فرغلي عرباوي
New member
- إنضم
- 24/03/2004
- المشاركات
- 109
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
بحث تفصيلي في مخارج أصوات الجوف
*******************************
*أهمية الرئـتـيـن وعلاقتــه بالصـوت
* أهمية القصـبة الهوائية وعلاقتها بالصـوت.
* أهمية الحنجرة وعلاقتها بالصـوت.
* أهمية الوترين الصــوتيين في إنتاج الأصوات.
* أهميـة البلعـوم وعلاقـته بالصـوت.
* التعريــف بالجوف عند اللغـوييــن والقـراء.
* التعريـف بأصـوات وأسماء الحـروف الجـوفية.
* التعريـف بصفات أصوات الحروف الجوفية.
* بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الألف الجوفية.
* بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الواو الجوفية.
* بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الياء الجوفية.
أهميـــــة الرئـتـيـن وعلاقتـه بالصــوت
***************
قال العلماء : جميع أصوات الكلام التي يتكلم بها الإنسان تكون بواسطة هواء الزفير , وهواء الزفير بدوره يخرج من الرئتين , فطول الوقت يدخل الهواء إلى الرئتين ويخرج منها, وهذه هي عملية التنفس ولكن إذا حدث نوع من الانسداد فإنه يتسبب في إنتاج الصوت , أما الكلام فإنه يحتاج أكثر من هذا إذ يجب أن يكون لدى الشخص الذي يصدر عنه الكلام تحكم سهل ومؤثر في عملية الإغلاق التي تنتج الصوت الإنساني , وهذا يجعل اللغوي يعتني عناية كبيرة بحركات الفم والبلعوم والحنجرة , وإذا كانت هذه الحركات تستحوذ على أكثر اهتمام علماء الأصوات وعلماء اللغة بوجه عام , فإنه علينا ألا ننسى أن القوة المحركة في إنتاج الصوت تتمثل بشكل رئيسي في نشاط الصدر , لأن له أثرا كبيرا في إنتاج الصوت, وأن أعضاء النطق هذه ليست كلها متحركة بل معظمها ثابت لا يتحرك , وبعضها قابل للحركة كاللسان والشفتين , كما أنه يجب أن نعرف أن تسمية هذه الأعضاء بأعضاء النطق تسمية مجازية , والواقع أن أعضاء النطق ليست وظيفتها الأساسية إصدار الأصوات الكلامية . بل إن لها وظائف أخرى أهم من ذلك بكثير , وما إصدار الأصوات الكلامية إلا وظيفة واحدة من الوظائف التي تقوم بها تلك الأعضاء , فتسميتها بأعضاء النطق من باب التوسع والمجاز , ولهذا فإن عجز الإنسان عن الكلام لإصابته بالبكم لا يعني على الإطلاق عجز أعضائه هذه عن القيام بوظائفها الأخرى التي تحفظ على صاحبها الحياة , فلسان الأخرس يقوم بجميع العمليات التي يقوم بها لسان غير الخرس غير الكلام ولدى كثير من الحيوانات جهاز يقارب أو يماثل الجهاز النطقي في الإنسان ولكن بفضل ما أكرمه الله سبحانه وتعالى وما منحه من نعمة القدرة على الكلام , فإن جهاز ه الصوتي يمكن له التكيف مع أوضاع مختلفة مع إخراج الهواء من الرئتين مما يؤدي إلى أصوات مختلفة المخارج والصفات .
للرئتين وظائف حيوية معروفة لا داعي لذكرها هنا وهما تتصلان بالهواء الخارجي بالأنف , وهما قابلتان للتمدد والانكماش , ولكنهما لا تستطيعان الحركة بذاتهما , لذا فهما في حاجة إلى محرك يدفعهما للتمدد والانكماش , وهذا المحرك هو الحجاب الحاجز (( وهو عبارة عن عضلة تفصل بين الأحشاء وجوف الصدر وتحفظ الرئتين في ضغط معين )) وأمّا القفص الصدري (( فهو يساعد على استنشاق الهواء وزفرة وامتلائهما به وإفراغهما إذ ترفع العضلات تلك العضلات فتزيد في استدارة الصوت في حالة الشهيق وتنبسط العضلات فتعود إلى ما كانت عليه في حالة الزفير )) ويخرج الكلام عادة عند عملية الزفير , فأثناء خروج هذا الزفير تعترض الأعضاء الصوتية ممر الهواء وتقتضي عملية الكلام إطالة الزمن الذي تتم فيه عملية الزفير بالنسبة للشقيق حتى تصبح الفترة التي يستغرقها الزفير من ثلاثة إلى عشرة أمثال فترة الشهيق , هذا في الكلام العادي , أما عندما يسترسل المتكلم في حديث سريع طويل فقد يصبح طول فترة الزفير ثلاثين مثلا لطول فترة الشهيق , وعملية النطق ليست مجرد إخراج هواء الزفير على نحو مناسب ولكن الهواء في الواقع يخرج في دفعات تتفق كل منها مع إنتاج مقطع صوتي كامل والذي ينظم هذه العملية هو الجهاز العصبي في الإنسان .
ذكر فضيلة الشيخ العلامة : يَحْيَى الغوثاني في بعض محاضراته عن التنفس ما يلي :
الإنسان في الأحوال الاعتيادية يستعمل حوالي 30% أو 40% من رئتيه في التنفس .. لكن عندما يكون التنفس عميقا , تفتح جميع شعب الرئتين وكلها تتحرك وتملؤها كلها بالأوكسجين الجديد , وبدورها تكون قد غذت الدم بأوكسجين جديد .. والمعروف أن الدماغ يحتاج إلى الدم المغذى بشكل متواصل فالدماغ مبني على
الدم -----> الدم مبنى على الأوكسجين -----> الأوكسجين مبني على الهواء الذي في رئتيك..
أهميـة القصـبة الهوائية وعلاقتها بالصـوت
***************************
وهي عبارة عن أنبوب أشبه بطريق غضروفي ذي حلقات غير مكتملة من الخلف , ويسميها بعض علماء الأصوات :(الفراغ الرنان) ويلاحظ أن التكوين السابق للقصبة الهوائية يزيد في تموج هواء الزفير ويساعد في تمييز بعض الأصوات عن بعض .
أهميـــــة الحنجرة وعـــلاقتـــها بالصـــــــوت
***************************
هي مجموعة من الغضاريف والعضلات والأنسجة وهي أشبه بحجرة ذات اتساع معين يختلف من الطفولة حتى البلوغ بين الإناث والذكور ولكن هذا الاختلاف يزيد زيادة كبيرة بالنسبة للذكور فيما بعد أما بالنسبة للإناث فلا يختلف إلا اختلافا طفيفا
1. والغضروف الأول أو العلوي في الحنجرة: ناقص الاستدارة من الخلف عريض بارز من الأمام ويعرف الجزء البارز منه بتفاحة آدم.
2. أما الغضروف الثاني: فهو كامل الاستدارة والثالث مكون من قطعتين موضوعتين فوق الغضروف الثاني الخلفي.
ويقع فوق الحنجرة شئ يشبه اللسان يسمى لسان المزمار , وظيفته الحيوية حماية الحنجرة وطريق التنفس كله أثناء عملية البلع , وله وظيفة صوتية تتمثل في التأثير على نوع الحركات فهو يجذب إلى الخلف عند النطق بالفتحة الموجودة في كلمة طالب والفتحة الموجودة في كلمة ( صورة ) ويحذب إلى الأمام عند النطق بالحركتين الموجودتين في الكلمتين ( مين ) و ( فين ) في العامية المصرية.
أهمية الوترين الصــوتيين في إنتاج الأصوات
**************************
وفي الحنجرة يوجد الوتران الصوتيان (( وتسمية هذين الغشائين باسم الأوتار الصوتية تسمية غير دقيقة لأنهما وتران الواحد منهما يشبه رف المصباح في بيوت الريف , مثبت من جميع نواحيه ما عدا ناحية واحدة وليس على شكل وتر مثبت من طرفيه فحسب )) وهما عبارة عن غشائين كل واحد منهما نصف دائرة حين يمتد فإذا امتد الوتران أغلقا فتحة الحنجرة ومنعا الهواء الخارج من الرئة من المرور , وهذان الوتران من أعضاء النطق المتحركة كما أن لهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة تؤثر في الأصوات اللغوية أهم هذه الأوضاع أربعة هي :
1. الوضع الخاص بالتنفس : عندما ينفرج الوتران الصوتيان انفراجا ملحوظا بحيث يسمح للتنفس أن يمر من خلالهما دون أن يقابله أي اعتراض أو مانع يحدث في حالة ما يسمى في الاصطلاح الصوتي بالهمس مقابل الجهر وتسمى الأصوات التي تنطق حينئذ : الأصوات المهموسة .
2. وضعهما في حالة تكوين نغمة صوتية : عندما ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا جزئيا لا كليا بحيث يسمح للهواء المندفع من خلالهما أن يفتحهما ويغلقهما بسرعة وانتظام فائقين ينتج عن ذلك ما يعرف بذبذبة الأوتار الصوتية وهي ذبذبة ينتج نغمة صوتية تختلف في الدرجة والشدة وتعرف هذه النغمة في اصطلاح علماء الأصوات بالجهر كما تسمى الأصوات التي تصحب هذه النغمة بالأصوات المجهورة .
3. وضعهما في حالة الوشوشة : في حالة الوشوشة يكون الوتران في وضع يقرب من وضعهما في حالة الجهر ولكن مع فارق مهم هو تصلبها وتجمدها بحيث تمنع حدوث حدوث أي ذبذبة والمعروف أن الأصوات المجهورة في الكلام تستبدل بأصوات ( مسرة ) في حالة الوشوشة. أما الأصوات المهموسة فإنها تظل على حالتها بدون تغير .
4. وضعهما في حالة تكوين همزة القطع : قد ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما لفترة زمنية قصرة بحيث لا يسمحان بالمرور من وإلى صوت انفجاري نتيجة لاندفاع الهواء وهذا الصوت الانفجاري هو ما يسمى في العربية همزة القطع ويبدو أن التسمية العربية قد لاحظت تلك السمة البارزة في عملية نطق هذا الصوت وهي عملية قطع النفس .
أهمية البلعـوم وعلاقـــته بالصـوت
******************************
هو الفراغ الواقع فوق الحنجرة والوترين الصوتيين , وقد قسمه بعض العلماء إلى : البلعوم الحنجري والبلعوم الفموي , والبلعوم الأنفي , وذكر عند التنفس من الأنف مع قفل الفم يمر الهواء من البلعوم الأنفي إلى البلعوم الفموي ثم إلى البلعوم الحنجري ثم إلى القصبة الهوائية ثم إلى الرئتين , أما عند الكلام فإن الحنك الرخو إما أن يقفل الممر الأنفي تماما أمام الهواء الصاعد من الحنجرة فلا يساهم هذا الجزء من البلعوم في إنتاج الصوت , وإما أن يتركه مفتوحا وفي هذه الحالة يتخذ البلعوم الأنفي أحد أوضاع ثلاثة: أ- أن يسمح للهواء بالخروج منه وحده بحيث يكون الأنف دون الفم هو المخرج الوحيد للصوت كما يحدث عند النطق بالميم والنون . ب – أن يكون مفتوحا أمام الهواء ولكن دون أن يساهم في إنتاج الصوت مساهمة تذكر. ج – أن يظل مفتوحا ويشترك مع فراع الفم في إنتاج الصوت ويحدث هذا عند النطق بصوت تشويه صفة الأنفية مثل الفتحة الطويلة في ( نام ) وهناك بجوار البلعوم ما يسمى بالفراغات الأنفية وهي تعتبر غرف رنين يتأثر مدى رنينها بحجمها وهناك أيضا الجيوب الأنفية التي تؤثر في إنتاج الأصوات التي تعرض لها صفة الأنفية كالفتحة المجاورة لأي منهما .
التعريــف بالجوف عند اللغـوييــن والقـراء
********************************
قال علماء اللغة : يأتي الجوف في اللغة ويراد به الخلاء
وفي اصطلاح القراء : هو خلاء الحلق والفم , أو الفراغ الذي في وسط الحلق والفم , والجوف مخرج لحروف المد الثلاثة , ولكل من أحرف الجوف شرط لابد منه , فمن شرط صوت الألف الجوفية أنها ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا أبدا ,ومن شرط صوت الواو الجوفية أن تكون ساكنة ومضموم ما قبلها , ومن شرط صوت الياء الجوفية أنها ساكنة ومكسور ما قبلها . وجمعت في كلمات ( نوحيها ) أو ( أوتينا ) أو ( أوذينا ) .
التعريـف بأصـوات وأسماء الحـروف الجــوفية
********************************
قال بن الجزري في النشر : فقد اختلفوا في عددها فالمختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن أحمد ومكي بن أبي طالب وأبي القاسم الهذلي وأبي الحسن شريح وغيرهم سبعة عشر مخرجا ، وهذا الذي يظهر من حيث الاختبار وهو الذي أثبته أبوعلي بن سينا في مؤلف أفرده في المخارج وصفاتها أ هـ .
والسبب في تسمية هذه الحروف بالجوفية لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف كما قرر ذلك بن الجزري في التمهيد , وهذه الحروف الثلاثة تخرج من جوف الحلق والفم وليس لها حيز تعتمد عليه أو تنتهي إليه وإنما تنتهي بانتهاء هواء الصوت ولذلك سماها بعض العلماء بالمخرج المقدر, إلا أن هواء الألف متصعد أكثر , وهواء الياء متسفل , وهواء الواو متوسط , فسبحان من أظهر بعض عجائب صنعه في خلقه .
قال ابن الجزري :
(فألف الجوف وأختاها وهي**** حروف مدّ للهواء تنتهي)
وتسمى هذه الحروف الجوفية بالهوائية , لأنها في الحقيقة عبارة عن هواء ينتشر في الحلق والفم , وتسمى بحروف المد واللين لأنها تخرج في لين ويسر وعدم كلفة عند التلفظ بها , وتسمى مع الهاء بالحروف الخفية : قال مكي في الرعاية :سميت بالخفية لأنها تخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها إنما لفظها في هذا خفي بين حرفين أو بعد حرف أو حروف هواء ....والألف أخفى هذه الحروف , لأنها لا علاج على اللسان فيها عند النطق بها أهـ .
التعريـــــف بصفات أصوات الحروف الجوفية
******************************
أولا: التعريف بصفات صوت الألف الجوفية المدية :
******************************
قال ابن الجزري في التمهيد : عن الألف أنها تخرج من مخرج الهمزة والهاء من أول الحلق .. اهـ قال العلماء: منشأ صوت الألف المدية الجوفية يبدأ في الظهور من مخرج الهمزة الحلقية ثم بعدها يتحول الصوت عبر الجوف , والألف لا تقع إلا ساكنة أبدا , ومفتوحا ما قبلها أبدا , ولا يبدأ بها أبدا , ولا تكون إلا بعد حرف متحرك أبدا , وهي حرف مجهور , رخو , لا يوصف بترقيق ولا تفخيم بل هو تابع لما قبله في ذلك , منفتح , مصمت , خفي , جوفي , مدي , هوائي , ضعيف جدا .
************************************
ثانيا : التعريف بصفات صوت الواو الجوفية المدية :
************************************
قال العلماء : تخرج الواو المدية من الجوف , ولكن منشأ صوتها يتولد في بدايته من مخرج الواو الشفوية ثم يتحول الصوت عبر مخرج الجوف , وهي مدية فيما لو سكنت وانضم ما قبلها , ولينة فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها , وهي حرف مجهور , رخو , مستفل , منفتح , مصمت , مرقق , جوفي , خفي , هوائي .
************************************
ثالثا : التعريف بصفات صوت الياء الجوفية المدية :
************************************
قال العلماء : تخرج الياء المدية من الجوف , ولكن منشأ صوتها يتولد في بدايته من مخرج الياء اللسانية ثم يتحول الصوت عبر مخرج الجوف , وهي مدية فيما لو سكنت وانكسر ما قبلها , ولينة فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها , وهي حرف مجهور , رخو , مستفل , منفتح , مصمت , مرقق , جوفي , خفي , هوائي .
بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الألف الجوفية
******************************
أقول وبالله التوفيق الألف الجوفية يقع فيها الخطأ من عدة وجوه :
******************************
1. بتر الصوت بها وقفا , والبتر معناه قطع الصوت بها فجأة والنقص من مقدار صوتها و إعطائها زمن حركة واحدة , وهذا فيه نقص من زمنها حيث أن زمن الألف حركتان , ولكن إحذر من تقدير زمن الألف بقبض الإصبع أو بسطه فهذا الميزان يخل بعرف القراء والصواب تقدير زمنها بحركات الأحرف من فتحة أو ضمة أو كسرة , وعندما أقول حركتين أي زمن النطق بحرفين متحركتين من أحرف اللغة العربية الأمثلة ) بَلَى )(الأنعام: من الآية30) ) الْأَعْلَى )(الصافات: من الآية8) ) يَخْشَى)(طـه: من الآية3) ) فَسَوَّى)(القيامة: من الآية38) .
********************
2. بعض القراء المبتدئين لا يفتح الفم بحرف الألف بالمقدار المطلوب , بل تجده يقرأ القرآن وكأن فمه مغلق على هيئة واحدة , وهذا يؤدي إلى نقص الأداء الصوتي للألف , والصواب أن يفتح القارئ فمه بالمقدار الوسط عند النطق بالألفات ولكن ليس فتحا مبالغا فيه خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية33) ) التَّوَّابُ )(التوبة: من الآية118) ) مَالِكَ)(آل عمران: من الآية26) .
********************
3. والبعض الآخر من عوام الناس يخلط صوت الألف بصوت الياء فيتولد من ذلك ألف يسميها بعض القراء الألف الممالة إمالة صغرى , والسبب في ذلك عدم فتح الفم باللفات فتحا وسطا الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية131) )َ السَّمَاوَاتِ)(البقرة: من الآية33) ويكثر هذا الخطأ وينتشر عند أهل مصر لأنهم في لهجتهم العامية يميلون الألفات فيخشى عليهم قراءة القرآن بهذه الكيفية العامية .
********************
4. وهناك خطأ شائع كثير جدا ولا سيما عند من يدعون الإتقان في التجويد حيث أنهم عند تفخيمهم لبعض الألفات يضمون ويمطون شفتهم للأمام ويظنون أن هذا تفخيما , فيتولد بسبب ذلك خلط صوت الألف بصوت الواو وهذا لحن فاحش يغير صوت الحرف , الأمثلة ) الضَّالِّينَ)(الشعراء: من الآية86) ) الْخَالِقُ)(الحشر: من الآية24) ) الْقَانِتِينَ)(التحريم: من الآية12) .
********************
5. ومن الأخطاء الشائعة التي لا يسلم منها إلا ما رحم ربك , خلط صوت الألف بصوت الغنة , والسبب في ذلك أن القارئ عند نطقه بحرف الألف يضغط على أنفه فيخرج صوت الألف مشم بصوت الغنة وهذا لحن فاحش حيث أن الألف مخرجها الصوتي الجوف فحسب وليس للمخرج الخيشومي علاقة بصوت الألف , ولمعرفة هل أنت ممن ينطق الألف مخلوطة بغنة أم لا فعندك نطقك بكلمة ) السَّمَاءِ)(البقرة: من الآية19) ضع يدك على أنفك فإن انحبس الصوت وتغير فاعلم أنك تخرج الألف مخنونة بغنة , فعليك أن تتدرب على يد شيخ مسند متصل السند بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على كيفية النطق بصوت الألف من الفم فقط .
********************
خلاصة البحث :
* عدم بتر صوت الألف وقفا.
* عدم فتح الفم بالألفات.
* عدم خلط صوت الألف بالياء.
* عدم خلط صوت الألف بالواو.
* عدم خلط صوت الألف بالغنة.
بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الواو الجوفية
****************************
أقول وبالله التوفيق الواو الجوفية يقع فيها الخطأ من عدة وجوه :
****************************
1. ألا يضم القارئ الشفتين إلى الأمام عند التلفظ بها , ويتولد بسب ذلك خلط صوتها بالفتحة , وكثر وشاع هذا الخطأ في كثير من البلاد العربية , فعليك أخي القارئ بضم الشفتين عند التلفظ بالحرف المضموم لأن من كمال صوت الحرف المضموم ضم الشفتين به الأمثلة ) تَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية149) ) الْمُسْلِمُونَ)(الجـن: من الآية14) .
******************
2. على القارئ أن يحذر عند ضم الشفتين بالواو للأمام من تضييق فتحة الواو أكثر من اللازم خشية أن تخرج الواو وفي صوتها ضجيج بسبب تصغير فتحة الواو ومع هواء متدفق بقوة ولا يتناسب مع تلك الفتحة الضيقة , نحو ) الْمُتَّقُونَ)(محمد: من الآية15) ) الْخَاطِئُونَ)(الحاقة: من الآية37) .
******************
3. هنا خطأ شاع وانتشر بقوة بين عوام الناس بخلط صوت الواو الجوفية بصوت الألف فيتولد من ذلك الخلط صوت حرف الــ ( O ) في الإنجليزية وصوت الـــ ( O ) هذا ليس من لغة العرب في شئ بل هو خليط من واو عربية وألف , وقراءة القرآن بهذا الحرف الأعجمي لحن ولا يجوز إدخال الألفاظ والأحرف الإنجليزية في الصوت القرآني , والسبب الذي أدى إلى هذا الصوت الأعجمي أن القارئ وسع فتحة شفتيه بالواو أكثر من اللازم , الأمثلة الْخَاطِئُونَ)(الحاقة: من الآية37) ) أُوذِينَا)(لأعراف: من الآية129) .
******************
4. والبعض من الجهلة عندما يقف على الواو المدية التي بعدها نون يبتر صوتها ولا يعطها حقها من المد العارض للسكون فبدل من أن ينطق مثلا ) تَعْمَلُونَ )(يونس: من الآية61) ينطقها خطأ هكذا ( تعملًن) وهذا الفعل يؤدي إلى نقص حرف من التلاوة وينتشر ذلك خاصة عند من يقرءون بمرتبة الترتيل الحدرية .
******************
5. وهناك بعض المتساهلين عندما يقف على الواو الواقع بعدها نون ساكنة وقفا ينحو بالواو نحو الفتحة , فتجده ينطق نصف واو ساكنة والنصف الآخر من الواو مفتوح وبعده النون , وهذا المثال خاصة يحتاج إلى تلقي ليتميز الفارق بين الخطأ والصواب الأمثلة )تُحَاجُّونَ)(آل عمران: من الآية66) ) يُنْفِقُونَ)(آل عمران: من الآية134) .
******************
6. قال العلماء : الأصل في الواو أنها مرققة في جميع الأحوال فهي لا تفخم بحال فالبعض من العوام وصغار القراء المبتدئين يفخمها ولا سيما إذا وقع قبلها أو بعدها مفخم أو وقعت بين مفخمين نحو ) الصُّدُورِ)(يونس: من الآية57) ) الطُّورَ )(النساء: من الآية154) ) مَرْصُوصٌ)(الصف: من الآية4).
******************
7. والبعض الآخر يخلط صوتها بالياء ولا خاصة أهل تركيا بسبب اللهجة الدارجة العامية عندهم نحو يُنْفِقُونَ)(آل عمران: من الآية134) .
******************
8. وهناك خطأ شاع وانتشر بين عوام الناس من خلط صوت الواو المدية بصوت الغنة , وكل ما على القارئ أن يضغط على حنجرته عند تلفظ الواو الساكنة ولا يضغط على أنفه لآن الغنة مخرجها الصوتي الخيشوم فحسب .
******************
9. والبعض من صغار الطلاب يهمل واو الصلة الصغرى بالكلية ولا يعطها حقها من المد الطبيعي وصلا نحو ) لَهُ)(البقرة: من الآية102) )فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً)(طـه: من الآية44) ) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ)(الانبياء: من الآية76) ) فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)(الحج: من الآية30) .
******************
خلاصة البحث :
1. عدم ضم الشفتين بالواو الجوفـية.
2. عدم تضييق فتحة الواو يؤدي إلى ضجيج صوتها.
3. عدم المبالغة في توسيع فتحة الواو يولد حرف الـ(O).
4. عدم بتر صـوتها وقفـا.
5. والبعض ينحو بها نحو الفتحة وقفا وهي ساكنة.
6. عـدم خـلط صوتها بالياء.
7. عـدم خلـط صوتها بالغنة.
8. عدم إهمال هاء الصلة الصغرى وصلا .
بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الياء الجوفية
*****************************
أقول وبالله التوفيق الياء الجوفية يقع فيها الخطأ من عدة وجوه :
*****************************
1. البعض من العوام لا يخفض الفك السفلي بالياء بالمقدار المطلوب عند التلفظ بالياء , والأولى بالقارئ أن يهتم بكيفية هيئة الشفتين مع جميع الأحرف فعند الحرف المفتوح يفتح فمه فتحا وسطا وعند الحرف المضموم يضم شفتيه للأمام وعند المكسور يخفض الفك السفلي بالحرف , ومن يهمل ذلك ويقرأ القرآن وفمه مع جميع الأحرف على وتيرة واحدة فاعلم إما أنه حفظ من نفسه أو من الكاسيت أو من شيخ مصحفي لا يهتم بكيفية أن تأخذ شفتاك أشكال الحروف , فعليك بالتلقي من المشايخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم , وفقني الله وإياك لتحقيق لفظ التلاوة .
******************
2. بعض جهلة القراء يخلط صوت الياء المدية بصوت الألف فيتولد بمجموع ذلك صوت الألف الممالة إمالة صغرى . والسبب الذي أدى إلى تلك الإمالة في صوت الياء أن القارئ وسع مخرج الياء أكثر من اللازم وباعد بين الفك العلوي والسفلي فخرج صوت الياء ممالة . الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية251) ) الْمُتَّقِينَ)(البقرة: من الآية180) ) الْمُحْسِنِينَ)(المائدة: من الآية13) .
******************
3. والبعض من المتساهلين عندما يقف على الياء المدية يبتر أى يقطع الصوت بها فجأة أو يحذفها بالكلية فبدل من أن ينطق كلمة ( ذِكْرِي)(طـه: من الآية42) بمد الياء مدا طبيعيا بقدر حركتين تجده ينطق راء مكسورة فقط والسلامة من هذا الخطأ إعطاء الياء حقها من المد الطبيعي .
******************
4. من المشهور بين القراء أن الياء مرققة قولا واحدا فهي لا تفخم بأي حال , فالبعض يفخمها ولا سيما إذا كان قبلها أو بعدها حرف مستعل أو بين مفخمين الأمثلة ) الْمُتَّقِينَ)(التوبة: من الآية4) ) بِغَيْظِكُمْ )(آل عمران: من الآية119) ) الْغَيْظِ)(آل عمران: من الآية119) .
******************
5. وهناك خطأ ينتشر بين البعض من الحفاظ حيث تجده يبالغ عند تلفظه بالياء بالضغط على مخرج الياء فيخرج صوتها وفيه ضجيج و السبب في هذا الضجيج في صوت الياء أن القارئ قام بتقريب الفكين العلوي والسفلي من بعضهما وزاد في العض والضغط الزائد على وسط اللسان , والصواب أن يترك القارئ مجرى هوائيا كافيا لها حتى تخرج في يسر وسهولة نحو ) الْمُتَّقِينَ)(الحجر: من الآية45) ) الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت: من الآية69) ) الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: من الآية18) .
******************
6. ومن الأخطاء الشائعة خلط صوت الياء الجوفية بصوت الغنة , وعلى القارئ الحاذق تجريد صوت الياء الجوفية من صوت الغنة وذلك بعدم استعمال الجزء الخيشومي معها , نحو ) الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: من الآية18) ) الْقَانِتِينَ)(التحريم: من الآية12).
******************
خلاصة البحث :
1. عـدم خفض الـفك السفـلي بالياء.
2. عـدم خـلط صوتها بالألـف.
3. عدم بتر صوتها أو حذفها وقـفا.
4. عدم تفخيمها فيما لو وقعت بين مفخمين.
5. عدم إخراج صوتها وفيــــه ضجـيج .
6. عدم خلـط صوتها بالغـنة .
******************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
*******************************
*أهمية الرئـتـيـن وعلاقتــه بالصـوت
* أهمية القصـبة الهوائية وعلاقتها بالصـوت.
* أهمية الحنجرة وعلاقتها بالصـوت.
* أهمية الوترين الصــوتيين في إنتاج الأصوات.
* أهميـة البلعـوم وعلاقـته بالصـوت.
* التعريــف بالجوف عند اللغـوييــن والقـراء.
* التعريـف بأصـوات وأسماء الحـروف الجـوفية.
* التعريـف بصفات أصوات الحروف الجوفية.
* بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الألف الجوفية.
* بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الواو الجوفية.
* بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الياء الجوفية.
أهميـــــة الرئـتـيـن وعلاقتـه بالصــوت
***************
قال العلماء : جميع أصوات الكلام التي يتكلم بها الإنسان تكون بواسطة هواء الزفير , وهواء الزفير بدوره يخرج من الرئتين , فطول الوقت يدخل الهواء إلى الرئتين ويخرج منها, وهذه هي عملية التنفس ولكن إذا حدث نوع من الانسداد فإنه يتسبب في إنتاج الصوت , أما الكلام فإنه يحتاج أكثر من هذا إذ يجب أن يكون لدى الشخص الذي يصدر عنه الكلام تحكم سهل ومؤثر في عملية الإغلاق التي تنتج الصوت الإنساني , وهذا يجعل اللغوي يعتني عناية كبيرة بحركات الفم والبلعوم والحنجرة , وإذا كانت هذه الحركات تستحوذ على أكثر اهتمام علماء الأصوات وعلماء اللغة بوجه عام , فإنه علينا ألا ننسى أن القوة المحركة في إنتاج الصوت تتمثل بشكل رئيسي في نشاط الصدر , لأن له أثرا كبيرا في إنتاج الصوت, وأن أعضاء النطق هذه ليست كلها متحركة بل معظمها ثابت لا يتحرك , وبعضها قابل للحركة كاللسان والشفتين , كما أنه يجب أن نعرف أن تسمية هذه الأعضاء بأعضاء النطق تسمية مجازية , والواقع أن أعضاء النطق ليست وظيفتها الأساسية إصدار الأصوات الكلامية . بل إن لها وظائف أخرى أهم من ذلك بكثير , وما إصدار الأصوات الكلامية إلا وظيفة واحدة من الوظائف التي تقوم بها تلك الأعضاء , فتسميتها بأعضاء النطق من باب التوسع والمجاز , ولهذا فإن عجز الإنسان عن الكلام لإصابته بالبكم لا يعني على الإطلاق عجز أعضائه هذه عن القيام بوظائفها الأخرى التي تحفظ على صاحبها الحياة , فلسان الأخرس يقوم بجميع العمليات التي يقوم بها لسان غير الخرس غير الكلام ولدى كثير من الحيوانات جهاز يقارب أو يماثل الجهاز النطقي في الإنسان ولكن بفضل ما أكرمه الله سبحانه وتعالى وما منحه من نعمة القدرة على الكلام , فإن جهاز ه الصوتي يمكن له التكيف مع أوضاع مختلفة مع إخراج الهواء من الرئتين مما يؤدي إلى أصوات مختلفة المخارج والصفات .
للرئتين وظائف حيوية معروفة لا داعي لذكرها هنا وهما تتصلان بالهواء الخارجي بالأنف , وهما قابلتان للتمدد والانكماش , ولكنهما لا تستطيعان الحركة بذاتهما , لذا فهما في حاجة إلى محرك يدفعهما للتمدد والانكماش , وهذا المحرك هو الحجاب الحاجز (( وهو عبارة عن عضلة تفصل بين الأحشاء وجوف الصدر وتحفظ الرئتين في ضغط معين )) وأمّا القفص الصدري (( فهو يساعد على استنشاق الهواء وزفرة وامتلائهما به وإفراغهما إذ ترفع العضلات تلك العضلات فتزيد في استدارة الصوت في حالة الشهيق وتنبسط العضلات فتعود إلى ما كانت عليه في حالة الزفير )) ويخرج الكلام عادة عند عملية الزفير , فأثناء خروج هذا الزفير تعترض الأعضاء الصوتية ممر الهواء وتقتضي عملية الكلام إطالة الزمن الذي تتم فيه عملية الزفير بالنسبة للشقيق حتى تصبح الفترة التي يستغرقها الزفير من ثلاثة إلى عشرة أمثال فترة الشهيق , هذا في الكلام العادي , أما عندما يسترسل المتكلم في حديث سريع طويل فقد يصبح طول فترة الزفير ثلاثين مثلا لطول فترة الشهيق , وعملية النطق ليست مجرد إخراج هواء الزفير على نحو مناسب ولكن الهواء في الواقع يخرج في دفعات تتفق كل منها مع إنتاج مقطع صوتي كامل والذي ينظم هذه العملية هو الجهاز العصبي في الإنسان .
ذكر فضيلة الشيخ العلامة : يَحْيَى الغوثاني في بعض محاضراته عن التنفس ما يلي :
الإنسان في الأحوال الاعتيادية يستعمل حوالي 30% أو 40% من رئتيه في التنفس .. لكن عندما يكون التنفس عميقا , تفتح جميع شعب الرئتين وكلها تتحرك وتملؤها كلها بالأوكسجين الجديد , وبدورها تكون قد غذت الدم بأوكسجين جديد .. والمعروف أن الدماغ يحتاج إلى الدم المغذى بشكل متواصل فالدماغ مبني على
الدم -----> الدم مبنى على الأوكسجين -----> الأوكسجين مبني على الهواء الذي في رئتيك..
أهميـة القصـبة الهوائية وعلاقتها بالصـوت
***************************
وهي عبارة عن أنبوب أشبه بطريق غضروفي ذي حلقات غير مكتملة من الخلف , ويسميها بعض علماء الأصوات :(الفراغ الرنان) ويلاحظ أن التكوين السابق للقصبة الهوائية يزيد في تموج هواء الزفير ويساعد في تمييز بعض الأصوات عن بعض .
أهميـــــة الحنجرة وعـــلاقتـــها بالصـــــــوت
***************************
هي مجموعة من الغضاريف والعضلات والأنسجة وهي أشبه بحجرة ذات اتساع معين يختلف من الطفولة حتى البلوغ بين الإناث والذكور ولكن هذا الاختلاف يزيد زيادة كبيرة بالنسبة للذكور فيما بعد أما بالنسبة للإناث فلا يختلف إلا اختلافا طفيفا
1. والغضروف الأول أو العلوي في الحنجرة: ناقص الاستدارة من الخلف عريض بارز من الأمام ويعرف الجزء البارز منه بتفاحة آدم.
2. أما الغضروف الثاني: فهو كامل الاستدارة والثالث مكون من قطعتين موضوعتين فوق الغضروف الثاني الخلفي.
ويقع فوق الحنجرة شئ يشبه اللسان يسمى لسان المزمار , وظيفته الحيوية حماية الحنجرة وطريق التنفس كله أثناء عملية البلع , وله وظيفة صوتية تتمثل في التأثير على نوع الحركات فهو يجذب إلى الخلف عند النطق بالفتحة الموجودة في كلمة طالب والفتحة الموجودة في كلمة ( صورة ) ويحذب إلى الأمام عند النطق بالحركتين الموجودتين في الكلمتين ( مين ) و ( فين ) في العامية المصرية.
أهمية الوترين الصــوتيين في إنتاج الأصوات
**************************
وفي الحنجرة يوجد الوتران الصوتيان (( وتسمية هذين الغشائين باسم الأوتار الصوتية تسمية غير دقيقة لأنهما وتران الواحد منهما يشبه رف المصباح في بيوت الريف , مثبت من جميع نواحيه ما عدا ناحية واحدة وليس على شكل وتر مثبت من طرفيه فحسب )) وهما عبارة عن غشائين كل واحد منهما نصف دائرة حين يمتد فإذا امتد الوتران أغلقا فتحة الحنجرة ومنعا الهواء الخارج من الرئة من المرور , وهذان الوتران من أعضاء النطق المتحركة كما أن لهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة تؤثر في الأصوات اللغوية أهم هذه الأوضاع أربعة هي :
1. الوضع الخاص بالتنفس : عندما ينفرج الوتران الصوتيان انفراجا ملحوظا بحيث يسمح للتنفس أن يمر من خلالهما دون أن يقابله أي اعتراض أو مانع يحدث في حالة ما يسمى في الاصطلاح الصوتي بالهمس مقابل الجهر وتسمى الأصوات التي تنطق حينئذ : الأصوات المهموسة .
2. وضعهما في حالة تكوين نغمة صوتية : عندما ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا جزئيا لا كليا بحيث يسمح للهواء المندفع من خلالهما أن يفتحهما ويغلقهما بسرعة وانتظام فائقين ينتج عن ذلك ما يعرف بذبذبة الأوتار الصوتية وهي ذبذبة ينتج نغمة صوتية تختلف في الدرجة والشدة وتعرف هذه النغمة في اصطلاح علماء الأصوات بالجهر كما تسمى الأصوات التي تصحب هذه النغمة بالأصوات المجهورة .
3. وضعهما في حالة الوشوشة : في حالة الوشوشة يكون الوتران في وضع يقرب من وضعهما في حالة الجهر ولكن مع فارق مهم هو تصلبها وتجمدها بحيث تمنع حدوث حدوث أي ذبذبة والمعروف أن الأصوات المجهورة في الكلام تستبدل بأصوات ( مسرة ) في حالة الوشوشة. أما الأصوات المهموسة فإنها تظل على حالتها بدون تغير .
4. وضعهما في حالة تكوين همزة القطع : قد ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما لفترة زمنية قصرة بحيث لا يسمحان بالمرور من وإلى صوت انفجاري نتيجة لاندفاع الهواء وهذا الصوت الانفجاري هو ما يسمى في العربية همزة القطع ويبدو أن التسمية العربية قد لاحظت تلك السمة البارزة في عملية نطق هذا الصوت وهي عملية قطع النفس .
أهمية البلعـوم وعلاقـــته بالصـوت
******************************
هو الفراغ الواقع فوق الحنجرة والوترين الصوتيين , وقد قسمه بعض العلماء إلى : البلعوم الحنجري والبلعوم الفموي , والبلعوم الأنفي , وذكر عند التنفس من الأنف مع قفل الفم يمر الهواء من البلعوم الأنفي إلى البلعوم الفموي ثم إلى البلعوم الحنجري ثم إلى القصبة الهوائية ثم إلى الرئتين , أما عند الكلام فإن الحنك الرخو إما أن يقفل الممر الأنفي تماما أمام الهواء الصاعد من الحنجرة فلا يساهم هذا الجزء من البلعوم في إنتاج الصوت , وإما أن يتركه مفتوحا وفي هذه الحالة يتخذ البلعوم الأنفي أحد أوضاع ثلاثة: أ- أن يسمح للهواء بالخروج منه وحده بحيث يكون الأنف دون الفم هو المخرج الوحيد للصوت كما يحدث عند النطق بالميم والنون . ب – أن يكون مفتوحا أمام الهواء ولكن دون أن يساهم في إنتاج الصوت مساهمة تذكر. ج – أن يظل مفتوحا ويشترك مع فراع الفم في إنتاج الصوت ويحدث هذا عند النطق بصوت تشويه صفة الأنفية مثل الفتحة الطويلة في ( نام ) وهناك بجوار البلعوم ما يسمى بالفراغات الأنفية وهي تعتبر غرف رنين يتأثر مدى رنينها بحجمها وهناك أيضا الجيوب الأنفية التي تؤثر في إنتاج الأصوات التي تعرض لها صفة الأنفية كالفتحة المجاورة لأي منهما .
التعريــف بالجوف عند اللغـوييــن والقـراء
********************************
قال علماء اللغة : يأتي الجوف في اللغة ويراد به الخلاء
وفي اصطلاح القراء : هو خلاء الحلق والفم , أو الفراغ الذي في وسط الحلق والفم , والجوف مخرج لحروف المد الثلاثة , ولكل من أحرف الجوف شرط لابد منه , فمن شرط صوت الألف الجوفية أنها ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا أبدا ,ومن شرط صوت الواو الجوفية أن تكون ساكنة ومضموم ما قبلها , ومن شرط صوت الياء الجوفية أنها ساكنة ومكسور ما قبلها . وجمعت في كلمات ( نوحيها ) أو ( أوتينا ) أو ( أوذينا ) .
التعريـف بأصـوات وأسماء الحـروف الجــوفية
********************************
قال بن الجزري في النشر : فقد اختلفوا في عددها فالمختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن أحمد ومكي بن أبي طالب وأبي القاسم الهذلي وأبي الحسن شريح وغيرهم سبعة عشر مخرجا ، وهذا الذي يظهر من حيث الاختبار وهو الذي أثبته أبوعلي بن سينا في مؤلف أفرده في المخارج وصفاتها أ هـ .
والسبب في تسمية هذه الحروف بالجوفية لأنهن ينسبن إلى آخر انقطاع مخرجهن وهو الجوف كما قرر ذلك بن الجزري في التمهيد , وهذه الحروف الثلاثة تخرج من جوف الحلق والفم وليس لها حيز تعتمد عليه أو تنتهي إليه وإنما تنتهي بانتهاء هواء الصوت ولذلك سماها بعض العلماء بالمخرج المقدر, إلا أن هواء الألف متصعد أكثر , وهواء الياء متسفل , وهواء الواو متوسط , فسبحان من أظهر بعض عجائب صنعه في خلقه .
قال ابن الجزري :
(فألف الجوف وأختاها وهي**** حروف مدّ للهواء تنتهي)
وتسمى هذه الحروف الجوفية بالهوائية , لأنها في الحقيقة عبارة عن هواء ينتشر في الحلق والفم , وتسمى بحروف المد واللين لأنها تخرج في لين ويسر وعدم كلفة عند التلفظ بها , وتسمى مع الهاء بالحروف الخفية : قال مكي في الرعاية :سميت بالخفية لأنها تخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها إنما لفظها في هذا خفي بين حرفين أو بعد حرف أو حروف هواء ....والألف أخفى هذه الحروف , لأنها لا علاج على اللسان فيها عند النطق بها أهـ .
التعريـــــف بصفات أصوات الحروف الجوفية
******************************
أولا: التعريف بصفات صوت الألف الجوفية المدية :
******************************
قال ابن الجزري في التمهيد : عن الألف أنها تخرج من مخرج الهمزة والهاء من أول الحلق .. اهـ قال العلماء: منشأ صوت الألف المدية الجوفية يبدأ في الظهور من مخرج الهمزة الحلقية ثم بعدها يتحول الصوت عبر الجوف , والألف لا تقع إلا ساكنة أبدا , ومفتوحا ما قبلها أبدا , ولا يبدأ بها أبدا , ولا تكون إلا بعد حرف متحرك أبدا , وهي حرف مجهور , رخو , لا يوصف بترقيق ولا تفخيم بل هو تابع لما قبله في ذلك , منفتح , مصمت , خفي , جوفي , مدي , هوائي , ضعيف جدا .
************************************
ثانيا : التعريف بصفات صوت الواو الجوفية المدية :
************************************
قال العلماء : تخرج الواو المدية من الجوف , ولكن منشأ صوتها يتولد في بدايته من مخرج الواو الشفوية ثم يتحول الصوت عبر مخرج الجوف , وهي مدية فيما لو سكنت وانضم ما قبلها , ولينة فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها , وهي حرف مجهور , رخو , مستفل , منفتح , مصمت , مرقق , جوفي , خفي , هوائي .
************************************
ثالثا : التعريف بصفات صوت الياء الجوفية المدية :
************************************
قال العلماء : تخرج الياء المدية من الجوف , ولكن منشأ صوتها يتولد في بدايته من مخرج الياء اللسانية ثم يتحول الصوت عبر مخرج الجوف , وهي مدية فيما لو سكنت وانكسر ما قبلها , ولينة فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها , وهي حرف مجهور , رخو , مستفل , منفتح , مصمت , مرقق , جوفي , خفي , هوائي .
بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الألف الجوفية
******************************
أقول وبالله التوفيق الألف الجوفية يقع فيها الخطأ من عدة وجوه :
******************************
1. بتر الصوت بها وقفا , والبتر معناه قطع الصوت بها فجأة والنقص من مقدار صوتها و إعطائها زمن حركة واحدة , وهذا فيه نقص من زمنها حيث أن زمن الألف حركتان , ولكن إحذر من تقدير زمن الألف بقبض الإصبع أو بسطه فهذا الميزان يخل بعرف القراء والصواب تقدير زمنها بحركات الأحرف من فتحة أو ضمة أو كسرة , وعندما أقول حركتين أي زمن النطق بحرفين متحركتين من أحرف اللغة العربية الأمثلة ) بَلَى )(الأنعام: من الآية30) ) الْأَعْلَى )(الصافات: من الآية8) ) يَخْشَى)(طـه: من الآية3) ) فَسَوَّى)(القيامة: من الآية38) .
********************
2. بعض القراء المبتدئين لا يفتح الفم بحرف الألف بالمقدار المطلوب , بل تجده يقرأ القرآن وكأن فمه مغلق على هيئة واحدة , وهذا يؤدي إلى نقص الأداء الصوتي للألف , والصواب أن يفتح القارئ فمه بالمقدار الوسط عند النطق بالألفات ولكن ليس فتحا مبالغا فيه خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية33) ) التَّوَّابُ )(التوبة: من الآية118) ) مَالِكَ)(آل عمران: من الآية26) .
********************
3. والبعض الآخر من عوام الناس يخلط صوت الألف بصوت الياء فيتولد من ذلك ألف يسميها بعض القراء الألف الممالة إمالة صغرى , والسبب في ذلك عدم فتح الفم باللفات فتحا وسطا الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية131) )َ السَّمَاوَاتِ)(البقرة: من الآية33) ويكثر هذا الخطأ وينتشر عند أهل مصر لأنهم في لهجتهم العامية يميلون الألفات فيخشى عليهم قراءة القرآن بهذه الكيفية العامية .
********************
4. وهناك خطأ شائع كثير جدا ولا سيما عند من يدعون الإتقان في التجويد حيث أنهم عند تفخيمهم لبعض الألفات يضمون ويمطون شفتهم للأمام ويظنون أن هذا تفخيما , فيتولد بسبب ذلك خلط صوت الألف بصوت الواو وهذا لحن فاحش يغير صوت الحرف , الأمثلة ) الضَّالِّينَ)(الشعراء: من الآية86) ) الْخَالِقُ)(الحشر: من الآية24) ) الْقَانِتِينَ)(التحريم: من الآية12) .
********************
5. ومن الأخطاء الشائعة التي لا يسلم منها إلا ما رحم ربك , خلط صوت الألف بصوت الغنة , والسبب في ذلك أن القارئ عند نطقه بحرف الألف يضغط على أنفه فيخرج صوت الألف مشم بصوت الغنة وهذا لحن فاحش حيث أن الألف مخرجها الصوتي الجوف فحسب وليس للمخرج الخيشومي علاقة بصوت الألف , ولمعرفة هل أنت ممن ينطق الألف مخلوطة بغنة أم لا فعندك نطقك بكلمة ) السَّمَاءِ)(البقرة: من الآية19) ضع يدك على أنفك فإن انحبس الصوت وتغير فاعلم أنك تخرج الألف مخنونة بغنة , فعليك أن تتدرب على يد شيخ مسند متصل السند بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على كيفية النطق بصوت الألف من الفم فقط .
********************
خلاصة البحث :
* عدم بتر صوت الألف وقفا.
* عدم فتح الفم بالألفات.
* عدم خلط صوت الألف بالياء.
* عدم خلط صوت الألف بالواو.
* عدم خلط صوت الألف بالغنة.
بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الواو الجوفية
****************************
أقول وبالله التوفيق الواو الجوفية يقع فيها الخطأ من عدة وجوه :
****************************
1. ألا يضم القارئ الشفتين إلى الأمام عند التلفظ بها , ويتولد بسب ذلك خلط صوتها بالفتحة , وكثر وشاع هذا الخطأ في كثير من البلاد العربية , فعليك أخي القارئ بضم الشفتين عند التلفظ بالحرف المضموم لأن من كمال صوت الحرف المضموم ضم الشفتين به الأمثلة ) تَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية149) ) الْمُسْلِمُونَ)(الجـن: من الآية14) .
******************
2. على القارئ أن يحذر عند ضم الشفتين بالواو للأمام من تضييق فتحة الواو أكثر من اللازم خشية أن تخرج الواو وفي صوتها ضجيج بسبب تصغير فتحة الواو ومع هواء متدفق بقوة ولا يتناسب مع تلك الفتحة الضيقة , نحو ) الْمُتَّقُونَ)(محمد: من الآية15) ) الْخَاطِئُونَ)(الحاقة: من الآية37) .
******************
3. هنا خطأ شاع وانتشر بقوة بين عوام الناس بخلط صوت الواو الجوفية بصوت الألف فيتولد من ذلك الخلط صوت حرف الــ ( O ) في الإنجليزية وصوت الـــ ( O ) هذا ليس من لغة العرب في شئ بل هو خليط من واو عربية وألف , وقراءة القرآن بهذا الحرف الأعجمي لحن ولا يجوز إدخال الألفاظ والأحرف الإنجليزية في الصوت القرآني , والسبب الذي أدى إلى هذا الصوت الأعجمي أن القارئ وسع فتحة شفتيه بالواو أكثر من اللازم , الأمثلة الْخَاطِئُونَ)(الحاقة: من الآية37) ) أُوذِينَا)(لأعراف: من الآية129) .
******************
4. والبعض من الجهلة عندما يقف على الواو المدية التي بعدها نون يبتر صوتها ولا يعطها حقها من المد العارض للسكون فبدل من أن ينطق مثلا ) تَعْمَلُونَ )(يونس: من الآية61) ينطقها خطأ هكذا ( تعملًن) وهذا الفعل يؤدي إلى نقص حرف من التلاوة وينتشر ذلك خاصة عند من يقرءون بمرتبة الترتيل الحدرية .
******************
5. وهناك بعض المتساهلين عندما يقف على الواو الواقع بعدها نون ساكنة وقفا ينحو بالواو نحو الفتحة , فتجده ينطق نصف واو ساكنة والنصف الآخر من الواو مفتوح وبعده النون , وهذا المثال خاصة يحتاج إلى تلقي ليتميز الفارق بين الخطأ والصواب الأمثلة )تُحَاجُّونَ)(آل عمران: من الآية66) ) يُنْفِقُونَ)(آل عمران: من الآية134) .
******************
6. قال العلماء : الأصل في الواو أنها مرققة في جميع الأحوال فهي لا تفخم بحال فالبعض من العوام وصغار القراء المبتدئين يفخمها ولا سيما إذا وقع قبلها أو بعدها مفخم أو وقعت بين مفخمين نحو ) الصُّدُورِ)(يونس: من الآية57) ) الطُّورَ )(النساء: من الآية154) ) مَرْصُوصٌ)(الصف: من الآية4).
******************
7. والبعض الآخر يخلط صوتها بالياء ولا خاصة أهل تركيا بسبب اللهجة الدارجة العامية عندهم نحو يُنْفِقُونَ)(آل عمران: من الآية134) .
******************
8. وهناك خطأ شاع وانتشر بين عوام الناس من خلط صوت الواو المدية بصوت الغنة , وكل ما على القارئ أن يضغط على حنجرته عند تلفظ الواو الساكنة ولا يضغط على أنفه لآن الغنة مخرجها الصوتي الخيشوم فحسب .
******************
9. والبعض من صغار الطلاب يهمل واو الصلة الصغرى بالكلية ولا يعطها حقها من المد الطبيعي وصلا نحو ) لَهُ)(البقرة: من الآية102) )فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً)(طـه: من الآية44) ) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ)(الانبياء: من الآية76) ) فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)(الحج: من الآية30) .
******************
خلاصة البحث :
1. عدم ضم الشفتين بالواو الجوفـية.
2. عدم تضييق فتحة الواو يؤدي إلى ضجيج صوتها.
3. عدم المبالغة في توسيع فتحة الواو يولد حرف الـ(O).
4. عدم بتر صـوتها وقفـا.
5. والبعض ينحو بها نحو الفتحة وقفا وهي ساكنة.
6. عـدم خـلط صوتها بالياء.
7. عـدم خلـط صوتها بالغنة.
8. عدم إهمال هاء الصلة الصغرى وصلا .
بيان الأخطاء في التلفظ بصوت الياء الجوفية
*****************************
أقول وبالله التوفيق الياء الجوفية يقع فيها الخطأ من عدة وجوه :
*****************************
1. البعض من العوام لا يخفض الفك السفلي بالياء بالمقدار المطلوب عند التلفظ بالياء , والأولى بالقارئ أن يهتم بكيفية هيئة الشفتين مع جميع الأحرف فعند الحرف المفتوح يفتح فمه فتحا وسطا وعند الحرف المضموم يضم شفتيه للأمام وعند المكسور يخفض الفك السفلي بالحرف , ومن يهمل ذلك ويقرأ القرآن وفمه مع جميع الأحرف على وتيرة واحدة فاعلم إما أنه حفظ من نفسه أو من الكاسيت أو من شيخ مصحفي لا يهتم بكيفية أن تأخذ شفتاك أشكال الحروف , فعليك بالتلقي من المشايخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم , وفقني الله وإياك لتحقيق لفظ التلاوة .
******************
2. بعض جهلة القراء يخلط صوت الياء المدية بصوت الألف فيتولد بمجموع ذلك صوت الألف الممالة إمالة صغرى . والسبب الذي أدى إلى تلك الإمالة في صوت الياء أن القارئ وسع مخرج الياء أكثر من اللازم وباعد بين الفك العلوي والسفلي فخرج صوت الياء ممالة . الأمثلة ) الْعَالَمِينَ)(البقرة: من الآية251) ) الْمُتَّقِينَ)(البقرة: من الآية180) ) الْمُحْسِنِينَ)(المائدة: من الآية13) .
******************
3. والبعض من المتساهلين عندما يقف على الياء المدية يبتر أى يقطع الصوت بها فجأة أو يحذفها بالكلية فبدل من أن ينطق كلمة ( ذِكْرِي)(طـه: من الآية42) بمد الياء مدا طبيعيا بقدر حركتين تجده ينطق راء مكسورة فقط والسلامة من هذا الخطأ إعطاء الياء حقها من المد الطبيعي .
******************
4. من المشهور بين القراء أن الياء مرققة قولا واحدا فهي لا تفخم بأي حال , فالبعض يفخمها ولا سيما إذا كان قبلها أو بعدها حرف مستعل أو بين مفخمين الأمثلة ) الْمُتَّقِينَ)(التوبة: من الآية4) ) بِغَيْظِكُمْ )(آل عمران: من الآية119) ) الْغَيْظِ)(آل عمران: من الآية119) .
******************
5. وهناك خطأ ينتشر بين البعض من الحفاظ حيث تجده يبالغ عند تلفظه بالياء بالضغط على مخرج الياء فيخرج صوتها وفيه ضجيج و السبب في هذا الضجيج في صوت الياء أن القارئ قام بتقريب الفكين العلوي والسفلي من بعضهما وزاد في العض والضغط الزائد على وسط اللسان , والصواب أن يترك القارئ مجرى هوائيا كافيا لها حتى تخرج في يسر وسهولة نحو ) الْمُتَّقِينَ)(الحجر: من الآية45) ) الْمُحْسِنِينَ)(العنكبوت: من الآية69) ) الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: من الآية18) .
******************
6. ومن الأخطاء الشائعة خلط صوت الياء الجوفية بصوت الغنة , وعلى القارئ الحاذق تجريد صوت الياء الجوفية من صوت الغنة وذلك بعدم استعمال الجزء الخيشومي معها , نحو ) الْمُهْتَدِينَ)(التوبة: من الآية18) ) الْقَانِتِينَ)(التحريم: من الآية12).
******************
خلاصة البحث :
1. عـدم خفض الـفك السفـلي بالياء.
2. عـدم خـلط صوتها بالألـف.
3. عدم بتر صوتها أو حذفها وقـفا.
4. عدم تفخيمها فيما لو وقعت بين مفخمين.
5. عدم إخراج صوتها وفيــــه ضجـيج .
6. عدم خلـط صوتها بالغـنة .
******************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي