عمرو الشاعر
New member
- إنضم
- 24/05/2006
- المشاركات
- 128
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- مصر
- الموقع الالكتروني
- www.amrallah.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
نتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة الهمزة, لنبين بإذن الله وعونه بعض أوجه الجمال والكمال في السورة الكريمة: بسم الرب الأكرم
سورة الهمزة من السور المكية والتي تعني بتثبيت مسائل الإيمان, واحتوت هذه السورة وعيدا شديدا للمخالفين وفصلت فيه تفصيلا عجيبا, وننظر لنر:
تبدأ السورة بقوله تعالى: "ويل لكل همزة لمزة" , وقبل أن نبدأ في تحليل هذه الألفاظ نُذكّر بما قلناه سابقا وهو وجود علاقة بين سور القرآن, فنقول:
كانت السورة الماضية تدور في خسران عامة الإنسان إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات, وأتوا بصنف من الأعمال الصالحة اللسانية وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر. ثم تبدأ السورة بتابع للسورة الماضية كلها ومعكوس خاتمتها. فتبدأ بقوله تعالى "ويل لكل همزة لمزة" فهؤلاء بداهة من الإنسان الخاسر على مر العصور, لأنه لم يدخل في الصنف المستثنى في آخر السورة, ولأنهم أتوا بمذموم من أقوال اللسان وهو الهمز واللمز بدلا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر!
أول ما نلاحظه في هذه السورة هو قوله تعالى "ويل لكل" أي أن الويل شامل وعام لكل الأفراد الذين يدخلون تحت هذا التوصيف, فلا يتجاوز عن بعضهم, لأنه لا مبرر للفعل ولما في هذا الفعل من الضرر الشديد على الفرد والمجتمع. والويل معروف وهو لفظ يستعمل في التهديد, فنحن نسمعها دوما ولا نزال نقولها: الويل لك, أو كما نقولها بالعامية " يا ويلك مني".
وهو لفظ يدل على الذم والكرب والهلاك, وورد في بعض الروايات الضعيفة أن الويل واد أو جبل في جهنم, وهذه الروايات مما لا يعتد به! ونلاحظ أن الله تعالى نكر هنا فقال: "ويل" ولم يقل: "الويل" كأنه أراد بذلك فتح مجال التصور والتخيل عند المتلقي بشأن ذلك الويل الذي أعده الله عزوجل للعاصين والذي يتناسب مع عزة الله وقدرته.
والناظر يجد أن الله تعالى يقول: "ويل لكل همزة لمزة" وفي هذا دليل على أن الآية عامة في كل همزة لمزة, لذا فيمكننا الجزم بأنها غير مختصة بأناس محددين مثل أمية بن خلف أو الأخنس بن شريق, وإنما هي عامة في كل من يصدق فيه الوصف!
ونتوقف في هذه الآية مع الوصفين الواردين فيها وهما قوله تعالى: " همزة لمزة", لنوضح الفرق بين الإثنين:
أول ما ننبه عليه هو وجود اشتراك في المعنى بين الكلمتين لاشتراكهما وتشابههما في المبنى, لذا فإنا ننتظر أن يكون المعنى متفقا في الجزء الأكبر ومخالفا في الجزء الأصغر:
إذا نحن نظرنا في مقاييس اللغة وجدنا ابن فارس يقول:
"الهاء والميم والزاء كلمةٌ تدلُّ على ضَغْطٍ وعَصْر. وهمَزْت الشَّيءَ في كفِّي.
ومنه الهَمز في الكلام، كأنَّه يَضْغَط الحرف. ويقولون: همزَ بِهِ الأرض.وقوسٌ هَمْزَى: شديدةُ الدَّفعِ للسَّهم. والهمَّاز: العَيَّاب، وكذا الهُمَزَة. قال:
تُدْلِي بوُدِّيَ إذْ لاقَيتَنِي كذِباً وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْوَهمْزُالشَّيطان كالمُوتَة تَغلِبُ على قَلْب الإنسان تَذهب به." اهـ
وإذا نظرنا في اللسان وجدنا ابن منظور يقول:
" والمِهْمازُ: ما هُمِزَتْ به؛ قال الشماخ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها، كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد المهاميز، فحذف الياء ضرورة. قال ابن سيده: وقد يكون جمع مِهْمَزٍ. قال الأَزهري: وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قال شمر: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، واحدتها مِهْمَزَة، وهي عصاً في رأْسها حديدة يُنخس بها الحمار؛ قال الأَخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، وجارُهُمْ يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ أَبو الهيثم: المهامز مقارع النَّخَّاسِين التي يَهْمِزُون بها الدواب لتُسْرِعَ، واحدتها مِهْمَزة، وهي المِقْرَعَةُ. والمِهْمَزُ والمِهْمازُ: حديدة تكون في مؤخر خُف الرائض.
والهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضَّغْطِ، ومنه الهَمْزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط." اهـ
فإذا نظرنا في أقوال المفسرين –الإمام الفخر الرازي نموذجا- وجدنا اختلافا كبيرا في تحديد معنى الهمز واللمز, فنجدهم يقولون:
" المسألة الثانية : الهمز الكسر قال تعالى : { هَمَّازٍ مَّشَّاء } [ القلم : 11 ] واللمز الطعن والمراد الكسر من أعراض الناس والغض منهم والطعن فيهم ، قال تعالى : { وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ } [ الحجرات : 11 ] وبناء فعله يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها ونحوهما اللعنة والضحكة ، وقرىء : { وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } بسكون الميم وهي المسخرة التي تأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم وللمفسرين ألفاظاً أحدها : قال ابن عباس : الهمزة المغتاب ، واللمزة العياب وثانيها : قال أبو زيد : الهمزة باليد واللمزة باللسان وثالثها : قال أبو العالية : الهمزة بالمواجهة واللمزة بظهر الغيب ورابعها : الهمزة جهراً واللمزة سراً بالحاجب والعين وخامسها : الهمزة واللمزة الذي يلقب الناس بما يكرهون وكان الوليد بن المغيرة يفعل ذلك ، لكنه لا يليق بمنصب الرياسة إنما ذلك من عادة السقاط ويدخل فيه من يحاكي الناس بأقوالهم وأفعالهم وأصواتهم ليضحكوا" اهـ
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
نتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة الهمزة, لنبين بإذن الله وعونه بعض أوجه الجمال والكمال في السورة الكريمة: بسم الرب الأكرم
سورة الهمزة من السور المكية والتي تعني بتثبيت مسائل الإيمان, واحتوت هذه السورة وعيدا شديدا للمخالفين وفصلت فيه تفصيلا عجيبا, وننظر لنر:
تبدأ السورة بقوله تعالى: "ويل لكل همزة لمزة" , وقبل أن نبدأ في تحليل هذه الألفاظ نُذكّر بما قلناه سابقا وهو وجود علاقة بين سور القرآن, فنقول:
كانت السورة الماضية تدور في خسران عامة الإنسان إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات, وأتوا بصنف من الأعمال الصالحة اللسانية وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر. ثم تبدأ السورة بتابع للسورة الماضية كلها ومعكوس خاتمتها. فتبدأ بقوله تعالى "ويل لكل همزة لمزة" فهؤلاء بداهة من الإنسان الخاسر على مر العصور, لأنه لم يدخل في الصنف المستثنى في آخر السورة, ولأنهم أتوا بمذموم من أقوال اللسان وهو الهمز واللمز بدلا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر!
أول ما نلاحظه في هذه السورة هو قوله تعالى "ويل لكل" أي أن الويل شامل وعام لكل الأفراد الذين يدخلون تحت هذا التوصيف, فلا يتجاوز عن بعضهم, لأنه لا مبرر للفعل ولما في هذا الفعل من الضرر الشديد على الفرد والمجتمع. والويل معروف وهو لفظ يستعمل في التهديد, فنحن نسمعها دوما ولا نزال نقولها: الويل لك, أو كما نقولها بالعامية " يا ويلك مني".
وهو لفظ يدل على الذم والكرب والهلاك, وورد في بعض الروايات الضعيفة أن الويل واد أو جبل في جهنم, وهذه الروايات مما لا يعتد به! ونلاحظ أن الله تعالى نكر هنا فقال: "ويل" ولم يقل: "الويل" كأنه أراد بذلك فتح مجال التصور والتخيل عند المتلقي بشأن ذلك الويل الذي أعده الله عزوجل للعاصين والذي يتناسب مع عزة الله وقدرته.
والناظر يجد أن الله تعالى يقول: "ويل لكل همزة لمزة" وفي هذا دليل على أن الآية عامة في كل همزة لمزة, لذا فيمكننا الجزم بأنها غير مختصة بأناس محددين مثل أمية بن خلف أو الأخنس بن شريق, وإنما هي عامة في كل من يصدق فيه الوصف!
ونتوقف في هذه الآية مع الوصفين الواردين فيها وهما قوله تعالى: " همزة لمزة", لنوضح الفرق بين الإثنين:
أول ما ننبه عليه هو وجود اشتراك في المعنى بين الكلمتين لاشتراكهما وتشابههما في المبنى, لذا فإنا ننتظر أن يكون المعنى متفقا في الجزء الأكبر ومخالفا في الجزء الأصغر:
إذا نحن نظرنا في مقاييس اللغة وجدنا ابن فارس يقول:
"الهاء والميم والزاء كلمةٌ تدلُّ على ضَغْطٍ وعَصْر. وهمَزْت الشَّيءَ في كفِّي.
ومنه الهَمز في الكلام، كأنَّه يَضْغَط الحرف. ويقولون: همزَ بِهِ الأرض.وقوسٌ هَمْزَى: شديدةُ الدَّفعِ للسَّهم. والهمَّاز: العَيَّاب، وكذا الهُمَزَة. قال:
تُدْلِي بوُدِّيَ إذْ لاقَيتَنِي كذِباً وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْوَهمْزُالشَّيطان كالمُوتَة تَغلِبُ على قَلْب الإنسان تَذهب به." اهـ
وإذا نظرنا في اللسان وجدنا ابن منظور يقول:
" والمِهْمازُ: ما هُمِزَتْ به؛ قال الشماخ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها، كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد المهاميز، فحذف الياء ضرورة. قال ابن سيده: وقد يكون جمع مِهْمَزٍ. قال الأَزهري: وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قال شمر: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، واحدتها مِهْمَزَة، وهي عصاً في رأْسها حديدة يُنخس بها الحمار؛ قال الأَخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، وجارُهُمْ يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ أَبو الهيثم: المهامز مقارع النَّخَّاسِين التي يَهْمِزُون بها الدواب لتُسْرِعَ، واحدتها مِهْمَزة، وهي المِقْرَعَةُ. والمِهْمَزُ والمِهْمازُ: حديدة تكون في مؤخر خُف الرائض.
والهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضَّغْطِ، ومنه الهَمْزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط." اهـ
فإذا نظرنا في أقوال المفسرين –الإمام الفخر الرازي نموذجا- وجدنا اختلافا كبيرا في تحديد معنى الهمز واللمز, فنجدهم يقولون:
" المسألة الثانية : الهمز الكسر قال تعالى : { هَمَّازٍ مَّشَّاء } [ القلم : 11 ] واللمز الطعن والمراد الكسر من أعراض الناس والغض منهم والطعن فيهم ، قال تعالى : { وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ } [ الحجرات : 11 ] وبناء فعله يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها ونحوهما اللعنة والضحكة ، وقرىء : { وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } بسكون الميم وهي المسخرة التي تأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم وللمفسرين ألفاظاً أحدها : قال ابن عباس : الهمزة المغتاب ، واللمزة العياب وثانيها : قال أبو زيد : الهمزة باليد واللمزة باللسان وثالثها : قال أبو العالية : الهمزة بالمواجهة واللمزة بظهر الغيب ورابعها : الهمزة جهراً واللمزة سراً بالحاجب والعين وخامسها : الهمزة واللمزة الذي يلقب الناس بما يكرهون وكان الوليد بن المغيرة يفعل ذلك ، لكنه لا يليق بمنصب الرياسة إنما ذلك من عادة السقاط ويدخل فيه من يحاكي الناس بأقوالهم وأفعالهم وأصواتهم ليضحكوا" اهـ