المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء ( عم )

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء ( عم ) هي ـ بالتأمل ـ ثلاثة :

الموضوع الأول : تقرير التوحيد ، والتركيز على المعاد والبعث ، وجزاء الفريقين : المؤمنين والكفار .

الموضوع الثاني : تعداد النعم العامة والخاصة :
فمن أمثلة النعم العامة ما تضمنته أوائل سورة النبأ .
ومن النعم الخاصة : ما تضمنته سورة الضحى .


الموضوع الثالث : هو موضوع الأخلاق ،وهذا كثير جداً ، وقد لاحظت أنه ربط بين الإيمان باليوم الآخر والأخلاق ربطاً عجيباً ، خذ هذه الأمثلة :
1 ـ أوائل سورة عبس مع آخرها .
2 ـ سورة الفجر (كلا بل لاتكرمون اليتيم ، ... ، ـ إلى أن قال ـ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا .. الآيات ) .
3 ـ سورة البلد كاملة .
4 ـ سورة الهمزة كاملة .
5 ـ سورة الماعون كلملة .


وهذا يؤكد صلة الأخلاق بالعقيدة ،وهذا موضوع كتب فيه بعض الفضلاء ، إلا أني لاحظت أن التركيز كان على السنة ، وأنعم بها من معين ثر ، ولكني دهشت ودهشت ، ثم دهشت لقلة الاستدلال بالقرآن ، مع وضوح هذه القضية فيه بجلاء ، ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد ، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم ، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك .
 
ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد ، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم ، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك .

بانتظارتلك المقالة يا شيخنا
 
شكر الله لكم ياشيخنا الفاضل ،وأرجو أن لا تنسيكم كثرة المشاغل ماوعدتنا به.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
 
قال ابن تيمية رحمة الله عليه: " فصلٌ: السور القصار في أواخر المصحف متناسبة.
فسورة (إقرأ) ﭼ هي أول ما نزل من القرآن، ولهذا افتتحت بالأمر بالقراءة، وختمت بالأمر بالسجود، ووسطت بالصلاة التي أفضل أقوالها وأولها بعد التحريم هو القراءة وأفضل أفعالها وآخرها قبل التحليل هو السجود. ولهذا لما أمر بأن يقرأ . وأنزل عليه بعدها المدثر لأجل التبليغ فقيل له (قم فأنذر) فبالأولى صار نبيا. وبالثانية صار رسولاً. ولهذا خوطب بالمتدثر وهو المتدفئ من برد الرعب، والفزع الحاصل بعظمة ما دهمه لما رجع إلى خديجة ترجف بوادره، وقال: دثروني دثرونى(1 ). فكأنه نُهِيَ عن الإستدفاء، وأُمر بالقيام للإنذار. كما خوطب في المزمل وهو المتلفف للنوم لما أمر بالقيام إلى الصلاة.
فلما أمر في هذه السورة بالقراءة ذُكر في التي تليها نزول القرآن ليلة القدر، وذكر فيها تنزل الملائكة والروح، وفي المعارج: عروج الملائكة والروح، وفي النبأ قيام الملائكة والروح، فذكر الصعود والنزول والقيام.
ثم في التي تليها تلاوته على المنذرين حيث قال: (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة) فهذه السور الثلاث منتظمة للقرآن أمرا به و ذكرا لنزوله و لتلاوة الرسول له على المنذرين.
ثم سورة الزلزلة والعاديات والقارعة والتكاثر؛ متضمنة لذكر اليوم الآخر وما فيه من الثواب والعقاب، وكل واحد من القرآن واليوم الآخر قيل: هو (النبأ العظيم) .
ثم سورة العصر والهمزة والفيل و(لإيلاف) و(أرأيت) والكوثر والكافرون والنصر و(تبت) متضمنة لذكر الأعمال، حسنها وسيئها، وإن كان لكل سورة خاصة.
وأما سورة الإخلاص والمعوذتان؛ ففي الإخلاص: الثناء على الله، وفي المعوذتين: دعاء العبد ربه ليعيذه. والثناء مقرون بالدعاء كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب والعبد نصفها ثناء للرب ونصفها دعاء للعبد(2 ). والمناسبة في ذلك ظاهرة؛ فإن أول الإيمان بالرسول: الإيمان بما جاء به من الرسالة، وهو القرآن، ثم الإيمان بمقصود ذلك وغايته وهو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم والعذاب، وهو الجزاء، ثم معرفة طريق المقصود وسببه، وهو الأعمال؛ خيرها ليفعل، وشرها ليترك.
ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان، وهو ذكر الله ودعاؤه، كما بنيت عليه أم القرآن، فإن حقيقة الإنسان المعنوية: هو المنطق. والمنطق قسمان: خبر وإنشاء، وأفضل الخبر وأنفعه وأوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة وسورة الإخلاص، وأفضل الإنشاء -الذي هو الطلب- وأنفعه وأوجبه ما كان طلبا من الله كالنصف الثاني من الفاتحة والمعوذتين"أ.هـ(3 ).


(1 ) يشير إلى حديث بدء الوحي وسيأتي في تفسير سورة العلق، أخرجه البخاري كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، ومسلم كتاب الإيمان باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (160).
(2 ) يشير إلى حديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل) أخرجه مسلم كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (395).
(3 ) مجموع الفتاوى 16/477.
 
وهذا يؤكد صلة الأخلاق بالعقيدة ،وهذا موضوع كتب فيه بعض الفضلاء ، إلا أني لاحظت أن التركيز كان على السنة ، وأنعم بها من معين ثر ، ولكني دهشت ودهشت ، ثم دهشت لقلة الاستدلال بالقرآن ، مع وضوح هذه القضية فيه بجلاء ، ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد ، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم ، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك .
أحسنت يا دكتور عمر وجزاك الله خيراً، وكلامك هنا متين وليتك بسطت في الموضوع وأنت أهلٌ لذلك، وصلة الأخلاق بالعقيدة جليٌّ جداً، فالأخلاق صورة مضيئة للعقيدة الصافية النقية، وقلب المؤمن يأبى سيء الأخلاق، وقد قال الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) ، وقال إمام الأنبياء صلى الله عليه وسلم : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
 
عودة
أعلى