المُرجِفُون في مدينة العلم - القائلون باستواء سطح الأرض - وتفنيد شبهاتهم

إنضم
29/09/2012
المشاركات
314
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
السعودية
بسم1​
مقدمة:
لا نستغرب شرود بعض الناس عن جادة الطريق؛ كل طريق. وتتعدد الأسباب، فمنها الغُربة عنه، ومنها موانع الرؤية من غيوم وخلافه، ومنها عيوب البصر وما ماثله من أسباب في ذات الشارد. وكل هذا وارد، ولا غرابة في وقوعه في آحاد الناس دونما اتفاق وتآلف واجتماع بينهم، ناهيك عن أن يتطور الأمر بينهم إلى الإصرار والمعاندة. فإن اجتمع على ذلك بعض الناس لوجدتهم شرذمة قليلون، وقد اتبعوا عن عماية أو جهالة ضالاً منهم يحسب نفسه على شيء.
كل هذا وارد الحدوث، ولا يكاد عاقل من الناس إلا ويقابله في حياته في كل مجال؛ يقابله ويزدريه، ويشفق على أصحابه، ثم لا يقتفيه.

أمَّا أن يأتلف على هذا الشرود آلافٌ من الناس، يجتمعون على تزكية دعاة على باب من أبواب الجهالة العلمية، ينافحون عن سقطاتهم منافحتهم عن الإيمان ضد المنكرين وأهل البدعة والمضلين والمعتوهين ... إلى آخر ما هنالك من مفردات المنتقصين. .. ثم يحتمون بصحيح الإيمان وصادق الوحي في دعم دعاويهم الزائفة، وبراهينهم التالفة .. فهذا ما يستحق التوقف والتفحص، ... لأننا عندئذ نكون بإزاء مرض جديد قد مد لنفسه جذوراً فاستفحلت أو شارفت، ربما عن غفلةٍ من أهل العلم والبيان، أو إعراضٍ وتجاهل مريبان. ومن كان هذا شأنه من ناشر للجهالة باسم العلم فيجب التحقيق في أمره عن كثب، والوقوف على أسباب كلامه وأبعاده وأغواره وما كسب، ومدى خطره وآفاته، كلما طلع علينا أو وثب، ثم بيان عواره وتسفيه أحلامه ومحو آثاره.

ينطبق هذا الوصف أيما انطباق على دعوات نُشرت بالعربية منذ شهور على ألسنة آحاد من الناس، وتبعهم من المعجبين الآلاف؛ وهي القول باستواء سطح الأرض! وأن القمر يضيء بذاته ولا يعكس ضوء الشمس، وأنه ليس هناك جاذبية بين الأجرام، وأن القمر لا علاقة له بالمد والجزر ... إلى آخر ما يتجاوز العشرات من مثل هذه التُّرَّهات.

وربما يستخف بذلك بعض عقلاء الناس، ويقولون: زوبعة تخفت، ولا تستحق الاكتراث ولا التنويه، ولا الخوف منها ولا التعظيم.
نقول: صحيح أن إغفال بعض المسائل والضلال فيها أولى من التشنيع عليها. غير أن هذه المسائل قد استندت إلى أصل عظيم الخطورة، ألا وهو "المعايير الصادقة للعلم" والتشكيك فيها. ولو أهملناها وما شاع من زيغٍ فيها، فإننا سنفقد بالضرورة القدرة على تمييز الصدق من الكذب في أمور الخلق الطبيعي – ناهيك عما دونه في البيان – ثم معاني آيات القرآن ذات الارتباط. ولو فعلنا ذلك نكون قد تركنا بابَ شرٍّ عظيم ينفتح على الناس. وعندها ينعق كل ناعق بما يشاء، ويحتار الناس في تصديقه أو تكذيبه، ثم يفتقدون أئمة العلم وبراهينه، خاصة إذا رأوهم ورأوها قد انخذلت أمام الخادشين في العلم وآليات تحقيقه بزعمهم، في منشأ إفكهم، في أمثال هذه المسألة، وما قد يتبعها. لذا نرى أنه يجب الوقوف بحزم شديد، الآن وفوراً، قبل أن ينتشي أصحاب التضليل العلمي بما يظنوه انتصاراً لهم، على صدقٍ ساكت، أو حَقٍّ مُستحٍ خافت، يفتقر إلى الحجة والبيان. وهذا ليس من خصال المنافحين عن الحق، وإلا كانوا غير أهلِ لمَا حُمِّلوا من أمانة، ولَـلَحقهم عندئذ قول الله تعالى "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ"(الجمعة:5).

تمهيد:
نبدأ لتحقيق هذا الهدف بمراجعة ممحصة لسلسلة فيدوهات لموقع على اليوتيوب يحمل اسم "ختلة". يبدأ صاحبه بالحديث عن ذهاب الأمريكان إلى القمر، ويستدل بعد سرد نتف من الأخبار والغرائب غير الموثقة بأن هذا الحدث لم يقع أبداً، ولا يعنينا في هذا الدراسة صدق الأمريكان من كذبهم، لأنها ليس مسألة علمية في أصلها، بل خبرية تاريخية، ولم يجتمع عندنا حتى الآن نصاب كافٍ من الأدلة العلمية الخالصة على التصديق أو التكذيب القاطع بهذا الحدث الذي تتناقله المواقع.

وما يجب أن يعنينا حقيقةً هو الظواهر الطبيعية التي لها تفاسير علمية مُحكَمة، والتي ذهب صاحب موقع (ختلة) إلى التشكيك فيها، بل تكذيبها، اعتماداً على تكذيبه للأمريكان، وكأن هذه التفاسير العلمية تفاسير خبرية، متعلقة بهم، تصدق بصدقهم وتكذب بكذبهم. وهو منهج منبت عن العلمية، لأنه يسقط به كل خبر صادق لو حدث وساقه إلينا من قد ثبت عليه الكذب ولو مرة واحدة، هذا رغم أن الحق يقتضي أن يُصدّق الصدق ويُكذَّب الكذب مهما كان مصدرهما، اعتماداً على التحقيق في صدق موضوعها، ودليل ذلك تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة على ما قاله الشيطان له من قراءة آية الكرسي قبل نومه، وذلك عندما قال صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَكَ وهو كذوب".

والحق أن الظواهر الطبيعية التي تناولها صاحب الموقع المذكور مُفسرة قبل بزوغ نجم الأمريكان أنفسهم، وأنها تحمل أدلتها في نفسها بالتحقيق والبرهان، إلا عند أهل التقليد؛ القاصرين عن درك البيانات، وقوة الأدلة، ومواطن الاستدلال، ودوامغ البرهان. لذلك، سوف نحقق كلام صاحب ذلك الموقع – ومواقع آخرى لاحقاً أتت على شاكلته - فيما يخص تلك الظواهر الطبيعية وتفسيراتها المستقرة وأدلة هذه التفاسير وبراهينها. ثم نحقق في تشكيكاته وتكذيباته لتلك الحقائق وما يسميها هو أدلة قاطعة عليها. ثم نتفحص التفاسير التي يقدمها بديلا عن ذلك، والتي سنرى أنها تعود بنا إلى عصور الأساطير؛ عصور ما قبل التاريخ المُدَوّن، وليس فقط ما قبل تاريخ العلم الرصدي والتجريبي؛ والذي يحق لنا أن نؤرخه بظهور الاسطرلاب المستوي والكروي والذي بزغ فيهما المسلمون بجدارة فائقة ونالوا فيه السبق. وإن كان ظهور التلسكوب وحلوله محل الاسطرلاب يعد العلامة الفارقة في ظهور علم الفلك الحديث، إلا أن هذا الكشف أيضاً ما كان ليظهر دون صناعة العدسات، والتي قامت قوانينها على بصريات ابن الهيثم. أي أن المسلمين فتحوا أبواب العلم الحديث، ثم يجيء من ذريتهم اليوم من ينتصب متباهياً ليغلقها من حيث لا يعلم شناعة ما تقترفه يداه، وبماذا يستشهد في ذلك؟! .. يستشهد بالقرآن!!! ... لذلك نُذَكِّرهم ونُذكر من يُعجَب بكلامهم بقول الله تعالى "فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ .."(الزمر: 32) حيث أن الآية تعم كل صدق، وكل مكذب بهذا الصدق، حتى وإن كان عن غفلة منه، وكل من استشهد على صدق كذبه بالله، نعوذ بالله من ذلك. ولئن تحرينا عما ألجأ صاحب الموقع المذكور إلى التورط في تكذيب صدق علمي دامغ على نحو ما سوف نرى، لوجدنا أنه ببساطة ليس من أهل الاختصاص، وكان أولى به أن يأتمر بأمر الله تعالى لكل مؤمن "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ"(الإسراء:36).

ويمكننا أن نوجز انطباعاتنا عما سنجده من استدلالات صاحب موقع (ختلة) وأمثاله من مواقع، حيث تتوزع هذه الانطباعات بين الفكاهة، والشفقة، والحسرة، والحزن، والغضب، والانزعاج، ثم الحَمِيّة العلمية – المحمودة بإذن الله.

أما الفكاهة، فلكونها من عجائب الاستدلالات الفاسدة والمعهودة من غير المتخصصين عندما يُفتون فيما لا يعلمون.
وأما الشفقة، فلكون صاحب الاستدلالات حسن النية على ما يبدو، وجاد كل الجدة فيما سعى إليه، إلا أنه يعاني من فقر معرفي حاد فيما ندب نفسه له.
وأما الحسرة، فهي على ضياع الجهد والوقت في أمثال هذا النزاعات الفارغة.
وأما الحزن، فيرجع إلى ذلك العدد الهائل من المطلعين على هذه الاستلالات الفاسدة ثم تأييدهم لها، والذي يكشف عن سهولة انسياق العوام وراء الأضاليل.
وأما الغضب، فهو لإقحام آيات القرآن في استدلالات فاسدة بينة الفساد، مما يمثل طامة كبرى بحق القرآن، وبما يلزم معه تبرأة القرآن مما يلحقه من لصق الأباطيل به، وتحذير المتجرئين على ذلك من التمادي في جُرمهم ووجوب توبتهم وعودهم إلى رشدهم.
وأما الانزعاج، فيرجع إلى ما سيؤول إليه حال المسلمين من الوضع السيء الذي هم عليه إلى ما هو أشد منه سوءاً؛ ذلك لو أن هذه الأضاليل شاعت بينهم وجرى تصديقها ونشرها والدفاع عنها.
وأما الحمية العلمية، فهو الانبعاث إلى صد هذا الشر الزاحف ومقاومته بكل حجة علمية رصينة أوتيناها. هذا ونستعين بالله تعالى وحده، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

يُتبع ،،،
 
المجموعة الأولى من الشبهات – وموضوعها "القمر":
نقول: إذا ما تجاوزنا مسألة "هل نزل الأمريكان على سطح القمر أم لا"والتي لا نحكم فيها بحكم صارم؛ لعدم كفاية الأدلة، نصل في الدقيقة (14:12) من الفيديو الآتي:


إلى سلسلة من التشكيكات والتكذيبات والتهكمات من صاحبه على العلم الطبيعي الدارج، الذي يتلاقاه أولادنا في المدارس. وهي تشكيكات وتكذيبات تتشح بوشاح العلمية زوراً وبهتاناً، يعقبها تفسيرات مضحكات مبكيات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان. وذلك على ما سيتضح في تحقيقنا لنا فيما يلي:

ونوجز أولاً الأخطاء العلمية الفاضحة فيما سمعنا (اعتباراً من الدقيقة 14:12)، كما يلي، ثم نفرد لكل خطأ تصحيحه:

  1. إقراره في الدقيقة (16:06) باستحالة أن يعكس السطح المحدب الآشعة الساقطة عليه في كل اتجاه بشكل منتظم، وأن ذلك يمكن فقط للسطح المستوي أو المقعر (ترجمة على أحد المقاطع).
  2. سطح القمر مستوٍ (بناءاً على ما سبق).
  3. استنكاره أن سطح القمر تراب وجبال وسهور (ومن ثم أنه ليس جرم مادي من نفس طبيعة مادة الأرض).
  4. محدودية ضوء القمر وعدم انبساطه في فسحة السماء.
  5. القمر ليس بعيداً عن الأرض بـما يماثل 30 أرضاً، بل قريب جداً منها.
  6. القمر لا يعكس أشعة الشمس اعتماداً على موقع كل منهما للأرض للرائي لهما.
  7. القمر ليس جرماً مادياً من طبيعة مادة الأرض، بل ذو طبيعة مغايرة (وسوف يقول لاحقاً أنه مادة شفافة ...).
  8. منازل القمر لا تنتج من انعكاس ضوء الشمس على سطحه (خلط بين منازل القمر وأطواره).
  9. القمر منير من نفسه.
  10. ظاهرة المد والجذر لا تحدث بسبب القمر.
  11. ظاهرة القمر العملاق تحدث بسبب اقتراب القمر من الأرض.
  12. الجزء المظلم من القمر يجب أن يكون أسوداً وليس بلون السماء، (يظن أن لون السماء الأزرق لون سقف خلفي).
  13. القمر شفاف فيمكن رؤية النجوم التي خلفه من خلاله.
  14. القمر ليس له إلا وجه واحد، ولا وجود لوجه خلفي له.
  15. القمر ليس كرة تدور.
  16. قوله "دليلك عينك" على صدق كل ما زعمه اعتماداَ على الرؤية المحضة.
يتبع ،،،
 
الخطأ الأول وتصحيحه:
كنا قد أوجزنا هذا الخطأ في العبارة:
[أقر صاحب موقع ختلة بما نقله عن غيره باستحالة أن يعكس السطح المحدب الآشعة الساقطة عليه في كل اتجاه بشكل منتظم، وأن ذلك يمكن فقط للسطح المستوي أو المقعر.]​

ونأتي هنا إلى التفصيل:

كتب صاحب موقع ختلة (نقلاَ عن غيره دون إحالة) العبارة الآتية:
[يستحيل أن يكون هناك شيء محدب يعكس الضوء بشكل منتظم وأيضاً للخارج وفي كل الاتجاهات كما يفعله القمر. فقط سطح منبسط أو مقعر يستطيع فعل لك. الأشياء العاكسة يجب أن تكون مسطحة أو مقعرة لتكون للأشعة زاوية سقوط. إن كان السطح محدباً فإن كل شعاع ضوء سيشير بخط مباشر مع الشعاع العمودي على السطح فينتج من هذا غياب الانعكاس.]

والتي يتبين منها أنه ظن ... :
1- أن الضوء الصادر إلينا من القمر منتظم في شدته.
2- وأنه منتشر في كل الاتجاهات (بدرجة إضاءة واحدة).
3- وأن السطح المحدب تسقط عليه الإضاءة متعامدة على سطحه فقط، ومن ثم ترتد في نفس اتجاه السقوط، أي ينطبق المنعكس على الساقط، ومن ثم لا يتميز المنعكس من الساقط، فلا يكون عندها انعكاس. هكذا ظن، وهكذا نفى حدوث انعكاس على أي سطح محدب.

نقول: هذه الإفادات الثلاث خطأ في خطأ في خطأ. ولا يقول بها من له أدنى إلمام بالبصريات على مستوى المدارس، فضلاً عن المستوى الجامعي. أما أن يسمي صاحب هذا الكلام نفسه باحثاً أو ناقلاً إلى الناس علمٍ ما، فدونه خرط القتاد.

ونبدأ ببيان فاضح لخطأ كلامه في إنكار أن السطح المحدب يعكس ضوءاً
فالصورة الآتية تبين كيف تسقط الأشعة على مثل هذا السطح وكيف تنعكس.ومعلوم في البصريات أن تبديل اتجاه الأشعة الساقطة بالمنعكسة يحدث بلا أدنى إشكال. بمعنى أن الظواهر الطبيعية تحدث على كلا الاتجاهين. وفي الصورة أعلاه يمكننا عكس اتجاه الأشعة فتسقط من حيث انعكست أولاً فنجدها تنعكس من حيث كانت تسقط (وهذا ما يُسمَى في الفيزياء بالظواهر المتماثلة في الزمن reversible processes). وعندها نحصل على الصورة الآتية:وهذه الصورة الأخيرة مُطبَّقة في صناعة المرايا المحدبة العاكسة (والتي تستوعب رؤية تصل إلى 180 درجة بحسب درجة الانحناء) وسيفهم كل قارئ مقصدي من الصور الآتية بلا أدنى تعليق بعد العلم بأن كل المرايا في الصور ليست إلا أسطح محدبة. فكيف هي أسطح محدبة مصقولة ولا تعكس الضوء كما قال صاحبنا؟! ... وكيف بنا نستخدمها في حياتنا اليومية لهذه الوظيفة خصيصاً وهي تفتقر إليها؟!
فهل بعد هذا البيان يصح كلام صاحب موقع ختلة في أن الأسطح المحدبة لا تعكس الضوء بانتظام وفي كل الاتجاهات؟!

أما عن القمر، فرغم أن سطحه المحدب يعكس القمر بانتظام اتجاهي، إلا أن الضوء المنعكس منه ليس منتظم الشدة، والسبب أن عاكسية سطحه (أي وضاءة سطحه) تختلف حسب مادة تربته. فالمناطق الترابية لها عاكسية أعلى مما سواها فتبدو أشد بياضاً، في حين أن المناطق ذات الفوهات البركانية بها مادة بازلتية خرجت من تلك الفوهات وقتما كانت نشطة في الماضي البعيد وصنعت أودية داكنة (ظن القدماء أنها بحار على سطح القمر وسموها بحار القمر). أما الفوهات المنتشرة الناتجة عن ارتطام النيازك بسطحه (تسمى فوهات صدمية) فلها حواف تصنع ظلاً لها مما يسقط من أشعة ضوء الشمس على سطح القمر. ولو لم يكن الأمر كذلك لما تميزت لنا ورأيناها. وهذا التباين في شدة الإضاءة المنعكسة من سطح القمر هو الذي نعرف بها هيئته وتضاريسه كما بالصورة المتفاوتة الإضاءة بحسب التضاريس.أما قول صاحب موقع ختلة (إن كان السطح محدباً فإن كل شعاع ضوء سيشير بخط مباشر مع الشعاع العمودي على السطح فينتج من هذا غياب الانعكاس) فتعني أحد أمرين:
فإما أنه يقصد أن أشعة الضوء تخرج من القمر ذاته، متعامدة على السطح (وهو كلام لا دليل عليه أبدا، وتنفيه كل معلوماتنا الموثقة عن القمر، على ما سيتبين بمزيد إيضاح في المسائل التالية). ولو كان ذلك كذلك، لما كان هناك حاجة لذكر علاقة الضوء الخارج بشكل السطح. فكل أشكاله المستوية أو المقعرة أو المحدبة تتساوى في انعدام الانعكاس إذا كان الضوء ذاتي؛ أي خارجاً من السطح نفسه. ويصبح الكلام عندئذ عبثياً.
وإما أنه يقصد أن انطباق الأشعة الساقطة على المنعكسة ينفي حدوث الانعكاس. وعندئذ نسأله: وكيف ترى أنت عينيك في المرآة، وما تراه عينك ليس إلا أشعة سقطت منها متعامدة على المرآة وانعكست منطبقة على نفسها (أي بزاويتي سقوط وانعكاس صفريتان) فوصلت إلى عينيك فرأيتها، فهل المرآة ذات السطح المستوي لا تعكس الضوء؟!! .. ولكنك قلت أعلى أنها تعكس؟!

ويترجح عندنا أن صاحب موقع ختلة لا يعلم ماذا تريد العبارة الأصلية – التي تختبئ تحت الترجمة - والتي نقل لنا ترجمتها بالعربية، والتي من الواضح أنها ترجمة قاصرة. وكل ما يعلمه أنها تطعن في فهمنا الدارج للقمر، .. أما كيف ذلك؟، وهل هو صواب أو خطأ؟! .. فهو لا يملك القدرة على الحكم. فكل غرضة هو تحريض المظاهرة وتأليب الناس على علوم يظن أنها صنيعة الأمريكان. وهو قصور فاضح في فهمه لتاريخ العلم. هذا إن كان له في العلم وتاريخه من نصيب.

بعد كل هذا البيان، يتبين للقراء مدى الخطأ الذي جاءنا به صاحب موقع ختلة.

يُتبع ،،،
 
عودة
أعلى