"النقوش القرآنية المبكرة" للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
من غرر القلائد في الدرس القرآني كتاب:
[النقوش القرآنية المبكرة]
للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد



دراسة التاريخ المبكر لتطور الكتابة العربية يهتم بمجالين بحثيين مختلفين:
الأول يعنى بالجانب الفني أي التحسن الذي يطرأ في كتابة الحروف،ويصطلح عليه بعلم الخط.
المجال الثاني يدرس علاقة الرمز المكتوب بالصوت،وسمي قديما علم الهجاء،ولما كان الهجاء يطلق حتى على الكلام غير المكتوب شاع استعمال مصطلح الرسم بدلا عنه.
والكتابة العربية لم تنتشر إلا بعد ظهور دعوة بني الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم،ولقلتها لم يسلم من عوادي الزمان وتوالي القرون منها سوى ما كان من قبيل النقوش المنحوتة في مناطق من بلاد العرب.
ولقد كان القرآن هو السبب الأول الذي حفز الناس على الاهتمام بالكتابة وتحسينها وضبط المكتوب ثم الحفاظ عليه،غير أن الناظر اليوم في الكتب التي ألفت عن تاريخ الكتابة العربية يجد بأن أهل العلم اشتدت عنايتهم منذ القرن الأول للهجرة بعلم الرسم أي علاقة الرمز المكتوب بالصوت،أما علم الخط فالاهتمام به كان قليلا وممن أفرده بالتأليف ابن دروستويه تـ347هـ صاحب [كتاب الكتاب].
وخلال القرن الثاني عشر للهجرة/السابع عشر للميلاد لما اشتدت الرحلات الاستكشافية الفرنسية والألمانية الى آسيا،اتجه الرحالة الغربيون للبحث عن النقوش القديمة في جزيرة العرب فوضعوا خرائط لطرق الوصول اليها كما قاموا بتصويرها ونقلها إلى أوربا،ولا زالوا إلى أيامنا الراهنة يوقعون معاهدات واتفاقيات دولية للبحث عن الجديد منها.
ومن بواكير الدراسات الغربية حول الخط العربي ما نشره المستشرق الألماني يعقوب أدلير
Jacobbus Adler عام 1780م بعنوان[فن الكتابة عند العرب] وهو باللاتينية،بعد ذلك تخصص بالبحث في الخط العربي الفرنسي سيلفستر دو ساسي الذي نشر ثلاث دراسات بالفرنسية عن الموضوع:

1)"بحث حول أصل آداب العرب وآثارهم القديمة" ظهر عام 1805م.
2)"نظرات جديدة حول تاريخ الكتابة عند عرب الحجاز" ظهر عام 1827م.
3)"بحث حول برديتين بالعربية في مكتبة الملك بفرنسا" نشر عام 1833م.
وقد استفاد من هذا التوجه الغربي في دراسة تاريخ الكتابة العربية خلال القرن الماضي عدد محدود من الباحثين في العالم العربي أشهرهم الدكتور صلاح الدين المنجد.

لكن استثمار هذه الدراسة في مجال العلوم المتصلة بكتابة وتاريخ المصحف الشريف ظل حكرا على عدد من المشاريع البحثية بالغرب، ربما لكون العناية بعلم الرسم بين الباحثين المعاصرين في العالم الإسلامي أبعدت علم الخط أو غطت عليه.
ويعتبر الدكتور غانم قدوري الحمد اليوم [غرة] في مجال البحث المتصل بتاريخ الخط العربي وعلاقته بكتابة القرآن، ومما أتحف به الباحثين كتابا صدر له أخيرا عن مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة/ التابع لدارة الملك عبدالعزيز بعنوان [ النقوش القرآنية المبكرة:دراسة في الدلالة التاريخية والظواهر الكتابية،مع دراسة تأصيلية عن الخط المدني] في 468 صفحة.
 
عودة
أعلى