمُنَازَعَةِ : الْمُضَايَقَةِ"
وقال ابن منظور:" واشْتَجَرَ القوم وتَشاجَرُوا أَي تنازعوا والمُشاجَرة المنازعة {اللسان}
وقال:" والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ {اللسان}
وقال:" " ونازَعَهُ مُنَازَعَةً ونِزاعاً : خاصَمَهُ وقيلَ : جاذَبَهُ في الخُصُومَةِ كما في الصِّحاحِ أي : مُجَاذَبَة الحُجَجِ فيما يَتَنَازَعُ فيهِ الخَصْمانِ والأصْلُ في المُنَازَعَةِ المُجَاذَبَةُ ثمَّ عُبِّرَ بهِ عن المُخَاصَمَةِ يُقَالُ : نازَعَهُ الكَلامَ ونازَعَه في كذا وهُوَ مجازٌ{اللسان}
وللعلم هذه هي الحلقة الأخيرة من نقاشي؛ لأنني أؤكد شدة حبي للملتقى الواعد ، ولتكن المشاركة هذه هي الأخيرة في هذا الباب { باب النديم والمنازع } لنفيد ونستفيد بغض النظر عن المختلف عليه أو فيه، فالمتفق عليه في الملتقى أكثر بكثير من المختلف عليه، مع تحياتي لصبركم عليّ، وعلى كل حال فأنا ضيف ومن حق أصحاب البيت على الضيف أن يخفف، ومن مشاركتي هذه أدعو ملتقاكم الكريم أن يشاركنا في ملتقى أهل التفسير فمرحبا بكم
.
رد علمي مقنع، أحسنتم أستاذنا الفاضل أبا عمر.
 
بقلوب صافية وعقول واعية ومنطق سديد تم إسدال الستار على ما شرعنا فيه من نقاش وتم المراد الصالح لملتقى أهل اللغة العربية ولنا جميعاً ، وهذه تُذْكَر للملتقى فتُشكر ، وجزاهم الله من أهل وعشيرة خيراً، فلله درهم، ولذلك فليتنافس المتنافسون، ولذلك فليعمل العاملون.
 
بقلوب صافية وعقول واعية ومنطق سديد تم إسدال الستار على ما شرعنا فيه من نقاش وتم المراد الصالح لملتقى أهل اللغة العربية ولنا جميعاً ، وهذه تُذْكَر للملتقى فتُشكر ، وجزاهم الله من أهل وعشيرة خيراً، فلله درهم، ولذلك فليتنافس المتنافسون، ولذلك فليعمل العاملون.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وجزى الله خيرا رئيس الملتقى أبا قصي على حسن تصرفه، وكانت ـ حقا ـ مناقشات جادة وهادفة؛ استفدت منها كثيرا، فنشكر الأستاذ الدكتور / عبد الفتاح خضر، والأستاذ/ محمد عمر الضرير، والشكر موصول لأبي قصي.
طبتم جميعا، وطابت مجالسكم، وطاب جليسكم.
 
الكريمان الفاضلان د.خضر، وأبو مهند: جزاكما الله خيرا، ولقد استمتعت واستفدت- رعاكما الله- مما دار من حوارعلمي رائع، تميز بالموضوعية ، واكتسى بحلة أدبية، زانته ألفة الإخاء، والانتصار للحق، ولقد كان مثالا فريدا، في أدب الحوار، والطرح الموضوعي، ليته يُفعّل في جميع الملتقيات، لكان خيرا كثيرا، وفائدة عظيمة، ونتائج مثمرة، وحقا لقد ضرب الأخ أبو قصي رئيس الملتقى مثلا رائعا، وانموذجا فريدا، في النزول عند ما رأى أنه الأصوب والأفضل، مع أن المتوقع في بداية الحوار، ومع ما قدمه من براهين ترجح كفته، ألا يتنازل عن ما بدا له أنه صواب، ومع ذلك فاجئنا بتنازله، دونما إصرار أو غضب أو تعصب، وأصَّل قول عنترة:" ولا ينال العلى من طبعه الغضب"، فلله دره من منصف، ولنعم الإخوان هو.
أما الشيخ الفاضل د. خضر: فقد مثَّل العالم الصبور، المصر على إظهار ما يراه حقا، وبذل جهدا حميدا، وحوارا أخويا، صُبغ بحلية العلماء، وتجلى حلما وقوة حجة، فجزاه الله خيرا.

ولمَّا كنت متابعا، وسبق أن أشرت إلى أننا بانتظار رد أبي قصي، والذي كان بمثابة النتيجة النهائية الحميدة لهذا الحوار الشيق المفيد، فصار لزاما علي أن أنقل هذا الرد الذي تمحور جل كلامي السابق عليه، خاصة لمن تابع الحوار السابق هنا، وحتى لا أطيل فقد كان الرد الحميد على النحو الآتي:

أيها الدكتورُ الكريمُ / عبد الفتاح

إذْ كنتَ رغبتَ ألا يطولَ الحِوارُ ، ويمتدَّ ، فإني أوجزُ القولَ جدًّا في المسألةِ الأولَى .

فأقولُ :
إنَّ أكثرَ ما أوردتَّ لم يكنْ موضعَ خِلافٍ ؛ إنما الخِلافُ في أمرينِ :
1- هل تُستعمَل كلمةُ ( النديم ) في غيرِ الجليسِ على الخمر .
2- لو قدَّرنا أنها تستعملُ قليلاً ، فهل يحسُن أن نعتدَّ بالقليلِ ؟

فأمَّا الأمرُ الأوَّلُ ، فإنَّك نفسَك أثبتَّ في أصلِ الحديثِ أنَّها تُستَعملُ في غيرِ الجليسِ على الخمرِ نادرًا ؛ فإذًا استعمالُها بهذا المعنَى ثابتٌ سَماعًا . وقد جرَى عليهِ المتأخِّرونَ ، كابنِ فارسٍ في قولِه :
نديمي هرّتي ، وأنيس نفسي *** دفاترُ لي ، ومعشوقي السِّراجُ
وبيِّنُ جدًّا أنه يريدُ بالنديم : الجليسَ في غيرِ الخمرِ . [ وقد ذكر هذا الأستاذُ الضريرُ ] .
أمَّا الاحتجاجُ بالقياسِ ، فقد بيَّنتُ أنه لا يُسعفنا في هذا المَقامِ ، لأنَّ العَلاقةَ فيه مسبَّبيةٌ عن خبرٍ ، ثمَّ أُخرِجت عن أصلِها ؛ فانبغت الصيرورةُ إلى السماعِ وحدَهُ . وإنكارُك لهذا لا يسوغُ ، لأنه من قولِ أهلِ العلمِ ، ولأنَّك لو أنكرتَه ، للزمَكَ أن تثبتَ له أصلاً اشتقاقيًّا ، ولا إخالُ هذا يتأتَّى لكَ .
أما قولك : إن هذا الملتقى بنى اختيارَه لهذا اللفظِ على قصةِ جذيمةَ الأبرشِ . فلا يصِحّ ، لأني بينتُ في كلامي أنَّ خبرَ جذيمةَ لا يهدينا إلى وجهِ الاشتقاقِ ؛ قلتُ :

اقتباس:
فقد رأينا إذًا أنَّ الاشتقاقَ لا يدلُّ على ( الشراب ) ، وأنَّ المحتَكَمَ إليهِ في ذلكَ إنما هو السَّماعُ

أما الأمرُ الثاني ، وهو ( هل يحسن أن نعتدَّ بالقليلِ ولا سيَّما معَ وجودِ الإيهام ؟ ) ، فأقولُ : إنَّه إذا غلبَ هذا القليلُ في عصرٍ من العُصورِ على الكثيرِ ، فلا بأسَ أن يعتدَّ بهِ ، لزوالِ الإيهامِ . وهذا كحالِ هذا اللفظِ ، فإنَّ أهلَ العصورِ المتأخرةِ اشتهرَ عندهم النديم بمعنى : الجليس المقرَّب ؛ وهو الأصلُ اللُّغويُّ الأوَّلُ ؛ فلذلك لا يتبادرُ إلى الوهم المعنى الآخرُ .

وعلى ذلكَ كلِّه ، فإنَّ هذا الملتقَى قرَّرَ تبديلَ لفظِ ( نديم ) إلى ( جليس ) ، حتى يكونَ مرضيًّا من ال
 
الكريمان الفاضلان د.خضر، وأبو مهند: جزاكما الله خيرا، ولقد استمتعت واستفدت- رعاكما الله- مما دار من حوارعلمي رائع، تميز بالموضوعية ، واكتسى بحلة أدبية، زانته ألفة الإخاء، والانتصار للحق، ولقد كان مثالا فريدا، في أدب الحوار، والطرح الموضوعي، ليته يُفعّل في جميع الملتقيات، لكان خيرا كثيرا، وفائدة عظيمة، ونتائج مثمرة، وحقا لقد ضرب الأخ أبو قصي رئيس الملتقى مثلا رائعا، وانموذجا فريدا، في النزول عند ما رأى أنه الأصوب والأفضل، مع أن المتوقع في بداية الحوار، ومع ما قدمه من براهين ترجح كفته، ألا يتنازل عن ما بدا له أنه صواب، ومع ذلك فاجئنا بتنازله، دونما إصرار أو غضب أو تعصب، وأصَّل قول عنترة:" ولا ينال العلى من طبعه الغضب"، فلله دره من منصف، ولنعم الإخوان هو.
أما الشيخ الفاضل د. خضر: فقد مثَّل العالم الصبور، المصر على إظهار ما يراه حقا، وبذل جهدا حميدا، وحوارا أخويا، صُبغ بحلية العلماء، وتجلى حلما وقوة حجة، فجزاه الله خيرا.

ولمَّا كنت متابعا، وسبق أن أشرت إلى أننا بانتظار رد أبي قصي، والذي كان بمثابة النتيجة النهائية الحميدة لهذا الحوار الشيق المفيد، فصار لزاما علي أن أنقل هذا الرد الذي تمحور جل كلامي السابق عليه، خاصة لمن تابع الحوار السابق هنا، وحتى لا أطيل فقد كان الرد الحميد على النحو الآتي:

أيها الدكتورُ الكريمُ / عبد الفتاح

إذْ كنتَ رغبتَ ألا يطولَ الحِوارُ ، ويمتدَّ ، فإني أوجزُ القولَ جدًّا في المسألةِ الأولَى .

فأقولُ :
إنَّ أكثرَ ما أوردتَّ لم يكنْ موضعَ خِلافٍ ؛ إنما الخِلافُ في أمرينِ :
1- هل تُستعمَل كلمةُ ( النديم ) في غيرِ الجليسِ على الخمر .
2- لو قدَّرنا أنها تستعملُ قليلاً ، فهل يحسُن أن نعتدَّ بالقليلِ ؟

فأمَّا الأمرُ الأوَّلُ ، فإنَّك نفسَك أثبتَّ في أصلِ الحديثِ أنَّها تُستَعملُ في غيرِ الجليسِ على الخمرِ نادرًا ؛ فإذًا استعمالُها بهذا المعنَى ثابتٌ سَماعًا . وقد جرَى عليهِ المتأخِّرونَ ، كابنِ فارسٍ في قولِه :
نديمي هرّتي ، وأنيس نفسي *** دفاترُ لي ، ومعشوقي السِّراجُ
وبيِّنُ جدًّا أنه يريدُ بالنديم : الجليسَ في غيرِ الخمرِ . [ وقد ذكر هذا الأستاذُ الضريرُ ] .
أمَّا الاحتجاجُ بالقياسِ ، فقد بيَّنتُ أنه لا يُسعفنا في هذا المَقامِ ، لأنَّ العَلاقةَ فيه مسبَّبيةٌ عن خبرٍ ، ثمَّ أُخرِجت عن أصلِها ؛ فانبغت الصيرورةُ إلى السماعِ وحدَهُ . وإنكارُك لهذا لا يسوغُ ، لأنه من قولِ أهلِ العلمِ ، ولأنَّك لو أنكرتَه ، للزمَكَ أن تثبتَ له أصلاً اشتقاقيًّا ، ولا إخالُ هذا يتأتَّى لكَ .
أما قولك : إن هذا الملتقى بنى اختيارَه لهذا اللفظِ على قصةِ جذيمةَ الأبرشِ . فلا يصِحّ ، لأني بينتُ في كلامي أنَّ خبرَ جذيمةَ لا يهدينا إلى وجهِ الاشتقاقِ ؛ قلتُ :

اقتباس:
فقد رأينا إذًا أنَّ الاشتقاقَ لا يدلُّ على ( الشراب ) ، وأنَّ المحتَكَمَ إليهِ في ذلكَ إنما هو السَّماعُ

أما الأمرُ الثاني ، وهو ( هل يحسن أن نعتدَّ بالقليلِ ولا سيَّما معَ وجودِ الإيهام ؟ ) ، فأقولُ : إنَّه إذا غلبَ هذا القليلُ في عصرٍ من العُصورِ على الكثيرِ ، فلا بأسَ أن يعتدَّ بهِ ، لزوالِ الإيهامِ . وهذا كحالِ هذا اللفظِ ، فإنَّ أهلَ العصورِ المتأخرةِ اشتهرَ عندهم النديم بمعنى : الجليس المقرَّب ؛ وهو الأصلُ اللُّغويُّ الأوَّلُ ؛ فلذلك لا يتبادرُ إلى الوهم المعنى الآخرُ .

وعلى ذلكَ كلِّه ، فإنَّ هذا الملتقَى قرَّرَ تبديلَ لفظِ ( نديم ) إلى ( جليس ) ، حتى يكونَ مرضيًّا من الجميعِ ، وحتَى لا يبقَى في نفسِ أحدٍ ريبٌ منه .

وللدكتورِ الفاضلِ / عبدِ الفتاح خالصُ الشكر على هذا التنبيه . ونحن نسعَدُ بمن ينبّهنا على ما يراه مجانبًا للصوابِ ، أو يشيرُ علينا بما يقدِّرُ أنه الحقُّ :

قالَ بشارٌ :
إذا بلغَ الرأيُ المشورةَ ، فاستعنْ *** برأيٍ نصيحٍ ، أو مقالةِ حازمِ
ولا تجعلِ الشّورى عليكَ غضاضةً *** فإنّ الخوافي قوةٌ للقوادمِ
أبو قصي

وكان جزاء الإحسان إحسانا، وجاء رد الفاضل د. خضر شاكرا، مقدرا بقوله:

أقرر ـ أيضاً ـ أنكم ضربتم مثلا عز عن النظير، بل يفخر به أهل العلم، ومن هنا أدين لكم بالأدب والمعرفة وأشهد أنكم أصبتم من القلب موضعا، وأغلقتم على شياطين الإنس والجن محابسهم، فلا حرمنا الله من نَصَفتكم، وأهلا بكم للمرة الثانية في موقعكم ملتقى أهل التفسير، نزداد بكم شرفا وعلماً ونبلا.
وبكم كان مسك الختام لهذه المداخلة، ولعل الأيام تساعدنا على مزيد من الدرس، والتدقيق والتنميق والتحقيق لكلمة "منازعة" مع تقديري

وهكذا أُسدل الستار، وانتهى الحوار، على أمل أن يُفتح باب للحوار حول " المنازعة"، وهو ما سيقرره شيخنا الدكتور خضر، وجزى الله الجميع خيرا.
 
عودة
أعلى