النون بين فن التجويد وعلم التشكيل الصوتي " الفونولوجيا "

أبو هاني

New member
إنضم
5 سبتمبر 2008
المشاركات
99
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه دراسة علمية ترجع إلى أكثر من عشرين عاما نُشرت في مجلة علمية محكَّمة تصدر عن جامعة عريقة
وهي تتناول قضية جدلية ما كانت لتستمر لولا أن من تولاها كان له وظيفة نافذة وأتباع لهم توجّه كالتعبّد
بأقوال المعلِّمين ، وقد دُعمت الدراسة بتجربة معملية تُظهر الفرق بين حالتين في أداء صورة من صور النطق
 
الدكتور الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بارك الله فيكم ونفع بكم ،اطلعنا على هذا البحث العميق في مادته ، وقد تكون لنا وقفات استفسار واستيضاح فيما بعد إن يسر الله ذلك
والسلام عليكم
 
وفقكم الله وتقبل منكم يا أبا هاني
وأدعو المولى عز وجلأن يكافئكم على جهدكم الواضح ، وأشكر لكم متابعتكم الواعية
أدام الله عليكم وعلينا نعمة تقدير العلم والانتفاع به
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كان الأولى والأجدر بكم _ حتى يستقيم لكم النقد _ الاعتماد على كتب الأصول عند القوم ، لا فروع فروع الفروع تفتقر إلى الأصلة والابتكار_كما قال الدكتور غانم الحمد_، فأين أنتم من مرشد ابن الطحان ، أو تحديد الداني ، أو رعاية مكي ، أو موضح القرطبي ، في ذكر مصطلحات هذا الفن .
قلتم : " ثم ما لمسته من خلال مناقشة بعض دارسي التجويد ومعلمّيهم فهمهم للإخفاءفهمًا لفظيًّا ، يبعده عن معناه الفني ، وما عانيتُه من غموض تعريفه الاصطلاحي في الكتب المتوارثة ، مادتها وعرضها وصياغتها ، بالإضافة إلى القصور البالغ في تناول هذا الموضوع "

" كُتُب التجويد على وجه الإجمال لاتقدّم تعريفات واضحة للمصطلحات الأربعة "
" والتعريفان يفتقران في رأيي إلى الدقة "
" الإخفاء :لقد عجزت عبارات أهل التجويد عجزا تاما عن إيضاح المقصود بهذا المصطلح !!!!! "
" وهذه التعريفات في واقع الأمر لا تجدي في تحديد معنى الإخفاء تحديدا علميا !!!! "
" خلاصة ما عرضته هنا أن تعريفات تلك الأحوال عند أهل التجويد وعند علماء الصرف تعريفات غامضة " .
هذا الغموض عندكم أنتم يا سيدي،ويا ليتكم وضحتم لنا وجه القصور ، ما هي إلا إشارات بعدم الدقة وحسب ، ونتساءل هل وافق الموصوف المنطوق ، أم خالفه ، للأسف الشديد هذا البحث أفاد بتخطئة الوصف والنطق .
ما هذه الحيرة !!! اتهمتمونا بقلة الفهم للنصوص ، وعدم التدقيق فيها ، ثم أنتم هؤلاء تتهمون النصوص بأنها غير واضحة ، وقاصرة ، إما أن تكون النصوص واضحة وصحيحة ونحن لم نستطع فهما فأتينا بالنطق المخالف ، وإما النصوص غير واضحة وقاصرة ونحن فهمناها الفهم الصحيح وجئنا أيضا بالنطق المخالف !!! .
لو وافقنا النصوص وهي قاصرة كان المقتضى أن يكون النطق خطأ .
ولو خالفنها وهي صحيحة كان النطق خطأ .
وأما خالفناها وهي خاطئة كانت المقتضى أن يكون النطق سليما، وهذا المفهوم مما ذكر .
اتُهم المشايخ والعلماء_ من قبل_ بالمبتدعين ، فلما تبين أن النصوص معهم شرعتم في اتهام النصوص _التي وضعها الأئمة_ بالقصور ، فماذا نستشف من ذلك .
إن المطالع لهذا البحث لا يستطيع تميزا لظواهر النون الساكنة والتنوين ، فعلى أساس قاعدة " المماثلة " أصبح عندنا حالتان : إظهار ، وحالة أخرى ، لا ندريها ، هل هي إخفاء أم إدغام أم اقلاب !!!!!!!، الله أعلم .
وسيتضح ذلك للقارئ عندما يمعن في هذه العبارات
"فقاعدة المماثلة كما قدّمتُ تقوم على أنّ موضع نطق الصوت الأغَنّ ينتقل إلى موضع الصوت الساكن التالي له،وتشمل المماثلة ماسمَّاه أهل التجويد إخفاءً وإدغامًا وقلبًا"
" والإدغام مع الميم مماثلة منحيث موضع النطق،ومثله القلب قبل الباء؛ففيهما
ينتقل موضع نطق النون إلى الشفتيَن بإغلاقهما مع بقاء الغُنة؛فتصير النون مماثلِة للميم
ذلك إدغامًا؟؟؟؟؟،أوتختفي الغُنة بعد نطق الميم!!!!!!ليبدأ نطق الباء ويمتدّ زمن نطق الميم فيصيرذلك قلْبًا ". إن هذا لشيء عجاب ، ما سمعناه في الأولى ولا في الآخرة .
وبناء على هذا التشتت وصلتم إلى ما لم يصل إليه من سبقكم فقلتم : " وهذا الاسم في واقع الأمر تحصيل حاصل ".
وكأن تقسيمات العلماء من لدن الخاقاني _ أول من صنف في التجويد _ إلى عصرنا هذا كانت لغوا ، إن ما سطر في هذا البحث غير مقبول حتى عند المطبقين .
حتى في بحثكم لم توافقوا علماء الأصوات ، فتعبير الدكتور أنيس عن الإخفاء بـ: " ميلان الصوت النون إلى مخرج الصوت المجاور لها ، وكذلك كلام الدكتور أحمد مختار يتنافى تماما مع المماثلة ، وبينهما من الفارق ما بين رؤية الأعمى في ظلام دامس ، والمبصر في وضح النهار .
اشتمل هذا البحث على اتهام الأئمة_ الذين لا يفصلهم عن عصر النبوة سوى عدة قرون_ بالقصور في الوصف ، والعلماء المعاصرين بغير مدققين ، والقراء الحاليين يقرؤون خطأ ، ولم يسلم حتى علماء الأصوات ، وكل ذلك سعيا وراء السراب .
ولو شئتُ تفنيدا لما في هذا البحث من شبها، وإظهارا لما فيه من تناقض لسطرت لك أضعاف حجمه ، ولكن ما فائدة ذلك ،هيهات هيهات ( عنزة ولو طار) .
فقد قرأتُ في هذا الرابط
http://vb.tafsir.net/tafsir2029/

من الحجج الدامغة ، والأدلة الواضحة ، والبراهين الساطعة ما يكفي لروجع العشرات ممن جردوا النفس عن حظوظها ، أما غير هؤلاء فليس لنا سلطان عليهم إلا المناصحة لله ورسوله عسى أن يؤوب منهم من انفك عن نفسه هواها .
قلتم : " ما كانت لتستمر لولا أن من تولاها كان له وظيفة نافذة وأتباع لهم توجه كالتعبد بأقوال المعلمين " .
ليس لهم ذلك ، بل فهموا النصوص على مراد أصحبها ، ولم يتكلفوا فهمها حتى إذا اتضح لهم أنها مخالفة لمرادهم اتهموها بـ (غير واضحة ) وليس أدل من ذلك على السعي وراء النفس.
ليس لهم توجه كالتعبد ، ولكن أعطوا للأئمة قدرهم ، فلم ينتقصوهم ، أو يبدعوهم ، أو يتهموهم بالقصور في الوصف ، وعدم الدقة في الفهم ، والخطأ في القراءة في مقابل بعض علماء الأصوات لا نعرف هل حفظوا جزء عم _فضلا عن غيره _ أم لا .
قرأنا لأحد كبار علماء الأصوات _الدكتور غانم قدوري الحمد (أجزل الله له الثواب) _ شرحا على الجزرية ، من أفضل شروحها ، جمع فيه بين الدرس الصوتي القديم والحديث ، من دون أن ينتقص من الأول ، بل جعل عدم الاعتماد على كتب المتقدمين _ ممن وصفتهم بالقصور في الوصف _ من العيوب ، وهذا يوضح لنا الفرق الشاسع بين من قرأ القرآن وأقرأه ، وبين من لا ندري أقرأ الفاتحة على إمام مسجده فضلا عن مقرئ مغمور في ظلمات بحر لجي فيما دون ذلك أم لا .
وأرجوا ألا تتلوا علينا قصيدتكم المعهودة . . . منذ سبعة وأربعين عاما . . . وأكثر من ثلاثة وعشرين عاما . . . ، لأننا نعلم ذلك ، ونعلم أيضا أن مكيا صاحب المائة مؤلف له الإمامة في العلم ، والتبحر في فنون العربية، ونعلم أنه شيخ الأندلس وعالمها ، وأنا أبا عمرو الداني أستاذ الأستاذين ، وأنه لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه ، وكذلك له مائة وعشرون مصنفا ، وأن الجعبري كانت له الرياسة ، وابن الجزري شيخ القراء وإمام الحفاظ ، هؤلاء هم علماء الأصوات الحقيقيون ، الذي تلقوا القرآن كابرا عن كابر ، وأجملتهم أنت بقصور الوصف .
وأرجوا أن يستدعي أحد الأفاضل الشيخ محمد بن عيد الشعباني ليرى أن اللغز الذي نظمه أصبح ألغازا ، أصبح الإخفاء إدغاما و الإقلاب إدغاما ، والقلب إخفاء والأخيرة مقبولة بتأويل .
وأرجوا من الأخوة قبل الحكم على ما كتبت إعادة النظر في البحث المرفق ، فما أردت من ذلك مناقشة مسألة اعوجت الألسن من كثرة الكلام فيها ، بل أردت الذب عن أئمتنا الذي اتهموا بالقصور في الوصف ، ومشايخنا الذي اتهموا بعدم التدقيق ، وقرائنا الذي خطئوا في قراءتهم . وهذا ما لا يرتضيه أحد حتى المطبقين . والسلام عليكم .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لك يا أحمد نجاح كل الحرية في أن ترى ما تشاء ، ولكنني كما ترى في العنوان سميتُ التجويد فنًّا لأنه تدريب عملي على الأداء ، أما المادة العلمية فهي مستمدة من علم الأصوات وما ورد من لدُن الخليل وسيبويه وابن جني ، ويكتمل الوصف الصوتي العربي بما جدَّ في العصر الحديث من إمكانات ، وعلمُ الأصوات لا يقتصر على أصوات لغة بشرية واحدة بل إن نتائجه تتناول وصف أصوات لغات البشر جميعا ، ونتائج الفرع المسمى الفونولوجيا تشرح ما يحدث عند تلاقي أكثر من صوت لغوي في أثناء الأداء الكلامي .
وما في كتب التجويد من وصف لحالات النون الساكنة والتنوين وصف نظري فيه قدر من التفكير الشخصي غير الواقعي ؛ انظر إلى وصف نطق الميم ثم الباء بأن نطق أحد الصوتين أدخَلُ في باطن الشفة أكثر من الآخر ، هذا تصور فيما هو مشاهَد وهو غير واقعي ، فما بالك بما في الحنجرة والحلق مما لم يكن مرئيًّا قبل الأجهزة الحديثة والاختلافات التي تُظهرها أجهزة تحليل الصوت .
ما زال التمسك بالكلام النظري هو المسيطر على المناقشة .
أسأل الله تبارك وتعالىالهداية والرشاد .
 
عودة
أعلى