الميم عند الباء

إنضم
9 يونيو 2009
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
بنغازي
[align=justify][align=center]الميم عند الباء
بسم الله الرحمن الرحيم
[/align]
هذه ورقة نشرت من قبل في الملتقى في صيغة الوررد ، وأعدت فيها النظر بالتنقيح والتصحيح .

[align=center]1
مصطلح إخفاء الميم مفقود عند المتقدمين
[/align]
لم يعبر سيبويه بالإخفاء إلا في حالتين : إخفاء النون ، وإخفاء الحركة ، وهو الاختلاس ( الكتاب 2/415 و407 بولاق ) . فمصطلح الإخفاء في الحروف خاص بالنون ، وأحد أسباب الخلل في فهم حكم ملاقاة الميم الباء جعلُ الإخفاء حكمًا عامًّا شاملاً النون والميم.
وأكد هذا الذي يفيده كتاب سيبويه الإمام الداني ( -444 ) ، فحصر الإخفاء في نوعين - وذلك في أول كتابه في التجويد حيث بيَّن المصطلحات - فقال : " وأما الْمُخْفَى فعلى نوعين : إخفاء الحركات ، وإخفاء النون والتنوين " ( التحديد 100 ) .
ولم يذكر سيبويه وأهل العربية من بعده من أحكام الميم إلا أنها تدغم في ميم مثلها ، وقال الخاقاني ( -325 ) - وهو صاحب أقدم نظم في التجويد - جاريًا على مذهب أهل العربية :
[align=center]ولا تُدْغِمَنَّ الميمَ إن جئتَ بعدَها * بحرف سواها ، واقبل العلم بالشكر[/align]
ولم يذكر من أحكامها غير هذا .
وعلى هذا جرى كلام مكي بن أبي طالب ( -437 ) صاحب أقدم كتاب مفصَّل مفرد للتجويد ، قال : " فإذا سكَنَت الميم وجب أن يُتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باءً أو فاءً أو واوًا " ( الرعاية 232 ) ، ولا فرق بين أن تكون الميم أصلاً وأن تكون منقلبة عن نون ، نحو : ( أنبئهم ) .
[align=center]2
دخول مصطلح إخفاء الميم إلى علوم القراءة
[/align]
فمن أين جاءت تسمية حال لقائها الباء بالإخفاء إذًا ؟
الجواب : هي من استعمال الفراء ( -207 ) - وهو كوفي - إذ سمى قلب النون ميمًا عند الباء إخفاء ، وسمى مرة الإدغام إخفاء ، ونقل عنه ذلك السيرافي ( انظر كتاب الإدغام من شرح الكتاب للسيرافي ص 342 ، تح الدكتور سيف العريفي ) . والقدماء يتجوَّزن في التعبير ، فأخذ بعبارته من يأخذ بمذهب الكوفيين من القراء ، وابتداء ذلك من ابن مجاهد ( -324 ) ، استعمل الإخفاء في الميم الأصيلة .
وهذا الذي ذكرت من مبدأ استعمال الإخفاء في الميم دلنا عليه أبو الحسن علي بن أحمد بن الباذِش ( -528 ) فيما نقل عنه ابنه أبو جعفر أحمد بن علي ( -540 ) في كتاب الإقناع ، ورأيه هذا مفصَّل ، وفيه احتجاج يطول ، وأكتفي منه بهذا النص الدال ، قال : " و[ أما ] ما ذُكر عن الفراء من إخفاء النون عند الباء فوجه ذلك أنه سمى الإبدال إخفاء ، كما سمى الإدغام في موضع آخر من كتابه إخفاء ، فيرجع الخلاف إلى العبارة لا إلى المعنى ؛ إذ الإخفاء الصحيح لم يستعمله أحد من المتقدمين والمتأخرين في تلاوة ، ولا حكوه في لغة . وكذلك ما ذُكر عن ابن مجاهد في إخفاء الميم عند الباء قولٌ مُتجَوَّز به على سيبويه ، فعلَّق مذهب الفراء على عبارة سيبويه " ( الإقناع 1/182 ) .
وعلى هذا الفهم من المتأخرين القَيْجاطي ( -811 ) ، قال : " فإذا نُطق به ( أي الميم ) ساكنًا فهو مُظهرٌ أبدًا ، لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله " ( شرح الدرر اللوامع للمِنْتُوري 2/859 ) .
وبهذا يصح ما ذكره مُلاَّ القاري ( -1014 ) من أنه اشتهر عند العامة أن أحرف ( بوف ) تظهر الميم عندها ( المنح الفكرية 44 ) .
[align=center]3
الاختلاف في حكم الميم عند الباء اختلاف عبارة
[/align]
وقول ابن الباذش مع ما يفيده في تنقُّل هذا المصطلح - يفيد أن الاختلاف المحكي عن القراء في حال الميم عند الباء اختلاف عبارة ، لا اختلاف نطق . وقد حكاه الداني بلفظ بيِّن لا لبس فيه ، فقال : " فإذا التقت الميم بالباء نحو : ( آمنتم به ) ... فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها معها " ( التحديد 166 ) ، فانظر إلى قوله : مختلفون في العبارة ، أي لا في اللفظ .
فيكون القول بأنهم مختلفون في اللفظ فهمًا غير صحيح لما أرادوه ، كما هو ظاهر نظم السخاوي ( -643 ) المسمى : عمدة المفيد ، ونظم ابن الجزري ( -833 ) المسمى : المقدمة ، ونظم الطِّيبي ( -979 ) المسمى : المفيد .
والفرق بين المذهبين عندهم أن المخفاة مبيَّنة الغنة ، والمظهرة ليست كذلك . والصحيح أن النطق واحد عند الجميع ، وهو بيان الغنة ، ولكنهم اختلفوا في التسمية .
وإذا كان الصواب أن الميم الساكنة مظهرة عند الباء فما هذه الغنة المبيَّنة في ذلك ؟
والجواب : هي غنة الميم الساكنة ، والساكن الرخو والمتوسط يمتد زمن النطق به كما هو معروف ، ولكنها تُطوَّل شيئًا قليلاً من أجل موافقة الميم الباء في المخرج ، وكينونة الباء لا غنة فيها ، فتُبيَّن قليلاً ليمتاز الإظهار من الإدغام ، وقد أشار مكي إلى إظهار هذه الغنة في نحو : ( أنبئهم ) ، فقال : " ولا تشديد في هذا ، والغنة ظاهرة فيه في نفس الحرف الأول ؛ لأنك أبدلت من حرف فيه غنة حرفًا آخر فيه غنة " ( الرعاية 265 ) .
وهذا النص مع ما سبق أن نقلته عن مكي هو ما بنى عليه ابن الجزري أن الإخفاء إجماع في المنقلبة عن نون ، واختلاف في الأصيلة ( النشر 1/222 ) ؛ ذلك أنه ينظر إلى أن مكيًّا ذكر إظهار الغنة في المنقلبة ، ولم يذكره في الأصيلة . ولا فرق بين الميمين .
[align=center]4
اجتهاد المرعشي اغترارًا بمصطلح الإخفاء
[/align]
ثم جاء الْمَرْعَشي ( -1150 ) - وهو صاحب كتاب ( جهد المقل ) ، وهو من أفضل كتب المتأخرين جمعًا وتفصيلاً في مسائل التجويد ، وله عليه حاشية سماها : ( بيان جهد المقل ) - فوجد القوم عبروا في لقاء الميم ساكنةً الباءَ بالإخفاء ، بعد ما استقرَّ هذا المصطلح عند المتأخرين ، وكان حريصًا على تبيُّن حقائق نطق الحروف وتبيينها ، وقد استقرَّ أيضًا أن للإخفاء حقيقة عامة ، لا أنه مصطلح خاص بالنون كما بينت ، وهذه الحقيقة أنه النطق بالحرف بحالة بين الإظهار والإدغام ، وقد عُرِف أنه في النون إبطال عمل اللسان بها وإبقاء الغنة ، فكيف يكون في الميم ، وهي من الشفتين ولا يبطل عمل الشفتين بها ؟ فقال : " فالظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية ، بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها ، وهو الشفتان ... فتَلفِظ بالميم ... بغنة ظاهرة ، وبتقليل انطباق الشفتين جدًّا " ( جهد المقل 201-202 ) .
وهذا تفكُّر منه وتصوُّر ، لم ينقله أهل اللسان ، ولا أهل القرآن ، حمله عليه اسم الإخفاء ، وليس للميم فيه نصيب ، وما استعملوه إلا تجوُّزًا في التعبير . وقوله : " فالظاهر " اعتراف بأنه اجتهاد وتأمل بلا اعتماد على نص ، أو متابعة لقائل سابق .
وفوق هذا هو مناقض لنصوص كثيرة ، منها تشبيه سيبويه الميم بالباء في لزوم الشفتين ، أي انطباقهما ( الكتاب 2/416 ) ، وقول الداني في الميم : " وهي أقوى من النون ؛ لأن لفظها لا يزول ( أي لا يزول انطباق الشفتين بها ) ، ولفظ النون قد يزول عنها فلا يبقى منها إلا الغنة " ( التحديد 109 ) ، أي بالإخفاء .
هذا ، مع أن المرعشي لم يستعمل اللفظ العجيب : ( الفرجة ) ، وهو لو فُهم على ظاهره ، وهو مجافاة الشفتين ، لكان إبطالاً لنطق الميم ، وهذا لم يقل به أحد قط ، فيما نعلم ، وهذا يدلك على مبلغ خطورة أخذ الأمور بالتسليم بغير تفقه أو تبصر ، إذ يتلقفها العوام ويبالغون في أصل الأمر ، متكلين على التلقي من الشيوخ - كأنهم والشيوخ معصومون من الخطأ - والمرعشي قال بتقليل الانطباق لا انفراج الشفتين الذي هو إبطال نطق الميم ، وأول كلامه : " إن قلت : ما معنى قلب النون الساكنة ميمًا مخفاة مع الغنة قبل الباء ، مع أن ذات الميم ملفوظة غير معدومة ؟ ... فالظاهر .. إلخ " . وقال في حاشيته على كتابه يوضح هذا السؤال : " فأي فائدة في قلبهما ميمًا ثم إعدام الميم ؟ " ( بيان جهد المقل 54أ الأزهر عمومي 2787 ) . وهو واضح الدلالة على انطباق الشفتين .
وهذا الكتاب ( جهد المقل ) لم يُنشَر إلا بأخَرَة ، حققه الدكتور سالم قدّوري الحمَد ، ونشرته دار عمَّار في عمَّان سنة 2001 . ومنه نسخ في دار الكتب المصرية ، وفي المكتبة الأزهرية .
وأغلب مادته كانت في كتاب آخر نشر قديمًا ، هو كتاب ( نهاية القول المفيد ) لمحمد مكي نصر الْجُرَيْسي ، كان حيّا سنة 1305=1888 ، وهي سنة فراغه من كتابه ، وطبع الكتاب في مطبعة بولاق بمصر بعد ثلاث سنوات من تأليفه ، أي سنة 1308=1891 ، ثم طبع في سنة 1323=1905 ( معجم المطبوعات العربية 2/1698 ) ، ثم في مطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة 1349=1931 .
ومن أشهر من أخذ بقول الْمَرْعَشي هذا - شيخ المقارئ المصرية الشيخ عامر السيد عثمان ( 1318-1408 = 1900-1988 ) - رحمه الله ! - وكان يُلزم به ( انظر الدراسات الصوتية 466 للدكتور غانم قدوري ) ، وكان يشرف على تسجيلات القرآن الكريم بالإذاعة المصرية ، وكان عضوًا في لجنة اختيار القراء بها ( له ترجمة في تتمة الأعلام 1/262 ، وإتمام الأعلام 216 ، وترجمة جليلة في مقالات الدكتور محمود الطناحي 1/237 ) ، وهذا فيما يبدو الذي أشاع هذا النطق للميم الساكنة عند الباء ، ومصدره المرعشي وحده ، كما علمت .
[align=center]5
ضبط الميم الساكنة عند الباء
[/align]
وعلى القول بأن الميم الساكنة عند الباء مظهرة كان يجب أن تضبط في المصاحف بالسكون ، والنص في ضبطها مفقود - وهو دليل على أنها ليست كالنون في ذلك - حتى قال التَّنَسي ( -899 ) في شرحه لنظم الخراز ( -718 ) في الضبط : " لم يتعرض الناظم ولا غيره إلى حكم الْمُخفَى من غير النون ، وذلك الميم عند الباء على المختار " ( الطراز 145 ) ، ولم يذكر لنا الخراز العمل في هذه الحال .
وقال الْمارِغْني ( -1349 ) في شرحه لهذا النظم كقوله ، وزاد : " والذي جرى به عملنا أن ضبطها كضبط النون الساكنة عند حروف الإخفاء ، وهو أن تُعرَّى من علامة السكون " ( دليل الحيران 260 ) .
وما جرى به العمل أثرٌ من القول الشائع في أنها مخفاة ، وسكوت المصنفين في الضبط عنه دليل على أنه لم يُؤْثَر فيه شيء ، وأن حكمه كحكم نظيره من الحروف المظهرة ، وهو أن يضبط بالسكون .
وقد نظرته في المكتبة السليمانية بإستانبول في مصاحف من القرون الثامن والتاسع والعاشر فوجدته مضبوطًا بالسكون ، والمصاحف الأقدم من ذلك أولى به لو نُظِرَت .
[align=center]6
الخلاصة
[/align]
الخلاصة في الناحية العملية :
أن الميم الساكنة عند الباء مظهرةٌ مبيَّنةٌ غنتُها شيئًا قليلاً زائدًا على مقدار الغنة في الميم الساكنة عند غير الباء ، وأن الشفتين منطبقتان بها كحالهما عند نطق الميم في كل أحوالها.
والخلاصة في الناحية النظرية :
1- أن أهل العربية والمتقدمين من القراء لم يجعلوا من حالات الميم الإخفاء ، وأن الإخفاء عند سيبويه ومن بعده خاص بالنون من الحروف .
2- واستعمل مصطلح الإخفاء الفراء في الميم المنقلبة عن نون ، على عادة القدماء في التجوُّز في التعبير ، فأخذه عنه ابن مجاهد ، ونقله إلى الميم الأصيلة ، وشاع من ثَم اختلاف القراء في التعبير عن حال الميم الساكنة عند الباء ، فبعضهم يسميه إظهارًا ، وبعضهم يسميه إخفاء . وهو اختلاف تسمية لا اختلاف نطق . وفهم المتأخرون أنه اختلاف نطق .
3- واغتر المرعشي بمصطلح الإخفاء فقاس الميم على النون ؛ إذ كان عمَلُ اللسان يبطل في حال إخفاء النون ، ولا يمكن بطلان عمل الشفتين بالميم ، فقال بتقليل انطباقهما ، أو تقليل الاعتماد عليهما عند الباء ، وهو نظر عقلي محض لا يؤيده نص .
4- وأشاع هذا النطق في العصر الأخير شيخ المقارئ المصرية الشيخ عامر السيد عثمان ، وألزم به .
5- وبالغ بعض الناس مع الزمن على مراد المرعشي والشيخ عامر عثمان فقالوا بانفراج الشفتين ، وهو أقبح ؛ لأنه إبطال لنطق الميم بالكلية .
والله أعلم
8/7/2009[/align]
 
الميم الساكنة قبل الباء

الميم الساكنة قبل الباء

[align=center]السلام عليك يا أخي الكريم
الحمد لله أن جعلني أرى من يجهر بقولة الصواب بعد أن طمّت قولةٌ تجانب الصواب
لقد آتاك الله البصيرة الثاقبة لفهم مجرى القول الذي شاع على غير أساس من التلقي وإنما على أساس إعمال التذاكي بإظهار فهم للعبارات يحكمه هوى شخصي
إن الفقرة الرابعة فيما قدّمتَ يا أخي مفتاح لتوضيح نشأة بدعة الفُرجة بين الشفتين ، وكيف يكون مخرج الميم عندئذ !!!!
أضيف تعريفا للإخفاء هداني الله إليه منذ أكثر من عشرين عاما فيه من الوصف الفعلي للأداء النطقي ما لا يقدّمه التعريف بالمجهول : حالة بين الإظهار والإدغام !!!!!!!
الإخفاء يشير إلى اتخاذ أعضاء النطق الأهبة والوضع الملائم لنطق الصوت التالي للصوت المخفى عند إنتاج الصوت المخفى مع اكتساب الصوت المخفى خصائص التالي من حيث : موضع النطق أوالتفخيم أو كليهما ، ولا يعني الإخفاء الستر أو الحجب !!!!!
وقد نشرت ذلك في بحث للترقية في مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1990 م. وتضمَّن تجربة معملية لنطق الميم المنقلبة عن نون ساكنة قبل الباء ( الإقلاب ) بصورتين : بإغلاق الشفتين ، وبفتحهما ، وكانت نتيجة الصورة الثانية كما دلّت صورة الجهاز أن ما صدر قبل الباء إنما هو صوت علّة ممتدّ للحركة السابقة وليس ميما !!!!
بارك الله فيك يا أخي الكريم
[/align]
 
[align=center]
إن الفقرة الرابعة فيما قدّمتَ يا أخي مفتاح لتوضيح نشأة بدعة الفُرجة بين الشفتين ، وكيف يكون مخرج الميم عندئذ !!!!
[/align]

السلام عليكم
المشكلة يا أخي في الجرأة التي يتمتع بها البعض بوصف وجه صحيح بالبدعة ، ويقول بهذا الوجه من تنتهي إليهم رئاسة الإقراء في زمانهم ، بل ووافقهم فيها من أكابر علماء الأصوات من أمثال د/ عبد الصبور شاهين .
هذه هي مشكلتنا نعمل خواطرنا دون الاعتماد علي أقوال الأئمة . ونظن في أنفسنا خيرا وبالأئمة غير ذلك .
نسأل الله العفو والعافية .
والسلام عليكم
 
[align=center]وعليك السلام يا أخي الفاضل
لقدشغلتك الحميّة للأشخاص لا للحقائق ، فوقفت عند كلمة ، فهلا طلبت المعرفة مما بعدها ! وأنت تعلم ولا شك أن الرجال يُعرفون بالحق لا أن الحق يُعرف بالرجال
لا أحد سواك يصف من ذكرتَ بأنه من أكابر علماء الأصوات ؛ فهو لم يعرف منها إلا قشورا مما ترجَم ، وكانت ترجمته موضع نقد ومؤاخذات علمية قدّمها أولو الخبرة بالأصوات والترجمة
قد تُتاح لك فرصة قراءة البحث المذكور وتطلع على نتيجة التجربة المعملية ، وتضيف ذلك إلى ما ذكره الأخ الكريم محمد خليل الزروق من تقصٍّ للأمر وبدايته من لدن المرعشي والجعبري إلى الجريسي ثم عامر ، وستجد في البحث نقلا خطيرا عن عامر يحذّر فيه من أنْ يُطْبق القارئ شفتَيْه عند القلب في الكتاب الذي يحمل عنوان : كيف يُتلَى القرآن ، دار ابن زيدون ، بيروت 1986 ص 63 ـ 64 ، وجرى مثل ذلك لدى د. علي محمد توفيق النحاس : الوجيز في أحكام تلاوة الكتاب العزيز ، مكتبة الآداب القاهرة ، ص 12 ، حسني شيخ عثمان : حق التلاوة ، ص 105 . ولكن أحد من يمكن وصفهم بأنهم من الخبراء بالأصوات لم يقّرّ بذاك وهو الدكتور محمود السعران ، وجرى مثل رأيه لدى اثنين آخرين هما د. إبراهيم أنيس ود. أحمد مختار عمر ، وهم جميعا أرسخ منه قدما في العلم بالأصوات
أما عن الجرأة فهي صوت الحقيقة المخفاة منذ تسجيل المصاحف المرتلة ، وتستطيع أن تستمع وتميز في تسجيلات القراء الكبار رحمهم الله ممن لم يسجلوا المصحف المرتل : محمد رفعت ، علي حزيّن ، محمد فريد السنديوني، منصور الشامي الدمنهوري ، عبد الفتاح الشعشاعي ، عبد الرحمن الدَّرَوي ، كامل يوسف البهتيمي ، عبد العظيم زاهر ، محمد الصيفي ، والتسجيلات التي سبقت المرتل لمن سجلوه وخصوصا الحصري وعبد الباسط وعبد الحكم والمنشاوي
والسلام عليكم [/align]
 
[align=center]وعليك السلام يا أخي الفاضل
لقدشغلتك الحميّة للأشخاص لا للحقائق ، فوقفت عند كلمة ، فهلا طلبت المعرفة مما بعدها ! وأنت تعلم ولا شك أن الرجال يُعرفون بالحق لا أن الحق يُعرف بالرجال
لا أحد سواك يصف من ذكرتَ بأنه من أكابر علماء الأصوات ؛ فهو لم يعرف منها إلا قشورا مما ترجَم ، وكانت ترجمته موضع نقد ومؤاخذات علمية قدّمها أولو الخبرة بالأصوات والترجمة
قد تُتاح لك فرصة قراءة البحث المذكور وتطلع على نتيجة التجربة المعملية ، وتضيف ذلك إلى ما ذكره الأخ الكريم محمد خليل الزروق من تقصٍّ للأمر وبدايته من لدن المرعشي والجعبري إلى الجريسي ثم عامر ، وستجد في البحث نقلا خطيرا عن عامر يحذّر فيه من أنْ يُطْبق القارئ شفتَيْه عند القلب في الكتاب الذي يحمل عنوان : كيف يُتلَى القرآن ، دار ابن زيدون ، بيروت 1986 ص 63 ـ 64 ، وجرى مثل ذلك لدى د. علي محمد توفيق النحاس : الوجيز في أحكام تلاوة الكتاب العزيز ، مكتبة الآداب القاهرة ، ص 12 ، حسني شيخ عثمان : حق التلاوة ، ص 105 . ولكن أحد من يمكن وصفهم بأنهم من الخبراء بالأصوات لم يقّرّ بذاك وهو الدكتور محمود السعران ، وجرى مثل رأيه لدى اثنين آخرين هما د. إبراهيم أنيس ود. أحمد مختار عمر ، وهم جميعا أرسخ منه قدما في العلم بالأصوات
أما عن الجرأة فهي صوت الحقيقة المخفاة منذ تسجيل المصاحف المرتلة ، وتستطيع أن تستمع وتميز في تسجيلات القراء الكبار رحمهم الله ممن لم يسجلوا المصحف المرتل : محمد رفعت ، علي حزيّن ، محمد فريد السنديوني، منصور الشامي الدمنهوري ، عبد الفتاح الشعشاعي ، عبد الرحمن الدَّرَوي ، كامل يوسف البهتيمي ، عبد العظيم زاهر ، محمد الصيفي ، والتسجيلات التي سبقت المرتل لمن سجلوه وخصوصا الحصري وعبد الباسط وعبد الحكم والمنشاوي
والسلام عليكم [/align]

السلام عليكم
أخي الكريم نحن باحثون عن الحق والجميع يعلمون ذلك .. وعند كتابتي لبحث الفرجة ( دعوت الله أن يريني الحق ) فتوفرت هذه النصوص بفضل الله أولا وآخرا . والعبرة في القراءة بما استقر عليه الأمر .

وقول الجعبري لم يعرفه أحدُ من القراء إلا بعد عرضنا له . وهؤلاء إخوانك من أهل الإطباق سلهم إن كان أحدهم سمع بقول الجعبري قبل هذا !! وما هذا إلا أننا نبحث عن الحق فهدانا الله لهذه النصوص ولله الحمد والمنة .

بل واعترف الشيخ داودي وهو ممن يقرؤون بالإطباق أن الفرجة قول ابن الجزري .
وأسانيدنا تدور علي ابن الجزري .


وأعتقد أن د/ إبراهيم أنيس رائد من رواد هذا الفن ، بل هو مؤسس هذا العلم في العصر الحديث ـ والاستشهاد بعلماء الأصوات من باب الاستئناس فقط ـ لأن القراء نطقهم مقياس أساسي في نطق الأحرف العربية .

بل وذهب ا.د/ جبل بالفرجة في القلب دون الميم الصريحة وأظن أنه من أكابر علماء الأصوات . وتتوفر لديهم آلات النطق .

ثم اعترافك بقول الجعبري وغيره من الأئمة الأعلام كيف تصف الوجه " بالبدعة "؟

هل فضيلتكم من القراء ؟ أم من أهل الأصوات ؟ أم من أهل اللغة والنحو معا ؟
نآمل بتعريف يسير عن فضيلتكم . من غير إلزام .

أم قولكم عن تسجيلات الأئمة فقد علق الشيخ السمنودي ـ رحمه الله ـ بأن الإطباق وصل لهؤلاء القراء عن طريق الكتاتيب ، حيث سهولة النطق لدي الصغار بالإطباق ثم اعتادوا عليها . وهذا بعيد عن مذهب ابن الجزري .

وجلس القراء الكبار أمثال : الضباع والقاضي وعامر والسمنودي والزيات وغيرهم وأعادوا للقراءة وجهها الصحيح .
وكما تعلمون فهناك فارق بين : المقرئ والقارئ .

أما الاختبارات التي تستدل بها ..فأهل الأصوات بما يملكون من مختبرات لم يصلوا إلي قول فصل : هل الهمزة مجهورة أو لا ؟

فما أغنت عنهم مختبراتهم !! فكيف لنا أن نقرّ لهم بهذه الاختبارات التي يجرونها في الإخفاء ؟؟ وحتي في الإخفاء لم يستقروا علي رأي واحد ..ومن المفترض أن الآلات صماء تخرج نتيجة واحدة ..فكيف لم يستقروا علي الفرجة أو علي جهر الهمزة ؟؟!!.
يا أخي الكريم عليك بطريق السلامة ، ودعك من هذه الاختبارات بآلالات صماء لن تبلِغ الباحث مراده .
والسلام عليكم
 
[align=center]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الآن اعتدل الكلام ، لم أجد فيه غمزا بكتابة الاسم بأحرف غير عربية ، ولا وصفا بالجرأة
وحتى د. جبل مع التقدير للعلم والعالم ليس من أهل الأصوات
فاتني أن أشير إلى ما انتهى إليه د. غانم قدوري الحمد من الاطمئنان إلى إغلاق الشفتين على الميم والباء ، وما يجري عليه د. أيمن رشدي سويد في إقرائه ، وما عُرِف من رجوع عامر عثمان قبل وفاته عما كان يفرضه على القراء في تسجيل المرتل وعلى العاملين في المقارئ وأخذهم بالعُنف في ذلك
أنا أستاذ في علوم اللغة العربية : النحو والصرف وفقه اللغة وعلم اللغة أي المعارف التراثية والحديثة ، وفي تعليم العربية للناطقين بغيرها ، نشأتي العلمية أعمق من أن يتصورها أو يمرّ بمثلها من هم في عمري ؛ فالتراث العربي والإسلامي متأصل لديّ منذ سن الرابعة تلقيا على والد من أوائل علماء الأزهر في جيل البهي وأقرانه ، وفي هذا كفاية
بقي أن أتعرف إلى فضيلتكم ؛ فإني ألمس وشائج علوم القرآن تصلك بما تخصصتُ فيه وكلانا طالب معرفة وباحث عن صواب ؛ لكن الوسائل تتعدد ولا أقول تختلف
والسلام عليكم
[/align]
 
وعليكم السلام
أخي هذا رابط ترجمه مختصرة لأخيك .
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=9817

أخي الكريم اختلف معي كما تشاء ولكن بالمعقول . انظر لهذا القول للأخ الزروق :
( وعلى هذا الفهم من المتأخرين القَيْجاطي ( -811 ) ، قال : " فإذا نُطق به ( أي الميم ) ساكنًا فهو مُظهرٌ أبدًا ، لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله " ( شرح الدرر اللوامع للمِنْتُوري 2/859 ) .
وبهذا يصح ما ذكره مُلاَّ القاري ( -1014 ) من أنه اشتهر عند العامة أن أحرف ( بوف ) تظهر الميم عندها ( المنح الفكرية 44 ) .))

أليست هذه الأقوال تحكي علي الإظهار الصريح بدون غنة ؟؟
وهل مثل هذه الأقوال يصح أن نستدل بها في هذا الموضع ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله .

أخي الكريم ترجمتك لم تكن كافية هل من مانع يحول من معرفة اسمكم ؟ وأين تدرسون حفظكم الله ؟
والسلام عليكم
 
[align=center]" أخي الكريم اختلف معي كما تشاء ولكن بالمعقول "
المعقول يا أخي أن نتقبل ما يساعد على جِلاء الحقيقة ، وآلات المعامل الحديثة تساعد على ذلك ، ولو كان شيء من هذه الآلات ظهر زمن الخليل وابن جني وابن سينا ما تردد أحدهم في استعمالها للوصول إلى وصف أكثر دقة لأصوات العربية !
أما أن نظل منكفئين على المنقول كتابة مع ترك التلقي الصحيح فهذا هو ما أدى إلى ما ترى من الخلاف اللفظي ؛ فالإظهار لا يعني زوال الغنة من النون أو الميم لأن الغنة ملازمة لهما لكن بغير تطويل ؛ فميم بغير غنة باء ، ونون بغير غنة تاء أو دال مثلا
الإظهار هنا يشير إلى نطق الميم بإغلاق الشفتين ، وصدور الغنة من تجويف الأنف ، وبغير هاتين العمليتين لا تصدر ميم حقيقية . ( فكر في : اركم معنا )
يا أخي أنت أحلتني على قائمة لأسماء لا دراية لي بها ، والواضح أنك استفدت منهم ما هو منقول فقط ، وهو منقول منذ نحو 1200 عام بغير توضيح يصف إنتاج الأصوات في أحوالها المتعددة والمختلفة ، ودراسة التجويد لن تتحسن إلا إذا تولاها لغويون أصواتيون وتضمنت المناهج الدراسية علم الأصوات في أدنى مطالبه وعلم الفونولوجيا أي : التشكيل الصوتي الذي يشرح تحولات الأصوات بحسب ما يحيط بها من أصوات أخرى ، وعندئذ سيكون التجويد صفحة واحدة لا متونا ومنظومات وشروحا ملغزة
درَّست 47 عاما في الإسكندرية ودمنهور وطنطا ومكة وأبها والرياض وأشرفت على رسائل ماجستير ودكتوراه في اللغة والنحو والصرف وسعيت لأتعلم بعد التراث علوما حديثة وضّحت مجهول القديم
[/align]
 
[align=center]" ودراسة التجويد لن تتحسن إلا إذا تولاها لغويون أصواتيون وتضمنت المناهج الدراسية علم الأصوات في أدنى مطالبه وعلم الفونولوجيا أي : التشكيل الصوتي الذي يشرح تحولات الأصوات بحسب ما يحيط بها من أصوات أخرى ، وعندئذ سيكون التجويد صفحة واحدة لا متونا ومنظومات وشروحا ملغزة "
قلتُ هذا ، ووجدتُ فيما أحلتَني عليه تعضيدا قويا من مشاركات د. غانم قدوري والأستاذ عمار ولهما خبرة بالموضوع .
سنة الحياة الدنيوية أن الأمور تتطور إلى ما يكون أكثر ملاءمة لمطالب الناس ؛ العلوم اللغوية الآن تغيرت طرق تعليمها وتآليفها مع الاحتفاظ بالمحتوى العلمي ، فهل يظن أحد أن الاستفادة بمعطيات الدراسات اللغوية والصوتية خاصة سيزيل ما في معطيات التجويد من مادة تعليمية متوارثة ؟ لقد مرّ التأليف في التجويد بصور متعددة على مدى قرون فما يمنع من وضع كتب تقدّم المعلومات التجويدية مشروحة بما توصل إليه المختصون بالأصوات ؟ بعض كتب التجويد الحديثة يقدم رسوما توضيحية لأجزاء الجهاز النطقي موزعة عليها الأصوات بحسب مواضع نطقها ( = مخارجها ) ويرى مؤلفوها بغير شك أن في ذلك نفعا ، وهذا لم يكن في الكتب السابقة !
الوصف الموضوعي لكيفية نطق الأصوات ولخصائصها ليس فيه حكم بالخطإ على صور أخرى ، فالعلم يصف ولا يُحِلّ أو يُحرِّم فهذه لأهل التعليم .
[/align]
 
مع كل الاحترام والتقدير لمن أخذته عزة الإعجاب بالآلات الحديثة حتى جعلها هي " الحكَم " على " صحة أداء " و " نطق " مشايخ الإقراء الذين ضبطوا القرآن كما تلقوه بالسند المتصل والمشافهة الحقيقية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل وقالوا : إن التجويد لن يتحسن إلا إذا تلقاه اللغويون والأصواتيون ؟؟؟؟
إلى كل أؤلئك يقال :
نشاهد في الواقع ونسمع عبر كل الأجهزة الصوتية والألات كبار علماء اللغة والأصوات ومخارج الحروف عندهم غير منضبطة لا قراءتهم لكتاب الله تعالى ولا في كلامهم العادي ، فحرف الظاء والذال يجعلان زاياً ، والثاء - المثلثة- تاء مثناة ، والجيم ليست جيماً ولا كافاً ولا قافاً ، ونسمع إخفاء المظهر وإظهار المخفي وووووو؟؟
لا أنكر أهمية الآلات الحديثة في الدرس الصوتي أبداً ، لكن أن تجعل بهذه المثابة فهذا هو التعسف عينه ، وهذا الخطأ بحد ذاته .
أخي الشيخ عبد الحكيم :
لا يهولنك ما ينادي به اللغويون والصوتيون ، فهم لهم مجالهم وعلمهم الذي يؤخذ عنهم ونقر لهم به ، ولكن كتاب الله وأداء حروفه لا يؤخذ إلا عن أهل الإقراء ولو جاؤنا بألف آلة وآلة .
والتقدير والإحترام للجميع .
 
[align=center]" الوصف الموضوعي لكيفية نطق الأصوات ولخصائصها ليس فيه حكم بالخطإ على صور أخرى ، فالعلم يصف ولا يُحِلّ أو يُحرِّم فهذه لأهل التعليم "
هذا ما قلتُه ، ولكن الأستاذ الجكني يتحدث في جانب آخر .
الآلات توضح ، والمعلمون يدرّبون وينصحون ويقوّمون ، ليس للآلات مقدرة على تعليم البشر ، ولا هي تفرض قانونا عليهم ؛ هي تقيس كما تُقاس الأرض بالذراع أو غيرها ، وكما يُقاس الإبصار والسمع بالأجهزة الخاصة فتُعين الطبيب ليصف المنظار الملائم وجهاز السمع المناسب ، جهاز القياس لا يحكم ولا يُحِلّ ولا يُحرِّم .
الدرس الصوتي يشرح كيف يؤثر صوت في صوت مجاور فيحدث إدغام أو إقلاب أو إخفاء أو إعلال أو إبدال كما فعل السابقون لكن بتيسير وتوضيح وفهم للظواهر الصوتية وأسبابها .
وحاشا لمسلم أن تأخذه العزة بغير الله ، فما بالنا بجمادات من صنع البشر
[/align]
 
[align=center]" ودراسة التجويد لن تتحسن إلا إذا تولاها لغويون أصواتيون وتضمنت المناهج الدراسية علم الأصوات في أدنى مطالبه وعلم الفونولوجيا أي : التشكيل الصوتي الذي يشرح تحولات الأصوات بحسب ما يحيط بها من أصوات أخرى ، وعندئذ سيكون التجويد صفحة واحدة لا متونا ومنظومات وشروحا ملغزة "
في مشاركة سابقة قلتُ هذا الكلام ، لكن الأستاذ الجكني أخذ منه وترك لغاية واضحة !
قلت : دراسة التجويد لا التجويد ، وأقول تعليم التجويد يتحسن بدراسة المعارف الأصواتية
وليس الأداء المجانب لقواعد التجويد حكما على علم الأصوات ؛ فكم من المتكلمين والكاتبين من مخطئ في النحو والصرف فلا نحكم بأن النحو والصرف باطلان بناء على أخطائهم ، وهل نحكم بأن علم الحساب باطل لأن بعض من يتولون الجمع والطرح جانبوا الصواب في شيء من ذلك ؟
[/align]
 
قول أخي عبد الحكيم

أخي الكريم اختلف معي كما تشاء ولكن بالمعقول . انظر لهذا القول للأخ الزروق :
( وعلى هذا الفهم من المتأخرين القَيْجاطي ( -811 ) ، قال : " فإذا نُطق به ( أي الميم ) ساكنًا فهو مُظهرٌ أبدًا ، لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله " ( شرح الدرر اللوامع للمِنْتُوري 2/859 ) .

الجواب : هؤلاء العلماء هم من المغاربة وجمهور المغاربة يقرءون بالإخفاء كما ذكر ابن الجزري ، وقد قرأ المنتوري من طريق التيسير للداني الذي يقول باالإخفاء ، ومن طريق التبصرة لمكي القيسي الذي يقول بالإظهار التام ومع هذا ينقل المنتوري عن شيخه القيجاطي هذا القول من غير أيّ اعتراض.

ألا يدلّ هذا على أنّ الخلاف لفظي ؟ لاسيما أنّ المنتوري قرأ بالسبع من طريق التيسير والتبصرة وغير ذلك ولم يَنقل الخلاف في أداء الميم عند الباء.
 
[align=center]أوافق الأستاذ محمد يحيى شريف فيما قال . فالعبارات التي تعرّف الإخفاء ليست واضحة :
: ” حال بين الإظهار والإدغام “ ، أو هو ” النطق بالنون والتنوين بصفة بين الإظهار والإدغام ، بلا تشديد ، مع بقاء الغُنَّة “ ، أو هو ” إخفاء الحرف الأول في الحرف الثاني مع بقاء صفة الغنة “ أو ” خلطنا بعض النون في الحرف الذي بعدها ، وأبقينا بعضها ظاهرًا في النطق ، وحرصنا على إظهار صفتها التي هي الغنة ، ولذلك فإنك إذا نطقت يالنون المخفاة فإنك تنطق بها من الخيشوم ، فلا يرتفع اللسان بمخرجها ، ولا يلتصق بأصول الثنايا “
على حين أن عبارة في أقل من سطرين يقدّمها علم التشكيل الصوتي تشرح ما عدا الإظهار من حالات النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة :
الصوت الأغنّ تحدث فيه مماثلة للصوت التالي ؛ وقد تكون مِن حيث موضع النطق ، وقد تكون من حيث طريقة النطق ، وقد تكون من الجهتَين جميعًا
وهذا يشرح الإخفاء والإقلاب والإدغام
وإلى تكملة تالية إن شاء الله
[/align]
 
الجواب : هؤلاء العلماء هم من المغاربة وجمهور المغاربة يقرءون بالإخفاء كما ذكر ابن الجزري ، وقد قرأ المنتوري من طريق التيسير للداني الذي يقول باالإخفاء ، ومن طريق التبصرة لمكي القيسي الذي يقول بالإظهار التام ومع هذا ينقل المنتوري عن شيخه القيجاطي هذا القول من غير أيّ اعتراض.

ألا يدلّ هذا على أنّ الخلاف لفظي ؟ لاسيما أنّ المنتوري قرأ بالسبع من طريق التيسير والتبصرة وغير ذلك ولم يَنقل الخلاف في أداء الميم عند الباء.

أخي الشيخ محمد .. هل أنت تتحدث من باب الحقيقة أم من باب المداعبة ؟

( وعلى هذا الفهم من المتأخرين القَيْجاطي ( -811 ) ، قال : " فإذا نُطق به ( أي الميم ) ساكنًا فهو مُظهرٌ أبدًا ، لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله " ( شرح الدرر اللوامع للمِنْتُوري 2/859 ) .
وبهذا يصح ما ذكره مُلاَّ القاري ( -1014 ) من أنه اشتهر عند العامة أن أحرف ( بوف ) تظهر الميم عندها ( المنح الفكرية 44 ) .))

( لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله ) هل هذ كلام من يقول بالإخفاء ؟

وقول الملا : (بوف ) تظهر الميم عندها ) هل يقصد بهذه الأحرف الثلاثة الإخفاء ؟

الله يهديك يا شيخ محمد قل آمين

المالقي قرأ من طريق الداني ومكي ، ثم اختار الإظهار ، هل نقول ما قلتَ ؟؟
اتق الله في نفسك ولا تجادل
والسلام عليكم
 
آمين آمين آمين

اللهمّ تجعلنا من المتقين

يا أخي إن كان الخلاف لفظيا فلا يمكنك أن تقطع بأنّ مرادهم هو الإظهار التام

إن كان المنتوري والمالقي وغيرهما ممن قرءوا من طريق الداني ومكي القيسي قالوا بالإظهار وما أنكروا وجه الإخفاء مع العلم أنّ قراءة الداني هي الأشهر عند المغاربة. ألا يدلّ أنّه خلاف في اللفظ فقط. لو كان خلافاً حقيقياً لنقلا الخلاف ولنسبا الإخفاء إلى الداني والإظهار إلى مكي القيسي. مع ذلك لم يفعلوا.

اجلس مع نفسك وتدبّر. لا أقول لك غيّر رأيك لأنّك لن تفعك ولكن خذ وقتاً وانظر في المسألة ، وحتّى المسألة عندي محلّ نظر لأنّ ابن الجزري فرّق بينهما تفريقاً أدائياً فاستعمل لفظ "الإظهار التام"

أخي عبد الحكيم هذا هو العلم ، ينبغي علينا الانسلاخ من الجمود.
 
[align=center]7
استدراك
[/align]

[align=justify]يضاف في مراجع ترجمة الشيخ عامر عثمان : هداية الباري 2/755 ، وإمتاع الفضلاء 1/183 ، وذيل الأعلام للعلاونة 111 ، وفي مدخل إلى تاريخ نشر التراث للطناحي 49 إشارة موجزة إليه .
ويضاف في ترجمته مما يتصل بالبحث : وممن قرأ عليه مشاهير من أصحاب التسجيلات ، وهم الشيخ الحصري ، والشيخ مصطفى إسماعيل ، والشيخ كامل يوسف البهتيمي ، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، والشيخ علي الحذيفي ، وأشرف على تسجيلاتهم ، ويضاف إليهم في الإشراف على التسجيل الشيخ محمود علي البنا . وعمل مستشارًا بمجمع الملك فهد للمصحف الشريف منذ سنة 1405=1984 إلى أن توفي ، وأشرف على التسجيلات بالمجمع .[/align]
 
[align=center]أما قولكم عن تسجيلات الأئمة فقد علق الشيخ السمنودي ـ رحمه الله ـ بأن الإطباق وصل لهؤلاء القراء عن طريق الكتاتيب ، حيث سهولة النطق لدى الصغار بالإطباق ثم اعتادوا عليها . وهذا بعيد عن مذهب ابن الجزري .
الكلام السابق من كلام الأخ الفاضل عبد الحكيم نقله عن السمنودي ، وليس لديّ معرفة به ، والذي يحتجّ به السمنودي نقطتان :
1 إغلاق الشفتين وصل إلى القراء الكبار الذين ذكرتهم من طريق الكتاتيب
2 إغلاق الشفتين هو من الاستسهال لدى الصغار
وهاتان النقطتان هما أنفسهما دليلان ضد ما يقول السمنودي :
1 كان الكتاب هو الموضع الأول للعرض والتلقي وتعلّم التجويد مثله مثل حلقات التحفيظ في المساجد والزوايا ، وليُرجع إلى من تلقّى القرآن في الكتّاب ، وقد جاء وصف للكتّاب في كتاب اسمه في كتّاب القرية لمحمد عبد الجواد الأصمعي فيما أذكر
2 الغاية من الوصف الذي يقدّمه التجويد وعلم الأصوات عند تناول وصف الأداء الصوتي إنما هو بيان ما يتحقق بالتزام تلك الهيئات من السهولة واليسر في النطق وليس الهدف من التجويد تعقيد النطق وتصعيب الأداء ( وليُرجع إل بحث د. غانم قدوري الحمد الذي أقرّ فيه أن الصواب هو الإغلاق ) ، وتتضح سهولة النطق في إدغام النون الساكنة والتنوين في الراء واللام ، فبغير الإدغام قد يحتاج الناطق إلى السكتة اللطيفة كما في : مَنْ رَاقٍ ، بَلْ رَانَ وهذا لا يمثل السهولة التي تتحقق في كل المواضع الأخرى
وجلس القراء الكبار أمثال : الضباع والقاضي وعامر والسمنودي والزيات وغيرهم وأعادوا للقراءة وجهها الصحيح .
هذا من كلام الأخ الفاضل عبد الحكيم
ولم يُعرف عن الشيخ الضباع ولا عن الشيخ القاضي أنهما أجازا فتح الشفتين ؛ وما أُوقِظت تلك الفتنة إلا بعد وفاة الشيخ الضباع ، ولقد انسحب الشيخ القاضي ـ حمو الشيخ الحصري ـ من الإشراف على تسجيل المصحف المرتل بعد جلستين فيما أذكر ، وليُرجع إلى كتاب لبيب السعيد : الجمع الصوتي الأول للقرآن ، وتفسيري لانسحابه أنه لم يشأ أن يقع نزاع بينه وبين عامر عثمان وقد كان عامر معروفا بتعصبه لرأيه وتشدده وإكراه العاملين في المقارئ على العمل به
[/align]
 
[align=center]أحسنت – والله - يا أستاذنا الفاضل الكريم
فحبذا لو زدتنا من تحقيقاتك الرائعة والنادرة
ولقد وفقتم في التنبه لموضوع " تاريخية المصطلحات"، والذي يسبب اللبس في كثيرا من فروع الثقافة الإسلامية؛ حيث إن اصطلاحات كل العلوم تأخذ وقتا غير يسير لتستقر على معنى اصطلاحي واحد متفق عليه، ولعل من أمثلة ذلك في علم الحديث الشريف مصطلح "حسن صحيح" عند الترمذي
بالنسبة للشيخ السيد عامر عثمان عليه رحمة الله ورضوانه، لعله قد رجع عن هذا الرأي – كما أشار الأستاذ الفاضل أبو هاني حفظه الله – وهذا تسجيل له قبل وفاته بمدة يسيرة أي في سنة 1403 هـ في المدينة المنورة، ويبدو من سماعه أنه ينطق بميم كاملة بغنة، والله أعلم، ويمكن التأمل في تلاوته للآيتين التاليتين : ( من إله غير الله يأتيكم بضياء ) ، و ( من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ) :
http://www.4shared.com/file/119338877/411a8353/001_-____-_.html

وأما قراء المصحف المرتل فلا يبدو أيضا أنهم يقرأون إلا بالوجه المعروف بدون فرجة، وهذا صوت الشيخ محمود خليل الحصري رضوان الله عليه للآيتيتن نفسهما :
http://www.4shared.com/file/119358111/7eb24fcf/___online.html

وبعد؛
فهناك نقاط من هذا البحث الرائع أود أسأل فيها :
- قلتم إن الميم عند الباء ينبغي أن تُغَــنَّ شيئًا قليلاً زائدًا على مقدار الغنة في الميم الساكنة عند غير الباء ، فهل من نص على ذلك عن هؤلاء الأئمة، ولم لا تكون غنة كاملة استنادا إلى نص مكي الذي ذكرتموه : (والغنة ظاهرة فيه في نفس الحرف الأول ) ؟؟
- من الغريب أن يسكت علماء الضبط عن ضبط هذه االميم، على الأقل على وجه الإظهار بدون غنة، والذي ربما لا توافقون عليه كما يبدو من كلامكم
- أرجو ممن لديه معرفة بسبب انسحاب الشيخ عبد الفتاح القاضي من اللجنة أن يتحفنا بها
[/align]
 
[align=center]أخي الكريم بارك الله عملك وقولك
الحل يا سيدي في فهم الإخفاء فهمًا مستنبطًا من الأداء الفعلي وليس من اللفظ اللغوي ؛ فليس الإخفاء في التجويد سترًا للصوت ( ما معنى ستر الصوت ؟ ) ولا هو حالة بين الإظهار والإدغام ( ما حدود هذه البينية ؟ وكيف تتحقق في الأداء ؟ )
قال بعض الأقدمين : إن من الأمور ما تدركه المعرفة ولا تحيط به الصفة ، أي : إن الوصف اللفظي يقصُر عن توضيح المراد ، على حين أن الأداء أيسر توضيحًا !!
تعريف الإخفاء بالشكل الذي يوضح الموقف يمكن إدراكه بملاحظة أداء القارئ لنطق النون الساكنة والتنوين قبل الثاء : أُنثَى ، وقبل الذال : أنذِرْ ، وقبل الظاء : أَنظِرْنِي ، وقبل الفاء : الأَنفال ، أعضاء النطق تتهيأ للصوت التالي للنون والتنوين مع صدور الغنة في الوقت نفسه بغير فاصل . وكذلك الميم المنقلبة تُخفَى بالطريقة نفسها ؛ تنطبق الشفتان لنطق الميم فتصدر الغنة من الخيشوم ولا تنفرجان ويتصل بالميم نطق الباء والشفتان منطبقتان ولا غنة ، قارن ذلك بإظهار الميم قبل الفاء ؛ تُنطق الميم والشفتان منطبقتان والغنة صادرة من الخيشوم ثم تنفصل الشفتان وتُنطق الفاء بعد الانفصال . والإخفاء والإدغام والإقلاب ترجع جميعًا إلى تقليل الجهد في النطق وهو أمر مُشاهَد وملموس في كل لغات البشر .
وأما عن استعفاء الشيخ القاضي رحمه الله فهذا ما أمكنني أن أصل إليه :
كانت اللجنة التي أشرفت على تسجيل المصحف المرتل الأول مكونة من :
فضيلة الشيخ عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي ( وقد استعفى من اللجنة في وقت مبكر ، لأسباب منها بُعد عمله عن القاهرة ) ، والشيخ عامر السيد عثمان ، والشيخ عبد العظيم خياط ، والشيخ محمد سليمان صالح ، والشيخ محمود حافظ برانق . ( نقلتُ هذا من موقع الدكتور محمد شرعي أبو زيد : مشروع الجمع الصوتي الأول ، رواية حفص عن عاصم )
[/align]
 
أشكر الأستاذ الدكتور أبا هانئ على متابعته المقال وإضافاته المفيدة ومناقشاته الرزينة
وأشكر أخي الأستاذ محمد الأمين على إطرائه والروابط التي أضافها والأسئلة المهمة التي عرضها .
لا يخفى عليك أخي محمد أن الغنة الممكـّنة هي غنة المشدد ، وأما النون المخفاة فغنتها أقصر من غنة المشدد ، والساكن المظهر من النون والميم غنته أقصر من المرتبتين السابقتين . وإنما قلت : غنة الميم عند الباء زائدة شيئًا قليلا عن غنة الساكن لنحو نص مكي هذا ، ولولا ذلك لبقيت في رتبة الساكن المظهر . هل تتفضل بالاطلاع على كلمتي هنا من مباحث المد والغنة ؟
وأما سكوت العلماء عن طريقة ضبط الميم الساكنة عند الباء فدليل واضح على أنها مظهرة ، ولو كانت شيئًا غير ذلك لكان لها طريقة في الضابط دالة عليه .
 
الحافظ ابو العلاء وقوله

الحافظ ابو العلاء وقوله

جزى الله الشيخ الفاضل حمد خليل الزروق خير الجزاء

ولى استفسار من الاخوة الافاضل عن معنى قول الحافظ ابى العلاء فى غايته

عند ذكره الادغام الكبير لابى عمرو : وتخفى الميم فلا تتحرك.

والكتاب مطبوع بتحقيق الدكور اشرف فؤاد طلعت.
 
[align=center]بالنسبة للشيخ السيد عامر عثمان عليه رحمة الله ورضوانه، لعله قد رجع عن هذا الرأي – كما أشار الأستاذ الفاضل أبو هاني حفظه الله – وهذا تسجيل له قبل وفاته بمدة يسيرة أي في سنة 1403 هـ في المدينة المنورة، ويبدو من سماعه أنه ينطق بميم كاملة بغنة، والله أعلم، ويمكن التأمل في تلاوته للآيتين التاليتين : ( من إله غير الله يأتيكم بضياء ) ، و ( من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ) :
http://www.4shared.com/file/119338877/411a8353/001_-____-_.html

وأما قراء المصحف المرتل فلا يبدو أيضا أنهم يقرأون إلا بالوجه المعروف بدون فرجة، وهذا صوت الشيخ محمود خليل الحصري رضوان الله عليه للآيتيتن نفسهما :
http://www.4shared.com/file/119358111/7eb24fcf/___online.html

[/align]

أستاذنا الفاضل استمع لقوله تعالي ( من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه )
واستمع جيدا لغنة الميم مع الباء في ( يأتيكم بليل ) ثم استمع للغنة التالية ( بليل تسكنون ) التنوين في " بليل " مع التاء في " تسكنون " ستجد الفارق بينهما ضئيل ليست ميما صريحة وإلا لاختلف الوضع .

الشيخ عامر نطق بالإخفاء الصحيح الذي لا مبالغة فيه ..فتأمل
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى