براءة الإعجاز العددى من معلقة لبيد

إنضم
08/09/2009
المشاركات
1,159
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
القاهرة
براءة الإعجاز العددى من معلقة لبيد

بسم الله الرحمن الرحيم

نشر أحد الأفاضل فى الملتقى منذ أسابيع خلت موضوعا ذا عنوان مريب يقول : الإعجاز العددى لمعلقة لبيد بن ربيعة
وقد أورد فيه - نقلا عن كاتبه المدعو : أبو رفاد العليى – العديد من المزاعم والإفتراءات التى ذكرها كاتبها على أنها حقائق مؤكدة والتى تهدف إلى تقرير وجود إعجاز عددى فى كلام البشر ، وذلك حتى يستبعد الإعجاز العددى من الوجوه الإعجازية للقرآن الكريم ، فهذا هو الهدف الحقيقى الذى يرمى إليه
ومما يدعو للأسف الشديد أن بعض زملاء الملتقى قد صدقوا مزاعم الكاتب وظنوه صادقاً ، وأن إدارة الإشراف فى الملتقى – لما احتدم النقاش بين المتحاورين – قامت بإغلاق أكثر من مائة موضوع من مواضيع الإعجاز العددى ، أغلبها للأستاذ عبد الله جلغوم ، وعلى أثر ذلك انسحب الأستاذ جلغوم من الملتقى ، كما أعلن كاتب هذه السطور عن توقفه عن الكتابة إلى أجل غير مسمى
أما ما دعانى الى العودة اليوم فهو ما وفقنى إليه ربى وله الحمد من الكشف عن زيف هذه المزاعم ودحض ما حوته من أباطيل ، وذلك بعد دراسة فاحصة ومدققة لها ، فوجدتُ أن الواجب يحتم عليّ أن أعلن ما توصلتُ إليه زوداً عن إعجاز القرآن ، ودفاعاً عن أحد وجوه إعجازه المُفتَرى عليها ، وتبرئة لساحته من عبث العابثين
كما شجعنى على كتابة هذا الرد دعوة بعض الأخوة للأستاذ جلغوم لتفنيد هذه المزاعم بطريقة علمية ، وكان قد تم توجيه تلك الدعوة من الأخوين الكريمين الحسن بوصو وأحمد نجاح فى موضوع : " بخصوص موضوعات الإعجاز العددى " المنشور فى قسم الإقتراحات والملحوظات
وكذلك دعوة إدارة الإشراف ذاتها فى نفس الموضوع لمن يجد من نفسه القدرة على الكتابة العلمية أن يبادر إلى ذلك
واستجابة منى لكل تلك الدعوات قررت أن أنشر هذا البحث الذى أرجو أن يكشف الله به الغمة ويقضى على الفتنة ، وهو ولى التوفيق
( يتبع )
 
اليوم بعون الله وتوفيقه نكشف عن زيف دعوى وجود إعجاز عددى فى معلقة لبيد ، وندحض تلك الإفتراءات الباطلة والأقوال المرسلة التى أطلقها الكاتب ، والتى تفتقر تماماً إلى ما يؤكد صحتها ، بل – وعلى العكس من ذلك - قد ثبت بطلانها التام
وانظروا إلى مقدار الكذب والتدليس والإفتراء فى كلام أبى رفاد هذا ، فكل الكلام الآتى ذكره هو محض كذب وافتراء من أول حرف فيه وحتى الحرف الأخير منه ، وإليكم إياه :
(( لكن المعجزات لم ولن تنتهي عند هذا الحد ! فلو اخذنا مثلا اسم لبيد بحساب الجمل سنجد انه 46 هكذا ل30 ب2 ي10 د4 المجموع 46 العجيب والغريب اننا لو اخذنا قافية القصيدة سنجد انها 46 ايضا هكذا م40 ه5 ا1 المجموع46 فكيف حدث هذا التطابق والاغرب والاعجب اننا لو جمعنا مجموع لبيد مع مجموع القافية (46+ 46) = 92ثم نجمع (2+9)=11 ليعود هذا الرقم للظهور مرة اخرى ، ولو اخذنا الرقم 46 الذي اشترك فيه اسم لبيد مع القافية ثم جمعنا معه عدد حروف لبيد مع القافية وهي 7 حروف سيكون كالتالي (46+7)=53 =(3+5)=8 ليعود ايضا الرقم 8 مرة فاذا ضربناه في النتيجة السابقة وهي 11 هكذا ( 8×11=88) وهو مجموع ابيات القصيدة !
اما هواة ومحبي الرقم 19 فاقول لهم لو اخذنا حساب الجمل لكامل القصيدة فسيكون الرقم هو (586784) فلو قسمنا هذا الرقم الى جزءين سيكون الجزء الاول هو (586) ومجموعه 19 هكذا (6+8+5= 19) والجزء الثاني هو ( 784) ومجموعه ايضا 19 هكذا (4+8+7=19) فانظر الى هذا التوازن العجيب ! والاغرب من ذلك اننا لو جمعنا الرقمين هكذا (19+19= 38) فلو جمعنا ال3 مع ال8 سيكون الناتج 11 ايضا ! فما رأيكم بهذه الغرائب والمعجزات العددية لهذه القصيدة ؟
لكن هذه الاعجازات لم تنتهي بعد فلو اخذنا مجموع القصيدة الكلي بحساب الجمل وهو (586784) (5+8+6+7+8+4= 38 (3+8=11 ومجموع لبيد بن ربيعة =بحساب الجمل هو 385 لو اخذنا الرقم 3 ووضعناه تحت ال 85 (وهي طريقة معروفة في علم الجفر) سيكون الناتج 88 هكذا (3+85=88 ) وهو مجموع ابيات القصيدة فسبحان الله على هذة المعجزات العددية !
ليس ذلك فحسب بل حتى لو عدلنا اسم لبيد بن ربيعة الى لبيد ابن ربيع على وزن (عيسى ابن مريم ) سيكون حساب لبيد ابن ربيعة هو 386 وحساب مجموع القصيدة هو ( 586784) فلو قمنا بجمع الرقم الاول هكذا ( 3+8+6=17)= 1+7=8 والرقم الثاني سيكون مجموعه هكذا (5+8+6+7+8+4=38 (3+8=11 لو ضربنا الناتج الاول في الثاني ( 8×11=88 وهو مجموع ابيات القصيدة . وهكذا فان القصيدة لا تتوقف عن اعطاء المعجزات العددية )) انتهى

إن كل هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق ، وهو قائم على أساس باطل تماماً ، وبالتالى فكل ما بناه عليه من نتائج يُعد باطلا كذلك
أما الأساس الباطل الذى نعنيه فهو :
أولاً : زعمه أن حروف القافية تساوى 46 ، بينما الصحيح أنها تساوى 47 ، لأنها مكونة من أربعة أحرف هى : ا – م – هـ - ا
وتجد هذه القافية تشيع فى كل أبيات القصيدة بلا أى استثناء ، فلماذا أسقط منها حرف الألف الأول ؟
والجواب معروف بالطبع : حتى يصل إلى النتيجة التى وضعها سلفاً
وبما أن هذا الأساس باطل فكل ما بناه عليه مما ذكره بعد ذلك يُعد باطلاً مثله

ثانياً : يتحدث الكاتب عن طريقة الجفر كما لو كانت أحد الطرق الرئيسة فى أبحاث الإعجاز العددى ، مع أن هذه الطريقة نادرة الإستعمال جداً وقلما يلجأ إليها أحد الباحثين ، بل أكاد أقول أنها طريقة مهجورة وغير معترف بها من أغلب الباحثين فى الإعجاز العددى

ثالثا : أما ثالثة الأثافى فتتمثل فى هذا العدد الهائل جدا الذى ادعى أنه ناتج حساب الجمل للقصيدة كلها ، حيث زعم أنه يساوى : 586784
وقد بنى على هذا الأساس الباطل نتائج عديدة كذلك - مذكورة فى الإقتباس أعلاه - وكلها آيلة للسقوط من فورها ، لأن ما بُنِىَ على باطل فهو باطل
والدليل على بطلانها جميعا أنى قمت بحساب جُمّل المعلقة كلها وعلى أكثر من نسخة من المعلقة ، وصل عددها إلى خمس نسخ مختلفة لن يخرج عنها نص المعلقة الأصلى ، فوجدت أن مجموع القصيدة الكلى بحساب الجُمّل لمختلف النسخ لا يقل عن 283689 ولا يزيد عن 285055 فحسب وعلى أقصى تقدير ، ولا يمكن له بحال أن يتجاوز هذا العدد الأخير ، مع العلم بأن العدد الأخير يخص النص الذى اختاره الكاتب نفسه والذى أورده فى مقالته الأصلية
فإن كان الأمر كذلك فمن أين أتى بهذا العدد الضخم الهائل الذى ذكره : 586784 ؟؟!!!
إن هذا يدل بوضوح على أن هذا الكاتب قد عَمِد إلى الغش والخداع ، وأنه قام بالتدليس والتزوير ، فاختار عدداً ملفقاً ليتسنى له أن يكون مجموع كل ثلاثة أرقام منه مساوياً 19على النحو الذى ذكره
ولكن اختياره قد اتسم بالغباء الشديد ، لأن العدد الذى اختاره يتجاوز العدد الحقيقى بأكثر من الضعف !!! فى حين كان بإمكانه - لو أراد أن يحبك كذبته - أن يختار عدداً يكون أقرب إلى العدد الحقيقى ويكون كلٍ من جزئيه مجموعه 19 ، كهذا العدد مثلاً : 289199 ، فهذا العدد ينقسم إلى جزئين مجموع أرقام كل منهما يساوى 19 ، هما : 199 و 289 وفى نفس الوقت هو أقرب الأعداد جميعاً – التى يتوفر فيها هذا الشرط الخاص بالعدد 19 - إلى العدد الحقيقى
ولكن حتى هذا العدد مع أنه أقرب الأعداد - التى تحقق الشرط المذكور - إلى العدد الحقيقى فإنه يزيد عنه بمقدار كبير يتراوح ما بين أربعة وخمسة آلاف !!
ومع ذلك أقول أنه كان يمكنه أن يختار هذا العدد القريب لو كان قد قام فعلاً بحساب المعلقة كلها وأدرك حساب جملها الحقيقى كما زعم ، ولكن لأنه لم يفعل ذلك ، لكونه لم يبحث المسألة أصلاً ، وإنما هو مُلفق ومُزور ، ولأن الكذب ليس له أرجل يقف عليها فقد شاء الله أن يفضح بهتانه وتزويره بإختياره لهذا العدد الكبير جداً والمبالغ فيه كثيراً : 586784 لمجرد أنه يحقق الشرط الخاص بالعدد 19 !!!
أى أنه ببساطة قام بإختلاق أو فبركة أى عدد يحقق الشرط المذكور بصرف النظر عن مدى قربه أو ابتعاده من العدد الحقيقى ، وهذا لأنه كان يجهل تماما ذلك العدد الحقيقى
ولكن يبدو أن هذا المُدلّس المزور لم يتوقع مطلقاً أن يقوم أحد من الناس أو أن يفكر أصلاً فى أن يحسب هذه المعلقة الطويلة بحساب الجُمّل ، لكونها عملية شاقة جداً وتحتاج إلى صبر وأناة كبيرين ، وهى بالفعل كذلك ، ولكن الحمد لله أن وفقنا لإتمامها كى نكشف للناس افتراءه وتزويره
وبذلك يصبح كل ما بناه هذا المُزور على هذا الأساس واهيا وآيلاً للسقوط الفورى مع أول محاولة للتحقق منه كما شهدنا بالفعل
كما يصبح الإعجاز العددى برىء كل البراءة من معلقة لبيد بن ربيعة رضى الله عنه
وبهذا يتأكد لدينا أن الغش والتدليس والخداع قد أصبحوا من أدوات الحرب الظالمة على الإعجاز العددى المفُتَرى عليه
وحسبنا الله ، و نعمَ الوكيل
 
احسنت استاذ عليمي في تفنيد موضوع التشابه بين معلقة لبيد والاعجاز العددي هذا الموضوع الغريب الذي اثار مشاكل جمه .اخي الكريم من يقرأكثيرا في ابحاث الاعجاز العددي الجاده ويبتغي الامانه لوجد فرق شاسع بين هذا الموضوع والاعجاز العددي الحقيقي واضرب هنا مثال بحثكم المتميز الموجود علي الملتقي مثاني فواتح السور
لمن يريد ان يعرف لاعجازالعددي الحقيقي
 
الإعجاز العددي بين الحقيقة والوهم

الإعجاز العددي بين الحقيقة والوهم

الإعجاز العددي بين الحقيقة والوهم
حينما يصبح إثبات الإعجاز العددي في القرآن الكريم- لدى البعض - مرهوناً بنفي الإعجاز الموهوم في قصيدة أو في مقالة ، أو في غيرها مما ينتجه البشر ، فهذا يعني التصور الخاطيء لدى هذه الفئة لما يُعدُّ في القرآن إعجازاً عدديّاً ، واختلاطاً في فَهْم حقيقة هذا الوجه من الإعجاز . هذا التصور الخاطيء ، والفهم الساذج ، هما ما يدفع هذه الفئة للاعتراض على هذا الوجه ، والتسرع بإنكاره ،وقد بلغ سوء الفهم لدى البعض نهايةً يحتار في فهمها المتدبرون ، هل هي حقيقة تمثل رؤيتهم للمسألة وكل ما حصل لديهم منها ، أم هو الجمود والتعصب ، أم هي خلاف ما يكتمونه في نفوسهم ؟
لا أستطيع أن أفهم ، أن ينكر أي فردٍ من هذه الفئة وجود الإعجاز العددي في القرآن، الماثل في ترتيب سوره وآياته ، ويؤمن في نفس الوقت، أنه كتاب إلهي محفوظ بتعهد من الله سبحانه، لم يتعرض لأي زيادة أو نقصان ، بعيد عن الفوضى ، والعشوائية ، والمصادفات .
أفهم أن يزعم خصوم القرآن ، أن القرآن كتاب يخلو من إحكام الترتيب ، وأنه جُمع في فترات زمنية متفرقة ، فجاء غير منظم ، ولا مرتب على نحو يناسب عقولنا اليوم . ولكنني لا أفهم أن يدعي هؤلاء المعارضون أن القرآن محكم الترتيب ، محكم الآيات ، ويتنكرون في الوقت نفسه للغة الإحكام والتخطيط والترتيب ، ألا وهي لغة الأرقام والحساب .
لا أفهم كيف تؤمن هذه الفئة بأن الكون منظم ، من الذرة إلى المجرة ، وأن اللغة الكونية التي تنظم هذا الكون هي لغة الرياضيات ، وفي نفس الوقت تستبعد وجود هذه اللغة في القرآن الكريم .
إن لغة الترتيب والتنظيم هي لغة الأرقام ، لغة الحساب ، ومن غير المعقول أن يرتب الله كلّ صغيرة في هذا الكون ، ويستثني من ذلك كتابه الكريم ، الذي أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين، للناس كافة ، ليكون دليل صدقه إلى يوم الدين .
إن من غير المعقول أن تختلط الأمور على هذه الفئة اختلاطا أعجزهم عن التفريق بين ما هو في القرآن من حساب ، وبين ما يمكن أن يكون في أي كلام .. فتشابه الحساب لديهم ، وحسبوا كل عدد إعجازا ، أو مماثلاً لما هو في القرآن الكريم .. وبات من مطالبهم إثبات عدم وجود ما يسمى إعجازاً عدديا في قصيدة ما ..
إنه التصور الخاطيء للإعجاز العددي في القرآن ، هو ما وحّد بين بعض المسلمين ، وبعض المشككين في القرآن ، في محاربة هذا الوجه من إعجاز القرآن .
إن ما يعتبر إعجازاً عدديّاً في القرآن ، ليس مجردّ عدد تكرّر عدداً من المرات ، أو ورد بمضاعفاته أكثر من مرة ، أو علاقة عددية لافتةً للانتباه ، فمثل هذه الأمور هي مما يمكن وقوعه في ما يكتبه الناس ، سواء بقصد أو بغير قصد .
من هنا نصل إلى تحديد لمفهوم الإعجاز العددي ، وهو ما لا يمكن أن يقع في ما يكتبه الناس ، فإما إن كان في متناولهم ، فهو ليس إعجازاً . وفي تحديد هذا المفهوم ما يكفي لإخراج أي علاقة عددية تظهر فيما يكتبه الناس من دائرة الإعجاز .
ولتوضيح هذه النقطة : يمكن لأحد الكتاب أن يكتب مقالة ، فإذا انتهى منها ، عاد فأحصى فقراتها ، وجملها ، وكلماتها ، ثم ضمنها بعض العلاقات العددية ، كأن يكون عدد كلمات كل فقرة ، وعدد حروف كل جملة تامة عددا من مضاعفات الرقم 7 أو غيره .. فهل ستدل هذه العلاقات على أن تلك المقالة قد اشتملت على علاقات عددية لا مثيل لها ، ولا يمكن لأحد محاكاتها أو الإتيان بمثلها ؟ الجواب : لا .
وهل يصلح الزعم بأن تلك العلاقات العددية – المكتشفة في قصيدة أو مقالة - مماثلة لما يتمّ اكتشافه في القرآن ؟ حتى قبل أن نتعرف على تلك العلاقات ؟ أليس هذا شبيها بمن يقرأ قصيدة للمتنبي أو لنزار قباني ، ويرى أنها أكثر جمالا وبيانا من سورة في القرآن ، قبل أن يقرأ القرآن ؟
ولمزيد من التوضيح : لقد صنع الإنسان الطائرات العملاقة ، فائقة السرعة ، التي يمكنها أن تحلق مسافات بعيدة في الفضاء . العصفور بجانب الطائرة لا يكاد يبدو ، لا حجما ولا قوة .. فهل سنحكم للطائرة بالإعجاز ، أم للعصفور الصغير ؟ لقد استطاع الإنسان خلق ما يشبه العصفور في بعض صفاته ، ولكنه أعجز من أن يخلق عصفوراً ، بل ذبابة أو بعوضة . كذلك الإعجاز العددي الماثل في ترتيب سور القرآن وآياته ، يمكن للناس فرادى أو مجتمعين أن يؤلفوا كتابا ويضمنوه ما شاءوا من العلاقات العددية ، ولكن هل سيرقى ما صنعوه إلى مرتبة الترتيب القرآني ؟ الجواب : لا .


لقد زعم المشركون منذ بداية نزول القرآن أن ما يأتي به محمد صلى الله عليه وسلم هو من تأليفه ، وقد أعانه عليه بعضهم .. فجاء الرد القرآني عليهم ، أن يأتوا بمثله ، أو بسورة مثله ، أو بعشر سور مفتريات ، وحدثت محاولات ، ولكنها باءت بالفشل .
واليوم ، يرى البعض منا أن الترتيب القرآني ترتيب توقيفي معجز ، ويستدل على ذلك بما بين سوره وآياته من علاقات عددية بديعة ، ويرى فريق آخر أن هذه العلاقات في متناول الناس ، بهذه البساطة ، دون أن يطلع عليها ، وإن اطلع فعلى جزئية صغيرة لا تصلح أن يبني عليها حكما ً . إن على هذا الفريق – قبل أن يتخذ قراراً بشأن هذا الوجه من الإعجاز – أن يتعرف عليه بصورة شاملة ، وأن لا يقرأه على طريقة " ويل للمصلين .... " .
الأخوة الأفاضل :
إذن ، ما الذي يجعل عدداً من العلاقات في سورة ما في القرآن إعجازا ، ولا يجعل عددا من العلاقات العددية في قصيدة أو مقالة مفترضة إعجازا ؟
للإجابة على هذا التساؤل ، لا بد أن تتعرفوا أولا على تلك العلاقات ، حتى تصدروا أحكامكم عن علم ودراية ، أما إصدار الأحكام دون أن نعلم ما الذي سنحكم عليه ، فغير معقول .. يمكنني أن أقدم لكم مثالا على الإعجاز العددي ، وأطلب أن تأتوني بما يشبههه في أي لغة ، فإن لم تجدوا ، ولن تجدوا ، فهذا يكفي للشهادة بانفراد الترتيب القرآني بعلاقات عددية لا مثيل لها في أي لغة .. ولو زعمتم أنها من باب المصادفات ، فمن المفروض أن مثل هذه المصادفات قد حدثت في مكان ما مرة أخرى .
وأخيرا ، لا بأس من إشارة خاطفة إلى آية " البسملة " كمثال على الإعجاز العددي :
- من المعلوم أن عدد سور القرآن 114 ، عدد من مضاعفات العدد 19 (6×19) .
أن يبدأ القرآن بآية مؤلفة من 19 حرفا ، هو تنبيه إلى نظام عددي محوره هذا العدد . وبالتدبر والبحث يمكننا اكتشاف هذا النظام .
- العدد 19 بصورة مجردة يتألف من العددين 9و10 ، وقد تمت صياغة البسملة وفق هذه العلاقة ، فعدد حروفها الــ 19 مجموعتان :
9 عدد الحرف المكررة ، و 10 عدد ما ورد فيها من حروف الهجاء .
هذا تنبيه آخر إلى نظام عددي محوره العددان 9و10 . وبالتدبر والبحث نكتشف صدق هذا التنبيه .
- الحروف العشرة الواردة في آية البسملة تنقسم إلى العددين 3و7 باعتبارين :
الأول : 3 أحرف هي الأحرف في لفظ الجلالة ( الله ) ، و 7 الباقية .
الثاني : 3 أحرف منقوطة ، و 7 الباقية .
وهذا تنبيه إلى نظام آخر في الترتيب القرآني محوره هذان العددان ، يمكن اكتشافه بالتدبر والبحث .
( لقد اضطرتني إحدى الملاحظات إلى التفكير جديّا بطباعة كتاب جديد سيحمل عنوان : إعجاز العدد 73 في القرآن الكريم ، انطلاقا من هذه الملاحظة ) .
- لقد صيغت البسملة بطريقة أمكن معها تحميلها كل هذه التنبيهات ، وكل منها يمتلك من الأدلة والحقائق ما يبتعد به عن المصادفة والعشوائية ..
- هل يمكن صياغة آية شبيهة بآية البسملة رياضيا ؟ الجواب : لا ( وقد أثبت الدكتور المهندس ماهر أمين في المؤتمر الثاني للإعجاز العددي المنعقد في المغرب استحالة ذلك ) .
فهل لو جاء شخص بمائة جملة كل منها مؤلفة من 19 حرفا ، عددنا ذلك من الإعجاز ؟ الجواب : لا .. العلاقة العددية في القرآن علاقة معقدة متشابكة مؤلفة من عدد من العلاقات التي تمتلك الأدلة على القصد والهدف والإحكام . علاقة بديعة من أي زاوية نظرت إليها ، تنسجم مع غيرها في تأليف عدد من الأنظمة المتعددة دون أدنى تعارض بينها .
يغفر الله لنا ولكم ( بالإذن من حبيبنا الدكتور عمارة ) .
 
بارك الله فيك استاذ جلغوم لقد بذلتم مجهودا ضخما لوجه الله لاظهار ماوفقكم الله فيه من اكشافات في الاعجاز العددي لانها كانت امانه في عنقكم واتمني ان تعودوا مجددا للكتابه في الملتقي
 
احسنت استاذ عليمي في تفنيد موضوع التشابه بين معلقة لبيد والاعجاز العددي هذا الموضوع الغريب الذي اثار مشاكل جمه .اخي الكريم من يقرأكثيرا في ابحاث الاعجاز العددي الجاده ويبتغي الامانه لوجد فرق شاسع بين هذا الموضوع والاعجاز العددي الحقيقي واضرب هنا مثال بحثكم المتميز الموجود علي الملتقي مثاني فواتح السور
لمن يريد ان يعرف لاعجازالعددي الحقيقي
الأخ الفاضل أحمد
لا يوجد أي تشابه بين العلاقات المزعومة في القصيدة ، وما هو في القرآن .
اسمي انا : عبدالله جلغوم ، القيمة العددية له وفق حساب الجمل هي : 1221 ، وهذه هي القيمة العددية للآية ( عليها تسعة عشر ) .
هل هذا إعجاز ؟
الجواب : لا .. لا علاقة له بالإعجاز لا من قريب ولا من بعيد .
رد الأخ العليمي هو مجاراة ومجاملة اضطرارية ...
لدينا مثل شعبي يقول ( إذا انجنوا ربعك ، عقلك ما بنفعك ) ..
ومداخلتي هي من باب المجاملة أيضا ً ..
منذ زمن قرأت في هذا الملتقى من يتساءل : أيهما أكبر الأرض أم السماء ، والمطلوب في مثل هذه الأحوال إثبات المُثبت ..
 
لعله خير حدثني شيخنا الدكتور عبدالستار فتح الله وهو لم يكن معجبا بما يسمى بالإعجاز العددي وقال إنه من ملح العلم أن ابن العربي حاول تقريبا ما يشبه ذلك ولم يجد قبولا لدى الناس فأخفى ما ذهب إليه قال شيخنا إن الله لم يأذن بعد بظهوره لكل أجل كتاب ورأئيت أحد الأخوة يسكن بجوارنا الكلام لشيخنا رأيته مهتما بهذا الأمر فقلت لعل الله يظهر لنا شيئا من ذلك وكأنه من العلم الذي لم يظهر بعد. فمحاولة الأخوة الكرام لبيان أسرار القرآن لعل الله يجري على أيديهم من الخير ما ينفعنا ومن الممكن أن نستفيد من مجهودهم في الإحصاء ونحاول أن نعرف كثرة العدد وقلته
وبعضنا يخرج لنا معادلة سهلة نفهمها والآخر يعمق الفكرة وهكذا نحن نأخذ ما يفيدنا وغالبا كل من اشتغل بالقرآن هدي إلى الخير فاستعن بالله ولا تيأس من توفيق الله وعلى كل فنحن في انتظار ما يبهر الله به العالمين "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
 
احسنت استاذ عليمي في تفنيد موضوع التشابه بين معلقة لبيد والاعجاز العددي هذا الموضوع الغريب الذي اثار مشاكل جمه .اخي الكريم من يقرأكثيرا في ابحاث الاعجاز العددي الجاده ويبتغي الامانه لوجد فرق شاسع بين هذا الموضوع والاعجاز العددي الحقيقي واضرب هنا مثال بحثكم المتميز الموجود علي الملتقي مثاني فواتح السور
لمن يريد ان يعرف لاعجازالعددي الحقيقي
بارك الله فيك أخى أحمد
وأشكرك على تذكيرك بموضوع " مثانى فواتح السور " ، وعلى ضربك به المثل للأبحاث الجادة المنضبطة فى الإعجاز العددى
ولقد توارى هذا الموضوع وطواه النسيان ، ولكنه سيظل شاهداً على ظلم المعارضين للإعجاز العددى وجحودهم به ، مهما كانت درجة أبحاثه من الإحكام والإنضباط
لنا الله ، وهو خير الشاهدين
 
..... وقد بلغ سوء الفهم لدى البعض نهايةً يحتار في فهمها المتدبرون ، هل هي حقيقة تمثل رؤيتهم للمسألة وكل ما حصل لديهم منها ، أم هو الجمود والتعصب ، أم هي خلاف ما يكتمونه في نفوسهم ؟
لا أستطيع أن أفهم ، أن ينكر أي فردٍ من هذه الفئة وجود الإعجاز العددي في القرآن، الماثل في ترتيب سوره وآياته ، ويؤمن في نفس الوقت، أنه كتاب إلهي محفوظ بتعهد من الله سبحانه، لم يتعرض لأي زيادة أو نقصان ، بعيد عن الفوضى ، والعشوائية ، والمصادفات . . . . لا أفهم كيف تؤمن هذه الفئة بأن الكون منظم ، من الذرة إلى المجرة ، وأن اللغة الكونية التي تنظم هذا الكون هي لغة الرياضيات ، وفي نفس الوقت تستبعد وجود هذه اللغة في القرآن الكريم .... وبات من مطالبهم إثبات عدم وجود ما يسمى إعجازاً عدديا في قصيدة ما ....
من هنا نصل إلى تحديد لمفهوم الإعجاز العددي ، وهو ما لا يمكن أن يقع في ما يكتبه الناس ، فإما إن كان في متناولهم ، فهو ليس إعجازاً . وفي تحديد هذا المفهوم ما يكفي لإخراج أي علاقة عددية تظهر فيما يكتبه الناس من دائرة الإعجاز . .. يمكنني أن أقدم لكم مثالا على الإعجاز العددي .... هل يمكن صياغة آية شبيهة بآية البسملة رياضيا ؟ الجواب : لا ( وقد أثبت الدكتور المهندس ماهر أمين في المؤتمر الثاني للإعجاز العددي المنعقد في المغرب استحالة ذلك ) .
ما شاء الله عليك ، هذا هو القول السديد فى المسألة برمتها
كلامك يا أستاذ جلغوم رصين وموزون ويفتح نوافذ عديدة للتأمل
وأدعو من قرأه على عجل أن يعيد قراءته على مهل ، متفكراً فيما حواه من حكمة بالغة
ولقد أسعدنى كثيراً أن يكون موضوعى هذا سبباً فى عودتك من جديد للكتابة فى الملتقى ، ذلك الملتقى الذى طالما أحببته وأخلصت له على مدى سنين عديدة
وأرجو أن تستمر وتواظب على الكتابة فيه من حين لآخر ودون انقطاع
كما أشكر كل الأخوة الذين أعربوا عن تقديرهم لهذا الموضوع من خلال أيقونة الشكر ، وهم الشيوخ الأجلاء والأساتذة الأفاضل : محمد الحسن بوصو ، أحمد نجاح ، عدنان الغامدى ، اسماعيل دراز ، أحمد مجدى
وبارك الله فى الجميع
 
لعله خير حدثني شيخنا الدكتور عبدالستار فتح الله وهو لم يكن معجبا بما يسمى بالإعجاز العددي وقال إنه من ملح العلم أن ابن العربي حاول تقريبا ما يشبه ذلك ولم يجد قبولا لدى الناس فأخفى ما ذهب إليه قال شيخنا إن الله لم يأذن بعد بظهوره لكل أجل كتاب ورأئيت أحد الأخوة يسكن بجوارنا الكلام لشيخنا رأيته مهتما بهذا الأمر فقلت لعل الله يظهر لنا شيئا من ذلك وكأنه من العلم الذي لم يظهر بعد. فمحاولة الأخوة الكرام لبيان أسرار القرآن لعل الله يجري على أيديهم من الخير ما ينفعنا ومن الممكن أن نستفيد من مجهودهم في الإحصاء ونحاول أن نعرف كثرة العدد وقلته
وبعضنا يخرج لنا معادلة سهلة نفهمها والآخر يعمق الفكرة وهكذا نحن نأخذ ما يفيدنا وغالبا كل من اشتغل بالقرآن هدي إلى الخير فاستعن بالله ولا تيأس من توفيق الله وعلى كل فنحن في انتظار ما يبهر الله به العالمين "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
هذا كلام طيب
واستبشر خيرا أخى الكريم ، فما توقعه شيخكم صحيح تماماً ، وقد أصاب به كبد الحقيقة ، ولكن – كما قال شيخكم أيضا – : لكل أجل كتاب
ولا أستطيع الآن أن أبوح بكل ما أعلم ، ولكن يكفى أن أعلن لكم وللأمة قاطبة أن الإعجاز العددى أو المنهج الإحصائى الذى يقوم عليه هذا الإعجاز يُعد هو المفتاح الوحيد الذى به وحده تنفتح لنا كنوز الحروف المُقَطّعات فى أوائل السور
ولكل حادث حديث ، وإن غداً لناظره لقريب
بارك الله فيكم أخى الدكتور البطاوى ، وجزاكم خيراً على هذا الكلم الطيب
 
كما أشكر كل الأخوة الذين أعربوا عن تقديرهم لهذا الموضوع من خلال أيقونة الشكر ، وهم الشيوخ الأجلاء والأساتذة الأفاضل : محمد الحسن بوصو ، أحمد نجاح ، عدنان الغامدى ، اسماعيل دراز ، أحمد مجدى، وبارك الله فى الجميع
والشكر موصول للأخ الكريم الدكتور عمارة ، المحامى القدير والمنافح الكبير عن الإعجاز العددى ، لا سيما وهو المتخصص فى علوم الرياضيات ، البصير بدقائقها ، العارف بأسرارها ، فضلا عن إلمامه الواسع بالعلوم الشرعية ، بارك الله فيه
 
عودة
أعلى