أبو يوسف الكفراوي
New member
على الرغم من أن هذا الكتاب يعد أوسع كتاب في تراث الوقف والابتداء ؛ من حيث توجيه الوقوف وتعليلها ، إلا أنه – حتى الآن – لم يلق ما يستحقه من العناية والاهتمام.
ومن المعلوم أن الكتاب قد حققه – اعتماداً على نسختين بهما نقص - في رسالتي ماجستير بقسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى باحثان لهما منا كل تقدير واحترام ، هما :
الأخت هند بنت منصور بن عون العبدلي ، والأخ محمد بن حمود بن محمد الأزوري ، ولكن الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها الباحثان لا يمكن التساهل معها ، ولا السكوت عنها بأي حال ، وليس هذا مجال تفصيل القول فيها.
ودواعي إعادة تحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً رصيناً ، يتناسب مع قيمته الكبيرة ، وأهميته العظيمة كثيرة ؛ منها :
1- من خلال دراستي الطويلة والمعمقة لكل ما وصلنا من تراث الوقف والابتداء فإن هذا الكتاب يعد أوسع كتب الوقف والابتداء ؛ في حجمه ومحتواه ، وفي طريقة بسط المسائل ، وأسلوب عرضها وتيسيرها ، وقد ضمنه - إلى جانب وقوف القرآن ، وبيان أحكامها وعللها - أشياء جمة من علوم العربية ، فظهر فيه تبحره في اللغة ، وتمكنه في النحو ، وإحاطته بمراميه ومسائله ، وبراعته في وجوه الإعراب ومشاكله ، ويعد كتابه معرضاً حافلاً بمادة غزيرة في : قراءات القرآن ، وتفسير معانيه ، وإعراب آياته ، وفي النحو والصرف ، واللغة والاشتقاق ، وبلاغة القول ... وغيرها.
2- اكتشاف ثلاث نسخ خطية جديدة للكتاب – على الأقل - ، إضافة إلى النسختين اللتين اعتمد عليهما المحققان ، وفيهما نقص.
فضلاً عن كتابين اختصر فيهما كتاب العماني ، وهما :
روضة المجتهدين في تلاوة كلام رب العالمين ، واللؤلؤ والمرجان في معرفة أوقاف القرآن ، وهذان الكتابان يمثل كل منهما نسخة من كتاب المرشد ، تضاف إلى نسخه الخمسة السابقة ، وكذا المقصد لتلخيص ما في المرشد ، ولطائف الإشارات لفنون القراءات.
3- توفر معلومات كثيرة حول المؤلف لم تتح لأي من محققي كتابيه : الأوسط في القراءات ، والمرشد.
وقد بدأت أنا وإحدى الأخوات الفضليات في هذا العمل الجليل ، الذي نسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يلبسه ثوب القبول.