النوال... (فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا)

إنضم
15/04/2018
المشاركات
322
مستوى التفاعل
13
النقاط
18
الإقامة
السعودية
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (15)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى في سورة "إبراهيم": (فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ)
معنى (فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ) أي: جعلوا أيديهم على أفواههم.
القول الأقرب أن المعنى أنهم وضعوا أيديهم على أفواههم ضحكاً واستهزاء.
أو تعجباً من قول الرسل.
أو لأجل أن يصوتوا ويصرخوا بالكفر وتكذيب الرسل.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف المفسرون في المراد بقوله: (فردوا أيديهم في أفواههم) على أقوال كثيرة جداً بعضها بعيد وبعضها بعيد جداً, وأقربها أربعة أقوال, وقوتها على حسب ترتيبها:

القول الأول: أنهم وضعوا أيديهم على أفواههم ضحكاً واستهزاء كمن غلبه الضحك فوضع يده على فيه. (ذكره الزمخشري*, والرازي*) (وقواه ابن عاشور* واقتصر عليه)

أو وضعوها على أفواههم تعجباً (ذكره ابن جرير*, والبغوي*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*, وابن كثير*, والشنقيطي*)

قال ابن عاشور: "فالكلام تمثيل للحالة المعتادة وليس المراد حقيقته، لأن وقوعه خبراً عن الأمم مع اختلاف عوائدهم وإشاراتهم واختلاف الأفراد في حركاتهم قرينة على أنه ما أريد به إلا بيان عربي".

القول الثاني: أن المراد أنهم ردوا أيدهم في أفواههم يصوتون ويجهرون بالتكذيب ويستهزئون بصوت مرتفع. (ذكره الماتريدي*) (واقتصر عليه صاحب الظلال*)

قال الماتريدي: "يصوتون ويستهزئون بهم وبأتباعهم".

وقال صاحب الضلال: "أن المراد ردوا أيديهم في أفواههم كما يفعل من يريد تمويج الصوت ليسمع عن بعد، بتحريك كفه أمام فمه وهو يرفع صوته ذهاباً وإياباً فيتموج الصوت ويسمع.
يرسم السياق هذه الحركة التي تدل على جهرهم بالتكذيب والشك، وإفحاشهم في هذا الجهر، وإتيانهم بهذه الحركة الغليظة التي لا أدب فيها ولا ذوق، إمعاناً منهم في الجهر بالكفر".

القول الثالث: أن المراد أشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم: (إنا كفرنا بما أرسلتم به) أي: هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره، إقناطاً لهم من التصديق, ولهذا قال: (فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به) (قواه الزمخشري*, وابن كثير) (وضعفه الشنقيطي) (وذكره الرازي*)

القول الرابع: أن المراد أنهم عضوا أيديهم غيظاً وحنقاً وضجراً مما جاءت به الرسل، كقوله: (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) (رجحه ابن جرير*) (وذكره البغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والقرطبي*, وابن كثير*, والرازي*, والشنقيطي*)

أما بقية الأقوال فهي بعيدة كما أشرت.
(كالقول) بأن المراد وضعوها على أفواههم (أفواه أنفسهم) يسكتون الأنبياء.
(أو) وضعوا أيديهم على أفواه الأنبياء يسكتونهم.
(أو) أخذوا أيدي الرسل فجعلوها على أفواه الرسل.
(أو) المراد سكوتهم عن جواب الرسل.
(أو) المراد بالأيدي النعم التي جاء بها الأنبياء من الوحي والوعظ فلم يقبلوها فردوها في أفواههم أي: رجعوها إلى حيث جاءت.
(أو) المراد أنهم عرضوا نعم الله للإزالة فردوها بأفواههم أي: بالكلمات التي صدرت عن أفواههم.
(أو) المراد بالأيدي المدافعة لأن الأيدي هي موضع المدافعة, والمعنى: ردوا جميع مدافعتهم في أفواههم أي بأقوالهم, فلم يجدوا ما يدفعون به كلام الرسل سوى التكذيب.
(أو) المراد أن الرسل لما أيسوا منهم سكتوا ووضعوا أيدي أنفسهم على أفواه أنفسهم فلم يعودوا إلى كلامهم.
(أو) أنهم أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل استهزاء وتكذيباً لهم.
(أو) كذبوا الرسل وردوا ما جاؤوا به، يقال: رددت قول فلان في فيه أي كذبته.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

قوله تعالى : {جَعَلُوۤا۟ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِیۤ ءَاذَانِهِمۡ }[نوح ٧]، قال النسفي: سَدُّوا مَسامِعَهم لِئَلّا يَسْمَعُوا كَلامِي.

قوله تعالى : (فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا) [ابراهيم:9]

ردوا أيديهم في أفواههم فالاقرب و الله أعلم هو سد أفواههم لئلا يتفوهون بالحق و يقولون صدقنا من شدة تعجبهم ما سمعوا، فهم نكروا و هم يعلمون أنه الحق أي جحدوا و بما أن كان هناك تعجب ما جاءهم حبسوا أي قول يدل على تعجبهم و على علمهم أنه الحق و هذا كله لكي يقولوا كفرنا.

أرى ما قاله ابن عباس هو الأقرب
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا سُمِعُوا كِتَابَ اللَّهِ عَجبوا، ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم
 
يقول الحق تبارك وتعالى :
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ [إبراهيم:9]

والأظهر والله أعلم ان المراد بقوله فردوا أيديهم في أفواههم عطفوا كفوفهم واحاطوا بها أفواههم ليعظم الصوت في أذن السامع إمعانا في إصرارهم على الكفر وإسماعاً لأنبيائهم موقفهم من دعوتهم وأن كفرهم وتكذيبهم قول قاطع ليس عنه رجوع ولسان حالهم يقول إن لم تسمع فاسمع أيها الرسول وتوقف عن تكرار دعوتك وازعاجنا بها.
هذا ليعلم القارئ أن الله حينما قضى باستئصالهم إنما كان ذلك لعلمه جل وعلا باستحالة ايمانهم وأنه أمهلهم حتى لم يبق لهم مهلة.
والله تعالى أعلم
 
الآية فيها ضربة قاسية لمن يظن أن الايمان ىكون أولا قبل الإسلام لأن قوم عاد و ثمود جحدوا و الجحد يكون بالإنكار مع العلم، أي أن العلم ليس كافي للإسلام كما يتغنى البعض و الله المستعان.
قول الحق تبارك و تعالى :{فَأَمَّا عَادࣱ فَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَقَالُوا۟ مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِی خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةࣰۖ وَكَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا یَجۡحَدُونَ﴾ [فصلت ١٥]

١. الأفواه إشارة إلى الكلام و الأذن إشارة للسمع، وضع الأصبع على الأذن علامة عن الصد عن السمع، ووضع الأصبع في الأذن علامة على المبالغة في الصد عن السمع، وضع اليد على الفم إشارة إلى الصد عن الكلام، ورد اليد في الفم فيه مبالغة عن الصد عن الكلام، و لكن أي كلام؟؟؟ و هم قالوا إنا كفرنا و هذا ما اختلفوا فيه بعض المفسرين، قيل نقل محمد بن جرير عن بعضهم أن معنى قوله : { فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ } أنهم سكتوا عن الجواب يقال للرجل إذا أمسك عن الجواب ، رد يده في فيه وتقول العرب كلمت فلاناً في حاجة فرد يده في فيه إذا سكت عنه فلميجب ، ثم إنه زيف هذا الوجه وقال : إنهم أجابوا بالتكذيب لأنهم قالوا : { إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ } .
​​​​


٢.قيل زيف هذا الوجه و لكن في الحقيقة، هم حبسوا عن قول الحق و ليس حبسوا عن قول الباطل أي الجحود، قالَ الرّازِّي في اللَّوامِعِ: حَكى أبُو عُبَيْدٍ: كَلِمَتْهُ في حاجَتِي فَرَدَّ يَدَهُ في فِيهِ – إذا سَكَتَ ولَمْ يُجِبْ.
٣.إن قول إن ردوا أيديهم في أفواههم تعني الغيظ، فليس بالقول الراجح لأنك يمكن أن تدخل يدك في فمك دون أن تعض يدك، و العض علامة الغيظ و علامته الأسنان فهي التي تعض و ليس الأفواه.

٤. إن قولهم إنهم في شك فقط كان للتغطية عن علمهم للحق لأن ما جاء به الرسل كان جد كافي لكي يصدقوا، و لكن يطلبون كل مرة بالحجج الأخرى رغم أن ما أوتوا به كان كافي و بين و هذا كله لكي يبقوا على دين آبائهم...... إنهم قوم كانوا يسمعون آيات الله و يعلمون أنها الحق و لكن يتظاهرون أنهم ما زالوا في شك رغم يقينهم.
٤.إن قول ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا سُمِعُوا كِتَابَ اللَّهِ عَجبوا، ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم، " إن رجع الأيدي في الأفواه ليس معناها أنهم عجبوا و لكن هو رد فعل بعد ما عجبوا.


و الله أعلم و أحكم
 
ضربة قاسية حتة وحدة !
نخليها ضربة قاتلة قاصمة أقوى
حتى نشرع النفاق أولا قبل اليقين واستقرار الايمان فتصبح الدعوة الى النفاق ثم الايمان بعد ذلك
 
العلم مع الاستسلام لله ليس نفاقا بل هو شهادة لا إله إلا الله، إن شهادة لا إله إلا الله، تعني أنك أسلمت وجهك لله و استسلمت أنك عبد، و هذا الذي سيجعلك تطيعه و هكذا تكون آمنت، الايمان لا يباع في الأسواق و لا هي معادلة تستخرج و تحل و تعلم بعدها للناس ، الله هو الذي يهدي إلى الإيمان إذا استسلم العبد لربه، و لا يجب الخلط بين العلم و الايمان و لقد قلت ذلك من قبل، فالآيات الدالة على وجود الله عديدة و الايات الدالة على أن محمد رسول الله كثيرة...
اذا كان هناك منافقون فالخلل يقع في شهادتهم التي لم يشهدوها حق...... الشهادة ليست فقط قول و لكن هي قول و علم و استسلام ....
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (1)
أما الجحود في الآية [ابراهيم:9] فهو عدم قول الحق مع العلم بالحق و عدم الاستسلام للحق.

يقال إن الايمان يزيد بالطاعة، فكيف تريد أن يزيد العبد إيمانا إذا كان لا يطيع...
https://www.alfawzan.af.org.sa/ar/node/15925

الإيمان لا يكون إلا بأمر غيبى ، فكل أمر مشهدى مدرك بالحواس لا يسمى إيماناً..[قاله الشعراوي]. و هؤلاء القوم في الآية تظاهروا في الشك، و أرادوا سلطان مبين.
قال ابن القيم : وَمَعْلُومٌ أنَّ وُجُودَ الرَّبِّ تَعالى أظْهَرُ لِلْعُقُولِ والفِطَرِ مِن وُجُودِ النَّهارِ، ومَن لَمْ يَرَ ذَلِكَ في عَقْلِهِ وفِطْرَتِهِ فَلْيَتَّهِمْهُما.

قال ابن كثير : فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ أَيْ: خَارِقٍ نَقْتَرِحُهُ عَلَيْكُمْ

قوله تعالى :{ قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِی ٱللَّهِ شَكࣱّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یَدۡعُوكُمۡ لِیَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۚ قَالُوۤا۟ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا تُرِیدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ﴾ [إبراهيم ١٠]

​​​​​​
​​​​​​
 
الاسلام عمل
الايمان اعتقاد
لا يمكن أن يبدأ العمل قبل استقرار الاعتقاد ، فمن يعمل بلا إيمان فمهما عمل لا يقبل منه عمله وهو امام الناس مسلم ولكنه عند الله منافق لم يؤدي عبادة بجوارحه مدفوعاً بإيمان منعقد في قلبه، لذلك فالله تعالى لم يفرض على المسلمين فرضاً من العبادات إلا سبقه النداء بقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا) فينبغي استقرار الإيمان قبل فرض العبادات.
لا اعرف كيف اشرح اوضح مما تقدم
 
الإسلام، علم و إستسلام لله (الشهادة) و أعمال بإخلاص (الصلاة و الزكاة و سائر العبادات) فإن فعل ذلك العبد فقد آمن.
١. إن حديث جبريل عليه السلام عن الاسلام كان على الاسلام الذي يكون قائم بالشهادة الحق لا إله إلا الله محمد رسول الله.
٢. إن المنافق يعمل الأعمال و لكن دون إخلاص لأنه أصلا لم يشهد شهادة حق.
٣. إن قول بعض الناس أن الإسلام اعمال لا يقصدون بها أعمال بدون إخلاص،بل يقصدون ما هم قادرون أن يروه من الغير لأننا نحن كبشر غير قادرون على الدخول في قلوب العباد لكي نتأكد هل فعلا أعمالهم كانت خالصة أو لا و لكن الله يعلم.

​​​​​
 
لقد جائت ايات كثيرة تبين حال دعوة الانبياء وحال الناس في تلقي تلك الدعوة
وكانت كثيرا ماتكون بالاعراض عن الدعوة وعدم الرغبة في السماع

أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا


وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ


وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ


أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ

تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى

وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ

وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا

أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ

قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ

بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ

فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ
اي معرضين عن الذكر فارين منه كما يفسر الحمار من الاسد

وجائت ايضا ايات كثيرة تامر النبي بالاعراض ايضا
فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا

وبينت الايات كذلك حال دعوة الانبياء
فقد كانو كثيري الدعوة

قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا

ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا

قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ

وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ

من هذا كله نستنتج
انا الاية الكريمة فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا

هي على ظاهرها
وضعوا ايديهم في افواههم اشارة منهم بعدم الرغبة في التكلم كنوع من الاعراض
يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ
يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ
جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ
فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ

فقد كان الانبياء كثيري الدعوة
ولايتصور ان الناس كانو في كل مره يدعونهم الانبياء
يصغون اليهم او حتى يردوا عليهم
فليس حال الناس هكذا لاقديما ولا حديثا بل من طبعهم السماع اولا ثم اذا انكروا ماسمعوه اعرضوا عنه
لايتصور ان الناس كانت ترد وتجادل وتصغي في كل مره يدعونهم الانبياء
بل القلة القليلة فقط من تجادل وتستمر في الجدال والباقي يعرضون ويقاطعون

بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ

ووضع الايدي في الفم اشارة الى عدم الرغبة في التحدث موجودة الى يومنا هذا

يحدث بين الناس اليوم تلك الاشارة كمن يمر على شخص يخاطبه وهو يتجاهله بوضع يده على فمه
اي "لا اريد التحدث معك"
او وضع الاصابع الاربع على الفم وتمريرها
اشارة الى ان الفم مقفل
مثل هذه الاشارات موجودة

وباعتقادي هذا معنى الاية هكذا بكل بساطة

والله اعلم
 
القول بأنهم وضعوا أيديهم في أفواههم ليصرخوا بالتكذيب بكل وضوح أقرب والله أعلم.
والقول بأنه كناية عن عدم الرغبة في الكلام فيه بعد.
لماذا؟

لأن الآية ظاهرها أنهم وضعوا الأيدي على الأفواه ليقولوا.
لأن الله يقول: (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ) فصرح بأنهم قالوا.

ثم إن الأقوام ما كانوا يسكتون عند دعوة الأنبياء لهم بل كانوا يعارضونهم بالتكذيب والاستهزاء والتصريح بالكفر بما جاؤوا به ووصف الأنبياء بالسحر والجنون وغير ذلك.
وفي القرآن آيات كثيرة صريحة في ذلك.

وعلى سبيل المثال:
(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)
(قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
(قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
(وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ)

والآيات الكثيرة التي جاء فيها ذكر إعراض الكفار لا يعني أنهم يسكتون بل هم يصرحون بمواجهة الأنبياء بالكفر بهم وإعلان تكذيبهم والاستهزاء بهم.
فلا منافاة بين الإعراض وبين التصريح بالكفر.

انظر إلى قوله: (فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ)
فقال: أعرض أكثرهم وقالوا.

ثم إن الآية إنما تذكر موقف الأقوام بشكل مجمل حينما جاءتهم رسلهم بالبينات أنهم صرحوا بالكفر بكل جرأة ووضوح مع مجيء الرسل لهم بالبينات.
فليست الآية تحكي تفاصيل الدعوة وأنهم حين يكثر الأنبياء من دعوتهم لا يردون عليهم.

تأمل الآيات:
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ).
 
بارك الله فيك
للامانه اخي قد انتبهت للواو حتى من قبل ان تضع ردك جزاك الله خيرا
اظن انها الواو في الايتين لاتفيد تتابع الحدث
لسة من اهل النحو . اظن ان الواو هنا لها اسم عند النحووين

باختصار ما اعنيه
وقالو
اي وكانوا يقولون
اظن مثل هذا موجود في القران فقط احتاج لمثال
اتمنى من النحويين هنا ينفون كلامي او ياكدونه

والله اعلم
 
ما زلت أري أن ردوا أيديهم في أفواههم هو علامة الجحود أي الكفر : كتم الحق مع العلم بصدقه، هم كفروا أولا بعدها بقولهم ما قالوا كذبوا

​​​​
​​​
 
جزاكم الله خيراً.

نعم هذا القول قوي.
فيكون معنى (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ) أنهم صمتوا فلم يقروا بالحق رغم مجيء الرسل لهم بالبينات, ثم نطقوا بالكفر (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به).

وقد ذكره ابن جرير فقال: "وقال آخرون: هذا مثل، وإنما أريد أنهم كفوا عما أمروا بقوله من الحق، ولم يؤمنوا به ولم يسلموا. وقال: يقال للرجل إذا أمسك عن الجواب فلم يجب: "رد يده في فمه". وذكر بعضهم أن العرب تقول: " كلمت فلاناً في حاجة فرد يده في فيه"، إذا سكت عنه فلم يجب".

ثم ضعفه ابن جرير بقوله: "وهذا أيضاً قول لا وجه له، لأن الله عز ذكره قد أخبر عنهم أنهم قالوا: (إنا كفرنا بما أرسلتم به)، فقد أجابوا بالتكذيب".

ولكن إذا قيل: إنهم كفوا عما أمروا بقوله من الحق ثم نطقوا بالكفر زال الإشكال, وزالت الشبهة التي من أجلها ضعفه ابن جرير.

وذكره الماتريدي بقوله: "يحتمل أن يكون هذا على التمثيل والكناية عن التكذيب وترك الإجابة, لأن رد الأيدي في أفواههم يمنعهم عن التصديق".

وذكره القرطبي فقال: "وقال أبو عبيدة: هو ضرب مثل، أي لم يؤمنوا ولم يجيبوا، والعرب تقول للرجل إذا أمسك عن الجواب وسكت: قد رد يده في فيه. وقاله الأخفش أيضاً".

وقال الشنقيطي: "العطف بالواو يقتضي مغايرة ما بعده لما قبله، فيدل على أن المراد بقوله: فردوا أيديهم الآية غير التصريح بالتكذيب بالأفواه، والعلم عند الله تعالى".

فهذا القول إذاً قوي جداً, ويدخل فيه قول من يقول: إن المعنى أنهم سكتوا كما في قول أخينا أبي طالب.
وفق الله الجميع ورزقنا السداد في القول والعمل.
 
بارك الله فيك قول حسن

لاكن مازلت ارى ان وضع الايدي في الافواه حقيقي وليس مجازي
ولاباس انهم قد صرحوا بقولهم وهم بحالة الاعراض هذه

لمن يستغرب هذه الاشاره
لقد كان قوم نوح ليس غالب امرهم هكذا فحسب
بل كل امرهم كان الاعراض بمثل هذه الحركات
واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم

واللطيف ذكر قوم نوح في السياق
الم ياتكم نبا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم

جزاك الله خيرا اخي صالح بن سليمان الراجحي
 
جزاكم الله خيراً.

نعم هذا القول قوي.
فيكون معنى (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ) أنهم صمتوا فلم يقروا بالحق رغم مجيء الرسل لهم بالبينات, ثم نطقوا بالكفر (وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به).

وقد ذكره ابن جرير فقال: "وقال آخرون: هذا مثل، وإنما أريد أنهم كفوا عما أمروا بقوله من الحق، ولم يؤمنوا به ولم يسلموا. وقال: يقال للرجل إذا أمسك عن الجواب فلم يجب: "رد يده في فمه". وذكر بعضهم أن العرب تقول: " كلمت فلاناً في حاجة فرد يده في فيه"، إذا سكت عنه فلم يجب".

ثم ضعفه ابن جرير بقوله: "وهذا أيضاً قول لا وجه له، لأن الله عز ذكره قد أخبر عنهم أنهم قالوا: (إنا كفرنا بما أرسلتم به)، فقد أجابوا بالتكذيب".

ولكن إذا قيل: إنهم كفوا عما أمروا بقوله من الحق ثم نطقوا بالكفر زال الإشكال, وزالت الشبهة التي من أجلها ضعفه ابن جرير.

وذكره الماتريدي بقوله: "يحتمل أن يكون هذا على التمثيل والكناية عن التكذيب وترك الإجابة, لأن رد الأيدي في أفواههم يمنعهم عن التصديق".

وذكره القرطبي فقال: "وقال أبو عبيدة: هو ضرب مثل، أي لم يؤمنوا ولم يجيبوا، والعرب تقول للرجل إذا أمسك عن الجواب وسكت: قد رد يده في فيه. وقاله الأخفش أيضاً".

وقال الشنقيطي: "العطف بالواو يقتضي مغايرة ما بعده لما قبله، فيدل على أن المراد بقوله: فردوا أيديهم الآية غير التصريح بالتكذيب بالأفواه، والعلم عند الله تعالى".

فهذا القول إذاً قوي جداً, ويدخل فيه قول من يقول: إن المعنى أنهم سكتوا كما في قول أخينا أبي طالب.
وفق الله الجميع ورزقنا السداد في القول والعمل.

نعم، جزاك الله خيرا
و لقد جاء في القرآن الكريم سبع مرات، "الذين كفروا و كذبوا بآياتنا"، و قد تم تفسير الكفر بالجحود عند بعض المفسرين...
جعله الله في ميزان حسناتك أخي الكريم

و الله أعلم و أحكم
 
بارك الله في الجميع
بعد التدبر ارى والله اعلم
فردوا ايديهم في افواههم
تعجبوا - سكتوا
اظهر والله اعلم

جزاكم الله خيرا
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الآخ أبو طالب
إن قولك وضعوا أيديهم في أفواههم هو حقيقي و ليس مجازي، فهذا جد بعيد، فليس بالضرورة إدخال اليد بالكامل في فم الإنسان لكي يسكت، بل المقصود من السكوت في الآية ليس السكوت عن الكلام و لكن السكوت عن الحق و الآحرى قول كتم الحق بدل السكوت عن الحق.

الله أعلم بالمراد الحق، المقصود هو بعدما جاءتهم الآيات بينات ردوا أَيديهم في أفواههم(يعني كتموا الحق ) وَقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به و إنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب (نطقوا بالباطل) و كتم الحق و النطق بالباطل قد يكون في آن واحد (في نفس الوقت) و هو يعني الجحود و التكذيب، و لقد جاء في القرآن الكريم سبع مرات عبارة كفروا و كذبوا بآياتنا و قد تم تفسير كفروا عند بعض المفسرين بالجحود، و يكون بهذا معنى "رد الأيدي في الأفواه" يعني كتم الحق مع العلم أي الجحود و معنى قالوا إنا كفرنا إلى آخر الآية " , التكذيب، يعني أنهم جحدوا و كذبوا.



و يبقى هذا اجتهاد و العلم عند الله سبحانه تعالى
 
جزاك الله خيرا اخت بهجت

مافهمته ان الدليل على جحودهم
هو تعجبهم
والتعجب علامة على التصديق

هل هذا ماتقصدينه؟
 
علموا أنه الحق و عملوا ما بوسعهم على أن لا يخرج الحق من أفواههم دون أن يشعروا (الجحود)و قالوا الكذب (التكذيب) أي أنهم جمعوا بين كفر الجحود و كفر التكذيب

هذا ما فهمت و الله أعلم بالمراد الحق
 
جزاك الله خيرا
ما الدليل على الجحود هنا
كما قلتي
أَيديهم في أفواههم(يعني كتموا الحق)
اين الدليل وظاهر الايه السكوت و التعجب

وهل الكفر بمعنى الجحود عندك ؟
هل نحن جاحدون اذا بدين الكفار؟

قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم

سؤال اخر لو تكرمتي

قلتي
الإسلام، علم و إستسلام لله (الشهادة) و أعمال بإخلاص

مامعنى اذا قولة تعالى
قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم

قد وصفهم الله بالاسلام
هل يعني ذلك انهم مستسلمون مخلصون
 
جزاك الله خيرا

١) الأفواه في القرآن الكريم جاءت لتدل على الكلام، ( أرجوا الإطلاع على باقي الآيات التي جاءت فيها كلمة الأفواه كقوله تعالى :يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8))

٢) كما جاءت الأذن لتعبر عن سماع الكلام
٣) قول الله تعالى :(وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7).
و جعل الأصابع في آذانهم جاءت للذم و هنا جاءت مجازي يعني لم يسمعوا عليه السلام كلام الحق أي كلام نوح عليه السلام عليه السلام و كذلك الأفواه هي للكلام و إدخال اليد في الآفواه مجازي و للذم و تعني عدم النطق بالحق، و الآيات جاءت بينات.أرجوا الرجوع ما بينت سابقا من خلال مشاركتي، فإن لم تقتنع فآنساه، فأنا لا أجزم أي قول و لكن اجتهدت.
​​​​​​٥) بالنسبة للآعراب قالوا آمنا، الإسلام بدون إيمان ليس بإسلام، و هذا لا يعني أن الإسلام هو أقل مرتبة، و لكن بعد أن يستسلم العبد لربه يكون قد آمن، و لقد تم تبيان ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم لعبد القيس و يزيد الإيمان بالطاعة.
و الله يوفقك
 
إخواني، آسفة لإتعابكما، و لكن يجب الإنتباه إلى الضمائر على من تعود، فلو قلنا مثلا أن ضمير أفواههم تعود على الرسل و ليس على الكفار، و ردوا تعود على الكفار فهنا يكون معنى ردوا أيديهم في أفواههم، تكون تعني رد الحق و ليس كتم الحق، الان نحن أمام أمرين و هما الكتم او الرد.


حجج كتم الحق بيناها معا و الآن حجج رد الحق و بعدها يجب ترجيح أي القولين أرجح:

قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: " رد الحق أسبابه ثلاثة : - قصور،
وتقصير، وسوء قصد نية؛ يعنى هوى. • فالقصور: هو الجهل • والتقصير: هو التفريط في طلب الحق • والثالث سوء القصد؛ يعني لا يقصد الحق إنما هو متعصب صاحب هوى "



​​​​​​لو قلنا أن الكفار ردوا الحق فيكون لأنهم طلبوا المزيد من الحق، أي سبب رد الحق هو التقصير كما بين ابن عثيمين رحمه الله و لقد طلبوا سلطان مبين،قوله تعالى : {قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِی ٱللَّهِ شَكࣱّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یَدۡعُوكُمۡ لِیَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۚ قَالُوۤا۟ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا تُرِیدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ ۝١٠


فما رأيكما هل كان كتم الحق أو رد الحق لنكون صريحين؟؟؟؟؟

و هل كانوا حقا في شك (رد الحق) أو كانوا يتظاهرون أنهم في شك (كتم الحق)؟
 
"قَالُوۤا۟ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا تُرِیدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا" سوء ظنهم بالرسل و التشبت ما كان عليه آبائهم، يعني أصحاب هوى جعلهم يردون الحق، بالتقصير في طلبه بينما يطلبون المزيد أي سلطان مبين كما جاء في الآية ، إلا أن الرسل أجابوا في قوله تعالى : أَفِی ٱللَّهِ شَكࣱّ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یَدۡعُوكُمۡ لِیَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَیُؤَخِّرَكُمۡ قَالُوۤا۟ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا تُرِیدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ ۝


قول الرسل أفي الله شك، فكأن يوحي أنهم كانوا على علم أو ما وصل إليهم كان كافي لكي يؤمنوا و لكنهم كفروا...

و الله أعلم
 
جزاك الله خيرا

لفته طيبه

الاظهر والله اعلم انهم في شك فعلا من البينات اللتي جائتهم

رغم سكوتهم وتعجبهم من ما جائهم

ولذا قالو
فاتونا بسلطان مبين

وليس هناك دليل في السياق على كفر الجحود
والله اعلم
 
بارك الله فيك الأخ ابو طالب
لا ننسى أن الله سبحانه تعالى تكلم عن أكثر من ٣ أقوام في أزمنة مختلفة و أماكن مختلفة و كلهم يشتركون في تلك الصفات التي وردة في سورة ابراهيم الآية ٩. يعني يستبعد أن يكون (ردوا أيديهم في أفواههم) حقيقي...... بل هو مجازي يدل على نوع الكفر و الله أعلم.

بالنسبة للجحود هناك بعض الآيات قد تعزز ذلك:

١. قوله تعالى : {عَادࣱۖ جَحَدُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡا۟ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدࣲ ۝٥٩}
٢.قوله تعالى {وَمَا مَنَعَنَاۤ أَن نُّرۡسِلَ بِٱلۡـَٔایَـٰتِ إِلَّاۤ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلۡأَوَّلُونَۚ وَءَاتَیۡنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبۡصِرَةࣰ فَظَلَمُوا۟ بِهَاۚ وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡـَٔایَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِیفࣰا﴾ [الإسراء ٥٩]. فالآية هنا جاءت مبصرة يعني أنهم كانوا على علم بالحق و لكن رغم ذلك لا أعرف هل هي جاءت بعد أن طلبوا سلطان مبين أو قبلها....
 
اجتهاد آخر مختلف عن تماما عن اجتهاداتي الآخرى و الله أعلم : ردوا أيديهم في أفواههم : أيديهم تتكلم: تصريح بالكفر الذي هو حجة عليهم دون ان يتنبهوا بقولهم ما يحمله من دلالات..

لو قلنا هم في شك و يريدون أيات أكثر و لكن عندما قال الله تعالى "جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ" يعني هي بينات كافية أن يؤمنوا بها و لم يفعلوا، إذن فهم كفروا بمحض إرادتهم و ليس لأن الأيات غير كافية و أظن أنهم افتضحوا، عندما قالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به، لأن بقولهم هذا يفصحون أن الكفر كان راجع إليهم و ليس للبينات، و أيضا افتضحوا عندما قالوا في قوله تعالى (قالوا إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا تُرِیدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ) ، [ابراهيم:٩] يعني هم أعطوا أسباب كفرهم و الآيات جاءت بينات و يقولون إنهم في شك فهذا تناقض، فالكفر راجع إليهم، سواء كان كفر إعراض أو كفر جحود أو أي نوع آخر من الكفر.....

الآن إذا قلنا أن ردوا أيديهم في أفواههم مجازي، و موضع المجاز ليس الأفواه فقط و لكن أيضا في الأيدي أي مجاز على مجاز ،فيكون الأيدي بمعنى الأفعال و الأفواه بمعنى الأقوال، و بهذا يكون ردوا أيديهم في أفواههم يعني ردوا أفعالهم في أقوالهم، يعني ما فعلوه جاء على لسانهم و قد جعلوها حينما قالوا، إنا كفرنا بما أرسلتم به لأنهم حقا كفروا بما أرسلوا به و لكن هم المسؤولين عن ذلك الكفر و ليس الآيات هي المسؤولة في كفرهم لكي يطلبون منهم سلطان مبين أو لكي يقولوا إنهم في شك . و لقد قال الله تعالى في سورة إبراهيم الآية ٤ {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ
فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ فهم ضلّوا بمشيئتهم واختيارهم وإرادتهم، ولكنهم لم يفعلوا ذلك إلا بمشيئة الله واختياره، و ما الله بظلام لعبيد.


و أمثالهم التي تشابهت قلوبهم:
في قوله تعالى : {وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِی قَرۡیَةࣲ مِّن نَّذِیرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَاۤ إِنَّا بِمَاۤ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَـٰفِرُونَ ۝٣٤ وَقَالُوا۟ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَ ٰ⁠لࣰا وَأَوۡلَـٰدࣰا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِینَ ۝٣٥سورة سبأ
١.
التصريح بالكفر الذي هم مسؤولين عنه كما جاء عن نبأ قوم نوح و عاد و ثمود حين قالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به...
٢. التصريح بالسبب الذي جعلهم يكفرون و هو التكبر (نحن أكثر أموالا و أولادا)

فمهما تعددت الأسباب فسبب كفرهم راجع بما كسبت أيديهم.


قال الله تعالى في سورة يس :{
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
(65)

فعندما تكلم الايدي فهي تكلم بالصدق و تكلم ما فعل العبد......

فالكفار تكلموا بما فعلوا و ما فعلوا هو حجة عليهم لا حجة لهم

و الله أعلم و أحكم
 
جزاك الله خيرا
ملاحظته وجدتها علها تفيد

من خلال بحثي عن مفردة جحد (ج ح د)
ذكرت 12 مره في القران كله

وجدت ان الجحود متلازم مع الايات وليس شئ آخر
كلما يذكر الجحود يذكر انها في الايات

قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون

الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون

وتلك عاد جحدوا بايات ربهم وعصوا رسله واتبعوا امر كل جبار عنيد

كل الجحود يكون في الايات

ما الفرق بين الايات و البينات
الايات هي المعجزات حصرا
بينما البينات قد تكون المعجزات (الايات) وقد تكون غيرها كالحجج والبراهين اللتي يلقيها الانبياء على قومهم هي والله اعلم من البينات ايضا

لذلك يكون الجحود مع المعجزات فقط وليس غيرها والله اعلم
 
جزاك خيرا الاخ ابو طالب

ملاحظة: (اجتنب قول معجزات بل قل آيات رعاك الله).
هم كلهم يشتركون في صفة واحدة، و هي الكفر مهما كان نوعه و ذاك الكفر هم المسؤولين عنه، شيء آخر أريده أن انبهه و هو لا يجب تخيل مشهد، لأن هنا الكلام عن ملخص ما وقع عبر الزمن و ليس في مدة زمنية محددة، و اتفق مع ما قاله ابن عاشور: "فالكلام تمثيل للحالة المعتادة وليس المراد حقيقته، لأن وقوعه خبراً عن الأمم مع اختلاف عوائدهم وإشاراتهم واختلاف الأفراد في حركاتهم قرينة على أنه ما أريد به إلا بيان عربي

اذا ركزنا على نوع واحد من الكفر فلن نخرج بأي حل لأن هنا تتكلم الآية عن أقوام في أزمنة مختلفة و أماكن مختلفة،، ،،،، و صراحة أنا لا أرد أي رأي و لا أرجح شيء على شيء آخر و لكن قلبي اطمئن للاجتهاد في المشاركة 26،( قول الكفر على لسانهم و هم لا يشعرون و ذاك سيكون شاهد عليهم يوم القيامة)و هو أصل المجاز في الكفر.


و الله اعلم
 
ما أريد قوله الأخ أبو طالب هو الكفار عندما يقولون "إنا كفرنا " و أعطوا الأسباب لكفرهم فهم ردوا أيديهم في أفواههم لأنهم لم يكذبوا فقد قالوا الحق إلا أن قولهم و الأسباب التي ظنوا أنها حجة لهم هي في الحقيقة حجة عليهم، لأن البينات لا يكفر بها أي أن ذاك التكذيب الذي ظنوا أنه سينفعهم هو نفسه الصدق على كفربهم.

و مثال على ذلك : سورة الزخرف ، ما جاء باللون الازرق و البنفسجي هو قولهم عندما ردوا أيديهم في أفواههم.....

وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ23

.قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ24
المهم هذا اجتهاد و إنه رأيته مخالف، فاستدل برأيك... لكي أستفيد
و الله أعلم

​​
 
عودة
أعلى