كريم جبر منصور
New member
مقدمة لابد منها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلقه محمدٍ وعلى آله المطهرين وصحبه المنتجبين: بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: فقد دأب علماء كل فن على نظم قواعد علمهم بمنظومات شعرية – أراجيز وغيرها – توخياً لحفظ هذه القواعد بأسطر يسهل حفظها ، اذ ان النفس تميل إلى الشعر وموسيقاه الجاذبة وقافيته المحببة.
ولم يكن علماء التجويد بدعاً من أولئك ، فقاموا بتأليف المنظومات التجويدية منذ نشأة هذا العلم وتوليه مسؤولية التقعيد لضبط فصاحة الحرف القرآني، فبرزت رائية الخاقاني وتلتها لامية الشاطبي وعقيلته وغيرها وغيرها كثير.
ثم أخذت الأراجيز تترى إلى يومنا هذا ، ولعل أبرزها مقدمة ابن الجزري وطيبة نشره، وما هذه القصائد التي ذكرتها إلا نزراً يسيراً من آثار علماء التجويد ، فرحم الله أهل هذا الفن ورواده، وجعل القرآن شافعهم يوم الشفاعة.
ونيلاً للثواب العظيم في خدمة الكتاب العزيز ، نظمت هذه القصيدة لبيان رسم وضبط المصحف الشريف وأحكام تجويد القرءان الكريم بصورة عامة موافقة لرسم المصحف المطبوع وفق قراءة عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي برواية حفص بن سليمان الأسدي الكوفي عن طريق الشاطبية وهي طريق معظم المصاحف المطبوعة في العالم الإسلامي، وأسميتها (المُحكمة الذهبية في أحكام طريق الشاطبية).
وقد آثرت فيها الاهتمام بسند هذه القراءة المباركة و تعريف علم التجويد ودوره ومخارج الحروف وصفاتها ، ورسم المصحف وضبطه ، وأحكام تلاوته بأصولها عن حفص ، وما انفرد به عن كل الرواة وما اختص به طريق الشاطبية ، وكذلك احكام الوقف والابتداء.
وأسأل الله ان يوفقني لاستعراض أصول وفرش بقية روايات القراء عن طريق الشاطبية.
وليست مضامين القصيدة من بناتِ أفكاري بل هي جهود علماء فن التجويد الذي وردنا كابرا عن كابر، مع استعراض لآراء علماء الأصوات واللغة المحدثين، صغتها بلغة أراها عصرية سلسة سهلة، لعلمي ان من الناس من يرى في الشعر أنيساً وحافظاً للمعلومة التجويدية.
يتبع....