النوال... (78) (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (78)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "النمل": (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا)
القول الأقرب في الآية أن المراد بمن في النار موسى نفسه, فإنه حين حل في موضع النور وفي محيطه صح أن يوصف بأنه في النور, والمراد بمن حول النار الملائكة.

ومثل هذا القول في القرب القول بأن المراد بورك من في مكان النار، ومن حول مكانها, ومكانها: البقعة التي حصلت فيها وهي البقعة المباركة المذكورة في قوله تعالى: (نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة)

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
قال البغوي: "مذهب أكثر المفسرين أن المراد بالنار النور، ذكر بلفظ النار لأن موسى حسبه ناراً".

واختلف المفسرون في المراد بقوله: (من في النار ومن حولها) على خمسة أقوال:
القول الأول: أن المراد به الله تعالى, وكانت النار نوره تعالى, ومن حولها هم الملائكة.
(ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) (واقتصر عليه ابن كثير*) (وضعفه الشنقيطي*)

القول الثاني: أن المراد به الملائكة, ومن حولها موسى والملائكة (ذكره البغوي*, وابن عطية*) (ورجحه الشنقيطي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)

القول الثالث: أن المراد به موسى نفسه, فإنه حين حل في موضع النور وفي محيطه صح أن يوصف بأنه في النور, والمراد بمن حول النار الملائكة. (ذكره البغوي*, والقرطبي*) (ورجحه الرازي*) (واقتصر عليه ابن عاشور*)
(وذكره الماتريدي* لكن لم يذكر أن المراد بمن حول النار الملائكة)
وهذا القول الثالث هو الأقوى والأرجح, ويوازيه في القوة القول الرابع, وهو القول الآتي.

القول الرابع: أن المراد بورك من في مكان النار، ومن حول مكانها.
ومكانها: البقعة التي حصلت فيها وهي البقعة المباركة المذكورة في قوله تعالى: (نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة) (ذكره الماتريدي*, والزمخشري*, والرازي*)

واعترض ابن عاشور على هذا فقال: "هذا التبريك تبريك ذوات لا تبريك مكان بدليل ذكر {مَنْ} الموصولة في الموضعين".

قلت: لكن يؤيده أن الله تعالى ذكر في آيات أخرى أن هذه البقعة مباركة, كما في قوله تعالى: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)
وقوله: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ)
وقوله: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)
وقوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)

قال الزمخشري: "المراد بالمبارك فيهم الظاهر أنه عام في كل من كان في تلك الأرض وفي ذلك الوادي وحواليهما من أرض الشام، ولقد جعل الله أرض الشام بالبركات موسومة في قوله: (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين)".

القول الخامس: أن المراد بوركت النار, فالبركة راجعة إلى النار.
(ذكره الماتريدي*, وابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, والشنقيطي*)

قال البغوي: "ومن قد تأتي بمعنى ما، كقوله تعالى: (فمنهم من يمشي على بطنه)، و"ما" قد يكون صلة في الكلام، كقوله: (جندٌ ماهنالك), ومعناه: بورك في النار وفيمن حولها، وهم الملائكة وموسى عليه السلام".
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
السلام عليكم ورحمة الله وبراكته
لماذا لم يذكر أحد من المفسرين أهل موسى في تفسير الآية الكريمة حيث أن أهله كانو حاضرين للواقعة ،
في سورة النمل ({ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)})
فلعل من حول النار مقصود به أهله ومن في النار مقصود به موسى نفسه أي أن الله يبارك عليه وعلى أهله .
 
تصحيح الآية السابقة من سورة القصص وليس من سورة النمل آسف على الزلل
الآية من سورة النمل التي تذكر أهله هي نفس الآية التي تسبق الآية موضوع النقاش :
قال الله تعالى :( إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8))
مواصلة للسؤال مالذي يمنع من أن البركة على من حول النار يقصد بها أهل موسى عليه السلام ، ألم يبارك الله في الكثير من الأحيان على آل بيت الأنبياء ؟
ألم يبارك الله على إبراهيم وآهل بيته ؟
ألم يبارك الله على نبينا وعلى أهل بيته ؟
 
مع أن المفسرين قد ذكرو خمسة أوجه لتفسير ما المقصود بـ (من في النار ومن حولها) لكن لم يذكر أحد منهم إحتمال أن يكون المقصود بمن حول النار هم أهله ، هل يمكن لأحد من الإخوة الأفاضل أن يشرح لنا السبب .
 
الأخ أحمد طاهري
السبب - والله أعلم - أن أهله لم يصلوا إلى المراد بـ ( ومن حولها ) ، ففي جميع الآيات التي تحدثت عن ذلك : قال موسى لأهله : ( امكثوا إني آنست نارا ) ، و ( آنست ) تدل على بعد ؛ فلعل هذا هو السبب .
وأمر آخر : أن أهله لم يكونوا مقصودين بالآية ، فلم يذكروا في التفسير ... والعلم عند الله تعالى .
 
وأمر آخر : أن أهله لم يكونوا مقصودين بالآية ، فلم يذكروا في التفسير ... والعلم عند الله تعالى .
لا يزال الأمر غير واضح بالنسبة لي ، لأن هذا المعنى تتوفر فيه الشروط الأربعة :
1 - أن لا يناقض معنى الآية .
2 - وأن يكون معنى صحيحًا في نفسه .
3 - وأن يكون في اللفظ إشعار به .
4 - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم .
وبالنسبة إلى الشرط الآخير فالمعنى مرتبط بالآية التي قبلها وهو متوافق مع معنى آيات البركة على آل الأنبياء ، لذلك فهو أقرب في القصد من الملائكة الذين لم يتم ذكرهم في الآية وماقبلها .
 
الأخ أحمد
هل كون البركة على آل الأنبياء ينسحب على جميعهم ؟ الخصوصية تحتاج إلى دليل .. وقد أجبت بما فيه مقنع .. والله أعلم .
 
الأخ أحمد
هل كون البركة على آل الأنبياء ينسحب على جميعهم ؟ الخصوصية تحتاج إلى دليل .. وقد أجبت بما فيه مقنع .. والله أعلم .
الأخ محمد عطية
إذا قارنت تفسير البركة على الملائكة مع تفسير البركة على أهله فستجد أن تفسير البركة على الملائكة لا دليل عليه وهو مجرد تفسير بالرأي يمكن مخالفته بتفسير آخر له معنى أقرب ، بينما تفسير البركة على أهله له العديد من الشواهد والأدلة وهو في سياق القصة حيث يربط معنى الآية بالتي تسبقها ولا شيئ ينقض هذا المعنى سوى أنه لم يذكره السلف
 
الأخ أحمد
الذس في سياق القصة كون الأهل مع موسى عليه السلام ، وأما هذه القياس الذي ذكرته فلم يقل به أحد ، فلا تبعد النجعة .. بارك الله بك .
 
عودة
أعلى