انشراح البال بضبط تحفة الأطفال ( دعوة للمشاركة )

إنضم
11 مارس 2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
فقد يسَّر الله تعالى لنا في بلادنا شرح متن تحفة الأطفال للشيخ الجمزوري -رحمه الله- وإقرائه للطلبة عدَّة مرَّات، بعد قراءتنا ودراستنا له وضبطه على عددٍ من شيوخنا ببلاد الحرمين والديار المصرية ، ومؤخراً أقمنا مسابقة حفظ متني ( تحفة الأطفال والجزرية ) للطلبة الصغار وقد اشترك عددٌ منهم في هذه المسابقة - ولله الحمد والمنَّة - وكان بعضهم يضبط المتن لي بغير ما كنا نضبط
فها هنا أضع ملاحظاتي على متن تحفة الأطفال بحسب التلقي وقراءتنا في شروحها وتوجيه الضبط، وقد استفدتُ مما كتبه الشيخ حسن الورَّاقي -حفظه الله- في هذا الجانب .
وأودُّ من عنده ملاحظة أو مداخلة فليفد بها -والعلم رحم بين أهله-
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( بسم الله الرحمن الرحيم )​
يكادُ أن تخلوَ كثيرٌ من النسخ المطبوعة من ذكر البسملة في قول الناظم –رحمه الله- في أوَّل النَّظم، والذي يظهر لي أنَّها من قوله، ودليلي على هذا ما يلي:
1) قول الشيخ محمد الميهي –رحمه الله-: ( قال النَّاظم – حفظه الله تعالى – بسم الله الرحمن الرحيم ) ا.هـ، فأثبت البسملة من قول النَّاظم –رحمه الله-، وهو معاصر للنَّاظم وولد شيخه، وعليه اعتمد النَّاظم –رحمه الله– في شرحه على نظمه، ولم يتعقَّبه .
2) قول النَّاظم –رحمه الله– في شرحه : ( وابتدأتُ بالبسملة والحمدلة كما يأتي، اقتداءً بالكتاب العزيز، وعملاً بالأحاديث الواردة ) ا.هـ .
3) قراءتي على أغلب مشايخي بإثبات البسملة في أول النَّظم من قول النَّاظم.
فهذان ثلاثة أدلة كافية –لاسيِّما الأوَّل والثاني- لإثبات البسملة من قول النَّاظم –رحمه الله–، والله تعالى أعلم .
****​
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( يَقُـولُ رَاجِـي رَحْمَـةِ الْغَـفُـورِ ** دَوْماً سُلَيْمَانُ هُوَ الْجَمْزُورِيْ )
قوله: "رَحْمَـةِ" بالجرِّ على الإضافة لأنَّ الرجاء حاصلٌ، وهو الذي ضبطناه على مشايخنا، وعنهم أخذناه .
وجاء في بعض النسخ المطبوعة : "رحمةَ " بالنَّصب على أنه مفعول به، وهذا الوجه خطأ، لأنَّه لا يمكن أن تُنصبَ "رحمةَ " إلا إذا كانت كلمة "راجي" منونةً محذوفة الياء هكذا: "راجٍ"، فيكون المعنى: وعدٌ بالرجاء في الحال أو الاستقبال، ولا يجوز لنا هنا حذف الياء من "راجي" لأنَّ ذلك مخالفة لما كتبه ورسمه النَّاظم-رحمه الله- .
قال الشيخ محمد الميهي –رحمه الله-: ولولا كتابة الياء في "راجي"لجاز تنوينه ونصب "رحمةَ " مفعولاً به ) ا.هـ .

يتبع -إن شاء الله تعالى -
 
قال النَّاظم-رحمه الله- :
( سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الْأَطْفَالِ ** عَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـيِّ ذِي الْكَمَـالِ )​
قوله : "الميهي" : بكسر الميم وفتحها كما في بعض النسخ، والذي ضبطناه على مشايخنا مثل الشيخ أيمن أحمد سعيد -وفقه الله- بالكسر، وضبطه الشيخ أيمن سويد -وفقه الله- بالفتح .
وقوله: "ذي الكمال" : الكمال كمالان : نسبي ومطلق، فإن كان الناظم – رحمه الله – يقصد به الكمال النسبي فلا إشكال فيه، وإن كان يقصد الكمال التام المطلق في العلم وغيره من الأمور، فهذا لا يجوز شرعاً إطلاقه، وكلام الناظم –رحمه الله– في شرحه يشير إليه حيث قال : ذي الكمال: أي التمام في الذات والصفات وسائر الأحوال الظاهرة و الباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق ) ا.هـ .
ولذلك جاء في بعض النسخ المطبوعة تغيير قوله "ذي الكمال" إلى "ذي الجمال" أو "ذي الخصال"، والأَولى أن نقرأها كما رسمها الناظم –رحمه الله–، ولكن نحملُها على مراد الكمال النسبي – والله أعلم-، وقد جاء في حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه– قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ( كَمُلَ من الرجال كثيرٌ ) متفقٌ عليه .

قال الناظم – رحمه الله- :
( أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنفَعَ الطُّلَّابَا ** وَالْأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا )​
قوله: ( الطُّلَّابَا ) يجوز في الطاء الضم والفتح، وبه قرأتُ على بعض مشايخي، قال الشَّيخُ الجمزوري – رحمه الله-: الطُّلَّاب- بضم الطاء- جمع طالب، أو جمع طَلَّاب- بفتح الطاء- مبالغة في طالب ) ا.هـ .
والألف بعد الباء في "الطلاب" ألف الإطلاق ومثلها في قوله: ( الثوابا )
قوله: ( والقَبُولَ ) بفتح القاف دون ضمِّها، وضم الباء
يتبع - إن شاء الله تعالى -
 
أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ

أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ

قال النَّاظم – رحمه الله- :
( أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ )​

هذا التبويب من فعل النَّاظم – رحمه الله – ودليل ذلك أنَّه أثبته في شرحه ( فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال )، وكذلك أثبته الشَّيخُ محمد الميهي –رحمه الله– في شرحه حيث قال: أي هذا باب أحكام النون الساكنة و أحكام التنوين ) ا.هـ . ولم يتعقبه الشيخ الجمزوري -رحمه الله- في شرحه .
وممن أثبته كذلك الشَّيخُ عليُّ الضَّبَّاع حيث يقول في شرحه: ثمَّ شرعَ النَّاظم فيما وضع له هذا النظم فقال: ( أحكام النون الساكنة والتنوين ) أي: أي هذا باب أحكام النون الساكنة وأحكام التنوين ) ا. هـ .
وعلى هذا فمن أراد أن يقرأ المنظومة على أحدٍ من شيوخه أن يقرأها بإثبات التبويب خلافاً لما اعتاده كثيرٌ من المشايخ والطلبة بقراءتها بدون ذكر التبويب -والله أعلم-.
 
قال النَّاظم-رحمه الله- :

( سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الْأَطْفَالِ ** عَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـيِّ ذِي الْكَمَـالِ )
بارك الله فيك على هذا الموضوع النافع، وأريد أن أسأل عن كلمة (الأَطْفال)، كنت حفظتها بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع حذف الهمزة: الاَطفال، هكذا في النسخة التي حفظت منها المتن. ورأيتها هنا -في طرحكم- بإثبات سكون اللام والهمزة، من غير نقل، فهل من تحقيق حول هذه المسألة؟ جزاكم الله خيرا​
 
الشيخ الفاضل الوقور أبو إسحاق .
نفع الله بك و بارك في وقتك و علمك و عملك .
هل اطلعتم على كتاب الإحكام لفلاح المطيري ؟
و إن أحببت أن أقتبس منه و أضعه هنا فلا بأس .
موفق أيها الكريم .
 
هل اطلعتم على كتاب الإحكام لفلاح المطيري ؟
و إن أحببت أن أقتبس منه و أضعه هنا فلا بأس .
نعم اطلعتُ عليه وهو موجود عندي على الجهاز، ولم أنقل عنه شيئاً
و لابأس أن تنقل لنا منه لتعم الفائدة وللمشاركة منكم حفظكم مع العزو إليه
 
قال النَّاظم-رحمه الله- :
( سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الْأَطْفَالِ ** عَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـيِّ ذِي الْكَمَـالِ )
بارك الله فيك على هذا الموضوع النافع، وأريد أن أسأل عن كلمة (الأَطْفال)، كنت حفظتها بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع حذف الهمزة: الاَطفال، هكذا في النسخة التي حفظت منها المتن. ورأيتها هنا -في طرحكم- بإثبات سكون اللام والهمزة، من غير نقل، فهل من تحقيق حول هذه المسألة؟ جزاكم الله خيرا​
حيَّاكم الله وجزاكم الله خيراً على المشاركة
الذي حفظناه على جميع مشايخنا:
وهم الشيخ أيمن أحمد سعيد، والشيخ حسن سعيد السكندري، والشخ محمد حاجي الباكستاني، والشيخ محمد مصطفى الإسماعيلي
بعدم النقل في كلمة ( الأطفال ) وهي على الأصل موزونة
ولعله حصل تحريف وتصحيف في النسخة التي حفظتَ منها
 
قال النَّاظم – رحمه الله- :
( لِلنُّـونِ إِنْ تَسْـكُـنْ وَلِلتَّنْـوِيـنِ * أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ فَـخُـذْ تَبْيِـينِـي )​
قوله: "أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: وكان عليه أن يأتي بالتاء في "أربع" لأنَّ المعدودَ مذكَّر لكن حذفه لأجل الضرورة ) ا.هـ .
وقال الشَّيخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه : وحُذِفَت التاءُ من "أربع" للضرورة ) ا.هـ، أي: للضرورة الشعرية، حتى يستقيم وزن البيت العروضي .

***
قال النَّاظم – رحمه الله- :
( فَـالأَوَّلُ الإظْهَـارُ قَبْـلَ أَحْـرُفِ * لِلْحَلْـقِ سِـتٌّ رُتِّبَـتْ فَلْتَـعْـرِفِ )​
قوله: " أحرفِ، فلتعرفِ " : يُوقف بإشباع كسرة "الفاء" في الكلمتين .
وقوله : "للحلق ستٌّ" : يجوز في كلمة "ستّ" الجرُّ أو الرفع .
والأَولى الجرُّ : تكون : "ستٍّ" على النعتية، لأنَّ ظاهر السِّياق إرادة النعت، فتكون منوَّنة بالكسر، والتقدير : قبل أحرفِ ستٍ
وأمَّا على الرفع : تكون : "ستٌّ" على الابتداء، فيكون مبتدأ مؤخر، وخبره مقدَّم وهو : الجار والمجرور في "للحلقِ" .
قال الشَّيخُ عليُّ الضَّبَّاعُ: وأصله ستة فحُذِفَت التاء لضرورة النظم ) ا.هـ .
قوله: "فَلْتَعرِفِ" : بالبناء للمفعول أو للفاعل ؛ فالبناء للمفعول هو "فَلْتُعْرَفِ"، والبناء للفاعل "فَلْتَعْرِفِ" .
قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه : "فلتعرفِ" بالبناء للمفعول أو للفاعل، من المعرفة بمعنى العلم، أي: فلتعلم هذه الحروف بأحكامها ) ا.هـ . وقرأتُ على بعض مشايخي بالوجهين فيها – والله أعلم- .
 
قال النَّاظم – رحمه الله- :
( لِلنُّـونِ إِنْ تَسْـكُـنْ وَلِلتَّنْـوِيـنِ * أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ فَـخُـذْ تَبْيِـينِـي )​
قوله: "أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: وكان عليه أن يأتي بالتاء في "أربع" لأنَّ المعدودَ مذكَّر لكن حذفه لأجل الضرورة ) ا.هـ .
وقال الشَّيخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه : وحُذِفَت التاءُ من "أربع" للضرورة ) ا.هـ، أي: للضرورة الشعرية، حتى يستقيم وزن البيت العروضي .

***

و ( أربعُ ) مبتدأ مؤخر ، قاله الميهي ، و الضباع ، و دمشقية .
 
قال النَّاظم-رحمه الله- :
( سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الْأَطْفَالِ ** عَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـيِّ ذِي الْكَمَـالِ )​
قوله : "الميهي" : بكسر الميم وفتحها كما في بعض النسخ، والذي ضبطناه على مشايخنا مثل الشيخ أيمن أحمد سعيد -وفقه الله- بالكسر، وضبطه الشيخ أيمن سويد -وفقه الله- بالفتح .
وقوله: "ذي الكمال" : الكمال كمالان : نسبي ومطلق، فإن كان الناظم – رحمه الله – يقصد به الكمال النسبي فلا إشكال فيه، وإن كان يقصد الكمال التام المطلق في العلم وغيره من الأمور، فهذا لا يجوز شرعاً إطلاقه، وكلام الناظم –رحمه الله– في شرحه يشير إليه حيث قال : ذي الكمال: أي التمام في الذات والصفات وسائر الأحوال الظاهرة و الباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق ) ا.هـ .
ولذلك جاء في بعض النسخ المطبوعة تغيير قوله "ذي الكمال" إلى "ذي الجمال" أو "ذي الخصال"، والأَولى أن نقرأها كما رسمها الناظم –رحمه الله–، ولكن نحملُها على مراد الكمال النسبي – والله أعلم-، وقد جاء في حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه– قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ( كَمُلَ من الرجال كثيرٌ ) متفقٌ عليه .​

و قال د. أشرف طلعت : ضبطت كلمة الميهي بفتح الميم في بعض المتون المطبوعة ، و هو خطأ .
فإن اسم القرية المنسوب إليها ( المِيه ) بكسر الميم ، بمحافظة المنوفية .... .
 
قال الناظم – رحمه الله- :
( وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ ** فِي يَرْمُلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ )​
قوله: "وَالثَّانِ إِدْغَامٌ " : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه : والثاني بحذف الياء للتخفيف ككلِّ منقوصٍ مرفوعاً أو مجروراً ) ا.هـ، و لأجل استقامة الوزن العروضي، ومثله في البيت (12) وَ (21) – والله أعلم- .
وقوله "يَرْمُلُونَ" : بفتح الياء المثناة تحت، وسكون الراء المهملة وضم الميم واللام، بضم الميم – هكذا ضبطه لنا بعضُ مشايخنا، وضبطه بعضهم: بفتح الميم، هكذا "يرمَلون" ولا أدري وجه ذلك، وهو خلاف ما ضبطه لنا مشايخنا، ومن عنده فضل علمٍ فليرشد.
ومعنى "يَرْمُلُونَ" : يسرعون، ومنه: الرَّمل : وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخُطا من غير وثب، وهو المشروع في طواف القدوم، وفي السعي عند العلمين الأخضرين في السعي بين الصفا والمروة .
***​
قال الناظم – رحمه الله- :
( لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا ** فِـيـهِ بِـغُنَّـةٍ بِـ(يَـنْمُـو ) عُـلِـمَــا )​
قوله: " يَـنْمُـو" وهي من النمو بمعنى : الزيادة – والله أعلم- .
قوله : "عُلِمَا" : بضم العين، وكسر اللام، وفتح الميم، قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه : عُلِمَا: بالإشباع مبنيّاً للمفعول ) ا.هـ .
قال الشَّيخُ عليُّ الضَّبَّاعُ: بالإشباع مبنيٌّ للمفعول تكملةٌ للبيت ) ا.هـ .
***​
قال الناظم –ررحمه الله- :
( إِلَّا إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلَا ** تُدْغِـمْ كَـ( دُنْيَـا ) ثُمَّ ( صِنْـوَانٍ ) تَــلا )​
قوله "بِكلْمَةٍ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه : بكسر الكاف وفتحها مع سكون اللام ) ا.هـ . وبالوجهين ضبطناهُ على بعض مشايخنا – والله أعلم- .
قوله "فَلَا تُدْغِـمْ" : بضم التاء المثناة فوق، وسكون الدال المهملة، وكسر الغين المعجمة، وسكون الميم، و "لَا" من "فَلَا" هي: لا الناهية الجازمة، فيكون الفعل مجزوماً بلا النَّهي، وعلامة جزمه السكون الظاهر، والمعنى: فلا تدغم أنت أيها القارئ .
وضبطه لنا بعضُ مشايخنا: بفتح الغين، هكذا "فَلَا تُدْغَـمْ" و "لَا" من "فَلَا" هي: لا النافية، التي لا تجزم الفعل، بل يأتي الفعل بعدها مرفوعاً، وإنَّما سُكِّن الفعل هنا بعدها لضرورة وزن البيت .
والأولى أن تكسر الغين هكذا "فَلَا تُدْغِـمْ" على الأصل بدلاً من اللجوء إلى الضرورة العروضية – والله أعلم- .
 
قال الناظم – رحمه الله- :
( وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ ** فِي يَرْمُلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ )​
وضبطه بعضهم: بفتح الميم، هكذا "يرمَلون" ولا أدري وجه ذلك، وهو خلاف ما ضبطه لنا مشايخنا، ومن عنده فضل علمٍ فليرشد.
نص صاحب الإحكام على أن فتح الميم من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الناس .
قال الناظم – رحمه الله- :
( لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا ** فِـيـهِ بِـغُنَّـةٍ بِـ(يَـنْمُـو ) عُـلِـمَــا )​
قوله: " يَـنْمُـو" وهي من النمو بمعنى : الزيادة – والله أعلم- .
قوله : "عُلِمَا" : بضم العين، وكسر اللام، وفتح الميم، قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه : عُلِمَا: بالإشباع مبنيّاً للمفعول ) ا.هـ .
قال الشَّيخُ عليُّ الضَّبَّاعُ: بالإشباع مبنيٌّ للمفعول تكملةٌ للبيت ) ا.هـ .
***​
في بعض نسخ المتن - كما قال صاحب الإحكام - :
لكنها قسمان : قسم يُدغَمُ ** فيه بغنة بـ (( ينمو )) يُعْلَمُ
 
قال الناظم –ررحمه الله- :
( إِلَّا إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلَا ** تُدْغِـمْ كَـ( دُنْيَـا ) ثُمَّ ( صِنْـوَانٍ ) تَــلا )​
قوله: ( صنوانٍ ) بالكسر أخذناه عن جميع مشايخنا الذين قرأنا عليهم، ووقفتُ أخيراً على صوتٍ مسجَّلٍ لأحد المشايخ المعاصرين المعتبرين برفعها هكذا ( صنوانٌ ) إلا أن يكون توجيه ذلك على الحكاية للموضع الأول على قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحفص ويعقوب .
والأولى الكسر ( صنوانٍ ) فيما يظهر لي للأمور التالية:
1) التلقي الذي أخذناه عن مشايخنا المذكورين سابقاً.
2) هكذا جاءت في كتاب الله تعالى لجميع القرَّاء في الموضع الثاني ، وفي الموضع الأول لأكثر القرَّاء.
3) الإعراب فيها بالكسر، وهو أولى إذا لم يترتب على نقل الحكاية خلل .
والله تعالى أعلم وأحكم
 
قال الناظم –رحمه الله- :
( وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ ** فِـي الـلاَّمِ وَ الـرَّا ثُـمَّ كَـرِّرَنَّـهْ )​
قوله: "وَالثَّانِ إِدْغَامٌ " : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه : والثاني بحذف الياء للتخفيف ككلِّ منقوصٍ مرفوعاً أو مجروراً ) ا.هـ، و لأجل استقامة الوزن العروضي .
قوله "وَ الرَّا" : قال الشَّيْخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه : وهو بالقصر في النظم، لغة في كلِّ حرفٍ آخره همزةٍ ) ا.هـ . و حذفت هنا لأجل استقامة الوزن– والله أعلم- .
وجاء في بعض النسخ من هذا المتن:
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ ** وَرَمْزُهُ رَلَّ فَأَتْقِنَنَّهْ
قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله– في شرحه: وفي بعض النُّسخ " وَرَمْزُهُ رَلَّ فَأَتْقِنَنَّهْ" بنون التوكيد الثقلية، أي: افهمنه واحفظه) ا.هـ، ولم نضبطه على أحدٍ من مشايخنا بهذا الوجه – والله أعلم- .
قوله "ثم كررنه" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: بنون التوكيد الثقيلة، أي: احكم عليه بأنَّه حرف تكرير، لكن يجب إخفاء تكريره ) ا.هـ .
وقال الشَّيْخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه : أي أحكم بتكريره مطلقاً، لكن إذا شُدِّدَ يجب إخفاء تكريره ) ا.هـ .
***​
قال الناظم –رحمه الله- :
( وَالرَّابِـعُ الإِخْفَـاءُ عِنْـدَ الْفَاضِـلِ ** مِـنَ الحُـرُوفِ وَاجِــبٌ لِلْفَاضِـلِ )​
قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: وبين الفاضل الأوَّل والثاني: الجناس التام : وهو ما تماثل ركناه لفظاً وخطاً واختلفا معنى ) ا.هـ، وبيانُ ذلك: أنَّ كلمة "الفاضلِ" في الشطر الأول، معناها : الباقي من الحروف، وهو خمسة عشر لأنَّ الحروف ثمانية وعشرون، تقدَّم منها ستة للإظهار، وستة للإدغام، وواحد للإقلاب، فيبقى خمسة عشر للإخفاء .
وكلمة "الفاضلِ" في الشطر الثاني، معناها : أي الكامل من الفضل بمعنى الزيادة، وهو في الأصل نوع كمال يزيد به المتصف به على غيره . ا.هـ .
***​
قال الناظم –رحمه الله- :
( فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا ** فِي كِلْمِ هَذَا البَيْـتِ قَـد ضَّمَّنْتُهَـا )​
قوله : "كِلْمِ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: "في كِلْمِ" بفتح الكاف وكسرها مع سكون اللام فيهما، أي: في أوائل كلمات هذا البيت ) ا.هـ .
قوله : "قَـد ضَّمَّنْتُهَـا" : في قراءتها لنا وجهان : إظهار "الدَّال" أو إدغامها في الضاد، وعلى كلا الوجهين يستقيم وزن البيت عروضيّاً .
***​
قال الناظم – رحمه الله- :
( صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا ** دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقىً ضَـعْ ظَـالِمَـا )​
قوله : "ثَنَا" : بالتنوين وعدمه بلا مد، هكذا : "ثنا" أو "ثناً"، إذ أصل الكلمة "ثناءً" بالهمز، فأُجري الوصل مجرى الوقف، والأولى ترك التنوين فيها، وبالوجهين ضبطنا على بعض مشايخنا .
قوله: "تُقى" بالتنوين وعدمه، هكذا: "تُقىً" أو "تُقىً"، وبالوجهين ضبطنا على بعض مشايخنا .
ومعنى هذا البيت: فهو أمر من الناظم بوصف شخصاً صاحب ثناء – أي : يُثنى عليه بخير، وكم : للكثرة أي: كثير من الناس الذين سمو وعلو بسبب جودهم وكرمهم، ثم يأمرنا بالدوام على صفة الطيبة، والزيادة في التقوى، والعفو عن الظالم أو الإعراض عنه، وترك ظلم الناس .
تنبيه: وهذا البيت من قول الناظم – رحمه الله – ودليلنا في هذا قوله: وقد جمعتُها في أوائل كِلْمِ هذا البيت ) ا.هـ .وأيضاً قوله " قَد ضمَّنْتُهَا" يشهد أنها من قوله-رحمه الله-، وقال شيخ مشايخنا عبد الفتَّاح المرصفي – رحمه الله-: وقد جمعها الجمزوري في تحفته في أوائل كلمات هذا البيت ) ا.هـ ( هداية القاري إلى تجويد كلام الباري 1/168 ) . وذكر الإمام ابن الجزري – رحمه الله – بيتاً قريباً من هذا البيت، حيث قال: وهي خمسة عشر حرفاً يتضمنها أوائل كلمات هذا البيت:
صِفْ ذَا ثَنَا جود شخص قَد سَمَا كَرَما ** ضَعْ ظالماً زِدْ تُقَى دُمْ طَالِباً فترى
( ينظر التمهيد في علم التجويد صـ158) . وهو من بحر البسيط، قال د. علي حسين البوَّاب- محقق كتاب التمهيد-: هكذا ورد البيت في الأصول كلِّها ) .​
[FONT=&quot][/FONT]
 
باب النون والميم المشددتين
قال الناظم – رحمه الله- :
( وَغُـنَّ مِيمًـا ثُـمَّ نُونًـا شُـدِّدَا ** وَسَـمِّ كُـلا حَـرْفَ غُـنَّـةٍ بَـدَا )​
قوله: "وَغُنَّ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه: بضمِّ الغين المعجمة، وتشديد النون مع الفتح، فعل أمرٍ، أي: أظهر الغنَّة ) ا.هـ .
قوله: "شُدِّدَا" بالبناء للمجهول- بضم "الشين" وتشديد "الدَّال" بالكسر، وهو بالبناء للمجهول .
قوله: "بَـدَا" أي: ظهر .
***​
باب الميم الساكنة
قال الناظم- رحمه الله – :
( وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَـا ** لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَاْ )​
قوله :" تَجِي" يجوز فيها إثبات الهمز الساكن أو إبداله ياءً، هكذا "تَجِئْ" أو "تَجِيْ" .
قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: بالهمز السَّاكن وتركه، خبر المبتدأ ) ا.هـ .
والذي ضبطناهُ على مشايخنا بإبدال الهمز ياءً – والله أعلم- .
قوله: "الْهِجَـا" أصلها الهجاء، وهي : حروف الهجاء، وحذفت الهمزة على لغة القصر وقفاً .
قوله: " الْحِجَا" قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله – في شرحه: بكسر الحاء، وبالجيم: كامل العقل والفطنة والمقدار ) ا.هـ .
***​
قال الناظم- رحمه الله –:
( أَحْكَامُهَا ثَلَاثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ ** إِخْفَـاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ )​
قوله: "إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: بنقل حركة الهمزة إلى السَّاكن قبلها، معطوفٌ بحرف عطفٍ محذوف ) ا.هـ . والنقل: هو أحد أنواع تخفيف الهمز المفرد، وهو إلقاء حركة الهمزة على السَّاكن قبلها ثم حذفها، كما في رواية ورش عن نافع المدني، وإنَّما احتاج النَّاظم – رحمه الله – للنقل لضرورة وزن البيت عروضيّاً .
وحُذِفَت الواو من "وَ ادْغَامٌ" لاستقامت الوزن العروضي للبيت – والله أعلم- .
***​
قال الناظم – رحمه الله- :
( فَالْأَوَّلُ الْإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ ** وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ )​
قوله: "عِنْدَ الْبَاءِ" : ضبطه لنا بعضُ مشايخنا هكذا: " قَبْلَ الْبَاءِ" بدلاً من: "عِنْدَ الْبَاءِ" .
قوله: "الشَّفْوِيَّ" : قال الشَّيْخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه : و "الشَّفْوِيَّ" في النَّظم بسكون الفاء ضرورة ) ا.هـ . أي: الضرورة الشعرية لاستقامة وزن البيت عروضيّاً، ومثلها "شَفْوِيَّهْ" في البيت رقم (22) – والله أعلم- . وقال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه اللهه-: بسكون الفاء ضرورةً، وبالواو بعدها بناءً على أنَّ أصلها "شفة"، وهو المختار، ويدلُّ له الجمع على "شفاة"، والتصغير على "شفية" ) ا.هـ .
***​
قال النَّاظم – رحمه الله-:
( وَ الثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى ** وَسَمِّ إِدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى )
قوله: "وَالثَّانِ إِدْغَامٌ " : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه : والثاني بحذف الياء للتخفيف ككلِّ منقوصٍ مرفوعاً أو مجروراً ) ا.هـ، و لأجل استقامة الوزن العروضي .
قوله: "يَا فَتَى" : قال الشَّيخُ عليُّ الضَّبَّاع: وقوله: "يَا فَتَى" تكملةٌ، أي: يا مَن يتأتى منك العلم ) ا.هـ .
وقال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله – في شرحه: والفتى يُطلق على الشَّخص من حين بلوغه خمسة عشر سنة إلى أن يبلغ ثلاثين سنة، ومن حين ولادته إلى بلوغه يقال له: طفل وصبي وصغير وذرية، وبعد الثلاثين يقال له: كهل إلى الأربعين، وبعدها شيخ ) ا.هـ .
***​
قال الناظم – رحمه الله- :
( وَالثَّالِثُ الْإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ ** مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ )
قوله: "مِنْ أَحْرُفٍ" : بهمزة القطع، وهو الذي ضبطناهُ على مشايخنا قراءةً عليهم، ويجوز فيها عروضيّاً :"مِنَ احْرفٍ" بهمزة الوصل – والله أعلم- .
***​
قال الناظم – رحمه الله- :
( وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي ** لِقُرْبِهَا وَلِاتِّحَادٍ فَاعْرِفِ )
قوله: "وَ فَا": قال الشَّيْخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه :ويصح تنوين "وَفَا" في النظم مقصوراً للضرورة، وعدمه إجراء للوصل مجرى الوقف ) ا.هـ .
والذي قرأنا به على مشايخنا مقصوراً بلا تنوين هكذا: "وَ فَا" – والله أعلم- .
قوله: "وَ لِاتِّحَادٍ" : بلام الجرِّ، وكسر الدَّال مع تنوينها، وفي بعض النسخ : بالألف واللام، وكسر "الدَّال" بلا تنوين عطفاً على "قربها"، هكذا: "وَالِاتِّحَادِ"، وبالوجهين قرأتُ على بعض مشايخي – والله أعلم- .
قوله: "فَاعْرِفِ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: "فَاعْرِفِ" ذلك وتباعد عنه، وحُرِّكَ بالكسر لأجل الرَّوي ) ا.هـ . أي: لأجل مناسبة الروي، وذلك لمناسبة كلمة: "فَاعْرِفِ" للشطر الأوَّل: " تَخْتَفِي" – والله اعلم- .​
 

... الناظم – رحمه الله- :
( وَالثَّالِثُ الْإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ ** مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ )
قوله: "مِنْ أَحْرُفٍ" : بهمزة القطع، وهو الذي ضبطناهُ على مشايخنا قراءةً عليهم، ويجوز فيها عروضيّاً :"مِنَ احْرفٍ" بهمزة الوصل – والله أعلم- .

***​

بارك الله فيكم، قولكم (:"مِنَ احْرفٍ" بهمزة الوصل)، هل هذه همزة الوصل؟ أو هو نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله مع حذف الهمز؟

جزاكم الله خيرا
 
بارك الله فيكم، قولكم (:"مِنَ احْرفٍ" بهمزة الوصل)، هل هذه همزة الوصل؟ أو هو نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله مع حذف الهمز؟
جزاكم الله خيرا
بارك ربي فيكم
ملاحظة جيِّدة، وهي كما ذكرتم بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
في انتظار بقية ملاحظاتكم وملاحظات البقيَّة
 
باب اللامات
قال الناظم – رحمه الله- :
( لِلَامِ أَلْ حَـالَانِ قَبْـلَ الْأَحْـرُفِ ** أُولَاهُمَـا إِظْهَـارُهَـا فَلْتَـعْـرِفِ )
قوله: "فَلْتَـعْـرِفِ" : بفتح التاء وكسر الرَّاء، وضبطه لنا بعضُ مشايخنا بالأوجه التالية:
"فَلْتُعْرَفِ" : بضم التاء، وفتح الرَّاء، مبنيّاً للمجهول .
"فَلْيَعْرِفِ" : بفتح الياء التحتية، وكسر الرَّاء .
"فَلْيُعْرَفِ" : بضم الياء التحتية، وفتح الرَّاء، مبنيّاً للمجهول .
قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله– في شرحه: بالياء التحتية مبنيان للمجهول، أي: فليُعْرَف الحكم المذكور مَنْ أراده ) ا.هـ .
وإنَّما كُسِرَتْ "الفاء" من قوله: "فَلْتَعْرِفِ" لأجل مناسبة الرَّوي، وذلك لمناسبة كلمة: "فَلْتَعْرِفِ" للشطر الأوَّل: " الْأَحْـرُفِ " – والله اعلم- .
***​
قال الناظم- رحمه اللهه- :
( قَبْلَ ارْبَعٍ مَع عَشْـرَةٍ خُـذْ عِلْمَـهُ ** مِنِ ابْـغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ عَقِيمَهُ ّ)​
قوله: "قَبْلَ ارْبَعٍ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: بوصل الهمزة للضرورة، وتنوين العين ) ا.هـ .
قوله: "مَعْ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله– في شرحه: بسكون العين على قلة، لخروج النظم عند فتحها من الرَّجز إلى الكامل ) ا.هـ . وعلى سكون هذه "العين" فإنَّها تُدغم في "العين" المفتوحة بعدها في كلمة "عَشْرَةٍ" من باب إدغام المثلين الصغير، فتكون هكذا: " مَع عَّشْـرَةٍ" – والله أعلم- .
قوله: "مِنِ ابْـغِ" : بهمزة الوصل كما قرأتُ به على شيوخي، قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله– في شرحه: وقول الناظم "ابْغِ" أمرٌ من بغيتُه أبغيه بغياً، وبُغياً وبُغية – بضمِّ أولهنَّ – واستبغيته، أو من بغى الشيء: نظر إليه كيف هو و رقبه، وانتظره، أو من بغا الشيء بغواً: نظر إليه كيف هو، فهو يائي على الأولين، واوي على الثالث ) ا.هـ .
قوله: "حَجَّـكَ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله – في شرحه: أي: قصدك الكعبة للعبادة المعلومة ) ا.هـ .
قوله: " وَخَـفْ عَقِيمَهُ" قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: من عَقِم – بكسر القاف – كفَرِح، وبفتحها كنَصَر، وبضمِّها ككَرُم، أي: ما لا ثواب فيه المشبه بما لا يولد له من الذكور، ومَن لا تلدُ من النِّساء، بجامع عدم النفع في كلٍّ على الاستعارة المصرحة ) ا.هـ .
وفي معنى: "ابْـغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ عَقِيمَهُ" يقول الشَّيْخُ الجمزوري –رحمه الله– في شرحه : ومعنى هذه الكلمة: اطلب حَجّاً لا رَفَثَ فيه ولا فُسُوقَ ولا جِدَال ) ا.هـ . يشيرُ إلى قوله تعالى: (( فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ )) [ البقرة: 197] .
***
قال الناظم- رحمه الله- :
( ثَانِيهِمَـا إِدْغَامُهَـا فِـي أَرْبَـعِ ** وَعَـشْـرَةٍ أَيْضًـا وَرَمْـزَهَـا فَـعِ )​
قوله "فِـي أَرْبَـعِ" : بكسر العين دون التنوين، ليناسب قوله في الشطر الثاني "فَعِ"، هكذا ضبطناهُ على مشايخنا .
قوله "وَعَـشْـرَةٍ" قال الشَّيْخُ عليُّ الضَّبَّاعُ رحمه الله: بسكون "الشين" للوزن، وبكسر "التاء" ) ا.هـ . ووقع في النسخة التي بين يدي ( بسكون التاء ... ) . وهو خطأ مطبعي جلي .
قوله: "وَرَمْزَهَا فَعِ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه: "وَرَمْزَهَا" بالنصب مفعول مقدَّم لقوله "فَعِ" من الوعي، وهو الحفظ، أي: احفظ رمزها ... ) ا.هـ .
***​
قال الناظم- رحمه الله- :
( طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ ** دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفًا لِلْكَرَمْ )​
قوله: "رُحْمًا" : بضم "الراء"، وسكون"الحاء"، هكذا ضبطناهُ على مشايخنا وبه جاء التنزيل: (( وَأَقْرَبَ رُحْمًا )) [الكهف:81] .وضبط لنا بعضهم بفتح "الرَّاء" بدلاً من ضمها .
ومعنى هذا البيت: "طب" أمرٌ، ومعناه الدُّعاء، أي: لتطب، "ثم صِلْ رُحْماً" أي: كن ذا صلةٍ للأرحام، "تفزْ" جواب الأمر قبله من الفوز، وهو الظَّفَر بالمقصود، "ضِفْ" أمرٌ من الضِيافة، "ذَا" أي: صاحب، "نِعَم" منافع دينية أو دنيوية .
"دَعْ" أي: اترك، "سوءَ ظَنٍّ" أي: الظَّن السُّوء بغيرك من المسلمين، "زُرْ" أمرٌ من الزيارة، "شريفاً للكرم" أي: لأجل أن يُواسيك بعلمه أو ببرِّه أو بجاهه ) .
***​
قال الناظم- رحمه الله- :
( وَاللَّامَ الُاْولَى سَمِّهَا قَمْرِيَّهْ ** وَاللَّامَ الُاْخْرَى سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ )​
قوله: "الُاْولَى" في الشَّطر الأول، وكلمة "الُاْخْرَى" في الشطر الثاني، تقرءان بالنقل، قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله – في شرحه: بنقل حركة الهمزة إلى السَّاكن قبلها ) ا.هـ . والنقل: هو أحد أنواع تخفيف الهمز المفرد، كما في رواية ورش عن نافع المدني، وإنَّما احتاج النَّاظم – رحمه الله – للنقل لضرورة وزن البيت عروضيّاً .
قوله: "قَمْرِيَّهْ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: بسكون الميم للضرورة تشبيهاً لها بلام القمر بجامع الظهور في كلٍّ ) ا.هـ .
قوله: "شَمْسِيَّهْ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله – في شرحه: تشبيهاً لها بلام الشَّمس بجامع الإدغام في كلٍّ ) ا.هـ .​
 
باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين
قال النَّاظم – رحمه الله- :
( مُتقَارِبَـيْـنِ أَوْ يَكُونَـا اتَّـفَـقَـا ** فِي مَخْـرَجٍ دُونَ الصِّفَـاتِ حُقِّقَـاْ )​
قوله : "مُتْقَارِبَـيْنِ" : ضبطهُ لنا بعض مشايخنا بوجهين فيها: سكون "التاء" هكذا: "مُتْقَارِبَيْنِ"، أو حذفها هكذا: "مُقَارِبَيْنِ" لأجل ضرورة الوزن العروضي، وأمَّا فتح "التاء" هكذا: "مُتَقَارِبَـيْنِ" فلا يصحُّ وزناً – والله أعلم- .
قوله: "حُقِّقَـا" : ضبطهُ لنا بعضُ مشايخنا بالوجهين في هذه الكلمة:
أحدهما: بضمِّ "الحاء"، وتشديد "القاف" الأولى مع كسرها، وفتح "القاف" الثانية مع ألف التثنية، هكذا: "حُقِّقَـا" على الفعل الماضي المبني للمجهول، وعود الضمير على الحرفين الملتقيين المتجانسين .
والوجه الثاني: بفتح "الحاء" وتشديد "القاف" الأولى مع كسرها، وفتح "القاف" الثانية مع نون التوكيد الخفيفة المبدلة إلى "الألف" على أنَّه فعل أمرٍ، وعود الضمير على القارئ، أي: حَقِّقْ أنت أيها القارئ .
قال الشَّيْخُ عليُّ بن محمَّد الضَّبَّاعُ رحمه الله: تصحُّ قراءته بفتح الحاء على أنَّه فعلُ أمرٍ وألفه مبدلةٌ من نون التوكيد، لنية الوقف . وبضمِّها على أنَّه ماضٍ للمجهول وألفه للتثنية عائد على الحرفين الملتقيين ) ا.هـ .
***​
قال النَّاظم – رحمه الله- :
( بالْمُتَجَانِسَيْنِ ثُمَّ إِنْ سَكَنْ ** أَوَّلُ كُلٍّ فَالصَّغِيرَ سَمِّيَنْ )​
قوله : "فَالصَّغِيرَ" : قال الشَّيْخُ عليُّ الضَّبَّاعُ رحمه الله: بالغين المعجمة ونصب الرَّاء ) ا.هـ . أي: على أنه مفعولٌ به للفعل الآتي
قوله: " سَمِّيَنْ" قال الشَّيْخُ عليُّ الضَّبَّاعُ رحمه الله: بنون التوكيد الخفيفة، أي: سمِّه الصغير ) ا.هـ .
***​
قال النَّاظم – رحمه الله- :
( أَوْ حُرِّكَ الْحَرْفَانِ فِي كُلٍّ فَقُلْ ** كُلٌّ كَبِيرٌ وَافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ )​
قوله: "وَافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: "وَافْهَمَنْهُ" بنون التوكيد الخفيفة للوزن، "بِالْمُثُلْ" بضمِّ الميم والمثلَّثة جمع مثال ) ا.هـ .
ملاحظة: وبقي نوعٌ رابع لم يذكره النَّاظم –رحمه الله– وهو "المطلق" تكملةً للقسمة العقلية، وحكمه: الإظهار مطلقاً، ولعلَّ السبب في ترك النَّاظم – رحمه الله – له، وقد حدَّثني شيخي المقرئ الأثري أيمن أحمد أحمد سعيد المصريُّ -حفظه الله- مقرئ القراءات العشر بالمسجد النبوي الشريف - سماعاً من لفظه، قال: حدَّثني شيخي عبد السَّاتِر ببيتٍ أملاهُ عليَّ من إنشائه بعد هذا البيت، قال:
أَوْ حُرِّكَ الْأَوَّلُ وَ الثَّانِيْ سَكَنْ ** فَذَاكَ مُطْلَقٌ كَيَغْضُضْنَ افْهَمَنْ
 
باب أقسام المد
قال النَّاظم- رحمه الله– :
( مَا لَا تَوَقُّفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ ** وَلَا بِدُونِهِ الْحُرُوفُ تُجْتَلَبْ )​
قوله: "تَوَقُّفٌ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه: بفتح المثناة فوق و"الواو"، وتشديد "القاف" المضمومة، وضمِّ "الفاء" منوِّناً ) ا.هـ .
قوله: "سَبَبْ" : قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه: بسكون "الباء" تخفيفاً، أو بنيَّة الوقف ) ا.هـ .
قوله: "بِدُونِهِ" : هكذا قرأتُه على مشايخي جميعاً بكسر النون على الجرِّ بحرف الجرِّ . قال الشَّيْخُ محمد الميهي رحمه الله: بنصب "دون" على الظرفية، لأنَّها لا تخرجُ إلا للجرِّ بمن عند غير الأخفش، والجر بسائر الحروف عنده ) ا.هـ.
قوله: "تُجْتَلَبْ" : أي: توجد .
***​
قال النَّاظم- رحمه الله- :
( بَلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ ** جَا بَعْدَ مَدٍّ فَالطَّبِيعِيَّ يَكُونْ )​
قوله: " غَيْرُ " : ضبطناهُ على بعضِ مشايخنا بالرفع أو الخفض في "الرَّاء"، قال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله– في شرحه: بالرفع نعت لأي، وبالجرِّ نعت لحرف ) ا.هـ .
قوله: "جَا" : بحذف "الهمزة " على القصر لأجل الوزن العروضي .
قوله: "فَالطَّبِيْعِيَّ" : بالنصب خبر مقدَّم، قال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله– في شرحه: بفتح "الياء" المشدَّدة خبر "يكون" ) ا.هـ .
قوله: "سُكُونْ"، "يَكُونْ": يوقف عليهما بسكون "النون"، وقد اجتمع هنا ساكنان وهما :" الواو والنون "، وهذا يسمَّى بالتذييل، والتذييل: هو زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع [ أو فاصلة صغرى ]، ويجوز أن يُسمَّى بالتسبيغ .
***
قال النَّاظم- رحمه الله- :
( وَالْآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى ** سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلَا )​
قوله: "عَلَى سَبَبْ" : قال الشَّيْخُ الجمزوري –رحمه الله– في شرحه : و "سَبَبْ" بسكون "الباء" الثانية للضرورة ) ا.هـ .
وقال الشَّيْخُ محمد الميهي –رحمه الله – في شرحه: بسكون الباء بلا تنوين تخفيفاً ) ا.هـ .
قوله:"مُسْجَلَا" : أي: مطلقاً .
***​
قال النَّاظم – رحمه الله-:
( حُرُوفُهُ ثَلَاثَةٌ فَعِيهَا ** مِنْ لَفْظِ (وَايٍ) وَهْيَ فِي نُوحِيهَا )​
قوله: "ثَلَاثَةٌ فَعِيهَا" : وقال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه اللهه – في شرحه: بالفاء و"العين" المهملة، وإثبات "الياء" للإشباع، أو على لغة مَن يكتفي في جزم المضارع بحذف الضمِّ المقدَّر، إذ الأمر مبنيٌّ على ما يُجزم به مضارعه ) ا.هـ .
قوله: "وَايٍ" : بالتنوين .
قوله: " وَهْيَ" : بسكون "الهاء" كما هي في السبع عند قالون والكسائي وأبي عمرو البصري .
***​
قال النَّاظم- رحمه الله- :
( وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْوَاوِ ضَمْ ** شَرْطٌ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلْفٍ يُلْتَزَمْ )​
قوله: "قَبْلَ الْيَا" : بالقصر : أي بحذف الهمزة للضرورة العروضية .
قوله: "وَقَبْلَ الْوَاوِ ضَمْ" : الذي ضبطناهُ على جميع مشايخنا بفتح الضاد هكذا " ضَمْ" – والله أعلم- .
قوله: "قَبْلَ أَلْفٍ" قال الشَّيْخُ الجمزوري – رحمه الله – في شرحه : و "أَلْفٍ" في النَّظم بسكون اللام للضرورة ) ا.هـ .
قوله: "يُلْتَزَمْ" قال الشَّيْخُ عليُّ الضَّبَّاعُ رحمه الله: بالبناء للمجهول، أي: لا يتغيَّر عن مجانسته لها، ولا ينفكُّ عنها أبداً ) ا.هـ .
***​
قال النَّاظم- رحمه الله- :
( وَاللِّينُ مِنْهَا الْيَا وَ وَاوٌ سُكِّنَا ** إِنِ انْفِتَاحٌ قَبْلَ كُلٍّ أُعْلِنَا )​
قوله: "وَاللِّينُ" بكسر اللام مع تشديدها كما ضبطناهُ على مشايخنا، وبعضهم يضبطهُ بفتح اللام مع التشديد . والصحيح كسر اللام كما تلقيناهُ، وهو كذلك في القاموس، وقال الشيخ الضَّبَّاع – رحمه الله- في شرحه: بكسر اللام ) .ا.هـ ، وأمَّا الفتح فقد قال الشَّيخُ الجمزوري – رحمه الله- في شرحه: اللين بفتح اللام إن لم تضف كما هنا، وبكسرها إن أضيفت ) ا.هـ
قوله: "الْيَا" بالقصر للضرورة العروضيَّة .
قوله: "سُكِّنَا" ضبطهُ لنا بعض مشايخي بالوجهين : هكذا "سُكِّنَا" بضم "السين"، وتشديد "الكاف" بالكسر، وفتح "النون" .
أو هكذا "سَكَنَا" بفتح "السين" و "الكاف" و"النون " من غير تشديد .
قوله: " أُعْلِنَا" وقال الشَّيْخُ محمد الميهي – رحمه الله – في شرحه: بضم الهمزة، أي: أظهر ) ا.هـ . والألف للإطلاق .
 
باب أقسام المد اللازم
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( أَقْسَامُ لَازِمٍ لَدَيْهِمْ أَرْبَعَهْ ** وَتِلْكَ كِلْمِيٌّ وَحَرْفِيٌّ مَعَهْ )​
قوله: "أَرْبَعَهْ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بالسكون لأجل نيَّة الوقف ) ا.هـ .
قوله: "كِلْمِيٌّ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بفتح "الكاف" وكسرها مع سكون "اللام" فيهما كما مرَّ نسبةً للكلمة لاجتماعه مع سببه فيها ) ا.هـ . قلتُ: وبالوجهين ضبطناهُ على بعض مشايخنا .
***​
قال الناظم –رحمه الله- :
( فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ ** مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ كِلْمِيٌّ وَقَعْ )
قوله: "بِكِلْمَةٍ" : بكسر "الكاف" وفتحها مع سكون "اللام" فيهما كما مرَّ كثيراً .
قوله: "سُكُونٌ اجْتَمَعْ" : بكسر نون التنوين تخلصاً منِ التقاء الساكنين، فتكون هكذا : "سكونُنِ جْتمع" .
قوله: "مَعْ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: سكون العين لغةً قليلة ) ا.هـ .
قوله: "فَهْوَ" : بسكون "الهاء" كما هي في السبع عند قالون والكسائي وأبي عمرو البصري، ولأجل ضرورة الوزن .
قوله: "كِلْمِيٌّ" : بكسر "الكاف" وفتحها مع سكون "اللام" فيهما كما مرَّ كثيراً .
***​
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( أَوْ فِي ثُلَاثِيِّ الْحُرُوفِ وُجِدَا ** وَالْمَدُّ وَسْطَهُ فَحَرْفِيٌّ بَدَا )
قوله:"ثُلَاثِيِّ" : بتشديد " الياء " مكسورة، قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: أي: الذي هجاؤه على ثلاثة أحرف ) ا.هـ .
قوله: "وُجِدَا" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بألف التثنية، أي: السُّكون والمد ) ا.هـ .
قوله "وَسْطَهُ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بسكون "السِّين" خلاف الأفصح، أي: وكان وسط الحرف الثلاثي حرفٌ من حروف المدِّ واللين كما هو الأصل في الحروف المقطعة في أوائل السُّوَر نحو: "ص" و "ميم" و "نون" ) ا.هـ .قلتُ: ولو تحركت "السين" لانكسر وزن البيت .
وأمَّا "الطاء" من كلمة "وَسْطَهُ" فيجوز فيها الوجهان: الفتح والضم كما ضبطه لنا بعض مشايخنا :
فعلى وجه الفتح : بالنصب على الحال، وأمَّا وجه الرَّفع : بالضم على أنَّه خبر للمبتدأ "والمدُّ" .
قوله: "بَدَا" أي: ظهر .
***​
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَلْ نَقَصْ ** وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَصّْ )​
قوله: "عَسَلْ" : بسكون اللام لضرورة الوزن كما ضبطناه على مشايخنا .
وذكر الشَّيْخُ عَلَيُّ الضَّبَّاعُ –رحمه الله– أنَّه في نسخة للنَّاظم بدل الشطر المذكور ما يلي :
يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَلْ نَقَصْ ** وَعَيْنُ ثَلِّثْ لَكِنِ الطُّولُ أَخَصّ
وذكر رحمه الله أيضاً أنَّه في بعض النُّسخ: وامدد وسطه عين والطول أخص ) ا.هـ .
والذي ضبطناهُ على جميع مشايخنا بالوجه الأَوَّل – والله أعلم- .
***​
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلَاثِيْ لاَ أَلِفْ ** فَمَدُّهُ مَدًّا طَبِيعِيًّا أُلِفْ )​
قوله: "الثُّلَاثِيْ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بسكون الياء مخففاً للوزن ) ا.هـ .
قوله: "أَلِفْ"، "أُلِفْ" : الكلمة الأولى: بفتح "الهمزة"، وكسر "اللام"، وهو : أول حرف الهجاء المعروف .
والكلمة الثانية :بضمِّ "الهمزة"، و كسر "اللام"، وهو بمعنى : وُجد، أو عُهِد، يقول الشَّيْخُ الجمزوري – رحمه الله– في معنى هذا : أي: وغير "الحرف" المدِّي الثلاثي من كلِّ حرفٍ هجاؤه على حرفين، نحو : "ط"، و "ي"، و "ح"، أو على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مدٍّ، فإنَّه يمدُّ مدّاً طبيعيّاً فقط بلا خلاف، لعدم ما يوجب زيادة المدِّ فيه، واستثني من ذلك "الألِف"، فليس فيه مدٌّ مطلقاً لأنَّ وسطه متحرك ) ا.هـ .
***​
قال النَّاظم –رحمه الله- :
( وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الْأَرْبَع عَّشَرْ ** صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ )​
قوله: "الْأَرْبَعْ" : بهمزة القطع كما ضبطه لنا مشايخنا، وبه يستقيم الوزن العروضي .
قوله: "الْأَرْبَع عَّشَرْ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بإدغام "العين" في "العين" ) ا.هـ .
قوله: "قَطَعْكَ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: بإسكان "العين" للضرورة ) ا.هـ .
قوله: "صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ" : قال الشَّيْخُ الميهي –رحمه الله– في شرحه: اشتهر عند القرَّاء، لكنَّه بلفظ "مَنْ قَطَعْكَ صِلْهُ سُحَيْرًا" إلا أنَّ المتنَ قدَّم " صِلْهُ سُحَيْرًا" لأجل ضرورة النَّظم، وحرصاً على المبالغة في التعجيل بالصلة الممدوحة شرعاً ) ا.هـ
قلتُ: وقد يكون بمعنى: من قطعك صله وقت السحر بالدُّعاء
 
وربما ستٌ بالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هى ستٌ والله أعلم جزاكم الله خيرا
 
عودة
أعلى