بدعة: البداية والتطور - تقرير يلحق بالبحث العلمي

أبو هاني

New member
إنضم
5 سبتمبر 2008
المشاركات
99
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تقرير يقوم على جمع الإشارات المتعلقة بظاهرة التقاء الميم بالباء سواء أكانت الميم منقلبة أم غير منقلبة .
وقد وجدت من الضروري أن أنشر ما وجدته في مواقع الشبكة : الإنترنت واستطعت نسخه توثيقا ودفعا للشك .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بدعة : البداية والتطور

بدعة : البداية والتطور


أحسب أن العنوان جذب المهتمين ، لكن من كان مهتما بحق عليه أن يطالع الموضوع الذي سبق رفعه في هذا الملتقى بعنوان :
" تقرير يُلحق بالبحث العلمي "
لعل الاقتناع يكون سهلا
 
في أول وهلة حسبتها نظرية داروين، فقلت في نفسي: ما دخلها في ملتقى القراءات؟
ولا شك أن الموضوع مكررا فأستسمحك في حذف أحدهما،
ثم أقترح أن تختار عنوانا دالا على مضمون المشاركة، حتى يجلب إليه الأنظار أكثر،
بارك الله فيكم​
 
اطلعنا على الموضوع ،وقرأناه مرات ،ولم أشأ أن أضع عليه تعليقا،وعلى كل سأفعل وعسى أن يكون الاقتناع سهلا.
والسلام عليكم.
 
في أول وهلة حسبتها نظرية داروين، فقلت في نفسي: ما دخلها في ملتقى القراءات؟
ولا شك أن الموضوع مكرر فأستسمحك في حذف أحدهما،
ثم أقترح أن تختار عنوانا دالا على مضمون المشاركة، حتى يجلب إليه الأنظار أكثر،
بارك الله فيكم​
السلام عليك أخي آيت ، ثم حقا ما علاقة داروين بالملتقى ؟ هل لكلمة التطور أن تقتصر على نظرية داروين ؟
على كل لقد حققت المراد وهو الاطلاع .
ثم أي الموضوعين يكون مصيره الحذف ؟ الأصلي : التقرير أم الإحالة ؟ أحسب أن الأمرين لا يمكن تحقيقهما ، لكن يمكن ضمهما بنقل المشاركات من اللاحق إلى السابق .
أما عن العنوان اللافت للأنظار فقد تحقق في اللاحق ، ولكن لأنني باحث أكاديمي لم أجد عنوانا دالا على فحوى الموضوع أليق من عبارة : " تقرير ... " وحسبت أن المناسب هو ألا ألجأ إلى التهويل للفت الأنظار .
ثم هل ما في التقرير مكرر ؟ لا أظن !
شكرا لك لاهتمامك ، وبارك الله جهدك .
#تم دمج الموضوعين والعنوانين، شكرا لكم#
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اطلعنا على الموضوع ،وقرأناه مرات ،ولم أشأ أن أضع عليه تعليقا،وعلى كل سأفعل وعسى أن يكون الاقتناع سهلا.
والسلام عليكم.​
وعليك السلام يا أحمد ، لقد سبق أن وعدتَ ، ولكن أيّ تعليق لن يكون موجها إلى شخصي ، فالتقرير لا يتضمن رأيا شخصيا وإنما هو كما ذكرتُ تتبّعٌ وبحث محايد يتقصَّى المعلومات ، وقد تشتمل على حقائق وهذا ما أحسبه نتيجة البحث وقد يكون فيها ما تردُّه معلومات أخرى أوثق ، والحقيقة بنت البحث المحايد المجرَّد عن الهوى .
لك تحياتي وتقديري لاهتمامك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
وعليك السلام يا أحمد ، لقد سبق أن وعدتَ

كنت وعدت بالاطلاع لاالتعليق .
وإنما هو كما ذكرتُ تتبّعٌ وبحث محايد يتقصَّى المعلومات ،
وأيضا مشاركتي محايدة ، تقصيت فيها الأدلة الصحيحة الصريحة .
وقد تشتمل على حقائق وهذا ما أحسبه نتيجة البحث وقد يكون فيها ما تردُّه معلومات أخرى أوثق ، والحقيقة بنت البحث المحايد المجرَّد عن الهوى
أظن أن في مشاركتي ما يرده ، كما أنها بنيت على الأدلة المجردة من الهوى

لك تحياتي وتقديري لاهتمامك .
ولك خالص شكري لتواضعكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
اشتمل هذا الملحق على نشأة البدعة المسماة بفرجة الإخفاء الشفوي ، والذي انتهى إليه الباحث أن نشأة البدعة كانت عند المرعشي ، مرورا بالدمياطي ومكي نصر ، لكن الباحث نسي أن الجعبري متقدم على المرعشي بأكثر من ثلاثة قرون ، وعبارة الجعبري صريحة في منع الإطباق ، وعليه فالباحث الكريم أدرج الجعبري بعد المرعشي ، لأنه من وجهة نظره أن بداية البدعة كانت من التحذير بعدم الكز ، ولما كانت عبارة الجعبري صريحة في منع الإطباق أدرجه بعده حتى يتم التسلسل في البدعة ، فمنشؤها التحذير من الكز ، ثم آل الأمر إلى منع الإطباق ، وعليه فصريح عبارة الجعبري ، وتقدمه على المرعشي بثلاثة قرون يرد ما جاء في هذا الملحق .
أيضا قول ابن الباذش الذي بين فيه أن إخفاء الميم لا يتم إلا بزوال مخرجها ، وهذا أيضا يرد ما جاء في هذا الملحق ، لتقدم ابن الباذش على الجعبري والمرعشي .

البدعة الأخرى التي أشار إليها الباحث هي الاحتراز من إلصاق اللسان في مخرج النون عند الإخفاء ، وذكر دكتورنا الفاضل أن بداية هذه البدعة كانت عند مكي نصر ، بالطبع يحاول دكتورنا أن يثبت أن الإخفاء لا يتطلب فيه زوال المخرج ، وعليه ذكر أن التحذير الذي ذكره مكي نصر وغيره من البدع .
فماذا يقول دكتورنا الأريب في كلام ابن الطحان الأندلسي المتوفى 561هـ ، بمعنى أنه متقدم على مكي نصر بأكثر من ستة قرون ، قال ابن الطحان في اصطلاح الإخفاء : " وحقيقته_أي الإخفاء _ أن يبطل عند النطق الجزء المعمل لها في اللسان عند التحريك والبيان . . ." مرشد القارئ صـ36 تحقيق الدكتور توفيق العبقري .

بل ذكره قبله الإمام مكي رحمه الله حيث قال : " فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان "الكشف 1/166
وأتى من بعدهما إمام هذا الفن فأثبته أيضا ،قال ابن الجزري : "إن مخرج النون والتنوين مع حروف الإخفاء الخمسة عشر من الخيشوم فقط ولا حَظّ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة " النشر 2/24 .

إذن كلام ابن الباذش والجعبري يرد ما جاء في هذا الملحق من أن نشأة هذه البدعة كان بدايتها المرعشي ، وعليه فليست من البدعة في شيء ، بل هو النطق الصحيح الموافق للمنقول عن العلماء .
وما جاء عن الإمام مكي وابن الطحان وابن الجزري يرد البدعة الأخرى المشار إليها ، والتي ما ذُكرت إلى تمريرا لإثبات البدعة الأولى ، فكلام الأئمة رحمهم الله يرد دعوى البدع المذكورة في هذا الملحق .
وهذا الكلام المذكور في هذه المشاركة ليس مبناه هوى النفس ، أو التعصب لما تلقيناه ،لأننا تجردنا مما في نفوسنا ونحن نقرأ الملحق ، والحمد لله أننا وثقناه بكلام الأئمة المعتبرين في هذا الفن، بالأدلة الصريحة الصحيحة .
وقد قال دكتورنا الفاضل قبلا : " وقد يكون فيها ما ترده معلومات أخرى أوثق " وقد جئنا بالمعلومات الأخرى ، وأظن أنها موثقة .
جزاك الله خيرا دكتورنا ، ونفع بكم ، ورفع قدركم ، والسلام عليكم .
 
لك التحية ، مع أنني ألمس فيك ميلا شديدا للجدال اللفظي ، وهو ما يجعل الأمر يتخذ طابع المِراء ، ولستُ أماري وإن كنتُ على حق !! من مشاركتك الأخيرة لمستُ تعلُّقا زائدا بالعبارات المنقولة عن أهل العصور الغابرة حين لم يكن لدى الدارسين إمكانات عصرنا الحاضر ، وكان كثير من أقوالهم قائما على الحدس والتخمين لا على التجريب والتحقيق العلمي العملي ، وأرى أن أيسر شيء للإحاطة بأمور التجويد هو دراسة علم الأصوات phonetics وعلم التشكيل الصوتي phonology فالمعلومات فيهما تزيل الغموض والتوهمات التي نلمسها في عبارات الغابرين وهي التي تثير الجدال وتُحدث البِدع .
1 . الجعبري متقدم على المرعشي بأكثر من ثلاثة قرون وعبارة الجعبري صريحة في منع الإطباق
لم يتيسر لي الحصول على ما كتبه الجعبري ، هذا من ناحية ، وما كان يخطر على البال أن يكون للمرعشي ما يخالف قول سابق له
2 . الباحث الكريم أدرج الجعبري بعد المرعشي ، لأنه من وجهة نظره أن بداية البدعة كانت من التحذير بعدم الكز ، ولما كانت عبارة الجعبري صريحة في منع الإطباق أدرجه بعده حتى يتم التسلسل في البدعة ، فمنشؤها التحذير من الكز ، ثم آل الأمر إلى منع الإطباق
كأنك ترميني بالتدليس ، وأنا بريء مما ترميني به يا شيخ !!
3 . وعليه فصريح عبارة الجعبري ، وتقدمه على المرعشي بثلاثة قرون يرد ما جاء في هذا الملحق
هلا ذكرتَ ما قاله الجعبري مع التوثيق
4 . قول ابن الباذش بين فيه أن إخفاء الميم لا يتم إلا بزوال مخرجها
هل علمتَ ميما يزول مخرجها الذي هو بإغلاق الشفتين إغلاقا محكما ؟ ستكون خُنَّة !! إما أنك لم تقرأ بحث النون وإما أنك لم تلتفت إلى ما قاله ابن الباذش في الإقناع 1 : 180 من وصفِ معاينةٍ ومن نصٍّ على تمام الإغلاق على الميم والباء إغلاقا واحدا قال ابن الباذش : ” وقال لى أبو الحسن ابن شُرَيْح فيه بالإظهار ولَفَظَ لى به فأطبَقَ شفتَيه على الحرفَين إطباقًا واحدًا “ ، وهذا ما وجَّه به والد ابن الباذش فَهْمَ الإخفاء فهو يراه ” انطباق الشفتَين على الحرفَين انطباقًا واحدًا “ الإقناع 1 : 181 ، ويقول ابن الطحان في مرشد القارئ تحقيق حاتم الضامن ص 36 : ومن بينهما - يريد الشفتين - تخرج الميم والواو والباء ، غير أنهما تنطبقان في الميم والباء ، ولا تنطبقان في الواو بل تتقببان .
5 . قال ابن الطحان في اصطلاح الإخفاء : " وحقيقته_أي الإخفاء _ أن يبطل عند النطق الجزء المعمل لها في اللسان عند التحريك والبيان . . ." مرشد القارئ صـ36 تحقيق الدكتور توفيق العبقري
( يبطل عند النطق الجزء المعمل لها في اللسان عند التحريك والبيان ) هذا ما استشهدتَ به وهو لا يقوم شاهدا لِما تراه بل هو يدعم ما أراه أنا ؛ فاللسان لا يبطل عمله كاملا بل إنه ينتقل إلى موضع إنتاج الصوت التالي للنون وكذلك الشفة السفلى والثنايا العليا قبل الفاء ، وأزيدك خلافا ؛ بل إن قرب موضع الإخفاء وهو من المراتب الثلاث يحتم التصاق طرف اللسان أي الجزء المعمل للنون قبل : التاء والدال والطاء والضاد المعاصرة لأن مواضع إنتاج أولئك الأصوات إما من موضع إنتاج النون وإما شديدة القرب منه
6 . ذكره قبله مكي رحمه الله قال : " فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان "الكشف 1/166
( ما كان يخرج من طرف اللسان ) هذه العبارة لا تعني إبطال عمل اللسان كلية ، بل انتقال موضع إنتاج النون إلى موضع إنتاج ما يليها من أصوات
7 . وبعدهما قال ابن الجزري : "إن مخرج النون والتنوين مع حروف الإخفاء الخمسة عشر من الخيشوم فقط ولا حَظّ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة " النشر 2/24 .
كلام ابن الجزري خطأ خطأ خطأ ، فللنون والتنوين مخرجان كما أشار الرضي : الخيشوم وموضع من الفم ( الفم من عندي لتشير إلى موضع في اللسان وموضع في الشفة السفلى مع الثنايا العليا لما قبل الفاء ) ، والخطأ في كلام ابن الجزري أنه عمَّم بعبارة : ( لا حَظّ لهما معهن في الفم ) .
هداني الله وإياك وسائر المهتمين بالحقيقة إلى سواء السبيل .
 
لك أطيب التحايا يا سيدنا، ولست ممن يحب الجدل ، كل ما في الأمر أنك لفتَ نظري إلى الاطلاع إلى هذا الملحق ، واطلعتُ من يومها ، ولو كان في نيتي جدالا لعلقتُ عليه من فوري ، ولكنكم لما قلتم أني وعدتُ ولم أوف كان لزاما عليّ أن أُعلق على ما تفضلتَ به في هذا البحث ، فما الذي كنتَ تنتظره مني ؟ أن يكون تعليقي عبارات ثناء ومدح . . . أما كنت تريد أن تلفتَ نظري إلى هذا البدعة وكيف نشأت ، فإن كانت الأولى فليس من طبعي أن أمدح أمرا لستُ على قناعة به ، وإن كانت الأخرى فلابد لي أن أبين أنها ليست من البدعة ، وقد فعلتُ .
وإن كنتَ لمستَ فيّ تعلقا زائدا بالعبارات المنقولة عن أهل العصور الغابرة فإني لمستُ فيكم تخطئة ما نقل لنا بواسطة هؤلاء ، تذرعا بإمكانات عصرنا الحديثة ، وما سطره سيبويه قبل اثني عشر قرنا من الزمان وموافقته لما جاء عند علماء الأصوات ليدل على أن الأمر لم يكن مجرد تخمين وحدس.
قلتم :
وما كان يخطر على البال أن يكون للمرعشي ما يخالف قول سابق له .
عبارة المرعشي غير مخالفة لكلام الجعبري ، بل اختلاف في التعبير والصيغة ، أمر الجعبري باتقاء الإطباق ، والمرعشي بعدم الزوال بالكلية ، ومؤداهما واحد .
قلتم :
كأنك ترميني بالتدليس .
يعلم ربي ما أردتُ ذلك ، ولا كان في نيتي ،وأعتذر منكم ، كل ما في الأمر أني وضعتُ تبريرا لإدراجك الجعبري بعد المرعشي ، والسؤال الآن ، إذا كنت لم تطلع على كلام الجعبري فعلى أي أساس أدرجته مع أصحاب البدعة(الفرجة ) ؟!!
كلام الجعبري تطلع عليه على مهل في هذا الرابط:
http://vb.tafsir.net/tafsir11961/

قلتم
هل علمتَ ميما يزول مخرجها الذي هو بإغلاق الشفتين إغلاقا محكما ؟
نعم لم أعلم ميما يزول مخرجها الذي هو بإغلاق الشفتين في وضعها الطبيعي ، وهل علمتَ ميما تظل كما هي بعد أن طرأ عليها الإخفاء ؟ فإن رأيت أن الميم يظل مخرجها كما هو بعد أن أُخفيت فيبدوا أن اصطلاح علمائنا لهذا الحكم كان ضربا من العبث ، وحاشاهم وكلا .
أو أنهم لم يوفقوا في هذا المسمى ( الإخفاء ) الذي أصبح من الخفاء ما يجعلنا نختلف فيه بعد أكثر من عشرة قرون .
قلتم : ستكون خنة .
نعم ستكون خنة إذا انعدم المخرج بالكلية ، وليس كذلك ، بل ثمة زوال ليس من شأنه إعدام المخرج بالكلية ، ولا ضياع صوت الميم ، وقد بين ذلك المرعشي رحمه الله بما نحن في غنى عن إعادته.
وتأكد أني قرأتُ بحث النون أكثر من مرة ، ولكني ذكرتُ هناك أني لا أريد تفنيدا لما فيه ، وإن كنتَ أحلتني إلى نص من نصوصه فأقول :
ورد نصان عند ابن الباذش ، نص ذكر فيه الإظهار ، وحملته أنت على الإخفاء ، ونص ذكر فيه الإخفاء ولم تتعرضوا أنتم له .
الأول قوله :
" وقال لي أبو الحسن ابن شريح فيه بالإظهار، ولفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا "
يتكلم عن الإظهار الذي تطبق فيه الشفتان وعلقتَ أنت قائلا : وهذا ما وجه به والد ابن الباذش فهم الإخفاء !!!!!
الثاني قوله :
قال لي أبي رضي الله عنه : المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والوا والباء ، ولا يتجه إخفاؤها عندهن إلا بزوال مخرجها من الشفة ، ويبقى المخرج من الخيشوم ، كما يفعل ذلك في النون المخفاة " الإقناع لابن الباذش ج1ص 179ـ 182 طبعة جامعة أم القرى.
فأنت ترى تصريحه بأن الإخفاء لا يكون إلا بزوال مخرجها من الشفة ، حملتم نص الإظهار على الإخفاء وتركتم النص الذي بين فيه كيفية الإخفاء .فما قولكم في ذلك؟ .
_ وما نقلته عن ابن الطحان لا يؤيد ما ذهبتم إليه ، إذ ليس في كلامه ما يدل على الانتقال
إلى مخرج الحرف التالي له ، وإلا فبين لنا ذلك من كلامه .
_ علقتم على قول الإمام مكي ( زال ما كان يخرج من طرف اللسان ) بقولكم : هذه العبارة لا تعني إبطال عمل اللسان بالكلية ، بل انتقال موضع إنتاج النون إلى موضع إنتاج ما يليها من أصوات .
أقول : ليس في كلام مكي ما نفهم منه ما تفضلتم به، لا من قريب أو من بعيد، كل ما ذكره زوال المخرج ، ولو كان هناك انتقال إلى مخرج الحرف التالي لصرح ، فلم تلجئنا إلى الاستنباط والاستنتاج ونترك صريح العبارة ؟!!!
قلتم : كلام ابن الجزري خطأ خطأ خطأ .
وأقول : ليس خطأ خطأ خطأ ، ليس لأنه أحد أئمة هذا الفن ، لكن لموافقته نصوص العلماء قبله ، قال ابن الباذش ومكي وابن الطحان بزوال مخرجها ، وقال ابن الجزري بزوال المخرج أيضا.
تَرْكُك لصريح عبارة مكي وابن الطحان وحملها على الانتقال إلى مخرج الحرف التالي ، وليس هناك ما يفيد ذلك مطلقا ، جعلك تخطئ ابن الجزري ، وإلا لو حملنا كلام مكي وابن الطحان على ظاهره ، من دون استنباط بعيد عن صريح العبارة ، وأدرجنا معهما كلام ابن الباذش لعلمنا أن كلام ابن الجزري بلغ من الصحة ما لا يطرأ عليه تشكيك .
طيب فما رأيك وكلام ابن الجزري هو عين كلام الداني رحمه الله ، هل أخطأ الداني أيضا؟! قال أبو عمرو الداني : " أما إخفاء النون الساكنة والتنوين فحقه أن يؤتى بهما لا مظهرتين ، ولا مدغمتين ، فيكون مخرجهما من الخياشيم لا غيــــر ، ويبطل عمل اللسان بهما " التحديد في الإتقان والتجويد صـ100 .
وقال أيضا : " ومخرجهما من الخيشوم خاصة ، ولا عمل للسان فيهما " صـ115
أظن لو أن هناك عملا للسان في مخرج الحرف التالي له لذكره ، بل نفى العمل بالكلية .
قلتم :
هداني الله وإياك وسائر المهتمين بالحقيقة إلى سواء السبيل .
اللهم آمين ، وأسأل الله أن يظهر الحق على لسانك .
 
أحلتني على محاضرة طويلة للشيخ عبد الحكيم ورأيه من رأيك بل هو أشد جدلا ، في حين أحلتُك على ما ليس من رأيي ، ومع ذلك لم أجد كلام الجعبري مفهوما ، وعلَّق بعض المشاركين بأن تحقيق النص غير جيد وخصوصًا البيت رقم 50 لعدم صحته من الناحية العروضية .
وقد تابعتُ إحالات متعددة في الموضوع ووجدتُ كلامًا كثيرًا مليئًا بالتضارب والتناقض . ولا يُزيل هذا التاقض الناشئ من ضعف العبارات إلا ما قدَّمتُه في بحث النون من وصف للإخفاء وهو أن أعضاء النطق في أثناء إنتاج الغنة تكون في وضع إنتاج الصوت التالي ، ولعلك لم تلتفت إلى هذا الوصف لأنه غير ما في تآليف معلِّمي التجويد . وقديما قال إسحاق الموصلي للمعتصم : إن من الأشياء أشياء تدركها المعرفة ولا تؤديها الصفة ، ومصطلح الإخفاء من هذا القبيل ؛ فهو غير محدد ؛ فما معنى بين الإظهار والإدغام ؟
أودّ أن أختم هذا النقاش وأغلق باب الجدال بأن ألفت نظرك إلى كيفية إنتاج النون الساكنة قبل الثاء والذال والظاء والفاء في : منثورا ، فأنذر ، فأنظرني ، الأنفال ، ومثل ذلك إنتاج نون التنوين في كلمتين ، وراقب أداءك في المرآة ، وقد انتقيتُ هذه الأمثلة لأن ما بعد النون ينتج من طرف اللسان مع الثنايا العليا أو الشفة السفلى وهذا مما تسهل ملاحظته ، وتستطيع أن تدرك الأمر قبل الكاف والقاف وإن كانا من نهاية اللسان .
الدكتور أيمن رشدي سويد هو صهر الشيخ عيون السود ولقد أخبرني الدكتور عن نفسه أنه كان يُعلِّم إنتاج النون الساكنة والتنوين قبل الباء بعدم إغلاق الشفتين مدة عشرين عاما ثم تبين وجه الصواب فصار منذ تولَّى التعليم في قناة اقرأ الفضائية يعلِّم بإغلاق الشفتين إغلاقا محكما .
وأنا الآن أغلق باب الحوار من ناحيتي ، وآمل أن يتوقف .
أسأل الله أن يلهمنا الصواب والرشاد .
 
لو تخلينا عن نص الجعبري تماما ، واكتفينا بالنصوص الأخرى_ ونص ابن الباذش على وجه الخصوص _ لكان فيها من الدلالة ما يكفي لرد ما جاء في البحث وملحقه ، ولم أرك تعرضت لها .
أما انتقال أعضاء النطق عند الإخفاء إلى الحرف التالي لها فهذا متوافق مع إخفاء القاف والكاف في النطق الحالي ، بل وأنا أوافقك فيما أشرت إليه مسبقا ، بانتقال مخرجها عند الطاء والتاء والدال ،وذلك لقربها الشديد ، ولقول العلماء أن الإخفاء عندها أشبه بالإدغام ، وتخليتُ عن الضاد التي ألحقتَها أنت بهم لأنه لم يرد في نصوصهم ما يشير إلى ذلك ، وذلك لأن نطقها الآن مخالف لما في نصوص المتقدمين .
بالطبع لن أوضح ما معنى بين الإظهار والإدغام ولن أعلق على بقية الكلام إذعانا لرغبتك في إغلاق الحوار .
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
 
عودة
أعلى