النطق السليم للقلقلة

عائشة

New member
إنضم
19 يناير 2006
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
من المعلوم ان صفة القلقلة صفة متكلفة تُكلفت لاخراج هذه الاحرف الخمسة من هذا النطق ففيها انحبس الصوت والنفس وهنا اُ حتيج لتكلف هذه الصفة لتنطق هذه الاحرف قريبة من المتحرك
استفسارى اولا هل من الممكن وجود صفة اخرى متكلفة سواءً فى الصفات الذاتية او العرضية غير صفة القلقلة ؟
ثانياً كيفية النطق السليم للقلقلة
كيف نطق الرسول اصلى الله عليه وسلم الحروف المقلقة وكيف نطقها من بعده الصحابة ومن ثم التابعين الى ان وصلت الى يومنا هذا ؟
هناك خلاف فى كيفية نطق القلقلة
اولاً لماذا نشأ هذا الخلاف اولماذا تعددت وجهات النظر فيه ؟
نحن نعرف ان رأى الجمهور فى هذا الشأن انها تنطق او ينطق الحرف المقلقل تبعا لحركة ما قبله واراء اخرى تقول ان نطق القلقلة يكون قريباً من الفتح ورأى اخر يقول انها تتبع حركة ما بعدها وهذا لا يكون الا فى الساكن الموصول.
بقى الخلاف بين رأى الجمهور والرأى الآخر انها تتبع حركة ما بعدها .
فهل من الواجب بل هل يكون القارىء قد ارتكب اثماً ان لم يأخذ برأى الجمهور؟
 
التعديل الأخير:
الاخت عائشة بارك الله فيك أظن أن الأمر واسع في ذلك والشخص يأخذ برأي الجمهور أفضل له وسواء كان رأي الجمهور أنها بحسب حركة ما قبلها أو هي إلي الفتح المهم أن يقررعها اللسان .

وأما الحرف الذي يحتاج إلى تكلف في اخراجه هو حرف الضاد لوجود الإستطاله فيه ..

والله أعلم .
 
سؤال مهم

سؤال مهم

[align=center]
شكرا للأخت عائشة على إثارة هذه المسألة المهمة.
وللأخوة المشاركين
ولي في مسألة القلقلة وأمثالها رأي أحببتُ أن ْ أعرضه
فقد حصل انحراف سببه المصطلح، فالحق في مثل هذه الأمور هو المقصد أي المعنى وليس المصطلح نفسه، ولذلك قالوا لا مشاحة في الاصطلاح.
وخلاصة رأيي أني أرى أن انحرافا قد حصل في مسألة القلقلة أدى إلى تحريك الساكن

فالحركات لا تُبَعّض
ونحن اليوم نرى أكثر القراء مع الأسف القاتل يقلقلون الى درجة تحريك الحرف الساكن
وكان القصد الأصل من وضع القلقلة هو تأكيد وضوح الحرف لا المبالغة بابتداع تحريكه
وإني أفضل من لا يقلقل مطلقا على شيخ قراء وحبر بحر يحرك الساكن جاهلا القصد من المصطلح
وهذا من انقلاب العلم الى جهل الذي كثر ما يحصل في العلوم الشرعية


ولو كان يطاع لقصير رأي وكان مفتيا لحرم القلقلة بصيغتها السائدة اليوم تحريما جازما
، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فقد بدأت بما أعول وهو نفسي فحرمت عليها استماع كل قارئ يحرك الحرف إبان قلقلته ولم أسامح إلا من لا يبالغ في ذلك . وقد اضطررت إلى السماح لعموم البلوى ولحبي الشديد لقراء كبار من أهل مصر لا أملك إلا الانحياز لهم.

واعتذر من الأخ عبدالرزاق أن وجدتني على رأي يخالف رأيه ورأي بعض من أحال إليهم من موتى وأحياء .واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية


لكن خلاصة الأمر أن القلقلة بصيغتها الحالية إن هي إلا بلوى وقانا الله شرّها[/align]
 
السلام عليكم
سيدي الفاضل بداية أرحب بفضيلتكم وجزاكم الله خيرا علي هذا الطرح .

ثانيا : لاحرج في المخالفة (فمن خالفني بمقتدي الدليل فقد وافقني ـ قاله ابن عثميين ـ ) وهو قول نفيس . إذن لا خلاف بيننا ما دامت الأدلة موجودة .

ثالثا : لم أر فضيلتكم سقتم أدلة فيه دلالة علي مذهبكم ..وأين المذهب المخالف ـ أي الأدلة ـ ؟؟

رابعا : قولكم ( الحركة لا تبعض ) هذا يا سيدي مذهب النحاة .

ولكن مذهب القراء أن الحركة تبعض ...

قال ابو شامة : أما الروم فلا يتعذر لأنه نطق ببعض حركة الحرف فهي تابعة لمخرجه فكما ينطق بالباء والميم بكل حركتهما كذلك ينطق بهما ببعض حركتهما ، وأظن الناظم رحمه الله أشار إلى هذه الأشياء ونحوها بقوله وكن متأملا أي تأمل ما قد أطلقه المصنفون في التعبير عن ذلك بفهمك ))ا.هـ

وقال أبو شامة أيضا عند شرحه لهذا البيت : وَأَشْمِمْ وَرُمْ فِي غَيْرِ بَاءٍ وَمِيمِهَا مَعَ الْبَاءِ أَوْ مِيمٍ وَكُنْ مُتَأَمِّلاَ... : أو الروم السابق ذكره وهو النطق ببعض الحركة ويعبر عنه بالاختلاس وبالإخفاء فهذه العبارات كلها صحيحة))ا.هـ

قال ابن الناظم في شرحه لمتن الطيبة : الروم عند القراء : عبارة عن النطق ببعض الحركة . وقال بعضهم : تضعيف صوتك بالحركة حتي يضعف معظمها .. والمعني واحد .

وعند النحاة النطق بالحركة بصوت خفي .. وهو الذي ذكره الشاطبي . ))ا.هـ صـ140
وأظن قوله واضح في التفرقة بين مذهب القراء والنحاة .

وقال ابن الناظم أيضا عند التفرقة بين الروم والاختلاس: والثابت من الحركة أكثر من المحذوف وذلك أن تأتي بثلثيها كأن الذي تحذفه أقل مما تأتي به وهذا لا تحكمه إلا المشافهة ))ا.هـ

وعلماء الأصوات يقولون بهذا القول .

قال د/ محمدحسن جبل: " الحركات نوعان رئيسيان : حركات طويلة وهي حروف المد ـــ ألف المد ، وواو المد، وياء المد ـــ وحركات قصيرة وهي الفتحة والضمة و الكسرة ، وهناك حركات أخرى قيمتها أدائية أي ليست وحدات صوتية كاملة لها مقابل في المعنى كالإشمام في " قيل " وكحركة " الروم والقلقلة والحركة المختلسة" أ. هــــ
المختصر في أصوات اللغة العربية صــ159

هذا مذهب القراء في تبعيض الحركة ، فلو ثبت ذلك صحت قلقلة القراء بالاتيان ببعض الحركة .
والله أعلم .
والسلام عليكم
 
أما العبد الضعيف فقد قرأبحمد الله على المصريين والشناقطة، وكان شيخي محمد الأمين بن أيدا رحمه الله أشد إنكاراً على المعاصرين من الدكتور الفاضل عبد الرحمن الصالح ن بل حدثني هو نفسه أنه ناقش فيها علماء الجامعة الإسلامية ، وشيخي عندما يقول علماء الجامعة فإنه يقصد المشايخ : عبد الفتاح القاضي والمرصفي وسيبويه رحمهم الله ، ولا مفهوم للمخالفة هنا .
وكان يأخذ علي أخذاً شديداً إن جئت بالقلقلة " عصرية " ويقول : إن قرأت علي فاقرأ كما علمتك وكما أخذت من مشايخي وإذا ذهبت إلى مشايخك المصريين فاقرأ عليهم كما أقرؤوك وقرؤا على مشايخهم وإن كنت أرى أنهم يخالفون أبا شامة في تقريره للقلقلة .رحمه الله وجزاه عني خير الجزاء.
وكذلك الحال إذا جئت لشيخي محمود جادو أو سيبويه رحمهما الله يقولان :لا تقلقل قلقلة " الشناقطة " .
ومن طريف ما أسجله هنا :
أني أصبحت بين دوامتين : مصرية وشنقيطية كل منهما تأخذني حتى كان ليلة وإذا بي :
رأيت في ما يرى النائم الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله وهو جالس على "دكة " بلباسه الأزهري ووجهه الأنور ولحيته البيضاء كأنها لؤلؤ : فجلست على الأرض وقلت له : سيدنا الشيخ :
أي القولين أصح في القلقلة : قول مشايخي الشناقطة أو المصريين ؟( السؤال بالمعنى ) لكنه قريب
قال :كيف يقرا الشناقطة ؟
فطبقت له المثال ولا أنسى ساعتها أني قرأت " قل هو الله أحد "
فلم يتكلم الشيخ لكن رأيت علامات عدم القبول على وجهه و كأنه رحمه الله امتعضها .
ثم قال : وكيف يقرأ المصريون ؟
فطبقت نفس الآية الكريمة
وإذا بوجه الشيخ مبتسماً ورأسه مهتزوكانه يقول :هذا هذا .
 
السلام عليكم
فضيلة د/ الجكني ..أراها والله أعلم رؤيا صادقة ـ إن شاء الله ـ
لأن هذه الرؤيا توافق النصوص ( علي رأي محمد يحيي شريف في مسألة النصوص )

وهناك نص أري ـ من وجهة نظري ـ أنها غاية في الوضوح في أن القلقلة قريبة من الحركة بخلاف ما ذهب إليه بعض قراء الشام والشناقطة ، الذين يقولون : القلقلة لا تميل إلي ما قبلها ولا إلي الفتح مطلقا . مع أن ابن الجزري والنويري قالا لا يمكن نطقها إل بصوت زائد ، والصوت الزائد صوت الحركة .

ويترتب علي ذلك أنهم يأتون بوقيفة صغيرة ( لعلها التي أنكرها الحصري في الرؤيا )

ولكن هناك نص نقله لي الشيخ سامح سالم من كتاب المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد للحسن بن قاسم ابن أم مريم المرادي (ت 749) قال فيه عن القلقلة(( .... فلذلك يحصل فيها للمتكلم ما يحصل من ضغط الصوت حتي تكاد تقرب من الحركة ))صـ22

تقرب من الحركة أي من كمال الحركة أي فيها جزء من الحركة . وهي القلقلة التي أقرها الحصري لأنها قلقلة القراء المصرين ـ ثبتهم الله ـ

وقد سألت ا.د / محمد حسن جبل وهو من علماء الأصوات ( شيوخ الشام يقولون :إنها لا تميل إلي الحركة ؟؟

فأجابني قائلا : لايمكن نطقها إلا قريبة من الحركة .

والسلام عليكم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ الخلاف في كيفية النطق بالقلقلة خلاف جديد نشأ عند المتأخرين والخلاف الآن يدور بين مذهبين : أحدهما يرى أنّ صوت القلقلة يكون قريباً إلى الحركة إمّا إلى الفتح مطلقاُ أو إلى حركة ما قبلها وهو مذهب علماء مصر وغيرهم والثاني يرى أنّ صوت القلقلة يبقى على سكونه الخالص لا تقرب من أيّ حركة وهو مذهب أهل الشام وغيرهم.

السؤال : ما هو سبب الخلاف وكيف نشأ ؟

سبب الخلاف هو تعبير القدامى بأنّ صوت القلقلة يشبه الحركة وهذا الذي حمل المتأخرون على القول بأنّ صوت القلقلة يكون قريباً من الحركة ثمّ اختلفوا فمنهم من قال بإنّها إلى الفتح تقرب وبعضهم قال إلى حركة ما قبلها وياليته كان الخلاف لفظياً ولكن للأسف ترتّب عن هذا الخلاف تغيير في الصوت فيما لم يختلف فيه القدامى. وأوّل من قال به تصريحاً فيما اطلعت عليه هو المرعشيّ رحمه الله تعالى حيث قال : " أقول الظاهر من الامتحان أنّه يشبه تحريكه بحركة ما قبله ، ثمّ الظاهر من الامتحان أيضاً أنّ إظهار القلقلة يشبه التشديد ، والله أعلم بيان جهد المقلّ ص82. وقد نقل الشيخ مكي نصر هذا القول عن الشيخ الحجازي.


سؤال : لماذا وصف القدامى بأنّ القلقلة تشبه صوت الحركة ؟
كما هو معلوم أنّ الحرف إمّا أن يكون ساكنا أو متحرّكاً. فإن كان متحرّكاً فإنّ الحركة تنشأ من افتراق عضوي المخرج سواء كانت الحركة بالفتح أو بالضمّ أو بالكسر. فعندما ننطق بالظاء المفتوحة مثلاً نجد أنّ طرف اللسان يعتمد على أطراف الثنايا العليا ثمّ يفترق العضوان عند التحريك ، ففي البداية يكون احتكاك ثمّ ينتهي بالافتراق عند التحريك أي افتراق طرف اللسان بالثنايا العليا ، بخلاف ما إذا كانت الظاء ساكنة فطرف اللسان يبقى دائماً محتكّاً بأطراف الثنايا ما دام الصوت في حالة جريان. إذن فعند التحريك يفترق العضوان ، وعند التسكين يحتكّ العضوان من غير افتراق.

ومّما يجب التنبيه عليه أنّ قوة تصويت الحرف تكون بتحريكه بخلاف العكس أي ضعف تصويته يكون بتسكينه ومن تأمّل في صوت الفاء الساكنة والمتحركة يجد أنّ الفاء المتحركة أقوى تصويتاً من الساكنة وهذا نجده في المهموس والرخو وفي الرخو دون المهموس وفي المهموس دون الرخو فالأوّل مثاله الفاء والثاني مثاله الظاء والثالث مثاله الكاف والتاء.
أمّا بالنسبة لحروف القلقة فإنّها شديدة ومجهورة أي في مقابل الرخو والمهموس ، أي لا صوت يجري ولا نفس يجري فانحبس الصوت والنفس ولو بقي العضوان في حالة الاحتكاك لما خرج الصوت. فاحتاج الحرف إلى افتراق عضويه حتى يتمكن الصوت من الخروج دفعة واحدة ، بخلاف المهموس فلا داعي لفتراق عضويه لخروج النفس ، وهو كذلك في الرخو لخروج الصوت.
إذن يكون افتراق العضوين عند الحرف المتحرّك وفي الساكن المقلقل. هذا الذي حمل القدامى على تشبيه المقلقل بالمتحرّك لأجل افتراق عضوي مخرج الحرف. ولأجل ذلك قال المرعشيّ رحمه الله تعالى : " أقول : وذلك الصوت الزائد يحدث بفتح المخرج بتصويت ، فحصل تحرّك مخرج الحرف وتحريك صوته ، أمّا المخرج فقد تحرّك بسبب انفاك دفعيٍّ بعد التصاق محكم ، وأمّا الصوت فقد تبدّل في السمع وذلك ظاهر، فلك تعريف القلقلة بتحريك الصوت وتحريك المخرج..." جهد المقل

وقال رحمه الله : " وذلك لأنّ معنى القلقلة هو الصوت الزائد الحادث عن فتح المخرج بعد حصول الحرف بضغطه ..." بيان جهد المقلّ.

والذي يظهر والله أعلم أنّ الخلاف في المسألة كان لفظياً في وقت المرعشي ثمّ صار عند المتأخرين حقيقياً لأنّ كلام المرعشيّ رحمه الله تعالى مبنيّ على الاجتهاد وليس مبنيّ على نصوص ولا مشافهة والدليل على ذلك أنّه لم يستشهد بأيّ نصّ ولم ينسب ذلك القول إلى المشافهة فقال :" أقول الظاهر أنّه يشبه تحريكه بحركة ما قبله " فاستعمل العبارة التي ليس لها مدلول القطع واليقين ولو كان الخلاف في المسألة ثابتا بالنصّ والمشافهة لنقل ذلك. وكذلك مكي نصر حيث لم يقطع بذلك بل نقل الكلام عن الشيخ الحجازي ويُحتمل أن يكون ناقلاً لكلام المرعشيّ لاعتماده عليه كثيراً في كتابه نهاية القول المفيد. ولو كان الأمر متواتراً أو مشهوراً لكثرت أقوال العلماء لا سيما القدامى في ذلك.

زيادة على ذلك أنّ الأصل في الحرف الساكن ألاّ يشوبه حركة ، حيث يجب تخليص السواكن كما يجب تخليص الحركات إلاّ ما استثني بالنصّ والأداء. قال أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى : " أمّا المسكّن من الحروف فحقّه أن يُخلى من الحركات الثلاث ومن بعضهنّ " التحديد ص 95. وقال القرطبيّ رحمه الله تعالى : " وكذلك السكون ينبغي ألاّ تستوفيه إشباعاً فيخرج إلى التشديد أو السكون ومساواة حال قطع الكلام بوصله ولا يزعجه وينفره فيصير حركة أو بعضها ، بل يجعل الحركات والسكنات وزناً واحداً وقدراً معلوماً وكيلاً سواءً ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ..." الموضح ص191. أقول : كلامهما يدلّ على وجوب تخليص السكنات وعدم إمالتها إلى الحركة أو إلى بعض الحركة سواء كان الساكن مقلقلاً أم لا حيث كلامهما مطلق لا مقيّد له ، فيبقى الأمر على الإطلاق. ولمّا كان التحريك المراد منه افتراق عضوي المخرج يظهر جلياً ضعف مذهب أولائك الذين يريدون التعمّد والتصنّع في إمالة القلقلة إلى الحركة.

وقد أنكر ابن الجزريّ هذا الاصطلاح وهو التشبيه بالحركة فقال رحمه الله تعالى : " وقوِي الشبه في ذلك كون القلقلة في العرفي أبين وحسبانهم أنّ القلقلة حركة وليس كذلك فقد قال الخليل : القلقلة شدّة الصياج ، والقلقلة شدّة الصوت " النشر 1/203.

أمّا قضية تبعيض الحركة والروم وغير ذلك فذلك ظاهر لأنّها حالات خاصّة في مواضع واضحة مذكورة عند الأئمّة عليهم رحمة ولم ينقل عنهم الروم والتبعيض في صوت القلقلة حال التسكين. والدليل على ذلك أننا عندما نقف على { الحقّ } فيجوز الوقف بالسكون المحض مع القلقلة ويجوز الوقف مع الروم من غير قلقلة كاملة والفرق بينهما جليّ ولا علاقة بين الحالتين فكلّ منهما على حدة.

ثمّ إنّ النطق بالقلقلة الساكنة الخالصة لا يخرج عن المنصوص لتحقق فيه الشروط وهي :

أوّلاً : سماع صوت زائد ناتج عن افتراق عضوي المخرج.
ثانيا : تخليص السواكن كما أوجبه أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى.

بخلاف القائلين بأنّ صوت القلقلة يقرب إلى الحركة ، فإنّ في قولهم هذا خروج عن المأثور لعدّة أسباب :
أوّلاً : اعتمادهم على نصوص غير صريحة وقد بيّنّا أنّ المراد منها هو افتراق عضوي المخرج كما هو الحال عند التحريك وقد ضعّف ابن الجزري هذا التفسير وخطّأه.
ثانياً : أصل المسألة بُنيَ على اجتهادٍ محض لم يقطع به المرعشيّ ولم يعتمد فيه على نصّ أو مشافهة.
ثالثا: هناك الكثير من الأئمّة من عرّف القلقلة ولم يستعمل عبارة التحريك أو التشبيه بالحركة. وسأنقل أقوالهم إذا كانت هناك حاجة ماسّة في ذلك.
رابعاً : اختلاف المتأخرين إلى مذهبين ومعلوم أنّه عند النزاع لا بدّ من الرجوع إلى صريح النصّ بدلاً من الاعتماد على ما يحتمل التأويل.

وبالمناسبة أقول لأخي الشيخ المقرئ عبد الرازق : لماذا تنكرون القلقلة الساكنة الخالصة مع أنّ الخلاف في الهيئة جائز مطلقاً عندكم لعدم تغيّر المعنى ؟ أليس هذا اضطراب في المنهجية ؟ أيجوز الخروج عن المنهجية ما دام الأمر متعلّق بما هو عليه قراء مصر ؟

وأريد لفت انتباه المشايخ الكرام في هذه المسألة على أمر مهم لنعتبر جميعاً وهو كالتالي :
من تمعّن في المسألة يجد أنّ منشأها اجتهاد محض يحتمل الخطأ وأول من قال به على سبيل الظنّ هو العلامة المرعشي عليه رحمة الله تعالى ثمّ صارت المسألة من المقطوع بها ووصل الأمر إلى العناد بين المدرسة المصرية والشامية في ذلك. ولو اكتفينا بما في تراثنا القديم لقضينا على هذا الخلاف الذي في نظري لا يحتاج إلى نظر.

ومن هذا الخلاف نشأ غلوّ وتنطع من الطرفين فنسمع البعض يقرأ بالصوت القلقلة حتّى تكاد تكون حركة خالصة وذلك في نحو { اقتلوا} فنسمع القاف مضمومة ، والبعض من الطرف الآخر يتكلّف في تخليص السكون في القلقلة حتّى يُسمع قفزة أو ما يشبه ذلك وهذا كلّه خروج عن المقصود وعندما نسمع كبار المشايخ المصريين كالحصري والمنشاوي وغيرهما نجد اعتدالاً بل لا نتفطّن عند سماعنا لقرائتهم أنّ القلقلة تقرب من الحركة. والعلم عند الله تعالى.

أكتفي بما أقول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد يحيى شريف الجزائري
 
السلام عليكم
وبالمناسبة أقول لأخي الشيخ المقرئ عبد الرازق : لماذا تنكرون القلقلة الساكنة الخالصة مع أنّ الخلاف في الهيئة جائز مطلقاً عندكم لعدم تغيّر المعنى ؟ أليس هذا اضطراب في المنهجية ؟ أيجوز الخروج عن المنهجية ما دام الأمر متعلّق بما هو عليه قراء مصر ؟
.............
وعندما نسمع كبار المشايخ المصريين كالحصري والمنشاوي وغيرهما نجد اعتدالاً بل لا نتفطّن عند سماعنا لقرائتهم أنّ القلقلة تقرب من الحركة. والعلم عند الله تعالى.

أكتفي بما أقول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد يحيى شريف الجزائري

السلام عليكم
أخي الشيخ محمد

لقد ناقشتك في هذا الأمر من قبل ووضحت لك الجواب علي هذا الأمر من قبل ، وشرحت لك بأن قراء الشام اعتادوا التناطح مع القراء المصريين ، ويريدون استدراك أي شئ والسلام ، فتحدثوا بأن حرف المد لا نقول فيه : بحركة أو حركتين .

ولقد قالها مكي القيسي صريحا بأن التعبير بالألف من باب التقريب . وعبر بلفظ الحركة أيضا ابن القاصح في شرح الشاطبية . فلماذا لا يتبعون نصوص الأئمة التي يدّعون أنهم يأخذون بها ؟؟

والفرجة التي ينسبونها للقياس ـ دون جمع للنصوص ـ التي يدّعون الأخذ بها ... وأذكر أن فضيلتكم دائما تنبذون التقليد وتحاربون المقلدين ـ وهذا يحسب لكم ـ ولكن لما سألتك من أين القول بالكز قلتم : لا أدري هكذا سمعته من شيوخي .
ألا يعد ذلك تقليدا أعمي يا سيدي ؟؟

نعم الخلاف لا يضر فيما هو من قبيل الهيئة ، ولكن لمّا نُرشدكم إلي الصواب أظن أن الأمر لا شئ فيه ..أليس كذلك ؟؟
أما كونك تأخذ به أو لاتأخذ به ..هذا شأنك وحدك .

والذي دفعني للرد علي القائلين علي أصحاب هذا القول ..بأنهم قالوا : (( إلى ذلك من الآراء الاجتهادية ) وهو ينوه علي القراء المصريين .

وخطأ آخر القول بقرب الحركة .. وكأن القراء المصريين يقولون بالوجوه من عند أنفسهم أي باجتهاد محض .

كل هذه الأقوال لا بد لها من وقفة للرد عليهم وبيان الصواب في المسألة ولكننا لا نضرب علي يد أحد أن يأخذ بقولنا مع اعترافنا وإقرارنا بأنه ترك القول الصائب .



وأذكر أنك ناقشتي وقتها وأنت تقول بأن الخلاف لفظي ، وأما الآن فقد جعلت الخلاف لفظيا عند القدامي ، وغير لفظي عند المحدثين . إذن هناك خلل في فهم كلام القدامي عند أحد الفريقين أدي إلي هذا الخلاف ؟؟

وهكذا الخلل في فهم نصوص الإطباق وغيرها ..

حاولتَ ما استطعت أن تشرح الصوت الزائد بأنه ضغط ، الذي قال هذا الكلام هو هو الذي قال :" أقول الظاهر أنّه يشبه تحريكه بحركة ما قبله "

إذن الكلام واضح وهو موافق لكلام القدامي الذي دائما تستشهد به .

إذا كان صاحب المقالة فسرها هذا التفسير الواضح فلماذا الحديث وتحلل الكلام بما يخالف قائله ؟؟

وأما قولك : بخلاف القائلين بأنّ صوت القلقلة يقرب إلى الحركة ، فإنّ في قولهم هذا خروج عن المأثور ))

أقول لكم : اتق الله في نفسك كل هذه النصوص الصريحة عند أبي شامة والداني وغيرهم ليست صحيحة وصريحة ؟؟ لست أدري كيف ـ يا أخي ـ تقرأ النصوص ؟؟

ولقد أوضحت لك بالأدلة القاطعة أنهم يسمون الحركة بالصوت أيضا . وانظر في جامع البيان وغيره .

وادّعيت علي المرعشي أنه بناها علي الاجتهاد .. والأمر ليس كذلك فقد قال الجعبري في عقود الجمان :أنها تابعة لما قبلها .. وعندما يعيد الأخ الذي استعار مني الكتاب الكتاب سآتيك بالنص ـ إن شاء الله ـ .

إذن القدامي كلهم يقولون بقربها من الحركة ويكفي أن تراجع هذا القول : (( وإما لأن صوتها لا يكاد يتبين به سكونها ما لم يخرج إلى شبه التحريك يشبه أمرها من قولهم قلقلة إذا حركه ..))) هذا يا سيدي قول الداني واضح وضوح الشمس في علاه .. ولكن للأسف لك دائما توجيهات تخالف الدنيا بأسرها .

ثم ماذا تقول في قول شيخك الرحيمي (("قد اختلف العلماء فيها فقيل : إنها أقرب إلي الفتح مطلقا والأرجح أنها تابعة لما قبلها فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو:" أقرب " كانت قريبة إلي الفتح وإن كان ما قبلها مكسورا نحو:" اقرأ" كانت قريبة إلي الكسر وإن كان ما قبلها مضموما نحو:" اقتلوا" كانت قريبة إلي الضم . ( غاية المريد ص 145)
2ــ أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
3ــ ولكن التدقيق المعول هو أن وزن هذا الصوت أقل من الحركة وهو لايشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا ا.هـ196

قوله :" أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
القلقلة إذا كان ما قبلها ساكن تتبع ما قبل الساكن والساكن ليس بحاجز

ثم هل يقصد( ببينها جميعا ) أنها خلطة من الحركات ؟!!! وظاهر قوله يثبت أنها للحركة أقرب ، ولكنه لم يستطع تحديد الحركة فقال : بالحركة التى تشبه مجموعة من الحركات ..... وهذا كلام لا يرد عليه .ألا توافقني في ذلك ؟؟

أم ستجيب كما أجاب من قبلك : بأنه كان علي الهواء في برنامج تجويدي ؟؟

ثم قولك : ((وعندما نسمع كبار المشايخ المصريين كالحصري والمنشاوي وغيرهما نجد اعتدالاً بل لا نتفطّن عند سماعنا لقرائتهم أنّ القلقلة تقرب من الحركة. ))

إذا كنت تقرّ بقلقلة الحصري فإنه ذكر في كتابه أن في القلقلة مذهبين : أن قريبة للفتح مطلقا ـ ورجح هذا القول ـ
وأنها تتبع ما قبلها ، ولم يحك عن ساكنكم شيئا . وقد نقلت لك النصوص من قبل .

ولقد أدي يا سيدي القول بتباعد جزئي المخرج لهذا الخطأ في الأداء الصوتي ... ألا ترفض أنت الخلاف في الهيئة ؟؟

وقولك : فعندما ننطق بالظاء المفتوحة مثلاً نجد أنّ طرف اللسان يعتمد على أطراف الثنايا العليا ثمّ يفترق العضوان عند التحريك ، ففي البداية يكون احتكاك ثمّ ينتهي بالافتراق عند التحريك................... ))

أخي الكريم راجع هذا الرابط حتي تتعلم الفرق بين نطق الحرف الساكن والحرف المتحرك من الجهة العلمية الصحيحة ، ولا تكن مقلدا للشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ
http://alquraat.201mb.com/vb/showthread.php?t=47

وأتمني أن تقرأ ما كتبته لك جيدا ، وقل لي : ماذا تقول بعد أن وصل الأمر في الخلاف في هذه المسألة إلي الخلاف العملي ـ من وجهة نظركم بالطبع ـ ؟؟
والسلام عليكم
 
أخي الشيخ السلام عليكم

المشكلة في هذه المسألة هو أن يأمر المشايخ بإمالة صوت القلقلة إلى الحركة مع التعمّد والتصنّع في ذلك وهذا هو المحضور لأنّه يصير بذلك حكماً من أحكام التجويد والحكم الذي فيه أمر أو نهي يحتاج إلى نص ودليل صريح في ذلك. ولأجل ذلك فأنّ القدامى ما أمروا بذلك أي ما أمروا بالتعمّد والتصنّع في إمالة صوت القلقلة بل قالوا أنّ صوت القلقلة يشبه الحركة وتركوا الأمر على طبيعته مهما كانت الكيفية سواء بالإمالة أم بغير إمالة ، والدليل على ذلك انّهم جعلوا خروج الصوت الزائد لازماً لا ينفك عن الحرف المقلقل لاشتراط افتراق عضوي المخرج في جميع الأحوال إذ هو لازم في كلّ مقلقل وليس هناك لزوم للتصنّع في إمالة صوت القلقلة.
وممّا يؤكّد ذلك ، وجود الكثير من النصوص التي ليس فيها إشارة إلى قرب صوت القلقلة من الحركة إذ لو كان شرطا لنقل في جميع النصوص التي عرّفت القلقلة. فمن العلماء من عبّر بأنّها نبرة وهو ابن القاصح وطاش كبري زاده رحمهما الله تعالى ومنهم من عبّر عنها بأنّه صوت يشبه النبرة وهو النويري في شرح الطيّبة والقسطلاني في اللآلئ السنية. والواسطي (ت740) في كتابه الكنز في القراءات العشر ، والشيخ الضباع في شرح الطيّبة وغيرهم. ومنهم من عرّف القلقلة بتحرّك العضو واضطرابه إذ التحرّك معناه التقلقل ومنهم من عبّر عنه بشدة الصياح وشدّة الصوت ، ومنهم من عبّر عنه بشبه التحريك وكلّ هذه الاصطلاحات تفضي إلى نفس المعنى ولا يكون ذلك إلاّ بافتراق عضوي المخرج للحرف المقلقل.

أزيدك أخي الشيخ فأقول : التقلقل معناه التحرّك كما قال العلامة الموصلي في كتابه شرح شعلة. فاعتمد العلماء في تعريف القلقلة على معانيها اللغوية كالاضطراب والتحرّك وغير ذلك مما نجده في تعاريفهم للقلقلة.
إذن فالخلاف هو خلاف اصطلاح وألفاظ لا أكثر ولا أقلّ والكلّ يفضي إلى نفس المعنى. وليس في جميع هذه المصطلحات ما يوجب التصنّع في إمالة صوت القلقلة إلى الحركة.

ولا نتناسى إنكار ابن الجزري للفظ التحريك في تعريف القلقلة ولا ينبغي إهمال النصوص الملحّة على تخليص السواكن وعدم إمالتها إلى الحركة أو إلى بعض الحركة.

وإذا ثبت تصريح للعلامة الجعبري على إمالة صوت القلقلة إلى الحركة فأهلاً وسهلاً بالنصّ لأنّي لم أقطع بأنّ المرعشيّ هو أوّل من قال بذلك بل قيّدتّ ذلك بحسب ما اطلعت عليه ولم أدع استقراء جميع النصوص في ذلك ، وحتّى لو سلمنا ثبوت النصّ عن الجعبري عليه رحمة الله تعالى فلا دليل على التعمّد والتصنّع في ذلك بل هو مجرّد اصطلاح كبقية الاصطلاحات الاخرى الثابتة في تعريف القلقلة.

وعلى ما سبق فإنّه يظهر جلياً إنّ في المسألة خلاف في الألفاظ فقط وقد قرأت على أحد المشايخ الكبار الذين يقولون بإمالة صوت القلقلة إلى الحركة وهو الشيخ عبد الرافع بن رضوان عليّ في موسم الحجّ منذ سنتين سورة طه برواية ورش عن نافع وعندما وصلت إلى قوله تعالى { أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليمّ } تعمّدت إسكان قلقلة القاف إسكاناً محضاً فلم يعترض عليّ وبذلك قرأت على الشيخ لاشين المصري جميع القرءان برواية ورش عن نافع وهؤلاء من مشايخ مصر. فتيقنت حينها أنّ الخلاف لفظيّ لا يستحقّ هذه الضجة والعلم عند الله تعالى.

وأمّا مسألة خلاف في الهيئة فأقول كيف ترشدني إلى الصواب والكلّ صواب عندك ما دام الأمر متعلّق بالهيئة.

أكتفي بما قلت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد يحيى شريف الجزائري
 
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد يحيي
أيام وسنبدأ في العام الدراسي الجديد في مصر ولعلني لا أجد وقتا للكتابة ، بل سأكتفي عند بقاء الوقت بالكتابة في منتداي ، ولذا أريد أن اختصر معك هذه المسألة .

القدامي لهم تعريفات متعددة في المسألة الواحدة ولا تتغير عندهم من الجهة العملية ، فكونهم يتنوعون في تعريف القلقلة فالمعني الواحد .ولذا تجدهم يقولون : القول بالإدغام تجوّز ـ في موضع في التعبير عن الإخفاء ـ،، والقول بالإخفاء تجوّز ـ في موضع الإدغام الناقص ـ .... وكل ذلك ليس مختلفا عندهم في الأداء ، ويعبرون أحيانا في الإمالة بالكسر الشديد بينما عندنا الكسر الشديد من أخطاء الإمالة ويحذرون منه .

ولكننا نريد أن نكون عمليين في النقد والتحليل . إن القول بسكون القلقلة أدي إلي الوقيفة الصغيرة في القلقلة ، وهذا لا شك بأنه خطأ ، أعني أن المسألة تحولت من اللفظي إلي العملي فلا داعي من الإطالة في الكلام بأن المسألة خلافها نظري . مع تصريح ابن الجزري استحالة نطقها وهي ساكنة . فكيف تكون إذن ؟؟ المبتدئ يعرف أن ضد الإسكان الحركة أو أبعاضها .

وقد طلب مني الأستاذ فرغلي العرباوي في منتدي قراء القرآن بأن أذكر له من الذي عبّر عن الحركة بالصوت . فأوردت له أقوالا كثيرة يقولون عن الحركة بأنه صوت .

وقولك :((وأمّا مسألة خلاف في الهيئة فأقول كيف ترشدني إلى الصواب والكلّ صواب عندك ما دام الأمر متعلّق بالهيئة. ))

أقول : إن هذا القول كان مقابلا لقولك : كيف يتغير الصوت القرآني ألم يقل الله تعالي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ؟؟
فقلت لك : ليس ذلك الباب من الحفظ المذكور ، وقلت الخلاف في الهيئة لا يضر .
ولكننا يجب أن نفهم الأمور علي الصواب ، وليس الجواز في الهيئة معناه أن يأتي كل أحد ويأتي بهيئة للفظة معينة ونقول : بالجواز . !!!

ولكن الخلاف الجائز في الهيئة المقروء به في الأقطار وأضرب لك مثالا :
التقليل مثلا نقول بأن قراء الشام يقرّبون التقليل للإمالة .
وقراء المغرب والجزائر يقرّبون التقليل للفتح .
وقراء مصر يجعلون التقليل بين بين .

فهذه هيئات مختلفة في أقطار مختلفة فنقول وقتها : الخلاف في الهيئة لايضر ، مع قولنا : بأن الصواب مع من يقرؤون التقليل بين بين . (هذا مثال فقط )

أما إن قالوا لنا مثلا : إن محمد يحيي شريف ( انفرد في الجزائر وجاء بهيئة للتقليل يخالف بها هذه الأمصار نقول له : كلامه باطل ولا ينبغي أن نأخذ به فقد خالف الأقطار أي شذ عن القوم . (هذا مثال أيضا )
والشاهد من الأمثلة : ليس كل خلاف في الهيئة معتبر .

ولذلك تجد إجماع القراء : بأن المقروء به هو القرآن وافقت النصوص أم خالفت .
وقال الشيخ كريم راجح شيخ القراء الشاميين : " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي "

إذن لابد إن وجد خلاف في الهيئة معتبر بالشروط التي ذكرتها سابقا لابد من موافقتها للنصوص ، وإن اختلف فهم صاحب كل مصر من الأمصار في تفسير النص بما هو مقروء به عنده .
أكتفي بما قلت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

أخي الشيخ لا أوافقك على أنّ القلقلة الساكنة تستلزم وقفة أو قفزة صغيرة. ولقد سمعنا جميعاً القراءة المتقنة للشيخ أيمن رشدي سويد عبر القانات وما سمعنا هذه الوقفة أو القفزة التي تتكلّم عنها ، بل سمعتُها من بعض المشايخ في الشام فقط.

أمّا قضية الخلاف في الهيئة فيدخل في قوله تعالى { إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون } لأنّ القدامى اعتبروا جميع ذلك من التوقيف الذي لا يجوز الاجتهاد فيه والدليل على ذلك قول الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى ( وما لقياس في القراءة مدخل ) فذكر رحمه الله تعالى إنكار القياس في باب الترقيق والتفخيم للراءات وهو من قبيل الهيئة ، والنكرة إذا جاءت بصيغة النفي فإنّها تفيد العموم ولا تقييد لهذا العموم ولايُستثنى شيء من هذا العموم إلاّ بالدليل ، ولو قلنا بجواز الخلاف في الهيئة مطلقاُ فما الذي حمل القدامى على التبويب في أصول القراءات والتقعيد لها بالنظم والنثر ، والتفريق بين اللحن الخفيّ والجليّ وكلّ ذلك يدخل في باب الهيئة. وهذا يؤدّي إلى تسوية العوام بالخواص وإهمال التلقي من الشيخ ما دام الخلاف في الهيئة جائز. وما الذي حمل ابن الجزري وغيره من أهل العلم على ردّ الكثير من الأوجه المتعلّقة بالهيئة إن كان الخلاف في الهيئة جائزاً؟ ءأنت على دراية بخطورة ما تقول ؟ كلامك هذا يثفضي إلى القول بجواز ترقيق المفخّم وتفخيم المرقق وإدغام المظهر وإظهار المدغم ولا شكّ أنّ هذا الكلام لا يقبله منك أحد.
قال ابن الجزري " لقد تتبعت قصر المتصل فلم أجده لا في قراءة صحيحة ولا شاذّة ". لي سؤال : أيجوز قصر المدّ المتصل ؟ وحتّى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنكر ذلك عندما سمع الرجل يقرأ بقصر لفظ { الفقراء }. أيجوز تفخيم الراء في { فرعون } ؟ أريد منك إجابة صريحة من غير أيّ حيدة. قال ابن الجزري ( والأخذ لالتجويد حت لازم ) سؤال : هل باب الترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار والإخفاء والمدّ والفصر ووووووووووو مما يتعلّق بالهيئة يدخل في معنى التجويد الذي قصده ابن الجزري في هذا الشطر من البيت ؟
أقول لك يا أخي هذا كلام خطير لا دليل عليه ولقد استدلت بأدلّة لا علاقة لها بالموضوع لأنّ ما ذكرته من الأدلة متعلّق بمسألة وهي : هل يشترط التواتر في جميع ما ثبت أداءً ونصاً أم لا؟. ولا شكّ أنّ هذا الموضوع لا علاقة له بموضوع الهيئة.

أمّا قضية التقليل فلا أجد شخصياً أيّ فرق بين المغاربة والمصريين وأهل الشام وإن وجد فهو فرق محدود جداً لا يظهر إلاّ بالتدقيق والإنصات الجيّد وكلّ ذلك لا يخرج من المنصوص ، أمّا الذي تقول به أنت هو جواز الخلاف للهيئة مطلقا أي فتح الممال وإمالة المفتوح ما دام المعنى لم يتغيّر وهذا مخالف للنصوص.
فقد اتفق الأئمّة على إمالة راء { مجراها } لحفص عن عاصم ومن فتحها لحفص فقد أخطأ ، ومن أمال ما لا يجوز إمالته مع التعمّد في ذلك على دراية فهو آثم.

أمّا كلام لذي نقلت عن الشيخ العلامة كريم راجح حفظه الله تعالى فأقول : إن كان المراد منه تقديم المشافهة على النصّ ففيه نظر لعدة أسباب :

أوّلاً: ليس هناك نصّ يؤيّد ما يقوله الشيخ العلامة وقد ثبت ما يخالفه ممن هو أعلم وأدري. منها ما قاله أبو عمرو الداني ومكي القيسي : العلم فطنة ودراية أحسن منه مساعاً ورواية. ومنها ما صرّح به العلامة المرعشي على تقديم ما أودعه العلماء في كتبهم ، ونصه موجود في كتابه بيان جهد المقلّ.

ثانياُ : لو كانت المشافهة تفسّر النص فما الذي حمل القدامى على التدوين إذن ؟

ثالثاً : كلامه هذا مخالف لمنهج المحققين الذين يعتمدون على النصوص لإثبات صحة الوجه المقروء به ؟

رابعاً : عند وجود تعارض في التلقي والمشافهة فيما لم يرد فيه الخلاف عند الأئمّة فأيّهما يقدّم ؟ وكيف يرجّح أحدهما على الآخر ؟ إثبات الوجهين يفضي إلى الابتداع لعدم ثبوت أحدهما عند القدامى ؟ بغير التراث لا يمكننا الترجيح.


أمّا إن قصد الشيخ كريم راجح حفظه الله تعالى من ذلك أنّه يتعذّر النطق بهيئة إلاّ بالمشافهة فهذا صحيح لأنّك لن تستطيع أن تقرأ بالإمالة إلاّ بمشافهة الشيخ أو السماع منه على الأقلّ.

أخي الحبيب أكتفي بما قلت وأسأل الله تعالى أن يحفظك وإنّي لأحبّك في الله حقاً ، فقد ألفت التقاش معك كثيراً والسلام عليكم ورحمة الله ةبركاته

محمد يحيى شريف الجزائري
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

الشيخ الفاضل محمد يحيي شريف
أحبك الله الذي أحببتني فيه وأنتم تعلمون أني أكن لكم كل حب وتقدير . ومهما اختلفنا فنحن إخوة في الدين ، ولم أشعر في يوم أنك غريب عني وأنتم أقرب إليّ من كثير ممن في بلدي .

أما بالنسبة لمسألتنا .. أظن أن كل هذه التساؤلات التي سألت عنها قد كنت أجبتُ لك عنها .

يا أخي الكريم :

بالنسبة لقولك : ((قول الإمام الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى ( وما لقياس في القراءة مدخل )
قال أبو شامة في شرحه لهذا البيت : وأما نفي أصل القياس في علم القراءة مطلقا فلا سبيل إليه ))
وقد ذكرتُه لك تَكرارا ومرارا .

وقولك : قال ابن الجزري " لقد تتبعت قصر المتصل فلم أجده لا في قراءة صحيحة ولا شاذّة ". لي سؤال : أيجوز قصر المدّ المتصل ؟ ............. ))

أخي الكريم هذه الأسئلة قمتُ بالجواب عليها كثيرا وجوابي واضح وصريح .
والمشكلة عندكم لا تفرقون بين أمرين مهمين فما عرفهما حلت له كل المشاكل :
الفرق بين أصل الحكم ( أي هذا الحرف ممدود وهذا مفخم وهذا مرقق وهذا ممال وهذا مشم وهذا .....................))
وبين القدر الزائد علي الحكم الأصلي أي طريقة أداء هذه الأحكام .

وقد قمت بشرح الفرقين من قبل .. وعلي هذا لاتدخل عبارتك هذه في المسألة التي أتحدث عنها لأنها من القدر الزائد وليس أصل الحكم ((فقد اتفق الأئمّة على إمالة راء { مجراها } لحفص عن عاصم ومن فتحها لحفص فقد أخطأ ، ومن أمال ما لا يجوز إمالته مع التعمّد في ذلك على دراية فهو آثم. ))

فهناك عبارات عنهم في المد والإمالة والتسهيل وغيرها يقولون : لا يضبطه الكتاب . وقد أوردت لك الأمثلة . فإن قاموا بعد ذلك بوصفها فهو من باب التقريب لأن الأصوات لا توصف ، بل تقرّب فقط .

وأذكر عندما كنتُ أقرأ وقت الطفولة ( ميكي جيب ـ وقصص بطوط وغيرها من قصص هذا النوع )
إذا وقع ميكي مثلا في الماء يعبرون عنه بـ(طش) ولو فتح ميكي الباب يكتبون ( كرررررررررررررراخ) أرجوا أن أكون قد عبرت بعبارات صحيحية . هل هذه أصوات صحيحة للوقوع في الماء أو لفتح الباب مثلا ؟؟؟؟؟؟


وكل ذلك كان من باب التقريب لأن الأصوات لا توصف أبدا .. ولذا عبروا بقولهم ( والمشافهة تضبط ذلك ) ولو طال بكم الزمان ستقولون في نهاية أمرك بما أقول به لك الآن وسوف تدعوا لي وقتها وتقول ( ربنا يرحمك يا عبد الحكيم )

لأن قراء مصر والشام يقولون بما أقول به كما سبق في الكلام .

والله أعلم
بارك الله فيكم وفي علمكم
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى