صالح بن سليمان الراجحي
Member
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (7)
(اكتب في (قوقل) النوال. وأول الآية التي تريد معرفة تفصيل آراء المفسرين فيها)
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
الأقرب أنه كرامة ظهرت ليوسف ورآها كانت سبباً في منعه من الإقدام على ما همَّ به.
فقد يكون ظهر له شيء مكتوب, أو علامة تدل على خطورة الإقدام, ولم يبين الله تبارك وتعالى ذلك البرهان.
والآن إلى تفصيل أقوال المفسرين.
اختلف المفسرون في المراد بهذا البرهان الذي رآه يوسف, وملخص الأقوال كما يلي:
القول الأول: أنه سمع قولاً ونداء ينهاه.
القول الثاني: أنه رأى صورة وجه أبيه يعقوب.
القول الثالث: أنه ظهر له شيء مكتوب فيه ما أوعد الله أهل الزنا أو غير ذلك.
(ذكر الأقوال الثلاثة السابقة ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, والرازي*, والشنقيطي*) (وذكرها سوى القول الأول الماتريدي*, وابن كثير*)
القول الرابع: أنه تمثال الملِك أو خيال الملِك حين دنا من الباب (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
القول الخامس: أن المراد بالبرهان أنه تذكر في نفسه وتفكر. (ذكر معنى هذا ابن عطية*, والقرطبي*, والرازي*) (وذكره وضعف غيره الزمخشري*, وصاحب الظلال*).
قال الزمخشري: النظر في برهان الله المأخوذ على المكلفين من وجوب اجتناب المحارم.
وقال ابن عطية: قيل: فكرته في عذاب الله ووعيده على المعصية.
وقال القرطبي : قيل: تذكر عهد الله وميثاقه.
وقال الرازي: قيل: حجة الله تعالى في تحريم الزنا والعلم بما على الزاني من العقاب.
وقال صاحب الظلال: تذكر نعمة اللّه عليه، وتذكر حدوده وجزاء من يتجاوزون هذه الحدود.
واكتفى ابن عاشور* بقوله: "منهم من يشير إلى أنه حجة نظرية قبحت له هذا الفعل، وقيل: هو وحي إلهي، وقيل: حفظ إلهي، وقيل: مشاهدات تمثلت له"اهـ
والأقرب والله تعالى أعلم أنه كرامة ظهرت ليوسف ورآها كانت سبباً في منعه من الإقدام على ما همَّ به.
فقد يكون ظهر له شيء مكتوب أو شيء آخر جعل ذلك الهم يزول, أو علامة تدل على خطورة الإقدام, ولم يبين الله تبارك وتعالى ذلك البرهان, لأن المهم أنها كرامة ظهرت ليوسف منةً من الله جعلته يثبت, والله تعالى أعلم.
وأما القول بأن البرهان تذكره وتفكره بالتحريم والوعيد ففيه بعد, لأن ظاهر الآية أنها كرامة ليوسف وأنه رأى برهاناً من الله.
وكذلك القول بأنه رأى خيال الملك أو تمثال الملك هو قول ضعيف, وكذلك القول بأنه سمع صوتاً ضعيف أيضاً.
"قال صاحب الظلال: "الذين ساروا وراء الإسرائيليات من المفسرين قد رووا أساطير كثيرة يصورون فيها يوسف هائج الغريزة مندفعاً شبقاً، والله يدافعه ببراهين كثيرة فلا يندفع! صورت له هيئة أبيه يعقوب في سقف المخدع عاضاً على أصبعه بفمه! وصورت له لوحات كتبت عليها آيات من القرآن- أي نعم من القرآن! - تنهى عن مثل هذا المنكر، وهو لا يرعوي! حتى أرسل الله جبريل يقول له: أدرك عبدي، فجاء فضربه في صدره.. إلى آخر هذه التصورات الأسطورية التي سار وراءها بعض الرواة وهي واضحة التلفيق والاختراع!".
(اكتب في (قوقل) النوال. وأول الآية التي تريد معرفة تفصيل آراء المفسرين فيها)
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
الأقرب أنه كرامة ظهرت ليوسف ورآها كانت سبباً في منعه من الإقدام على ما همَّ به.
فقد يكون ظهر له شيء مكتوب, أو علامة تدل على خطورة الإقدام, ولم يبين الله تبارك وتعالى ذلك البرهان.
والآن إلى تفصيل أقوال المفسرين.
اختلف المفسرون في المراد بهذا البرهان الذي رآه يوسف, وملخص الأقوال كما يلي:
القول الأول: أنه سمع قولاً ونداء ينهاه.
القول الثاني: أنه رأى صورة وجه أبيه يعقوب.
القول الثالث: أنه ظهر له شيء مكتوب فيه ما أوعد الله أهل الزنا أو غير ذلك.
(ذكر الأقوال الثلاثة السابقة ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*, والرازي*, والشنقيطي*) (وذكرها سوى القول الأول الماتريدي*, وابن كثير*)
القول الرابع: أنه تمثال الملِك أو خيال الملِك حين دنا من الباب (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)
القول الخامس: أن المراد بالبرهان أنه تذكر في نفسه وتفكر. (ذكر معنى هذا ابن عطية*, والقرطبي*, والرازي*) (وذكره وضعف غيره الزمخشري*, وصاحب الظلال*).
قال الزمخشري: النظر في برهان الله المأخوذ على المكلفين من وجوب اجتناب المحارم.
وقال ابن عطية: قيل: فكرته في عذاب الله ووعيده على المعصية.
وقال القرطبي : قيل: تذكر عهد الله وميثاقه.
وقال الرازي: قيل: حجة الله تعالى في تحريم الزنا والعلم بما على الزاني من العقاب.
وقال صاحب الظلال: تذكر نعمة اللّه عليه، وتذكر حدوده وجزاء من يتجاوزون هذه الحدود.
واكتفى ابن عاشور* بقوله: "منهم من يشير إلى أنه حجة نظرية قبحت له هذا الفعل، وقيل: هو وحي إلهي، وقيل: حفظ إلهي، وقيل: مشاهدات تمثلت له"اهـ
والأقرب والله تعالى أعلم أنه كرامة ظهرت ليوسف ورآها كانت سبباً في منعه من الإقدام على ما همَّ به.
فقد يكون ظهر له شيء مكتوب أو شيء آخر جعل ذلك الهم يزول, أو علامة تدل على خطورة الإقدام, ولم يبين الله تبارك وتعالى ذلك البرهان, لأن المهم أنها كرامة ظهرت ليوسف منةً من الله جعلته يثبت, والله تعالى أعلم.
وأما القول بأن البرهان تذكره وتفكره بالتحريم والوعيد ففيه بعد, لأن ظاهر الآية أنها كرامة ليوسف وأنه رأى برهاناً من الله.
وكذلك القول بأنه رأى خيال الملك أو تمثال الملك هو قول ضعيف, وكذلك القول بأنه سمع صوتاً ضعيف أيضاً.
"قال صاحب الظلال: "الذين ساروا وراء الإسرائيليات من المفسرين قد رووا أساطير كثيرة يصورون فيها يوسف هائج الغريزة مندفعاً شبقاً، والله يدافعه ببراهين كثيرة فلا يندفع! صورت له هيئة أبيه يعقوب في سقف المخدع عاضاً على أصبعه بفمه! وصورت له لوحات كتبت عليها آيات من القرآن- أي نعم من القرآن! - تنهى عن مثل هذا المنكر، وهو لا يرعوي! حتى أرسل الله جبريل يقول له: أدرك عبدي، فجاء فضربه في صدره.. إلى آخر هذه التصورات الأسطورية التي سار وراءها بعض الرواة وهي واضحة التلفيق والاختراع!".