النسخ في القرآن الكريم

إنضم
05/10/2007
المشاركات
146
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مراكش- المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتير علم ناسخ القرآن ومنسوخه من أهم علوم القرآن التي استأثرت باهتمام العلماء والباحثين قديما وحديثا وذلك لتوقف فهم أحكام القرآن عليه
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :" إنما يفتي أحد ثلاثة:رجل تعلم منسوخ القرآن وذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورجل قاض لا يجد من القضاء بدا ورجل متكلف فلست بالرجلين وأكره أن أكون الثالث "
من هنا رأى العلماء أنه لايحل لمسلم يومن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة هذا منسوخ إلا بيقين كما قال أبو محمد بن حزم
والمعتمد عليه في ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابي وما أجمعت الأمة عليه و لايعتمد في ذلك على الاجتهاد أو الأقوال غير الثابتة
والجمهور على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا وشذ قديما أبو مسلم الأصفهاني فقال بجوازه عقلا وأنكر وقوعه شرعا وبعد حوالي عشرة قرون ظهر عدد من الباحثين المعاصرين أنكروا بدورهم النسخ ... فما مدى قوة دليل القائلين بالنسخ ؟ وما هي البراهين التي يقدمها المنكرو ن للنسخ بين يدي دعواهم ؟
 
عالج أبو البقاء الكفوي النسخ في" الكليات" بشكل دقيق فأحببت إغناء لهذا الموضوع أن أنقل من كلامه بعض الأمور التي تستحق الذكر وتنفع في توسيع الرؤية وهي كالآتي:
1- المراد بالنسخ الخطاب القاطع لحكم خطاب شرعي سابق على وجه الخطاب القاطع لاستمرار ذلك الحكم
وليس قطع الاستمرار راجعا الى الكلام القديم الذي هو صفة الرب لاستحالة عدم القديم بل إنما هو عائد الى قطع تعلقه بالمكلف وكف الخطاب عنه وذلك غير مستحيل

2- إنما يجري النسخ في الأحكام الشرعية التي لها جواز أن لاتكون مشروعة دون الأحكام العقلية كوجوب الإيمان وحرمة الكفر وما يمكن معرفته بمجرد العقل من غير دليل السمع وكذلك ما بقي من الأحكام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الانتساخ بالوحي وقد انقطع بعده

3- فائدة النسخ :إما على تقدير كون الأحكام الشرعية معللة بمصالح العباد واللطف بهم فيجوز أن تختلف مصالح الأوقات فتختلف الأحكام بحسبها كمعالجة الطبيب .

وأما أن الأحكام مستندة الى محض إرادة الله من غير داع وباعث فالأمر هين لأنه تعالى هو الحاكم المطلق الفعال لما يريد ...

ثم بعد خاتم النبيين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم انغلق باب النسخ لما أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق فصار جامعا بين الظاهر والباطن على الإطلاق ... والنسخ في الحقيقة بيان وتخصيص في الأزمان...
 
في سياق حديثه عن النسخ في القرآن يقول الدكتور محمد عابد الجابري : لادليل في القرآن على وقوع النسخ فيه ويبدا بمعنى "الآية" فيقول" :" نقطة البداية في إثبات وجود أو عدم وجود النسخ في القرآن هي تحديد معنى الآية "... "وليس في القرآن قط ذكر لما اصطلح على تسميته آية بمعنى " قطعة من القرآن "..." أما لفظ آية الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ... فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي {آية من القرآن} لا مفردا ولا جمعا " مواقف :ع 67/ ص7-9

لقد استغربت لهذا الجزم القاطع من فيلسوفنا الكبير !

يقول الله تعالى{الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}هود:1 ألا يتعلق الأمر هنا بالجملة القرآنية المحكمةالبناء ،قال أبو عبيدة في المجاز:"الآية من القرآن إنما سميت آية لأنها كلام متصل الى انقطاعه "

ويقول سبحانه :{ولوجعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدى والذين لا يومنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد }فصلت :44

وقال تعالى:{هوالذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } الآية -آل عمران :7

فهل تدل الآيات هنا عن شيء آخر غير جمل القرآن ؟

وجاءت لفظة "آية " - بمعنى الجملة القرآنية أو نحو ذلك كما سيأتي في مناسبة أخرى - في أحاديث نبوية صحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه:"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟" قال : قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم } قال : فضرب في صدري وقال :" والله ليهنك العلم أبا المنذر " رواه الإمام مسلم
 
عودة
أعلى