احمد منصور
New member
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT="]بالأدلة القرآنية سفينة نوح غواصة وفضائية, وقومه من الأكثر تقدماً في تاريخ البشرية.[/FONT]
[FONT="]مقدمة[/FONT]
[FONT="]قال تعالى: ([/FONT][FONT="]وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ [/FONT][FONT="](14) العنكبوت[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="]الطوفان العظيم, القصة الأشهر في تاريخ البشرية والمعروفة للقاصي والداني, حيث دعا نوح عليه السلام قومه على مدى مئات السنين ولم يستجيبوا له, فأرسل الله عز وجل عليهم طوفاناً عارماً لم يُشهد له مثيل, فأغرق جميع من في الأرض وعلا الموج فوق قمم الجبال الشاهقة, ونجّى الله نوحاً وأهله والمؤمنين معه في سفينة خشبية مع أزواج من كائنات الأرض الحية لمنع انقراضها, ولاستغلالها في عمارة الأرض مرة أخرى بعد الطوفان.[/FONT]
[FONT="]هذه هي القصة باختصار, لكن هذه القصة بروايتها هذه تجابه اليوم تحديات كبيرة جداً, فمع التطور العلمي الكبير والتقدم في علوم مثل الجيولوجيا والانثروبولوجيا وعلم الآثار والحفريات وعلم الفلك والفيزياء الفلكية وعلوم الأحياء والنبات والكيمياء وعلم المناخ والأرصاد الجوية والبيئة وعلوم الرياضة والفيزياء وغيرها من علوم شتى, نشأ مع ذلك كله تحدي قوي لقصة الطوفان بروايتها هذه من قِبل الملحدين واللادينيين والمشككين في الكتب السماوية. [/FONT]
[FONT="]وأصبحت القصة بوصفها الحالي بدل أن تصلح للعظة والدعوة للإيمان تستغل للطعن والتشكيك في صحة الأديان, وان القصة محض خيالية ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع.[/FONT]
[FONT="]وهنا استعراض لبعض وجوه الاعتراض على قصة الطوفان العظيم كما يروج لها المشككون والملحدون واللادينيون:[/FONT]
- [FONT="]لم نشهد آثار[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لطوفان شامل على كرتنا الأرضية, حيث انه لو حدث لأدى لانقراض كافة السلالات, لكن الواقع يشير إلى أن السلالات لم تنقرض منذ ستين مليون سنة حين حدث انقراض الديناصورات بسبب ارتطام نيزك بسطح الأرض.[/FONT]
- [FONT="]لو حدث مثل هذا الطوفان الشامل لتحتم على نوح عليه السلام حمل زوجين من كل الكائنات الحية على سطح الأرض, البرية والبحرية منها, والثلجية والمجهرية وغير المجهرية, الصغيرة والعملاقة, وكذا نباتات الأرض وذلك بغية الحفاظ على نسلها. وهذا أمر يستحيل تحقيقه لعدم القدرة على الإلمام بالعدد المهول من الكائنات الحية على سطح الأرض, ولعدم وجود الحيز الكافي في سفينة خشبية أو غيرها لاستيعاب مثل هذه الكائنات مع توفير بيئة خاصة لكثير من الأصناف.[/FONT]
- [FONT="]كيفية الاعتناء بمثل هذه الكائنات على ظهر السفينة, وبعد انتهاء الطوفان, والتي قد تتطلب بيئات خاصة وتغذية خاصة, مع الأخذ في عين الاعتبار أن الأمر يتطلب وقتاً طويلا لإنماء محاصيل جديدة لاستغلالها في اعلاف الحيوانات.[/FONT]
- [FONT="]كيف استطاع المطر إحداث هذا الكم من الطوفان الذي بلغت أمواجه ارتفاع الجبال؟ تقدر كمية الماء في الغلاف الجوي لكامل سطح الكرة الأرضية على شكل سحب وبخار ماء بحدها الأقصى ب 12900 كم مكعب, ولو قُدر له السقوط دفعة واحدة على سطح الأرض لأحدث فيضان بارتفاع [/FONT]2.5 [FONT="] سم فقط وليس لآلاف الأمتار وبلوغ الجبال علواً. وكمية الماء التي تعّلق في الهواء الجوي على شكل سحب وبخار ماء لو سقطت دفعة واحدة لرفعت مستوى سطح البحر بنصف متر فقط بحد أقصى.[/FONT]
- [FONT="]لو اُفترض أن سطح الكوكب تغطى تماماً بالسحب وبخار الماء المتكاثف في توقيت واحد فسيؤدي ذلك إلى احتباس حراري شديد, وسترتفع درجة الحرارة والضغط الجوي لدرجة مميتة لكل الكائنات قبل حدوث الطوفان حتى, وستؤدي الظاهرة إلى منع حدوث المطر.[/FONT]
- [FONT="]لو حدث طوفان شامل على سطح الأرض لترك طبقة رسوبية متجانسة ومتشابهة على جميع أرجاء الأرض, ومن المتوقع أن تشتمل مثل هذه الطبقة على متحجرات لملايين المخلوقات والبشر, وستعكس الزمن الذي حل فيه الطوفان. لكن الواقع لا يشير لمثل ذلك, ذلك أن الطبقات الرسوبية في الأرض متباينة وفي مناطق مختلفة, وحدثت على أزمان متباعدة جداً.[/FONT]
- [FONT="]الوقت بين حلول الطوفان إلى زمننا هذا لا يسمح بالتكاثر والتنوع لكل أصناف الحياة على الأرض ومنها الشُعب المرجانية والتي نمت منذ مئات الآلاف من السنين, وذلك على فرض انه تم تناسلها من جديد من زوجين بعد انتهاء الطوفان.[/FONT]
- [FONT="]كيف استطاعت سفينة خشبية مجابهة أمواج عاتية تبلغ الجبال طولاً, وكيف استطاعت حمل هذا الكم الهائل من الكائنات على ظهرها علماً أن السفن الخشبية إذا زاد طولها عن [/FONT]115[FONT="] متر فأنها عرضة للتحطم, ولابد من استعمال الحديد في تسليحها وهو من المفترض عدم توفره في ذلك الزمن.[/FONT]
- [FONT="]كثرة سكان الأرض قبل الطوفان ويُعلم من طول العمر وكثرة المواليد فكيف تسنى دعوتهم جميعاً, وكيف كانوا يعيشون في ظروف بدائية؟. [/FONT]
[FONT="]هذا البحث الفريد من نوعه قام بإعداده بفضل من الله العلي العظيم العبد الفقير لرحمة ربه الدكتور احمد منصور, وهو يشتمل على استعراض شامل لقصة الطوفان العظيم, مع إثباتات من القرآن والسنة المطهرة. وقد كشف هذا البحث وبتوفيق من الله عن طبيعة البشر الأوائل وعن مدى تقدمهم, وفسر كثيراً من الملتبسات. وقد قمنا بفضل من الله من خلال الاستبطان والتعمق في الآيات القرآنية من وضع تصور لقصة الطوفان, وكيف كانت سفينة نوح عليه السلام.[/FONT]
[FONT="]قد يرى البعض أن هذا البحث قد خرج عن المألوف وفيه اعتداء على المفاهيم التي اعتاد الناس عليها, ولهم نقول أن البحث لا يتعرض لأي من مسائل العقيدة بأي خلل, فنحن نؤمن اشد الإيمان بأن الله قد اهلك قوم نوح عليه السلام بطوفان عارم اغرق الأرض كافة كما جاء في القرآن الكريم, ونجّى برحمته نوح وأهله والمؤمنين في سفينة, ولكن تصورنا هنا يختلف عن تصور ان السفينة كانت بدائية, وان المجتمع آنذاك كان بدائياً, وان الطوفان الشامل قد حل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بهذه القطعة من الأرض (كرتنا الأرضية). وليس ذلك مما يخل العقيدة بشيء.[/FONT]
[FONT="]ونرى أن البحث وبفضل من الله العلي العظيم قد أجاب عن كثير من الأسئلة المحيرة في قصة الطوفان العظيم, وجاء ليؤكد دقة الوصف القرآني للقصة وأحداثها, وأنه مميزاً عن وصف باقي الكتب السماوية لها.[/FONT]
[FONT="]لذا نرجو قراءة البحث بصورة متأنية والتأمل في الأدلة الواردة فيه, وعدم التسرع بالرد الجائر عليه. ولنعلم جميعاً أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.[/FONT]
[FONT="]دكتور[/FONT]/[FONT="] أحمد منصور, تم بتوفيق الله الكريم الفراغ من البحث يوم الجمعة 15 جمادى الاولى 1436 هجري, الموافق 6 مارس 2015 م. [/FONT]
[FONT="]ملاحظة: هذه نسخة للمدارسة فقط, وتحتاج للتعديل لاستكمال مواصفات البحث الكامل.[/FONT]
[FONT="]تعداد قوم نوح عليه السلام (عدد سكان الأرض قبل الطوفان)[/FONT][FONT="]:[/FONT]
· [FONT="]طول العمر[/FONT][FONT="]: من المعلوم من القرآن والسنة المطهرة أن الناس من لدن آدم وحتى قوم نوح عليه السلام كانوا يتمتعون بأعمار طويلة, فآدم عليه السلام قد عاش ما يقارب ألف سنة, وهذا قد ورد في حديث صحيح يمكن الاطلاع عليه.[/FONT]
[FONT="]ونوح عليه السلام مكث يدعو قومه قرابة الألف سنة, هذا غير عمره الذي كان قبل بعثه كرسول لهم, وغير عمره الذي عمّره بعد أن اخذ الطوفان قومه, قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) العنكبوت. ولو كان هذا العمر خاص بنوح مميزا له عن قومه لذُكر ذلك في القرآن الكريم, كما ذُكر تميز طالوت عن قومه, وما بسط الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]له من الجسد.[/FONT]
[FONT="]كذلك نرى وصف قومه له بأنه بشر مثلهم غير مميز عنهم: (مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ), ولو كان مميزا عنهم ربما عبده بعضهم أو طلبوا إليه أن يصبحوا مثله في العمر.[/FONT]
[FONT="]تأمل كذلك قوله تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63) الأعراف. نوح عليه السلام يحتج على قومه انه منهم ومثلهم, وهم يقولون له (مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ), أي انه ليس مميزاً عنهم باختلاف عمره. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]قال تعالى: وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً (37) الفرقان. وهذا دليل أخر على طول أعمار قوم نوح عليه السلام, فهم كذبوا منذ بُعث إليهم نوح عليه السلام, فلو كانت أعمارهم قصيرة, إِذاً لن يدرك الغرق منهم إلا القلة القليلة, وأكثر المكذبين سيكونون قد ماتوا بطرق أخرى, وليس هذا ما تشير إليه هذه الآية وغيرها من الآيات, والتي توضح أن هلاك أولئك المكذبين كان بالغرق بلا ريب. وهو ما يدل على تطاول أعمارهم حتى ادركهم الغرق في نهاية المطاف.[/FONT]
[FONT="]وفي قوله تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً), أي انه عليه السلام قد لبث في نفس القوم يدعوهم ويحتج عليهم وينذرهم حتى ادركهم الغرق, فلا معنى لذلك لو كانت اعمارهم قصيرة, وكانوا يموتون وينشأ قوم اخرون غيرهم ليدعوهم, قال تعالى: (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) الانعام). أي ان نوح عليه السلام قد دعا نفس القوم, ولم ينشأ من ذريتهم قوم اخرون ليدعوهم, بل هم انفسهم من طالهم العذاب واهلكوا بالغرق كما فهمنا من الآية (37) الفرقان.[/FONT]
[FONT="]ايضاً مما يدل على طول اعمار قوم نوح عليه السلام هو ابناء نوح وزوجه واهله, فلو كانت اعمارهم قصيرة فكيف عاشوا معه كل هذا الزمن ليدركوا وقت الطوفان في اخر المطاف. وليس من المتوقع ان يكون نوح عليه السلام كان عازفاً عن الزواج حتى اخر عمره حيث تزوج وولد له, فليس هذا من سنة الانبياء عليهم السلام جميعاً. [/FONT]
[FONT="]كذلك نرى دعائه عليه السلام لوالديه بالمغفرة وهو ما يشير الى انهم قد عاشوا معه تلك السنين الطويلة من العمر, قال تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً (28) نوح).[/FONT]
[FONT="]ومن حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قوله: (اعمار امتي بين الستين والسبعين وقليل من يجوز), يُفهم من هذا التخصيص ان اعمار الامم السابقة كانت طويلة.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]جاء عن مجاهد قال: قال لي ابن عمر: كم لبث نوح في قومه ؟ قال: قلت ألف سنة إلا خمسين عاماً، قال: فإن الناس لم يزالوا في نقصان من أعمارهم وأحلامهم وأخلاقهم إلى يومك هذا. تفسير ابن كثير 6 /241[/FONT]
[FONT="]و قال الامام السيوطي في الدر المنثور:[/FONT]
[FONT="]وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: (قال لي ابن عمر رضي الله عنهما كم لبث نوح عليه السلام في قومه؟ قلت: الف سنة إلا خمسين عاما، قال: فإن من كان قبلكم كانوا أطول أعمارا، ثم لم يزل الناس ينقصون في الاخلاق والآجال والاحلام والاجسام إلى يومهم هذا).[/FONT]
[FONT="]الدر المنثور 6 /455.[/FONT]
[FONT="]وقد جاء هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه عند الحافظ نعيم بن حماد في كتاب الفتن وعند الحافظ ابن الجعدي بأسانيد جيدة .[/FONT]
[FONT="]واذا تأملنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي جاء في صحيح البخاري: (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن), وربطنا ذلك بقول ابن عمر رضى الله عنهما: (فإن الناس لم يزالوا ينقصون في الخلق والخلق والأعمار), فلا يمنع ان يُحمل النقص الذي في الحديث على المعنى العام الذي ذكره ابن عمر رضي الله عنهما. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]كذلك نرى ان القرآن الكريم لم يستبعد حدوث التعمير في العمر وانه ليس بمعجزة تفرد بها نبي الله نوح عليه السلام, تأمل قوله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) البقرة), (أَنْ يُعَمَّرَ) وفيها دلالة انه قد يحدث ان يعمروا لاف سنة, لكن هذا لن يزحزحهم من العذاب كما حدث لقوم نوح. ولا يستبعد علميا ان نصل الى مرحلة متقدمة من التطور العلمي نستطيع فيها القضاء على جميع الامراض المميتة كالسكر وامراض القلب والسرطان وغيرها, وكذا تأخير شيخوخة الخلية, الامر الذي قد يؤدي الى اطالة العمر. وهناك ابحاث تجرى الان وخاصة على الخلايا الجذعية وبروتين [/FONT]GDF11[FONT="] لفعل ذلك.[/FONT]
· [FONT="]العلاقة بين طول العمر وعدد السكان[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]العلاقة بين طول العمر وعدد السكان هي علاقة طردية, أي انه كلما زاد طول العمر زاد عدد السكان على اعتبار ثبوت عدد المواليد, وذلك أن الأجيال تتراكم وتضاف إلى تعداد السكان.[/FONT]
[FONT="] ولذلك تعزى الزيادة الكبيرة في تعداد سكان الأرض اليوم, فسكان الكرة الأرضية كانوا مليار ونصف المليار قبل مائة عام, واليوم يناهزون السبعة مليارات نسمة رغم ما تقوم به أكثر الدول للحد من زيادة السكان بتقليل الإنجاب.[/FONT]
[FONT="]والسبب هو زيادة متوسط الأعمار بسبب التقدم التقني الكبير واكتشاف المضادات الحيوية وعلى رأسها البنسلين, وابتكار الأمصال والتقدم في أساليب الجراحة وزراعة الأعضاء, هذا بالإضافة إلى التقدم في أساليب زراعة الأرض بالمحاصيل وتوفير الغذاء وغيره الكثير الذي أدى إلى زيادة واضحة في متوسط العمر إذا ما قورن بمثيله في الثلاثينيات حين كانت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الأمراض تفتك بالناس[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وكان الكثيرون يموتون في مقتبل العمر قبل ذلك.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]طول الدهر بين آدم ونوح عليهما السلام[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: (يا رسول الله ! أنبيٌّ كان آدم ؟ قال : نعم، مكلَّم, قال: فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال: عشرة قرون). رواه ابن حبان في "صحيحه" (14/69) والحاكم في "المستدرك" (2/262) وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي . [/FONT]
[FONT="]فهل تلك القرون هي قرون من الأمم أم قرون من الزمن؟ وفي رواية للحديث أنها كلها على الإسلام, فهل المذكورة هي قرون الإسلام فقط وهذا لا يمنع وجود قرون أخرى على الكفر حتى بُعث فيهم نوح عليه السلام.[/FONT]
[FONT="]وإذا قلنا أنها قرون من الزمن فليس من المتوقع أن يكون طول القرن مائة سنة كما هو قرننا اليوم, ولو كان كذلك لعاصر آدم نوح وهذه مدة قصيرة جدا من الزمن لا تكفي لتحول الناس من الإيمان إلى الكفر.[/FONT]
[FONT="]جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله: (وإن كان المراد بالقرن، الجيل من الناس، كما في قوله تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ } [الإسراء: 37], وقوله تعالى: { ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ } [المؤمنون: 31] . وقال تعالى: { وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا } [الفرقان: 38], وقال تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ } [مريم: 74] . وكقوله عليه السلام: « خير القرون قرني... » الحديث. فقد كان الجيل قبل نوح، يعمرون الدهر الطويل، فعلى هذا يكون بين آدم ونوح، ألوف من السنين، والله أعلم), انتهى لابن كثير.[/FONT]
[FONT="]قال أبو إسحاق(الزجاج ): (الـقـرن : هو مقدار التوسط في أعمار أهل الزمان ، فهو في قوم نوح على مقدار أعمارهم ، وكذلك في كل وقت ، مأخوذ من الاقتران فكأنه المقدار الذي هو أكثر ما يقترن به أهل ذلك الزمان في معايشهم ومقامهم ). انتهى من معاني القرآن وإعرابه للزجاج.[/FONT]
[FONT="]ويؤيد ذلك قوله تعالى على لسان قوم نوح عليه السلام: (فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ (24) المؤمنون), من الآية الكريمة يتبين أن لهؤلاء الكفار أباء ووصفوهم بأنهم الأولون أي لبعدهم عنهم, وهؤلاء الآباء كانوا على الكفر مثلهم, ولم يسمعوا بداعي الإيمان ولذلك استندوا إليهم في تكذيب نوح انه مرسل, فقالوا لم نسمع بهذا الأمر في أبائنا الأولين, لاحظ قولهم: ما سمعنا بهذا في ابائنا وليس من ابائنا دليل أنهم لم يعاصروهم.[/FONT]
[FONT="]قال الطاهر ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ): (فالإشارة بــــ { هذا } إلى الكلام الذي قاله نوح، أي ما سمعنا بأن ليس لنا إلٰه غير الله في مدة أجدادنا، فالمقصود بالإشارة معنى الكلام لا نفسه، وهو استعمال شائع. ولما كان حرف الظرفية يقتضي زمناً تعين أن يكون مدخوله على تقدير مضاف، أي في مدة آبائنا لأن الآباء لا يصلح للظرفية.[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والآباء الأولون هم الأجداد.[/FONT]
[FONT="]ولما كان السماع المنفي ليس سماعاً بآذانهم لكلام في زمن آبائهم بل المراد ما بلغ إلينا وقوع مثل هذا في زمن آبائنا، عُدّي فعل { سمعنا } بالباء لتضمينه معنى الاتصال). انتهى من التحرير والتنوير لابن عاشور. [/FONT]
[FONT="]وهذا يدلنا وإذا أخذنا أيضاً في عين الاعتبار طول العمر الذي يناهز الألف سنة, على أن زمناً طويل جداً قد مر حتى تحول الناس للكفر قبل أن يُبعث فيهم نوح عليه السلام ويدلنا على طول الدهر بين آدم ونوح عليهما السلام.[/FONT]
[FONT="]في حديث صحيح وصف صلى الله عليه وسلم طول أبانا آدم عليه السلام بأنه ستون ذراعاً أي ما يقارب ثلاثون مترا وان الخلق في تناقص إلى يومنا هذا. وليس من المتوقع أن التناقص سريع وملاحظ, بل هو بطيء ويحتاج لزمن طويل لكي يُلاحظ, حتى وصل بنا الطول إلى هذا الحد الذي عليه الناس اليوم.[/FONT]
[FONT="]ومن القرآن الكريم نتبين استثناء لهذه القاعدة, فقوم عاد قد وصُفوا أنهم أكثر عملقة من قوم نوح السابقين لهم, قال تعالى: (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف). قال الشوكاني في فتح القدير: (أي طولاً في الخلق وعِظم جسم، زيادة على ما كان عليه آباؤهم في الأبدان). وقد اشتهر قوم عاد بطول أجسادهم والتي شبهها القرآن الكريم بجذوع النخل, وقوة أجسامهم بحيث أن الريح كانت تنتزعها إنتزاعاً لثباتها في الأرض. [/FONT]
[FONT="]وحيث أن متوسط طول النخلة قد يصل إلى 10 – 15 مترا, وحيث أن قوم نوح اقل طولا من قوم عاد كما تبين من الآية السابقة, فهذا يعني أن أطوال قوم نوح قد تكون اقل من عشرة أمتار. [/FONT]
[FONT="]ولو قارنا ذلك بطول آدم عليه السلام والذي يناهز الثلاثين مترا نتبين أن فرقا واضحا بين أطول قوم نوح وطول آدم عليهما السلام مما يشير الى مرور زمن طويل جدا بين آدم ونوح ليسمح بتقلص الطول الى هذا الحد والله اعلم.[/FONT]
[FONT="]والاعتقاد بأن بين آدم ونوح ألف سنة فقط ويماثلها بين نوح وإبراهيم مما يعني أن عمر البشرية قد لا يجوز عشرة إلى عشرون ألف سنة. وهذا الاعتقاد لاشك خاطئ حيث تقدر الدراسات العلمية والمبنية على دراسة المتحجرات بواسطة الكربون المشع أن عمر الإنسان طويل جدا وانه يعد بمئات ألاف السنين.[/FONT]
[FONT="]تمعن الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية يشير[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بوضوح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أيضا إلى أن الزمن بين آدم ونوح عليهما السلام هو طويل وعمر البشرية اكبر مما نقل عن الإسرائيليات والتي تقدره بسبعة ألاف سنة فقط, لنتأمل قوله تعالى: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) المؤمنون), ورد في روح المعاني للألوسي: ({ تَتْرَا } من المواترة وهو التتابع مع فصل ومهلة على ما قاله الأصمعي واختاره الحريري في «الدرة». وفي «الصحاح» المواترة المتابعة ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة وإلا فهي مداركة.), انتهى للألوسي.[/FONT]
[FONT="]قال الطاهر بن عاشور: (ومعنى الآية: ثم بعد تلك القرون أرسلنا رسلاً، أي أرسلناهم إلى أمم أخرى، لأن إرسال الرسول يستلزم وجود أمة وقد صرح به في قوله { كلما جاء أمة رسولُها كذبوه }. والمعنى: كذبه جمهورهم وربما كذبه جميعهم.[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وفي حديث ابن عباس عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد... " الحديث.), انتهى من التحرير والتنوير لابن عاشور.[/FONT]
[FONT="]وفي الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف أمته بأنها كالشعرة البيضاء في جلد ثور اسود أي دليل كثرة الأمم السابقة. وحيث أن كل امة إلا ولها نذير, وبالرجوع لقوله صلى الله عليه وسلم: (عن أبي ذرٍّ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ ؟ ! قال : آدمُ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! ونبيٌّ كان ؟ ! قال : نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ : يا رسولَ اللهِ : كم المرسلونَ ؟ ! قال : ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ ؛ جمًّا غفيرًا .المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - خلاصة حكم المحدث: صحيح). [/FONT]
[FONT="]وقد لا يعني ذلك العدد نفسه بقدر ما يدل على الكثرة وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصف أن أمته لا تعدو كونها شعرة في جلد ثور بين الأمم يوم القيامة (قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ), وحيث أن كل امة لها رسول, وكل رسول يكون بينه وبين الرسول الذي يليه فترة من الزمن, إذاً هذا يدل دلالة واضحة على أن عمر البشرية طويل جدا وليس كما يتصوره البعض وهم متأثرون في ذلك بالإسرائيليات, بأنه قصير ولا يجوز السبعة ألاف سنة. [/FONT]
[FONT="]وحيث أن الآيات الكريمة السابقة تخبرنا عن تتابع وتواتر الرسل لأممهم, ولو قلنا على اقل تقدير أن بين كل رسول والذي يليه مائة سنة فقط وهو قليل ومبالغ في قلته لأنه كي ينشأ القرن أو الأمة فان ذلك يتطلب زمناً طويلا, لكن بفرض أن بين الرسولين مائة سنة فهذا يجعل مجموع فترات رسالات الرسل المذكورين في الحديث أكثر من ثلاثين ألف سنة(300× 100), وهو رقم قليل جدا ولكن أوردناه كبرهان ورد على من يقول أن عمر البشرية سبعة ألاف سنة.[/FONT]
[FONT="]كذلك قوله تعالى: (وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً (38) الفرقان), قال الطاهر ابن عاشور: وفي هذه الآية إيذان بطولِ مُدَد هذه القرون وكثرتها.[/FONT]
[FONT="]جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله: (ثم بعد تلك القرون الصالحة حدثت أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلى عبادة الأصنام، وكان سبب ذلك ما رواه البخاري من حديث ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عند تفسير قوله تعالى: { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [نوح: 23] . [/FONT]
[FONT="]قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عُبدت).انتهى من البداية والنهاية لابن كثير.[/FONT]
[FONT="] وفي ذلك إشارة واضحة على طول الزمن بين آدم ونوح عليهما السلام وانه يفوق الألف سنة بكثير.[/FONT]
[FONT="]ملاحظة مهمة[/FONT][FONT="]: حتى لو افترضنا ان بين آدم ونوح الف سنة, على فرض ان القرن يساوي مائة عام فقط, فهذا يعني مرور ثلاثة الاف سنة منذ كان الرجل الاول ( آدم عليه السلام) وزوجه حتى حلول الطوفان, وهي مدة طويلة من الزمن تسمح بتكاثر الناس للمليارات حتى لو كانوا بنفس درجة تكاثرنا اليوم.[/FONT]
· [FONT="]كم كان عدد قوم نوح عليه السلام (عدد سكان الأرض قبل الطوفان)[/FONT][FONT="]؟:[/FONT]
v [FONT="]ملاحظات مهمة يجب الإحاطة بها[/FONT][FONT="]:[/FONT]
§ [FONT="]فسيولوجية الحمل والإنجاب[/FONT][FONT="]: ليس هناك دليل من القرآن أو السنة النبوية على اختلاف الأولين عنا فيما يتعلق بفسيولوجية الحمل والإنجاب, لكن على العكس الدليل قائم من القرآن على أن فترة حمل الإنسان في بطن أمه هي كالمعتاد, قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15) الاحقاف), تعلمنا الآية الكريمة مدة حمل الإنسان وبلوغه أشده, وفي ذلك رد على من يقول أن البشر الأوائل ونظرا لطول أعمارهم التي قد تصل إلى ألف سنة فمن المتوقع أن أمهاتهم يحملنهم سنين عديدة, ثم يرضعنهم عشرات السنين, وان الواحد فيهم على عمر المائة سنة يعد طفلا, وكل هذا ما هو إلا رجم بالغيب دون دليل يستند إليه من القرآن أو السنة.[/FONT]
[FONT="]وكذلك قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان), هذا ما يشير إليه القرآن الكريم في فطرة خلق الإنسان وحمله وفصاله.[/FONT]
[FONT="]تأمل كذلك قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ (189) الأعراف), إِذاً هو حمل خفيف وليس سنوات طويلة من الحمل والمعاناة.[/FONT]
§ [FONT="]لا يوجد دليل من القرآن أو السنة على قلة أولاد الأولين[/FONT][FONT="] وعلى النقيض فالقرآن يخبرنا عن كثرة أولادهم بل وكثرتهم, قال تعالى: (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (69) التوبة), وقوله تعالى[/FONT]:[FONT="] (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) سبأ). [/FONT]
§ [FONT="]ينقل العلماء أنه قد ولد لآدم عليه السلام أولاد كثيرون ومنهم تناسل البشر, قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) النساء).[/FONT]
§[FONT="]قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ولدت لآدم عليه السلام عشرون ومائة بطن ، أولهم قابيل وتوأمته قليما ، وآخرهم عبد المغيث حواء وتوأمته أمة المغيث, وأما ابن إسحاق فذُكر عنه أن جميع ما ولدته حواء لآدم لصلبه أربعون من ذكر وأنثى في عشرين بطنا، وقال : قد بلغنا أسماء بعضهم ولم يبلغنا بعض انتهى,( تاريخ الأمم والملوك).[/FONT]
[FONT="]وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله أن آدم عليه السلام لم يمت حتى رأى من ذريته من أولاده وأولاد أولاده أربعمائة ألف نسمة، والله أعلم,(من البداية والنهاية).[/FONT]
[FONT="]ان كل هذا ليدل على كثرة توالد الناس قبل الطوفان إضافة إلى طول أعمارهم[/FONT][FONT="].[/FONT]
§ [FONT="]تتأثر الزيادة السكانية بعدد المواليد والوفيات, ويحكم هذه الزيادة مُعَادلات أسية معروفة يمكن بواسطتها تقدير عدد السكان[/FONT][FONT="]:[/FONT]
Nn = No (1 + r) [SUP]n[/SUP][FONT="][/FONT]
[FONT="]حيث: [/FONT]Nn[FONT="] = العدد المتوقع للسكان بعد مدة من الزمن.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]No[FONT="] = عدد السكان البدائي (العينة البدائية).[/FONT]
[FONT="] [/FONT]r[FONT="] = نسبة نمو السكان وهي الفرق بين نسبة المواليد ونسبة الوفيات.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]n[FONT="] = الزمن الذي يمر على العينة البدائية وتنمو فيه.[/FONT]
[FONT="]ملاحظة: [/FONT](1 + r)[SUP]n[/SUP][FONT="]: [/FONT]n [FONT="] هنا رقم للأس فمثلا لو كانت [/FONT]r[FONT="] تساوي 9 و [/FONT]n[FONT="] تساوي 6 فمفكوك القوس = 1000000(مليون) وليس 60.[/FONT]
[FONT="]لنضرب مثال لتوضيح المعادلة[/FONT][FONT="]:[/FONT]
[FONT="]نفرض أن هناك 250 من طائر البوم كعينة بدائية وهذه الطيور تزداد بمعدل 6% في السنة فكم بومة سيكون لدينا بعد عشرة سنوات؟[/FONT]
No[FONT="]= 250, [/FONT]r[FONT="] = 6%= [/FONT]0.06[FONT="], [/FONT]n[FONT="]= 10 سنوات, إِذاً لإيجاد [/FONT]Nn[FONT="] وهو عدد البوم الكلي بعد العشر سنوات, نطبق المعادلة: [/FONT]
Nn= 250(1.06)[SUP]10[/SUP][FONT="] والجواب 448 بومة.[/FONT]
[FONT="] ملاحظة: الرقم [/FONT]1.06[FONT="] بين القوسين مرفوع للأس 10 وليس مضروبا فيه.[/FONT]
[FONT="]ولحساب الزمن الذي يمضي كي تتضاعف العينة السكانية نستخدم هذه المعادلة:[/FONT]
[FONT="]زمن تضاعف العينة ([/FONT]t[FONT="])= [/FONT]0.69/r[FONT="] حيث [/FONT]r[FONT="] هي نسبة نمو العينة كما شرحنا من قبل. [/FONT]
[FONT="]وللتطبيق في مثال البوم السابق نقول أن: [/FONT]t[FONT="]= [/FONT]0.69/0.06[FONT="]= [/FONT]11.5[FONT="] سنة[/FONT][FONT="], أي أن العينة البدائية للبوم ( 250 بومة) ستصبح بعد مرور إحدى عشرة سنة ونصف السنة 500 بومة والخمسمائة بومة بدورها ستصبح 1000 بومة بعد مرور [/FONT]11.5[FONT="] سنة أخرى, أي بمرور [/FONT]23[FONT="] سنة على العينة البدائية وهكذا دواليك..[/FONT]
§ [FONT="]نود أن نوضح[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أيضا أن عوامل مختلفة تتحكم في الزيادة السكانية ومنها الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل وغيرها, وكذلك المجاعات والأوبئة الفتاكة وموارد الأرض. وحديثا تدخل الإنسان المباشر للحد من الزيادة السكانية عبر برامج الحد من الإنجاب واستعمال والوسائل الطبية المختلفة لمنع الحمل والإنجاب.[/FONT]
§ [FONT="]لنأخذ مثال منقول من دائرة الإحصاء البريطانية عن تعداد السكان في بريطانيا يوضح كيف أن البشر يتكاثرون بصورة مفرطة وفي وقت قصير: [/FONT]
[FONT="]سنة 1086م كان يقدر عدد سكان بريطانيا بين [/FONT]1.4[FONT="]- [/FONT]1.9[FONT="] مليون نسمة, وقد نمو بسرعة ليصلوا إلى 4 – 6 ملايين نسمة بحلول القرن الثاني إلى الثالث عشر أي بعد مائتي سنة.[/FONT]
[FONT="]لكن القرن الرابع عشر تميز بحدوث وباء الطاعون ومجاعة مما فتك بثلث السكان في بريطانيا. وتلا ذلك بطء في نمو السكان بسبب تأخر سن الزواج وقصر متوسط الأعمار بسبب الأمراض وكذلك الهجرة. استمر ذلك قرابة الأربعمائة عام حتى حلول 1750م حيث كان عدد السكان يراوح الستة ملايين نسمة.[/FONT]
[FONT="]غير أن عام 1800م شهد بداية الزيادة السكانية فوصل عدد السكان إلى ثماني ملايين نسمة وتضاعف العدد خلال أربعون عاما فقط ليصل إلى 15 مليون نسمة سنة 1840م.[/FONT]
[FONT="]وقد تضاعف العدد أيضا بمرور ستون سنة فقط[/FONT][FONT="] ليصبح ثلاثون مليون نسمة بحلول 1900م.[/FONT]
[FONT="]وبسبب البرامج المكثفة لتقليل الإنجاب اضمحلت الزيادة السكانية ليبلغ عدد السكان أربعون مليون نسمة بحلول عام 1950م وخمسون مليون نسمة بحلول 2001م.[/FONT]
§ [FONT="]نظرة إلى إحصاء سكان الكرة الأرضية[/FONT][FONT="] منقولا عن مركز إحصاء الأمم المتحدة: [/FONT]
[FONT="]واحد مليار[/FONT][FONT="] سنة 1804م.[/FONT]
[FONT="]ملياران[/FONT][FONT="] سنة 1927م ( بعد 123 سنة).[/FONT]
[FONT="]ثلاثة مليارات[/FONT][FONT="] سنة 1960م ( بعد 33 سنة).[/FONT]
[FONT="]أربعة مليارات[/FONT][FONT="] سنة 1974م (بعد 14 سنة).[/FONT]
[FONT="]خمسة مليارات[/FONT][FONT="] سنة 1987م ( بعد 13 سنة).[/FONT]
[FONT="]ستة مليارات[/FONT][FONT="] سنة 1999م ( بعد 12 سنة).[/FONT]
[FONT="] يتضح التزايد السريع في سكان الكرة الأرضية ومرده إلى التقدم التقني والطبي والذي أدى إلى زيادة متوسط الأعمار. ويتوقع أن يستمر هذا التزايد في عدد السكان إلى الحد الحرج أو الطاقة الاستيعابية القصوى للأرض حيث يقدر العلماء أن كرتنا الأرضية هذه تستطيع أن تستوعب ما يعادل خمسون مليار نسمة إذا ما استغلت الموارد والثروات فيها الاستغلال الأمثل.[/FONT] · [FONT="]والآن ماذا عن تعداد قوم نوح عليه السلام ( عدد سكان الأرض قبل الطوفان[/FONT][FONT="])؟[/FONT]
[FONT="]مما سبق من معادلات وما تم توضيحه يتبين لنا قدرة الجنس البشري على التكاثر السريع في زمن وجيز إذا ما زاد عدد المواليد وطال العمر (نقص عدد الوفيات), حيث يتخذ منحنى التزايد شكل حرف ([/FONT]J[FONT="]) وهو يعنى الزيادة المضطردة مع تقدم الزمن. [/FONT] [FONT="]والآن كيف ننظر للفترة الزمنية الطويلة الممتدة من آدم إلى نوح عليهما السلام فيما يخص تزايد البشر, اخذين في عين الاعتبار طول الأعمار الذي يناهز الألف سنة وكثرة المواليد والتي لا يحدها تدخل طبي لخفض الإنجاب, وكثرة موارد الأرض كما جاء في قوله تعالى عن الأمم السابقة: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الأنعام), وقوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) القصص). كذلك قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6) الأنعام).[/FONT] [FONT="] وحتى السجل الإحفوري للأرض يوضح أن المناخ كان أفضل بكثير مما هو عليه ألان, وأن النباتات والحشائش على الأرض تفوق بثلاثين مرة موارد اليوم. بل أن هناك مجاري[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] للأنهار في بيئات تعد صحراوية بالنسبة لنا اليوم مثل الصحراء الكبرى وصحراء استراليا وصحراء الربع الخالي, وكل ذلك هيأ تربة خصبة لتكاثر البشر آنذاك. [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]حسب المعادلات التي عرضناها سابقا بإمكان ألف شخص من البشر التكاثر إلى مليارات عدة خلال فترة قد لا تزيد على الألفين إلى ثلاثة ألاف عام إذا كان معدل تزايدهم [/FONT]1.3% [FONT="] للسنة وهو معدل تزايدنا ألان, ويعتبر متدني جدا إذا ما قورن بمعدل التزايد في الستينيات حيث بلغ [/FONT]2%[FONT="], هذا على اعتبار أن الأعمار قصيرة تشبه أعمارنا اليوم فكيف اذا قسنا ذلك على أعمار الناس قبل الطوفان؟.[/FONT] [FONT="]لمن لا يجيد التعامل مع المعادلات سنضرب مثال بسيط لتوضيح المسألة[/FONT][FONT="]: [/FONT] [FONT="]نفترض أن زوجين اثنين من بشر قبل الطوفان (رجلان وامرأتان) قد أنجب كل زوج منهما عشرة أفراد بين بنين وبنات بنسبة 1:1 أي أن مجموعهم عشرون فردا + أبائهم وذلك بعد مرور خمسون سنة على زواجهم (زواج الآباء). وبعد أن بلغ الأبناء أشدهم (قل الأربعون عاما كما ذُكر في القرآن) تزوجوا, وبعد قل خمسون عاما أنتجت العشر نساء كل واحدة عشرة أفراد كذلك, أي: 10[/FONT]x[FONT="]10 = 100 فرد بعد مرور مائة وخمسون عاما.[/FONT] [FONT="]ثم بعد مائة عام أخرى أنتجت الخمسون امرأة خمسمائة فرد, وبعد مائة سنة ثالثة أنتجت 250 امرأة 2500 شخص وبعد مائة رابعة أنتجت 1250 امرأة 12500 شخص, ثم بعد مائة سنة خامسة أنتجت 6250 امرأة 62500 شخص. واستمر التزايد البشري وبحلول المائة السادسة أنتجت 31250 امرأة 312500 شخصا, ولتسهيل الحساب وتقليل تكدس الأرقام سنتغاضى عن الأرقام الصغيرة فنقول ثلاثمائة ألف شخص حيث نصفهم نساء فستنتج مائة وخمسون ألف امرأة بحلول السنة السبعمائة, مليون ونصف المليون شخص. [/FONT] [FONT="]وفي السنة الثمانمائة ستنتج سبعمائة وخمسون ألف امرأة سبعة ملايين ونص مليون شخص وهذا على افتراض أن كل امرأة تولد عشرة بطون خلال خمسون عاما وهو رقم قد يكون قليل جدا لنساء قبل الطوفان حيث قوة وصحة الأبدان وطول العمر.[/FONT] [FONT="]وألان وقد وصلنا للسنة التسعمائة حيث ستلد ثلاثة ملايين وسبعمائة وخمسون ألف امرأة سبعة وثلاثون مليون ونصف المليون شخص. [/FONT] [FONT="]وفي السنة الألف هناك ثماني عشرة مليون وسبعمائة وخمسون ألف امرأة ستنجب مائة وسبعة وثمانون مليون ونصف المليون فرد. [/FONT] [FONT="]ملاحظة مهمة[/FONT][FONT="]: هنا فقط نحصي الأفراد الجدد ولم نضف عليهم الآباء والأجيال المتراكمة, حيث الناس يعمرون للألف سنة وبذا يحصون كل سنة في التعداد, وهو يشكل زيادة كبيرة إذا قورنت بوقتنا الآن حيث يموت الجيل السابق ويندثر بعد مرور مائة سنة ولا يحصى في تعداد السكان. [/FONT] [FONT="]وبحلول الألف الأولى يكون قد توفى فقط أربع أفراد وهما الزوجان الأولان حيث مر على حياتهم ألف سنة ولكن موتهم لن يذكر ولن يغير شيئا في النتيجة.[/FONT] [FONT="]وعند المائة الأولى بعد الألف الأولى ستنتج ثلاثة وتسعون مليون امرأة تسعمائة وثلاثون مليون فرد أي ما يقارب مليار شخص.[/FONT] [FONT="]وفي المائة الثانية بعد الألف ستنتج خمسمائة مليون امرأة خمسة مليارات (بلايين) شخص والمائة التي تليها أي الثالثة بعد الألف ستنجب اثنين مليار ونص المليار امرأة خمسة وعشرون مليار شخص وهو أربع أضعاف سكان الأرض اليوم.[/FONT] [FONT="]ملاحظة[/FONT][FONT="]: قد يعتبر البعض أن هذه الأرقام مبالغ فيها جدا ولذلك نقول اعتبر أن المرأة الواحدة تلد العشرة بطون في خمسمائة عام وليس في مائة عام وهذا قليل جدا ومبالغ في قلته بالنسبة للبشر الأوائل.[/FONT] [FONT="]لكن الأمر سيفضي لنفس النتيجة مع زمن أطول فبدل أن نصل للمليارات في غضون ألفي عام سنصلها في غضون خمسة ألاف عام ومازال لدينا وقت طويل بين آدم ونوح ليسمح بتكاثر مهول للبشر وحتى لو اعتبرت أن أعمارهم مثل أعمارنا.[/FONT] [FONT="]ملاحظة[/FONT][FONT="] : لو أجريت الحسبة على أن أربعة أفراد (رجلان وامرأتان) من البشر الأوائل وكل زوج منهم ينتج فقط أربعة أفراد بدل عشرة في مائة سنة, فسيصبح عددهم سبعة عشرة مليار شخص ونيف بعد مرور 3200 سنة, وهذا بدون إضافة الأجيال المتراكمة بسبب طول العمر[/FONT][FONT="]. [/FONT] [FONT="]الخلاصة[/FONT][FONT="]: يتضح لنا بجلاء وبالنظر لطول عمر البشر قبل الطوفان, وكثرة توالدهم وعدم قدرتهم (حسب اعتقادنا) على كبح التوالد, وطول الأمد بين آدم ونوح عليهما السلام, ووفرة موارد الأرض وعدم حصول عذاب الاستئصال في القرون بين آدم ونوح عليهما السلام, ان البشر قد وصلوا الى تعداد مهول جدا قد يفوق بأضعاف ما هو عليه الآن.[/FONT] [FONT="]وقد ذهب احدهم في مقالة باللغة الانجليزية بعنوان ([/FONT]GLOBAL POPULATION PAST AND PRESENT[FONT="]) على هذا العنوان ([/FONT]http://www.creationconcepts.org/resources/POPULATE.pdf[FONT="]), لتقدير عدد سكان الأرض قبل الطوفان بمائة وتسعون مليار ( بليون) شخص أو مائة مليار على اقل تقدير كما ورد في المقالة. [/FONT] [FONT="]وهذه أيضا عناوين مقالات تتفق مع ما توصلنا إليه من كثرة البشر قبل الطوفان وأنهم قد وصلوا لتعداد مهول يفوق ما وصلنا إليه اليوم:[/FONT] · Population of the PreFlood World · https://biblescienceguy.wordpress.com/2014/06/18/4-population-growth-how-many-died-in-noahs-flood[FONT="]/[/FONT] § [FONT="]الإثباتات من القرآن الكريم على كثرة القوم[/FONT][FONT="]:[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى:([/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً[/FONT][FONT="] (12) نوح[/FONT][FONT="]), لاحظ لو أنهم قلة في الموصل أو جزيرة العرب لقيل: يجعل لكم نهرا وهذا يكفيهم, لكن نظرا لكثرتهم وعمومهم الأرض قاطبة فهم يحتاجون انهارا. [/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) نوح), لاحظ تعدد الآلهة وكثرتها يشير لكثرة من يعبدوها فلو كانوا قلة لاكتفوا بواحدة أو اثنتين, وكلمة (كثيرا) في الآية 24 تشير لكثرة الناس أيضا.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26) نوح), دعاء نوح عليه السلام على كفار الأرض قاطبة دليل انتشار الكفار في أصقاع الأرض لكثرتهم.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) هود), كلما مر عليه ملأ من قومه: تدل على كثرة الملأ من القوم لكثرة مرورهم, وبذا كثرة القوم أنفسهم. لاحظ أيضا: (مر عليه) وليس مر به وهذه لنا معها وقفة إن شاء الله لاحقاً.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً (20) نوح). وفيها اشارة لانتشارهم في ارجاء الأرض وذلك لكثرتهم.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]عموم الطوفان كل الأرض[/FONT][FONT="] وشدة الطوفان بحيث أن الموج كان كالجبال وعلاها, وكل هذا ينبئ بكثرة الناس وقوة عمرانهم للأرض وتطاول بنائهم, وتمكنهم فيها, فهل يحتاج شرذمة من القبائل في صحراء يرعون المواشي ويسكنون بيوت الشعر والخيام لمثل هذا الطوفان العظيم؟. وسنرى لاحقا إن شاء الله إثبات عموم الطوفان للأرض.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (83)غافر), تدل على كثرة البشر الأوائل بل وقوتهم وشدة أثارهم في الأرض فمن يمتلك ذلك ليس من المتوقع أن يكون شرذمة في الأرض, بل لابد انه قد ملأ الأرض بكثرته, فالآثار التي تركوها تحتاج لعدد غفير من البشر لانجازها. لاحظ أيضا في الآية (83) إنهم يمتلكون العلم وليسوا شعوبا متخلفة وبدائية كما يدعي مناصرو نظرية التطور, ومن يمتلك العلم لابد وانه مزدهر الحياة وهذا سيفضي لزيادة السكان والله اعلم.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) الشعراء), ظاهر النص القرآني يشير إلى أن هناك مرسلين وليس رسولا واحدا لقوم نوح. وهنا قد يقول البعض أن نوح وفي الحديث الصحيح هو أول رسل الله لأهل الأرض, نقول لا غبار على ذلك ولكن لا ينفي ذلك انه قد أُرسل بعد إرسال نوح عليه السلام مرسلون آخرون ليؤازروه في نشر الدعوة, ومثل هذا الأمر وارد ذكره في القرآن الكريم كمؤازرة هارون لموسى عليهما السلام, وأهل القرية التي أرسل إليها تباعا ثلاثة مرسلين كما جاء في سورة يس, وكذلك كان يحيى وعيسى عليهما السلام في آن واحد.[/FONT] [FONT="]وهذا إن صح والله اعلم فيدل على كثرة القوم وانتشارهم في أصقاع الأرض, ونوح هو الرسول العام لهم, ومن المرسلين من أرسل بعده ولكن في وقت دعوته ليساعده في تبليغ الرسالة ولم يقص الله عز وجل على رسوله الكريم أسمائهم, قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) غافر), وتنكير (رسل) يفيد التعظيم والتكثير, وفي الآية دلالة على كثرة الرسل, قال تعالى: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ (208) الشعراء). [/FONT] [FONT="]وقد يُفهم كذلك من قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58) مريم). (وممن حملنا مع نوح): قد تشير إلى أن رسلا قد حُملوا مع نوح عليه السلام على السفينة وقد كانوا يساعدونه في نشر دعوته لقومه وهو يدل على كثرة القوم قبل الطوفان. لاحظ (ممن حملنا مع نوح) وليس (من ذرية من حملنا مع نوح) وسنتطرق لاحقا لهذا بالتفصيل. [/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]من البداية والنهاية لأبن كثير رحمه الله في قصة نوح عليه السلام (استئناسا بما ذكره السلف الصالح) ورَدَ ما يلي: (وعمَّ الطوفان جميع الأرض طولها والعرض، سهلها، وحزنها، وجبالها، وقفارها، ورمالها، ولم يبق على وجه الأرض، ممن كان بها من الأحياء، عين تطرف، ولا صغير، ولا كبير. قال الإمام مالك، عن زيد بن أسلم: كان أهل ذلك الزمان، قد ملؤوا السهل، والجبل. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لم تكن بقعة في الأرض، إلا ولها مالك، وحائز. رواهما ابن أبي حاتم). ملئوا السهل والجبل وعموا الأرض وهو يوافق ما ذهبنا إليه من كثرة الناس قبل الطوفان بدرجة تفوق تصورنا البسيط عن بداية البشرية.[/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]قال تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) هود).[/FONT] [FONT="]قيل في تفسيرها: اهبط بسلام وبركات من الله عليك وعلى أمم تنشأ من ذرية من معك من المؤمنين, حيث اعتبرت (من) هنا لابتداء الغاية. لكن الزمخشري قال: (وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ يحتمل أن تكون من للبيان, فيراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة، لأنهم كانوا جماعات, أو قيل لهم أمم، لأنّ الأمم تتشعب منهم), من الكشاف للزمخشري.[/FONT] [FONT="]وهذا ما نرجحه وذلك انه إذا قيل أن السلام والبركات على نوح عليه السلام وعلى أمم تنشأ من ذرية من معه من المؤمنين, فلماذا لم يُذكر السلام والبركات لهم هم أولاً,[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وهم أولى وأحوج للمباركة لقلة عددهم, ثم ذريتهم بعد ذلك؟ كأن يقال: عليك وعلى من معك وعلى أمم من ذرياتهم, ولذلك نقول أن المراد (بأمم ممن معك), أي أن أمما قد حُملت مع نوح عليه السلام.[/FONT] [FONT="]و[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أمم تدل على تعدد أعراق أولئك المؤمنون مع نوح وكثرتهم وهو يدل على العدد المهول لسكان الأرض قبل الطوفان وتشعبهم في الأرض وفيه إشارة إلى أن المؤمنين مع نوح عليه السلام قد جاءوا من أعراق مختلفة وشعوب مختلفة والله اعلم.[/FONT]
[FONT="]قال ابن عاشور: (وَالْأُمَمُ: جَمْعُ أُمَّةٍ, وَالْأُمَّةُ: الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنَ النَّاسِ الَّتِي يَجْمَعُهَا نَسَبٌ إِلَى جَدٍّ وَاحِدٍ). وهذا يدل على أن الناس من نسل آدم قد تشعبوا في الأرض وغدوا شعوبا وقبائل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات).[/FONT] [FONT="]ملاحظة: لمزيد من التفصيل أنظر لاحقاً في البحث تحت عنوان (مجرد تساؤلات).[/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="]o [/FONT][FONT="]وتعليقا على ما سبق من الأدلة قد يُطرح سؤال[/FONT][FONT="]: لماذا إِذاً لم يتكاثر البشر بعد الطوفان التكاثر الكبير ولم يحل هذا التكاثر إلا في عصرنا هذا رغم مرور ردحا طويلا من الزمن منذ الطوفان؟[/FONT] [FONT="]والجواب ببساطة هو عذاب الاستئصال[/FONT][FONT="] والذي كان يحل بالقرون من الأمم, فسنة الله جل وعلا في الأمم والقرون السابقة هو استعمار القرن في الأرض حتى يتكاثر الناس فيبعث فيهم رسولا بالبينات فيكذبوه فيحل بهم عذاب الأخذ والهلاك التام, ولا ينجى إلا القلة المؤمنة ليبدأوا دورة جديدة من الحياة وينشأ منهم قرن أخر, تأمل قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6) الأنعام), وقوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17)الإسراء).[/FONT] [FONT="]كذلك تأمل ما جاء في سورة المؤمنون بعد ذكر نوح عليه السلام وفلكه, قال تعالى: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32) المؤمنون), إلى قوله تعالى في نفس السورة, (مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (44) المؤمنون). [/FONT] [FONT="]وهذا يفسر لماذا لم يتكاثر البشر ويبلغوا المليارات إلا في العصر الحديث, وقد تأخر عنهم عذاب الأخذ ولكنه سيحل بهم قبل قيام الساعة وبرحمة الله سيكشف عنهم بعد أن يأخذ أكثرهم وسنتطرق لذلك في بحث أخر إن شاء الله.[/FONT] [FONT="]لكن القرون قبل الطوفان لم يصبها عذاب الأخذ والهلاك لأنها كانت على الإسلام منذ آدم ولذلك تكاثروا التكاثر الكبير حتى حلول الطوفان وهو أول عذاب للأمم.[/FONT] [FONT="]ملاحظة[/FONT][FONT="]: قد يقول البعض أن في قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12) نوح), دليل على أن أرضهم كانت صحراء مجدبة, وأنهم كانوا قليلي الأبناء, نقول أن هذا القياس ليس دقيق فقد ورد مثل هذا على لسان هود عليه السلام في قوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود), فهل هذا يعني أن قوم عاد كانت أرضهم قفراً؟ تأمل قوله تعالى بشأن أرضهم:(وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) الشعراء), أي أن لديهم كثرة الأبناء والجنات والعيون, وهذا الذي وصف القرآن به الأمم والقرون السابقة مثل قوم نوح وعاد وثمود بأنهم كانوا مترفين, وكانت أرضهم مليئة بالأنهار والجنات والعيون وقد فتح الله عليهم أبواب كل شيء ومكنهم في الأرض.[/FONT] [FONT="]لكن مع ذلك قد يكونون قد تعرضوا لبعض القحط ونقص الأموال والثمرات في وقت من الأوقات قبل حلول عذاب الأخذ والهلاك بهم, وهذا بمثابة تمحيص لهم ورسالة ابتلاء لعلهم يرجعون, قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الأنعام).[/FONT] [FONT="]فعلى هذا قد يكون قوم نوح قد تعرضوا في سنينهم الأخيرة لشيء من القحط وذلك بهدف التضرع والعودة لله جل وعلا, وقد قيل أن نسائهم عُقّمن في الأربعين سنة الأخيرة قبل الطوفان ولم يولد لهم ولد وكل من هلك في الطوفان كانوا بالغين مكلفين. [/FONT] 1- [FONT="]قوم نوح عليه السلام كانوا متطورين[/FONT][FONT="]: [/FONT] [FONT="]مما سبق سرده من أدلة وبراهين تبين كثرة الناس قبل الطوفان وعمومهم الأرض وان عددهم يفوق ما وصل إليه عدد سكان الأرض اليوم, ومن هذا المنطلق سنعيد النظر والتأمل في قصة نوح عليه السلام مستعينين بالله في إجلاء الحقيقة ومتأملين في كتابه الكريم الذي يأتينا بالبراهين الساطعة.[/FONT] [FONT="]تصورنا البسيط عن قوم نوح عليه السلام كونهم قله من القبائل المتأخرة والتي تعيش حياة بدائية جداً كونهم في مطلع العهد البشري (أنصار نظرية التطور والارتقاء), ومسكنهم الصحاري والبراري ولذلك استهجنوا صناعة سفينة في منطقة صحراوية.[/FONT] [FONT="]هذا التصور لم يعد قائما بعد ما ذكرناه من أدلة على كثرة الناس وعمومهم الأرض, فلا يمكن تصور حياة بدائية بملايين البشر بل المليارات منهم.[/FONT] [FONT="]واختصاراً نقول وعلى عكس تصورنا السابق فقوم نوح كانوا متقدمين جداً وفتح الله عليهم من العلوم ما لم يفتح علينا. ولا نعلم هل ذلك مرده لقربهم من آدم وقد علمه ربه, أم أن العلم قد تطور لديهم بقدرة الله جل وعلا وتمكينه كما تطور لدينا في حقبة وجيزة جداً من الزمن. وهذا القول على خلاف أنصار نظرية التطور والذين يدّعون أن كل ما لدينا اليوم من علوم وفتوحات هي بقدرة الإنسان الحديث, ونتاج إبداع عقول علماء أمثال نيوتن واينشتين وغيرهم, لكن الواقع أن هؤلاء لم يكونوا ليهتدوا لمثل هذه الفتوحات في العلم في وقت وجيز لولا منّ الله وفضله وعطائه وتمكينه كما مَكّن لمن قبلنا ولعله فتنة. [/FONT] [FONT="]وسنورد الآن إثباتات أن قوم نوح كانوا متقدمين ... يتبع [/FONT]