الى حذاق الاستنباط/ واشتعل الرأس شيباً

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
يقول الله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
ما هي الاستنباطات الممكنة التي نستطيع أن نخرجها من هذا النص القرآني؟؟؟ .
 
لا أدعي أني من حذاق الإستنباط ولكن لا ماتع من المحاولة
أولا قال زكريا عليه السلام :ربّ وعند الدعاء برب : وهنا تكون الإجابة سريعة
(ربّ إني لما أنزلت إلىّ من خير فقير * فجاءته إحداهما ......) وأغلب الأدعية في القرآن تبدأ بربنا أو ربّ ..

وهن العظم منى وهن: بمعنى ضعف ورق ولكن استعمال كلمة وهن حتى في حروفها الواو حرف ضعيف والهاء من أضعف الحروف والنون حرف متوسط حتى في نطق الكلمة نحس بالضعف الشديد ..
قال : وهن العظم ، لم يقل مثلا الجسم لأن العظم أصلب شيء إذا رق باقي الجسم من باب أولى
مَني : والله أعلم أعتقد أن لفظ مني يدل على أنه وهن العظم مني أي بغير إرادتي ، ولم يقل فيني
كأن تقول أنسكب الماء مني والله أعلم ( هذا مجرد اجتهاد )
اشتعل الرأس شيبا : شبه الرأس بالنار التي تشتعل في الفحم (الشعر الأسود ) وصار هذا الفحم رمادا والرماد مائلا إلى الأبيض يعني أصبح الشعر أبيض مثل الرماد ...
هنا نرى زكريا عليه السلام خرج من حوله وقوته وأظهر ضعفه وذله وفقره لله عزّ وجل وهذا من آداب الدعاء
أن نري ربنا جميع مظاهر الضعف التي عندنا وأن لا حول ولاقوة لنا إلا به ..
ولم أكن بدعائك ربّ شقيا ،، وهنا يعلمنا زكريا عليه السلام حسن الظن بالله تعالى ، وأنك يارب عودتني على إجابة دعائي ،، وأنا أتوقع الإجابة ثم بعد ذلك نشرع في الدعاء .
هذا والله تعالى أعلم
 
تفسير

تفسير

أختي إشراقه زادك الله علماً
إن ما تفضلتي به هو تفسير للآيه وقد وقد قمت بما يجب . ولكن الاستنباط شيء آخر وهو استخراج معاني من النص الظاهر والغوص بأعماقه لاستخراج أحكام وفوائد ودلائل . وأذكر للأخوة واحدة من الاستنباطات لهذه الآية:
تدل الآية على استحباب التذلل والانكسار أمام الله تعالى حال الدعاء فيكون ذلك أقرب للإجابة وأخلص للدعاء(رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً) . وهذا يذكرنا بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام حينما خرج من الطائف وقد نال ما نال من أذى حيث جلس تحت ظل شجرة ونادى ربه قائلاً:اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس . يا أرحم الراحمين إلى من تكلني ؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري ؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
يوجد استنباطات أخرى في نفس الآية المذكورة فهل يتحفنا بها أحد من علمائنا؟؟؟
 
استنباط

استنباط

ولعل الاستنباط الثاني الذي نستخرجه من كنوز هذه الآية هو الجزم والظن الاكيد الموقن بالاجابة حال الدعاء . فلا ندع إلا بصدق مرتبط باليقين الجازم في استجابة الدعوة . ولعل ذلك كله يشمله قوله ( ولم أكن بدعائك رب شقياً) أي لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى ولم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء، ولم تردني قط فيما سألتك لأني موقن بالإجابة كما عودتني.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم . قَالَ:
الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، فَاسْأَلُوهُ ، وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ.هذا والله أعلم .
يوجد اسنتنباطات أخرى لعلي أسوقها اليكم عاجلاً أن شاء الله
 
من الفوائد المستنبطة من قوله " إني وهن العظم مني " أن زكريا عليه السلام دعا رب العالمين بالذرية رغم انه قد بلغ بأقصى حالات العجز الإنساني من كبر السن التي يعتمد الجسم في غذائه على العظم وهذا سبب الوهن ، فالانسان لاييأس من روح الله، ويدعو الله بحاجته ويلح بها والله كفيل بتحقيقها ، فالله لا يعجزه شيئا وهذا الحال كحال ابراهيم عليه السلام في قوله"قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون* قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين"الحجر/54-55
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية الكريمة كنت كثيرا أقف عندها مذهولا لما ألقي في قلبي من فهمها ، لكني كنت كثيرا ما أتوقف عن تفسير ما أجد من معاني، وسألت كثيرا من الأطباء في هذا الأمر وقبل أيام رجوت أخا كريما منهم أن يبحث في علاقة نقص هرمون التستستيرون بهشاشة العظام ، وكيمياء التستيستيرون في الجسم ، وبعد مدّة أخبرني بأن هنالك علاقة بين الأمرين في بعض الدراسات والبحوث المتخصصة التي اطلع عليها ، وأنا بانتظار أن يزودني بهذه البحوث للتحقق اليقيني من هذه المسألة .
أما ما وقع في قلبي من تفسير هذه الآية ؛ ما يأتي :
معلوم أن الغدة التي تنتج الحيامن في الذكور هي نفسها تنتج هرمون التيستيستيرون ( هرمون الذكورة) ، وتوقف إنتاج هذا الهرمون في الجسم يدل على عجز وضعف في إنتاج الحيامن أي العقم ، وكلما نقص هذا الهرمون أثر ذلك في هشاشة العظام ، فكأن الدعاء (إني وهن العظم مني ) توقفت هذه الغدة عن إفراز هذه الهرمونات وكأنه لا يرجى صلاحها أو علاجها ، لكنه كنى بوهن العظم الذي هو من لوازم هذا العجز .

ومع هذا كله كان دعاؤه محل إجابة الله سبحانه وتعالى الذي يسبب الأسباب ، وهو الخلاق العليم . وبذلك تحوي من أوجه البيان العلمي الشيء الكثير ، وإن صح التفسير تكون من أظهر الآيات والدلائل العلمية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على مصدر هذا القرآن الكريم .
وأرجو من الإخوة الأحبة عدم نقل هذا التفسير إلا إن ثبت لهم يقينا بأن توقف هذه الغدة عن إفراز هرمون التستيستيرون يدل على ضمورها ، وأثر ذلك بالعقم وهشاشة العظام .
والله سبحانه وتعالى نسأل أن يبصّر قلوبنا بنور كتابه الكريم ، ويجعلنا من ورثة رحمة الله المهداة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قال تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107)
 
وهن العظام والشيب داء لا دواء له

وهن العظام والشيب داء لا دواء له

وهن العظام والشيب داء لا دواء له


أما الاستنباط الأهم في هذه الآية هو استنباط علمي . فالآية تتحدث عن مرضين مهمين من أمراض الشيخوخة وهما وهن العظام أو ما يطلق عليه الآن الضعف العام بسبب الشيخوخة كتعرض الجسم لهشاشة العظام وغيرها من آفات . بالإضافة الى مرض آخر وهو تعرض فروة الرأس للشيب.فقد اكتشف العلماء أن سائل فوق أكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيضة للشعر هو السبب الرئيس فيظهور الشيب. حيث اكتشف الباحثون أن هذه المادة تزداد وتتضاعف معتقدم الإنسان في العمر وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدي إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدي بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التي تنتجهاالخلايا الصبغية المسئولة عن اللون.فلون الشعر يعتمد على مدى نشاط الخلاياالملونة التي تفرزها مادة الميلانين سوداءاللون. وهذايعني أن هذين المرضين سوف يظلان ملازمين لمرحلة الشيخوخة مهما تقدم الطب . فقد عجز العلماء من خلال أبحاثهم عن تنشيط الجين المسئول عن الشيخوخة وفشلوا بذلك فشلاً ذريعاً . بل ان النعجة المشهورة (دولي) قد ظهر عليها إمارات الشيخوخة المبكرة لأنها استنسخت من خلايا نعجة هرمة مما جعلها تتعرض للنفوق بشكل متسارع بسبب ما تعرضت له من ضعف عام ساعد على هلاكها بسرعة. وقد وقف العلماء في حيرة شديدة إزاء هذه النتائج المحبطة .مما جعلهم يعيدون النظر بقضية الاستنساخ التي كانوا يعقدون عليها آمالاً جساماً. والله تعالى أعلم
 
نرجو من الاستاذ حسن عبد الجليل أن يتابع بحثه حول مرض هشاشة العظام . وأن يتحفنا بما لديه من معلومات حول ذلك . وبارك الله به
 
اشتعل

اشتعل

ولعل الذي يستوقفنا ويجعلنا نتسائل بتعجب: ما معنى كلمة اشتعل والى أي مدلول تشير؟؟
لقد قلنا فيما مضى أن مادة فوق أكسيد الهيدروجين هي المسئولة عن ظهور الشيب . فكيف يكون ذلك؟
إن مادة فوق اكسيد الهيدروجين كما هو معلوم عند اهل الكيمياء هي مادة حارقة . وإنها تعمل على حرق مادة الميلانين التي تنتجهاالخلايا الصبغية المسئولة عن اللون. ولذلك فإن كلمة اشتعل تعني احترق من خلال تلك المعادلة الكيميائية التي يكون فيها احتراق فعلي وليس مجازي كما يعتقد أهل اللغة.
وأمر آخر لا يقل أهميّة عن الأول أن النص القرآني لم يذكر الشعر ولم يتطرق الى ذكره ولكنه تحدث عن الرأس . فلم يقل اشتعل الشعر شيباً , والسبب في ذلك أن الشعرة ليس لها أدنى علاقة بهذا التفاعل الكيماوي ,وإنما هي متأثرة به فقط . فالتفاعل يحدث في فروة الرأس تحت الجلد في المكان الذي يحدث فيه تغذية الشعرة , ولذلك فقد أشار القرآن الى الرأس الذي تتم فيه عملية التفاعل والى الاشتعال الذي هو عبارة عن احتراق كيماوي يسبب ظاهرة الشيب. والحمد لله رب العالمين
 
ولعلنا نستنبط أيضاً مسألة أخرى وهي أن على الانسان أن يجتهد بإكثار النسل وطلب الولد الصالح ولو كان متقدماً في السن. فهذا لا يعد سبباً في الزهد بطلب الولد والاستنكاف عن السعي له. ويستنبط من النص أيضاً الغريزة الملحة في طلب الولد وأن هذه الغريزة لا تنتهي ولا تنقضي بوصول الانسان الى محطة متأخرة في العمر . وبارك الله بكم
 
استنباط

استنباط

ولعل الاستنباط الأخير من هذا النص هو الإلتجاء الى الله وحده حال الضيق والاضطرار. فلا يلجأ الى البشر ولا يوسط أحد بينه وبين الله تعالى فيدعوه بلا واسطة وبلا تكلف. وهذا من خصائص العقيدة الاسلامية البساطة والوضوح فلا واسطة بين العبد وربه .والحمد لله رب العالمين
 
نستفيد من هذه الآيات:

أحد أساليب الدعاء - وهو أنفعها - وهو شكاية الحال وإظهار العجز قبل الطلب , فإنه أدل على الحاجة وأظهر للافتقار والذل والالتجاء 000
فزكريا عليه السلام لما شكا حاله إلى الله بقوله: (إني وهن العظم مني)(واشتعل الرأس شيبا) (ولم أكن بدعاءك رب شقيا) (وإني خفت الموالي من ورائي) (وكانت امرأتي عاقرا) عندها طلب حاجته فقال (فهب لي من لدنك وليا) 0
 
شكرا لك أخي تيسير ولكن ههنا بعض التساؤلات في هذه الآية أرجو أن تتحفنا بالإجابة عنها:
- لماذا قال زكريا عليه السلام (وهن العظم مني )ولم يقل :وهن عظمي
- لماذا قال (وهن العظم مني) ولم يقل وهن العظم كما قال (واشتعل الرأس)
-لماذا لم يقل:واشتعل الرأس مني كما قال (وهن العظم مني)
ولكم جزيل الشكر على ما توردون.......
 
وأمر آخر لا يقل أهميّة عن الأول أن النص القرآني لم يذكر الشعر ولم يتطرق الى ذكره ولكنه تحدث عن الرأس . فلم يقل اشتعل الشعر شيباً , والسبب في ذلك أن الشعرة ليس لها أدنى علاقة بهذا التفاعل الكيماوي ,وإنما هي متأثرة به فقط . فالتفاعل يحدث في فروة الرأس تحت الجلد في المكان الذي يحدث فيه تغذية الشعرة , ولذلك فقد أشار القرآن الى الرأس الذي تتم فيه عملية التفاعل والى الاشتعال الذي هو عبارة عن احتراق كيماوي يسبب ظاهرة الشيب. والحمد لله رب العالمين


بناء على ماذكرتم
ما هو إعراب كلمة (شيبا)؟
فقد أعربها علماء التفسير أنها تمييز والمعنى :اشتعل الرأس من الشيب
ولكن أنت جعلت الشيب نتيجة اشتعال الرأس واحتراقه فهل ستعربها مفعولا به أم ماذا؟
أوضح لي هذا الإعراب
وبارك الله فيكم
 
جزاك الله خيرا اخى تيسير الغول على ما جئت به وقد تحدث عن تلك الاية فى موضوعى ( هل فى القران مجاز) وبينت ان الاية على الحقيقة وليس كما يقول اهل المجاز فلقد اثبت العلم انها حقيقة علمية لاتتعارض مع حقيقة قرانية
 
جزاكم الله خيرًا على هذه الفوائد..
وقد يلمح من الآية (ألم أكن بدعائك رب شقياً ) الاعتراف بنعمة الله تعالى والشكر عليها حيث أن الله تعالى استجاب له حال قوته وشبابه فهو يطمع بهذا المتفضل أن يجيب دعائه ويتفضل عليه مرة أخرى لحاجته للولد..
 
الآية (ألم أكن بدعائك رب شقياً ) .
أرجو من المشرفين تصحيح الخطأ السابق ( ألم ) والصحيح :
(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4)
 
شكرا لك أخي تيسير ولكن ههنا بعض التساؤلات في هذه الآية أرجو أن تتحفنا بالإجابة عنها:
- لماذا قال زكريا عليه السلام (وهن العظم مني )ولم يقل :وهن عظمي
- لماذا قال (وهن العظم مني) ولم يقل وهن العظم كما قال (واشتعل الرأس)
-لماذا لم يقل:واشتعل الرأس مني كما قال (وهن العظم مني)
ولكم جزيل الشكر على ما توردون.......
بارك الله بك أخي محمد قاسم
والحقيقة أن تساؤلك في مكانه ويحتاج الى تفسير وإفهام . وأنا حقيقة لم أقف عليه وليس لدي علم أو إجابة وافية على هذا التسائل الوجيه . وإني أرجو من الأخوة أهل العلم أن يتحفونا بما لديهم من علم حول تلك التساؤلات المهمة . أشكر لك حرصك وبارك الله بعمرك.
 
بناء على ماذكرتم
ما هو إعراب كلمة (شيبا)؟
فقد أعربها علماء التفسير أنها تمييز والمعنى :اشتعل الرأس من الشيب
ولكن أنت جعلت الشيب نتيجة اشتعال الرأس واحتراقه فهل ستعربها مفعولا به أم ماذا؟
أوضح لي هذا الإعراب
وبارك الله فيكم
سؤالك أخي الفاضل جدير بالإجابة ويا حبذا لو يجيب عليه أهل العربية فهم أهل التخصص في ذلك؟
 
استنباطات أخرى

استنباطات أخرى

بعد أن اطلعت على جميع المشاركات الفاضلة والمهمة من الأخوة بارك الله بهم. فقد ورد في ذهني بعض الاستنباطات الأخرى حريّة بالإضافة وهي:
ذكر الشيب في القرآن الكريم وخاصة في هذه الآية فيه دلالة وجيهة أن الشيب لا دواء له . وسيظل ظاهرة على قرب ودنو الأجل . إذ لو أن يوماً من الأيام سيكتشف العلماء دواء له فسوف يصبح الشيب أثراً بعد عين وسوف تنسى الأجيال القادمة تلك الظاهرة أو ذلك المصطلح الذي كان سائداً في الماضي. بل إن العلماء الآن يقرون أن الشعرة إذا تعرضت للشيب فإنها لا يمكن أبداً أن ترجع سوداء كما كانت بسبب التفاعل الكيماوي الذي يحرق بصيلة الشعر والذي بيناه في كلام سابق.
والاستباط الآخر هو: كما أن هناك علاقة وثيقة بين الشيب وكبر السن فأن هناك علاقة وثيقة جداً أيضاً بين الشيب وظاهرة الخوف . والعلماء لغاية هذه اللحظة لم يدركوا ارتباط الخوف بالشيب. ولماذا يشيب الإنسان إذا تعرض لخوف مفاجيء. ودليل هذه العلاقة الوثيقة بين الشيب والخوف صرحت به الآية القرآنية في قوله تعالى : (يوماً يجعل الولدان شيباً ) أي يوم القيامة وعرصاتها التي تجعل شعر الولدان أبيضاً كالثلج من الخوف الشديد المباغت الذي يتعرض له الناس . والله تعالى أعلم.
 
أخوتي الكرام....
أرجو أن تسمحو لي اعادة فتح هذا الموضوع حيث ان العديد من الأسئلة الوجيهه التي طرحها الأخ اليعربي ما زالت تبحث عن اجابة . ولعلي اثير حماستكم في هذه الحلقة المباركة مجدداً لتدارس هذه الآية الكريمة وبيان ما فيها من منتهى البلاغة آملاً أن يرزقنا الله بهذا الأجر.

- لماذا قال زكريا عليه السلام (وهن العظم مني )ولم يقل :وهن عظمي
- لماذا قال (وهن العظم مني) ولم يقل وهن العظم كما قال (واشتعل الرأس)
-لماذا لم يقل:واشتعل الرأس مني كما قال (وهن العظم مني)

ولننظر أولاً في الفرق بين التراكيب التالية : ( وهن عظمي ) (وهنت عظامي)
أجاب المفسرون على الفرق بين استخدام (عظم ) بدلاً من (عظام) بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد للدلالة على الجنس ، أي جميع عظامه قد وهنت . وأنه لم يهن منه بعض عظامه فقط ولكن كلها . ولتبيان ذلك تقول :" أحب التفاح " فتعني انك تحب جنس هذه الفاكهة ولا تخص نوعاً بعينه . اما لو قلت " أحب التفاحات " فان هذا يولد معنى أنك تحب تفاحات مقصودات دون غيرها .فالافراد يفيد الشمول ولذا جاءت الآية الكريمة بمفردة (العظم) بدلاً من العظام .
ولنعد الآن الى السؤال وهو الفرق بين ( وهن العظم مني ) و ( وهن عظمي )
وهنا نجد تجلي القرآن الكريم في اعلى صور البيان ، فجملة " وهن عظمي" لا تفيد الا معنى واحداً فقط وهو حصول الضعف الى عظم النبي عليه السلام . ولو كانت (وهن عظمي) فقد يقول قائلٌ أن الانسان قد يهن ويضعف ولكن لا يعجز عن قضاء حاجاته . وكلمة الوهن لا تفيد العجز او عدم القدرة ( حملته أمه وهناً ) بل فيها معنى الضعف فقط . ولكن زكريا عليه السلام قد صرح بأنه لم يعد يستطيع القيام بكل أعماله فقال (وأني خفت الموالي من ورائي) .
ولذا فقد جاءت الآية ( وهن العظم مني ) لتضيف معنى آخر وهو عدم قدرته عليه السلام على التحكم بعظامه . فكان المعنى " وهن العظم وانفلت من ارادتي " أي ان العظام ما عادت تطاوعه في تنفيذ القيام على أعماله . وهنا نجد معنى التضمين مجدداً .
تضمين معنى الفعل "وهن" معنى فعل آخر وهو على تقديري " انفلتت" .
وانظر أخي الكريم الى جمال استخدام " العظم" بدون اضافة ...... اي أن الآية لم تكن ( وهن عظمي مني ) ......
وذلك كأن النبي عليه السلام يقول أن عظامه قد وهنت منه وانفلتت من ارادته حتى غدت مختلفة عنه وليست جزءاً منه فلم يضفها الى نفسه !!!!
وحول هذا المعنى قال صاحب " روح المعاني " رحمه الله حين وجه اعراب "مني" على انها متعلقة بمحذوف هو حال من " العظم" . والمعنى من هذا انه قدر حالاً من الحال وعلق بها "مني" أي أن المعنى على ما تبين يكون " وهن العظم منفلتاً مني " أو ما شابهه .

وبحمل معنى "مني" على ما أسلفنا يتضح جلياً لم لم يقل " اشتعل الرأس مني شيباً" ...
والله اعلم .
أرجو التفكر فيما جاء اعلاه ومناقشتي وردي .
 
نظر حول كلام الإخوة الكرام في معنى قوله تعالى "وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً"

نظر حول كلام الإخوة الكرام في معنى قوله تعالى "وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً"

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد: فالذي بدا لي من خلال تجاذب أطراف الحديث إزاء هذه الآية التالي :
أن "وهن" إضافة إلى ما ذكِر أوثرت هنا دون "ضعف" مثلاً لأنها أخف منها لفظاً وألطف بهذا الموضع وأرشق إذ لو وضعت "ضعف" بدلها لتكرر في كلمتين متجاورتين حرف العين وكان فيهما أيضاً حرفا الضاد والظاء المتقاربان في المخرج المتحدان في الصفات عدا الاستطالة التي يختص بها الضاد فيكون شيء من الثقل الذي لا يوجد في "وهن" فكانت أنسب هنا، والله أعلم. ولعله قيل "العظم مني" ولم يقل عظمي لأن ال الجنسية في "العظم" أدل على الشمول لكافة عظامه من المفرد المضاف وإيلاء "العظم" بـ"مني" - ومن هنا يانية - ليحصل التفصيل بعد الإجمال الدال على تأكيد زكريا عليه السلام نسبة بوادر العجز والضعف إليه وتمكنها منه مما يزيد استضعافه لخالقه واسترحامه إياه تقريراً، وأما لم قيل "مني" ولم يقل في فلأن المحل هنا ل"من" البيانية لا في الظرفية لأن العظام جزء من تكوين الإنسان وجزء هام أيضاً وليس هو مظروفاً لها فحسب كما قد توهم في هنا، والله أعلم. وقيل " وهن العظم مني" ولم يقَل وهن العظم فقط لتبيان صاحب العظم وهو زكريا الذي هو في موضع الاستغاثة بربه فصرح بأن العظم منه للإعلان عن ضعفه رجاء الإجابة بذلك، ولأن الاعتماد على مفهوم السياق هنا ضعيف لخلو خبر إن من ضمير يربطه باسمها لو لم يذكَر "مني" فيختل نظم الجملة. ولم يقل مني في "واشتعل الرأس" لأنه معطوف على ما ذكرت فيه وهو جملة "وهن العظم مني"افاكتفى بذكرها في المعطوف عليه عن ذكرها في المعطوف، وهو كثير سائغ في لغة العرب إيجازاً ولو فرض ذكرها لكانت إطناباً لا فائدة فيه.
وعلى اعتبار أن ما يسمى مادة فوق أكسيد الهيدروجين تعمل على حرق مادة الميلانين التي تعطي للشعر لونه الأبيض فالآية ترمز لذلك نعم، ولكن "اشتعل" ليست مرادفة احترق كما زعم أحد الإخوة وإنما تعني أضاء بسبب الاحتراق أي "ابيض" هنا فالاحتراق مطوي هنا والمذكور أثره هنا فقط وهو الاشتعال فإذا كان احتراق مادة الميلانين نتيجة حرق مادة فوق أكسيد الهيدروجين لها تحصل داخل الرأس فإن أثر ذلك الاحتراق وهو الاشتعال إنما يبدو في الشعر وهو اشتعال خاص يناسب مبدأه الذي هو احتراق كيميائي خاص أيضاً، فالاشتعال هو الأثر البادي للعيان في الشعر وهو الابيضاض كاللهب المضيئ عند شبوب النار وبداية احتراق وَقودها، فالاشتعال هنا إذن على الرأس في الشعر وليس في داخله كما توهم أخونا الكريم، ووأما إعراب "شيباً" فهو تمييز ليس إلا، ولا يمكن أن يكون مفعولاً به أبداً لأن "اشتعل مطاوع شعل فعل لازم قاصر لا يتعدى للمفعول أبداً، والتمييز هنا مفسر مبين لمعنى اشتعال الرأس أي اشتعل بعموم الشيب له وسيرانه فيه، وهو الذي يسميه بعض النحاة التمييز المحول عن الفاعل فيقولون أصله : فاشتعل شيب الرأس فَحُوِّل الفاعل وهو شيب تمييزاً فصار المضاف إليه وهو"الرأس" فاعلاً، والنكتة في العدول إلى هذا التعبير تأكيد عموم الشيب لسائر الرأس إضافة إلى الإشارة لأصل ابتداء الشيب بالاحتراق الحادث داخل الرأس الذي تفضل بذكره أخونا والذي يرمز التعبير ب"اشتعل" لسبقه. والله أعلم
وأما كون "اشتعل" مجازا أو حقيقة فلئن كان هذا الاكتشاف لعملية الكيميائية الاحتراقية التي ينجم عنها الشيب لا يرد بصورة حاسمة على من يقول بوجود المجاز في القرآن لعدم وجود اشتعال أي اتقاد نار مشبوبة لاهبة مضيئة وتلك هي حقيقة الاشتعال لديهم، فإنه يرشح القول بأنه حقيقة لا مجاز لكنه اشتعال خاص أثر لاحتراق خاص لا يشتعل ناراً بل شيباً خاصة أن مادة الاشتعال قد أطلقه العرب على الشيب قال الشاعر : وبعد انتهاض الشيب في كل جانب . . . على لمتي حتى اشعأل بهيمها
وقالوا اشتعل غضباً وغير ذلك كما في اللسان وغيره، وهي استعمالات قديمة، والله أعلم.
وسبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

صالح العُجَيْلي
 
ولكن "اشتعل" ليست مرادفة احترق كما زعم أحد الإخوة وإنما تعني أضاء بسبب الاحتراق
جزاك الله خيراً أخي صالح على تلك الإفادات.
نعم أخي صالح ولكني لم أزعم أن الاحتراق يرادف الاشتعال. ولكنه يشير الى طاقة معينة سببت ما سببت . ورغم أنك تقول انها غير مرادفة فقد استخدمتها أيضاً فانظر قولك : (وإنما تعني أضاء بسبب الاحتراق) فأي احتراق تعني ؟؟؟
لقد قلتُ في مشاركتي: أن مادة فوق اكسيد الهيدروجين كما هو معلوم عند اهل الكيمياء هي مادة حارقة . وإنها تعمل على حرق مادة الميلانين التي تنتجهاالخلايا الصبغية المسئولة عن اللون. ولذلك فإن كلمة اشتعل تعني احترق من خلال تلك المعادلة الكيميائية التي يكون فيها احتراق فعلي وليس مجازي كما يعتقد أهل اللغة. وجزاك الله خيراً على ما قدمت فقد أفدت فعلاً وأضفت.
 
نعم أخي صالح ولكني لم أزعم أن الاحتراق يرادف الاشتعال. ولكنه يشير الى طاقة معينة سببت ما س

نعم أخي صالح ولكني لم أزعم أن الاحتراق يرادف الاشتعال. ولكنه يشير الى طاقة معينة سببت ما س

جزاك الله خيراً أخي الفاضل تيسير على إثراء هذا الحوار الطيب والذي كنت أعنيه أنك قد قلت في المشاركة السابقة وهذه "إن كلمة اشتعل تعني احترق..." وهذا معنى الترادف في حين أن بينهما فرقاً دقيقاً شيئاً ماَّ وهو الفرق بين الأثر والمؤثر والسبب والمسبب كما نعلم جميعاً، وقولك "الاحتراق فعلي وليس مجازياًّ" صحيح حسب الاكتشاف الكيميائي الاحتراقي لكن قولك بعده "كما يعتقد أهل اللغة" غير دقيق، فإن أهل اللغة والتفسير هنا لم يتكلموا عن لفظ الاحتراق هنا لا بحقيقة ولا مجاز لعدم وروده أصلا في الآية، وإنما قالوا بمجازية "اشتعل" الوارد في الآية والذي هو أثر لبداية لاحتراق، وحقيقة الاشتعال لديهم اتقاد النار والتهابها مشبوبة مضيئة، وهي غيرجودة هنا، ولذا فإن العملية الاحتراقية الكيميائية داخل الرأس لا تنهض دليلا حاسماً في الرد عليهم، وإنما تومئ وتشير إليه فقط كما بينت في المشاركة السابقة، والرد الحاسم إنما هو باستعمال العرب الاشتعالَ في هذا المقام وغيره وهي استعمالات قديمة، وقد بسط الروائعَ من أدلة رد المجاز ابنُ تيمية وابن القيم والشنقيطي صاحب الأضواء رحمهم الله. وكلامي هنا وفي المشاركة الأولى لا يدل على عدم صحة استخدام كلمة "الاحتراق" - وهو حقيقة علمية - كما لا يناقض استخدامي لها قولي بعدم مرادفتها للاشتعال وأن ثم فرقاً دقيقاً بينهما حتى يُقال "ورغم أنك تقول إنها غير مرادفة فقد استخدمتها........" فليُتدبر، والله أعلم. وما ذكرته أخي الكريم تيسير من الكشف الاحتراقي الكيميائي حري بالذكر والاعتبار ومشكور مأجور عليه إن شاء الله، والحمد لله أن الخلاف بيننا يسيرٌ ولفظيٌّ أكثرُ منه معنوياًّ، وأظن أن قد انجلت الصورة، وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وجعل لأمورنا وأمورك من معنى اسمك نصيباً
 
التعديل الأخير:
فإن أهل اللغة والتفسير هنا لم يتكلموا عن لفظ الاحتراق هنا لا بحقيقة ولا مجاز لعدم وروده أصلا في الآية، وإنما قالوا بمجازية "اشتعل" الوارد في الآية
وهذا ما قصدته (الاشتعال) وقد خانني التعبير. بارك الله بك أخي الفاضل وجزاك عني كل الخير.
 
تنبيهات حول ما أثاره مجدداً أخونا سليم برهان في "وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً"

تنبيهات حول ما أثاره مجدداً أخونا سليم برهان في "وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً"

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد : فأرجو أن يتسع صدر أخي الفاضل الكريم سليم برهان - آتانا الله وإياه العلم والإيمان - لبعض الملاحظات على ما أثاره مجددا في مشاركته وتتلخص في أمور منها :
1 - أن قوله "أجاب المفسرون على الفرق بين استخدام (عظم ) بدلاً من (عظام) بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد للدلالة على الجنس ، أي جميع عظامه قد وهنت . وأنه لم يهن منه بعض عظامه فقط ولكن كلها " كلام غير محرر فلا أحد من المفسرين أو اللغويين يقول :" بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد (هكذا) للدلالة على الجنس" لأن دلالة الجنس هنا اكتسبها المفرد من تعريفه بـ"ال" الجنسية وليس من صياغته الإفرادية التي لا تدل على غير الإفراد، فيكون معنى المفرد الداخلة عليه "ال" الجنس هنا (العظم) : كل عظم أي وهن كل عظم مني، نعم هي أشمل من أن يقال عظامي هنا الذي قد يَصْدُق بوهن بعضها أحياناً، ولا يصح تمثيل هذا المفرد بـ"التفاح" لأنه اسم جنس دلالته على الشمول من أصل بنيته، وليس مفرداً إذ مفردته تفاحة، والأحق بتمثيل المفرد الدال على الشمول بتعريف الجنس إنما هو التفاحة إذا اعتبرت "ال" فيها لاستغراق الجنس أي كل تفاحة، والله أعلم.
2 - قولك "ولكن زكريا قد صرح بأنه لم يعد يستطيع القيام بكل أعماله فقال (وإني خفت الموالي من ورائي) استنباط خاطئ من الآية فليس في قوله " وإني خفت الموالي من ورائي" تصريح بعدم استطاعته القيام بكل أعماله، بل معناها : خاف مواليه من ورائه (أي بعد موته) أن يرثوه فدعا الله أن يرزقه ولداً يرثه دونهم، وهو معنى آخرُ أراد بثه في مقام تضرعه لمولاه غيرُ تقدم سنه وضعف قواه الذي سبق في قوله "إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبأً".
3 - قولك ( ولذا فقد جاءت (وهن العظم مني) لتضيف معنى آخر وهو عدم قدرته عليه السلام على التحكم بعظامه . فكان المعنى "وهن الظم وانفلت من ارادتي" أي ان العظام ما عادت تطاوعه في تنفيذ القيام على أعماله . وهنا نجد معنى التضمين مجدداً تضمين معنى الفعل وهن معنى فعل آخر وهو على تقديري "انفلتت") فهم خاطئ جنح عن نص الآية وانفلت من دلالتها الصياغية الصحيحة، فـ "وهن العظم مني" ينص على وهن عظامه أي ضعفها لبلوغه من الكبر عتياًّ فقط ولا يعني بحال أنه صار غير قادر على التحكم في عظامه التي انفلتت من إرادته فلم تعد تطاوعه في القيام بأعماله -كما قلتَ - الذي يدل على أن زكريا عليه السلام قد أصابه شللٌ تامٌّ فلا قدرة له على التحكم في عظامه ولا إرادة له عليها، بينما حال زكريا غير هذا كما نص القرآن حيث مازال يدخل على مريم المحراب ويصلي قائما في محرابه أيضاً ويوحي (أي يشير)إلى قومه أن سبحوا بكرة وعشيًّا ويعاشر زوجه إلى غير ذلك من أمثال هذه الأمور التي يمكن أن يقوم بها الإنسان وإن مسه الكبر فوهنت عظامه وضعفت قواه.
فزكريا إذن لم يزل حين دعا ربه قادراً على التحكم في عظامه - وهي عمدة حركته - شاعراً بانها جزء منه - كما هو واقعها - فلم تنفلت من إرادته أو تختلف عنه، لكنها وهنت فتباطأت حركته، وقل نشاطه.
وعلى هذا فتضمين "وهن" معنى فعل "انفلت" غير واردٍ هنا لعدم صلوح المقام لمعنى الانفلات كما تقدم ولأن التضمين لا يصار إليه إلا لداعِ يحمل عليه ويشير إليه كأن يكون الفعل المذكور قد عُدِّي بحرف لا يتعدى به عادة مثل قوله تعالى "ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم" وشبه ذلك مما يعرض في الكلام، ولا مُلجئ إلى التضمين ههنا، والله أعلم.
4 - قول الآلوسي : (و { مِنّي } متعلق بمحذوف هو حال من العظم، ) لا يدل على صحة تقدير الحال "منفلتاً" لأنه على هذا تعلق الجار والمجرور بعامل خاص معنى وهو "منفلتاً" فيكون ظرفاً لغوا كما يقول النحاة والأصل أن لا يحذف متعلقه حينئذ، أما إذا تعلق "الجار والمجرور" بعامل عام مثل "محمد في الدار" ويقدر متعلقه بـ"كائن أو موجود أو مستقر" الذي هومعنى عام - ويسمى في اصطلاح النحاة ظرفا مستقراًّ - فيحذف عند ذلك لأنه مفهوم من الجملة لعمومه، خلاف أن تقول "محمد ميت في الدار" أو "محمد نائم في الدار" فلا يجوز حذف متعلَّقه في الجملتين وهو "ميت" و"نائم" لكونه معنى خاصًّا لا ينبئ تركيب الجملة عنه، ولذلك قيل :
الظرف لغوٌ إن يكم مخصوصا . . . بعامل لقد أتى منصوصا
ومستقرٌّ إن يكن قد عمَّا . . . واحذف لهذا دون ذاك حتما
فعلى اعتبار "مني" متعلقة بحال محذوفة ينبغي تقديرها بـ"كائنا" مني أو نحوه أي وهن العظم حالة كونه مني، ولعل القول بأن "مني" متعلق بمحذوف صفة للعظم هنا أولى لأن الغالب على الحال الانتقال كما قال ابن مالك في الخلاصة : "وكونه منتقلا مشتقا . . . يغلب ...." ولا انتقال لكون العظام منه كما هو بدهي مع أن بعض النحويين يعتبرون الإعراب على الجار والمجرور أو الظرف في أمثال هذا، ولا يقدرون متعلقاً يجعلون الإعراب عليه.
وأخيرأ هاقد رددنا عليك أخي الفاضل الكريم سليم كما طلبت منا ذلك وهو من سعة صدرك وطيبته وجمال خلقك ورفعته وأرجو المعذرة منك ومن الإخوة الكرام على إطالة اقتضاها المقام وبارك الله لنا في هذه الخُلَّة البَرَّة التي جمعتنا في هذا المنبر المبارك، ولعلي أنشغل عن المشاركة ههنا برهة من الدهر ببعض الشؤون ثم أعود بعد فراغي إن شاء الله، وفقنا الله وإياكم لحسن القول والعمل ابتغاء مرضاته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صالح العُجَيْلي
 
التعديل الأخير:
بقي من الملاحطات على أخي سليم ملاحظة سقطت قبل الحديث عن إعرب الآلوسي وهي:

بقي من الملاحطات على أخي سليم ملاحظة سقطت قبل الحديث عن إعرب الآلوسي وهي:

وأما لِمَ لَمْ يُقَل عظمي بدل "العظم مني" فلنكتة التفصيل بعد الإجمال كما قلت سابقاً، وأما عبارة وهن عظمي مني فلا تحسن لأن إضافة المتكلم "عظم" إلى ضميره صريح في إفادة أن العظم منه فلا فائدة في أن يقول "مني" بعدُ لأنه من اللغو والإسهاب الذي لا يزيد معنى، إلا إذا قيل بتضمين "وهن " معنى انفلت أو ما في معناه الذي بنا سلفاً بطلانه، والله أعلم.

صالح العجيلي
 
اخي صالح العجيلي حفظه الله وأكرمه وزاده علماً على علم ونفع به
اشكرك كثيراً على ما قدمت لنا من الكلام الموزون المنبثق عن علم وفهم ومعرفة . وارجو من الله عز وجل ان يكون هذا الموقع غنياً بامثالك . ولعمري ما مثلك يا اخي يسأل مثلي سعة صدر، بل انني أسألك بالله أن تردني حيثما رأيتني أخطأت ،وان لا يأخذك فيّ رحمة ، بل اقذف الحق في وجهي ، فوالله ان كتاب الله لعظيم واني لأرضى أن أرد الف مرة عن ان يسألني الله عن قول لي في كتابه العزيز بغير علم .
وان مثل هذا الملتقى هو ما كنت ابحث عنه حتى يهديني الى فهمٍ موزونٍ للقرآن الكريم . ولتعلم يا أخي انني ما تأخرت عن شكرك حنقاً أو غضباً، بل هي الشبكة التي ما امهلتني ان اكتب حتى تنقطع.
وقد عكفت أدرس ما كتبت مراتٍ ومرات وعدت الى التفاسير ، فوجدتني اقف عند نفس الآية الكريمة . ووجدت ان أنا وافقتك الكلام كله أكون قد جاملتك في فهمي لكتاب الله عز وجل، فانني ما ازال ارى معنى التضمين في"وهن" قائماً. و ارى أن اجوبة الأسئلة التالية قد تكون طريقاً لنفي التضمين أو اثباته في الفعل "وهن " :
1) لماذا استخدمت كلمة وهن بدلاً من ضعف وما الفرق بين المعنيين في استعمال القرآن لهما.
2) اليس حمل معنى "من" هنا على الابتداء اولى ؟ وكيف افهم انها بيانية في الآية الكريمة.

وأرجو منك وممن يقرأ هذا الموضوع المساعدة في الاجابة عن هذين السؤالين . علماً بأن الكثير من المواقع قد قدمت رأياً في الفرق بين كلمتي الوهن والضعف الا انها لم تكن موثقة .
ولعلي اخي الكريم أعود فيما بعد لاناقشك في بعض ما كتبت .
ولك مني جزيل الشكر على وقتك آملاً من الله أن يوفقك وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
 
بل انني أسألك بالله أن تردني حيثما رأيتني أخطأت ،وان لا يأخذك فيّ رحمة ، بل اقذف الحق في وجهي ، فوالله ان كتاب الله لعظيم واني لأرضى أن أرد الف مرة عن ان يسألني الله عن قول لي في كتابه العزيز بغير علم .
وان مثل هذا الملتقى هو ما كنت ابحث عنه حتى يهديني الى فهمٍ موزونٍ للقرآن الكريم

بارك الله فيك صديقي العزيز على هذا الكلام الرائع.
 
شكر

شكر

اسال الله ان يجزيكم كل خيرالاستاذالفاضل تيسيرالغول على هذه الاستنباطات الرائعه جعلكم الله من اهل القران وزادكم الله علما وفهما لكلامه وبارك الله في جهودالجميع
احب ان اذكركم ان اخيرماتصرف به الاوقات وتفنى به الاعمارالانشغال بكتاب الله تفكرا وتامل وبحثا لاستخراج اسراره وكنوزه
والاستفادةمنها
وفقنا الله واياكم لتدبركلامه والعمل به
 
أخي الكريم صالح
فيما يلي تجد ردي على بعض ما جاء في كتابتك كما وعدتك من قبل معتذراً عن التأخر.
قلت اخي الكريم راداً على ما كنت قد اثرت انا من قبل :
- أن قوله "أجاب المفسرون على الفرق بين استخدام (عظم ) بدلاً من (عظام) بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد للدلالة على الجنس ، أي جميع عظامه قد وهنت . وأنه لم يهن منه بعض عظامه فقط ولكن كلها " كلام غير محرر فلا أحد من المفسرين أو اللغويين يقول :" بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد (هكذا) للدلالة على الجنس" لأن دلالة الجنس هنا اكتسبها المفرد من تعريفه بـ"ال" الجنسية وليس من صياغته الإفرادية التي لا تدل على غير الإفراد، فيكون معنى المفرد الداخلة عليه "ال" الجنس هنا (العظم) : كل عظم أي وهن كل عظم مني، نعم هي أشمل من أن يقال عظامي هنا الذي قد يَصْدُق بوهن بعضها أحياناً،

وحسبي ما قاله الألوسي في روح المعاني حول نفس الآية اذ قال رحمه الله:
وأفرد-على ما قاله العلامة الزمخشري وارتضاه كثير من المحققين لأن المفرد هو الدال على معنى الجنسية والقصد الى أن هنا الجنس الذي هو العمود والقوام واشد ما تركب منه الجسد قد اصابه الوهن ولو جمع لكان القصد الى معنى آخر وهو أنه لم يهن منه بعض عظامه ولكن كلها حتى كأنه وقع من سامع شك في الشمول والاحاطة لأن القيد في الكلام ناظر الى نفي ما يقابله وهذا غير مناسب للمقام . وقال السكاكي: انه ترك جمع (العظم) الى الافراد لطلب شمول الوهن العظام فرداً فرداً ولو جمع لم يتعين ذلك لصحة وهنت العظام عند حصول الوهن لبعض منها دون فرد وهو مسلك آخر مرجوح عند الكثير وتحقيق ذلك في موضعه

ولعلي أتساءل هنا الا يكفينا من اقوال علماء اللغة قول الزمخشري والسكاكي والألوسي رحمهم الله وهم يناقشون ارادة معنى العموم والشمول من استعمال الفاظ الافراد والجمع. أم انك اخي صالح لا تصنفهم من المفسرين واللغويين كما اتضح ذلك من انكارك لوجود قول لاحد من المفسرين واللغويين بهذا المعنى.

كما انني لا اجد هنا حاجة للدخول في " ال" الجنسية حيث أننا نبحث في الفرق بين " العظم " و " العظام" لا بين " العظم" و "عظم ".
وفقنا الله واياك لما يحبه ويرضاه .
 
سأل الأخ اليعربي ما يلي :
بناء على ماذكرتم
ما هو إعراب كلمة (شيبا)؟
فقد أعربها علماء التفسير أنها تمييز والمعنى :اشتعل الرأس من الشيب
ولكن أنت جعلت الشيب نتيجة اشتعال الرأس واحتراقه فهل ستعربها مفعولا به أم ماذا؟
أوضح لي هذا الإعراب


وقد رد الأخ صالح :

ووأما إعراب "شيباً" فهو تمييز ليس إلا، ولا يمكن أن يكون مفعولاً به أبداً لأن "اشتعل مطاوع شعل فعل لازم قاصر لا يتعدى للمفعول أبداً، والتمييز هنا مفسر مبين لمعنى اشتعال الرأس أي اشتعل بعموم الشيب له وسيرانه فيه، وهو الذي يسميه بعض النحاة التمييز المحول عن الفاعل فيقولون أصله : فاشتعل شيب الرأس فَحُوِّل الفاعل وهو شيب تمييزاً فصار المضاف إليه وهو"الرأس" فاعلاً، والنكتة في العدول إلى هذا التعبير تأكيد عموم الشيب لسائر الرأس إضافة إلى الإشارة لأصل ابتداء الشيب بالاحتراق الحادث داخل الرأس الذي تفضل بذكره أخونا والذي يرمز التعبير ب"اشتعل" لسبقه.

وانا بدوري اضم صوتي الى الأخ صالح لو كان سؤال الأخ اليعربي حول اعراب شيباً على معنى الشمول والعموم دون الالتفات الى المعنى الجديد الذي طرحه الأستاذ تيسير. وكم قد تغنى النحاة وأهل البلاغة بهذا المعنى المحمول على الشمول والعموم.وبالتمييز المحول عن الفاعل .
ولكنني أجد من العدل قبل ان نبحث في الاعراب للمعنى الجديد أن نورد ما جاء في البحر المحيط لابي حيان :

" وبعضهم أعرب شيباً مصدراً قال: لأن معنى واشتعل الرأس شاب فهو مصدر من المعنى ، وقيل هو مصدر في موضع نصب على الحال "
وبالنظر الى المعنى الجديد وهو ان تفاعلاً ما يحدث في الرأس يؤدي الى شيب في الشعر، وأن هذا التفاعل هو اشتعال بشكل أو بآخر، نفهم سبب اسناد "اشتعل" الى الرأس وليس الى الشيب على أنه حقيقة وليس مجازاً. ويسقط بهذا المعنى تحول الفاعل الى تمييز حيث أن "شيباً" ليس هو الفاعل بالمعنى.
وحتى يكون باستطاعتنا ان نوجه الاعراب نحاول أن نعرض المعنى المفهوم بجمل بسيطة . ونقول أن هناك تقديرات لهذه الجمل عديدة منها:
- اشتعل الرأس وشاب شيباً وهنا تكون مفعولاً مطلقاً.
-اشتعل الرأس وأحدث شيباً وهنا تكون مفعولاً به .
- اشتعل الرأس شيباً بمعنى شائباً وهنا تكون حالاً، ولكنني اراها بعيدة .

وانا لا ادري أي هذه التقديرات تجدونه أقرب للمعنى المراد ،ام أن هناك معنى آخر لم يظهر لي ؟
والله اعلم
 
بارك الله فيكم أخوتي

تذوق رائع للآية رزقكم الله الإخلاص والعمل
 
الأخ صالح بارك الله فيه
ارجو أن نعرض الآن لمثال التفاح مجدداً -فأنا أحب التفاح
icon7.gif
- حتى تتم لمن يقرأ هذه المشاركة الفائدة وحتى لا يجلس على قارعة المشاركات تائهاً ينظر في ما نكتب فلا يدري ما هو الصواب وما هو الخطأ......
وابدأ بايراد ما كتبت أنا ثم ما كتبت أنت ثم ما قال الدكتور فاضل السامرائي .
فقلت انا:
أجاب المفسرون على الفرق بين استخدام (عظم ) بدلاً من (عظام) بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد للدلالة على الجنس ، أي جميع عظامه قد وهنت . وأنه لم يهن منه بعض عظامه فقط ولكن كلها . ولتبيان ذلك تقول :" أحب التفاح " فتعني انك تحب جنس هذه الفاكهة ولا تخص نوعاً بعينه . اما لو قلت " أحب التفاحات " فان هذا يولد معنى أنك تحب تفاحات مقصودات دون غيرها .فالافراد يفيد الشمول ولذا جاءت الآية الكريمة بمفردة (العظم) بدلاً من العظام .

وقلت انت مشكوراً

ولا يصح تمثيل هذا المفرد بـ"التفاح" لأنه اسم جنس دلالته على الشمول من أصل بنيته، وليس مفرداً إذ مفردته تفاحة، والأحق بتمثيل المفرد الدال على الشمول بتعريف الجنس إنما هو التفاحة إذا اعتبرت "ال" فيها لاستغراق الجنس أي كل تفاحة، والله أعلم.


وهنا تفسير الدكتور فاضللهذا الأمر:

سئل الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية عن هذه الآية فأجاب:

في قوله (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28)) لماذا قال جند ولم يقل جنود. الجنود جمع جند، جُند يسمونه إسم جنس جمعي. في اللغة عندنا فرق بين الجمع وبين إسم الجنس الجمعي. إسم الجنس الجمعي: عندنا تفاحة نحذف التاء تصير تفاح صار الفرق بين المفرد والجمع بالتاء، تفاحات جمع، تفاح إسم جنس جمعي. تمرة تمر تمرات، هذا يسمونه إسم جنس جمعي يفرق بينه وبين المفرد بالتاء أو بالياء. رومي روم، زنجي زنج، جندي جند
المقدم: إذن يفرق بينهما بالتاء أو بالياء، جندي مفرد وجُند إسم جنس جمعي،
د. فاضل: جنود جمع جند جنود وأجناد. جمع جند جنود وأجناد
المقدم: جمع تكسير.
د. فاضل: طبعاً. إذن هذا الجنود والجند، هذا المعنى لكن سبب الاختيار لماذا؟ أنت لو قلت ما جاءني من جند أو ما أنزل من جند هذا لا واحد ولا أكثر وليست جمع
المقدم: لا جندي ولا جنديان ولا ثلاثة ولا أكثر وليس مفرد ولا جمع
د. فاضل: يعني استغراق
المقدم: لو قال من جنود؟
د. فاضل: نفى الجموع ولم ينفي الواحد أو الاثنين
المقدم: الله! ولو قال من جنود ربما يثبت واحد أو اثنين.
د. فاضل: من جند ما يثبت، حتى الواحد ما يثبته
المقدم: لو قال من جندي من السماء؟
د. فاضل: لا، الفرق بين جندي وجند. عندما تقول لأن إسم جنس الجمع ينطبق على الواحد أو الأكثر، هذا في اللغة.
المقدم: يعني جُند يتضمن معنى واحد أو جمع؟
د. فاضل: هذا نصّ عليه. لو أنت في حياتك أكلت تفاحة واحدة وسألتك هل ذقت التفاح؟ تقول نعم. أنا سألتك هل ذقت التفاح ولم أقل تفاحة. الإجابة صحيحة لأني لم أقصد الجمع، هل ذقت التفاح؟ نعم ولو أكلت تفاحة واحدة. لكن هل ذقت تفاحات؟ تقول لا. تفاح لأن الواحد والاثنين كلها ينطبق عليها، إسم الجنس الجمعي ينطبق من الواحد فأكثر كلها يشملها. فهذا شمل الواحد والاثنين والأكثر، هذا إسم جنس جمعي فشمله كله.
المقدم: ولو قال جندي واحد يحتمل الاثنين والجمع ولو قال جنود يحتمل الواحد والاثنين
د. فاضل: جند شمله كله.
المقدم: مفرد مثنى جمع
د. فاضل: كلها شملها. ولذلك هم أهل اللغة يقولون لو عاملت رومياً واحداً وقيل لك هل عاملت الروم؟ تقول نعم لأن هذا إسم جنس جمعي ينطبق من الواحد إلى الأكثر. فهذا إسم جنس جمعي فينطبق على الجميع. جنود جمع تكسير لو نفاه ما ينفي الأقلّ.
المقدم: وبالتالي هذا اختار جند. لو قال جندي يحتمل الواحد وأكثر ولو قال جنود يحتمل الواحد والاثنين.
د. فاضل: هذا أعم، الجند يشمل، الجند أعم.
المقدم: لكن إذا قال جندي واحد يحتمل اثنين فما أكثر وإذا قال جنود يحتمل أقلّ، بينما لما قال جند نفى الجميع
د. فاضل: قد لا يحتمل. حتى جندي قد ينفي الجميع بالاستغراق لكن هنا نفى أكثر نفى الواحد ونفى كل الصور. ثم أنت عادة لما تحارب لا ترسل جندياً واحداً لا تقول جندي. عادة للمحاربة ربنا لما نزّل لنصرة الرسول أنزل جندي واحد؟ لا، أنزل آلآف. في المحاربة لا ينزل جندي واحد ولذا قال جند فأنسب كلمة هنا جند

والحقيقة أنه لا يوجد ما يضاف على قول الدكتور غير اسقاط ما قال في الفرق بين " تفاحة" و"تفاح" و"تفاحات" على الفرق بين " عظمة " و " عظم" و "عظام" .
واعترف هنا انني اخطات في التعبير عن " العظم" بالمفرد مقتدياً بابي حيان ، وكان الأولى أن اعبر عنه باسم الجنس الجمعي حتى لا يقع لبس عند القراء . الا انني اظنك توافقني الرأي الآن على أن معنى الشمول يتأتى من استخدام اسم الجنس الجمعي حتى وان لم تحلى المفردة ب "ال" .
والله الموفق ....
 
قول الأخ سليم برهان : وقد عكفت أدرس ما كتبت مراتٍ ومرات وعدت الى التفاسير.........

قول الأخ سليم برهان : وقد عكفت أدرس ما كتبت مراتٍ ومرات وعدت الى التفاسير.........

التعليق والرد على كلام الأخ سليم


بسم الله الرحمن الرحيم


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


وبعد :

فلا جناح عليك أخي الكريم سليم أن تتأخر عن شكرٍ أو أن تخالف في أمرٍ عن دليل، وأسأل الله مصرف قلبي أن يرزقني الإخلاص فيما أكتب وابتغاء مرضاته وأن ينزع من قلبي بفضله ورحمته ابتغاء ثناءِ الناس بما أكتب أو قصد الشهرة بينهم، وعلم الله أني ما ظننت بك حنقاً أو غضباً، فنحن نلتقي أرواحاً على مائدة هذا المنتدى المبارك الطيبة، وقد لا تلتقي شخوصنا في الحياة الدنيا أبداً، فيكون الله الموعد، فلا مكان بيننا بإذن الله لحنق أو غضب، بل تجمعنا خلة التقوى إن شاء الله وأخوة الإيمان، والذي أعلمه من نفسي أني دون ما تفضلت به أنت و الأخوان الفاضلان صلاح وتيسير من ثناء، فأربع على نفسك، وأرح خاطرك، والله يتولانا جميعاً بما يسعدنا في الدنيا والآخرة، وجزاك الله على تواضعك وعظمة كتاب الله في صدرك خيراً، وجنَّبني وإياك أن نُذْهِنَ في إظهار الحق.
وبعد : فإن الرد عليك يتلخص في أمرين :
الأمر الأول : إجابة سؤاليك -
1 – لقد أجبت في مشاركتي الأولى حول هذه الآية على سؤالك هذا، وبينت ما يمكن أن يكون سبباً في إيثار "وهن" على "ضعف" في هذا الموضع بكون (وهن) هنا أليق وأسعد به(أي الموضع) من ضعف من الناحية اللفظية، فليُرجَع إليه هناك.
ثم الأهم من ذلك أنه بإعادة النظر والتأمل في استعمال القرآن مادةَ "وهن" اللغوية وكلامِ أهل العربية في شرحها ظهر لي – والله أعلم – أن ثمة فرقاً معنوياً دقيقاً بينهما أيضاً فـ"ضعف" تستعمل للضعف مطلقاً مثل قوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً.... } فقد استعمل الضعف هنا مرتين واستعمالها الأخير مقرونة بالشيب الدال على تقدم السن ومس الكِبَر، وهو نفس المقام التي استعملت فيه "وهن" التي معنا في قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً . . . } لكن آية "الروم" تحدثت عن ضعف عام يعتري الإنسان في جسده، وقد يشمل عقله أيضًا كما قال تعالى :{..... وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً......} وآية "مريم" تحدثت عما يخالط العظم فقط من وهن، وقد وجدت - حسب نظري القصير - أن العرب إذا وصفوا تثاقل العظام وقلة القدرة على العمل لا يكادون يعدلون عن لفظ الوهن إلى غيره، قال الأعشى ميمون بن قيس "وما إن على قلبه غمرة ... وما إن بعظمٍ له من وهن".
أما معناه فقد قال في اللسان : "الوهن الضعف في العمل والأمر، وكذلك في العظم ونحوه" "ورجل واهن لا بطش عنده" وقال الزمخشري في الأساس شارحاً "تَوَهَّنُ" من قول النابغة "تَوَهَّنُ فيه المضرحية بعدما . . . روين رجيعاً من دم الجوف أحمرا" قال :" أي تضعف عن النهوض لامتلاء أجوافها".
وكذلك هو معنى الوهن في قوله تعالى :{ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ. . . } فوهنُ الأم المضاعفُ هو قلة القدرة على القيام بشؤونها وضعف نهوضها المعتاد بما تأتيه من قبلُ بسبب امتلاء بطنها بالحمل وتأثر وظائف جسمها باحتوائه.
ويُفصِح ابنُ عاشور بصورة أجلى عن الفرق الدقيق بين الوهن والضعف والحقيقة اللغوية لكليهما لدى تفسير قوله تعالى " فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ" فيقول : "وجمع بين الوهن والضّعف، وهما متقاربان تقارباً قريباً من الترادف؛ فالوهن قلَّة القدرة على العمل، وعلى النُّهوض في الأمر، وفعله كوعَد وورِث وكرُم. والضّعف ـــ بضم الضّاد وفتحها ـــ ضدّ القوّة في البدن". اهـ
فيتقرر من كلام ابن منظور والزمخشري وابن عاشور أن الوهن يغلب في الاستعمال إذا أُرِيدَ التركيزُ على قلة القدرة على عمل ما وعلى الفتور والتثاقل عن النهوض به، وذلك أثر من آثار الضعف الذي هو ضد القوة ومظهر من مظاهره على وجه العموم.
ولو قيل بالنحت في الثلاثي لقلتُ : لعلَّ فِعل "وهن" أيضاً قد نُحِت من فعلين هما : "وهى" بمعنى ضعف - فقد قرنه صاحب الأساس به - و"وَنِيَ" التي من معناه فتر أيضاً، فكان من أجل ذلك أخص بقلة القدرة على القيام بالأمور من لفظ الضعف. نظير النحت الذي ذكره الزمخشري في قوله تعالى{ وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } حيث قال عن معنى "بعثرت" : بعث موتاها وأُثير ترابها، لكنه في الرباعي، ولم أسمع بنحت في ثلاثي كنحو "وهن"، فلا أجرُؤُ على القول به، والله أعلم.
وعلى إرادة التركيز على المعنى المتقدم يكون "وهن" أقربَ لمراد زكرياء وحاله من ضَعُفَ وأدل عليه، ولذلك جأر بهذا الدعاء إظهاراً لما نزل بعظامه من وَهَنٍ بطَّأ حركته وحدَّ نشاطه، وجعل دنوَّ أجله ماثلاً بين عينيه، ولو فرض ذكر فعلِ "ضعف" هنا الصادقِ على أيِّ ضعف كان لفات هذا التركيز، ولصح صدقه أيضاً على ضعف قليل لا يصل إلى ما أريد التركيز عليه، أوشديد مُقْعِدٍ يُعيق الحركة تماماً لا يناسب واقِعَ حال عظامه، ولا يجمل به في مقام استضعافه لبارئه العليم بحاله واسترحامه، فضلاً عن اجتماع ضعف مع "العظم" الذي لا يخلو من ثقل لفظي كما ذكرت في المشاركة الأولى، والله أعلم.
وقد يُلاحظ أيضاً أن العرب إذا أرادوا التركيز على هذا المعنى في العظام لا يكادون يعدلون عن وصفها بالوهن إلى غيره، قال الأعشى ميمون بن قيس "وما إن على قلبه غمرة ... وما إن بعظمٍ له من وهن".
ولذا ترى جريراً لمَّا لم يُرِدْ التركيزَ على هذا المعنى ولا هشاشةَ العظام في هجو مجاشعٍ، بل قصد ضعف حالهم وعامة أمرهم وأن لا مآثر لهم تحتسب عند المفاخرة وصف عظامهم بالضعف (لا بالوهن) وأمخاخهم بالرقة فقال :
ويُفايشونك والعظام ضعيفة . . . والمخُّ مُمْتَخَرُ الهُنانة رارُ
فهنا ليس المقصود التركيزَ على ما تقدم من هشاشة عظامهم وقلة قدرتها، وإنما المقصود ضعف حجتهم في الفخر بانعدام ما يُعد من مباعث الفخر لديهم لبخلهم وضعف غَنائهم، ولذا قال قبله :
لا يخفينَّ عليك أن مجاشعاً . . . لو يُنفخون من الخؤور لطاروا
قد يُؤسَرون فلا يُفَكُّ أسيرهم . . . ويُقَتَّلون فتسلم الأوتار
وقال بعده :
نظروا إليك وقد تقلب هامهم . . . نظر الضباع أصابهن دُوار
أي في مقام المفاخرة، والله أعلم.
ومن الناحية اللفظية (أي بصرف النظر عَمَّا رام جريرٌ من معنى) نلاحِظ ثقلَ قولِه: (والعظام ضعيفة) وخفةَ قولِ البارئ تعالى : "وَهَنَ الْعَظْمُ" ولطفَه، فسبحان من أنزل القرآن بأرشق المباني وأوفى المعاني، لا إله إلَّا هو.
أمَّا الضعف في الاستعمال القرآني سواء كان بدنيًّا أو غيره فمعنى عام في كل ما يمُتُّ إلى انتقاص القوة الجسدية أو غيرها انتقاصاً قليلاً أو كثيراً أو انعدامها، فقد يدل على العجز الكامل أو على ما دونه قال جلَّ من قائلٍ : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ... } إذ يشير بوضوح إلى خلق الإنسان في طوره الأول الذي لا يملك الإنسان فيه شيئاً من أمره ولا يعي شيئًا مما حوله بل الخالق هو الذي ييسر سبل عيشه ويرعاه خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث، وبعد أن يولد يهيئ الله له بتدبيره الجميل والديه فيكلآنه ويقومان عليه حتى يستوي على سوقه، ويتولى بعض شؤونه.
إذن هذه الآية استعملت الـضعف البدني في درجاته كلها حيث يلابس الإنسانَ في معظم أطواره من ابتداء خلقه حتى يفارق الدنيا، ومنها طور الطفولة المتقدمة قليلاً والتي تمتد سنين يستطيع خلالها الإنسان القيامَ بما يناسب حجمه وسنه من أعمال في حيوية ونشاط، فلا يلابسه الوهن، ولا يصح أن يوصف به، لكنه ضعيف البنية صغيرها لا يستطيع القيام بأعمال من شب واستوى، فصلب عوده، وبلغ أشده، فلذا كان الأوفق أن يعبر بالضعف في هذه الآية لعموم معناه، فتدخل تلك الأطوار لبداية النشأة أو للكِبَرِ جميعُها تحته على وجه الإجمال، ولو عبر بالوهن لما ناسب بعض أطوار النشأة ومراحل تقلبها كما قلت، والله أعلم.
وقد يكون الضعف معنويًّا خفيفاً كما في آية أخرى وهي قوله تعالى : {ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } استعمل فيها الضعف بالمعنى القليل، فهو ضعفٌ يَقْدر معه المسلم أن يثبت في المعركة لرجلين من أعدائه، فهو إذنْ في هذه الآية أقل في الدرجة من الضعف المعنوي الذي تعقبه الاستكانة والاستسلام في قوله تعالى : "وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ " فهو ضعف نسبي أي بالنسبة للحالة التي تقدمت في السياق القرآني هنا، وهي قوله تعالى : { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }.
ويشبه هذا أيضاً في الرتبة الضعفُ في قوله تعالى : { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَابِعَزِيزٍ } حيث لم يكُ في الجسد بل في قلة الظهير والسند، فهو اعتباري نسبي كذلك، والأمثلة كثيرة، والله أعلم.

والمستخلص من هذا كله أن مادة الضعف في القرآن عامَّةٌ في معناها تطلق على أي ضعف كان خفَّ أو توسَّط أو اشتدَّ في الجسد أو في غيره، فما يميز مقدار الضعف ويُعيِّنه إنما هو المقام فقط، وأكتفي ببعض ما ورد من مادتي الوهن والضعف في القرآن إرادة للاختصار ولأن ما لم أذكره من ذلك لا يبعد معنى عمَّا ذكرته، ولا أدَّعي أني قد بلغت الغاية في التفصيل، بل أستغفر الله إن وقعتُ في خطأٍ أو تقصير، والعلم لله تعالى.
2 – أما حمْلُ (مِنْ) على الابتداء في قوله تعالى :" وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي" فباطل لا يستقيم لفظاً ولا يصح معنًى لأمور منها :
· أن فعل "وهن" لا يتعدى بـ"مِنْ" أبداً ولا بغيرها من حروف الجر في المعهود من كلام العرب، إلا على فرض أن الوهن قد لابس بعض العظم دون البعض الآخر – وهو غير مرادٍ في هذه الآية - فيقال مثلاً : وهن عظمي من أسفل الركبة إلى الكعبين، ويكون حينئذٍ مدخولُ "مِنْ" طرفَ العظم الذي يبتدئ تحديدُ الوهن منه، وليس ضميرَ صاحبِ العظمِ نفسه كما في هذه الآية.
· أن ضابط "مِنْ" الابتدائية أن تتلُوَها "إلى" الانتهائية لتدل على انتهاء ذلك الابتداء ظاهرةً كانت " إلى" كما في المثال السابق وشبهه أو مقدرة فتقول خرجت من البيت إلى السوق وقد تقول :" خرجت من البيت الساعة الثامنة" وتقصد "إلى الجامعة" مثلاً فتضمر ذلك لعدم أهميته أو لمعرفة السامع به من خلال المقام.
ولم تصحب "من" في الآية " إلى" الانتهائيةُ ظاهرةً، ولا يصح تقديرها كذلك، لأن مدخولَ "من" - وهو ضمير المتكلم - لا يصلح لمعنى الابتداء، فلو قُدِّرَت ابتدائيتُها جدلاً فـكيف سيكون المعنى؟ (وهن العظم مني) إلى أين؟!!!
ثم إن تقديرها ابتدائية - على فرض تجاوز هذا الشرط جدلاً – يلزم منه كونُ "ال" لمعنى الإضافة حتى يتحقق رابط معنوي لاسم إن (الذي هو ضمير المتكلم ) بخبرها وهو جملة " وهن العظم مني" ولا يصار إلى معنى الإضافة إلا لداع، وقد أغْنَت "مني" عنه بأجلى في إبراز المعنى منه، ولا مكان لإرادة العهد هنا، فلم يبق لـ"ال" في "العظم" إلا الدلالة على الجنس.
الأمرالثاني : ادِّعاءُ التضمين -
أمَّا التضمين الذي تقول إنك لم تزل تراه قائماً في الآية فأَخْبِرْنا أي فعل ضُمِّنَه "وهن" ؟ إن كان انفلت أو ما في معناه - وهو الواضح من قولك في مشاركتك التي قبل هذه : (وهو على تقديري " انفلتت") فقد فصلت في مشاركتي السالفة بطلانَه معنى فراجعه متأمِّلاً هناك.
وأمَّا قولك : " وعدت الى التفاسير" فإذا عثرت على ما يؤيد التضمين أو يشير إليه فاذكره حتى نعرف أثَمَّ من أنظارهم ما يمكن أن يعتضد به وجودُ التضمين هنا أم لا؟
ولا أحسبك واجداً - أخي الفاضل - فإني قد نظرت في كتب التفسير وإعراب القرآن التي بين يديَّ أو في الشبكة فلم يقع نظري على قولٍ يوحِي بالتضمين في "وهن" لا من قريب ولا من بعيد. ولو كان رأيُك التضمينَ في "وهن" يخالفني أنا وحدي لهان الأمر، لكنه يخالف كل من تكلم في الآية من أهل التفسير وغيرهم من أقدم تلك المؤلفات إلى أحدثها، فتنبَّهْ أخي الكريم، خاصةً أن قناعتك بالتضمين هذه خلت في كلامك من أيِّ دليلٍ إلا مجردَ شعورٍ غائمٍ لا برهانَ له ومطلقَ خاطرٍ فكريٍّ وارتباطٍ وهميٍّ متخيَّلٍ بين "وهن" و"مني" لعله قد داخلك وعلق بذهنك من مشاركة أختنا الفاضلة "إشراقة" فيما طرحته من اجتهاد خاطئ حين اعتقدت أن لفظ "مني" في "وهن العظم مني" يعني : بغير إرادتي ، ونظَّرته خطأً بقول القائل : انسكب الماء مني، فتعسر عليك مِن بعدُفكُّ هذا العلوقِ واستبعادُ خطوره، وكون وهن العظم من زكريا عليه السلام بغير إرادته صحيح، لكن ليس بدلالة "مني" عليه كما توهمت الأخت الكريمة، بل بطبيعة الوهن المترتب على رد الله الإنسان إلى أرذل العمر التي هي من سنن الله الحكيمة الجارية في خلق الإنسان شاء ذلك الإنسان أو أبى، قال الله تعالى : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } وقال { وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ ... }
ومهما يكن الأمر فنصيحتي لك أخي الكريم أن تعيد على ذهنك المرة تلو الأخرى ارتباطَ "العظم" بـ"مني" مردِّداً "العظم مني" فلعله بالتكرار يتخلص ذهنك من تخيل ارتباط "مني" بـ"وهن" غلطاً، فيندفع عنك خاطره.
ثُمَّ إن التضمين عند القائلين به لا تنطبق حقيقته على هذا الموضع، ولا يتوفر فيه مااشترطوه من وجود قرينة تدل على ملاحظة الفعل الآخر ويؤمَن معها اللبس.
ولا قرينة متحقَّقة هنا بل ادعاء باطل لفظاً ومعنى كما ذكرت هنا وفي المشاركة السابقة
وكذلك قالوا : إنه لا يُلْجَأُ إليه إلَّا لغرضٍ بلاغي، ولم يسلم التضمين هاهنا من البطلان والاضطراب في اللفظ والمعنى، فأنى له بالبلاغة وأغراضها؟!
فضلاً عن أن أصل وجود التضمين في العربية مختلف فيه، فكثيرٌ من أهل العلم رأوا منعه.
ولقد بسط عضو مجمع اللغة العربية الاستاذ عباس حسن رحمه الله في كتابه "النحو الوافي" بحثاً ماتعاً في التضمين، فعرض آراء الأولين حول حقيقته وكونه سماعيًّا أو قياسيًّا - وقد قصره على السماع كثير منهم - كما تناول أقوال المَجمعيين من معاصريه أيضاً، ثم خلص مستمسكاً بحجج قوية إلى أن أدلة وجود التضمين ضعيفة لا تقوى على تقريره، فاستبعده من الأصل ونفاه، فلينظره من شاء.
· أما كيف تفهم أن "مِنْ" بيانيةٌ في الآية الكريمة فإن "ال" في "العظم" للجنس الذي يفيد العموم فيصدق على كل عظم، ولا يتخصص ههنا الا بـ "مِن " البيانيةِ التي بينتْ نسبةَ العظم لصاحبه زكريا عليه السلام.
وكذلك "مِن" في قوله تعالى آخر سورة الفتح { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } بيانية أيضاً.
فإنْ بينت "مِنْ" البيانيةُ معرفةً كآيتي "مريم" و"الفتح" فضابطها أن يصح استبدالُها بالموصول مع الضمير - والمعنى مستقيم - فيقال في آية مريم بدلَ " مني" من "وهن العظم مني" : الذي هو إياي، كما يقال في "الفتح" { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُم .... } : الذين هُمْ هُمْ بدلَ " مِنْهُم" وبيانية "مِنْ" في هذه الآية وإفادتها أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين وعدهم الله مغفرةً وأجراً عظيماً هنا هم الصحابة جميعاً من اليقين الحق المتأكِّد لأن أوصافَهم في صدر الآية "وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ" لا تكون إلا للمؤمنين الصالحين.
وبقوله تعالى : "ليغيظ بهم الكفارُ" كفَّر بعضُ أهلِ العلم الروافضَ الذين راغوا – قاتلهم الله - إلى اعتبار "من"هنا تبعيضيةً وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات الموعودين بمغفرة وأجرٍ عظيم إنما هم بعضُ الصحابة فقط بزعمهم، ولجُّوا في عتُوِّهم ومكابرتهم فزعموا - أخزاهم الله - أن "مِن " البيانيةَ لا تدخل على الضمير، فلما حاجَّهم أهل السنة بأن مفسري الرافضة أنفسَهم قد قالوا ببيانية "من" الداخلة على ضمير الجماعة " مِنْهُمْ " في قوله تعالى" { ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } أُفْحِموا فبُهِتوا وانقطعوا، لأن هذه الآية نظيرةُ آيةِ "الفتح" في سياقها الدَّالِّ على تَعَيُّن "مِن" للبيان و دخولها على الضمير.
وإن تلت "مِن " البيانيةُ نكرةً فعَلامتُها صحةُ أَنْ يخلُفها الضميرُ كما في قولنا مثلاً :هذا خاتم من ذهب، فيقال هذا خاتم هو ذهب، أو أن يصح الإخبار بما بعدها عما قبلها (الذي استحسنه الصَّبَّان) فيقال : الخاتم ذهب وكذا في أشباهه.
ويكون مدخول "مِن " البيانيةِ في الحالين جنساً لما قبلها أو كالجنس له لشموله إياه، و"من" البيانيةُ تُعرب مع مجرورها صفةً إذا سُبِقت بنكرة، فإن تقدمتها معرفة أُعرِبَتْ مع المجرور حالاً على ما عُهِد من أنَّ الجمل أو شبهها بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال.
وقد كنت قلت في المشاركة السالفة :" ولعل القول بأن "مني" متعلق بمحذوف صفة للعظم هنا أولى لأن الغالب على الحال الانتقال ......)الخ والذي جرَّني إلى ذلك أنَّ بعض المحققين – وأحسبه ابن عاشور – لم يطرد قاعدة (الجمل أو شبهها بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات) وخالفها في بعض المظانِّ، لكني اليوم بعد إعادة النظر مليًّا في "مني" من قوله سبحانه على لسان عبده زكريا :"وهن العظمُ مني" والتأمل في كلام أهل العلم الذين اتفقوا على حاليتها أَرجع عن القول بصفتها إلى اعتبارها أو المحذوفِ الذي تعلقت به حالاً من العظم كما ذكر الآلوسي وغيرُه، لأنَّ انتقاليةَ الحال الغالبةَ - التي اتكأت عليها قبلُ في استبعاد حاليتها وكون الوصفية فيها أفضلَ - لا تقاوم قاعدة (الجمل أو شبهها بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات) التي قرر اطِّرادَها جمهورُ النحويين، ولأني رأيت كل من تكلم عن محل "من" البيانيةِ ومدخولِها من الإعراب طرد فيه هذه القاعدة، والله أعلم.
هذا ما تسنى من التعليق على كلامك أخي الفاضل سليم وقد استطرد حينا، أو أستدرك.
وأنصحك أخي الكريم سليم أن لا تتسرع في الجزم برأي يتعلق بكتاب الله إلا أن تَرْجِع النظر فيه أكثر من مرة، وتتأكد من وجاهته بسؤال أهل الاختصاص إن لزم ذلك خاصةً إذا لم يتقدمك إليه أحد، أما ما تطرحه على سبيل الاستفسار والتباحث فلا بأس.
وأعتذر للقراء عن تأخر ردي لأشغال حالت دونه كما ذكرت في المشاركة السابقة.

ملاحظة هامة : إن ما أثاره الأخ سليم مجدداً حول دلالة المفرد ومسألة التفاحة فيه خلط وخطأ في فهم كلام أهل العلم وتنزيله.
وأما ما ذكره الأخ سليم - هداه الله وعفا عنه – في إعراب "شيباً" فشيء مؤسف من الأغلاط الفادحة في صنعة الإعراب يصل إلى العبث بلغة الكتاب، وقد اطلعت على إثاراته الثلاث هذه بُعَيْدَ انتهائي من ردي هذا الذي طال، وخفت أن يزداد لو ألحقتها به طولاً، ففضلت إرجاءَ نقدِها والتنبيهِ على ما فيها من أخطاء إلى المشاركة التالية قريباً، فلتُتَرَقَّبْ.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


وكتبه الفقير إلى رحمة ربه وهداه : صالح العُجَيْلي​
 
التعليق الأخير على كلام الأخ سليم برهان

التعليق الأخير على كلام الأخ سليم برهان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
وبعد :
فإن قولي :
"...أن قوله أجاب المفسرون على الفرق بين استخدام (عظم ) بدلاً من (عظام) بأن كلمة العظم بصيغة المفرد للدلالة على الجنس ، أي جميع عظامه قد وهنت . ..........." كلام غير محرر ) صحيح لأدلة منها :
1 – أن المفسرين لم يخض أحد منهم في الفرق بين استخدام (عظم) – هكذا بدون "ال" بدلاً من (عظام) – بدون "ال" هنا أبداً، وإنما تكلموا في الفرق بين (العظم) – بـ"ال" الجنسية – وبين "العظام" وهذا الخطأ جاءك من فهم خاطئ لكلامهم وهو قول الآلوسي نقلاً عن الزمخشري: " المفرد هو الدال على معنى الجنسية" ففهمت من ذلك أن المقصود بالمفرد – في كلامهم – هو مطلق من يثبت له وصف الإفراد فقلت : "كما انني لا اجد هنا حاجة للدخول في " ال" الجنسية حيث أننا نبحث في الفرق بين " العظم " و " العظام" لا بين " العظم" و "عظم".وتفصيل خطئك في البند التالي.
2 – أن مقصود عامة العلماء بالمفرد هنا إنما هو المفرد المعرف بـ"ال" الجنسية، ولكنهم اكتفوا بذكر "العظم" داخلةً عليه "ال" الجنس – في الخط - عن ذكر تقييده بأنه المعرف بـ"ال" الجنسية، كما رد بعضُ العلماء الاعتراضَ على ابن مالك لإغفاله شرطي الافراد والتكبير في إعراب الاسماء الخمسة حين قال :
وشرط ذا الإعراب أن يُضفْن لا . . . لليا كـ"جا" أخو ابيك ذا اعتلا
بأنه استغنى عن ذلك بذكرها مكبرة مفردة حيث قال :
(من ذاك ذو إن صحبة أبانا . . . والفم حيث الميم منه بانا
أبٌ أخٌ كذاك و"هَنُ" ................).
والدليل على أنهم إنما عَنَوْا بالمفردِ هنا المفردَ المعرف ب"ال" الجنسية أمور منها :
· أنه لو قيل : وهن عظم مني لم يفهم منه لغة إلا إصابة الوهن لعظم واحد فقط
· أن لو قلنا إن الإفراد المطلق وحده يدل على الجنس والشمول لانسحب ذلك على الأعلام الشخصية المفردة أيضاً مثل محمد وعلي وسليم وصالح، ولا يقول بذلك عاقل.
· أن الآلوسي الذي نقل كلام الزمخشري والسكاكي – وهو أدرى بمرامهما – قد صرح بأن تعريف العظم هنا للجنس حيث قال في نفس الآية والصفحة بعد الكلام الذي نقلته أنت بأسطرٍ : "ولما كان تعريفُ العظم السابقُ للجنس كما علمتَ لم يكتف به وزاد قوله { مِنّي }".
وقوله " كما علمت" يدل على أنه قد سبق في كلامه ما يشير إلى ذلك وأن قوله في الحديث عن "العظم" : "لأن المفرد هو الدال على معنى الجنسية" أو ما معنى ذلك مما قاله هو أو نقله من أهل العلم إنما يُعنَى به هنا المفردُ المعرفُ بـ"ال" الجنس.​
·أن الآلوسي قد قال قبل ذلك أيضاً : "ولم يقل ـ عظمي ـ مع أنه أخصر لما في ذلك من التفصيل بعد الإجمال ولأنه (أي العظم) أصرح في الدلالة على الجنسية المقصودة هنا"
فلِمَ كان "العظم" أصرح في الدلالة على الجنسية هنا من "عظم" مضافاً "عظمي" ؟ مع أنه لو كان المفرد هنا مجرداً من "ال" فقيل "عظم مني" لم يدل إلا على فردٍ واحد من أفراد الجنس - وإن يكن غير معين - فضلاً عن أن يكون أصرح في الجنسية الشمولية المقصودة هنا، بل كان المفرد المضاف "عظمي" هو المشير إليها والأحق بها دون "عظم" مجرداً من "ال"، مما يدل على أن "ال" الجنس في "العظم" هي منشأ الأصرحية التي قررها الآلوسي، والله أعلم.
· قولي :( فلا أحد من المفسرين أو اللغويين يقول :" بأن كلمة العظم استخدمت هنا بصيغة المفرد (هكذا) للدلالة على الجنس) غفلة مني عن ملاحظة اكتفائهم بذكر( العظم) معرفاً ب"ال" الجنسية رسماً وبتعريفه بها في الآية عن ذكر قيد تعريفه بها حين تقريرهم دلالته على الجنس والشمول، فلم يخطر ببالي هذا الاكتفاء، و أوقعني في هذه الغفلة عدم رجوعي إلى كلامهم لاستبعاد أن يصدر هذا الإطلاق منهم فلما نبهتني - جزاك الله أخي الكريم سليم كل خير - على المصدر لكلام هؤلاء الأئمة في اللغة والتفسير وجدت الآلوسي بذلك التصريح الذي ذكرته آنفاً قد قطع النزاع، والله أعلم.
·وقولك بعد نقل كلام السامرائي: (والحقيقة أنه لا يوجد ما يضاف على قول الدكتور غير اسقاط ما قال في الفرق بين " تفاحة" و"تفاح" و"تفاحات" على الفرق بين " عظمة " و " عظم" و "عظام" . واعترف هنا انني اخطات في التعبير عن " العظم" بالمفرد مقتدياً بابي حيان ، وكان الأولى أن اعبر عنه باسم الجنس الجمعي حتى لا يقع لبس عند القراء . الا انني اظنك توافقني الرأي الآن على أن معنى الشمول يتأتى من استخدام اسم الجنس الجمعي حتى وان لم تحلى المفردة ب "ال")
غلط في التنظير وتنزيل خاطئٌ لكلام الاستاذ السامرائي على محل نزاعنا لأسباب هي :
1 – أن لفظ"عظم" هو مفرد " عظام" فكلمة "عظم " اسم جنس إفرادي – على أقصى احتمال - يصدق على أي فرد من أفراد جنسه، لكن لا يدل على الجمع إلا بقرينة أخرى كـ"ال"الجنس، أو كالإضافة على تفصيل بين أهل العلم، فـ"عظم" إذن مفرد كما في اللسان والقاموس. وأما "العظْمة" مؤنثة العظم فلم أجد لها ذكراً فيما بين يدي من القواميس، فلعلها غير مستعملة، ولئن كانت فما ثم فرق بينها وبين العظم إلا بالاختلاف في التذكير والتأنيث، إذ كلاهما حينئذ مفرد.
2 – أن " عظم" – على أي وجه قُلِّبَ أو أُخِذَ - ليس اسمَ جنس جمعيًّا نظير "جند" أو "التفاح" في كلام السامرائي قطعاً، ولذلك لم يذكره أيٌّ من المفسرين في حديثهم عن "العظم" ولا أحدٌ من اللغويين.
والدليل على ذلك أيضاً أن تعريف اسم الجنس الجمعي هو ما تضمّنَ معنى الجمْع دالاّ على الجنسِ سواء كان الفرق بينه وبين واحده بالتاء مثل بيض وبيضة وتمر وتمرة أو بياء النسب مثل جند وجندي وعرب وعربي.
و" عظم " لا يتضمن معنى الجمع، وقصاراه أن يدل على الجنس، فيكون اسم جنس إفرادياًّ لا جمعياًّ، وليس كل مفرد يكون له اسم جنس جمعي حتى نبحث عن اسم الجنس الجمعي للعظم، فنخترع له "عظْمة" تكلفاً" وإن هي إلا مؤنثه لا مفرده، لأن التاء في "عظمة" لو صحت (أي "عظْمة"لغة) لم تكن إلا الفارقةَ بين المذكر والمؤنث لا بين اسم الجمع ومفرده، ولأن "عظم" هو المفرد في الاستعمال الذي تؤكده القواميس، ولا مفرَد للمفرَد، والله أعلم.
و إن تقليدَك هاهنا لأبي حيان وغيره من المفسرين واللغويين الذين وصفوا العظم بالإفراد - ولم يكونوا في ذلك مخطئين – هو الصحيح الواجب، أما إطلاقُك اسمَ الجنس الجمعيَّ على "العظم" الذي لم تُسبَق إليه وتعلُّقُك بكلام السامرائي في ذلك فهو خطأٌ وإلى اللبس أقربُ، ولَهْوَ بأن تُلام عليه لا أن ترجع إليه أحق وأوجب.
فإن وجدت – أخي الطيب الفاضل "سليماً " – لأحد من المفسرين أو اللغويين قولاً وجيهاً بأن "العظم" اسم جنس جمعي أو بوجود "عظْمة" مفردةً لـ"عظم" فوافني به مشكوراً لأرجع إليه إن شاء الله.

الردُّ المتعلق بوجوه الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد : فالأصل في الإعراب أن يتعلق بالملفوظ به فيُجَلِّيَ معانيَه واضعاً باصطلاح معنوي مضبوط اسماً إعرابيًّا خاصاً متميزاً لكل كلمة في الجملة وفق دورها في أداء المعنى وبنية التركيب، ولا يُلجأُ لتقدير المعدوم إلا إذا كانت حاجة الملفوظ إلى تقديره ظاهرة ملحة وتركيب الجملة يسمح به، بل يسوق إليه بوضوح ولا يتجافاه، والتقدير لو كان سائغاً وقريباً من التركيب وكان المعنى مستقيماً سليماً بدونه فعدم التقدير أولى منه، لأنه الأصل، فكيف به ونظم الجملة مستغنٍ عنه نافرٌ منه يستغربه، ولا يدل عليه.
وقاعدة التقدير هذه مسلَّمة يقرها النحاة جميعاً، ويدل عليها صنيعهم على اختلاف مدارسهم المعتبرة الشهيرة، وسنصطحبها في ما أغرب به أخونا "سليم" وأبعد من تقديرات في وجوه الإعراب، فنقول :
1 أما قولي(وأما إعراب "شيباً" فهو تمييز ليس إلا، ولا يمكن أن يكون مفعولاً به أبداً لأن "اشتعل مطاوع شعل فعل لازم قاصر لا يتعدى للمفعول أبداً ...) فقد جرني إليه شبهة أن يكون مفعولاً به عند الأخ اليعربي بسبب الاكتشاف الجديد حول التفاعل الكيميائي، فكان همِّي نفيَ أن يكون مفعولاً به، والإصرارَ على الوجه الشهير البلاغي الأقوى وهو (التمييز) في مقابلة ذلك، ولم أكن حين قصرت "شيباً" على التمييز إلا في مقام الدحض لوجه المفعول به، لا بصدد التفكير فيما يمكن من وجوه أخرى لإعرابه، وأعترف أني لو قيدت فقلت : (وأما إعراب "شيباً" فهو تمييز ليس إلا على الوجه الشهير البلاغي والأصح الأقوى) لكان أسلم من الخطأ وأحوط.
2 – قول الأخ "سليم": (وانا بدوري اضم صوتي الى الأخ صالح لو كان سؤال الأخ اليعربي حول اعراب شيباً على معنى الشمول والعموم دون الالتفات الى المعنى الجديد الذي طرحه الأستاذ تيسير. وكم قد تغنى النحاة وأهل البلاغة بهذا المعنى المحمول على الشمول والعموم.وبالتمييز المحول عن الفاعل .) خلط من أخينا سليم – هدانا الله وإياه - وكلام غير صحيح لعدة أمور منها :
· أن سريان الشيب في كل الشعر وعمومَه وشمولَه له وهو المعنِيُّ بالاشتعال هنا ثابت مستقرٌّ لم ينله الاكتشاف الجديد بأدنى نقض أو إضعاف، فكيف ينافيه؟ وهو تجلية لسببه وكيفية حصوله!! بل يقويه ولا ينفيه، وهل ذكر السبب وتفصيله إلا تقوية للمسبب!! وسنعرض لوجه "المفعول به" الباطل الذي حسبه سليم كنزاً خبيئاً مع الاكتشاف الجديد، فاستمسك به متوهماً نفاسة معدنه وطار به جذلان مغتبطاً حتى أزرى – سامحه الله - على النحاة وأهل البلاغة بذلك فقال : (وكم قد تغنى النحاة وأهل البلاغة بهذا المعنى المحمول على الشمول والعموم.وبالتمييز المحول عن الفاعل .) ولو لزم غرزَهم فتغنى بما تغنوا لكان خيراً له من أن يتغنى بالمفعول به في غير واديه، ولا صدًى لتَغَنِّيه.
3- أما ما نقله عن أبي حيان في "البحر" من قوله : ( وبعضهم أعرب شيباً مصدراً قال: لأن معنى واشتعل الرأس شاب فهو مصدر من المعنى ، وقيل هو مصدر في موضع نصب على الحال ). فقد ذكره غيره أيضاً، لكن كلا الوجهين ضعيف لا يقوى على معارضة "التمييز" فقد قال الآلوسي عنهما : (وزعم بعضهم أن { شِيباً } نصب على المصدرية لأن معنى { ٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ } شاب، وقيل هو حال أي شائباً وكلا القولين لا يرتضيهما كامل كما لا يخفى) اهـ وسنتعرض قريباً لتبيان منشإ الضعف فيهما وأن الحالية أقوى من المصدرية على خلاف ما زعم سليم.
4 – قوله : (وبالنظر الى المعنى الجديد وهو ان تفاعلاً ما يحدث في الرأس يؤدي الى شيب في الشعر، وأن هذا التفاعل هو اشتعال بشكل أو بآخر، نفهم سبب اسناد "اشتعل" الى الرأس وليس الى الشيب على أنه حقيقة وليس مجازاً. ويسقط بهذا المعنى تحول الفاعل الى تمييز حيث أن "شيباً" ليس هو الفاعل بالمعنى). فيه خلط وأخطاء من عدة أوجه :
الأول : أن الاحتراق الكيميائي المكتشف لا يصدق عليه اشتعال بوجه من الوجوه كما بينت سابقاً غير مرة، وياليت الأخ "سليماً" يفتح أي قاموس ليرى بنفسه الفرق بينهما، وذلك خير من بقائنا حول هذه النقطة ندور دون جدوى، ياأخي عندما تحترق يد شخص بمس كهربائي أو بمادة صودا كاوية وشبهها هل نستطيع أن نقول : اشتعلت يده، وهذا لتبسيط المسألة فقط، وإلا فإننا لا نستطيع أن نقول اشتعلت حتى لو كان سبب الحرق لهب النار لأن مظهر الاشتعال إنما هو إضاءة لهب النار نفسها بظهور ألسنة لهبها، فاليد وإن أحرقتها النار بسبب بنزين مثلاً فلا نقول اشتعلت اليد (هكذا) إلا أن نزيد "ناراً" فيكون من التمييز المحول، لأن الاشتعال إنما هو للنار الشابة في اليد بسبب مخالطتها للبنزين، فتحترق اليد، لكن مظهر الاشتعال من صميم تركيب النار فيصحبها إذا التهبت، أما الاحتراق فقد لا يصاحبه اشتعال إذا حدث بنار ليست ذات لهب أو بمس كهربائي مثلاً أو مادة كيماوية حارقة، فتدبرْ.
الثاني : أن الاشتعال لو كان لا معنى له إلا داخل الرأس لما رآه أحد، ولأنكره العرب لأنه لم يعرفوه، ولم يروه، وقد قال لبيد : إن ترَيْ رأسيَ أمسى واضحاً . . . سلُّط الشيبُ عليه فاشتعل
فلعلَّ التعبير باشتعال الرأس للدلالة على سريان الشيب فيه ليس من مبتكرات القرآن، وإن كان في الآية أجمل وجهاً بما لا يقارَنُ وأسمى بياناً، ولا مانع مع هذا أن يكون "اشتعل" مومِئاً إلى ذلك الاكتشاف - لو صح - والله أعلم.
ونخلص من هذا إلى أن وجه "التمييز" هو الأوجه هنا لأن نسبة الاشتعال للرأس عامةٌ، فقد تصدق على اشتعاله ناراً بمعنى اشتعال النار فيه، وقد تصدق على اشتعاله شيباً، فمَيَّزَ "شيباً" الإبهامَ في إسناد الاشتعال للرأس بأن لم يكن بشبوب النار فيه، وإنما بمظهر الشيب عليه الذي عم الرأسَ بياضُه، وسرى في سائر أرجائه، وهذه هي وظيفة التمييز في تبيان مبهَم النِّسب.
الثالث : أن الاكتشاف الجديد الاحتراقي الكيميائي لا علاقة له بفك تعلق التمييز البيانيِّ بمُمَيَّزه ولا بإزالة حاجة تلك النسبة المبهمة لتمييزها، وإنما وظيفة ذلك الاكتشاف - لو صح - إنما هي تجلية مقدمة الاشتعال وسببه.
الرابع : أننا لو فسرنا الاشتعال بالاحتراق - جدلاً - يكون الاشتعال لم يعُمَّ الرأس، لأن الاحتراق الذي فسرناه به –على هذا الفرض – ما عمَّ الرأسَ، لأن المحترِق من الرأس مادة ضئيلة جدًّا، لا تُمثِّل من المواد الوظيفية المكونة للرأس – وما أكثرها - إلا جزءًا يسيراً، وقد اتفق الناس على أن المقصود من "اشتعل" العموم والسريان – فكيف يفسر باحتراق كيميائي لا يوافق معناه، ولا يناسب شموله.
ولذا فإن الاكتشاف الجديد لم ينل من صحة إعراب "شيباً" تمييزاً شيئاً، وإنما أصاب أخانا سليماً بواهنٍ من التقدير أضعف تمييزه بين الموجود والمعدوم والصحيح والسقيم فبعُد بمعظم تقديراته عن قواعد العربية ومذاق أهلها، وإليكموها :​
قال الأخ سليم : (وحتى يكون باستطاعتنا ان نوجه الاعراب نحاول أن نعرض المعنى المفهوم بجمل بسيطة . ونقول أن هناك تقديرات لهذه الجمل عديدة منها:
- اشتعل الرأس وشاب شيباً وهنا تكون مفعولاً مطلقاً.
-اشتعل الرأس وأحدث شيباً وهنا تكون مفعولاً به .
- اشتعل الرأس شيباً بمعنى شائباً وهنا تكون حالاً، ولكنني اراها بعيدة).​
التعليق : -
1 – خطؤه في تقدير "وشاب" في وجه المصدرية، وما عنى القائلون بمصدرية"شيباً" إلا أن "اشتعل" نفسه بمعنى شاب، فيكون "شيبًا" مصدراً مؤكداً لعامله "اشتعل" ولم يقل أحد إن العامل محذوف مقدر معطوف على "اشتعل" لأن حذف العاطف والمعطوف مثل قوله تعالى "وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ"( أي والبرد) لا بد من دليل عليه مثل ذكر" سَرَابِيلَ" في الآية، وهي تقي الحر والبرد، وخصُّ الحر بالذكر لتقدم الامتنان بما يقي البرد في قوله تعالى "وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ ..." ولأن الحر أغلب أحوال بلاد العرب كما قال العلماء.
أمَّا في آية "مريم" التي معنا فلا يجوز بحال هذا التقدير، ولم يقصده من قال بالمصدرية من أهل اللغة والتفسير كما هو ظاهر كلامهم وشأنهم في مظانه الأخرى، علاوة على أن إعراب المصدرية على الوجه الذي ذكره بعض أهل العلم لا يخلو من ضعفٍ أيضاً لأن المقصود في الآية ليس الإخبارَ بمجرد حدوث الشيب وإنما بسريانه وشموله الذي تكون "اشتعل" فيه أصرح لو بقيت على معناها الأصلي، وهو الأوفق والأرشق، والله أعلم.
2 – غلطه الكبير في إعراب "شيباً" مفعولاً به وتقديره الغريب البعيد الباطل حيث قال :" اشتعل الرأس وأحدث شيباً وهنا تكون مفعولاً به" فارتكب بذلك أكثر من خطأ منها :
1 – استناده في هذا الإعراب على وَهْمِ أن "اشتعل" بمعنى احترق دون دليل وقد بينا بطلانه.
2 – إيغاله في التقدير حتى أجحف ببنية التركيب القرآني، فزاد "وأحدث" اعتسافاً ليصحِّح شبهة وجه "المفعول به" في "شيباً" مع بطلانه وغربة تقديره عن نظم الجملة وبليغ معناها، وهذا إغفال لحرمة التركيب القرآني وافتيات على بنيته - بحسن نية طبعاً - ولو اتُّبِع منهج أخينا في التقدير الإعرابي لدخلت فوضى واسعة في علم النحو لم يستقم معها مبنى ولا معنى قال ابن عاشور في مقام مشابه "كل كلام إذا سلكت سبيل الاعتساف من دعوى مجاز أو تقدير مضاف يعود سليماً بعدما عوَّجته وصحيحاً بعدما أبطلته" أو كما قال.

ولقد اكتشف أهل العلم على اختلاف تخصصاتهم من الإعجاز العلمي للقرآن كثيراً خاصةً في هذا العصر، لكنَّ أحداً منهم أوممن اطلع على اكتشافهم من علماء اللغة والتفسير لم يقل : إن هذا الاكتشاف أو ذاك يستوجب وجهاً آخر في إعراب أيٍّ من كلمات القرآن أو تقديراً جديداً بين ثناياها، بل بقيت آيات القرآن في عليائها تشير إلى ما استجدَّ من اكتشاف بوضوح أو إيماء، ولا تتأثر بنيتها به، بل لم يزد الاكتشاف تلك القممَ البديعةَ السمحةَ من البُنى إلا تماسكاً وجلالاً وتألُّقاً، وهذا هو سرُّ الإعجاز، إذ لو استوجبت موافقةُ الآية للاكتشاف وجهاً غريباً في إعرابها يلزم منه تقديرٌ دخيلٌ بين أجزاء نظمها لوجب استبعاد دلالتها على هذا المُكْتَشَفِ، وارتباطِها به، وحاشا لله أن نَجُرَّها مُرغَمةً – وهي حق اليقين - إلى اكتشاف بشري مظنون، قد يعقبه آخر يُظهر خللاً في بعض أنحائه أو ينقضه ويرده.

3 – أما تقديره وجهَ الحالية في "شيباً" بقوله :( اشتعل الرأس شيباً بمعنى شائباً وهنا تكون حالاً ) فصحيحٌ،لكن استبعاده لوجه الحالية بقوله :( ولكنني اراها بعيدة) لا يتَّجِه مقارنةً بما ذكر معه من وجه باطل وآخر ضعيف، لأن هذا الإعراب هو أحسن الوجوه بعد "التمييز"وأقربها معنًى إليه، ولكثرة مجيء المصدر حالاً في كلامهم، يقول ابن مالك في الخلاصة :
"ومصْدرٌ منَكَّرٌ حالاً يقعْ . . . بكثرةٍ كبغتةً زيدٌ طلعْ "

ثم قال أخونا : "وانا لا ادري أي هذه التقديرات تجدونه أقرب للمعنى المراد ،ام أن هناك معنى آخر لم يظهر لي" ونحن أقول لأخي الطيب المتواضع "سليمٍ" ناصحاً مخلِصاً ومحبًّا مشفقاً :

حــقِّــقِ التمييز وجــهاً معرِباً "شيباً" بمريم
فهـــو وجـــــــهٌ مـــــشرقٌ في روضِ حُسنٍ يترنَّم
أوْ فَـــــــحـــالاً قَــــدِّرَنــْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهَا "شائباً" لا عذلَ فانْعَم
أضعِفِ المصدرَ لكنْ لا تزد وجهاً فتندم
ياسليمَ القلب عَوْداً لِبُنَى التنزيلِ سلِّمْ
إننـــا جـئنــا لــهــــذا الْـ ملتقى كيْ نتعلَّم.

وأخيرا أخي الكريم المتواضع "سليم بن برهان" أحسب أني قد وفيت بما سألتني بالله أن أفعله حين قلتَ :"انني أسألك بالله أن تردني حيثما رأيتني أخطأت ،وان لا يأخذك فيّ رحمة ، بل اقذف الحق في وجهي ، فوالله ان كتاب الله لعظيم واني لأرضى أن أرد الف مرة عن ان يسألني الله عن قول لي في كتابه العزيز بغير علم ."
وإني لأغبطك على هذا التواضع الجم، وأسأل الله أن يرفعك به
فإن زلَّ قلمي بتعبير ساءك أو لفظ آذاك فما حملني على ذلك إلا الرهبةُ أن أفرِّط - قدر وسعي ومبلغ علمي - في الذود عن عظمة ألفاظ القرآن وجلال تراكيبه، وإلا فمثلك أهلٌ للمودة والتكريم، ولو كنت بجوارك لقبلت يديك ورأسك عن كل حرف أحرجك، فصفحاً - أخي الكريم – إن كان شيء من ذلك.
هذا وستكون هذه المشاركة خاتمة حديثي حول هذه الآية، وأعتذر لذلك غير مُدَّعٍ أني بلغت الغاية فيما قلت، ولكنه أقصى استطاعتي وكلُّ بضاعتي مع ما أعانيه من ضيق وقتي وبطء طباعتي، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه فوقف دونها.

تنبيهان :

1 – قولي في حديثي عن التفاحة في المشاركة السابقة: "والأحق بتمثيل المفرد الدال على الشمول بتعريف الجنس إنما هو التفاحة إذا اعتبرت "ال" فيها لاستغراق للجنس أي كل تفاحة" فيه خطأ وقعت فيه سهواً وهو :" أي كل تفاحة" والصواب : " أي جنس التفاحة مثل أن نقول : "التفاحة ألذ من الجوافة"، وهي الجنسية التي تعني الحقيقة والماهية، ولها قسيمان معروفان لا نطيل بهما، والله أعلم.
2– في ذكري ضابط "من" البيانية في السابقة أيضاً وقع مني خطأ سهواً فقلت " (فيقال في آية مريم بدلَ " مني" من "وهن العظم مني" : الذي هو إياي) والصواب : (...الذي هو أنا) لأن المحل لضمير الرفع لا لضمير النصب والله أعلم.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

وكتبه الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
صالح العُجَيْلي​
 
استدراك

استدراك

وقع سهو من باب سبق القلم في قولي في آخر المشاركة السالفة : "ونحن أقول لأخي الطيب " صوابه :"وأنا أقول لأخي الطيب"
كما وقع تصحيف في سابقتها بإعجام دال "نُدْهِنَ" في قولي " وجنبني وإياك أن نُدْهِنَ في إظهار الحق" والصواب أنها دال مهملة كما رسمتها هنا.
 
عودة
أعلى