بالأدلة القرآنية رحلة ذي القرنين فضائية وياجوج وماجوج ليسوا على هذه الكرة الارضية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

احمد منصور

New member
إنضم
03/08/2012
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
رفح
· مقدمة:
الحمد لله الذي علم القرآن وخلق الانسان وعلمه البيان والشمس والقمر بحسبان وله النجم والشجر يسجدان ورفع السماء ووضع الميزان والصلاة والسلام على خير الانام محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة وازكى السلام, اما بعد:
ياجوج وماجوج ورحلة ذي القرنين حقائق قرآنية ثابتة لا جدال في صحتها وقد حدث الصادق المصدوق عنها وبالنسبة لنا كمسلمين نؤمن بما جاء عنها في القرآن وما صح روايته عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. لكن السؤال الذي ما انفك يسأل من القدم : أين ياجوج وماجوج؟ وكيف كانت رحلة ذي القرنين؟ وقد اتخذ الملحدون والمشككون في صدق الكتاب من ذلك مادة للطعن في الدين واضلال الناس بغير علم ولا يزال يتصدر جدالهم السؤال التالي: اذا كان قرآنكم صحيح فأين ياجوج وماجوج؟ وليس من اجابة مسكتة لهم الى الان.
هذا البحث قام باعداده بتوفيق من الله العلي العظيم العبد الفقير لرحمة ربه : الدكتور احمد منصور وهو فريد من نوعه وفيه دلائل من القرآن والسنة يجب التمعن فيها جيدا قبل الحكم المتسرع على البحث, ولنتذكر ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم, والله نسأل التوفيق والسداد والحفظ من كل مكروه فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.
رحلة ذي القرنين وبناء السد
قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) الكهف).
قل سأتلو عليكم منه ذكرا: أي بعض خبره فالجدل حول من هو؟ وهل هو الاسكندر المقدوني أو كورش الفارسي أو الحميري أو اخناتون المصري هو جدل في غير موضعه ويجب أن نركز على تدبر الآيات التي تخص سيرته لنطلع على ما فيها من بديع قدرة الله وعظم كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل العزيز الحميد, لابد أن نقف ونتدبر قول الله تعالى: (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً), فلا شك أن الله جل وعلا قد مكن لذي القرنيين في الأرض واتاه من كل شيء سببا ولا تعجب حين يقال أن الله جل وعلا قد مكنه في الفيزياء والرياضيات والكيمياءوالطب والصناعة والطيران وغيره بل وأكثر مما نحن فيه من تمكين,( فَأَتْبَعَ سَبَباً (85) الكهف). ما هو السبب؟ انه في اللغة الذي يوصل بين شيئين وقد فسرت هذه الآية على أن ذي القرنيين قد اتبع طريق في الأرض, لنبحث عن كلمة سبب في قاموس القرآن وهو القرآن نفسه, فأذا أشكل عليك فهم كلمة في القرآن ارجع وابحث في القرآن عن أين وردت, إِذاً اين ذكرت كلمة سبب أو اسباب في القرآن الكريم؟ : قال تعالى (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحـج). تأمل: سبب الى السماء وقال تعالى : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ (10) ص). الله سبحانه وتعالى يتحدى الكفار إذا كان لهم ملك السموات والأرض, فأذا كان لهم ذلك فلم يقل ليسيروا في الأرض بل تحداهم في الشيء الأصعب ليثبتوا أنهم يملكون السموات, تحداهم أن يرتقوا .. أين؟ في أسباب السموات والارتقاء هو التحرك لأعلى وقال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37) غافر).
من تدبر وإمعان العقل في الآيات الواردة في الكهف والحج و ص وغافر يتضح لنا أن السبب إنما هو الطريق في السماء بينما السبيل قد يأتي بمعنى الطريق في الأرض قال تعالى (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (29) العنكبوت), وكذلك قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً (20) نوح), لاحظ ان المسالك في الارض هي السبل جمع سبيل ولم يرد في القرآن الكريم أي اشارة الى ان الاسباب جمع سبب هي طرق في الارض بل طرق في السماء اوالسموات والله اعلم. إِذاً مما سبق نفهم ان رحله ذي القرنين هي رحلة فضائية أو سماوية متبعا سببا وهو طريق في السماء ولا نعرف على وجه التحديد الوسيلة التي تحرك بها متبعا السبب أو الممر والطريق السماوي وما اذا كان طبقا طائرا أو غيره وهل كان بمفرده ام بمعية جيشه فالله جل وعلا مكنه في كل الوسائل. قال تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) الكهف), حتى اذا بلغ مغرب الشمس: أين هو مغرب الشمس على وجه التحديد على كرتنا الارضية هذه؟ ان كل بقعة تصلح ان تكون مغربا للشمس كما تكون مشرقا لها نظرا لكروية الارض, إِذاً ليس ثم مكانا يسمى بعينه مغرب الشمس ولكن المرجح ان يكون ذلك ظرف زمان أي وقت غروب الشمس, ولكن لنفرض ان احدهم يسير ممتطيا صهوة جواد متجها من القاهرة الى الاسكندرية غربا وبينما هو يسير في الطريق تدلت الشمس للمغيب وهو في طنطا منتصف الطريق بين القاهرة والاسكندرية فهل نقول انه بلغ مغرب الشمس في طنطا ام نقول انه بلغه او ادركه غروب الشمس في طنطا وهذا الأصح لانه لم يبلغ الغروب بل الشمس هي التي ادركته وغربت ولكن كيف نفسرإِذاً ان ذا القرنين قد بلغ مغرب الشمس حيث وجدها ولم يراها, نعم وجدها وهذا أيضا يؤكد ما سنطرحه لكم الان وبالله الاستعانة: ان ذا القرنين الممكن من لدن الله القوي العزيز قد سار عبر الفضاء متبعا طريقا في السماء (سبب ) منطلقا من الكرة الارضية التي كان عليها وتاركا النظام الشمسي الذي يحتوى تلك الارض ومسافرا في عمق السماء ربما في نفس المجرة أو ترك المجرة الى مجرة اخرى أو لربما غادر كل سمائنا الدنيا هذه الى السماء الثانية ( ملاحظة: يظن البعض ان السموات السبع هي غلافنا الجوي والبعض الاخر يقول الكواكب السيارة في مجموعتنا الشمسية نقول لهم مخطئون كل الخطأ فلو تأملتم ما ادرك العلم الحديث من كون حولنا لوجدتم ان كرتنا الارضية لا تكاد ترى في مجموعتنا الشمسية وهى بالفعل لا ترى في مجرتنا درب التبانة فما بالنا لو نظرنا لصفحة سماؤنا الدنيا والتي بتعريف القرآن مرصعة ومزينة بالنجوم والكواكب حيث يقدر العلماء ان الكون المنظور واكرر الكون المنظور لنا ( observable universe) يحوي ما يقارب 170 بليون مجرة كل مجرة تحوى ما يقارب مائة تريليون نجم وشمسنا احدى هذه النجوم الموجودة في مجرتنا درب التبانة وكل هذا الذي نراه أو بالاحرى ما وصلنا خبره بواسطة الضوء المنطلق من مجراته ما هو الا جزء يسير من السماء الدنيا أي والله اعلم ان السماء الثانية والثالثة الى السابعة هي اكوان اخرى والعلم الحديث يؤيد ذلك (Parallel universes) أي الاكوان المتعددة أو العوالم الموازية فسبحان الله رب العالمين ولمن يريد ان يستزيد يرجع لبحثنا بعنوان: (السموات السبع والاراضين السبع), والذي يحتوي اثباتات دامغة عن تعريف السماء وعن وجود اراضين وما تحويه من خلق مكلف غير البشر). إِذاً لنعود الى رحلة ذي القرنين الذي سار في اسباب السماء أو السموات بتمكين من رب العزة حتى وصل الى مجموعة شمسية تحوي كرة ارضية مثل ارضنا هذه وقد نزل على بقعة معينة من تلك الارض وكان وقت وصوله غروب الشمس, أي انه جاء من خارج ذلك النظام الشمسي ومن خارج زمنه الذي يحوي تلك الارض ليجد شمسهم في تلك البقعة تغرب في العين الحمئة, والعين الحمئة قد تكون اشارة الى عين ماء تحوي الطين, ثم ارجو ان لا يفهم البعض انني اعني ان الشمس تغيب داخل هذه العين, كلا مطلقا بل الامر كما يقول اهل الساحل ان الشمس تغيب في البحر أي اختفائها عن الانظار خلف البحر ليس الا. وقد تكون العين الحمئة شيئا اخر لم يتضح امره بعد والله علام الغيوب, ثم لنتأمل قوله تعالى : (وَجَدَهَا تَغْرُبُ), وجدها وليس رأها فلماذا يا ترى؟ نقول والله اعلم ان ذا القرنين لم يرى قرص الشمس وهو يتدلى للمغيب بل ان لحظة وصوله وقد افلت الشمس ولكن ما زالت حمرة الشفق الدالة على موضع مغيبها واضحة أي انها افلت قليلا قبل نزوله على سطح تلك الكرة الارضية في تلك البقعة فعلم ان الشمس تغرب في هذا الموضع ولكن ما الذي نستفيده من هذا التحليل؟ نستفيد انه لو كان ذو القرنين يسير على ارضنا هذه متجها في رحلته جهة الغرب والشمس طبعا تتحرك للغرب لرأها وهي تغيب ولقيل بدل وجدها رأها تغرب في عين حمئة والواقع انه جاء ليجدها أي انه لم يكن على تلك الارض ليواكب حركة الشمس بل جاء من عمق الفضاء الى ذلك النظام الشمسي بشمسه وارضه وكواكبه وحط في توقيت معين في بقعة معينة ووجد ما وجد والله اعلم وهذا يتوافق مع قوله عز وجل: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ), فكما قلنا الامر متعلق بظرف زمان أي زمن الغروب وليس ثم مكان على ارضنا نقول انه مكان غروب الشمس, وجملة حتى بلغ هو أي ذو القرنين: والمعتاد استعمال حتى ادركه غروب الشمس وليس هو يدرك الغروب هذا كله اذا كان يتحرك على ارضنا هذه ولكن ولان رحلته الى مجموعات شمسية مختلفة نزولا على اراضيها فهنا نستطيع فهم التعبير القرآني الدقيق انه بالفعل بلغ, بعد ما قطع من سفر عبر الزمن في السبب السماوي بلغ هذا التوقيت أي غروب شمس تلك الارض في تلك البقعة, لنتأمل قوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) الاسراء), وقال تعالى: (وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) النور), نقول بلغ الرجل الكبر وبلغ الغلام الحلم, أي ان كل منهما يسير عبر الزمن في سفر ليبلغ موضع معين أو نقطة معينة من الزمن أي الكبر أو الحلم أي انها رحلة للوصول الى زمن معين وليس رحلة مكان وهذا يقودنا الى ما هو السبب الذي سافر فيه ذو القرنين؟ قبل ان نجيب على السؤال لنتعرف قليلا على اتساع الكون الذي نعيش فيه والذي يقدر العلماء بواسطة احدث الوسائل ان قطر الجزء المنظور منه ( الكون المنظور) يبلغ 13,5 مليار سنة ضوئية والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وسرعة الضوء تقارب 300000 كم في الثانية الواحدة أي ان السنة الضوئية تساوي عشرة تريليون كيلومتر ( تريليون = مليون ضرب مليون) ولذلك لو افترضت اننا نسافر منطلقين من ارضنا هذه بواسطة سفينة فضائية تسير بسرعة الضوء سنحتاج لخمس ساعات ونصف الساعة لنخرج تماما من نظامنا الشمسي ثم لنتجه عبر الفضاء السحيق نحو اقرب نجم لمجموعتنا الشمسية ويسمى (الفا سنتورى) فسنصله بعد اربع سنوات ونصف السنة ونحن نسير بسرعة الضوء ولكي نخرج من مجرتنا درب التبانة وننظر الى اذرعها الملتوية سنحتاج الى مائة الف سنة سفر بسرعة الضوء ولكن لنجتاز مليارات المجرات نحتاج لمليارات السنين الضوئية وكل هذا والله اعلم السماء الدنيا لانها وحسب التعريف القرآني مزينة بالنجوم والكواكب. لكن وحسب المعادلات الاولية لنظرية النسبية لاينشتين لا يمكن لاحد السفر بسرعة الضوء لان كتلته ستزداد الى ملا نهاية ولكن وبعد التدقيق في المعادلات وجدوا معضلة في حلها حتى سنة 1935 حين وجدوا الحل حيث وجد اينشتين بمساعدة نتان روزن ان ممرا داخل الكون الواحد أو بين الاكوان يسمح بالسفر فيه بسرعة تفوق سرعة الضوء بمراحل وهذا الممر اطلق عليه اسم الثقب الدودي ( wormhole ) ويفترض نظريا انه يمكن السفر فيه عبر المجرة أو المجرات بسرعة تفوق سرعة الضوء بمراحل ولو افترضنا ان احدهم استطاع اختراع وسيلة للسفر عبر هذا الممر بسرعة تفوق سرعة الضوء ما الذي سيجري لبصره اذا كان يسبق الضوء؟ إِذاً لن يستطيع الرؤية لان الضوء هو الذي ينعكس على الاشياء فتراه العين فيبصر الانسان, إِذاً هذا الشخص سوف يسكر بصره والله اعلم, فهل هذا يفسر قوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الحجر), لاحظ سكرت ابصارهم, وقد فسر بعض علمائنا المعاصرين مثل الدكتور زغلول النجار هذه الآية على ان ضوء الشمس لا يرى الا على سطح الارض واذا خرج الانسان الى خارج نطاق الغلاف الجوي فسيسود الظلام, هذا جيد ولكن رغم ذلك يستطيع الانسان الابصار وخاصة انه يرى قرص الشمس لونه اخضر ويستطيع رؤية ضوء النجوم بل ان العلماء الذين هبطوا على سطح القمر قالوا انهم رأوا النجوم بصورة اوضح منها على الارض ولكن في الثقب الدودي وحيث السفر باسرع من الضوء فلن يتسنى ذلك والله اعلم.
إِذاً مجرد تساؤل لا غير: هل الثقب الدودي هو السبب الذي سافر فيه ذو القرنين عبر الزمن؟ وهل هو معراج من معارج السماء اوالسموات؟ حقا وما أوتينا من العلم الا قليلا . ثم انه وجد عند العين الحمئة قوما, وقوم تطلق على الانس والجن, قال تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)الاحقاف), فهل كانوا انسا ام جنا وقد يقول البعض كيف يحكم ذو القرنين الجن وهذا لسليمان عليه السلام فقط؟ نقول الامر متعلق هل ذو القرنين كان قبل سليمان ام بعده؟ فاذا كان بعد سليمان عليه السلام فيستبعد ذلك لان سليمان عليه السلام طلب من الله جل وعلا ملكا لا ينبغي لاحد من بعده ولكن لم يقل من قبلي, على أي حال جرى ما جرى من امر ذي القرنين مع هؤلاء القوم ولكن قد يعن سؤال كيف استطاع اذا كان بمفرده حكمهم وتعذيب الظالم؟ (قال تعالى: قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (88) الكهف), ردا على السؤال نقول ربما كان بمعيته جيشه وربما اتخذ من المحسنين منهم جيشا وربما مما مكنه ربه ان لديه من الاسلحة ما يستطيع التحكم بهم حتى لو كان منفردا ( تخيل احدهم يمتلك طائرة اباتشي مزودة بكل المعدات ضد قبيله من قبائل العرب قبل الف عام). ثم بعد ان كان معه ما كان مع اؤلائك القوم, لنتأمل: قال تعالى: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً (91) الكهف), ثم : تفيد التراخي, اتبع سببا : أي سار في سبب من اسباب السماء أو السموات منتقلا من تلك المجموعة الشمسية حتى بلغ ارض اخرى في نظام شمسي آخر وكان منه ما كان ثم: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) الكهف), كما قلنا من قبل ثم تفيد التراخي أي انه مكث ما مكث على ارض القوم الذين وصلهم في رحلته الفضائية الثانية والذين لم يجعل الله جل وعلا لهم من الشمس سترا ثم انطلق متبعا سببا من اسباب السماء حتى بلوغه كرة ارضية اخرى في مجموعة شمسية اخرى وفي موضع معين نزل هناك ليجد قوما من دون سدين أي قريب منهما وهم لا يكادون يفقهون قولا فقالوا له : يا ذا القرنين ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض : وسنتوقف عند قولهم هذا بالتحليل والله نسأل التوفيق والسداد, قالوا عن ياجوج وماجوج انهم مفسدون في الارض, ولم يقولوا مفسدون في ارضنا أو بلادنا بل في الارض وهذا يدلل على ان افساد ياجوج وماجوج قد طال الارض أو بالاحرى الكرة الارضية قاطبة وهذا ليس بعجيب ولا غريب على خليقتين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح انهم يغشون الارض وفي لفظ يعمون الارض ويشربون الانهار فيجففونها ويشربون بحيرة طبرية حتى لا يبقى فيها ماء فيمر اخرهم ليقول كان هنا ماء وبعد ان يميتهم الله عز وجل لا يجد نبي الله عيسى واصحابه من المؤمنين موضع قدم لهم في الارض من جثثهم فيتوسلوا الى الله جل وعلا فيرسل طيرا اعناقها كاعناق الابل فتحملهم فتطرحهم حيث يشاء الله, فهل مثل هذه الطيور موجودة على ارضنا؟؟ ومما يدل على كثرتهم ان المسلمين يوقدون من قسيهم ونبالهم وتروسهم سبع سنين فتصور كم يكون عددهم؟ ان كل هذا يؤكد لنا ان ياجوج وماجوج ليسوا على كرتنا الارضية هذه والا لماذا لم يشتكي منهم القوم الذين مر بهم ذو القرنين عند العين الحمئة حين بلوغه مغرب الشمس؟ أو اؤلئك الذين مر بهم عندما بلغ مطلع الشمس؟ لماذا اقتصر فسادهم على بقعة معينة؟ لماذا لم يعرفونهم الاقوام والامم السابقة كعاد وثمود والفراعنة وغيرهم ممن سكن الارض ويسجلوا عن معاركهم معهم علما انه لا يدان لاحد بقتالهم كما جاء بالحديث الصحيح ام هم أي ياجوج وماجوج قد ظهروا طفرة وفجأة؟ اليسوا خلقا من مئات الاف السنين ان لم يكن ملايين السنين؟ لهذا كله وغيره من الاثباتات نقول يستحيل ان يكونوا على كرتنا الارضية هذه وليسوا على نفس الكرة الارضية التي زارها ذو القرنين اولا ووجد فيها العين الحمئة وليسوا على الكرة الارضية التي تحوى القوم الذين وجدهم عند بلوغه مطلع الشمس والاصح انهم هم أي ياجوج وماجوج موجودون مع القوم الذين يكادون لا يفقهون قولا على كرة ارضية واحدة وبينهم وبينهم صولات وجولات ويحدثون الفساد في ارضهم وربما على هذا الحال ردحا من الدهر لا يعلمه الا الله جل وعلا الى حين ساق الله لهم ذي القرنين ليهبط على ارضهم فيشتكون له من هذا العدو اللدود وتوضح لنا الايات الكريمة ان اؤلائك القوم قد طلبوا من ذي القرنين بناء سد يحول بينهم وبين ياجوج وماجوج مقابل خرج وهنا نتوقف لنحلل الموقف: هؤلاء القوم يعرفون نقطة ضعف عدوهم كما يخبرون نقطة قوته فهم لم يطلبوا من ذي القرنين قتال ياجوج وماجوج واخضاعهم بل طلبوا فقط سدا أي انهم يعلمون ان هذا السد سيحل المشكلة وكذلك هم يريدون ان يعطوه خرجا ما يدل على انهم ليسوا فقراء والشيء المهم انهم قالوا ( ان تجعل بيننا وبينهم سدا) فهذا يدل على ان ياجوج وماجوج ليسوا تحت الارض كما يحلوا للبعض تخيل ذلك والا لما قالوا هذه المقوله ولقالوا نجعل لك خرجا على ان تجعل عليهم سدا أو ردما اليس كذلك؟ اما كونهم يقولون تجعل بيننا وبينهم سدا يدل على ان ياجوج وماجوج على الجهة الاخرى من السد فوق سطح الارض والله اعلم. وكونهم طلبوا اليه بناء هذا السد قد يفيدنا انهم حاولوا مرارا بناء مثل هذا السد ولكن كانت سدودهم تنهار امام عنفوان عدوهم لانها كانت سدود تفتقر للقوة المتوفرة في السد الذي بناه ذو القرنين والله اعلم. قال تعالى: (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف), ردا على عرضهم باخراج خرج له مقابل بناء السد قال لهم: ما مكنني فيه ربي خير أي خيرا من خراجكم وطلب منهم امداده بالقوة لعمل ردم بينهم وبين ياجوج وماجوج وليس ردما على ياجوج وماجوج وهذا كما قلنا يدل على ان ياجوج وماجوج ليسوا في باطن الارض وربما يكون هذا الردم هو ما استخرج من تراب لحفر اساس للسد الحديدي فوضع الردم المستخرج من الارض بين الصدفين بمحاذاة اساس السد ثم طلب منهم احضار زبر الحديد حتى ساوى بين الصدفين, ولو ان ياجوج وماجوج موجودون تحت الارض والسد كان ليغطي فوهة الحفرة لما استعملت كلمة الصدفين فاي حفرة لها صدفين؟؟ ان فوهة الحفرة دائرية اما الصدفين فتعني وجود قسمين منفصلين تماما حيث ساوى بينهما بالحديد كما هو النص القرأني, ولكن لنتوقف عند ( زبر الحديد) الذي طلب منهم احضارها له لعمل السد فماذا تعنى زبر الحديد؟ قيل في كتب التفسير قطع الحديد, ولكن هل الحديد موجود في الطبيعة على شكل قطع؟ الحديد موجود بصورة اكاسيد الحديد واذا ما تركت قطعة من الحديد معرضة للهواء والرطوبة فستتأكسد بسرعة وتتحول للصدأ وهو اكسيد الحديد الذي ينتشر في التربة ومعظم الحديد يوجد في الطبيعة على شكل اكسيد الحديد وهو يعطي للتربة لونها الاحمر كما هو الحال في بعض المناطق في الولايات المتحدة ونظرا لاحتواء سطح المريخ على نسبة عالية جدا من اكسيد الحديد فلذلك يبدو لونه احمر ولذلك سمي بالمريخ كما يقال ثور امرخ أي احمر اللون. ومع ذلك يوجد نسبة قليلة من الحديد على شكل حديد مخلوط بالنيكل ويسمى الحديد النيزكي لانه يسقط مع النيازك فهل قطع الحديد التي وجدها ذو القرنين عند القوم هي من الحديد النيزكي ام كان لديهم وسائل متقدمة كما نحن اليوم لاستخراج اكسيد الحديد من التربة ومعالجته بالافران اللافحة أو وسائل اخرى للحصول على الحديد؟ ولو سلمنا بان لديهم قطع حديد فهل اشعال النار عليها بكل بساطة سيصهر الحديد؟ الذي سيجيبك على هذا السؤال هو الحداد الذي ما انفك طوال حياته يشعل النار وينفخ بالكير على قطعة الحديد وكل ما حصل عليه هو انها تحمر ليسهل طرقها وتشكيلها لا صهرها فصهر الحديد يتطلب درجة حرارة عالية تفوق الالف درجة مئوية فما هي الطاقة الهائلة التي استعملها ذو القرنين لصهر كم هائل من لحديد؟ نقول والله اعلم ان ذو القرنين والممكن من لدن الله القوي العزيز قد استعمل تفاعلا كميائيا معروف لدينا ويعرف بتفاعل الثيرمايت (thermite reaction) وهو تفاعل بين اكسيد الحديد مع الالومنيوم حيث يقوم الالومنيوم بانتزاع الاكسجين من اكسيد الحديد واطلاق كم هائل من الحرارة تتراوح بين 3000 الى 5000 درجة مئوية تكفي لصهر الحديد والتفاعل بسيط جدا فقط خلط نسبة معينة من صدأ الحديد مع مسحوق من الالمونيوم واشعال الخليط والابتعاد عنه لتفادي الحرارة الكبيرة فهل هذا ما قام به فعلا ذو القرنين حيث حصل من التربة على اكسيد الحديد ويعرف بالهيماتيد وقد يوجد على شكل صخور واما الالومنيوم وهو ثالث عنصر من حيث الوفرة في الطبيعة فقد يوجد في بعض المناطق المعزوله عن الهواء بصورة نقية وقام باعداد النسب المناسبة واشعل النار في نقاط معينة من السد وطلب اليهم النفخ لاحداث التفاعل الذي اطلق كم هائل من الحرارة صهرت الحديد وشكلت السد وقد يكون الردم هو بمثابة داعم للقلب الحديدي قبل ان يجمد وربما تشيركلمة الصدفين الى صدفي الردم الذين شكلا محتوا لاحتواء الحديد المنصهر بينهما واما القطر اذا ما كان هو النحاس فعلا فهو يصهر بنفس كيفية صهر الحديد حيث ان تفاعل الثيرمايت يمكن احداثه باستعمال العديد من الاكاسيد اذا ما تفاعلت مع الالومنيوم مثل اكسيد الحديد أو اكسيد النحاس أو اكسيد الماغنسيوم, فلربما يكون ذو القرنين قد حصل على النحاس المنصهر بواسطة نفس التفاعل وقام بأفراغه على قلب السد الحديدي المنصهر لاكسابه القوة والمتانة والله اعلم. ملاحظة: كما قلنا من قبل انه يحتمل استعمال قطع من الحديد النيزكي ولكن عملية صهر الحديد تتطلب درجة حرارة كبيرة وقد يكون اسستعمل فيها تفاعل الثيرمايت حيث وضع كم منه تحت القطع وتم اشعاله لصهر الحديد وهناك الكثير الكثير من التساؤلات التي تدور حول بناء هذا السد العجيب وطريقة بنائه وما هو القطرعلى وجه التحديد علما ان الله جل وعلا قد منح عينه المسالة لسليمان عليه السلام وما هو دوره في منع صدأ الحديد والحفاظ على السد بقدرة الله جل وعلا مقاوما لعوامل التعرية.
قال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً), هذا أيضا اثبات اخر على ان ياجوج وماجوج ليسوا كما يظن البعض تحت الارض ومن ثم ليسوا على كرتنا الارضية فمن الملاحظ هنا انهم يقومون بمحاولتين مختلفتين للتغلب على السد والله جل وعلا يخبرنا في كتابه الكريم عن فشلهم في تلك المحاولتين الى ان يحين الاجل الذي اجله سبحانه وتعالى لهم للخروج, (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ) أي انهم لم يتمكنوا من اعتلاء السد وتسلقه للمرور من فوقه (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) أي انهم كذلك لم يتمكنوا من نقبه ومن هنا نقول ان استعمال فعلين مختلفين في وصف محاولات ياجوج وماجوج للتغلب على السد انما يدل على ان السد هو سد منتصب فوق سطح الارض يفصل بين فئتين كلتيهما تعيشان على سطح الارض وليس في ذلك أي اشارة الى ان ياجوج وماجوج في باطن الارض والسد يغلق الفوهة التي يودون الخروج منها والا لما استعمل الفعلان ولكان استعمل فعل النقب فقط لانه الطريق الوحيد لاعتلاء السد والظهور على سطح الارض في هذه الحالة . لاحظ كذلك استعمال فعل الاستطاعة بطريقتين مختلفتين ففي الحديث عن محاولة تسلق السد استعمل الفعل بدون التاء (اسطاعوا) وفي الحديث عن محاولة نقب السد استعمل الفعل ( استطاعوا) بالتاء فما الفرق؟ الأصل في اسطاع استطاع، وحذفت التاء للتخفيف، وفتحت همزة الوصل وقطعت وهو قول الفراء. والعرب تقول: إن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى، قال ابن كثير رحمه الله: ( ذلك تأويل مالم تستطع عليه صبرا) أي هذا تفسير ما ضقت به ذرعا، ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداء، ولما أن فسره له وبينه ووضحه وأزال المشكل قال ( تسطع ) وقبل ذلك كان الإشكال قويا ثقيلا، فقال ( سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا ), فقابل الأثقل بالأثقل والأخف بالأخف، كما قال تعالى: ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) وهو الصعود إلى أعلاه ( وما استطاعوا له نقبا ) وهو أشق من ذلك ، فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى، والله أعلم ( تفسير ابن كثير). اذا مما سبق علمنا ان اسطاع بدون التاء تفيد التخفيف وان الامر اسهل وايسر من استطاع والذي يفيد المشقة والصعوبة ولكن في حال ياجوج وماجوج ومن تتبع الاحاديث الصحيحة الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم علمنا ان ياجوج وماجوج في نهاية الامر ينقبون السد وهو العمل الاصعب ولم يستطيعوا فعل الاسهل وهو تسلقه فماذا نفهم من ذلك؟ الله اعلم ان هذا يشير الى نقطة الضعف التي اودعها الله جل وعلا في هذا العدو الشرس وهي عدم القدرة على التسلق ولذلك لم يستطيعوا فعل الاسهل وهو تسلق السد فعمدوا الى نقبه وقلنا ان هذا قد يفسر كيف ان القوم الذين استغاثوا بذي القرنين قد عاشوا ردحا من الزمن مع ياجوج وماجوج قبل ان ياتيهم ذو القرنين ويحجز عنهم خطر هؤلاء الاشرار, فهم ربما كانوا يعمدوا الى المناطق المرتفعة كالجبال لاتقاء شر ياجوج وماجوج ولكن وبعد انتهاء غارات ياجوج وماجوج عليهم يعودون للارض السهلة لممارسة زراعتهم وعيشهم وهذا يفسر أيضا تحصن المسلمين بمعية عيسى ابن مريم عليه السلام فوق الجبل وعدم استطاعة ياجوج وماجوج بقدرة الله الوصول لهم.
وليس من المتوقع ان ياجوج وماجوج محصورين في نطاق ضيق من الارض لانهم خلق كثير والله سبحانه وتعالى متكفل برزقهم شأنهم شأن كل دواب الارض, قال تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) هود), ولذلك فكرة انهم محصورون في مكان ضيق دون سبل عيش عوضا عن القول بأنهم في جوف الارض هو امر مستبعد والمرجح والله اعلم انهم يعيشون في نطاق واسع من تلك الكرة الارضية وربما ان تلك الكرة الارضية اكبر من كرتنا الارضية بمراحل وتحوي الخيرات الوفيرة والمياة الكثيرة وقد يكون القوم الذين استعانوا بذي القرنين هم انفسهم من يعيش في بقعة معينة من الارض وطلبوا اليه تحصين ارضهم من افساد ياجوج وماجوج المستشرى في كل الارض هذا والله اعلا واعلم.
ياجوج وماجوج ليسوا على هذه الكرة الارضية
1. قال صلى الله عليه وسلم: (ويستوقِدُ المسلمون من قِسِيِّهِمْ ونُشَّابهم وجِعابِهِمْ (وفي لفظ: وأَترِسَتِهمْ) سبع سنين): سؤال: اذا كانوا تحت الارض مغلق عليهم كيف تسنى لهم اعداد مثل هذه الاسلحة والتي تتطلب موارد هائلة من نباتات واخشاب وحديد لصنع التروس وما يدل على الكم الهائل من هذه الاسلحة ان المسلمين سيوقدون منها لمدة سبع سنين فاي عاقل يصدق انهم تحت باطن الارض؟ بلا شك انهم موجودون على سطح الارض في بيئة تحوى الاشجار والموارد اللازمة لصنع مثل هذه الاسلحة.
2. قال صلى الله عليه وسلم: (إنّ يأجوج ومأجوج يحفرونَ (وفي لفظ: ليحفرُنَّ السّدَّ) في كل يوم حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فسنَحْفِرُهُ (وفي لفظ: فستحفرونه) غداً): من يقول انهم في باطن الارض مغلق عليهم بالسد ويستدل على ذلك بانهم لا يرون شعاع الشمس فليتفضل ويوضح لنا كيف يستطيعون معرفة الايام وتحديد الوقت دون الرجوع للوسائل التي خلقها الله سبحانه وتعالى لنا لمعرفة حساب الايام وعدد السنين واقصد بذلك الشمس والقمر؟ هم كما هو واضح في حديث المصطفى يحفرون كل يوم حتى نهاية اليوم حين يامرهم الذي عليهم بالتوقف عن الحفر لمواصلته غدا, اذا هم يعرفون ويحددون الايام اليس كذلك؟ اذا لابد انهم يروا الشمس والقمر. وسنفند الان حجة من يحتج بوشوك رؤيتهم لشعاع الشمس في نهاية الحفر كل يوم على انها دليل على انهم في باطن الارض وليس على ظهرها: نقول وبالله الاستعانة هل شعاع الشمس يعنى ضوء الشمس؟ ان من علامات ليلة القدر شروق الشمس بدون شعاع فهل يدل ذلك على انها ليس لها ضوء؟ لو تخيلت نفسك في ساعة متأخرة من وقت العصر قبيل مغيب الشمس تقف خلف حائط مرتفع يحول بينك وبين رؤية الشمس في ذاك الوقت أي انك تقف شرق الحائط بينما تتدلى الشمس للمغيب وترسل اشعتها الحمراء والذهبية ولكن الحائط يحول بينك وبين رؤية تلك الاشعة رغم انك ترى ضوء النهار في السماء وعند هذه اللحظة امسكت بالمعول وشرعت في فتح ثقب في الحائط وبعد ان تصببت عرقا تمكنت اخيرا من احداث ثقب في الحائط فسينهال عليك شعاع الشمس وتستبشر بانجاز المهمة, ان هذا هو واقع ياجوج وماجوج والسد فالسد فوق سطح الارض يحول بينهم وبين القوم والله اعلم انهم في الجهة الشرقية منه ويقومون كل يوم من مشرق الشمس بالحفر حتى نهاية اليوم حين يقرر زعيمهم بالرجوع للديار لمواصلة الحفر غدا وهم بالتاكيد لا يعلمون انهم على وشك ان يحدثوا فتحة فيه تمكنهم من رؤية اشعة الشمس التي توشك على المغيب والا لما توقفوا عن الحفر ولكن هذه ارادة الله لانه لم يحن وقت خروجهم والله اعلم. لاحظ دقة لفظ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحيا يوحى : (حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس) ولم يقل ضوء الشمس فهم يرون ضوء الشمس الذي يملا الدنيا ولكن في توقيت نهاية يومهم وبعد حفر من الصباح في السد كادوا ان يروا شعاع الشمس المباشر منها ومن هنا نستشف ان الشمس وفي اخر كل يوم ترسل اشعتها مباشرة على الجهة من السد التي بأتجاة القوم وعكس اتجاه ياجوج وماجوج دون ان يحول بينها وبين السد أي حائل والله اعلم.
3. قال صلى الله عليه وسلم: (حتى إذا بَلَغَتْ مدتهم، وأرادَ اللهُ عز وجل أنْ يبعثَهم على الناس، حَفَروا حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمسِ، قالَ الذي عَليهِمْ: اِرْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غداً إن شاء الله تعالى! وَاسْتَثْنَوْا، فيعودونَ إليهِ وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناسِ، إذ أَوحىَ الُله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام: إني قد أخرجتُ (وفي لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي لا يَدانِ لأحدٍ بِقِتَالهم، فَحَرِّزْ (وفي لفظ: فَحَوِّزْ) عبادي إلى الطور. ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ فيَنْشِفُونَ الماءَ (وفي لفظ: فيستقون المياه)، ويتحصَّنُ (وفي لفظ: ويَفِرُّ) الناس منهم في حصونهم، وينحاز منهم المسلمون، حتى تصير بقيةُ المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويَضُمُّونَ إليهم مواشِيَهم، ويَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأرضِ؛ حَتىَّ إِنَّهمْ لَيَمُرُّونَ بِالنّهرِ فيَشْرَبُونَهُ، حَتىَّ مَا يَذَرونَ فِيهِ شَيئاً، حتّى إنّ بعضَهم لَيَمُرُّ بِذلكَ النَّهرِ، حتى يتركوه يَبساً حتى إن مَنْ بَعدَهُمْ ليَمُرُّ به فَيقولُ: قَد كانَ هَهُنَا مَاءٌ مرّةً!، فيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ على بُحيرة الطَّبَرِيَّةِ، فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء): حين بلوغ مدتهم يحفرون السد ويفتحونه بمشيئة الله سبحانه وتعالى ويخرجون على الناس انذاك يوحي الله الى نبيه وعبده عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام انه جل وعلا قد اخرج وفي رواية ابن حجر قد انزل عبادا له لا يدان لاحد بقتالهم, ونتوقف هنا عند لفظة (قد انزلت) وفيها دليل على ان يأجوج وماجوج ليسوا على ارضنا هذه بل على ارض من ارض الله الواسعة والتي لا يعلم حدودها الا الله تعالى وذلك انهم سينزلون من عل على كرتنا الارضية هذه ولكن وقبل نزولهم لكرتنا الارضية فستكون لهم جولات مع القوم الذين من دون السدين لانهم هم اول من سيخرجون عليهم قبل ان يبعثهم أي يرسلهم وينزلهم الله على كرتنا الارضية لاحظ قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج ) والبعث هو الارسال ثم لاحظ قوله صلى الله عليه وسلم: (ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ فيَنْشِفُونَ الماءَ (وفي لفظ: فيستقون المياه)): بعد ان يبعث الله ياجوج وماجوج فهم يخرجون, وقد ذكر صلى الله عليه وسلم هنا قول المولى عز وجل عن صفة خروجهم (كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ) ما معنى حدب؟ ذكر اخواننا المفسرون انه ما غلظ وعلا من الارض وينسلون أي يخرجون مسرعين قال تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) يس) وقال تعالى : (خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) القمر), ولكن لنتسأل هنا لما يخرج ياجوج وماجوج مما علا وغلظ من الارض بعد ان خرجوا من السد؟ وكذلك نرى في الحديث انهم بعد انسلالهم وخروجهم من الاحداب يعمون الارض وفي رواية يغشون الارض أي ان انسلالهم وخروجهم من الاحداب يكون قبل غشوهم الارض وكل الارض لانهم يشربون انهارها ومياهها وياكلون خيراتها ومن الملفت ان تحصن الناس في حصونهم يوفر نوع من الحماية لهم من هجمات ياجوج وماجوج ولكن الملفت للنظر اكثر هو تحصن المسلمين بمعية عيسى صلى الله عليه وسلم برأس الجبل ليعصمهم من شر هؤلاء الاشرار فلماذا يا ترى؟ ان هذا ما لمسناه من نقطة ضعف لدى ياجوج وماجوج فهم والله اعلم بطبيعة خلقهم لا يستطيعون تسلق المرتفعات ولذلك لم يتمكنوا من ظهور السد بل سيستطيعون اخر المطاف نقبه فقط ولهذا كان وجود المسلمين فوق الجبل بقدرة الله عز وجل وفر لهم ملاذا امنا لعدم قدرة ياجوج وماجوج على تسلق الجبل بل اكتفوا بحصارهم , واذا عدنا للوراء وتأملنا ما كان اصلا قبل وصول ذو القرنين للقوم الذين من دون السد والذين كانوا يتعرضون لغارات ياجوج وماجوج وفسادهم وتسألنا: كيف كانوا يفرون بارواحهم ومواشيهم من خطر ياجوج وماجوج والذين لابد انهم كانوا يعيشون معهم ردحا من الزمن قبل بناء السد؟ كيف لم يتمكن ياجوج وماجوج من القضاء عليهم نهائيا وهم بهذه القوة؟ نقول والله اعلم انه كما لهؤلاء الاشرار من قوة الا ان الله جل وعلا اودع فيهم نقطة ضعف وهي والله اعلم عدم تمكنهم من التسلق ولهذا ربما كانت المرتفعات الجبلية توفر للقوم الذين من دونهم ملاذا امنا للفرار بحياتهم ولكن وبسبب ان لديهم معايش وزراعة في الارض السهلة فلا يستطيعون الالتصاق طوال الوقت بالمرتفعات ولذلك يعودون بين فينة واخرى لممارسة حياتهم على الارض السهلة ولكن ياجوج وماجوج يباغتونهم بالغارات بين حين واخر ويقتلون من يقتلون منهم وياكلون محاصيلهم ومواشيهم ويفر من يفر الى اعالى الجبال لينجو بروحه. ومن المؤكد ان هؤلاء القوم يخبرون نقطة ضعف عدوهم أي ياجوج وماجوج ولذلك طلبوا من ذي القرنين بناء سد يحول بينهم وبين ياجوج وماجوج وربما انهم حاولوا مرارا بناء مثل هذا السد سابقا ولكن كانوا أي ياجوج وماجوج ينقبون سدودهم بسهولة لافتقارها للقوة المتوفرة في سد الحديد والنحاس الذي بناه لهم ذو القرنين الممكن من لدن الله القوي العزيز. ونعود الان للأحداب التي ينسل منها ياجوج وماجوج وهل هي ما علا وغلظ من الارض؟ لماذا بعد خروجهم من السد يخرجون مما علا من الارض؟ اليسوا يغشون الارض جميعا كما جاء في الحديث؟ لماذا يعمدون للمرتفعات ويتركون الارض السهلة علما انهم كانت مشكلتهم السد وهو مرتفع؟ لماذا لم يصلوا للمسلمين إِذاً وهم باعلا الجبل اذا كان لديهم القدرة على تسلق المرتفعات؟ اليس الجبل هو من احداب الارض كما فسرها المفسرون؟ لم يذكر صلوات الله وسلامه عليه حين وصل الى نقطة انسلالهم من الاحداب بانها تعني الخروج من اكام الارض وما علا منها بل اكتفى بتلاوة الآية قائلا : (فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُون ), لاحظ أيضا ان من كل حدب تدل على كثرة الاحداب المنسل منها ياجوج وماجوج. ولماذا يقتصر وصف انسلالهم على مرتفعات الارض لماذا لم تذكر الارض السهلة والوديان؟ ان ما نراه والله اعلم وفي ضوء ما فهمناه من كتاب الله جل وعلا وحديث المصطفى ان الاحداب التي ينسل منها ياجوج وماجوج هي والله اعلم وسيلة نقلهم من الارض التي كانوا فيها في السماء الى كرتنا الارضية ولذلك جاء في الحديث (إني قد أخرجتُ (وفي لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي) ولعل هذه الاحداب هي والله اعلم الاطباق الطائرة والتي شوهدت الاف المرات من قبل كثير من الناس منهم طيارون امريكيون وكان الاجماع على انها محدبة الشكل كالعدسة المحدبة أو كتحدب الصحن أو الطبق ومن ذلك جاءت تسميتها بالاطباق الطائرة أو الصحون الطائرة. لكن السؤال كيف حصلوا عليها؟ ربما انهم استولوا عليها من اؤلائك القوم الذين استعانوا بذي القرنين لبناء السد ولربما ان هؤلاء القوم قد استمدوا من ذي القرنين مما علمه الله ومكنه فيه لصناعة مثل هذه الاطباق وليس غريب انهم تقدموا بمرور الزمن ولكن ورغم تقدمهم لم يكن لهم طاقة بقتال ياجوج وماجوج وربما نقطة قوة ياجوج وماجوج هي التكاثر السريع فقد ذكر ان احدهم لا يموت حتى يولد له الف, جاء في الحديث: (الرجلَ منهم لا يموتُ حتى يُولدَ له ألفُ ذكرٍ), الراوي: عمر بن الخطاب رضى الله عنه, المحدث: ابن جرير الطبري, المصدر: مسند ابن عباس ( حديث صحيح), أي انه مهما قتل منهم فسيتم تعويضة بسرعة ولذلك لو تاملت طريقة القضاء عليهم ان الله عز وجل يرسل عليهم النغف فياتيهم في رقابهم ومناخيرهم فيموتون موتة رجل واحد نعم موتة رجل واحد فلو بقي منهم القليل سيتكاثرون بسرعة وساضرب لك مثل على ضعف الانسان حتى امام مخلوقات اقل شأنا من ياجوج وماجوج, الذباب مثلا, فهو العدو اللدود للانسان منذ بدء الخليقة فلا احد يرغب في وجوده فهل استطاع الانسان القضاء عليه رغم ما وصلنا اليه من تقدم ورقي؟ كلا بل ان العجيب في الامر ان دراسة امريكية خلصت الى ان الافراط في مكافحة الذباب يؤدي الى انه يستشعر انقراض نسله فيتكاثر بصورة كبيرة على غير عادته فربما ان ياجوج وماجوج كان لديهم هذه النقطة من القوة التي جعلت القوم الذين امامهم لا يستطعون القضاء عليهم حتى ولو وصلوا لما وصلوا من تقدم ورقي والله اعلم وسنوضح ذلك الامر لاحقا ان شاء الله.
4. قال صلى الله عليه وسلم: (وفي حديث النواس: ثم يهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابُهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في الأرضِ موضع شِبْرٍ (وفي لفظ: بيتا) إلا مَلأَهُ زَهَمُهم ونَتْنُهم ودماؤُهم، فَيَرْغبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ سبحانه، فيُرسِلُ اللهُ طيراً كأعناق البُخت فتحملُهم فتطرحُهم حيث شاء الله عز وجل؛ بالمهبل) نتوقف هنا عند نقطتين: اولا: ان ليأجوج وماجوج بعد موتهم نتن وزهم أي رائحة كريهة من نتاج التعفن, وهذا يشير الى انهم مخلوقون من مادة عضوية يتولد عن تعفنها غاز كبريتيد الهيدروجين وكذلك كون مواشي المسلمين تشكر أي تسمن من اكل لحومهم يؤيد ان اجسادهم تحتوي مواد عضوية من التربة, والله اعلم, إِذاً هم خلق من تراب وليس من نار أي انهم والله اعلم انس وليسوا من الجن فقد ورد في الحديث: (الإنس عشرة أجزاء تسعة أجزاء يأجوج ومأجوج وسائر الناس جزء واحد), الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: ابن الملقن, المصدر: شرح البخاري لابن الملقن, ولكنهم ليسوا من البشر أي ليسوا من ابناء آدم عليه السلام فآدم وفي الحديث المتفق عليه هو ابو البشر وليس ابو الانس فلم يرد مطلقا لا في القرآن ولا في السنة ان آدم ابو الانس جميعا لان هناك فرق بين الانس والبشر فكل البشر من الانس ولكن ليس كل الانس بشر والله اعلم وهذا تجده في بحثنا الانس والبشر والاثباتات الدامغة من القرآن والسنة في هذا الصدد. واما من ذهب الى ان ياجوج وماجوج من البشر أي بني آدم فسنورد له هنا حديثين صحيحين يثبتان انهم ليسوا من ذرية آدم عليه السلام : الحديث الأول رواه البخاري (6529) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ ، فَتَرَاءَى ذُرِّيَّتُهُ ، فَيُقَالُ : هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ . فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ . فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، كَمْ أُخْرِجُ ؟ فَيَقُولُ : أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا ؟ قَالَ : إِنَّ أُمَّتِي فِي الأُمَمِ كَالشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ .
الحديث الثاني رواه البخاري (3348) ومسلم (222) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ . قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ : أَبْشِرُوا ، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا . ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا, فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَكَبَّرْنَا , فَقَالَ : مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ .
من الملاحظ انه في الحديث الاول حين يطلب الله عز وجل من آدم عليه السلام اخراج بعث جهنم من ذريته لا ذكر ليأجوج وماجوج والنسبة تختلف حيث من كل مائة تسعة وتسعون واما في الحديث الثاني فالفظ الذي ورد فيه اخراج بعث النار ولم تذكر ذرية آدم فقط , وهل بني آدم وحدهم في ارض المحشر؟ كل الخلائق جنها وانسها ستكون محشورة, قال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) الانعام), ولذا نقول ان ياجوج وماجوج ليسوا من ذرية آدم والله اعلم بل هم خلق من الانس لهم طبيعة مختلفة. وكذلك تامل الحديث التالي والذي يوضح فهمه ان ياجوج وماجوج ليسوا من بني آدم: (بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه ، وقد فاوت السير بأصحابه ، إذ نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية : يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم قال : فحثوا المطي ، حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هل تدرون أي يوم ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذلك يوم ينادى آدم ، يناديه ربه : ابعث بعث النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ! قال : فأبلس القوم ، فما وضح منهم ضاحك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا اعملوا وأبشروا ، فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إلا كثرتاه ، فمن هلك من بني آدم ، ومن هلك من بني إبليس ، ويأجوج ومأجوج ، قال : أبشروا ، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في جناح الدابة
الراوي: عمران بن حصين المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 10/1/144 خلاصة حكم المحدث: صحيح), لاحظ لو ان ياجوج وماجوج من بني آدم لما ذكروا هنا ولأكتفي بذكر من هلك من ابناء آدم فقط والله اعلم.


دعونا نعود الان الى كيف يخلص الله جل وعلا المسلمون ونبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم من جثث ياجوج وماجوج, قال صلى الله عليه وسلم : (فَيَرْغبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ سبحانه، فيُرسِلُ اللهُ طيراً كأعناق البُخت فتحملُهم فتطرحُهم حيث شاء الله عز وجل؛ بالمهبل), إِذاً يرسل الله سبحانه وتعالى طيرا كاعناق الابل فتحملهم وتطرحهم حيث يشاء الله, كاعناق البخت أي كاعناق الابل: اليس العرب هم الأخبر بالصحراء وبالطيور واسمائها لماذا لم يسمي الرسول صلى الله عليه وسلم لهم تلك الطيور ذات الاعناق الكبيرة؟ واين ستذهب بهم اذا كانوا اصلا قد ملأوا كل الارض؟ الله اعلم ان هذه الطيور أيضا ليست من طيور ارضنا بل تأتي من السماء من ارض من السماء لتحمل الاشرار وهم فرسى وتطرحهم في ارض بعيدة ليست كرتنا الارضية هذه وانني لاتسأل هل هذه الطيور هي طيور العنقاء والتي وكما يقول المثل الصيني: ( حين تاتي العنقاء من السماء يحل السلام), فهل لهذا القول اصل وحقيقة وكان لمن قبلنا من الأمم الغابرة تواصل بالمخلوقات الفضائية وعلى علم بما سيحدث في اخر الزمان اليس كان فيهم رسل كما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وربما مع الوقت حولوا ما ذكره لهم المرسلين من حقائق الى خرافات ولذلك قالوا المستحيلات ثلاث وسموا الغول والعنقاء وتهكما اضاف الشاعر الخل الوفي, وهل الغول المذكور في الاساطير والخرفات (أو التنين في الخرافات الصينية) هو عينه ياجوج وماجوج وجاء اسم الغول من يغيل أي يختفي ومنها اشتق اسم الكحول أي الغول لانها تغيل بالعقل أي تغيبه وربما سر التسمية لان الاوائل سمعوا بيأجوج وماجوج ولم يروهم لاحظ ان كلمة ياجوج من اجيج النار علما ان التنين ينفث من فمه الناروكل هذا هو فقط اجتهادات مني ومجرد تساؤلات فقط لاغير والله وحده اعلا واعلم.
5. ومن الادلة القاطعة والتي تثبت ان ياجوج وماجوج ليسوا في باطن الارض كما يحلوا للبعض تخيل ذلك قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45) فاطر), وكذلك قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) النحل), لاحظ ان الايتان الكريمتان تشيران الى ان الدواب وخاصة المكلفة منها تعيش على ظهر الارض لا في بطنها ولو ان ياجوج وماجوج وهم طبعا من الدواب العاقلة المكلفة يعيشون في بطن الارض لما اقتصرت الايات على هلاك الدواب التي على ظهر الارض بل والتي في بطنها اليس كذلك؟ وحتى ان كان هناك بعض الدواب تسكن تحت الثرى (ليس في عمق بطن الارض) الا ان عيشها يستدعي خروجها لتقتات من على ظهر الارض, والواضح والله اعلم ان الدابة المذكورة في الايتان السابقتان 45 فاطر و61 النحل انها الدابة العاقلة من انس وجن ومنها ياجوج وماجوج, راجع بحثنا عن (السموات السبع والاراضين السبع), لذلك نقول ان الأدعاء بان ياجوج وماجوج موجودون في بطن ارضنا هذه هو ادعاء يناقظ الايات القرآنية والسنة ولا يقره العقل السليم مطلقا.
6. ونقول كذلك لمن يقول انهم أي ياجوج وماجوج في باطن ارضنا هذه لماذا لم يشربوا مياهنا الجوفية اذا كانوا بهذه القدرة على شرب انهار الارض وبحيراتها, لاحظ انهم يشربون المياة العذبة؟.

كيف سيصل ياجوج وماجوج الى كرتنا الارضية:
كما تبين لنا مما سبق ان ياجوج وماجوج ليسوا على كرتنا الارضية بل على كرة ارضية اخرى في نظام شمسي اخر بعيدا عنا ومن المؤكد انهم في اخر الزمان وبعد حدوث الاحداث الجسام واكبرها فتنة المسيح الدجال نعوذ بالله من شر فتنته وما ان ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فيقتل الدجال وتحصل المعركة الكبرى مع اتباعه اليهود والتي ينطق فيها الحجر وجذم الحائط ليفصح عن من تخبأ خلفه من اليهود نقول ما ان تزول هذه الفتنة العظيمة حتى يأتي عيسى ابن مريم اناسا قد عصمهم الله من فتنة الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة وبينما هم كذلك يوحى الله سبحانه وتعالى لعيسى عليه السلام انه جل وعلا قد ارسل وفي لفظ ابن حجر قد انزل عبادا له جل وعلا لا يدان لاحد بقتالهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنّ يأجوج ومأجوج يحفرونَ (وفي لفظ: ليحفرُنَّ السّدَّ) في كل يوم حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فسنَحْفِرُهُ (وفي لفظ: فستحفرونه) غداً، فيُعِيدُه اللهُ (وفي رواية: فيرجعون وهو) أشد ما كان (وفي رواية: كأمثل ما كان)، حتى إذا بَلَغَتْ مدتهم، وأرادَ اللهُ عز وجل أنْ يبعثَهم على الناس، حَفَروا حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمسِ، قالَ الذي عَليهِمْ: اِرْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غداً إن شاء الله تعالى! وَاسْتَثْنَوْا، فيعودونَ إليهِ وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناسِ، إذ أَوحىَ الُله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام: إني قد أخرجتُ (وفي لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي لا يَدانِ لأحدٍ بِقِتَالهم، فَحَرِّزْ (وفي لفظ: فَحَوِّزْ) عبادي إلى الطور. ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ فيَنْشِفُونَ الماءَ (وفي لفظ: فيستقون المياه)، ويتحصَّنُ (وفي لفظ: ويَفِرُّ) الناس منهم في حصونهم، وينحاز منهم المسلمون، حتى تصير بقيةُ المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويَضُمُّونَ إليهم مواشِيَهم، ويَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأرضِ؛ حَتىَّ إِنَّهمْ لَيَمُرُّونَ بِالنّهرِ فيَشْرَبُونَهُ، حَتىَّ مَا يَذَرونَ فِيهِ شَيئاً، حتّى إنّ بعضَهم لَيَمُرُّ بِذلكَ النَّهرِ، حتى يتركوه يَبساً حتى إن مَنْ بَعدَهُمْ ليَمُرُّ به فَيقولُ: قَد كانَ هَهُنَا مَاءٌ مرّةً!، فيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ على بُحيرة الطَّبَرِيَّةِ، فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويظهرون على الأرض، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخَمَرِ، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض هلمّ فلنقتُلْ من في السماء (وفي حديث أبي سعيد: حتى إذا لم يبقَ من الناس أحد إلا في حِصْنٍ أو مدينة؛ فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغناَ منهم، ولَنُنَازِلَنَّ أهل السماء) فيرمون بسهامِهمْ (وفي رواية: بنشوبهم) ، (وفي حديث أبي سعيد: حتى إنَّ أحدهم لَيَهُزُّ حَربَتَهُ) إلى السماء، فترجع عليها كهيئةِ الدم الذي اجْفَظَّ، للبلاء والفتنة، فيردّ الله عليه نشابهم مخضوبة دما، فيقولون: قَهَرْناَ أهلَ الأرضِ، وعَلَوْنا أهلَ السَّمَاءِ -قسوة وعلواًّ- (وفي حديث أبي سعيد: قد قتلنا أهلَ السماء)، ويُحصَرُ (وفي لفظ: ويَحضر) نبيُّ الله عِيسىَ وأصحابُه، حتى يكون رأسُ الثور لأحدِهم خيراً من مائة دينار لأحدِكمُ اليومَ. فيرغَبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابه إلى الله)، فيبعث الله نَغَفاً في أقفائِهم، (وفي حديث النواس: فيُرسِلُ الله علهيم النَّغَفَ في رقابِهم) (وفي حديث ابن مسعود: فتلجُ في أَسماعِهم ومَنَاخِرِهم) ، فيقتلهم بها، (وفي حديث النواس: فيصبحون فَرْسَى، كموت نَفْسٍ واحدةٍ) (وفي حديث أبي سعيد: فبينما هم كذلك، إذْ بَعَثَ اللهُ دوابَّ كنَغَفِ الجرادِ، فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد،(وفي لفظ: يبعث الله عز وجل دودا في أعناقهم، كنغَفِ الجراد (وفي لفظ: الجرار) الّذي يخرج في أعناقها، فيصبحون موتى)
يركب بعضهم بعضاً، فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حِساًّ، فيقولون: مَنْ رجلٌ يَشري نفسَهُ، وينظُرُ ما فَعَلوا؟! (وفي لفظ: ما فعل هؤلاء العدو؟) فينزِلُ منهم رجل قد وطَّنَ نفسَهُ على أنْ يقتلوه. فيجدُهم موتى بعضهم على بعض، فيناديهمْ: يا معشر المسلمين! ألا أبشروا؛ فإنَّ اللهَ قد كفاكم عدوَّكم ، فيخرج الناس مِنْ مَدَائِنِهِمْ وحُصُونِهِمْ وَيخْلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ (وفي لفظ: فَيَسْرَحون مَوَاشِيَهِم)، فما يكون لها رَعْيٌ إلا لحومهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والّذي نفسي بيدِهِ! إنّ دوابَّ الأرضِ لتسمَنُ وتَبْطَرُ وَتَشْكَرُ شَكَراً من لحومهم ودمائِهم" ، (وفي حديث أبي سعيد: فَتَشْكَرُ عَلَيْهَا كَأَحْسَنِ مَا شَكَرَتْ مِنْ نَبَاتٍ أصابتهُ قَطُّ). (وفي حديث النواس: ثم يهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابُهُ إلى الأرضِ، فلا يجدونَ في الأرضِ موضع شِبْرٍ (وفي لفظ: بيتا) إلا مَلأَهُ زَهَمُهم ونَتْنُهم ودماؤُهم، فَيَرْغبُ نبيُّ اللهِ عيسى وأصحابُه إلى اللهِ سبحانه، فيُرسِلُ اللهُ طيراً كأعناق البُخت فتحملُهم فتطرحُهم حيث شاء الله عز وجل؛ بالمهبل، ويستوقِدُ المسلمون من قِسِيِّهِمْ ونُشَّابهم وجِعابِهِمْ (وفي لفظ: وأَترِسَتِهمْ) سبع سنين، ثم يرسل الله عليهم مطراً لا يَكُنُّ منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ أربعين يوماً، فيَغْسِلُ الأرضَ منهم حتى يتركها كالزَّلَفَةِ (أو قال:كالزلَقة) ثم يقال للأرض: أنبتي ثمَرَتَكِ ورُدِّي بركَتَكِ. فيومئِذٍ تأكلُ العصابةُ (وفي لفظ: النفر) مِنَ الرُّمّانةِ فتُشبِعُهم ويستظِلُّونَ بقِحْفِها، ويُبَارِكُ اللهُ في الرِّسلِ حتى أن اللَّقحةَ منَ الإِبلِ لَتَكْفِي الفِئَامَ منَ النَّاس،ِ واللَّقحة من البقر لتكفي القبيلةَ من الناس، واللَّقحة من الغنمِ لتكفي الفخْذَ من الناس (وعند أحمد: واللقحة من البقر تكفي الفخذ من الناس، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت )، ولَيُحَجَّنَّ البيتَ وليُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَاجوجَ وماجوجَ.
فبينما هم كذلك إذ بَعَثَ الله عز وجل عليهم ريحاً طيبةً فتأخذهم تحت آباطِهم فتقبضُ روحَ كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شِرارُ الناسِ يَتَهَارَجُون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعةُ.


شرح الألفاظ الغريبة:
-قوله: (قال الّذي عليهم)؛ أي الّذي هو أمير عليهم.
-قوله: (حتى إذا بَلَغَتْ مدتهم)؛ أي المدة الّتي قدرت لهم.
- قوله (لا يدان) بكسر النون تثنية يد أي: لا قدرة ولا طاقة، يقال: مالي بهذا الأمر يد، ومالي به يدان؛ لأنّ المباشرة والدفع إنما يكون باليد وكأن يديه معدومتان بعجزه عن دفعه.
-قوله: (فَحَرِّزْ)؛ أي ضمهم واجعله لهم حِرزا.
-قوله: (فَحَوِّزْ)؛ أي نحّهم وأزلهم عن طريقهم إلى الطور، وروي (حزب) بحاء وزاي وباء أي: اجمعهم.
-قوله: (كل حدَبٍ)؛ المكان المرتفع من الأرض؟
-قوله: (يَنسِلُونَ)؛ يمشون مسرعين.
-قوله: (الخَمَر)؛ الشجر الملتف الّذي يستر من فيه.
-قوله: (اجْفَظَّ)؛ أي ملأها.
-قوله: (وعَلَوْنا أهلَ السَّمَاءِ -قسوة وعلواًّ - )؛ أي يقولون هذا القول غلظة وفظاظة وتكبراً.
-قوله: (نَغَفاً)؛ دود يكون في أنوف الإبل والغنم.
-قوله: (فيصبحون فَرْسَى)؛ أي قتلى؛ وزنا ومعنى، واحدهم فريس.
-قوله: (وتَبْطَرُ)؛ من البَطَر: النشاط والأشر.
-قوله: (وَتَشْكَرُ شَكَراً)؛ يقال: شكرت الناقة: امتلأ ضرعها لبنا، والدابة: سمنت.
-قوله: (زَهَمُهم ونَتْنُهم)؛ أي دسمهم ورائحتهم الكريهة.
-قوله: (كأعناق البُخت)؛ نوع من الإبل، أي طيرا أعناقهم في الطول والكبر كأعناق البُخت.
-قوله: (بالمهبل)؛ الهوة الذاهبة في الأرض. و في مسند الإمام أحمد: قال ابن جابر: فقلت يا أبا يزيد!: وأين المهبل؟ قال: مطلع الشمس.
-قوله: (قِسِيِّهِمْ)؛ جمع قوس.
-قوله: (نُشَّابهم)؛ أي من سهامهم.
-قوله: (جِعابِهِمْ)؛ جمع جَعْبة وهي ظرف النشاب.
-قوله: (أَترِسَتِهمْ)؛ جمع تِرس.
-قوله: (مطراً لا يَكُنُّ منه)؛ من كنيت الشيء أي سترته وصنته عن الشمس.
-قوله: (بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ)؛ أي لا يمنع من نزول الماء البيت المدر؛ وهو الطين الصلب، ولا وبر؛ وهو الشعر والصوف، والمراد تعميم بيوت أهل البدو والحضر.
-قوله: (كالزَّلَفَةِ أو قال:كالزلَقة)؛ قيل: كالمرآة، وقيل: الصحفة، وقيل: كالروضة، وقيل غير ذلك، والمراد أن الماء يعم جميع الأرض فينظفها حتى تصير بحيث يرى الرائي وجهه فيها. اهـ الفتح
-قوله: (العصابةُ)؛ الجماعة.
-قوله: (بقِحْفِها)؛ هو مقعر قشرها شبهها بقحف الرأس وهو الّذي فوق الدماغ.
-قوله: (الرِّسلِ)؛ هو اللبن.
-قوله: (اللَّقحةَ)؛ هي القريبة العهد بالولادة.
-قوله: (الفِئَامَ)؛ الجماعة الكبيرة.
-قوله: (الفخْذَ)؛ الجماعة من الأقارب.
-قوله (ولَيُحَجَّنَّ البيتَ وليُعْتَمَرَنَّ): قال ابن حجر: زاد عبد بن حميد: ويغرسون النخل. اهـ الفتح
-قوله (يَتَهَارَجُون فيها تهارج الحمر): وفي رواية: الحمير، أي يجامع الرجل النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك، والهرج الجماع.
وسنتناول الان حديث المصطفى بالتحليل والله نسأل ان يلهمنا الصواب والسداد:
إنّ يأجوج ومأجوج يحفرونَ (وفي لفظ: ليحفرُنَّ السّدَّ) في كل يوم حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فسنَحْفِرُهُ (وفي لفظ: فستحفرونه) غداً: أي انهم يعرفون توالى الايام , أي انهم يرون الشمس والقمر وهما ادوات الحساب أي انهم فوق سطح كرة ارضية اخرى غير كرتنا هذه واما شعاع الشمس فهي الاشعة المنبعثة من الشمس مباشرة ويختلف عن ضوء الشمس بدليل ان الشمس يمكن ان تشرق بدون شعاع فهل ليس لها ضوء؟
فيحفرونه، ويخرجون على الناسِ: أي ان خروجهم يكون بحفر ونقب السد بعد ان يقدموا مشيئة الله سبحانه وتعالى.
إذ أَوحىَ الُله إلى عيسى ابن مريم عليه السلام: إني قد أخرجتُ (وفي لفظ: أنزلت) عباداً لي من عبادي لا يَدانِ لأحدٍ بِقِتَالهم، فَحَرِّزْ (وفي لفظ: فَحَوِّزْ) عبادي إلى الطور: ونتوقف هنا عند لفظ ابن حجر قول الله لعيسى عليه السلام (إني قد أنزلت عباداً لي من عبادي) ومعلوم ان النزول من علو فهذا يدل على انهم يأتون من ارض غير كرتنا الارضية ونزولا لها وفي هذا اللفظ تأكيد على انهم ليسوا في باطن الارض وقد يكون اختيار الجبل كملاذ آمن يرتبط بنقطة ضعف ياجوج وماجوج وهي عدم القدرة على التسلق.
ويبعثُ الله يأجوج ومأجوج، فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ: يبعث أي يرسل وفي هذا اشارة الى انهم مرسلون من مكان بعيد ليصلوا الى ارضنا هذه, فيخرجون: الفاء تفيد التعقيب والسرعة أي انه بعد ارسالهم وبعثهم يخرجون بسرعة وهذا يدل على انه ليس المقصود بخروجهم هنا الخروج من السد لان الخروج هنا يحدث بعد ان يبعثهم ويرسلهم الله جل وعلا, وبعثهم يحدث بعد خروجهم من السد بعد نقبه, فمما يخرجون؟ قال صلى الله عليه وسلم: فيخرجون كما قال الله تعالى: وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ، فَيَعُمُّونَ (وفي لفظ: فيغشون) الأرضَ: إِذاً هنا اكتفى صلى الله عليه وسلم في وصف كيفية خروجهم بتلاوة قول الله تعالى: (وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ) فما هو الحدب؟ قال المفسرون انه ما غلظ وعلا من الارض أي مرتفعات الارض من جبال وهضاب وكثبان واكام ولكن كيف نفهم ان ياجوج وماجوج المحصورون خلف السد وبعد ان ينقبوه ويخرجون منه يتحولون للخروج من المرتفعات والجبال والكثبان؟ لاحظ كلمة من كل حدب: تفيد من كل المرتفعات والكثبان والهضاب فلماذا فقط المرتفعات أليسوا يغشون الارض كلها لماذا يكون خروجهم وانسلالهم من الهضاب والمرتفعات وحتى حرف الجر من يفيد خروجهم من هذه الاحداب أو كما قال المفسرون الهضاب والجبال وما علا من الارض في حين انه يجب ان يقال من فوق كل مرتفع ينسلون مثلا لو كان المقصود هو بالفعل مرتفعات الارض وما علا منها ثم كيف يستطيعون تسلق هذه المرتفعات وهم لم يفلحوا في عمل الاسهل وهو تسلق السد فعمدوا الى نقبه وحفره وهو الاصعب ( اسطاعوا واستطاعوا) والشيء المهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتطرق لتفسير خروجهم في الحديث ولم يشير الى ان خروجهم هو من جبال الارض وهضابها بل اكتفى بذكر ما جاء في القرآن الكريم عن صفة خروجهم وذاك قوله تعالى: (وهم من كل حدَبٍ يَنسِلُونَ), وهنا قد يقول البعض ان العرب هم اهل اللغة ويعرفون ان الحدب هو مرتفع الارض فنقول لماذا إِذاً فسرها ابن عباس رضي الله عنهما كما جاء في تفسير الطبري: (وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل, ذكر من قال ذلك: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } يقول: من كلّ شرف يُقْبِلون( تفسير الطبري), اذا كانت من المسلمات ولا تحتاج لتفسير؟ ان كلمة حدب ان كانت تشير الى مرتفعات الارض وهضابها وكثبانها ليست شائعة الاستعمال في اللغة, لهذا كله نقول ان الاحداب التي ينسل منها ياجوج وماجوج ليست هي الجبال والهضاب وما علا من الارض بل هي وسائل النقل التي ستقلهم الى كرتنا الارضية من كرتهم الارضية التى كانوا يعيشون عليها ولعل هذه الاحداب الطائرة ما هي الا الاطباق الطائرة والتي شوهدت الاف المرات من قبل كثير من الناس منهم طيارون امريكيون وكان الاجماع على انها محدبة الشكل كالعدسة المحدبة أو كتحدب الصحن أو الطبق ومن ذلك جاءت تسميتها بالاطباق الطائرة أو الصحون الطائرة. لكن كيف سيحصل عليها قوم ياجوج وماجوج كي يصلوا بها الى ارضنا هذه وهم كانوا خلف سد وبدائيون ؟ نقول والله اعلم انهم سيحصلون عليها من القوم الذين سيخرجون عليهم ويجتاحوهم اولا وهم الذين دون السدين والذين استعان اجدادهم ا بذي القرنين لسد ياجوج وماجوج عن ارضهم فربما انهم اكتسبوا أو سيكتسبون من المعرفة والتقدم ما يجعلهم يصلون الى تصنيع مثل هذه الوسائل المتقدمة والتي لم نصل لتصنيع مثلها الى وقتنا الراهن, وقد يكون حال القوم الان شيء وحالهم عندما تفتح ياجوج وماجوج شيء اخر اقصد من ناحية التقدم الصناعي, وقد يكونوا قد تلقوا معرفة في تصنيعها من ذو القرنين والذي يرجح انه سافر بواسطتها عبر اسباب السموات. وقد يستغلون بعضهم قصرا لتوجيه هذه الوسائل الى ارضنا هذه والله اعلم. وهم من كل حدب ينسلون: لاحظ دقة اللفظ القرآني أي ان انسلال ياجوج وماجوج مقتصر على الاحداب فاذا كانت الاحداب تعني هضاب الارض وكثبانها وجبالها فلما يقتصرون على ذلك ويتركون السهول والوديان ولماذا لم ينسلون من الجبل الذي عليه المسلمين بمعية عيسى ابن مريم عليه السلام؟ ولا ننسى هنا ان نذكر ان الله جل وعلا قد تكفل بانزالهم الى ارضنا هذه ليقضي امرا كان مفعولا فقد جاء في الحديث: (إني قد أنزلت عباداً لي من عبادي).
كيف تكون نهاية ياجوج وماجوج؟
بعد انسلال ياجوج وماجوج من الاحداب والتي رجحنا انها الاطباق الطائرة فأنهم يغشون الارض ويشربون الانهار فيجففونها فيمر اخرهم على النهر فيقول قد كان هاهنا مرة ماء وهذا يدل على كثرتهم وكذلك سيشربون بحيرة طبرية فيجففونها وشربهم لانهار الارض يوضح لنا انهم يغشون كل الارض وليس بقعة بعينها ويحصرون المسلمين بقيادة عيسى ابن مريم فوق الجبل ويتضرع عيسى عليه السلام الى الله فيرسل عليهم النغف فيصيبهم في اعناقهم فيموتون موتة رجل واحد, والنغف قد يكون نوع من الدود الصغير أو قد يكون نوع من الجراثيم أو البكتيريا سريعة العدوى الملفت في الامر هو طريقة موتهم, كموتة رجل واحد, ونعتقد ان هذا يوضح لنا سر قوة ياجوج وماجوج والتي تقهر عدوهم فلعلها التكاثر السريع والذي يجعل مقاومتهم ضرب من المستحيل فمهما قتل منهم فهم يعوضونه بسرعة التكاثر وقد ورد في الحديث ان احدهم لا يموت حتى يولد له الف ولد وليس اكثر شبه لحالهم هذا من الذباب أو قوارض الارض فهما العدو اللدود للانسان منذ بدء الخليقة والى يومنا هذا لم نستطع القضاء على الذباب بسبب تكاثره السريع ولكن نظريا ما هي الطريقة المثلى للقضاء عليه نهائيا؟ بالتأكيد هي قتل كل الذباب مرة واحدة وهذا ما سيحدث لياجوج وماجوج الموت مرة واحدة كموتة رجل واحد.
§ماذا سيحدث بعد موت ياجوج وماجوج؟
بعد ان يهلك الله سبحانه وتعالى ياجوج وماجوج ينزل عيسى عليه السلام بمعية المسلمين فلا يجدوا لهم موضع قدم على الارض من جثث ياجوج وماجوج وكذلك تملأ رائحة تحلل جثثهم النتنة المكان فيتضرعون الى الله ليخلصهم من ذلك فيرسل الله طيرا اعناقها كاعناق الابل أي انها طيور ضخمة جدا ذوات اعناق طويلة فتحملهم وتطرحهم حيث يشاء الله ولكن وحيث انهم يملأون وجه كرتنا الارضية فهل ستطرحهم تلك الطيور في مكان خارج نطاق كرتنا الارضية؟ وقد ورد في الحديث انها أي الطيور تطرحهم في المهبل وهي هوه عميقة فلا نعلم هل هي على ارضنا ام المرجح انها على ارض اخرى لاسيما ان مثل هذه الطيور ذات الاعناق الطويلة لاتوجد على ارضنا هذه والعرب يعرفون انواع الطيور فلو انها مثلا النسور أو غيرها لكان قد ذكر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم اسم هذه الطيور.
§ مجرد تساؤلات فقط لا غير:
§ الطيور ذات الاعناق التي يرسلها الله جل وعلا كي تخلص ارضنا من جثث ياجوج وماجوج لربما انها طيور العنقاء والتي يتداول ذكرها في كل الحضارات مثل الصينية والهندية والاوروبية والفرعونية والعربية على انها خرافة ولكن من يعلم ربما ان لهذه الخرافة اصل من الحقيقة وان القرون الاولى قد رأت بالفعل مثل هذه الطيور أو علمت بها من انبيائها ورسلها كحقيقة ولكن وحيث انهم كذبوا رسلهم فحولوا كل الحقائق الى خرافات. والحفريات على كرتنا الارضية هذه تثبت وجود اشباه تلك الطيور في الواقع وهي التي واكبت حقبة الديناصورات المنقرضة على كرتنا الارضية هذه من ملايين السنين ولكن هذا لا ينفي وجود مثل هذه الطيور وحتى الديناصورات على كرات ارضية اخرى ولم تحل بها كارثة لتنقرض كما التي حلت بديناصورات ارضنا هذه. من الملاحظ انه بعد ان يقضي الله على ياجوج وماجوج وكما ورد في الحديث الصحيح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم تضع الحرب اوزارها وينزع الله الشحناء ويحل السلام في الارض حتى ان الطفل يلعب بالحية فلا تلدغه ويضع الرجل يده في فيه السبع فلا يؤذيه ويبقى الناس على ذلك سبع سنين (الخلافة ) والارض في خير وفير وسلام عام حتى تاتي الريح الطيبة وتنزع من في قلبه ذرة ايمان فلا يبقى الا شرار الناس عليهم تقوم الساعة. وقد تطرق الرسول صلى الله عليه وسلم الى هذا الامر حين خطب ذات مرة وهو عاصب اصبعه من لدغة عقرب فقال: انكم تقولون لا عدو ولا تزالون تقاتلوا عدوا حتى تلقوا ياجوج وماجوج صغار العيون شهب الشعاف كأن وجوههم المجان المطرقة, وهنا يشير صلى الله عليه وسلم الى ان المسلمين سيبقون في لقاء الاعداء الى ان يأتي اخر عدو وليس بعده عدو وهم ياجوج وماجوج ومن الحديث نفهم ان بعض هوام الارض هي عدو كذلك فالحديث له علاقة بلدغة العقرب التي اصابته عليه الصلاة والسلام ومن الحديث نفهم ان السلام الحقيقى بكل معناه وحتى السلام من شر هوام الارض والحيوانات الضارية والتي هي عدو أيضا للانسان هذا السلام لن يحل حتى ينتهي امر اخر عدو وهو ياجوج وماجوج وعند ذلك يحل السلام. ومن الغريب ان المثل الصيني يقول حين تأتي العنقاء من السماء يحل السلام فهل لهذا القول من اصل من الحقيقة؟ من يدري ربما ان الرسل والانبياء الذين ارسلوا للأمم السابقة قد اخبروا عن الفتن التي ستحل اخر الزمان ولاسيما ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبر انه ما من نبي ولا رسول الا حذر امته من الدجال وهو كائن اخر الزمان.
§ والشيء بالشيء بذكر فعند ذكر العنقاء لابد ان نذكر الغول وهو الكائن المعروف لكل الحضارات كخرافة وهو الذي يفترس الناس ويشرب المياة الكثيرة وعند الصينيون يرمز له بالتنين حيث يخرج من فمه نار وكلمة غول في اللغة من غال أي اختفى وجن ومنها اصل تسمية الكحول أي الغول بالعربية لانها تغيل بالعقل وسمي الغول بهذا الاسم لانه مختفي ولا يعرف مكانه فهل الغول هو ياجوج وماجوج وهذه الخرافة كذلك لها اصل قديم ويكون الأوائل لديهم علم ربما عن طريق رسلهم بوجود مثل هؤلاء المتوحشين والذين سيهاجمون الارض ويقتلون ويفترسون الناس يشربون المياة ولكن مع تكذيب تلك الأمم لرسلهم حولوا الاخبار الحقيقية المستقاه من الرسل لمجرد خرافات وسخرية وتهكم وهو نفس ما نراه اليوم من الملحدين في عصرنا هذا حين تخبرهم عن ياجوج وماجوج وانهم سيفعلون كذا وكذا فما ردهم؟ ان ردهم هو السخرية والتهكم والقول اننا لا نرى شيئا من ذلك على الارض وكل هذا خرافة وهو نفس قول اشياعهم من قبل وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.
§ اثباتات ان سد ياجوج وماجوج ليس على ارضنا:
اذا كان السد الذي انشاه ذو القرنين موجود بالفعل على ارضنا هذه فلماذا لم يخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم اليهود الذين سألوه عن ذي القرنين عن مكان السد على الارض ويقول لهم مثلا اذهبوا الى اذربيجان أو الى كذا وستجدون السد ومن خلفه ياجوج وماجوج وتتحققوا ويكون ذلك بمثابة اية يؤكد لهم بها صدق رسالته؟ الجواب لانه صلى الله عليه وسلم يعلم ان السد ليس على ارضنا هذه والله اعلم.
§ اين يكمن سوء فهم هذا التفسير؟
من خلال استقصائي لردود فعل الكثير من الناس على هذا التفسير لمكان وجود ياجوج وماجوج اتضح لي ان السبب الرئيس الذي يحول بينهم وبين فهم هذا التفسير هو عدم تصديقهم لوجود اراضين اخر غير الكرة الارضية التي نعيش عليها رغم ان القرآن الكريم يحوي الكثير من الايات التي تثبت بصورة جلية وجود اراضين وعليها خلق مكلف من انس وجن, ولذلك سنورد الان باذن الله تعالى بعض من هذه الاثباتات الراسخة على وجود اراضين غير ارضنا هذه ولمن يريد المزيد من الاثباتات فعليه الاطلاع على بحثنا المفصل ( السموات السبع والاراضين السبع):
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) الشورى), واضح من الآية الكريمة ان هناك دابة قد بثها الله سبحانه وتعالى في السموات كما التي بثها في الارض وكلمة السموات تعني ان الدابة ليست في سماء بعينها بل في السموات ولكن ما هي طبيعة هذه الدابة التي قد بثها الله سبحانه وتعالى في السموات؟ الجواب نجده في قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) البقرة), وكذلك في قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) لقمان), يتبين لنا بجلاء من تأمل الأيتين الكريمتين 164 البقرة و10 لقمان ان الله سبحانه وتعالى قد بث جميع اصناف الدواب في الارض فمثلا حينما اقول قد ذهبت الى السوق ووجدت فيه من كل فاكهة فهذا قطعا يعني ان جميع اصناف الفاكهة كانت موجودة في السوق, إِذاً في ضوء فهمنا للأيتين السابقتين من سورة البقرة ولقمان يتبين لنا بكل وضوح ان الدابة المبثوثة في السموات هي حتما من صنف الدواب التي تدب على الارض, أي انه حتما توجد ارض في تلك السموات كي تدب عليها هذه الدابة. كذلك تأمل قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) هود), أي ان كل الدواب على الله رزقها لانه جل وعلا خالقها ولكن الآية اشارت للدواب التي في الارض فماذا عن الدواب التي هي مبثوثة في السموات كما تقدم في 29 الشورى؟ مما لا شك فيه ان الآية 6 هود تقصد أيضا الدواب المبثوثة في السموات والمذكورة في 29 الشورى لانها بكل بساطة مبثوثة على ارض في تلك السموات ولو لم يكن ذلك التفسير صحيح لاشارت الآية 6 هود الى ان الدابة التي في السموات أيضا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وهذا اثبات اخر مهم ان السموات الاخر تحوى اراضين غير ارضنا هذه وعليها خلق فسبحان الله الذي علم القرآن وخلق الانسان وعلمه البيان. وقد ورد في كتاب الله العزيز ما يشير الى وجود تلك الارض في السموات بل تلك الاراضين, قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) الطلاق), اذا هناك سبع اراضين لسبع سموات, وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما لبعض من سألوه عن تفسير هذه الآية : لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم عدم تصديقكم , وقال لرجل اخر حين سأله عن تفسيرها : ما يؤمنك لو حدثتك بتفسيرها ان تكفر, هذا والله اعلم.
ما كان من صواب في هذا البحث فمن الله وما كان من خطأ فمن الشيطان ومني والله اسأل التوبة والمغفرة واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين.
دكتور: احمد منصور








 
بارك الله فيك .
لم أجد أدلة قرآنية حقيقية في هذا المقال، وإنما أدلته (فربما يكون كذا ..) ( وقد يكون كذا ...)، وهذه افتراضات عقلية لا دليل عليها، فالأصل الذي بني عليه هذا المقال لا قيمة علمية له والله أعلم ، وليس ثمة حاجة للوقوف مع كل جزئية فيه ففيه بعض الجزئيات الصحيحة ، ولكن الأصل ليس كذلك . وشكراً
 
بارك الله فيك اخي عبد الرحمن فقط سؤال واحد: هل ياجوج وماجوج على كرتنا الارضية هذه بعد كل ما سقته لك من ادلة من القرآن والسنة؟ اذا كنت تقطع بيقين انهم هنا فرد على الاسئلة المطروحة في البحث, واخبرنا هل هم فوق ام تحت الارض؟ وفي اي جزء من الارض؟ جازاك الله خيرا.
 
الأخ الفاضل/أحمد منصور حفظك الله
في الحديث الصحيح "أنهم من ولد آدم" فهل ولد آدم تحت الأرض أم فوق الأرض!
وهذه الأشياء نؤمن بها كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛فالعلوم الحديثة والآلات دون الآيات والمعجزات.
وأيضا خروجهم بعد خروج الدجال وقتله،فيصبحون في ليلة واحدة على كثرتهم ميتين ميتة رجل واحد حتى تنتن الأرض من رائحتهم فيرسل الله طيورا فتحملهم إلى البحر.فهل هذه يدركها العقل أم أنه التسليم؟
وأخيرا يا أخي نقف حيث وقف السلف فمنهجهم أسلم وأحكم .
 
الأخ الفاضل/أحمد منصور حفظك الله
في الحديث الصحيح "أنهم من ولد آدم" فهل ولد آدم تحت الأرض أم فوق الأرض!
وهذه الأشياء نؤمن بها كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ؛فالعلوم الحديثة والآلات دون الآيات والمعجزات.
وأيضا خروجهم بعد خروج الدجال وقتله،فيصبحون في ليلة واحدة على كثرتهم ميتين ميتة رجل واحد حتى تنتن الأرض من رائحتهم فيرسل الله طيورا فتحملهم إلى البحر.فهل هذه يدركها العقل أم أنه التسليم؟
وأخيرا يا أخي نقف حيث وقف السلف فمنهجهم أسلم وأحكم .
بارك الله فيك اخي محمد قلت انهم بالحديث الصحيح من ولد آدم وانا اقول لك ليس هناك حديث صحيح يقول انهم من ولد آدم والحديث الذي يقول ان ياجوج وماجوج من ولد آدم لو ارسلوا على الناس لافسدوا عليهم معايشهم هو حديث ضعيف بل وفيه نكارة وضعفه الشيخ اللالباني في السلسلة الضعيفة فأذا كان لديك حديث صحيح يثبت انهم من بني آدم فعلينا به بارك الله فيك, صحيح نحن نؤمن بهم كما قال صلى الله عليه وسلم وكما ذكر في القرآن وهذا الذي يجعلنا نتسأل اين هم لاننا لسنا مثل الذين يقولون انهم مجرد خرافة اما نحن فنقول هم حقيقة كل الحقيقة ولانهم ليسوا هنا تساءلنا فوجدنا الجواب في ثنيات الكتاب الذي لم يفرط فيه ربنا جل وعلا من شيء.
 
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم ! يقول: لبيك ربنا وسعديك. فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار. قال: يا رب! وما بعث النار؟ قال: من كل ألف (أراه قال:) تسعمائة وتسعة وتسعين. فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد". فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يأجوج ومأجوج تسع مائة وتسعة وتسعين، ومنكم واحد.متفق عليه.
 
اخي الكريم: حديث ابي سعيد الخدري قد اوردته في البحث وليس فيه لفظ من ذريتك بل: اخرج بعث النار, وورد ايضا حديث اخر جاء في اخره: فمن هلك من بني آدم ومن هلك من بني ابليس وياجوج وماجوج. فلو كانوا من بني آدم لماذا ذكروا منفصلين؟ ثم ان الحديث الذي اوردته لا يدل على انهم من ذرية آدم لانه لا يوجد تناقض في اقوال الرسول ولكن قد يكون سوء فهم منا ففي حديث البخاري ان بعث النار من ذرية ادم 99 من 100 وفي الحديث الاخر 999 من الالف؟ ولكن تفسير ذلك انه في حديث البخاري فقط اقتصرت النسبة على ذرية آدم اما في الحديث الاخر فآدم اخرج من ذريته ومن ياجوج وماجوج المحشورين مع ذريته, ثم هل هناك من بني آدم من يفعل افاعيل ياجوج وماجوج؟ فيشرب الانهار وياكل الناس والعقارب وهوام الارض والله جل وعلا كرم بني آدم؟ هل من ذرية آدم من يولد له الف؟ هل حيوانات المسلمين تأكل موتى بني آدم؟ وجدلا سلمت معك بصحة ما تقول فأين هم الان؟ لا تقل لي الصينيون وسورهم المحطم.
 
...... لهذا كله وغيره من الاثباتات نقول يستحيل ان يكونوا على كرتنا الارضية هذه وليسوا على نفس الكرة الارضية التي زارها ذو القرنين اولا ووجد فيها العين الحمئة وليسوا على الكرة الارضية التي تحوى القوم الذين وجدهم عند بلوغه مطلع الشمس
.......
صحيح أن موضع و مكان وجود يأجوج و مأجوج خاف علينا الآن ، و لكن دلت الأحاديث الصحيحة أنهم محجوبون عنا و معزولون بالسد الذي بناه ذو القرنين - و قصة هذا السد ثابتة بالقرآن الكريم -

و لا شك في أن هذا السد موجود على أرضنا هذه و على كرتنا الأرضية هذه ؛ فقد رآه رجل على عهد النبي صلى الله عليه و سلم و أخبره انه رآه و ذكر صفته ، فأقره النبي صلى الله عليه و سلم و قال له : " رأيته " . يعني أنه رأى سد ذي القرنين ، و هو ما ذكره الإمام البخاري في صحيحه في ترجمته : ( باب قصة يأجوج و مأجوج وقول الله تعالى: قالوا {يا ذا القرنين إن يأجوج، ومأجوج مفسدون في الأرض} [الكهف: 94] قول الله تعالى {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا. إنا مكنا له [ص:138] في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا} [الكهف: 84]. (فاتبع سببا) - إلى قوله - (ائتوني زبر الحديد): «واحدها زبرة وهي القطع» {حتى إذا ساوى بين الصدفين} [الكهف: 96] يقال عن ابن عباس: الجبلين، والسدين الجبلين {خرجا} [الكهف: 94]: «أجرا»، {قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا} [الكهف: 96]: " أصبب عليه رصاصا، ويقال الحديد، ويقال: الصفر " وقال ابن عباس: «النحاس» {فما اسطاعوا أن يظهروه} [الكهف: 97] " يعلوه، استطاع استفعل، من أطعت له، فلذلك فتح أسطاع يسطيع، وقال بعضهم: استطاع يستطيع "، وما استطاعوا له نقبا. (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا): ألزقه بالأرض، وناقة دكاء لا سنام لها، والدكداك من الأرض مثله، حتى صلب وتلبد، {وكان وعد ربي حقا. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} [الكهف: 98] {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون} [الأنبياء: 96] قال قتادة: " حدب: أكمة " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: رأيت السد مثل البرد المحبر، قال: «رأيته» . اهـ

قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " : قوله [ أي البخاري ]: وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رأيت السد مثل البرد المحبر قال رأيته . وصله بن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج . قال : كيف رأيته ؟ قال : مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء . قال : " قد رأيته " . اهـ
و أخرجه البزار مطولا .

و لا شك أيضا في أن هذا السد الموجود على أرضنا هذه قد بناه ذو القرنين على يأجوج و مأجوج - بنص القرآن الكريم - ليحول بينهم و بين الأقوام المحيطة بهم ؛ ليمنع إفسادهم .
و عليه : فيأجوج و مأجوج موجودون على أرضنا هذه .

و الله أعلم
 
عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم
الرجل مجهول الاسم ( مبهم) وقتادة يدلس احيانا ولم يأتي بما يفيد السماع هنا فالاصل فيه انه حديث منقطع لذا لا يصح الاستشهاد به وهذا ليس قولي بل اهل الحديث.
 
ذِكْر الإمام البخاري ذلك الحديث في ترجمة الباب في " صحيحه " مشعر بصحته عند الإمام البخاري ؛ كما قال الحافظ ابن حجر في غير موضع من كتابه " فتح الباري ".

و إذا كان هو حديث منقطع ، فالقول بأن كلمة " سببا " تعني الطريق إلى السماء ، هو تخصيص لكلمة " سبب " بالسماء بغير مخصص و لا دليل من أي حديث لا موصول و لا موقوف و لا منقطع . و لا يصح التخصيص بغير دليل ، على ما هو مقرر في علم الأصول . بل هو مخالف لما ذكره أهل العلم ؛ ففي تفسير قوله تعالى عن ذي القرنين " { فأتبع سببا }قال الإمام الطبري في " جامع البيان " : حدثني محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد (فاتَّبَعَ سَبَبا) قال: طريقا في الأرض.
حدثنا بشر، قال: يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فاتَّبَعَ سَبَبا) : اتبع منازل الأرض ومعالمها.اهـ

و لا حجة في الاحتجاج بقوله تعالى { فليمدد بسبب إلى السماء } لما احتججت به أن السبب يعني الطريق إلى السماء ، و إلاّ لكان معناه : فليمدد بطريق إلى السماء - إلى السماء !.
و فساد هذا التفسير ظاهر ، بالإضافة لبطلان التخصيص بغير مخصص ، كما تقدم .

و سبب البلوى و مرجع الفساد في كثير مما يسمى بالتفسير العلمي و العصري للقرآن الكريم ، هو التجاهل و التغافل عن أقوال الأئمة الأعلام من علماء التفسير ، و لَيّ أعناق الآيات ، و توظيف بعض المعارف المكتسبة و المكتشفة حديثا ؛ بزعم التفسير العصري للقرآن الكريم .
 
من تفسيرالطبري الذي اقتبست منه, ورد ما يلي في تفسير 85 الكهف: (حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله «فـاتَّبَعَ سَبَبـاً» قال: هذه الآن سبب الطرق كما قال فرعون
{ يا هامانُ ابْنِ لـي صَرْحاً لَعَلِّـي أبْلُغُ الأسْبَـابَ أسْبـابَ السَّمَوَاتِ }
قال: طُرق السموات.), وتأمل كذلك الرواية الاتية والواردة ايضا في تفسير الامام الطبري لنفس الأيات: (فحدثنا به أبو كريب، قال: ثنا زيد بن حبـاب عن ابن لهيعة، قال: ثنـي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن شيخين من نـجيب، قال: أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلـى عقبة بن عامر نتـحدّث، قالا: فأتـياه فقالا: جئنا لتـحدثنا، فقال: كنت يوما أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت من عنده، فلقـينـي قوم من أهل الكتاب، فقالوا: نريد أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فـاستأذن لنا علـيه، فدخـلت علـيه، فأخبرته، فقال: " مالـي ومالهم، مالـي علـم إلا ما علـمنـي الله " ، ثم قال: " اسكب لـي ماء " ، فتوضأ ثم صلـى، قال: فما فرغ حتـى عرفت السرور فـي وجهه، ثم قال: " أدخـلهم علـيّ، ومن رأيت من أصحابـي " فدخـلوا فقاموا بـين يديه، فقال: " إن شئتـم سألتـم فأخبرتكم عما تـجدونه فـي كتابكم مكتوبـاً، وإن شئتـم أخبرتكم " ، قالوا: بلـى أخبرنا، قال: " جئتـم تسألونـي عن ذي القرنـين، وما تـجدونه فـي كتابكم: كان شاباً من الروم، فجاء فبنى مدينة مصر الإسكندرية فلـما فرغ جاءه ملك فعلا به فـي السماء، فقال له ما ترى؟ فقال: أرى مدينتـي ومدائن، ثم علا به، فقال: ما ترى؟ فقال: أرى مدينتـي، ثم علا به فقال: ما ترى؟ قال: أرى الأرض، قال: فهذا ألـيـم مـحيط بـالدنـيا، إن الله بعثنـي إلـيك تعلـم الـجاهل، وتثبت العالـم، فأتـى به السدّ، وهو جبلان لـينان يَزْلَق عنهما كل شيء، ثم مضى به حتـى جاوز يأجوج ومأجوج، ثم مضى به إلـى أمة أخرى، وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج، ثم مضى به حتـى قطع به أمة أخرى يقاتلون هؤلاء الذين وجوههم وجوه الكلاب، ثم مضى حتـى قطع به هؤلاء إلـى أمة أخرى قد سماهم "), أرأيت..... ثم انت سألت عن دليل وانا اوردت الدليل من القرآن الا يكفيك؟؟ فالقرآن يفسر بعضه بعضا وضربت لك من الايات ما فيه كفاية ليثبت لك ان الاسباب التي مفردها سبب هي مرتبطة بالسماء والسموات والتحرك فيها يسمى رقي ... هل سمعت باحدهم يقول: اريد ان ارقى الى السوق اي اسير لها متبعا طريق على الارض ( سبيل)؟ ارجو يا دكتور ان تعيد قراءة البحث ولكن بنية اخرى .... ثم الامر ليس مقتصرا على رحلة ذي القرنين ولكن الشق الاهم هو اين ياجوج وماجوج هنا على ارضنا هذه؟ وهل هم فوق ام تحت الارض اذا انت متأكد انهم هنا طبعا الاسهل لك ان تقول تحت ولكن دونه الكثير لتثبته.
 
هذه الرواية ضعيفة جدا ، فيها ابن لهيعة ، وابن حباب ممن حدث عنه بعد احتراق كتبه ، وفيها عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي وهو ضعيف ، وفيها مجهولان ... فعلام تستدل بمثل هذه الرواية ... ؟؟!!
 
هذه الرواية ضعيفة جدا ، فيها ابن لهيعة ، وابن حباب ممن حدث عنه بعد احتراق كتبه ، وفيها عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي وهو ضعيف ، وفيها مجهولان ... فعلام تستدل بمثل هذه الرواية ... ؟؟!!
يا اخي محمد انا اعلم ان هذه الرواية الواردة في كتب التفسير ضعيفة ولذلك لم استشهد بها في البحث ولكني اوردها ردا على اخي د. ابو بكر والذي استشهد مقتبسا من نفس التفسير ( تفسير الطبري) قائلا ان اسباب لم يقل اي من اهل العلم انها قد تكون طرق في السماء او السموات فلذلك اقتبست له من نفس ما اورد اهل العلم اي من نفس ما اورده الامام الطبري في تفسيره وذلك انه لم يقتنع بما اوردته له من برهان من كتاب الله الذي هو لغة عربية فصيحة بينه, ولم اورد في بحثي والحمد لله اي حديث ضعيف او اي من تلك الروايات الضعيفة, جازاك الله خيرا.
 
الله مكن لذي القرنين في الأرض

الله مكن لذي القرنين في الأرض

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

يقول تعالى في سورة الكهف : [وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} ]
الله يخبرنا عن حقيقة ذي القرنين : {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً }الكهف84
يقول الطبري : " إنا وطّنا له في الأرض ، وآتيناه من كلّ شيء: يعني ما يتسبب إليه وهو العلم به."
فمن خلال الحقيقة القرآنية يتبين :
1 ـ أن الله مكن لذي القرنين في الأرض ولم يمكن له في السماء .
2 ـ أن الله آتى ذا القرنين وسائل التمكين في الأرض من كل شيء سببا . يقول الشعراوي : " وقوله: { وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } [الكهف: 84] أي: أعطيناه أسباباً يصل بها إلى ما يريد، فما من شيء يريده إلا ويجعل الله له وسيلة مُوصِّلة إليه."

والله أعلم وأحكم
 
دلالة مفردة (سبب) من خلال السياق القرآني

دلالة مفردة (سبب) من خلال السياق القرآني

المفردة القرآنية (سبب) من الوجوه والنظائر ، فهي تختلف باختلاف السياقات القرآنية .
يقول الدامغاني في قاموس القرآن : " (سبب) على أربعة أوجه : الباب ، المنازل ، العلم ، الحبل .
فوجه منها : الأسباب الأبواب . قوله تعالى في سورة ص : {أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ }ص10 يعني في الأبواب . كقوله تعالى في سورة حم المؤمن : [...لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ{36} أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ ...] سورة غافر . أي أبواب السماوات .
الثاني : الأسباب المنازل . قوله تعالى في سورة البقرة : {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ }البقرة166 ، يعنى المنازل التي يجتمعون فيها على معصية الله تعالى . كقوله سبحانه في سورة الكهف : {فَأَتْبَعَ سَبَباً }الكهف85 ، يعنى منازل الطرق .
الثالث : السبب العلم . قوله تعالى في سورة الكهف : { وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } [الكهف: 84] ، يعني علما . {فأَتبع سبباً } ، يعني علم المنازل .
الرابع : السبب الحبل . قوله تعالى في سورة الحج : {...فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ...}[الحج 15] ، يعني بحبل إلى السقف ، سقف البيت ."
والله أعلم وأحكم
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

يقول تعالى في سورة الكهف : [وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} ]
الله يخبرنا عن حقيقة ذي القرنين : {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً }الكهف84
يقول الطبري : " إنا وطّنا له في الأرض ، وآتيناه من كلّ شيء: يعني ما يتسبب إليه وهو العلم به."
فمن خلال الحقيقة القرآنية يتبين :
1 ـ أن الله مكن لذي القرنين في الأرض ولم يمكن له في السماء .
2 ـ أن الله آتى ذا القرنين وسائل التمكين في الأرض من كل شيء سببا . يقول الشعراوي : " وقوله: { وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً } [الكهف: 84] أي: أعطيناه أسباباً يصل بها إلى ما يريد، فما من شيء يريده إلا ويجعل الله له وسيلة مُوصِّلة إليه."

والله أعلم وأحكم
اخي الحبيب عبد الكريم تحية لك, قال تعالى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (10) الاعراف. الله جل وعلا يوضح لنا في هذه الأية انه سبحانه وتعالى قد مكن لنا في الارض وجعل لنا فيها سبل العيش, فأذا ركبت الطائرة من موريتانيا غربا متجها الى مكة شرقا لاداء فريضة الحج او اداء العمرة, اليس هذا من تمكين الله لك ان جعلك تنتقل من ارض الى ارض بينهما شاسع البعد؟ ثم انت حين تجلس في بيتك تشاهد التلفاز وتستمع الى قناة المجد للقرآن الكريم الا تعلم ان هناك وسائل تسمى الاقمار الصناعية معلقة في السماء تبث لك هذه القناة, من الذي سخرها لك؟ قال تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) الصافات. وكذلك قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) يس, اي ان السفن التي تسير بها اليوم في البحر هي ايضا من خلق الله سبحانه وتعالى وغيرها الكثير, علما ان الله قد مكن من القرون السابقة ( القرون الاولى) ما لم يمكن لنا بل عشر اضعاف ما مكنا فيه. خلاصة ما سبق يجب ان نفهم القرآن فهما يليق به وليس فهما سطحيا فكون الله جل وعلا يخبرنا عن تمكينه سبحانه وتعالى لذي القرنين في الارض لا ينفي تمكينه في السماء علما ان الارض لا تعني كرتنا الارضية هذه المتناهية في الصغر والتي لا تكاد ترى في مجموعتنا الشمسية وبالفعل لا ترى في مجرتنا علما ان مجرتنا لا تكاد ترى في صفحة السماء الممتلئة بالمجرات والتي تحوي اعادا لا تحصى من النجوم والشموس.
 
مقارنة واستنتاج

مقارنة واستنتاج

أخي العزيز
التمكين في الأرض ذكر في القرآن الكريم في مواضع متعددة ، مما يستدعي ذلك أن نتدبر الآيات ، ولا نتعجل في الحكم على الأشياء ، كي لا نقع في السطحية ، كما سبق أن أشرتم إليه . لذا أدعوك أن تتأمل معي هذه المقارنة :
1 ـ يقول تعالى في قصة يوسف عليه السلام : {... وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21
ويقول تعالى : {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56
ذكر التمكين في الأرض مرتين ، وفي كل مرة يذكر معه نوعية هذا التمكين .
فيوسف عليه السلام مكن الله له في أرض مصر بأن علمه من تأويل الأحاديث ، وهذه الوسيلة هي التي استطاع بها أن يصل إلى الحكم .
والتمكين الثاني هو أنه (يتبوأ) ينزل (منها حيث يشاء) بعد الضيق والحبس .
2 ـ ويقول تعالى في قصة ذي القرنين : {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً }الكهف84
ذُكر التمكين في الأرض ، وذُكر معه نوعية هذا التمكين حيث أعطاه الله أسباباً يصل بها إلى ما يريد ، فما من شيء يريده إلا ويجعل الله له وسيلة مُوصِّلة إليه .
استنتاج :
في قصة يوسف عليه السلام كما في قصة ذي القرنين : مفردة (الأرض) هي نفسها ، لكن دلالتها تختلف باختلاف السياق . فأرض يوسف هي مصر ، وأرض ذي القرنين هي أرض مغرب الشمس وأرض مشرق الشمس وأرض بين السدين . وهي أماكن متواجدة في أرضنا.
ذو القرنين أعطاه الله من الوسائل التي يستطيع أن يصل بها إلى هذه البقاع المختلفة والمتباعدة ، كما أعطاه الله من الوسائل ليبني سدا فاصلا .
كما أن التحرك بين المغرب والمشرق وعلاقته بالشمس ، يدل دلالة واضحة أن ذا القرنين كان يتحرك على هذه الأرض .
والله أعلم وأحكم
 
اخي الكريم: جيد ما ذكرت عن التمكين ليوسف عليه السلام في ارض مصر والتمكين له في تأوبل الاحاديث وكل هذا فصلته لنا الايات الكريمة بكل وضوح, ولكن لاحظ ايضا نوع التمكين لذي القرنين, ان الله جل وعلا قد اتاه من كل شيء سببا, وهذا يدل على قوة التمكين له وكما قلت في مشاركتك السابقة ان الله جل وعلا قد اعطاه اسبابا يصل بها الى ما يريد, فما من شيء يريده الا جعل الله له وسيلة موصلة اليه, اذا فلما استغرابك انه علا في السماء ووصل الى اراضين مختلفة من ارض الله وفعل ما فعل بتمكين من رب العزة؟ ثم اذا ما قارنت بما ورد في 10 الاعراف بشأن تمكيننا في الارض فلم يذكر لنا اننا قد اؤتينا من كل شيء سببا ومع ذلك فنحن اليوم وبفضل الله وتمكينه لنا نستطيع الطيران في الهواء والعلو في السماء وسبر الفضاء. وكذلك نستطيع ان نتخاطب وندير النقاشات وبيننا شاسع المسافات وكل هذا بفضل تمكين الله لنا في الارض. ثم انك قد قلت ان بلوغ ذو القرنين مغرب الشمس ومشرقها ( مطلعها كما جاء في الايات الكريمة) وبلوغة بين السدين كل ذلك يدلل على ان رحلته على كرتنا الارضية هذه, كيف بارك الله فيك؟ ما الذي يقطع ويؤكد صحة ما قلت؟ واين هو على وجه التحديد مغرب الشمس على كرتنا الارضية هذه؟ نحن نعلم مغرب الارض كما كان يسميها القدماء اي بلاد المغرب العربي, وذلك انهم لم يعرفوا ان هناك ارض اخرى اسمها اميركا. تخيل لو انك رجعت للوراء مئات السنين والتقيت بأحد اجدادك وذهبت بصحبته في رحلة الى شاطيء الاطلسي واشرت اليه بأتجاه الغرب وقلت له هل تصدق يا جدي ان هناك ارض خلف هذا المحيط الممتد وعليها بشر؟ فبماذا سيرد عليك؟ لعله سيتهمك بالجنون, رغم انك لست كذلك لان الواقع ان هناك ارض وعليها بشر فهل نتبرى منهم ومن ارضهم ونقول لستم بشرا ولا ارضكم ارضا؟ والان لو جلسنا انا وانت ونظرنا معا الى صفحة السماء في ليلة حالكة الظلام واشرت لك الى مجرة المرأة المسلسلة (Andromeda), وهي من اقرب المجرات الى مجرتنا درب التبانة ويمكن رؤيتها بالعين المجردة دون الاستعانة بمقراب, وقلت لك هل تصدق يا عبد الكريم ان هناك ارض ولها شمس ولها قمر وعليها خلق؟ ارجو الا يكون ردك مثل رد جدك, تقبل تحياتي.
 
المشرق والمغرب

المشرق والمغرب

قلتم : " ثم انك قد قلت إن بلوغ ذي القرنين مغرب الشمس ومشرقها ( مطلعها كما جاء في الآيات الكريمة) وبلوغه بين السدين كل ذلك يدلل على أن رحلته على كرتنا الارضية هذه, كيف بارك الله فيك؟ ما الذي يقطع ويؤكد صحة ما قلت؟ وأين هو على وجه التحديد مغرب الشمس على كرتنا الأرضية هذه ؟"
أخي الكريم ، نحن سكان الأرض نعرف المشرق والمغرب . فرغم أن الجهات نسبية ولا تعتبر إلا بوجود المَعْلَم الذي ننطلق منه لتحديد الجهة . فكل منا يستطيع أن يحدد المشرق والمغرب من أي جهة كان وجوده على وجه البسيطة .
وعلى هذا الأساس يخاطبنا ربنا عن المشرق والمغرب : {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة115
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ ...}[البقرة 177]
{...قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ...}[البقرة 258]
فالمشرق والمغرب ـ كما ترى ـ مرتبطان بأرضنا التي نحن عليها .
فعندما يخاطبنا القرآن الكريم : [فَأَتْبَعَ سَبَباً{85} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً{86}] ، نفهم أن ذا القرنين اتجه إلى المغرب من مكان انطلاقه إلى أن وصل إلى المكان المحدد الذي وجد فيه قوما معينين . ثم اتجه شرقا إلى أن وصل إلى المكان المحدد الذي وجد فيه قوما معينين . ثم اتجه إلى جهة معينة إلى أن وصل إلى بين السدين حيث وجد أمامهما قوما معينين يشتكون من يأجوج ومأجوج الذين يفسدون في الأرض . حيث جعل بينهما حدا فاصلا ، يستحيل أن يُظهروه أو ينقبوه .
هكذا يتكلم القرآن الكريم عن أهل الأرض وعن المميزين الذين مكن لهم في الأرض ، وأعطاهم الوسائل الخاصة لهذا التمكين . فتبارك الله رب العالمين : {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }[الشعراء28]
والله أعلم وأحكم
 
وماذا عن المشرقين والمغربين؟ لاحظ ان الله جل وعلا يخاطب في سورة الرحمن الانس والجن؟ وماذا عن المشارق والمغارب؟ وكيف تفهم قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فصلت. لماذا استعملت صيغة الجمع مع الشمس والقمر المعنيتان بالسجود؟ الا يدل على تعدد الشموس وتعدد الاقمار؟ وبذا تعدد المشارق وتعدد المغارب. وماذا عن حجة نوح عليه السلام على قومه الممعنين في التقدم العلمي الهائل اذ قال لهم: قال تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (16) نوح. فهل تظن قمرنا هذا الصغير جدا ينير السبع سموات؟ ام ان هناك اقمار لا يعلم عددها الا الله تضيء الاراضين التي تحويها تلك السموات؟ قال تعالى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) الانعام. وسيأتي حين يشاء الله الوقت الذي تعلم فيه ان ليست هذه القطعة الصغيرة من الارض التي نعيش عليها هي: ( الارض جميعا) التي يقبضها الرحمن بيده يوم القيامة ( وما قدروا الله حق قدره)... pale blue dot الارض نقطة زرقاء باهتة - YouTube
 
أرى أن الأخ الفاضل قد حاول أن يزيل الغموض عن قصة يأجوج ومأجوج فزادها غموضا وتعقيدا-- فكيف سأقنع إنسانا عاقلا أن في غابر الأزمان كان هناك رجل يتجول في الفضاء ويحط من كوكب لأخر وما هي وسيلته؟؟؟ فإذا كان الإنسان قبل 5 آلالاف سنة لا يعرف غير الحجارة . فهل صنع مكوكا حجريا.. أخي الفاضل إن حتمية التاريخ تقتضي التدرج النسبي في تطوره فهل يعقل أن الإنسان الأول عرف الصحون الطائرة وهو لم يعرف الصحون الحجرية
قصة يأجوج ومأجوج من جهة عقلية فيها إشكالات : من حيث عددهم - من أين يأكلون كيف يتنفسون-- ولكني أؤمن بها دون نقاش عقلي وأقول آمنت بالله وبما أنزل على نبيه
 
أرى أن الأخ الفاضل قد حاول أن يزيل الغموض عن قصة يأجوج ومأجوج فزادها غموضا وتعقيدا-- فكيف سأقنع إنسانا عاقلا أن في غابر الأزمان كان هناك رجل يتجول في الفضاء ويحط من كوكب لأخر وما هي وسيلته؟؟؟ فإذا كان الإنسان قبل 5 آلالاف سنة لا يعرف غير الحجارة . فهل صنع مكوكا حجريا.. أخي الفاضل إن حتمية التاريخ تقتضي التدرج النسبي في تطوره فهل يعقل أن الإنسان الأول عرف الصحون الطائرة وهو لم يعرف الصحون الحجرية
قصة يأجوج ومأجوج من جهة عقلية فيها إشكالات : من حيث عددهم - من أين يأكلون كيف يتنفسون-- ولكني أؤمن بها دون نقاش عقلي وأقول آمنت بالله وبما أنزل على نبيه
الاخ الحبيب: يحيى تحية طيبة وبعد: اعتقادنا ان التقدم (المذهل) الذي نعيشه اليوم لم يحدث من قبل هو احدى الاخطاء التي نتشبث بها وللاسف ولم نفهم الايات في كتاب الله والتي توضح لنا ما مدى تمكين الله جل وعلا لامم غابرة ما لم يمكن لنا, وهذا الامر تناولته في بحث ولله الحمد بعنوان ( الامم السابقة الاقوى في كل شيء), وسأضرب لك مثال, قال تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (83) غافر. لاحظ كيف يصف لنا رب العزة حال القرون الاولى : اكثر عددا ( تخيل ان جدك رقم خمسة يعيش وكذلك جدتك وكل من دونهم فكم يكون عدد افراد عائلتك؟ كثير جدا فما بالك حينما يكون جدك رقم عشرة او عشرون على قيد الحياة ويحصى في تعداد السكان كما كان على عهد قوم نوح؟ كم ستكون عائلتك وكم عدد سكان الارض؟ ), اشد قوة: والقوة على مطلقها وليس قوة الذراع او اليد, وأثارا في الارض: هذه نحن نعلمها, لان اكبر اثر لهم نراه اليوم الهرم الاكبر ونحن اكبر اثر لنا هو برج دبي وقبله برج التجارة في نيويورك والذي تداعى بسبب ارتطام طائرة فهل طائرة او عشرات الطائرات تحدث شيئا في الهرم الاصغر؟ تأمل حين جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم: تماما مثلما تدعوا احد الكفار اليوم للدين فيقول لك لدي الفيزياء استطيع شرح كل شيء ولست بحاجة لاعتقاد ان هناك خالق للكون, فرح بما عنده من العلم. تامل ايضا قوله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الانعام. فهل فتحت علينا في اعتقادك ابواب كل شيء؟ وقد اشار الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك قائلا:
فوالله ! ما الفقر أخشى عليكم . ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم . فتنافسوها كما تنافسوها, وتهلككم كما أهلكتهم. فهل الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم ببسط الدنيا على اهل دبي والقاهرة وعمان؟ بل كان يعلم مما علمه الله ونتيجة هذا البسط ستظهر كما كان يخشى صلى الله عليه وسلم, اذ قال:
إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده فقلت: يا رسول الله أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال: بلى، قلت: كيف يصنع بأولئك؟ قال:يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان. فالعذاب العام لم يحل بعد. الذي يروج ان ما حصلنا عليه من معرفة في شتى العلوم وما وصلنا اليه من رقي ما هو الا فقط نتاج ابداع الانسان في عصرنا هذا والبعض الاخر يقول انها الصدفة التي جعلت اورستد يحرك السلك امام المغناطيس ليكتشف الكهرباء ولكن ما اقوله لك بكل ثقة ان كل هذا هو فتح من الله جل وعلا وليس نحن الوحيدون بل ان امما سابقة حققت اكثر منا بكثير والغرب يعلمون ذلك رغم تسترهم عليه فهناك اثار كثيرة مثل كهوف تسيلي وما عثر فيها من رسومات تبين رواد فضاء واطباق طائرة وعمر الرسوم يفوق العشرون الف سنة, وكذلك انظر طائرات القدماء (ancient aircraft) ووجة المريخ (face of mars), وبطاريات بغداد, بل قل كيف تسنى لهم قطع مسلة من الجرانيت بصورة منتظمة جدا ووزنها 2100 طن وحملها من اسوان لنصبها بالقاهرة وليست مسلة واحدة فقط؟ ولذلك ليس بغريب ان يهلكهم الله بموج كالجبال ( قوم نوح) اي ارتفاع الموج يفوق الالف متر علما ان الموج الذي اهلك اكبرالمدن اليابانية قبل عام بلغ 11 مترا فقط ( تسونامي اليابان) والذي ارسل على جنوب شرق اسيا 2004 بلغ ثماني امتار فقط وقتل في لحظات 150 الف انسان فهل يحتاج بدو رحل في بداية الحياة البشرية بمضاربهم وخيامهم لريح تستمر ثماني ايام بلياليها؟ الا تكفي لهم هبة واحدة من عاصفة لتنهيهم اذا كانوا ضعافا كما تعتقد؟ وهل قوم نوح كانوا يحتاجون هذا الموج بهذا العلو اذا كانوا يسكنون الخيام؟ الامر ليس كما تظن بل الامر اكبر بكثير ومن الصعب هنا ان اعرض لك كم كبير من الاثباتات عن حال الامم السابقة وما وصلوا اليه من رقي وتقدم.
 
خفاء موطن يأجوج و مأجوج و المسيخ الدجال

قرأت لبعض الجاهلين المتعالمين من هؤلاء الذين يعتقدون أنهم يشقون الشعرة بحدة عقولهم , الإستهزاء بحديث وجود يأجوج و مأجوج و وجود الدجال الأعور في أماكن لا نراها نحن اليوم , و قال : بأن الأقمار الإصطناعية قد قلبت كوكب الأرض تفتشيا و مراقبة و لم تجد لا يأجوج و مأجوج و لا المسيخ الدجال ..
قلت : أما يأجوج و مأجوج فهو خبر قرآني لا شك فيه : " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا " [الكهف:94] .. " حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ " [الأنبياء:96] .. الآية الأولى فيها تقرير بأن القبيلة التي بلغها ذو القرنين كانوا يجدون من قبليلتي يأجوج و مأجوج الأذى الفظيع , قد طلبت من ذي القرنين أن يجعل بينهم سدا منيعا و حاجزا عظيما بحيث لا يجدون سبيلا إلى الوصول إليهم .. و الآية الثانية تقرر بأن قبيلتي يأجوج و مأجوج في مكان ما محبسون و انهم سيأتي يوم ينطلقون فيه بعد أن يأذن الله لهم بتدمير السد المنيع .. و أما الدجال الأعور فقد ورد في جملة من الأحاديث النبوية الصحيحة , بحيث لا يشك فيها إلا جهول مغمور الجهل أو معاند لجوج ..
ثم ..
المسلم الصادق الإيمان يجب عليه بحكم انتمائه للإسلام و إعلانه للشهادة أن يتقبل الأخبار القرآنية و النبوية بإيمان صادق لا شك معه , و إلا وجب عليه مراجعة زعمه الإيمان بالله و رسوله صلى الله عليه و سلم .
ثم ..
ماذا يقول هذا الجهول في الحقائق التالية : 1/ علماء الآثار إلى يومنا هذا لا يزالون يجهدون أنفسهم في تتبع آثار الأقدمين بل يؤكدون على وجود بعض المدن و القبائل التي كانت موجودة في الزمن الماضي و لكنهم لم يجدوا لها إلى اليوم آثارا .. اذن عدم وجدان قبيلتي يأجوج و مأجوج و المسيخ الدجال حتى يومنا هذا لا ينفي وجودهم حقيقة .. 2/ قبل بضعة أشهر قالت وكالة الفضاء و الطيران الأميركية (ناسا) إن قمرا اصطناعيا تابعا لها رصد جزيرة جديدة بالبحر الأحمر قبالة ساحل اليمن . و قالت ناسا في وقت لاحق إن جزيرة جديدة ظهرت هناك و إن صور الأقمار الاصطناعية الواردة من مركز المراقبة الأرضية تظهر وجود جزيرة ، حيث كانت هناك مياه فقط في مجموعة جزر الزبير قبالة الساحل الغربي لليمن .. اذن الأقمار الإصطناعية نفسها عجزت ماضيا أن تكتشف هذه الجزيرة حتى وقع البركان فكان سببا لظهورها .. اذن عدم وجدان قبيلتي يأجوج و مأجوج و المسيخ الدجال عبر الأقمار الإصطناعية حتى يومنا هذا لا ينفي وجودهم حقيقة .. 3/ هناك نظرية تسمى : نظرية الأكوان المتعددة , هذه النظرية تقول بأن هناك أكثر من عالم متداخل بحيث يمكن أن يوجد في كل عالم مخلوقات معينة دون ان يستطيع احد رؤية مخلوقات العالم الآخر الموازي له .. و هذا عندنا نحن في المرجعية الإسلامية ليس نظرية فقط بل حقيقة بدليل ما اخبرنا به القرآن و السنة من وجود الملائكة و ايضا الجن .. اذن بحسب هذه النظرية التي يتداولها علماء الفيزياء الاعور الدجال و يأجوج و مأجوج موجودون في اماكن موازية لنا , عندما يحين الوقت و تدنو ساعة القيامة يأذن الله بخروجهم من عالمهم هذا إلى عالمنا نحن .. 4/ هناك قاعدة تقول : عدم معرفتك بالشئ لا تنفي عدم وجود هذا الشئ في الواقع . هذه القاعدة الكلية كما تنطبق على الأفكار و المعارف أي على المعنويات النفسية تنطبق على الأشياء أي على الماديات .


المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir31680/#ixzz25Rq9LmOK
 
(علماء الآثار إلى يومنا هذا لا يزالون يجهدون أنفسهم في تتبع آثار الأقدمين بل يؤكدون على وجود بعض المدن و القبائل التي كانت موجودة في الزمن الماضي و لكنهم لم يجدوا لها إلى اليوم آثارا .. اذن عدم وجدان قبيلتي يأجوج و مأجوج و المسيخ الدجال حتى يومنا هذا لا ينفي وجودهم حقيقة .. ) اخي الفاضل: ليس هناك وجه مقارنة بين هذا وذاك, فالاقوام السابقة قد اهلكها الله جل وعلا وما زلنا ليومنا هذا نرى منازلهم واثارهم وقد وضح لنا القرآن الكريم هذا كل توضيح, ولكن في حال ياجوج وماجوج فالامر مختلف, فهم على قيد الحياة ولم يهلكهم الله بعد وهذا ما سيحصل اخر الزمان, ولان عددهم غفير وقد اخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم انهم يقومون بعمل كل يوم ضد السد المنتصب على الارض في محاوله لفتحه, غير اننا لا نرى اي منهم ولا حتى مساكنهم, تأمل قوله تعالى بشأن عاد: تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) الاحقاف. اي ان الريح العقيم دمرت كل شيء لهم بما في ذلك مصانعهم التي اتخذوها وكل وسائلهم ولم يبقى الا منازلهم ترى. لذلك فهذه المقارنة منك غير صحيحة.
( قبل بضعة أشهر قالت وكالة الفضاء و الطيران الأميركية (ناسا) إن قمرا اصطناعيا تابعا لها رصد جزيرة جديدة بالبحر الأحمر قبالة ساحل اليمن . و قالت ناسا في وقت لاحق إن جزيرة جديدة ظهرت هناك و إن صور الأقمار الاصطناعية الواردة من مركز المراقبة الأرضية تظهر وجود جزيرة ، حيث كانت هناك مياه فقط في مجموعة جزر الزبير قبالة الساحل الغربي لليمن .. اذن الأقمار الإصطناعية نفسها عجزت ماضيا أن تكتشف هذه الجزيرة حتى وقع البركان فكان سببا لظهورها .. اذن عدم وجدان قبيلتي يأجوج و مأجوج و المسيخ الدجال عبر الأقمار الإصطناعية حتى يومنا هذا لا ينفي وجودهم حقيقة ..), ايضا هذا الاستشهاد غير صحيح: فما وجه الغرابة في ظهور جزر جديدة, ان هذا الامر يحصل عند الثورات البركانية البحرية فتشكل الصهارى جزرا لدى برودها وهذه الجزر عادة ما تختفى لاحقا بسبب ضعفها امام امواج المد والتعرية وبالفعل الجزيرة التي استشهد بها قد اكتشفتها الاقمار الامريكية في 23 ديسمبر 2011 في مياة البحر الاحمر وكانت هناك صورة ملتقطة للمنطقة عينها بتاريخ 24 اكتوبر 2007 ولا توجد بها الجزيرة, وهذا على عكس كلامك يعزز ثقتنا بالاقمار الصناعية وقدرتها على سبر ليس فقط ظاهر الارض بل وباطنها, واليك هذا الرابط من موقع ناسا نفسها يظهر الوضع برمته.

( هناك نظرية تسمى : نظرية الأكوان المتعددة , هذه النظرية تقول بأن هناك أكثر من عالم متداخل بحيث يمكن أن يوجد في كل عالم مخلوقات معينة دون ان يستطيع احد رؤية مخلوقات العالم الآخر الموازي له .. و هذا عندنا نحن في المرجعية الإسلامية ليس نظرية فقط بل حقيقة بدليل ما اخبرنا به القرآن و السنة من وجود الملائكة و ايضا الجن .. اذن بحسب هذه النظرية التي يتداولها علماء الفيزياء الاعور الدجال و يأجوج و مأجوج موجودون في اماكن موازية لنا , عندما يحين الوقت و تدنو ساعة القيامة يأذن الله بخروجهم من عالمهم هذا إلى عالمنا نحن ..) هل تريد ان تقول ان السد الحديدي يفصل بين كوننا الذي نعيش فيه وكون يأجوج وماجوج حسب فهمك لهذه النظرية؟؟؟ وبمجرد اختراقه سيصيرون في كوننا؟؟؟؟ ارجو الا يتلقف هذه احد المستهزئين بالمسلمين ويجعل منها مادة للسخرية من الاسلام والمسلمين على صفحات مواقعهم. اخي حين تريد الاستشهاد بالنظريات العلمية فيجب اتقان فهم الشيء وذلك بالرجوع لمصدره الاصلي اقصد مراجع الفيزياء, لا نقله عن من تعوزه الدراية بهذا الشأن.

Volcanic Activity in the Red Sea : Natural Hazards#
 
سؤال للدكتور منصور
هل أنت متأثر بكتابات Erich von Daniken، و بنظرية Ancient astronauts؟

فكلامك يتقاطع مع أطروحات أنصار هذه النظرية اللاعلمية في عديد النقاط.

 
سؤال للدكتور منصور
هل أنت متأثر بكتابات Erich von Daniken، و بنظرية Ancient astronauts؟
فكلامك يتقاطع مع أطروحات أنصار هذه النظرية اللاعلمية في عديد النقاط.
كلا مطلقا ... لقد لاحظت ان كثيرا من الاخوة الكرام الذين انتقدوا البحث قد جانبوا الحقيقة بظنهم ان البحث ما هو الا تفسير للقرآن بالعلوم العصرية في حين ان الامر ليس كذلك, فلو رجعلت للبحث لوجدته مستنبط من النصوص القرآنية والاحاديث النبوية ليس الا . فمثلا : ذو القرنين سار متبعا سببا, ونظرا لان كلمة سبب ليست شائعة الاستعمال لوصف السير على سطح الارض, رجعنا لقاموس القرآن وهو القرآن نفسه فوجدنا ان السبب في القرآن قد جاء مرتبطا بالسماء او السموات والرقي اليها. الشيء الاخر: ان الاحاديث النبوية قد وصفت بكل دقة خلقا كثيرا العدد لدرجة انهم يشكلون تسعة اعشار الانس وكذلك وصفت السد الحديدي المنتصب فوق الارض فما بالنا لا نراهم ولا نرى السد. ثم انهم عند خروجهم يعمون الارض ويشربون انهارها ويشربون بحيرة طبرية فلا يبقى بها ماء ويأتون على الاخضر واليابس ولا يستطيع احد قتالهم والوقوف في وجههم فكيف نفهم انهم سابقا لم يصلوا للقوم في مغرب الارض ولا في مشرقها اقصد ان كان كل الاحداث قد دارت على كرتنا الارضية هذه؟؟ وما حالهم مع من سكن الارض من الاقوام مثل الفراعنة والاشوريين او القرون الاولى كعاد وثمود؟؟ اسئلة لن تستطيع الاجابة عليها مطلقا اذا بقيت متشبثا بانهم هنا. انا لا ادري لماذا الاصرار على ان كل شيء في هذا الكون وكل الاحداث هي محصورة في نقطة ضئيلة جدا في الكون هي كرتنا الارضية في حين ان القرآن الكريم اخبرنا بكل وضوح بوجود سبع اراضين وعليها ما عليها من خلق منهم الذي يسجد لله ويسجد معه ظله بالغدو والاصال مما يدل على وجود شمس, ومنهم من يمر على ايات الله فيعرض عنها. والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك قد اخبر عن وجود تلك الاراضين وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ( اللهم رب السموات السبع وما اظللن ورب الاراضين السبع وما اقللن ورب الشياطين وما اضللن ..... ), بل السلف الصالح تحدثوا عن تلك الاراضين وقال ترجمان القرآن ابن عباس رضى الله عنهما: في تفسير قوله تعالى : الله الذي خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن .. قال: في كل ارض نحو ابراهيم من الخلق وقال البيهقي اسناده لابن عباس صحيح, إِذاً ما بالنا نحصر كل الموجودات في هذه البقعة؟؟ وهل الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا انه لا توجد غير هذه الكرة الارضية؟ بل هل الرسول اخبرنا بوجود اميركا الشمالية والجنوبية؟ حينما كان يظن الناس ان رقعة الارض هي فقط الممتدة من الصين شرقا الى المغرب العربي غربا, فحينما سار الانسان باحثا وبعد ان اجتاز المحيط الممتد ووجد ارض وعليها خلق, أليست ارض من ارض الله جل وعلا؟ فأذا ما قدر لنا ان نسافر في بحر الفضاء الممتد لنجد ارضا هناك وعليها خلق الا نقول انها من ارض الله؟ فما المانع ان تكون ياجوج وماجوج هناك؟ تخيل ان رجل دخل الى بيت خالي مكون من سبع حجرات ليبحث عن قطة دخلت اليه ولديه معلومات اكيدة بنسبة 100% ان القطة داخل هذا البيت وانها على قيد الحياة, فدخل الى اول حجرة وفتش في كل مكان فيها ولم يجد القطة فيها, ففيما سيفكر؟ هل سيقول ان القطة حتما هنا امام ناظري ولكنني لا اراها ولا اسمع صوتها, او سيقول ان القطة حتما تحت ارضية الحجرة مغلق عليها تماما رغم انه يعلم انها على قيد الحياة وتأكل وتشرب؟ ام يقول لعلها في احد الاراضين الستة .... اقصد في احد الحجرات الستة الباقية؟
 
السلام عليكم
إن أمر يأجوج ومأجوج هو أمر غامض ، ولكل أن يذهب بخياله أينما شاء ... لكنى لاأري أن ما تصوره هو الحقيقة
ان الاحاديث النبوية قد وصفت بكل دقة خلقا كثيرا العدد لدرجة انهم يشكلون تسعة اعشار الانس وكذلك وصفت السد الحديدي المنتصب فوق الارض فما بالنا لا نراهم ولا نرى السد. ثم انهم عند خروجهم يعمون الارض ويشربون انهارها ويشربون بحيرة طبرية فلا يبقى بها ماء ويأتون على الاخضر واليابس ولا يستطيع احد قتالهم والوقوف في وجههم فكيف نفهم انهم سابقا لم يصلوا للقوم في مغرب الارض ولا في مشرقها اقصد ان كان كل الاحداث قد دارت على كرتنا الارضية هذه؟؟ وما حالهم مع من سكن الارض من الاقوام مثل الفراعنة والاشوريين او القرون الاولى كعاد وثمود؟؟ اسئلة لن تستطيع الاجابة عليها مطلقا اذا بقيت متشبثا بانهم هنا. انا لا ادري لماذا الاصرار على ان كل شيء في هذا الكون وكل الاحداث هي محصورة في نقطة ضئيلة جدا في الكون هي كرتنا الارضية في حين ان القرآن الكريم اخبرنا بكل وضوح بوجود سبع اراضين وعليها ما عليها من خلق منهم الذي يسجد لله ويسجد معه ظله بالغدو والاصال مما يدل على وجود شمس, ومنهم من يمر على ايات الله فيعرض عنها.
ادخالك سؤال تستغرب فيه كيف يكونوا على هذه الأرض ولم يصلوا إلى مغربها - كما وصل ذو القرنيين - يبيح لى أن أسأل وأحلل ، فليس فى الأمر نص ملزم .
مثلية الأرضين للسموات قد تكون فى كونهن سبعا طباقا ، فإذا افترضنا أن الأرضين سبعا طباقا أيضا ... أدى ذلك إلى
أولا :بطلان رأيك بكونهم 7 كواكب ، وبطلان مثل القطة والسبع حجرات الذى مثلت به
ثانيا : أن يأجوج ومأجوج تحت الأرض السابعة التى نحن عليها فى الأرض السادسة ، وهذا بدوره يؤدى إلى
1-أنهم ليسوا بشرا منا
2-اتفاق هذا الرأى مع آية الأنبياء "حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ " ،
3-اتفاق هذا الرأى مع آية الكهف "... أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً " فالردم يكون لكوة فى القشرة الأرضية تحت أقدامنا
.....
أرى هذا أكثر اتساقا مع النصوص من أرض بعيدة فى الفضاء السحيق
.....
أما كلمة سبب ... فلا وشك أنها سبب أرضى ..وقد يُمد هذا السبب إلى السماء " فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ،" ولكنه أصلا من الأرض .... فما الذى حصر الأسباب فى السموات ، وفى تكرار كلمة أسباب فى قوله تعالى "وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ *أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ...." دليل على عدم اختصاص كلمة سبب بالسماء وإلا لما كُررت ، لأنها قد فهمت من أول مرة ... أن الأسباب تفيد الصعود فى السماء ، وما أحتاج السياق إلى تخصيص بعد ذلك
وآية ص " أَمْ لَهُم مُّلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُواْ فِى ٱلأَسْبَابِ " هل هى أمر بالصعود فى السماء حيث "جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ " فى مواقع معارك سابقة دارت هنالك فى السموات أو بين السماء والأرض ؟
....إن ربط كلمة سبب أنه طريق واصل إلى السماء فقط بعيد عن المعنى اللغوى
بل إن المعنى اللغوى يدل على أن سبب هو الوصول إلى أمر ما بسبب ليس ماديا ،
مثلا هل الخرج الذى يؤدونه لى سببا فى أن أداويهم ... نعم ، إذن هو علة وليس طريق ، وآية الحج فى أن يمد بسبب إلى السماء ، فسرها المفسرون بحبل إلى السقف تفسيرا تصوريا ماديا لتقريب المعنى ، لكنها فى الحقيقة سبب ايمانى من العبادة والنسك الذى تتكلم عنه السورة ، يكون علة للنصر أو عدمها
......
ما الدليل على كون يأجوج ومأجوج كائنات عاقلة ؟
ولماذا لم يحاربهم ذو القرنين ، وأين كانوا مغيبين أثناء عملية الردم ، وكيف سكتوا ولم يقاوموه أثناء عملية الردم ؟وما علاقة فتح ردمهم برجوع الأمم الهالكة -كما فى سورة الأنبياء - ، أيضا وما علاقة هذا الفتح - جيولوجيا-باقتراب الوعد الحق ، ؟
 
مثلية الأرضين للسموات قد تكون فى كونهن سبعا طباقا ، فإذا افترضنا أن الأرضين سبعا طباقا أيضا ...
اخي مصطفى تحية طيبة وبعد: تأمل ان الاية 12 الطلاق لم يرد فيها ذكر الطباق بل العدد ولذلك المثلية هنا في العدد. اما ان كنت تريد ان تستشهد بأن طبقات الارض هي سبعة فهذا غير دقيق فالمراجع العلمية الدقيقة تشير الى انها خمس طبقات فقط ( inner core, outer core, lower mantle, upper mantle & crust), وحتى لو افترضنا انها سبعة كما يقول البعض فهل تسمي لب الارض المنصهر وهو بحر من الحمم هل تسمية ارضا تدب عليها الدواب؟؟؟
أولا :بطلان رأيك بكونهم 7 كواكب ...
لم اقل مطلقا ان الاراضين السبع هي سبع كواكب او سبع كرات ارضية, بل الامر اكبر من ذلك, فالسماء الدنيا التي يفترض انها تظل الارض الدنيا والتي لم نشاهد الا جزءا يسيرا منها ( 13 مليار سنة ضوئية) والتي وصفها القرآن بانها مرصعة بالنجوم والكواكب, هذه السماء ليست كرتنا الارضية الضئيلة جدا هي ارضها ولكن هناك ما لا يعلم عدده الا الله من امثال كرتنا الارضية هذه موجودة في ظل هذه السماء تشكل معا الارض الاولى, ولكل شمسه وقمره وخلقه اي ان كرتنا الارضية ما هي الا قطعة من قطع الارض الاولى, والله اعلم.
وفى تكرار كلمة أسباب فى قوله تعالى "وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ *أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ...." دليل على عدم اختصاص كلمة سبب بالسماء وإلا لما كُررت ، لأنها قد فهمت من أول مرة ...
لماذا لا يكون المعنى بلوغ اسباب السموات جميعا لا بلوغ اسباب سماء واحدة اي السماء الدنيا.
ما الدليل على كون يأجوج ومأجوج كائنات عاقلة ؟
تتبع احاديث المصطفى والذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.
ولماذا لم يحاربهم ذو القرنين ،
لانه لا يدان لاحد بقتالهم كما اخبر صلى الله عليه وسلم مبلغا عن رب العزة.
وأين كانوا مغيبين أثناء عملية الردم ، وكيف سكتوا ولم يقاوموه أثناء عملية الردم ؟
كما وضحنا في البحث ان ذلك يدل على اتساع الارض التي يعيشون عليها مع القوم الذين من دونهم وان فسادهم في ارضهم يأتي على صورة غارات بين الحين والاخر والله اعلا واعلم.
وما علاقة فتح ردمهم برجوع الأمم الهالكة -كما فى سورة الأنبياء - ، أيضا وما علاقة هذا الفتح - جيولوجيا-باقتراب الوعد الحق,
لانهم اخر الامم التي سيهلكها الله جل وعلا وهذه سنتة وبهلاكهم ستقوم الساعة يحل الوعد الحق ويبعث الله كل الامم الهالكة بأنسها وجنها ويرجعون لله للعرض والحساب.
 
السلام عليكم
حياك الله أخى الكريم
تأمل ان الاية 12 الطلاق لم يرد فيها ذكر الطباق بل العدد
أنا أسأل لماذا خصصت المثلية ى سورة الطلاق أنها العدد ، ستقول أنه هو المذكور ، ... سأسأل فما تنزل الأمر بينهن إلا أن يكن طباقا ؟
لم اقل مطلقا ان الاراضين السبع هي سبع كواكب او سبع كرات ارضية,
أيا ماقلت .. شيئا ما كوكب ،سديم ، قمر ... المهم أنه شيء منفصل عن هذه الأرض . والأرضين السبع تحت السماء الدنيا ، وتقول أن ذى القرنين سافر إليهن عبر الزمن والفضاء
وما ورد فى القصة لايؤيدك ... فالنص يقول أن الشمس هى شمسنا والأرض هى أرضنا
وخرجت من ذلك بأن الأرضين الست الأخرى لكل شمسه ،
ولكن الكلام على شمسنا هذا وليس فى النص مايدل على أنها شمس أخرى
فاللفظة " الشمس " معرفة ، ولم يخصصها شيء ... لااضافة ولاسياق ولاغيره
فما الذى يخرجها عن كونها شمسنا
وإذا كان الأمر كذلك ... فلا يوجد فى مجموعتنا أرضين ست أخرى .
هناك ما لا يعلم عدده الا الله من امثال كرتنا الارضية هذه موجودة في ظل هذه السماء تشكل معا الارض الاولى,
معنى ذلك أن الشمس والنجوم تدخل تحت مسمى الأرض الأولى...إنها مادون السماء الأولى
ومعنى ذلك أن هناك شموس ونجوم وغيرها فوق السماء الأولى تمثل أرض السماء الثانية !!
لماذا لا يكون المعنى بلوغ اسباب السموات جميعا لا بلوغ اسباب سماء واحدة اي السماء الدنيا.
المهم أن كلمة سبب لاتعنى طريق ، وأنها ليست مختصة بالسماء أو السموات ... فبطل استدلالك بها فى أول البحث
....
يأجوج ومأجوج
لأنهم اخر الامم التي سيهلكها الله جل وعلا وهذه سنتة وبهلاكهم ستقوم الساعة يحل الوعد الحق ويبعث الله كل الامم الهالكة بأنسها وجنها ويرجعون لله للعرض والحساب.
اقترب الوعد الحق
أول السورة " اقترب " ونحن الآن بعد 1400 سنة
إذن اقترب الوعد الحق ليس معناه أن الساعة قاب قوسين أو أدنى
وإنما معناه أن الأرض شاخت وأن عوامل التعرية عليها أصابت أشد المواد صلابة ، وهنا يسرع انهيار منظومتها
أما كون الردم يحبس قوما تحته أو فى أكنان الجبال سواءاً على أرضنا أم فى مكان فضائي سحيق .... فلا أتصور آلية فيزيائية له مطلقا ، إلا إن كانوا موتى .
والنصوص لم تذكر أن ذى القرنين خنقهم - مثلا- ، ولم تذكر ان الله يحييهم .
فى قوله تعالى " وهم من كل حدب ينسلون " .... تدل على أنهم لاينسلون من مكان الفتح الذى حدث فى الردم ... بل من كل حدب ،
فما مغزى ذلك ؟ وماعلاقته بالأمم حتى يُجعل توقيتا لعودتها مع اقتراب الوعد - وليس قيام الساعة - ؟
 
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
أنا أسأل لماذا خصصت المثلية ى سورة الطلاق أنها العدد ، ستقول أنه هو المذكور ، ... سأسأل فما تنزل الأمر بينهن إلا أن يكن طباقا ؟
انتبه جيدا يا مصطفى: قال تعالى: يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة, وقال تعالى: فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت. من الايات الكريمة يتبين ان امر الله جل وعلا يتنزل من السماء الى الارض وان كل سماء من السموات السبع قد اوحى الله جل وعلا فيها امرها الذي يتنزل فيها, لذلك بطل استدلالك في هذه النقطة اقصد نقطة تنزل الامر.
أيا ماقلت .. شيئا ما كوكب ،سديم ، قمر ... المهم أنه شيء منفصل عن هذه الأرض . والأرضين السبع تحت السماء الدنيا ،
ليس الامر كما فهمت, فالاراضين السبع ليست تحت السماء الدنيا بل كل ارض تحت سماؤها والله اعلم.
وما ورد فى القصة لايؤيدك ... فالنص يقول أن الشمس هى شمسنا والأرض هى أرضنا
وخرجت من ذلك بأن الأرضين الست الأخرى لكل شمسه ،
ولكن الكلام على شمسنا هذا وليس فى النص مايدل على أنها شمس أخرى
فاللفظة " الشمس " معرفة ، ولم يخصصها شيء ...
الارض ايضا معرفة فهل في هذا دليل على انه ليس الا ارضنا هذه؟؟ كذلك السماء كثيرا ما وردت معرفة فهل يدل على انها سماؤنا الدنيا وحسب؟؟
كذلك تأمل قوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (16) نوح. هنا ايضا الشمس معرفة وكذا القمر فهل هذا القمر هو الذي ينير في السبع سموات؟ وهل الشمس هذه هي السراج فهين؟ قال تعالى: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) الرعد. وهنا الاية الكريمة تشير لسجود خلق عاقل في السموات ووقت سجودهم محدد: في الغدو والاصال, وهو يدل على وجود شموس في تلك السموات, ايضا ظلالهم تسجد بسجودهم والظل يتولد من وجود الشمس والله اعلم.
معنى ذلك أن الشمس والنجوم تدخل تحت مسمى الأرض الأولى...إنها مادون السماء الأولى
ليس كما فهمت اخي, فالارض هي الارض, هي التي تحوي الماء والكلا والهواء وعليها عمارها فكيف تجعل الشمس والنجوم ارضا؟ لا اعلم كيف تبادر لذهنك هذا؟؟؟
المهم أن كلمة سبب لاتعنى طريق ، وأنها ليست مختصة بالسماء أو السموات ... فبطل استدلالك بها فى أول البحث
إِذاً اعطني آية غير الايات في سورة الكهف محل النقاش, تفيد ان السبب هو طريق على سطح الارض؟؟ ثم لو نزلنا عند رغبتك وتغاضينا عن اعتبار اتباع السبب احد الاثباتات ان رحلة ذو القرنين كانت سماوية, فسنعود مرة اخرى وندفع دفعا لاعتباره كذلك بسبب الادلة الاخرى المستقاة من الاحاديث النبوية ومن القرآن والتي توضح ان ياجوج وماجوج ليسوا هنا لانهم بكل بساطة خلق من الانس ولهم صفاتهم وهم خلف سد له وصفه ولديهم صناعة الحراب والاسهم والتروس ويرون الشمس والقمر ويحددون الايام ويعرفون الزمن وحيث اننا لا نراهم فسنضطر مرة اخرى للتفكير في السبب على انه رقي للسماء.
اقترب الوعد الحق
أول السورة " اقترب " ونحن الآن بعد 1400 سنة
إذن اقترب الوعد الحق ليس معناه أن الساعة قاب قوسين أو أدنى
وإنما معناه أن الأرض شاخت وأن عوامل التعرية عليها أصابت أشد المواد صلابة ، وهنا يسرع انهيار منظومتها
أما كون الردم يحبس قوما تحته أو فى أكنان الجبال سواءاً على أرضنا أم فى مكان فضائي سحيق .... فلا أتصور آلية فيزيائية له مطلقا ، إلا إن كانوا موتى .
والنصوص لم تذكر أن ذى القرنين خنقهم - مثلا- ، ولم تذكر ان الله يحييهم .
فى قوله تعالى " وهم من كل حدب ينسلون " .... تدل على أنهم لاينسلون من مكان الفتح الذى حدث فى الردم ... بل من كل حدب ،
فما مغزى ذلك ؟ وماعلاقته بالأمم حتى يُجعل توقيتا لعودتها مع اقتراب الوعد - وليس قيام الساعة -
لا تعليق ....... قد وضحت ذلك في الرد على المشاركة السابقة, ومن خلال البحث, شكرا لك.
 
هناك شيئ اسمه علم الغيب
اخي الحبيب عبد الرحمن, تحية طيبة وبعد:
صحيح كلامك ان هناك علم الغيب ولكن إِذاً كنت تلمح ان رحلة ذي القرنين وياجوج وماجوج هي من علم الغيب المطلق فلا اعتقد ذلك, لان اليهود حين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن اصحاب الكهف, وعن ذي القرنين وعن الروح, فأجابهم بما علمه الله عن اصحاب الكهف وعن ذي القرنين وياجوج وماجوج واما عن الروح فقال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) الاسراء. ولو كان امر ياجوج وماجوج غيبا لما تردد المصطفى عن الافصاح عن ذلك ولابلغ من سألوه بان هذا امرا غيبيا لا يجوز الحديث فيه, بارك الله فيك.

 
السلام عليكم
إن كانت بنية الكون كما تتصورها فهذا أنفى لكون رحلة ذى القرنين خرجت من أرضنا هذه
لنتذكر سويا أنه أوتى سببا فأتبع سببا .... وهذا تأكيد على أنه لاشيء خارق ، ولاشيء خارج منظومة النواميس الحاكمة للكون .
أليس كذلك ؟
فهل ياترى يستطيع أحد من خلال القوانين الفيزيائية أن يقطع مسافة 13 مليار سنة ضوئية ؟ فيتجاوز السماء الدنيا ويذهب إلى أرض السماء الثانية .... هذا مع اهمال مسافة أو سمك السماء نفسها .
إنه وعلى فرض أنه أُوتى سرعة الملائكة ... يحتاج ألف سنة " يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ"
فبأى سرعة كانت رحلته ؟ مع التذكر أنه ليس لديه خوارق ولاكرامات ولا معجزات
 
استنباطات دلالية من قصة ذي القرنين

استنباطات دلالية من قصة ذي القرنين

1 ـ كجواب لمن طلب خبر ذي القرنين ، الله يذكر هذا الرجل كنموذج للمؤمن الصالح الذي استطاع أن يكون شاكرا فيما ما آتاه الله من وسائل التمكين في الأرض : {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً }الكهف83 ، {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً }الكهف84
2 ـ سيرة هذا الرجل ، كانت ربانية ، حيث استطاع أن يستخدم كل الوسائل التي سخر الله له في سبيل الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }الحج41 . ويتجلى ذلك في تحركاته السهلية : جهة المغرب والمشرق وتحركاته الجبلية بين السدين : {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً }الكهف88 ، {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }الكهف95
3 ـ الرجل في تحركاته كان له جند وآليات كان يستخدمها في كل مكان : {قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً }الكهف87 ، {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً }الكهف91
4 ـ الرحلة نحو الجبال تميزت عن سابقتيها المغربية والمشرقية ، بكونها كانت متميزة ببناء سد منيع بين قبيلتي يأجوج ومأجوج والقبائل المجاورة .
5 ـ بين السدين عبارة عن فج بين جبلين تسكنه قبيلتا يأجوج ومأجوج . هذا الفج يؤدي إلى أكنان ومساحات واسعة داخل الجبال : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ }النحل81 . هذه المساحات لا مخرج لها إلا من هذه البوابة التي استطاع ذو القرنين أن يسدها بواسطة جدار كبير بناه اعتمادا على صدفي الفج . {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }الكهف94

6 ـ منطقة بين السدين منطقة معدنية يتوفر فيها الحديد الخام والنحاس الخام : {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً }الكهف96
وتقنية البناء كانت عبارة عن بناء جدارين متوازيين على طول الصدفين ، وهذان الجداران كانا على شكل قالب . هذا القالب امتلأ بالردم الذي هو عبارة عن الحديد المذاب المختلط بالنحاس ، مما جعله أقوى {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97.
7 ـ يأجوج ومأجوج ينظرون إلى السماء من خلال جهة الصدفين ، ويتواجدون في منطقة جبلية . لا أحد يستطيع أن يهتدي إليهم إلى أن يحين الوقت المعلوم . وهذا ليس غريبا في قانون القرآن الكريم :
أ ـ أصحاب الكهف أراد الله لهم أن يبقوا مدة معينة ، لم يتعرف عليهم أحد في هذه المدة .
ب ـ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه كانا في الغار ، ولم يتعرف عليهما أحد أثناء مدة بقائهما .
ج ـ كذلك قبيلتا يأجوج ومأجوج فهم متواجدون يعيشون في تلك الأماكن بين الجبال ، ولا يستطيعون الخروج منها ولا يستطيع أحد أن يتعرف عليهم . إلى أن يحين الوقت المعلوم فيخرجون من الأعالي قاصدين السهول : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ }الأنبياء96
8 ـ يأجوج ومأجوج من بني آدم ، لأن الجمع يكون واحدا في النهاية : {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً }الكهف99

والله أعلم وأحكم
 
اخي الكريم احمد منصور هل انت المسؤول عن جماعة القرءانيون ؟
لقد اخطأت في حقي اخي طه كثيرا, مع ان الجواب على سؤالك ماثل بين عينيك, فهل رأيتني من خلال البحث الا رجل متمسك بالسنة ومستشهدا بما ورد عن المصطفى لاثبات جزئيات البحث؟؟ الم تقرأ هذا؟ وكذلك مستشهدا بكلام السلف الصالح الذين انت من اخطأت فهمهم, فهذا ابن عباس رضي الله عنه قد اخبر عن وجود اراضين وعزف عن تفصيل الامر لاحدهم خوفا ان لا يستوعب الامر بوجود ارض في السماء. وما رواه البخاري عن ابي هريرة قوله: وعيت وعائين من الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم, وعاءا نشرته بين الناس ووعاءا لو نشرته لقطع هذا البلعوم, وما نقل عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قوله : حدثوا الناس بما يفهمون ولا تحدثوا الناس بما لا يفهمون اتريدون ان يكذب رسول الله؟ وذلك ان الناس انذاك من الصعب شرح لهم ان هناك مجرات وشموس واكوان وغيرها مما نعرف اليوم, ورغم ان هذه الاشياء حقيقة الان مثلما تعرف ظهر يدك الا اننا نرى من يكذب ذلك ويقول ان الارض لا تتحرك والشمس هي التي تتحرك؟؟؟؟ مع ان كليهما في حركة. انتمائي هو لله ورسوله. كان عليك توجيه اتهامك لمن لا يؤمن بالدجال والمهدي وما ورد بشأنهم في احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لا لي. انت مدين لي بالاعتذار يا رجل.
 
على رسلك يادكتور حقك على راسي انا وجدت تشابه كبير في الاسماء بينك وبين الرجل بارك الله فيك
 
السلام عليكم
إن كانت بنية الكون كما تتصورها فهذا أنفى لكون رحلة ذى القرنين خرجت من أرضنا هذه
لنتذكر سويا أنه أوتى سببا فأتبع سببا .... وهذا تأكيد على أنه لاشيء خارق ، ولاشيء خارج منظومة النواميس الحاكمة للكون .
أليس كذلك ؟
طبعا ليس كذلك.... ليس كما قلت.
فهل ياترى يستطيع أحد من خلال القوانين الفيزيائية أن يقطع مسافة 13 مليار سنة ضوئية ؟ فيتجاوز السماء الدنيا ويذهب إلى أرض السماء الثانية .... هذا مع اهمال مسافة أو سمك السماء نفسها .
يستطيع اذا مكنه الله جل وعلا واتاه من كل شيء سببا. وان سألت من الناحية الفيزيائية البحتة فكان هذا مستحيا قبل 1935 حسب نظرية النسبية لاينشتين ومعادلاتها الرياضية ولكن كان هناك ثغرة غير مفهومة في حل المعادلات الرياضية للنسبية. وفي سنة 1935 تنبه كل من اينشتين ونتان روزن,, واظنه مازال على قيد الحياة, تنبها الى هذه الثغرة ووجدا معا الحل وهو ممرا داخل الكون الواحد او موصلا كونين معا, هذا الممر يسمح بالسفر فيه بسرعة تجوز سرعة الضوء بمراحل, والامر ليس خيال فهناك ابحاث بالفعل تجرى على المادة والمادة المضادة لفهم اكبر مع امل العلماء في تطوير آله تستطيع الولوج في هذا الممر السماوي والسفر لمسافات شاسعة في الكون. تذكر انه قبل سنين عديدة لم يكن احد يحلم ان ينتقل من الرياض لواشنطن في غضون عدة ساعات ولم يكن احد يفكر ان يهبط الانسان على سطح القمر, فمن في رأيك مكن الانسان فى هذا.
 
1
5 ـ بين السدين عبارة عن فج بين جبلين تسكنه قبيلتا يأجوج ومأجوج . هذا الفج يؤدي إلى أكنان ومساحات واسعة داخل الجبال : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ }النحل81 . هذه المساحات لا مخرج لها إلا من هذه البوابة التي استطاع ذو القرنين أن يسدها بواسطة جدار كبير بناه اعتمادا على صدفي الفج . {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً }الكهف94
اخي عبد الكريم:
كيف يعيش ابن آدم في جوف جبل ولا يرى ضوء الشمس الضروري لاستمرار الحياة؟
كيف يأكل ياجوج وماجوج وكيف يشربون ويتنفسون؟
كيف سيعدون الالات حربهم؟ هل توجد غابة في بطن الجبل؟ الاشجار هي ايضا تحتاج لضوء الشمس.
6 ـ منطقة بين السدين منطقة معدنية يتوفر فيها الحديد الخام والنحاس الخام :
خام الحديد هو عبارة عن تربة, انه اكسيد الحديد والمنتشر في التربة ويعطيها لونها الاحمر في بعض المناطق, ولو كان الحديد موجود في الطبيعة بصورة قطع لكانت موريتانيا من اغنى دول العالم. والامر نفسه بالنسبة للنحاس.
وتقنية البناء كانت عبارة عن بناء جدارين متوازيين على طول الصدفين ، وهذان الجداران كانا على شكل قالب . هذا القالب امتلأ بالردم الذي هو عبارة عن الحديد المذاب المختلط بالنحاس ، مما جعله أقوى {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً }الكهف97.
الم يتنبه الياجوجيون وهم في مغارتهم في بطن الجبل للاحداث التي تدور عند بابها فيهاجمون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فيخرجون من الأعالي قاصدين السهول : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ }الأنبياء96
لماذا لم يخرجوا من الاعالي قبل ذلك؟
8 ـ يأجوج ومأجوج من بني آدم ، لأن الجمع يكون واحدا في النهاية :
وكيف اذا تفسر التعارض بين رواية ابو هريرة وابو سعيد الخدري؟؟؟ ففي رواية ابو هريرة: يخرج ادم من ذريته 99 من 100 وفي رواية ابو سعيد الخدري: يخرج بعثا للنار 999 من الف, اذا كان كل ذلك من ذرية آدم فحتما احد الحديثين خطأ ولكن الامر ان كليهما صحيح لانه في الحديث الاول يخرج آدم من ذريته فقط اما في الثاني فيخرج من ذريته ومن ياجوج وماجوج المحشورين معهم والله اعلم.
 
السلام عليكم
أخى أحمد
تقول أنه ليس خارج النواميس
ثم تقول أنه خلال الممر الذى تكون فيه السرعة أكبر من سرعة الضوء
وهذا الممر - فى حال وجوده - من نواميس الكون وليس غيرها
فلسنا خارجها إذن
ولنفترض أن السرعة فيه ضعف سرعة الضوء ، فكيف يقطع مسافة 13 مليار سنة ضوئية إلى السماء الدنيا ؟
ثم أننى قلت أن الملائكة فى نزولهم وعروجهم أسرع من الضوء ونسخت آية السجدة

ومن هنا نعود ونكرر أنه مُكن فى الأرض
ولا دليل على الخوارق والمعجزات ..
ولذلك أنا أؤيد كلام الأخ عبد الكريم حتى البند الرابع ، والذى يؤكد فيه أنه لاخوارق ولامعجزات .
 
السلام عليكم
أخى أحمد
تقول أنه ليس خارج النواميس
ثم تقول أنه خلال الممر الذى تكون فيه السرعة أكبر من سرعة الضوء
وهذا الممر - فى حال وجوده - من نواميس الكون وليس غيرها
فلسنا خارجها إذن
ولنفترض أن السرعة فيه ضعف سرعة الضوء ، فكيف يقطع مسافة 13 مليار سنة ضوئية إلى السماء الدنيا ؟
ثم أننى قلت أن الملائكة فى نزولهم وعروجهم أسرع من الضوء ونسخت آية السجدة

ومن هنا نعود ونكرر أنه مُكن فى الأرض
ولا دليل على الخوارق والمعجزات ..
ولذلك أنا أؤيد كلام الأخ عبد الكريم حتى البند الرابع ، والذى يؤكد فيه أنه لاخوارق ولامعجزات .
يا اخي مصطفى: من المؤكد ان ذا القرنين سافر متبعا سببا للوصول لمراده وهو ما مكنه الله فيه, ومن المؤكد من الاستنتاجات من الاحاديث والايات القرآنية والشواهد من الواقع ان رحلته ليست على كرتنا الارضية. وانا حينما ذكرت الممر الذي ذكر في الفيزياء فقط من قبيل التساؤل لا غير كما قلت في البحث وليس معنى هذا انه هو الذي سافر فيه ذو القرنين. إِذاً ارجو الا تخلط انني اجزم ان ذي القرنين قد سار في الممر الذي ذكره اينشتين بل قلت هذا من قبيل التساؤل, واذا ما كان هذا التساؤل في محله او في غير محله فلا يؤثر على صحة البحث من انه سار متبعا رحلة سماوية. لكن لماذا تعتبر ان السفر باسرع من الضوء ان حدث بتمكين من الله جل وعلا هو من خوارق الكون والنواميس؟؟ الم يسافر الانسان باسرع من الصوت؟ هل اخترق نواميس الكون؟؟ كلا.
 
السلام عليكم
لماذا تعتبر ان السفر باسرع من الضوء ان حدث بتمكين من الله جل وعلا هو من خوارق الكون والنواميس؟؟ الم يسافر الانسان باسرع من الصوت؟ هل اخترق نواميس الكون؟؟ كلا.
بالطبع فإن السفر بأسرع من الصوت ليس معجزة ولا خارقة ،
وكذلك السفر بأسرع من الضوء لم يخرق قوانين الفيزياء ولكن لا يمكن مقارنتها برحلة الاسراء مثلا وأنا عندما أقول لاخوارق ولا معجزات ... أى لاتقارن بالاسراء
وربما نقول أنه قد حدث فى نقل عرش ملكة سبأ بواسطة كائن مخلوق هو جنىّ عنده علم
وقد افترضت معك لو كان سفره بضعف سرعة الضوء فتساءلت كم زمن الرحلة إلى السماء الدنيا ،
وعلى صعيد الحكمة من هذا
فما الحاجة لسفر رجل من أرضنا ليغلق علي يأجوج ومأجوج فى أرض فوق السماء الأولى كما تفترض ؟ لماذا لم يغلق الله عليهم بواسطة الملائكة أو تمنعهم الملائكة ، أو أن مدة سفرهم لأرضنا تكفى أن يمنعوا عن الأرض حتى يقترب الوعد الحق ، هل فى سفره قدوة لنا أننا سنصل إلى هذه القدرات فنحذو حذوه أو نحاول ،؟
ثم سؤال جوهرى ينهى هذا الجدل
إن كان السد فى أرض أخرى والقوم الذين لايكادون يفقهون قولا ، ويأجوج ومأجوج فى نفس الأرض الأخرى ... فما شأننا نحن بهم "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً *آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً "
فلماذا لايكون خروجهم بعد فتح يأجوج ومأجوج فى نفس الأرض الأخرى ، ويتركوا فيها يموجون فى بعض
" وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً " الموجان يخص يأجوج ومأجوج على تلك الأرض الأخرى ، ثم يجمعوا من على أرضهم للحشر مثلما نحشر من على أرضنا.

بل افتراض أنه سافر إلى الفضاء إلى مغربٍ لشمس بعيداً عنا نحن بنو آدم فى هذه الأرض ، وإلى مطلعٍ لأخرى ثم إلى تلك السدود الثلاث ... اثنان قائمان فيبنى ثالثا ردما بيت الأولين ، إن كان كل هذا بعد سفر خارج الأرض فلا حكمة نستخلصها من وراء ذلك إلا أن نفتح فاها ننبهر .... لقد رأى شمساً أو الشمس X تغرب فى عين حمئة ... إنه لشيء عجيب ، ورأى شمسا أو الشمس Y تطلع على قوم ليس لهم من دونها سترا .....فيالا العجب .ثم سجن يأجوج ومأجوج هناك على بعد مليارات السنوات الضوئية ..، وما أدراك ما السنوات الضوئية .... حتى لايأتوا أرضنا ، ولكنهم ... أولئك المفسدون سيصلون إلينا ... بل إن شئت قل إنهم فى سفرهم إلينا الآن ن ونحن نترقب وصولهم .... ولقد استعدت البنتاجون والقوى الكبرى الرئيسية فى أرضنا وأنتجت هوليوود فيلم يوم الاستقلال ، تنبيها لأهل الأرض أن يطمئنوا ... فلقد دمرهم براد بيت .... وأغلق الستار
أستغفرك ربى وأتوب إليك
اللهم فهمنا كتابك
واغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ... ربنا إنك رؤوف رحيم
 
فما الحاجة لسفر رجل من أرضنا ليغلق علي يأجوج ومأجوج فى أرض فوق السماء الأولى كما تفترض ؟
اخي مصطفى تحية طيبة وبعد: لم افترض انه سافر خارج نطاق السماء الاولى ولكن هذا وارد, لكن لماذا لا تقول ان رحلته كانت ليس ببعيد عن كرتنا الارضية هذه اي في نطاق السماء الدنيا, ربما داخل مجرتنا او ابعد, ثم يا اخي لا تستكثر شيئا على الله ان يفعله لمن يريد, ولا تكن ممن لم يقدر الله حق قدره ...
ثم سؤال جوهرى ينهى هذا الجدل
إن كان السد فى أرض أخرى والقوم الذين لايكادون يفقهون قولا ، ويأجوج ومأجوج فى نفس الأرض الأخرى ... فما شأننا نحن بهم؟
سؤال جيد: سأجيبك عليه وننهي هذا الجدل بشرط ان تلتزم بوعدك ولا تعود لمثل هذا الجدل: لان الله جل وعلا شاء ان ينزلهم هنا على ارضنا, قال صلى الله عليه وسلم: اذ اوحى الله لعيسى ابن مريم عليه السلام اني قد انزلت عباد لي من عبادي لايدان لاحد بقتالهم .... (لفظ ابن حجر), اي ان ذلك كله يندرج تحت مشيئة الله وقدره فلا نقاش.
 
السلام عليكم
ثم يا اخي لا تستكثر شيئا على الله ان يفعله لمن يريد, ولا تكن ممن لم يقدر الله حق قدره ...
لاأحد يعلم ماشاءه الله فى أمر غيبى ما لم يخبر الله بذلك ، فنقاشى ليس لكونى أستكثر على الله أى شيء .... لكن فى كون هذا الأمر أخبر به الله ... هل أخبر بسفر ذى القرنين إلى الفضاء ؟
أنا أقول : لا ... وقد أتهمك أنك تقول على الله بغير علم ... كما تتهمنى أنى أستكثر على الله شيئا ،وأننى لاأقدر الله حق قدره ؛ ولكنى لاأفعل ، لأننا نتناقش ... وأرى أنه ربما كنت على حق .. فلا يجب أن يتهم أحدنا الآخر بشيء .
والكلام الذى أوردت لتدلل على أنها مشيئة... كلام ركيك لايتناسب مع بلاغة أخاديث الرسول ، ولامع وحى الله اذ اوحى الله لعيسى ابن مريم عليه السلام اني قد انزلت عباد لي من عبادي لايدان لاحد بقتالهم ...
كانت تكفى عباداً لى ، أو عبادا من عبادى
و"يدان" هذه أول مرة تأتى فى مثل هذا السياق..... دائما تأتى لاقِبل ، لاطاقة

....
لقد بدأت نقاشى معك بعد استغرابك لما درج الناس على القول به... وذلك فى المداخلة 26 ، بل أكثر من ذلك قلت فيها وهل الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا انه لا توجد غير هذه الكرة الارضية؟ بل هل الرسول اخبرنا بوجود اميركا الشمالية والجنوبية؟
وهذا يعنى أن تفاصيلا كثيرة تقول أن الرسول لم يخبر بها ، فلماذا تأت وتتشبث برواية بن حجر .رغم أن معظم الروايات تقول يخرجون ... ولم تقل أنهم أنزلوا ؟ لتبنى عليها قولك .. أنها مشيئة الله فلا نقاش
وأنا أقول لاعلم لى بكونها مشيئة أم لا ، ولأن الدليل أنها مشيئة وحسب دليل ضعيف ، والدليل على كونهم فى الأرض أقوى ،وذو القرنين لم يخرج من الأرض ، والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله



 
لاأحد يعلم ماشاءه الله فى أمر غيبى ما لم يخبر الله بذلك ، فنقاشى ليس لكونى أستكثر على الله أى شيء .... لكن فى كون هذا الأمر أخبر به الله ...
حقا ربي .... وكان الانسان اكثر شىء جدلا, حين يوحي الله جل وعلا لعيسى عليه السلام انه جل وعلا قد انزل عباد له .... اليس نزولهم الى ارضنا هذه مندرج تحت مشيئة الله؟ بكل تأكيد هو تحت مشيئته جل وعلا فلا اعلم فيما استغرابك وجدالك؟؟
هل أخبر بسفر ذى القرنين إلى الفضاء ؟
الجواب متوقف على فهمك للبحث.
و"يدان" هذه أول مرة تأتى فى مثل هذا السياق..... دائما تأتى لاقِبل ، لاطاقة
هكذا وردت في نص الحديث وليست من تعبيري.

وهل الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا انه لا توجد غير هذه الكرة الارضية؟ بل هل الرسول اخبرنا بوجود اميركا الشمالية والجنوبية؟
وهذا يعنى أن تفاصيلا كثيرة تقول أن الرسول لم يخبر بها ، فلماذا تأت وتتشبث برواية بن حجر .
يبدو انك لم تفهم قصدي من الكلام ما قصد ان اوصله لك ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل ان ارضنا هذه هي كل الارض التي خلقها الله, فكما تفاجئنا بوجود الامركتين وعليهما خلق ربما نكتشف ذات مرة ارض في نطاق ابعد فما وجه الاستغراب والانكار؟ هل الدين يعارض ذلك؟ هل في القرآن الكريم او في سنة المصطفى ما يحدد ذلك ويشير الى ان الارض الوحيدة في هذا الملك الكبير هي ارضنا؟ العكس هو الصحيح. لكن الامر كله ان عقولنا هي المصرة على هذا الامر وليس في وجداننا ان تكون هناك ارض اخرى قد خلقها الله جل وعلا وعليها الماء والهواء وكل ما يلزم للعيش والبقاء. ثم ما المانع من الاستشهاد برواية ابن حجر اليست رواية صحيحة يحق الاستشهاد بها؟
 
السلام عليكم
احتمال وجود أرض أخرى بنفس المواصفات لا أعترض عليه
ولكن لاأحد يملك تأكيده
وليس فى أى نص اشارة إليه

أما رواية بن حجر .. ، نص كلامها ركيك ، ومختلفة عن باقى الرويات التى تقول أنهم يخرجون وهى تقول أنزلت ، بل مع نص القرآن الذى يقول " ينسلون " ولم يقل ينزلون
أى أننى أقول أنها غير صحيحة أو محرفة أو على الأقل لاتكفى لتصديق أنهم ينزلون ... فهل من دليل آخر أو قرينة تعضدها ؟
 
احتمال وجود أرض أخرى بنفس المواصفات لا أعترض عليه
ولكن لاأحد يملك تأكيده
وليس فى أى نص اشارة إليه
هناك الكثير من النصوص القرآنية التي تشير الى ذلك.
أما رواية بن حجر .. ، نص كلامها ركيك ، ومختلفة عن باقى الرويات التى تقول أنهم يخرجون وهى تقول أنزلت ، بل مع نص القرآن الذى يقول " ينسلون " ولم يقل ينزلون
أى أننى أقول أنها غير صحيحة أو محرفة أو على الأقل لاتكفى لتصديق أنهم ينزلون ... فهل من دليل آخر أو قرينة تعضدها ؟
اخي من انت حتى تعدل على ما قاله ابن حجر, التزم قدرك رحمك الله, واذا كان هناك سوء فهم عندك فهمناك: فليس ثم تعارض بين رواية ابن حجر وبين الروايات الاخرى, ذلك ان الرويات التي تقول: اخرجت, معناها ان الله جل وعلا قد اخرجهم من سجنهم اي السد وكذلك اخرجهم من ارضهم نحو ارضنا اما في رواية ابن حجر قوله: قد انزلت اي انزلهم على ارضنا, وينسلون: يخرجون مسرعين من الاحداب التي قلتهم لارضنا, لاحظ اقتصار خروجهم عليها, هذا كل ما في الامر.
 
الإخوة الكرام
لا جدوى من نقاش و جدال طال مع شخص لا يرى حجية لما أورده الإمام البخاري في " صحيحه " في ( باب قصة يأجوج و مأجوج ) و أورد في آخره الحديث : ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : رأيت السد مثل البرد المحبر، قال: «رأيته» ) . اهـ
- و هذا التعليق وصله عدد من الإئمة في مصنفاتهم ، كما قال الحافظ ابن الحجر و البدر العيني و القسطلاني .
و الرجل المذكور في الحديث صحابي ؛ بدلالة مخاطبته و كلامه مع النبي صلى الله عليه و سلم ، و جهالة اسم الصحابي لا تضر - كما قال علماء الحديث - لأن الصحابة عدول ؛ فلا تعتبر جهالة أسمائهم قدحا في الرواية بخلاف غيرهم . و الحديث هنا معلق و ليس بمنقطع ، و هو موصول عند غير البخاري ، و إيراد البخاري له في أثناء " صحيحه " مشعر بصحته ؛ كما قال ابن الصلاح و غيره .
و الحديث روي عن غير قتادة ، كما عند البزار بإسناد حسن كما قال ابن حجر في " تغليق التعليق ". فلا يقدح فيه روايته عن قتادة .
 
الأخ الكريم أحمد منصور جزاك الله خيراً وبارك فيك .
الأدلة ضد ما ذهبت َإليه إن كنت حقاً تريد البحث العلمي ، واستدلالاتك ضعيفة ، والثمرة التي وصلت إليها لا قيمة لها ، فهب أن يأجوج في المريخ مثلاً ، ما هي الثمرة إذا كنت تؤمن بأنهم سيخرجون في موعدهم ؟ وكيف ستنقلهم يا ترى من أرضهم المزعومة إلى أرضنا لكي يفعلوا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان في بلاد الشام ؟ هل سيأتون جواً عبر خطوط طيران محددة تستنبطها لنا من إحدى الآيات بالمرة ما دمت قد قررت أنهم خارج أرضنا ؟ وهب أن رحلة ذي القرنين جوية فما الثمرة برأيك ؟ أسئلة كثيرة لا يمكنك الإجابة عنها لأنك ببساطة حملت الآيات ما لا تحتمل ، وذهبت بعقلك بعيداً عن دلالات الآيات والأحاديث ربما لمجرد الإغراب وحب الإتيان بجديد ولو كان غير مفيد ولا صواب .
وإنني في ريبة من مثل هذه الكتابات ، والحماس غير المنضبط في الكتابة عن القرآن الكريم وآياته دون معرفة لقواعد التفسير وأصوله ، والظن بأن الأخذ بطرف من هنا وهناك من خلال كتب التفسير يبيح لأحدنا أن يجازف بمثل هذه الكتابات ويصر على الخطأ بعد بيان وجه الخلل في كتابته . ولكننا لا نحب أن نعجل باتهام أحدٍ ، ولكننا نرغب بملتقى أهل التفسير عن مثل هذه الكتابات الخاطئة ، ونرجو أن يكون في هذا كفاية إن شاء الله .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى