الناسخ والمنسوخ عند ابن جزي الكلبي في تفسيره: التسهيل لعلوم التنزيل

إنضم
18 ديسمبر 2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
من المقدمة
الباب السابع في الناسخ والمنسوخ


(وفيه يرى أن كل آيات الإحسان، والصبر، والسلم، والتعايش، والمعاهدة، والمصالحة، والتسامح، وحرية الدين، والجدال الحسن، والدعوة، والحوار، منسوخة بآيات القتال).

النسخ في اللغة: هو الإزالة والنقل، ومعناه في الشريعة رَفع الحكم الشرعي بعد تقرّره، ووقع في القرآن على ثلاثة أوجه:

نسخ اللفظ والمعنى؛ كقوله: {لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم}.

والثاني: نسخ اللفظ دون المعنى؛ كقوله: {الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم}.

والثالث: نسخ المعنى دون اللفظ، وهو كثير، وقع منه في القرآن على ما عد بعض العلماء مائتا موضع واثنان و عشرة مواضع منسوخة.

إلا أنهم عدوا التخصيص والتقييد نسخاً، والاستثناء نسخاً، وبين هذه الأشياء وبين النسخ فروقٌ معروفة، وسنتكلم على ذلك في مواضعه.
ونقدم منها ما جاء من نسخ مسالمة الكفار، والعفو عنهم، والإعراض والصبر على أذاهم، بالأمر بقتالهم؛ ليغني ذلك عن تكراره في مواضعه؛ فإنه وقع منه في القرآن مائة آية وأربع عشرة آية من أربع وخمسين سورة.

ففي البقرة: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة: 83]، {وَلَنَا أَعْمَالُنَا} [البقرة: 139]، {وَلاَ تَعْتَدُوا} [البقرة: 190]؛ أي: لا تبدؤوا بالقتال، {وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ} [البقرة: 191]، {قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: 217]، {لاَ إِكْرَاهَ} [البقرة: 256].
وفي آل عمران: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ} [آل عمران: 20]، {مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28].
وفي النساء: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} [النساء: 63 و81] في موضعين، {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [النساء: 80]، {لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ} [النساء: 84]، {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ} [النساء: 90].
وفي المائدة: {وَلاَ آمِّينَ} [المائدة: 2]، {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} [المائدة: 99]، {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: 105].
وفي الأنعام: {قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} [الأنعام: 66]، {ثُمَّ ذَرْهُمْ} [الأنعام: 91]، {عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} [الأنعام: 104]، {وَأَعْرِضْ} [الأنعام: 106]، {عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [الأنعام: 107]، {وَلاَ تَسُبُّوا} [الأنعام: 108]، {فَذَرْهُمْ} [الأنعام: 112، 137] في موضعين، {يَاقُوْمِ اعْمَلُوا} [الأنعام: 135]، {قُلِ انْتَظِرُوا} [الأنعام: 158]، {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
وفي الأعراف: {فَأَعْرَضَ} [الأعراف: 199]، {وَأَمْلَى لَهُمْ} [الأعراف: 183].
وفي الأنفال: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ} [الأنفال: 72] يعني: المجاهدين.
وفي التوبة: {فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة: 7].
وفي يونس: {فَانْتَظِرُوا} [يونس: 20]، {فَقُلْ لِي عَمَلِي} [يونس: 41]، {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ} [يونس: 46]، {وَلاَ يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} [يونس:65] لأن معناه الإمهال، {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ} [يونس: 99]، {فَمَنِ اهْتَدَى} [يونس: 108] لأن معناه الإمهال، {وَاصْبِرْ} [يونس: 109].
وفي هود: {إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ} [هود: 12] أي: تنذر ولا تجبر، {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} [هود: 93]، {انْتَظِرُوا} [هود: 122].
وفي الرعد: {عَلَيْكَ الْبَلاَغُ} [الرعد: 40].
وفي الحجر: {ذَرْهُمْ} [الحجر: 3]، {فَاصْفَحْ} [الحجر: 85]، {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} [الحجر: 89]، {وَأَعْرَضَ} [الحجر: 94].
وفي النحل: {إِلاَّ الْبَلاَغُ} [النحل: 35]، {عَلَيْكَ الْبَلاَغُ} [النحل: 82]، {وَجَادِلْهُمْ} [النحل: 125]، {وَاصْبِرْ} [النحل: 127].
وفي الإسراء: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54].
وفي مريم: {وَأَنْذِرْهُمْ} [مريم: 39]، {فَلْيَمْدُدْ} [مريم: 75]، {فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: 84].
وفي طه: {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ} [طه: 135].
وفي الحج: {وَإِنْ جَادَلُوكَ} [الحج: 68].
وفي المؤمنون:{فَذَرْهُمْ} [المؤمنون: 54]، {ادْفَعْ} [المؤمنون: 96].
وفي النور: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ} [النور: 54].
وفي النمل: {فَمَنِ اهْتَدَى} [النمل: 92].
وفي القصص: {لَنَا أَعْمَالُنَا} [القصص: 55].
وفي العنكبوت: {أَنَا نَذِيرٌ} [العنكبوت: 50] لما يقتضي من عدم الإجبار.
وفي الروم: {فَاصْبِرْ} [الروم: 60].
وفي لقمان: {وَمَنْ كَفَرَ} [لقمان: 12].
وفي السجدة: {وَانْتَظِرْ} [السجدة: 30].
وفي الأحزاب: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} [الأحزاب: 48].
وفي سبأ: {قُلْ لاَ تُسْأَلُونَ} [سبأ: 25].
وفي فاطر: {إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ} [فاطر: 23].
وفي يس: {فَلاَ يَحْزُنْكَ} [يس: 76].
وفي الصافات: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [الصافات: 174]، {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [الصافات: 178]، وما يليهما.
وفي ص: {اصْبِرْ} [ص: 17]، {أَنَا مُنْذِرٌ} [ص: 65].
وفي الزمر: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [الزمر: 3] لما فيه من الإمهال، {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ} [الزمر: 15]، {يَاقَوْمِ اعْمَلُوا} [الزمر: 39]، {فَمَنِ اهْتَدَى} [الزمر: 41]، {أَنْتَ تَحْكُمُ} [الزمر: 46]؛ لأن فيه تفويضاً.
وفي المؤمن: {فَاصْبِرْ} في موضعين [المؤمن: 55، 77].
وفي السجدة: {ادْفَعْ} [فصلت: 34].
وفي الشورى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} [الشورى: 6]، {فَإِنْ أَعْرَضُوا} [الشورى: 48].
وفي الزخرف: {فَذَرْهُمْ} [الزخرف: 83]، {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 89].
وفي الدخان: {فَارْتَقِبْ} [الدخان: 59].
وفي الجاثية: {يَغْفِرُوا} [الجاثية: 14].
وفي الأحقاف: {فَاصْبِرْ} [الأحقاف: 35].
وفي القتال: {فَإِمَّا مَنًّا} [محمد: 4].
وفي ق: {فَاصْبِرْ} [ق: 39]، {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45].
وفي الذاريات: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ}، [الذاريات: 54].
وفي الطور: {قُلْ تَرَبَّصُوا} [الطور: 31]، {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48]، {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاَقُوا} [الطور: 45].
وفي النجم: {فَأَعْرِضْ} [النجم: 29].
وفي القمر: {فَتَوَلَّ} [القمر: 6].
وفي ن: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} [القلم: 48]، {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} [القلم: 44].
وفي المعارج: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً} [المعارج: 5]، {فَذَرْهُمْ} [المعارج: 42].
وفي المزمل: {وَاهْجُرْهُمْ} [المزمل: 10]، {وَذَرْنِي} [المزمل: 11].
وفي المدثر: {ذَرْنِي} [المدثر: 11].
وفي الإنسان: {فَاصْبِرْ} [الإنسان: 24].
وفي الطارق: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ} [الطارق: 17].
وفي الغاشية: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 22].
وفي الكافرون: {لَكُمْ دِينُكُمْ} [الكافرون: 6].

نَسَخ ذلك كله: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 5]، {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: 216].
 
أهمية مبحث الناسخ والمنسوخ؛ والمنقول عن ابن جزي رحمه الله جزء من التراث، أو جزء يمثل نظرية النسخ في السلفية (التراثية)، والآراء فيه تصل لحد التناقض بين الإفراط والتفريط.

الدكتور عدنان إبراهيم يقف عند الطرف الآخر، طرف متناقض تماما مع تفسير المنسوخ عند ابن جزي. والآخرون يبتعدون أو يقتربون بنسب متفاوتة من الرأيين المتناقضين. بعض الحداثيين، في العالم الإسلامي طبعا، من المعتزلة الجدد، والعقلانيين، والعقلانية الممزوجة بالتصوف، وغيرهم ممن يريد بالبحث في النسخ الوصول إلى فكرة إمكانية نسخ الناسخ، وأن النسخ لم يقع إلا لهذه الحكمة، باعتبار خاتمية الرسالة حينا، والصيرورة التاريخية أو المتحولات في الشريعة حينا آخر. وقد يقترب طه جابر العلواني، وكذلك غالبية أعضاء المعهد العالمي للفكر الإسلامي على ما أظن، وخالص جلبي وغيرهم، من موقف عدنان إبراهيم. وموقفه لا يترك أي مجال للدراسات الحداثية التي ترى إمكانية نسخ الحدود مثلا بالعقوبات الحديثة لأن المقصد واحد، ولأن الشبهات أصبحت ميزة من صفات المجتمعات الحديثة، ومنها إمكانية نسخ مفهومي الذمية والجزية بالمواطنة وأنظمة الضرائب إلى غير ذلك، مما هو معروف.

والأهمية الثانية تكمن في علاقة مبحث النسخ بالتدريج في طلب الحكم بالشريعة، حرفا أو مقصدا، وهنا أيضا التنوع أو الإختلاف بين الإفراط والتفريط. الموقف من التدريج، جوازه وقيمته وضروريته، هو موقف يؤثر على النسخ كذلك، لما يلزم منه من إعادة النظر في الناسخ آنسبي، زمني ظرفي، هو، وبالتالي متصل أو متواصل، أم العكس؟ هذه علاقة تأثير وتأثر بين المبحثين.

وأحق الناس بمبحث النسخ، أهل التفسير، كي لا يترك هناك مجال لغيرهم من أهل الفكر، والمتخصصين في الدراسات الإسلامية والإنسانية الأخرى. إذن هو بحث للمتخصصين في الدراسات القرآنية، والحق لهم أو الواجب عليهم للخوض فيه، من خلال ندوات وعقد مؤتمرات خاصة بهذا المبحث. رأيكم؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...الاخ الكريم شايب..جزاكم الله تعالى خيرا..لكي يطلع
اعضاء الملتقى وعضواته الكرام...على الامام ابن جزيء فهذه ترجمة له
http://vb.tafsir.net/tafsir1335/
اما بالنسبة لما ذهب إليه رحمه الله تعالى حول موضوع النسخ...فإني رأيتك سامحنا الله
تعالى وإياكم ذكرت أقواله ولم تذكر اقوال غيره من علماء الامة أنما أنتقلت الى زماننا..
ولهذا..فإني أدعوك أخي الكريم ان تٌكمل ما كتبته بالرجوع الى تفسير الطبري وابن كثير
والقرطبي وابن الجوزي والى اقوال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله تعالى
والى باقي علماء الامة....والله تعالى أعلم.
 
شكرا لك; جزاك الله خيرا أخي الأستاذ البهيجي. صحيح لم أنقل أقوال غيره من علماء الأمة، لأن هذا النقل ليس الهدف، ولا الهدف مدارسة أو مناقشة الناسخ والمنسوخ كما هو مسطور في التراث. لذلك أنا إنطلقت من قول بن جزي الغرناطي كمثال على طرف، وذكرت أو أشرت إلى من يقف على الطرف الآخر، والهدف البحث عن مؤتمرات أو ندوات في الدراسات القرآنية تناولت أو ستتناول مبحث النسخ من جهة وقوع الإفراط والتفريط فيه، قديماً وحديثاً. هذا المراد من الموضوع.
 
أما الأستاذ أحمد عبده ماهر فقد ذهب إلى ما هو أبعد من التطرف في إنكار النسخ، حيث تكلم عن "جريمة" الناسخ والمنسوخ. والظاهر أن "علم" الناسخ والمنسوخ لا يتماشى مع تفكيره الإعتزالي، وخاصة في المواضيع التي تثار تحت وطأة الاصطدامات الثقافية الحضارية المصاحبة للعولمة ومظاهرها. المشكلة في هكذا تطرف أنه يبقى مشروطا للمعاني التي تحملها مثل هذه الإصطدامات، فهل إذا تحولت الموازين وأصبح القبيح حسنا والحسن قبيحا، سوف نتحول في النظر في النسخ، أم أن التصور العلمي الصحيح و الثابت، هو أفضل الحلول في معالجة هذا المبحث ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين..اما بعد..جزاك الله تعالى اخي الفاضل شايب..ارى والله تعالى اعلم ان المشكلة الكبرى فينا نحن وأقصد المختصين وطلبة علوم القرآن الكريم...حيث تجد منهم من يقول لا يوجد ناسخ ومنسوخ...وآخر يرى ان تذوق الادب والشعر أهم من تصنيف علوم القرآن وتحريرها..لهذا تجد الكثير من المواضيع والمشاركات في ملتقانا لا تناقش صلب العلوم واساسها..نسأل الله تعالى علام الغيوب ان يعلمنا ما جهلنا ويهدينا للعمل بما علمنا..والسلام.
 
اصل القول بنسخ اية السيف والقتال لايات الموادعة والمتاركة التي ذكرها ابن جزي، موافقا لابن عطية ومبينا مواردها مجموعة، ماروي عن قتادة118ه من قوله:
كل ذر في كتاب الله فهو منسوخ بالقتال.
 
أخي الأستاذ البهيجي؛
كلامك - للأسف ربما - صحيح، ولهذا أنا أحاول أن أنبه على الروابط لإظهار أهمية الموضوع، وحتى خطورته التي تكمن إما في معالجته تقليديا-تراثيا، وإما في تجاهله، والخوض فيه على أنه "علم" من علوم القرآن، بغض النظر عن إرتباطاته بالواقع، وبالفكر، وبالعلاقات التي تربطه بمجالات أخرى. أشرت إلى المقاصد، ومبحث التدريج في طلب الحكم بالشريعة، الإحتكام إليها، حرفا أو مقصدا. ومما لا يخفى أن هناك علاقات أخرى تتعلق بمبحث التنجيم، ومبحث مناسبات النزول، والتنزيل إلى آخره. لنسأل خارج الروابط والعلاقات عن التأثير: هل أثر الفقه في النسخ، أم أثر النسخ في الفقه؟ بمعنى آخر: هل كل ما نقرأه في الناسخ والمنسوخ هو نتاج قراءة علمية للنسخ، أم نتاج تفاعل فقهي ؟ هناك طرق كثيرة لإثارة البحث. الذي يهمني شخصيا: دراسة مقارنة، تحليل للإفراط والتفريط، واهتمام أهل التفسير بالموضوع على مستوى عال من النقاش في ندوات ومؤتمرات في الماضي والحاضر والمستقبل.

أخي الأستاذ مخلص البورقادي؛
أعتقد ترتكب نفس الخطأ الذي إرتكبه أستاذي البهيجي في تعليقه الأول. هذا الشريط لا يهمه دراسة النسخ عند ابن جزي، ولا ابن عطية، رحمهما الله. لا يهمه أيضا سند القول بالنسخ. أي أن الثقافة النقلية لن تفيد هذا الموضوع وهدفه، ولم أنقل كلام ابن جزي إلا لهدف حددته أعلاه.

وأرى أن تعليل رأيه في النسخ بتلك الرواية مهم جدا، بشرط تناولها بالثقافة العلمية. من جانب التحقيق، في إسناد الرواية، وفي الدراية. وأصل القول عند قتادة، والتنزيل بمعنى هل بالرأي والفقه أم بالرواية أدخل هو تلك الآيات في (الذر). ثم معنى النسخ عند قتادة، ومن سبقه في القول بالنسخ، وما النسخ عند السابقين والسلف الأول. ثم القتال نفسه يُقال وقع فيه نسخ فقتال المقاتل منسوخة بقتال الهيمنة (حتى يكون الدين كله لله) مع إختلاف في مفهوم الدين هنا فيكون القتال من أجل الإكراه في الدين، أم هو توحيد الحاكمية أي توحيد الجماعة تحت دستور واحد يقوم بالزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجزية أو الصلح المعاهدة. وإختلاف ثاني في موطن القتال، قتال العرب والمقاتلين، أم قتال الأمم جميعها حتى تستسلم للإسلام أو للصلح بإعتبار الأخير من الأحكام الإسلامية. وربما نسخ الصلح كذلك، وهو ما يخالف التاريخ، فنعاود دراسة التاريخ من جهة العلاقة فيه بين الحكم و الفقه.

مثل هذه المناقشة العلمية مهمة لإقترابها من الموضوع: الإفراط والتفريط في النسخ.

جزاكما الله خيرا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...جزاك الله تعالى خيرا استاذ شايب....وارجو من حضرتكم النظر بما يلي-
1-هل تقصد اننا كيف نتعامل مع آيات الجهاد والدعوة الى القتال في هذا الزمان...الذي
يدعو بعض الناس فيه الى التعايش وترك الحروب والى السلم الاجتماعي....؟
2-وكذلك كيف نتعامل مع الدول الغربية التي تطالبنامثلا ان نتسامح في موضوع حساس
وهو بناء الكنائس في بلادنا وخاصة البلاد الاسلامية التي لايوجد فيها نصارى من مواطنيها
.....؟وان كان هذا الموضوع لا يتعلق بموضوع النسخ لكنه بحاجة الى إجابة.
3- أعتقد والله تعالى أعلم ان زماننا بحاجة ملحة الى تجديد علمي هائل وفق ضوابط
علمية مستندة على فهم صحيح للكتاب والسنة....والله تعالى اعلم.
 
في الحقيقة أخي الأستاذ البهيجي، أنا لا أريد القراءة الفقهية للأحكام، وتخصص المنتدى لا يريد هذا أيضا. لذا: أفضل ما يساير الموضوع، فمرحبا بأي قراءة فقهية تعتمد على مبحث النسخ، بشرط وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالإفراط والتفريط في الموقف من النسخ.

أما الإجابة على أسئلتك فهي رهينة بمبحث النسخ. يعني الإجابة ستتنوع، وهذا التنوع سيكون فيه إفراط وتفريط، لأنه مبني على مبحث وقع فيه الإفراط والتفريط.

وأتفق معك في تلك الحاجة المذكورة في النقطة الثالثة. لكن الإشكالية أن كل يدعي وصلا بليلى. وأنا طرحت تساؤل:
المشكلة في هكذا تطرف أنه يبقى مشروطا للمعاني التي تحملها مثل هذه الإصطدامات، فهل إذا تحولت الموازين وأصبح القبيح حسنا والحسن قبيحا، سوف نتحول في النظر في النسخ، أم أن التصور العلمي الصحيح و الثابت، هو أفضل الحلول في معالجة هذا المبحث ؟
 
عودة
أعلى